مومني محمد
2007-08-24, 17:26
قواعد وأسس في السنة والبدعة""_الجزء الاول_
------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحث على اتباع السنة والتحذير من البدعة
وبيان أسباب الابتداع
أولاً : الآيات الكريمات التي تأمر بالاتباع وتنهى عن الابتداع :
1. قال الله تعالى :"" وأن هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ""
قال القرطبي : هذه آية عظيمة ... فإنه لما نهى وأمر وحذر هنا عن اتباع غير سبيله فأمر فيها باتباع طريقه .
فالصراط المستقيم المذكور في الآية الكريمة هو سبيل الله الذي دعا إليه وهو السنة والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم وهم أهل البدع والأهواء
2. وقال الله تعالى :"" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ""
قال الراغب الأصفهاني : والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقاً غير طريق الآخر في حاله أو قوله .
وحكى ابن العربي عن الزبير بن بكار قال :" سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله من أين أحرم ؟ قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول صلي الله عليه وسلم . فقال : إني أريد أن أحرم من المسجد . فقال : لا تفعل . قال : فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر . قال : لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة . فقال : وأي فتنة هذه ؟ إنما هي أميال أزيدها . قال : وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول اللهصلي الله عليه وسلم إني سمعت الله يقول :"" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "".
3.وقال الله تعالى:"" وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ""
4. وقال الله تعالى :"" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "". فأمر الله سبحانه وتعالى برد المتنازع فيه إلى قوله جل جلاله وإلى قول الرسو ل صلي الله عليه وسلم
5. وقال الله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "
قال الإمام مالك رحمه الله : ومن أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خان الدين لأن الله تعالى يقول :
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ "فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً"..
ولأن الله سبحانه وتعالى أخبر بأن الشريعة قد كملت قبل وفاة النبي صلي الله عليه وسلم فلا يتصور أن يجيء إنسان ويخترع فيها شيئاً لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكاً على الـلـه سبـحـانه وتعالى وتـوحـي بـأن الـشريعة ناقصة وهذا يخالف ما جاء في كتاب الله .
6. وقال تعالى :"" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبونَ اللَّهَ فَاتَّبعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ""
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي : تنبيه : يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله صلي الله عليه وسلم هي اتباعه صلي الله عليه وسلم فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لو كان محباً له لأطاعه ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ومنه قول الشاعر :
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
7. وقال تعالى :" أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ "
ثانياً : الأحاديث النبوية التي تأمر بالاتباع وتنهى عن الابتداع :
1. عن جابر بن عبد اللهt قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذاخطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم . ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى . ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هـدى محـمـد وشر الأمـور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " رواه مسلم .
وفي رواية عند النسائي : وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .وهو حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني .
2. وعن عبد الله بن مسعودt قال :خطَّ لنا رسول اللهe يوماً خطاً ثم قال : هذا سبيل الله ثم خطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ :"" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ""الآية ، رواه الدارمي وأحمد والنسائي وقال الألباني : حديث صحيح .
3. وعن أبي نجيح العرباض بن سارية قال :" صلى بنا رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل :
يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا . فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "" رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح ورواه أحمد وابن حبان ، وهو حديث صحيح صححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي
4. وعن عائشة رضي الله عنهما قالت :"قال رسول الله صلي الله علي وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ"
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام كما أن حديث " الأعمال بالنيات " ميزان للأعمال في باطنها وهو ميزان للأعمال في ظاهرها فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء .
5. وعن بلال بن الحارث قال :" سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من أحيا سنة قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن ابتدع بدعة لا ترضي الله ورسوله فإن له مثل إثم من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئاً " رواه الترمذي وابن ماجة . وقال الترمذي : هذا حديث حسن . وقال البغوي : هذا حديث حسن . وصححه الشيخ الألباني
6. وعن أبي شريح الخزاعي قال :( خرج علينا رسول الله e فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالوا : بلى . قال : إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبداً ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وقال الشيخ الألباني : صحيح (2).
7. وعن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال : إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه ] رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد. وقال الشيخ الألباني: حسن... وله أصل في الصحيح
8. وعن أنس بن مالك t قال :( قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته ) رواه الطبـراني وإسـنـاده حـسـن وصححه الألباني
ثالثاً : الآثار الواردة عن السلف في لزوم السنة وذم البدع
1. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :[ كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ] رواه البيهقي في المدخل وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد .
2. وعن عبد الله بن مسعود قال :[ الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ] رواه الدارمي والبيهقي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني .
3. وعنه أيضاً قال :[ اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ] رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي ورواه الدارمي .
4. وعنه أيضاً قال :[ اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلاله ] رواه أبو خيثم في كتاب العلم وقال الشيخ الألباني هذا إسناد صحيح .
