علي النموشي
2009-06-02, 21:03
المقامة الحرقية
حدثنا عباس النموشي قال : لقانا القدر بثلة شباب ، بمحاذاة النوفل العباب ، يبتغون من هذا البلد الفرار و لا يحبون غير الأسفار ، و قبل اتخاذ القرار ، ينعقد الأمر في الدار ، لأنهم سيخوضون الغمار ، فيجتمعون كالأشرار في كتمان لأسرار ، حول الموقد و النار ، يتوسطهم شاب سمين ينادونه العقل المدبر أمين ، فيفاوضهم في قيمة المال ، لأنه سيد الأمر و المنال ، ثم يأتي الأمر والحال ، و خبر اليخت فيباركونه من سوء البخت ، و ينتظرون قدوم مبشر البحر لأنهم سيغادرون مع وقت السحر ، وبعد بشارة الخير ، ينسحبون من الدار بلا ضير ، و يمشون تباعا كأنهم غزلان تخشى سباعا ، و كل منهم يبتغي الجنة ، و يطلب من المولى الإعانة و المنة ، ليست جنة الرضوان ، بل جنة تايوان ، في بلاد الغرب ، و راء بحر العرب ، فيركب هذا السرب أهوال الكرب ، و قبل الولوج في اليم ، ينزل بشير لهم فيقرب منهم اليأس ، و يقول بعضهم بئس ، و يتلو بعضهم عبس ، فيبادرهم صاحب الأمر بقوت السفر مع الخمر ، كي ينسوا الأهوال و ما ينتظرهم من الأحوال ، و يشقون في البحر طريق ، يستوي فيه كل الفريق ، فإن لاقاهم حرس السلطان ، خاب الوصول لذاك المكان ، و إن لاقاهم شبح الإعصار ، خاب الرجاء و قرب الاحتضار ، و إن نفد الماء ، حل العناء و قرب الفناء ، و إن حالفهم حظ الوصول ، ملأت الحيرة تلك العقول ، لان بني الأصفر يبغضون بني الأسمر ، من أيام الأندلس و أيام الشجعان إلى يوم أن صار العربي عالة و جبان ، فمن أمسكوه بعد العذاب يعدموه ثم بالنار يحرقوه و يجمعون دقيقه المحروق ، و يذروه في النهر ، و تنتهي القصة في البحر ، بعدما تدرس عام و شهر .
حدثنا عباس النموشي قال : لقانا القدر بثلة شباب ، بمحاذاة النوفل العباب ، يبتغون من هذا البلد الفرار و لا يحبون غير الأسفار ، و قبل اتخاذ القرار ، ينعقد الأمر في الدار ، لأنهم سيخوضون الغمار ، فيجتمعون كالأشرار في كتمان لأسرار ، حول الموقد و النار ، يتوسطهم شاب سمين ينادونه العقل المدبر أمين ، فيفاوضهم في قيمة المال ، لأنه سيد الأمر و المنال ، ثم يأتي الأمر والحال ، و خبر اليخت فيباركونه من سوء البخت ، و ينتظرون قدوم مبشر البحر لأنهم سيغادرون مع وقت السحر ، وبعد بشارة الخير ، ينسحبون من الدار بلا ضير ، و يمشون تباعا كأنهم غزلان تخشى سباعا ، و كل منهم يبتغي الجنة ، و يطلب من المولى الإعانة و المنة ، ليست جنة الرضوان ، بل جنة تايوان ، في بلاد الغرب ، و راء بحر العرب ، فيركب هذا السرب أهوال الكرب ، و قبل الولوج في اليم ، ينزل بشير لهم فيقرب منهم اليأس ، و يقول بعضهم بئس ، و يتلو بعضهم عبس ، فيبادرهم صاحب الأمر بقوت السفر مع الخمر ، كي ينسوا الأهوال و ما ينتظرهم من الأحوال ، و يشقون في البحر طريق ، يستوي فيه كل الفريق ، فإن لاقاهم حرس السلطان ، خاب الوصول لذاك المكان ، و إن لاقاهم شبح الإعصار ، خاب الرجاء و قرب الاحتضار ، و إن نفد الماء ، حل العناء و قرب الفناء ، و إن حالفهم حظ الوصول ، ملأت الحيرة تلك العقول ، لان بني الأصفر يبغضون بني الأسمر ، من أيام الأندلس و أيام الشجعان إلى يوم أن صار العربي عالة و جبان ، فمن أمسكوه بعد العذاب يعدموه ثم بالنار يحرقوه و يجمعون دقيقه المحروق ، و يذروه في النهر ، و تنتهي القصة في البحر ، بعدما تدرس عام و شهر .