nacerd09
2009-06-03, 11:12
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول مشاركه لي أتمنى أن تنال إعجابكم
الحب أرق كلمه في قاموس الحياة وأجمل لفظه في دفتر الوجود وأبهى عبارة في ديوان المعرفة إنه صلة الروح بالروح وضم القلب للقلب وعناق النفس للنفس وأعرف الناس بمعاني الحب وأسراره هم الشعراء لأن عواطفهم جأشه وجوانحهم مجنحة ومنهم كبيرهم الذي علمهم سحر الكلمة وهو المتنبي .
وتعال معي في بهو الحب ومع أبو الطيب المتنبي إذ يقول :
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ .............. وجوىً يزيدُ وعبرةٌ تترقرقُ
جهد الصبابةِ أن تكون كما أرى .............. عينٌ مسهدةٌ وقلبٌ يخفقُ
هو ليس صانع كلام , ولا مزخرف قول , بل ذاق عارف , ويقول في مطلع قصيدة :
بادَ هواكَ صبرتَ أم لم تصبرا .............. وبَكاكَ إن لم يجرِ دمعُك أو جرى
فهو يصف لك ظاهره من ظواهر الحب , وهو تجلد المحب وكتمانه لحبه , ولكن دمعه يفضحه بالرغم من حبسه .
ويقدم لك نفسه على أنه مصاب بداء الحب , قتيل بالأعين النجل :
فمنَ شاءَ فلينظر إلي فمنظري .............. نذيرٌ إلى من ظن أن الهوى سهلُ
ثم تشرق نفسه بمعنى بديع من معانيه الفائقة :
كأن رقبياً منك سد مسامعي .............. عن العذلِ حتى ليس يدخلها العذلُ
فانظر إلى حضور الصورة في ذهنه , وجودة خاطره بالموصوف , وسرعة استحضاره للمشاهد , ويقول :
نثرت ثلاث ذوائبٍ من شعرهــا .............. في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبلت بدر السماء بوجهها .............. فأرتني القمرين في ليلٍ معا
إن صاحب هذه الأبيات ذاكرة وقادة , وطبيعة منقادة , فليس بارد المشاعر , جاف العواطف .
وأنصت لهذا الالتياع والوجد للمنازل في هذا المطلع الخلاب :
لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ .............. أقفرتِ أنت وهنٌ منكِ أواهلُ
فتبقى معه مشدوها بطريقة اختياره وجمال بنائه , وهذا مطلع أنيق يظهر مادة الغرام في نفس هذا الشاعر الموهوب .
ويعتذر إلى نفسه في الحب , ويلتمس من اللائمين العذر له فيرسل لنا هذه الجوهرة :
وما كنتَ ممن يدخل الحب قلبه .............. ولكن من يبصر جفونك يعشقِ
فهل سمعت أن شاعراً سبق هذا الإمبراطور إلى هذا الفتح المبين في عالم الشعر , وفي اقتناص درر القريض , والغوص على جواهره . فحيا الله فصاحة بذكاء , وبياناً بفهم , وبلاغة بعبقرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول مشاركه لي أتمنى أن تنال إعجابكم
الحب أرق كلمه في قاموس الحياة وأجمل لفظه في دفتر الوجود وأبهى عبارة في ديوان المعرفة إنه صلة الروح بالروح وضم القلب للقلب وعناق النفس للنفس وأعرف الناس بمعاني الحب وأسراره هم الشعراء لأن عواطفهم جأشه وجوانحهم مجنحة ومنهم كبيرهم الذي علمهم سحر الكلمة وهو المتنبي .
وتعال معي في بهو الحب ومع أبو الطيب المتنبي إذ يقول :
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ .............. وجوىً يزيدُ وعبرةٌ تترقرقُ
جهد الصبابةِ أن تكون كما أرى .............. عينٌ مسهدةٌ وقلبٌ يخفقُ
هو ليس صانع كلام , ولا مزخرف قول , بل ذاق عارف , ويقول في مطلع قصيدة :
بادَ هواكَ صبرتَ أم لم تصبرا .............. وبَكاكَ إن لم يجرِ دمعُك أو جرى
فهو يصف لك ظاهره من ظواهر الحب , وهو تجلد المحب وكتمانه لحبه , ولكن دمعه يفضحه بالرغم من حبسه .
ويقدم لك نفسه على أنه مصاب بداء الحب , قتيل بالأعين النجل :
فمنَ شاءَ فلينظر إلي فمنظري .............. نذيرٌ إلى من ظن أن الهوى سهلُ
ثم تشرق نفسه بمعنى بديع من معانيه الفائقة :
كأن رقبياً منك سد مسامعي .............. عن العذلِ حتى ليس يدخلها العذلُ
فانظر إلى حضور الصورة في ذهنه , وجودة خاطره بالموصوف , وسرعة استحضاره للمشاهد , ويقول :
نثرت ثلاث ذوائبٍ من شعرهــا .............. في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبلت بدر السماء بوجهها .............. فأرتني القمرين في ليلٍ معا
إن صاحب هذه الأبيات ذاكرة وقادة , وطبيعة منقادة , فليس بارد المشاعر , جاف العواطف .
وأنصت لهذا الالتياع والوجد للمنازل في هذا المطلع الخلاب :
لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ .............. أقفرتِ أنت وهنٌ منكِ أواهلُ
فتبقى معه مشدوها بطريقة اختياره وجمال بنائه , وهذا مطلع أنيق يظهر مادة الغرام في نفس هذا الشاعر الموهوب .
ويعتذر إلى نفسه في الحب , ويلتمس من اللائمين العذر له فيرسل لنا هذه الجوهرة :
وما كنتَ ممن يدخل الحب قلبه .............. ولكن من يبصر جفونك يعشقِ
فهل سمعت أن شاعراً سبق هذا الإمبراطور إلى هذا الفتح المبين في عالم الشعر , وفي اقتناص درر القريض , والغوص على جواهره . فحيا الله فصاحة بذكاء , وبياناً بفهم , وبلاغة بعبقرية