المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الترتيب في القرآن الكريم


belamriabdelaziz
2013-09-13, 10:04
اسم البرنامج: سحر القرآن
عنوان الحلقة: الترتيب في القرآن
28-06- تاريخ الحلقة: 2009
اسم النجم: طارق السويدان
2008-09-03
بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الكريم وعلى
آله وأصحابه أجمعين.
أهلا بكم ومرحبا مع "سحر القرآن" .. في هذه الحلقة سأتحدث عن موضوع خاص قل من يتطرق إليه وهو
موضوع الترتيب في القرآن أما ترتيب السور، والآيات فهذا أمر كما يقولون توقيفي .. توقيفي يعني جاء به الأمر
من الله عز وجل فهو متوقف على هذه الحالة لا يمس، وجاءت الأحاديث تنص على ذلك منها حديث "عثمان بن
أبي العاص"( رضي الله عنه) "يقول كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره ثم قال جاءني
جبريل فقال ضع هذه الآية في هذا الموطن الموضع من هذه السورة {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى أخر
الآية" .. فالآية مكانها في هذا المكان، وأما السور فكذلك "لما سئل ربيعة رضي الله عنه لم وضعت آل عمران
والبقرة في مقدمة القرآن وقبلهم أكثر من ثمانين سورة؟ فقال إن الذي ألف القرآن أمر بتقديمهما" .. ألف القرآن
يعني على فكرة ألف ليس تأليف بمعنى من رأسه وهكذا.. وإنما تأليف بمعنى الجمع جمعه، ورتبه بطريقة
معينة. فلن نتحدث عن هذا؛ لأن هذا أمر توقيفي خاص وانتهى، حديثنا اليوم عن ترتيب الآيات والتعليقات التي
على الآيات داخل السورة فمع هيكل السورة القرآنية وترتيب القرآن.
القرآن الكريم له ترتيب معين، والسورة القرآنية كذلك لها ترتيب معين يتألف القرآن من سور مختلفة لكل منها
اسم خاص.. في الغالب أخذ هذا الاسم مما عالجته السورة من المعاني أو ما تحدثت عنه من إنسان أو حيوان
خاص أو غيره أو أحيانا من بعض الكلمات التي في السورة، تنقسم السور في القرآن الكريم إلى قسمين..
قسم يتكون من موضوع واحد فقط يعالج قضية واحدة فقط وهذا غالب في السور القصيرة سورة النبأ..
النازعات.. الانشقاق.. الفيل.. قريش.. وغيرها.. هذه تعالج أساسا موضوع واحد، وقد تكون بعض السور.. هذا
القسم الأخر تتكون من موضوعات شتى.. وهذا هو القسم الغالب في السور.. البقرة، آل عمران.. ما تناقش
قضية واحدة.. المائدة.. غيرها.. فنتساءل هل كان الأجدى أن يرتب القرآن.. لو كان هذا جائزا.. بحسب
موضوعاته.. يعني مثلا آيات اللي تتعلق بأحكام الميراث مع بعض، وأحكام الجهاد مع بعض، وآيات العقيدة،
والأنبياء قصصهم أو الأفضل أن تبقى حكمه، وقصصه، وهداياته مخلوطة على السورة الحالية التي هي موجودة
حاليا في القرآن الكريم، والتي رتبها الوحي الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم.. طبعا ضعيف البصر.. الغير
متأمل قد يبدو له أن العلاقة بين آيات السورة الواحدة ضعيفة غير واضحة،ن وأن الأفضل، والواجب يقتضي أن
يعاد النظر في الترتيب فيؤلف القرآن تأليفا إنسانيا متماسكا.. الباب، والفصل، والفرع، والموضوع الفلاني.. طبعا
هذا القول ليس بجديد.. هذا القول تكلم فيه بعض القدماء من الرجال الذين أسلموا، وغير المسلمين، وكذلك
من المعاصرين.. المسلم وغير المسلم تكلموا في هذه المسألة.. أمام هذا التساؤل نقول.. ما هو موضوع
القرآن الكريم؟ الموضوع، والهدف الذي رمى إليه القرآن.. واحفظوا هذا جيدا.. الله يحفظكم.. لأن هذا أحيانا
موضوع الكتاب the theme of the book يغفل عنه الناس القضية الرئيسية في الإنجليزي عندهم لما يقول لك
الموضوع هو التوحيد غرز عقيدة التوحيد في نفس الإنسان وانتزاع ما يخالف هذه the theme القضية الرئيسية
العقيدة من الضمير.. فإذا أمن الإنسان بهذا العمل الصالح.. بهذه العقيدة.. دعي إلى العمل الصالح.. بناء على
هذه العقيدة أن يطيع الله الواحد الذي خلقه، وخلق السماوات، والأرض والله سبحانه وتعالى أعان هذا الإنسان
على ذلك.. العمل الصالح.. فسن له القوانين التي تهذب الفرد، وتهذب الجماعة.. فإذا كان هذا هو هدف
القرآن.. ما هو منهج القرآن في تحقيق هذا الهدف؟ ما هي وسيلة القرآن لكي يحمل الإنسان على إتباع ما
يدعو إليه؟ يمزج هذه الدعوة إلى التوحيد، وإلى العمل الصالح بالحث على إتباعها بضرب المثل بمن أمن، واتبع
فنجح، ويضرب المثل كذلك بمن ضل وضاع، ويتبع الحديث عن المؤمنين بعادة لما يتكلم عن المؤمنين، وخاصة
أتباع الأنبياء، وكذا يبين ما هي الأحكام التي يجب أن يتبعها هؤلاء المؤمنون، ويعقب على ذلك.. بالترغيب
أحيانا.. والترهيب أحيانا أخرى.. وإذا أمنتم، واتبعتم يذكر لكم الجنة، ولذاتها ويذكر لكم عقاب الذين لا.. لم
يتبعوه.. فعقابهم هو جهنم وبئس المصير.