5. وعنه أيضاً قال :[ أيها الناس إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول ] رواه الـدارمـي وصــحـحـه الحافظ ابــن حـجـر وابن رجب الحنبلي .
6. وعنه أيضاً قال :" تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق " رواه الدارمي ومعمر في الجامع وابن عبد البر في جامع بيان العلم .
7. وعن حذيفه قال :" يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً " رواه البخاري .
قال الحافظ : قوله يا مشعر القراء : المراد بهم العلماء بالقرآن والسنة العبّاد .
8. وعنه قال : كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله e فلا تتعبدوا بها فإن الأول لم يـدع للآخـر مقالاً فاتقوا الله يا معشر القرآء خذوا طريق من كان قبلكم .. رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، ومحمد بن نصر في السنة ، وأبو نعيم وابن عساكر وذكره أبو شامة في الباعث وعزاه لأبي داود وكذلك فعل السيوطي وغيره وقال الشيخ الألباني لم أجده في السنن .
9. وقال أبو العالية : عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يفترقوا ..ذكره ابن الجوزي وذكره السيوطي ورواه معمر في الجامع .
10. وقال الأوزاعي : اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ..ذكره ابن الجوزي والسيوطي .
11. وقال عمر بن عبد العزيز : سن رسول الله وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق بكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها . من عمل بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً . رواه ابن عبد البر وذكره الشاطبي في الاعتصام وقال إنه كان يعجب مالكاً جداً
قال الشاطبي : وبحق وكان يعجبهم فإنه كلام مختصر جمع أصولاً حسنة من السنة منها ما نحن فيه لأن قوله : ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها . قطع لمادة الابتداع جملة . وقوله : من عمل بها فهو مهتد . مدح لمتبع السنة وذم لمن خالفها بالدليل الدال على ذلك ، وهو قول الله سبحانه وتعالى
"" وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا "
12. وقال عمر بن عبد العزيز يوصي رجلاً : أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة نبيه صلي الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته ... فعليك بلزوم سنته فإنها لك بإذن الله عصمة ... رواه أبو داود ، وقال الشيخ الألباني : صحيح مقطوع .
13. وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال : اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين . ذكره الــشــاطــبي والسيوطي .
14. وعن عثمان الأزدي قال : دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما فقلت له أوصني . فقال : عليك بتقوى الله والاستقامة ، اتبع ولا تبتدع . ذكره الخطيب في الفقيه والمتفقه ، والبغوي في شرح السنه ، وأبو شامة في الباعث ، والسيوطي في الأمر بالاتباع
منقول
------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحث على اتباع السنة والتحذير من البدعة
وبيان أسباب الابتداع
أولاً : الآيات الكريمات التي تأمر بالاتباع وتنهى عن الابتداع :
1. قال الله تعالى :"" وأن هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ""
قال القرطبي : هذه آية عظيمة ... فإنه لما نهى وأمر وحذر هنا عن اتباع غير سبيله فأمر فيها باتباع طريقه .
فالصراط المستقيم المذكور في الآية الكريمة هو سبيل الله الذي دعا إليه وهو السنة والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم وهم أهل البدع والأهواء
2. وقال الله تعالى :"" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ""
قال الراغب الأصفهاني : والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقاً غير طريق الآخر في حاله أو قوله .
وحكى ابن العربي عن الزبير بن بكار قال :" سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله من أين أحرم ؟ قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول صلي الله عليه وسلم . فقال : إني أريد أن أحرم من المسجد . فقال : لا تفعل . قال : فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر . قال : لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة . فقال : وأي فتنة هذه ؟ إنما هي أميال أزيدها . قال : وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول اللهصلي الله عليه وسلم إني سمعت الله يقول :"" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "".
3.وقال الله تعالى:"" وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ""
4. وقال الله تعالى :"" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "". فأمر الله سبحانه وتعالى برد المتنازع فيه إلى قوله جل جلاله وإلى قول الرسو ل صلي الله عليه وسلم
5. وقال الله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "
قال الإمام مالك رحمه الله : ومن أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خان الدين لأن الله تعالى يقول :
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ "فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً"..
ولأن الله سبحانه وتعالى أخبر بأن الشريعة قد كملت قبل وفاة النبي صلي الله عليه وسلم فلا يتصور أن يجيء إنسان ويخترع فيها شيئاً لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكاً على الـلـه سبـحـانه وتعالى وتـوحـي بـأن الـشريعة ناقصة وهذا يخالف ما جاء في كتاب الله .
6. وقال تعالى :"" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبونَ اللَّهَ فَاتَّبعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ""
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي : تنبيه : يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله صلي الله عليه وسلم هي اتباعه صلي الله عليه وسلم فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لو كان محباً له لأطاعه ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ومنه قول الشاعر :
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
7. وقال تعالى :" أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ "
ثانياً : الأحاديث النبوية التي تأمر بالاتباع وتنهى عن الابتداع :
1. عن جابر بن عبد اللهt قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذاخطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم . ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى . ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هـدى محـمـد وشر الأمـور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " رواه مسلم .
