المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العمر يمضي والاحلام لم تتحقق


~ نسمات الخير~
2013-09-16, 16:41
http://up.graaam.com/img/9b72daac195732d987fab1af42cb74b5.gif














كم تألمنا ؟.. كم بكينا ؟.. كم عشنا ضياع الفرص ؟


العمر يمضي والأحلام لم تتحقق !





http://up.graaam.com/img/2aeb122e5d56928b52ad8e8778ea5c9d.jpg




مضى زمن طويل ، منذ ذالك الوقت الذي قررت فيه أن تكتب مذكراتها ، وتترك للقلم أن يرسمها بالحبر كيفما شاء ، قبل ذلك كانت تحاول دائماً أن تترك أصابعها معلقة في الأشياء التي تمر في حياتها ، كانت تحب كثيراً أن تترك شيئاً منها على الأشخاص الذين يعبرون قريباً من ضفة قلبها ، كانت تُحب أن تعطي شيئا خاصا منها لكل من مرّ قريباً من حياتها التي مرت سريعاً ،




http://up.graaam.com/img/b1174d4c7d8970cbfe7164fd06c79459.gif


كسرعة , القطار الذي يخطف الطريق بين عجلاته من دون أن يفكر أن يتوقف ، مضى وقت طويل وهي تفكر كيف وصلت إلى سن الأربعين ؟ ، كيف سيكون شكل الأعوام العشر المقبلة التي تطل برأسها على حياتها بوداعه , كطفل كسر إناء الزهر ثم إبتسم ، لكنه الأربعين ، العمر الذي يبلغ المرء فيه أشده ، قوته ، عزمه ، قراره الأكيد ، نضجه ، وتمام إكتمال تقاسيم جسده ، فلماذا لاتزال تشعر أنها صغيرة ، صغيره بذلك القدر الذي تتردد كثيراً أن تعترف أمام مرآتها أنها وأخيراً وصلت سن الأربعين !.



http://up.graaam.com/img/f8b6fdd7f1d963d0835a2da235f6bb96.gif



ما أصعب أن تكبر وتجد نفسك أمام «ميزان» يرجح نقصان أيامك وأنت كما أنت !




http://up.graaam.com/img/f80f1b6491a4d84cf2873c8988874524.gif




مازالت تهز برأسها يميناً ويساراً ، تبتسم كما الذي يعيش حالة "خدر" غير مفهومة ، لتسأل : "هل أنا حقاً إمرأة الأربعين؟ ، هل حقاً مضى العمر سريعاً من دون أن يلتفت , لينظر لهذا القلب الصغير الذي مازال يحبو بداخل قفصي الصدر ولم يتعلم بعد؟ ، تبسط يديها عند مكان القلب ، تتحسسه كأن تتفقد رضيعها في سريره المهتز ، تتأكد أن كائنا حيا مازال ينبض بداخلها ، تسحب يدها تباغت المرآة بذات السؤال الحائر : هل كبرت؟ ، هل مضى العمر بي ؟ ، تستدير نحو كتابها المُلقى على حافة





http://up.graaam.com/img/c1dcb812fa21be993fd5628cb611e1c1.gif



سريرها , تتناوله كمن وقع على كنز ، تتأمل عنوانه : "40 في معنى أن أكبر" للكاتبة "ليلى الجهني"، تقلب صفحاته تتمتم : "إنني أكبر وليس بيدي أن لا أفعل ، كل ما بيدي وأنا أكبر هو أن أعي كيف ينحتني هذا الكبر ، ما الذي يأخذه مني؟ ، وما الذي يضفيه علي؟"، ثم تقرأ : "إنني أكبر ، وأغدو أكثر هشاشة من قبل ، يؤذيني أحياناً أن أشعر أنها هشاشة من يعي ويعرف أكثر مما يجب ، لا هشاشة من لا يجرؤ ، أليست الهشاشة عطباً في الروح ؟".





http://up.graaam.com/img/09dfb633bad1ec3846d58152a5ee8232.gif




تقفل الكتاب , وتأخذه هاربه إلى صدرها ، تراقصه في غرفتها ، تستدير في كل زاوية وهي تغني : "أليست الهشاشة عطباً في الروح"، ترفع صوتها حتى ينسحب منها إلى صمت , ينتهي بها إلى مرآتها لتنظر بألم إلى وجهها ، عينيها التي كم عاشت طويلاً ، كم تألمت ، كم بكت ، كم عاشت ضياع الفرص ، كم سرقت منها أحلامها ، كم فارقت حبيبها ، كم تعطشت إلى فرح ، كم تطلعت إلى أمل ، كم خذلها المقربون ، كم طعنها الصديق ، كم تشمت بها أعدائها ، كم وكم حتى مضى العمر سريعاً يسرق معه الأحلام من دون أن يلتفت إليها .





http://up.graaam.com/img/cc094b30d856f42f84bfae5688b1c688.jpg





{ أحلام ضائعة } .