طبعا في كل ذلك الله سبحانه وتعالى يراعي الغريزة الإنسانية.. يراعي الغريزة الإنسانية، ويراعي النفس
البشرية في مختلف ظروفها، ومختلف أحوالها، وقد يستعين القرآن لأجل الوصول إلى هدفه بأمثلة تاريخية
وقصص غابرة وأمثال وقد يستعين بقصص الأنبياء؛ لكن كله لأجل أن يؤكد آمنوا بالله الواحد وما فرض عليكم من
عقيدة في الملائكة والكتب والرسل واليوم الأخر والقضاء والقدر وحولوا هذا العمل الصالح هذا الإيمان إلى عمل
صالح ذلك هو منهج القرآن ينتقل من بين الأغراض المختلفة لا اعتباطا ولا.. ولا خبط عشواء، ولكن بسبب صلات
وثيقة تربط بين هذه الأغراض بحيث تتضافر كلها جميعها في الوصول إلى الغاية القصوى وهي توحيد الله الواحد
والإيمان بالعقيدة التي أمرنا بالإيمان بها، وأن نسير على نهج العمل الصالح وفق ما أمر وإلا فهو التحذير، والإنذار
وإذا اتبعنا فهو النجاح والفلاح في الدنيا، والبركات التي ستنزل علينا في الدنيا وأيضا الجنة وما فيها من نعيم..
فيصفها لنا بكل تفصيل فإذا أمعنا النظر في الآيات سنجد هذا المنهج واضح تماما في كل آية، وفي كل سورة
لكن قبل أن أدخل في تفصيل الآيات.. دعوني ألخص موضوع القرآن أحفظوا معي هذا بعد التأمل الشديد وسنين
من التأمل الحقيقة .. ماذا يريد القرآن؟ هو موضوع رئيسي، وأربع مواضيع فرعية.. الموضوع الرئيسي هو
التوحيد.. توحيد الله عز وجل، وبالتالي هناك آيات كثيرة تتحدث عن الله تعالى، وصفاته، وعظمته، والأدلة
الكونية في الكون، وفي الحياة، وفي الإنسان على وجود الله عز وجل ثم الحديث عن العمل الصالح، والأحكام
التي تلزم المؤمنين، والتشريع، والأخلاق.. الذي يجب أن يسيروا عليه، ويتبع هذا بالحديث عن قصص الأنبياء
فيرينا الذين أتبعوا الأنبياء كيف أفلحوا؟ والذين لم يتبعوا الأنبياء كيف خابوا؟ وبالتالي بناء على ذلك الآخرة
وتوصيف كبير للآخرة، والقيامة، وأحوالها، والجنة، والنار، وهذه المواضيع المتلاحقة المتتالية هي التي تشكل لنا
كتاب الله عز وجل، ويتبعها بأصناف الناس هذا مؤمن، هذا كافر، هذا منافق، فهذه خلاصة القرآن بعد الفاصل
ندخل في تفاصيل ترتيب الآيات فكونوا معنا.
.................................................. ..........................................
مرة أخرى دعوني ألخص موضوع القرآن الكريم ..احفظوا معي هذا خلاصة سنين من البحث، والتأمل في كتاب
الله عز وجل، وكتب التفسير.. مرة أخرى الموضوع الرئيسي للقرآن هو الله عز وجل.. توحيد الله الواحد.. خالق
السماوات، والأرض، والتعرف عليه.. على صفاته.. من خلال التعرف على الأدلة الكونية، والفلسفية، وغيرها..
