المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاختـلاط بين الرجـال والنسـاء


ابو عمر بودراجي
2013-09-16, 09:04
الاختـلاط بين الرجـال والنسـاء

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه من إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لفعل الطاعات وجنبني وإياهم البدع والمنكرات . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . أما بعد :

فمن واجب النصح والتذكير أن أنبه على أمر لا ينبغي السكوت عليه بل يجب الحذر منه والابتعاد عنه وهو الاختلاط الحاصل من بعض الجهلة في بعض الأماكن والقرى مع غير المحارم لا يرون بذلك بأسا بحجة أن هذا عادة آبائهم وأجدادهم وأن نياتهم طيبة فتجد المرأة مثلا تجلس مع أخي زوجها أو زوج أختها أو مع أبناء عمها ونحوهم من الأقارب بدون تحجب وبدون مبالاة .

ومن المعلوم أن احتجاب المرأة المسلمة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح ، قال الله سبحانه وتعالى : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ[1] وقال تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[2] الآية ، وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[3] والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : ( لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها ) .

وفي هذه الآيات الكريمات دليل واضح على أن رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس بمحرم لها وأن كشفه لغير المحارم حرام . ومن أدلة السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لتلبسها أختها من جلبابها)) رواه البخاري ومسلم . فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة ألا تخرج المرأة إلا بجلباب . فلم يأذن لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج بغير جلباب .

وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس وقالت : (لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنوا إسرائيل نساءها) فدل هذا الحديث على أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل ، وأعلاها أخلاقا وآدابا وأكملها إيمانا وأصلحها عملا ، فهم القدوة الصالحة لغيرهم .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفناه) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة ففي قولها ( فإذا حاذونا ) تعني ( الركبان ) سدلت إحدانا جلبابها على وجهها دليل على وجوب ستر الوجه؛ لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفا .

وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من كبر دواعي الشر والفساد ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها . فبهذا يتبين أنه يحرم على المرأة أن تكشف وجهها بحضور الرجال الأجانب ويحرم عليها كشف صدرها أو نحرها أو ذراعيها أو ساقيها ونحو ذلك من جسمها بحضور الرجال الأجانب ، وكذا يحرم عليها الخلوة بغير محارمها من الرجال ، وكذا الاختلاط بغير المحارم من غير تستر ، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة الرجال ، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم .

وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق)) فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها . ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ[4] فيحرم على المرأة أن تكشف وجهها لغير محارمها بل يجب عليها ستره كما يحرم عليها الخلوة بهم أو الاختلاط بهم أو وضع يدها للسلام في يد غير محرمها وقد بين سبحانه وتعالى من يجوز له النظر إلى زينتها بقوله : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[5] أما أخ الزوج أو زوج الأخت أو أبناء العم وأبناء الخال والخالة ونحوهم فليسوا من المحارم وليس لهم النظر إلى وجه المرأة ولا يجوز لها أن ترفع جلبابها عندهم لما في ذلك من افتتانهم بها فعن عقبة ابن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والدخول على النساء)) فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال ((الحمو الموت)) متفق عليه . والمراد بالحمو أخ الزوج وعمه ونحوهما؛ وذلك لأنهم يدخلون البيت بدون ريبة ولكنهم ليسوا بمحارم بمجرد قرابتهم لزوجها وعلى ذلك لا يجوز لها أن تكشف لهم عن زينتها ولو كانوا صالحين موثوقا بهم؛ لأن الله حصر جواز إبداء الزينة في أناس بينهم في الآية السابقة وليس أخ الزوج ولا عمه ولا ابن عمه ونحوهم منهم وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : ((لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)) والمراد بذي المحرم من يحرم عليه نكاحها على التأييد لنسب أو مصاهرة أو رضاع كالأب والابن والأخ والعم ومن يجرى مجراهم .


وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لئلا يرخي لهم الشيطان عنان الغواية ويمشي بينهم بالفساد ويوسوس لهم ويزين لهم المعصية . وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

ومن جرت العادة في بلادهم بخلاف ذلك بحجة أن ذلك عادة أهلهم أو أهل بلدهم فعليهم أن يجاهدوا أنفسهم في إزالة هذه العادة وأن يتعاونوا في القضاء عليها والتخلص من شرها محافظة على الأعراض وتعاونا على البر والتقوى وتنفيذا لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى مما سلف منها وأن يجتهدوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستمروا عليه ولا تأخذهم في نصرة الحق وإبطال الباطل لومة لائم ولا يردهم عن ذلك سخرية أو استهزاء من بعض الناس فإن الواجب على المسلم اتباع شرع الله برضا وطواعية ورغبة فيما عند الله وخوف من عقابه ، ولو خالفه في ذلك أقرب الناس وأحب الناس إليه . ولا يجوز اتباع الأهواء والعادات التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء ، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عما يخالفها .

والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لما يرضيه وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ الوالد الناصح بن باز رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------

[1] - سورة النور الآية 31.
[2] - سورة الأحزاب من الآية 53.
[3] - سورة الأحزاب الآية 59.
[4] - سوةر النور الآية 31.
[5] - سورة النور الآية 31

بهاء الإسلام
2013-09-16, 13:50
باااااااااااااااااااااارك الله فيك
وجزاك خيرا

aigle_noirdz
2013-09-16, 14:13
بارك الله فيك

ابو عمر بودراجي
2013-09-16, 16:30
وفيكم بارك

ابو عمر بودراجي
2014-02-03, 09:08
حكم الدراسة في كليات مختلطة مع تعذر وجود غيرها بدون اختلاط ؟

لشيخنا / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

سئل فضيلة شيخنا العلامة / صالح بن فوزان الفوزان - أمد الله عمره في طاعته - في درسه شرح "مختصر زاد المعاد " يوم الأحد بتاريخ : 11/22/ 1433هـ سؤالا نصه :

فضيلة الشيخ - وفقكم الله - يقول السائل :

قال لي أحد طلبة العلم يجب عليك أن تترك كليتك التي تدرس فيها لأن فيها اختلاطا .

