يوسُف سُلطان
2009-06-03, 17:16
http://www.wata.cc/forums/images/icons/icon1.gif تيبازا / نص مشترك يوسف شقرة الجزائر / جمال الجلاصي تونس
تيبــازا
نصّ مشترك بين الشاعرين:
جمال الجلاصي / يوسف شقرة
قليبية تونس / عنابة الجزائر
لا تنقري كل الحبّات
واتركي صغار العصافير تهنأ في أوكارها
همس "عمّي الطاهر"
من جبّه المغمور بالضوء
والأعشاب البحرية المجنونة المبعثرة
في تلافيف الغربة والغواية
كانت الموجة الصغيرة العاشقة
تلامس زورقه الغافي بتحنان وتعبّد
وهي تقضم أوراق "قصيد في التذلّل"
لم تكن بحرا كما عوّدتنا
كانت عرقا حلو المذاق
يتقاطر من جبينه الموج ويختفي,,,
و كلبه مطمئن كالعادة
هل طرقنا بابه / حلمه؟
أم حللنا قصيدا نزقا
في بياض الأوراق المشتّتة
ما بين نيل تنازل عن مصبّه
وأخرى تبحث عن وجهها المغيّب
في متاهات الخارطة...
كان الهواء أخضر / أبيض
أو ما بينهما،
والشباك تحلم بالمياه الغامضة / الغائرة
في ملحنا الدموي.
وكنّا ستّة وسابعنا حلمنا
وقلنا سبعة وثامننا حلمنا
وقلنا مائة / ألفا...
قلنا عدد حبّات الرمل
التي لا وجه لها
قلنا عدد أجنحة البراق المفزّع
من رحلة الغرباء
لم يكن "عمّي الطاهر"
كان المدينة، الساحل المسكون
بالأصداف المهجورة
والصحبة المشحونة بالرفاق
سبب الرحلة إذن يا أصدقاء:
أن يجري "مجردة"
في عروق "سيبوس" العاشق
لخضرة القصائد وبياض الياسمين
سبب الرحلة أن تركض الجبال من كلماتنا
أن يغرق المتوسّط في عشق البهجة
أن نرمّم ثغرات الرّوح بماء الكلمات
وأن نرتق متاهات التاريخ
بشرايين الأبجدية
وأن... وأن...
لا تقتلوا أحلامنا
قفوا أيّها الأصدقاء
من خنق زقزقة العصافير
وكسّر أغصان الشجر؟
من أحرق غابات الشعر
ليحلّق السرب بعيدا... بعيدا
ويرسم أسرار الرحلة؟
وقلنا لا تلتفت يا صاح
ثمّ ركضنا على السلم الحجري
صوب سيّد المقامات
لنغرق في حضن "طاطا رتيبة"
وقهوتها المعشوشبة بابتسامات الربيع...
كان يوسف دون قميص لتقدّه الفتنة
مبهورا بنزق الأوراق البيض
تغتلم وتنادي "هيت لك"
منذ بحر وغابتين
وقطيع غيمات
وأنا أبحث عمّن يكشف في زندي
وشما بربريا
ويغطي عري الكلمات
بأوراق توت مبعثرة
أو بنمل الأبجدية...
أطفو كغيمة / زورق
على شاطئ منسيّ
مثل "سيدي حسين"
فلا أرى فيما أرى
إلاّ "جمال" يهتف
من داخل بطن الحوت المهرّب
ما ذنب هذي الأرض البكر
إن قتلت عشاقها وانتفضت
ثم نامت في أحضاني
طفلة مرتعشة...
هو الآن يقرأ حلمه
الممتدّ في الزهر شيخا ورضيعا
قال: إني أرى مرور القوافل / القراصنة
ذي اللحية الحمراء
البايات الغرباء
دمعات أم الشهيد
زغرودة الأخوات
نداءات الباعة
عنعنات المؤدب وعصاه
وتحت العجار
بريق العيون العسلية
.......................
.........................
منذ بحر ونصر
وأكثر من مليون شهيد وساقيتين
وأنا أحلم بالأوراس
يظلّل قرطاج
بغيمة ماطرة
إذا ما جفّت نبتة أو غفت
..........................
..................................
ثمّ صحا
من حمّى سكنت وريده
قلت: يا صاح
هذي البلاد التي أورقت فينا حمائم
وفرّخت بجعا
تسقيهم دم القصائد
وحبّ المدائن والأصدقاء
لا تلتفت
خذ الزمن المذبوح
وارحل
ف"بابا عرّوج" لم ينم طويلا
وأحضان "خداوج" لم تظلْ كما كانت
قد رحلت حبّات العرق المطهّرات
إلى مرافئها،
وغنّت للعاشقين:
"صْباحها يربّح هالعيشة
صباحها يربّح هالعيشة
صباحها يربّح
عرضتني وما باتش تصبّح هالعيشة"
فكان من كلّ صديقين اثنين
كلوا من طيّبات القصائد وامرحوا
فالسماء بيضاء
وموعدنا هنا ساعة الحبّ
لا تتأخّروا / لا تتقدّموا
لا تقفوا بين بين
بل كونوا واحدا في اثنين
دمه من شيح وصبّار وكباّر ونخلتين
أفق يا صاح فالبلاد واحدة
وإن تشتّت بين فكّين
وضاعت في القتل الرحيم
والنّهب والنهرين
قالت: وملحٍ القصائد
لن يستقيم الظلّ
وماء الصّلب
تائه بين سمرة الأجداد
وخضرة العينين
أفق يا صاح
قد حان موعد الرجوع
إلى نزق الموج ودفء الإقامة
كي تكبر فينا الأحلام
ويكتبنا القصيد.