التي تدل على أن الله واحد هذا الموضوع الأول بناء عليه إذا أمنا فمطلوب منا أن نعمل العمل الصالح.. فجاءت
الأحكام، والأخلاق؛ لتعلمنا ما هو العمل الصالح؟ العمل الصالح هو الالتزام بأحكام، والتزام بأخلاق.. ثم بين لنا
قصص الأنبياء، وفصل فيها تفصيلا شديدا من أجل أن نعرف الذين أتبعوا الأنبياء أفلحوا، ونجحوا في الدنيا،
والآخرة، والذين لم يتبعوا الأنبياء قد فشلوا، وخابوا، وخسروا في الدنيا، والآخرة.. بناء على هذا.. يأتي الموضوع
الرابع وهو الآخرة فيقول لنا ماذا سيحدث لنا؟ إذا كنا صالحين فيصف لنا صفات القيامة والبعث والحساب والجنة
لقصة المؤمن {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} في كل هذه الأهوال، وبالمقابل ماذا سيحدث للكافر والمنافق
من أهوال يوم القيامة ومن النار وبناء عليه يصنف الناس إلى ثلاث أصناف رئيسية مؤمن، وكافر، ومنافق ولذلك..
شوفوا.. أنا أريدكم أن تذهبوا بعد هذه الحلقة وتقرؤوا سورة البقرة سيبدأ بالتقرير {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى
للمتقين} بعدين يصف لنا هؤلاء المتقين.. ثم يصف لنا الكفار.. ثم يصف لنا المنافقين.. وتتوالى السورة على هذا
النمط العام.. هذا الترتيب الخطير.. هذا الترتيب إذا في فلسفة للقرآن الكريم، وفيه منهجية. الفرق بينه، وبين
الكتب الأخرى أن الكتب الأخرى تأخذ موضوع واحد فقط، وتفصل فيه كله.. تنتهي منه.. تختمه.. تغلق الملف..
وتفتح ملف أخر.. وباب أخر.. وموضوع أخر.. وتختمه .. القرآن لا يريد هذا.. القرآن يريد الإنسان وهو يتصفح القرآن
لا ينسى الموضوع الأول.. لا يترك الموضوع الأول، وإنما يرجع إليه باستمرار.. موضوع التوحيد ستجده في كل
مكان حتى لما يتكلم عن الطلاق يعني سورة الطلاق فيها أربع مرات الحديث عن التقوى.. إذا قضية التقوى
قضية الله عز وجل وتوحيده وصفاته تجدها في كل آية تقريبا من القرآن الكريم.. والمواضيع السنوية التي ذكرتها
تزيدها هي الأساس موضوع رئيسي واحد الله وأربع مواضيع رئيسية أخرى أحكام وأخلاق، صفات الناس أصناف
الناس، قصص الأنبياء، والحديث عن الآخرة والجنة والنار.
الآن دعونا ندخل في تفاصيل الآيات نفسها إذا أمعنا النظر في الآيات وقفنا على الأمور التالية:
أشكال وأصناف من فن العرض دعونا نتأمل قد تكون الآية الثانية صفة لكلمة في الآية الأولى.. يأخذ كلمة ثم
يفصل فيها ويصفها لنا بالتفصيل مثلا قول الله تعالى: {وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به
كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين} الآن مسك الفاسقين وبدأ يفصل صفاتهم {الذين ينقضون عهد
الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون} فانظروا تفصيل
لكلمة قد تكون الآية الثانية توكيدا لفكرة الآية الأولى.. تأتي آية.. تأتي آيات أخرى تفصل وتؤكد الفكرة السابقة
مثلا قول الله تعالى: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس "الكلام لليهود" فتمنوا
الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ولتجدنهم أحرص الناس على
حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما
يعملون} كلها تأكيد على فكرة أنهم يحبون الحياة قد تكون الآية الثانية رد على ما في الآية الأولى.. في الآية
الأولى قول فيه خطأ.. فيأتي الرد في الآية الثانية.. نأخذ مثال قول الله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما
معدودة}هذا الكلام غير صحيح اليهود والنصارى.. بالذات اليهود يقولون: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة {قل
"الآن الرد" اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة
وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} هذا الذي يشرك والذي يعيش في المعاصي تحيط به
من كل مكان هو من أهل النار.. ما في عهد لأحد بأنه لن تمسه النار إلا
أيام معدودة وهو مشرك ويغرق في المعاصي.. وبعدين يأتي المسيح يخلصه.. ولا عنده شعب الله المختار
يخلصه ما في. قد تحمل الآية الثانية فكرة مضادة لفكرة تسبقها.. نأخذ مثال قول الله تعالى: {فإن لم تفعلوا
"عن تحدي الكفار بالنسبة للإتيان بمثل هذا الكتاب" ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودوها الناس والحجارة أعدت
للكافرين} هذا حال الكفار بالمقابل {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات "الذين آمنوا بالكتاب وعملوا الصالحات"
أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها
ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون} هذا حالهم بمقابل الذين يستحقون النار إذا ما في ترتيب عشوائي
مزيد من هذه المعاني في ترتيب آيات الله عز وجل بعد الفاصل إن شاء الله.