يقول : فهل ما ذكره لي صحيح ؟

علما بأن جميع الكليات التي عندنا في بلدنا فيها اختلاط ؛ فماذا أصنع ؟

الجواب :

لا ما يجوز أن تدرس في كلية فيها اختلاط لاسيما و النساء سافرات متبرجات و تخالطهن في الفصل و في أمكنة الكلية كما بين الطلاب هذا لا يجوز و لا ضرورة إلى هذا التعلم إلا إذا وجدت كلية ليس فيها اختلاط تدرس .

ابو عمر بودراجي
2014-02-03, 09:10
"الاختلاط بين الجنسين أسبابه و اضراره " لشيخنا العلامة / يحيى بن علي الحجوري-حفظه الله-

سجلت هذه المادة يوم الأحد 28 ربيع الثاني 1434هـجرية

من هنا (http://www.sh-yahia.net/show_sound_3839.html)

moustafa2013
2014-02-03, 09:13
بارك الله فيك

ابو عمر بودراجي
2014-02-03, 09:15
سئل الإمام ابن باز رحمه الله :
(وضحوا لنا حكم التعليم في الجامعات المختلطة؛ لأن البعض يجوز ذلك للضرورة. جزاكم الله عنا خيرا؟

الجواب:
لا يجوز التعلم في الجامعات المختلطة لما في ذلك من الخطر العظيم وأسباب الفتنة، نسأل الله أن يوفق المسلمين لترك ذلك، وأن يعلموا كل جنس على حدة سدا لذريعة الفتنة واحتياطا للدين، وتعاونا على البر والتقوى، والله ولي التوفيق. [مجلة الدعوة العدد (1566)].

وقال الإمام الوادعي رحمه الله:
(وأما ما هو ضابط الدخول للضرورة في هذه الجامعات المختلطة؟ فليست هناك ضرورة فهل السيف على رقبة الشخص أو أنه إذا لم يدخل الجامعات زجّ به غي السجن حتى يخاف على نفسه أو ماله أو عرضه أن يحلّ مالا يتحمّله). [تحفة المجيب252].

وقال رحمه الله: (المضطرّ هو الذي يخشى على نفسه من التلف أو يخشى أن يحل به أو بماله أو عرضه ما لا يتحملّه فهذا الذي يسمى مُكرَها, أما توسّع العصريين في هذا الأمر فهو توسع غير مرضي)[المصدر السابق 172].

وسئل العلامة الفوزان حفظه الله: ما حكم الدراسة في الجامعات المختلطة بالنسبة للبنات وما نصيحتكم لوالدين يريدان إقناع وإجبار ابنتهم على دخول تلك الجامعة؟

الجواب: هذا حرام ولا يجوز والدراسة ليست ضرورية والاختلاط حرام فلا يستباح الحرام لغير ضرورة هذا أمر لا يجوز لا للرجال ولا للنساء. [رقم الفتوى/4923].

قال الإمام الشاطبي رحمه الله: «ثم نقول تتبع الرخص ميل مع أهواء النفوس والشرع جاء بالنهي عن اتباع الهوى... وربما استجاز هذا بعضهم فى مواطن يدعى فيها الضرورة وإلجاء الحاجة بناء على أن الضرورات تبيح المحظورات فيأخذ عند ذلك بما يوافق الغرض». [الموافقات5/99].

[color="red"][color="blue"]وقال الشيخ العلامة المحدث يحيى الحجوري –حفظه الله- : «الضرورة التي يحددها الشرع وأهل العلم يقولون هي التي قد يحصل للإنسان بها ضرر لا يتحمله في نفسه أو في ماله وبعض الناس وسعوا قاعدة الضرورات فجعلوا حلق اللحية والنظر إلى الدشوش ولباس البناطيل كذلك والدراسة الاختلاطية والحزبيات والانتخابات ضرورة !! بل هي محرمات لا ضرورات». [الكنز الثمين5/131].
[/[/center]

الإدريسي العلوي
2014-02-03, 13:15
بارك الله فيك وجزاك خيرا

أبوطه الجزائري
2014-02-03, 13:20
الله المستعان .....

مدارسنا مختلطة ...

و من تحدث في الموضوع اتهم بالتطرف و الارهاب

mouhamed mou
2014-02-03, 13:30
اللهم أنصر المجاهدين في بلاد الشام

miloud laboukhi
2014-02-03, 13:30
جزاك الله خيرا

روسلين
2014-02-03, 14:45
السلام عليكم

نحن لا نجادل الحق ابدا

لكن ما الحل

فنحن في دولة الله غالب

moh140
2014-02-03, 14:47
يا نفس لا تتكبري سيأتي يوما ترحلي

الجليس الصلح
2014-02-03, 15:21
السلام عليكم ورحمة الله
الإختلاط بين الرجال والنساء مقصود في هذه البلد
شكرا لك أخي بارك الله فك

ابو عمر بودراجي
2014-02-04, 12:45
وفيكم بارك (https://www.********.com/damajdamaj)

تذكار
2014-02-04, 13:52
بارك الله فيكم

Abdellah M
2014-02-04, 13:53
بارك الله فيك

ابو عمر بودراجي
2014-02-06, 09:20
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله -: (وقد كان من سنة النبي- صلى الله عليه وسلم - وسنة خلفائه التمييز بين الرجال والنساء والمتأهلين والعزاب... وهذا كله لأن اختلاط أحد المصنفين بالآخر سبب الفتنة فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب).اهـ [الاستقامة (1/359-361)].