مضى العمر سريعاً ، في طياته سنوات مازالت تشتاق إلى أحلامها الضائعة ، أو ربما المؤجلة أحياناً ، مضى وهو يتحسس جراح الذي قارب أن يفتقد جسده لفرط جوعه , لكل الأمنيات التي علقها في الأفق ، ترك الباب مواربا إلى الأمل ، لكنه تأخر كثيراً ، والعمر بلا رحمة يخطف منّا جميع الأشياء المغلفة التي كنا قد غلفناها لأوقات بلوغ الفرح ، إنتظرت مغلفاتنا كثيراً والحلم لم يتحقق بعد ، نتشبث بكل ما لدينا من قوة حتى نبقى أوفياء لحاله إسمها الأمل ، الذي وُلد مع الأماني




http://up.graaam.com/img/53737aceaab4a0df15c2beff7f5caf2e.gif




الصغيرة ، التي مع تقدم العمر تكبر، إنها تكبر وتشيخ , ومازلنا نحن كما نحن أيضاً ننتظر ، نعاود ترداد ذات الرؤية للأشياء التي نحبها ونمدها بإخلاص متسع حتى حدود الأرض ، لنبقى نؤمن أن هناك ما هو يستحق أن نعيش من أجله , حتى إن مضى العمر ولم يأت ، ولم يقترب منّا ، لم يلامسنا ، لم يهمس في أذننا ، بل ولم يقدم لنا زهور الحقل التي زرعناها لهكذا موقف .



http://up.graaam.com/img/60a63644c5857509075940118d11d495.jpg





{ أنت كما أنت } .



ما أصعب أن نتكبر ، وأن تجد نفسك أمام ميزان يرجح فيه نقصان أيامك وأنت كما أنت ، مازلت مهووساً بفكرة واحدة ، بقرار واحد لا تجرؤ أن تتخذه ، بقلب الحب الذي لا يأتي أبداً وفياً ، بمكانة أنت من تستحقها ، بأسرة تحتفي بك ، بحياة تفتخر بها ، بطفل يعيد تشكيلك من جديد ، بتغير تحتاجه عند نقطة الصفر ، بطموح تعتق كثيراً وأنت تخطط له ، لكنه أيضاً لم يأت .




http://up.graaam.com/img/e0234b2f53032e7a450cf1003d52566d.gif




حينما يمضي بنا العمر ، من دون أن نستطيع أن نتصالح معه ، فإن ذالك لا يعني أبداً مرارة الشيخوخة والخوف من الموت ، بل إن روحاً مازالت رطبة ، ندية ، تحتاج إلى من يسمع صوتها ، من يؤمن بها ، من يرقب النور الذي يسكنها ، حينما يكون لمعنى البقاء ذات معنى الغياب ، حينما يكون لمعنى الحُب ذات معنى الكُره ، حينما يكون للون الأبيض ذات معنى السواد ، حينما يكون لمعنى السعادة ذات معنى العتمة ، حينما تكتشف أنك تراهن خلال سنواتك الماضية على أوهام يقلصها لك العمر الذي ذهب من دون أن يسألك العذر ، من دون أن يقول لك وداعاً .





http://up.graaam.com/img/7165f3f603db9e568c7b2442e0041d3e.jpg




{ أيام تسرقنا } .



ونبقى "مهبولين" بأيام ضاعت فيها الأشياء المضيئة , التي خفت جداًّ ضياؤها ، لا نستطيع أبداً أن نعيد عربة الوقت إلى الخلف ، لن نستطيع كذلك أن نوقف العمر حتى ننتظر أحلامنا لتلحق بنا ، لتعاود التفكير بنا وبالزمن الذي منحنا إياه , لكي ترانا بعيون المحب ، تشفق علينا فتتحقق ، لكنها أبداً لن تفعل ، وأبداً لا يتوقف العمر في سرقة نبضنا ، نتألم ونحزن ونخاف من عمر لا يبقى فيه متسع , حتى للتفكير بما تبقى ، لكننا بشر مسيرين بأقدارنا ، مشبعين بمخاوف لا حصر لها , بثقل كبير من :



http://up.graaam.com/img/c7cbfff33d1cb536d36647e368b395a2.gif




التجارب والخسارات ، التي أتعبتنا وأخذت منّا أكثر مما أخذه العمر الذي مضى ، والذي يصر أن يمضي .