..
مرة أخرى.. أهلا بكم مع "سحر القرآن" ونحن نتكلم في هذه الحلقة عن ترتيب القرآن فأوردنا أن ترتيب السور.
وترتيب الآيات جاء بالوحي وأنه مقصود وليس اعتباطي. وبينت لكم الأسباب الكثيرة لهذا الترتيب وبدأت أعطيكم
الآن في أمثلة على هذا الترتيب دعونا نأخذ مزيد من هذه الأمثلة قد تكون الآية الثانية تأتي بعد الآية التي
تسبقها تعليل تبيين لسبب.. لحكم ورد في الآية التي قبلها مثلا قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب
عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فإتباع
بالمعروف وأداء إليه بإحسان} هذه هي الآية الآن لماذا هذا القصاص؟ ذلك تخفيف من بالنسبة للعفو {ذلك
تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} لماذا
فرض القصاص؟ لأجل إحياء البشر بدون القصاص تفسد حياة الناس {لعلكم تتقون} إذا الآيات الثانية تفسر
وتفصل السبب.. العلة الذي جاء من أجلها الحكم في الآية التي سبقتها، وقد تكون الآية التالية تحبيبا أو تبغيضا
لفكرة وردت في الآية التي قبلها.. إذا كانت الدعوة لشيء صالح تأتي اللي بعدها تحبب فيها.. إذا كانت نهي
عن شيء سيء فتأتي الآية اللي بعدها تنهى عنها وتبغض فيها تبشعها نأخذ مثال قول الله تعالى: {ذلك
الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما
أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} (أولئك على
هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) تحبيب وترغيب في أن يكون الإنسان من هذا الصنف.. لاحظوا بعدما تكلم
عن المؤمنين فورا.. الآن ينتقل مرة أخرى قلنا أن من أساليب القرآن الفريدة أنه واحدة من قضاياه الرئيسية
تصنيف الناس إلى ثلاث أصناف تكلم عن المؤمنين فورا بعدها يتكلم عن الكافرين {إن الذين كفروا سواء عليهم
أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب
عظيم} ثم ينتقل للحديث عن المنافقين فإذا بدء بالمؤمنين وبين صفاتهم ورغب فيها.. ثم انتقل إلى الكافرين
وبين مصيرهم وحذر منهم.. ثم سينتقل بعد ذلك إلى المنافقين.. قد تكون الآية الثانية دليلا على صحة ما ورد
في الآية الأولى شاهدا داعما لها تأكيد لها يقول الله عز وجل كمثال: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن
الرحيم} هذه الآية.. الآية اللي بعدها ماذا فيها؟ انظروا بعدما تكلم عن إلهكم إله واحد ماذا قال ما في ترتيب
عشوائي كل شيء مقصود :{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في
البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف
الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} إذا كلها تأكيد وتفصيل وتدليل على أن الله
واحد.. لو كنا نعقل.. إذا الصلة وثيقة بين الآية والآية.. لكن إدراك هذه الصلة يتطلب تريث، تدبر.. انظروا قوله
تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب
كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} بعدها ماذا قال؟
{ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا
خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم} لماذا هذا الحديث؟ إيش علاقة هذا بالذي قبله؟
الحديث اللي قبله يتكلم عن الذين كفروا يصدون عن سبيل الله يقولون بأقوال أهل الكتاب التي تصد عن سبيل
الله فيقول (ومن أظلم ممن) يفعل هذا يصد عن طريق الحق لكن إذا منعوكم من المساجد، ومنعوكم من
العبادة.. انظروا الآية التي بعدها: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم} إذا
هناك كفار يصدون عن سبيل الله إذا ستمنع المساجد وتدمر.. في هذه الحالة ماذا تفعلون؟ لله المشرق
والمغرب صلوا في أي مكان واتجهوا في أي مكان لن يستطيعوا أن يمنعوكوا.
لو تأملنا سنجد هذه الصلة إذا اطمئنوا تماما هذا الكتاب في كل آية معجز وفي كل انتقال بين آية وآية أيضا
معجز لو تأملنا لو قرأنا القرآن بتريث وتفكر وتأمل لاستمتعنا بسحر القرآن.
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

شمــوس
2013-09-20, 17:06
قرآننا دستورنا ومنهجنا في الحياة
فهو يحتوي على كنوز جليلة
والترتيب فيه لحكمة تزيد فينا نباهة وحرصا
بورك بك

belamriabdelaziz
2013-09-26, 20:49
وفيك بركة
جزاك الله خيرا على المرور الطيب العطر