الجزائر
22 ـ 08 ـ2007
كتب هذا النص في إطار إقامات الإبداع المنظمة في الجزائر
من 14 إلى 26 أوت 2007
تيبــازا
نصّ مشترك بين الشاعرين:
جمال الجلاصي / يوسف شقرة
قليبية تونس / عنابة الجزائر
لا تنقري كل الحبّات
واتركي صغار العصافير تهنأ في أوكارها
همس "عمّي الطاهر"
من جبّه المغمور بالضوء
والأعشاب البحرية المجنونة المبعثرة
في تلافيف الغربة والغواية
كانت الموجة الصغيرة العاشقة
تلامس زورقه الغافي بتحنان وتعبّد
وهي تقضم أوراق "قصيد في التذلّل"
لم تكن بحرا كما عوّدتنا
كانت عرقا حلو المذاق
يتقاطر من جبينه الموج ويختفي,,,
و كلبه مطمئن كالعادة
هل طرقنا بابه / حلمه؟
أم حللنا قصيدا نزقا
في بياض الأوراق المشتّتة
ما بين نيل تنازل عن مصبّه
وأخرى تبحث عن وجهها المغيّب
في متاهات الخارطة...
كان الهواء أخضر / أبيض
أو ما بينهما،
والشباك تحلم بالمياه الغامضة / الغائرة
في ملحنا الدموي.
وكنّا ستّة وسابعنا حلمنا
وقلنا سبعة وثامننا حلمنا
وقلنا مائة / ألفا...
قلنا عدد حبّات الرمل
التي لا وجه لها
قلنا عدد أجنحة البراق المفزّع
من رحلة الغرباء
لم يكن "عمّي الطاهر"
كان المدينة، الساحل المسكون
بالأصداف المهجورة
والصحبة المشحونة بالرفاق
سبب الرحلة إذن يا أصدقاء:
أن يجري "مجردة"
في عروق "سيبوس" العاشق
لخضرة القصائد وبياض الياسمين
سبب الرحلة أن تركض الجبال من كلماتنا
أن يغرق المتوسّط في عشق البهجة
أن نرمّم ثغرات الرّوح بماء الكلمات
وأن نرتق متاهات التاريخ
بشرايين الأبجدية
وأن... وأن...
لا تقتلوا أحلامنا
قفوا أيّها الأصدقاء
من خنق زقزقة العصافير
وكسّر أغصان الشجر؟
من أحرق غابات الشعر
ليحلّق السرب بعيدا... بعيدا
ويرسم أسرار الرحلة؟
وقلنا لا تلتفت يا صاح
ثمّ ركضنا على السلم الحجري
صوب سيّد المقامات
لنغرق في حضن "طاطا رتيبة"
وقهوتها المعشوشبة بابتسامات الربيع...
كان يوسف دون قميص لتقدّه الفتنة
مبهورا بنزق الأوراق البيض
تغتلم وتنادي "هيت لك"
منذ بحر وغابتين
وقطيع غيمات
وأنا أبحث عمّن يكشف في زندي
وشما بربريا
ويغطي عري الكلمات
بأوراق توت مبعثرة
أو بنمل الأبجدية...
أطفو كغيمة / زورق
على شاطئ منسيّ
مثل "سيدي حسين"
فلا أرى فيما أرى
إلاّ "جمال" يهتف
من داخل بطن الحوت المهرّب
ما ذنب هذي الأرض البكر
إن قتلت عشاقها وانتفضت
ثم نامت في أحضاني
طفلة مرتعشة...
هو الآن يقرأ حلمه
الممتدّ في الزهر شيخا ورضيعا
قال: إني أرى مرور القوافل / القراصنة
ذي اللحية الحمراء
البايات الغرباء
دمعات أم الشهيد
زغرودة الأخوات
نداءات الباعة
عنعنات المؤدب وعصاه
وتحت العجار
بريق العيون العسلية
.......................
.........................
منذ بحر ونصر
وأكثر من مليون شهيد وساقيتين
وأنا أحلم بالأوراس
يظلّل قرطاج
بغيمة ماطرة
إذا ما جفّت نبتة أو غفت
..........................
..................................
ثمّ صحا
من حمّى سكنت وريده
قلت: يا صاح
هذي البلاد التي أورقت فينا حمائم
وفرّخت بجعا
تسقيهم دم القصائد
وحبّ المدائن والأصدقاء
لا تلتفت
خذ الزمن المذبوح
وارحل
ف"بابا عرّوج" لم ينم طويلا
وأحضان "خداوج" لم تظلْ كما كانت
قد رحلت حبّات العرق المطهّرات
إلى مرافئها،
وغنّت للعاشقين:
"صْباحها يربّح هالعيشة
صباحها يربّح هالعيشة
صباحها يربّح
عرضتني وما باتش تصبّح هالعيشة"
فكان من كلّ صديقين اثنين
كلوا من طيّبات القصائد وامرحوا
فالسماء بيضاء
وموعدنا هنا ساعة الحبّ
لا تتأخّروا / لا تتقدّموا
لا تقفوا بين بين
بل كونوا واحدا في اثنين
دمه من شيح وصبّار وكباّر ونخلتين
أفق يا صاح فالبلاد واحدة
وإن تشتّت بين فكّين
وضاعت في القتل الرحيم
والنّهب والنهرين
قالت: وملحٍ القصائد
لن يستقيم الظلّ
وماء الصّلب
تائه بين سمرة الأجداد
وخضرة العينين
أفق يا صاح
قد حان موعد الرجوع
إلى نزق الموج ودفء الإقامة
كي تكبر فينا الأحلام
ويكتبنا القصيد.
الجزائر
22 ـ 08 ـ2007
كتب هذا النص في إطار إقامات الإبداع المنظمة في الجزائر
من 14 إلى 26 أوت 2007