حينما يمضي العمر بنا ، فإننا نكبر ، ويبقى هناك بين الحد الفاصل بين زمنين , حالة عميقة جداًّ اسمها "التوق" الذي يسكن في عروقنا ، يسير مع دمائنا ، ينعس في أجفاننا ، يزورنا عند كل ليلة نتوحد فيها مع ذواتنا , لنعيش قلق الفقد والخسارة ، التي ولّت مع تلك الفرص .





{ لم ننجح } .




يباغت فينا ذلك "التوق" كل شيء حتى ما نخفيه بداخل الروح حتى لا يموت ، لا ينتهي ، حتى إن إنتهى وقتها يظل بأعماقنا , يزيد من لمعان تحفنا الثمينة التي حفرت بداخلنا ، أخذ العمر ما أخذ ، فيما بقيت هي تنير طريق القلب الذي لم يشع إلا بها ، مازال كائن صغير ، يعشق ويحلم وينتظر ويغامر ويتوقف ، حتى تأتيه الفرصة ليحقق أحلامه التي لم تنته يوماً ، حتى وإن مضى العمر .






http://up.graaam.com/img/7adefc3daeb64cff258f9bcd6ff42ec7.gif




أن يمضي العمر بنا ، ولم تتحقق أحلامنا ، لم نصل ، لم ننجح ، بل ولم نستمر ، فإن ذالك لا يعني أننا كبرنا ، بل يعني أننا خاسرون في معركة لم تدر إلاّ من طرف واحد فقط , وليس طرفين ، طرف واحد محارباه , هما / "الأماني" و"القلب" .


منقول



______________________________________

________________________________________

___________________________________


أحبــائـــي الرائــعــين .. أرجـــوا أن يكـــون الطـــرح قــد نــال عــلى إستـــحسانكــم ..


_______________________
________________

تحـــياتــــي لكــ


http://up.graaam.com/img/5b208609d1d94d901fc075e87c933a78.gifم جمـــيعــا .

داعي الله ياسين
2013-09-16, 16:47
سلام الله

لو كنّا مرّة في العمر فقط نحاسب هكدا أنفسنا لكنّا أنجح وأفضل ممّا نحن عليه
رب يصلح أحوالنا ويوفّقنا لاستغلال كل لحظة وتانية من عمرنا في طاعته

هيهات والله أسرفنا في أنفسنا ... رب يرحمنا إن شاء

شكرا بارك الله فيك أخت عائشه

أبو الناي
2013-09-16, 17:23
بارك الله فيك على الطرح الجميل
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQGnRzYi9JkBMJbuvJX6pzftWtmhqbo1 jeNAEcn-qtfnApheyOm

سيدة القصر الهام
2013-09-16, 17:45
الجميل في الاحلام غاليتي أنها ملكنا

و يستحيل سلبنا اياها

قد تكونُ الشيء الجليل الوحيد الذي نستقل به استقلالا تاما رغم كل الظروف

و تحقيقها يعود بالدرجة الاولى لذواتنا و ارواحنا

علينا محاربة العوائق و الوقوف بعد كل عثرة

حتما سنكون و سنحقق و ما استحال تحقيقه فهو حكمة من الله

موضوع جميل

شكرا لك

~ نسمات الخير~
2013-09-16, 19:11
أسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيراً مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافيه

بهاء الإسلام
2013-09-16, 20:43
http://www.rjeem.com/uploadcenter/uploads/10-2012/PIC-138-1349176704.gif

روعــــــــــــــــــة موضوعك أفرحتني
سلمت أناملك وسلم إبداعك
ودمتي بحفظ الله ورعايته

http://www.rjeem.com/uploadcenter/uploads/10-2012/PIC-138-1349176704.gif

* عبد الجليل *
2013-09-17, 09:03
شكرا لك على الموضوع الرائع

بارك الله فيك على الطرح المميز ... دمت في رعاية الله وفي حفظه

تقبل مروري ... تحياتي