وفي رواية عند النسائي : وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .وهو حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني .
2. وعن عبد الله بن مسعودt قال :خطَّ لنا رسول اللهe يوماً خطاً ثم قال : هذا سبيل الله ثم خطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ :"" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ""الآية ، رواه الدارمي وأحمد والنسائي وقال الألباني : حديث صحيح .
3. وعن أبي نجيح العرباض بن سارية قال :" صلى بنا رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل :
يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا . فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "" رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح ورواه أحمد وابن حبان ، وهو حديث صحيح صححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي
4. وعن عائشة رضي الله عنهما قالت :"قال رسول الله صلي الله علي وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ"
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام كما أن حديث " الأعمال بالنيات " ميزان للأعمال في باطنها وهو ميزان للأعمال في ظاهرها فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء .
5. وعن بلال بن الحارث قال :" سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من أحيا سنة قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن ابتدع بدعة لا ترضي الله ورسوله فإن له مثل إثم من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئاً " رواه الترمذي وابن ماجة . وقال الترمذي : هذا حديث حسن . وقال البغوي : هذا حديث حسن . وصححه الشيخ الألباني
6. وعن أبي شريح الخزاعي قال :( خرج علينا رسول الله e فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالوا : بلى . قال : إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبداً ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وقال الشيخ الألباني : صحيح (2).
7. وعن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال : إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه ] رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد. وقال الشيخ الألباني: حسن... وله أصل في الصحيح
8. وعن أنس بن مالك t قال :( قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته ) رواه الطبـراني وإسـنـاده حـسـن وصححه الألباني
ثالثاً : الآثار الواردة عن السلف في لزوم السنة وذم البدع
1. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :[ كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ] رواه البيهقي في المدخل وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد .
2. وعن عبد الله بن مسعود قال :[ الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ] رواه الدارمي والبيهقي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني .
3. وعنه أيضاً قال :[ اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ] رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي ورواه الدارمي .
4. وعنه أيضاً قال :[ اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلاله ] رواه أبو خيثم في كتاب العلم وقال الشيخ الألباني هذا إسناد صحيح .
5. وعنه أيضاً قال :[ أيها الناس إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول ] رواه الـدارمـي وصــحـحـه الحافظ ابــن حـجـر وابن رجب الحنبلي .
6. وعنه أيضاً قال :" تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق " رواه الدارمي ومعمر في الجامع وابن عبد البر في جامع بيان العلم .
7. وعن حذيفه قال :" يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً " رواه البخاري .
قال الحافظ : قوله يا مشعر القراء : المراد بهم العلماء بالقرآن والسنة العبّاد .
8. وعنه قال : كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله e فلا تتعبدوا بها فإن الأول لم يـدع للآخـر مقالاً فاتقوا الله يا معشر القرآء خذوا طريق من كان قبلكم .. رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، ومحمد بن نصر في السنة ، وأبو نعيم وابن عساكر وذكره أبو شامة في الباعث وعزاه لأبي داود وكذلك فعل السيوطي وغيره وقال الشيخ الألباني لم أجده في السنن .
9. وقال أبو العالية : عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يفترقوا ..ذكره ابن الجوزي وذكره السيوطي ورواه معمر في الجامع .
10. وقال الأوزاعي : اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ..ذكره ابن الجوزي والسيوطي .
11. وقال عمر بن عبد العزيز : سن رسول الله وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق بكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها . من عمل بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً . رواه ابن عبد البر وذكره الشاطبي في الاعتصام وقال إنه كان يعجب مالكاً جداً
قال الشاطبي : وبحق وكان يعجبهم فإنه كلام مختصر جمع أصولاً حسنة من السنة منها ما نحن فيه لأن قوله : ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها . قطع لمادة الابتداع جملة . وقوله : من عمل بها فهو مهتد . مدح لمتبع السنة وذم لمن خالفها بالدليل الدال على ذلك ، وهو قول الله سبحانه وتعالى
"" وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا "
12. وقال عمر بن عبد العزيز يوصي رجلاً : أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة نبيه صلي الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته ... فعليك بلزوم سنته فإنها لك بإذن الله عصمة ... رواه أبو داود ، وقال الشيخ الألباني : صحيح مقطوع .
13. وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال : اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين . ذكره الــشــاطــبي والسيوطي .
14. وعن عثمان الأزدي قال : دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما فقلت له أوصني . فقال : عليك بتقوى الله والاستقامة ، اتبع ولا تبتدع . ذكره الخطيب في الفقيه والمتفقه ، والبغوي في شرح السنه ، وأبو شامة في الباعث ، والسيوطي في الأمر بالاتباع
منقول