تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب الإعلامية على الإسلام وأهله


أبو هاجر القحطاني
2013-09-08, 00:13
الحرب الإعلامية على الإسلام وأهله


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. أَمَّا بَعْدُ:

هذه الكلماتُ كانت سبباً لإسلامِ رجلٍ .. كما في حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ –أي الجنِ- ، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: (لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ)، فَلَقِيَهُ فَقَالَ: (يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ فَهَلْ لَكَ؟).

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. أَمَّا بَعْدُ)

فَقَالَ: (أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ)، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

فَقَالَ : (لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ قَامُوسَ الْبَحْرِ – أي وَسَطَهُ و لُجَّتَهُ-) .. هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ.

أيها الأحبة ..

إن الحروبَ الإعلاميةَ كانت ولا زالتْ من أعظمِ الوسائلِ المُستخدمةِ في تشويهِ الإسلامِ والمسلمينَ .. ولما كانت وسائلُ الإعلامِ في ذلك الزمانِ هو الناسُ وما يتناقلونَه من الأخبارِ .. فلم يكنْ عندَ ضمادٍ وهو الرجلُ العاقلُ شكٌ في جنونِ النبيِ صلى اللهُ عليه وسلمَ بسببِ ما سمعَه من سفهاءِ مكةَ حتى أنه أشفقَ عليه وجاءَ ليرقيَّه مع أنه لم يرَه من قبلُ .. ولم يسمعْ منه شيئاً .. فهل رأيتُم تأثيرَ الإعلامِ على العقولِ؟.

ولقد تعددتْ وسائلُ كفارِ قريشٍ في تشويهِ صورةِ النبيِ عليه الصلاةُ والسلامِ حتى لا ينتشرَ الخيرُ الذي جاءَ به .. فمنهم من قالَ إنه كاهنٌ .. ومنهم من قالَ إنه مجنونٌ .. ومنهم من قالَ إنه شاعرٌ .. كما قالَ تعالى: (فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِن وَلاَ مَجْنُون * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) .. ومنهم من قالَ إنه ساحرٌ .. ومنهم من قالَ إنه كذّابٌ .. (وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) .. وحيثُ أن هذا الخلافَ قد يُضعفُ أثرَ هذا التشويهِ .. كان لا بُدَّ من عقدِ مؤتمرٍ إعلاميٍ لتوحيدِ التُهمةِ حتى يُصدِّقَها الناسُ .. فعَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانَ ذَا شَرَفٍ فِيهِمْ وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمُ –أي الحجُ-، فَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ هَذَا الْمَوْسِمُ وَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ سَتَقْدَمُ عَلَيْكُمْ فِيهِ وَقَدْ سَمِعُوا بِأَمْرِ صَاحِبِكُمْ هَذَا فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا وَاحِدًا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَيُكَذِّبَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَيَرُدَّ قَوْلُكُمْ بَعْضُه بَعْضًا .. فَقَالُوا: وَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ فَقُلْ وَأَقِمْ لَنَا رَأْيًا نَقُول بِهِ .. قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ قُولُوا لِأَسْمَعَ .. قَالُوا: نَقُولُ كَاهِنٌ .. قَالَ: مَا هُوَ بِكَاهِنٍ .. قَالُوا: فَنَقُولُ مَجْنُونٌ .. قَالَ: مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ .. قَالُوا: فَنَقُولُ شَاعِرٌ .. قَالَ: مَا هُوَ بِشَاعِرٍ .. قَالُوا: فَنَقُولُ سَاحِرٌ .. قَالَ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ .. قَالُوا: فَمَاذَا نَقُولُ؟ .. قَالَ: وَاَللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلَاوَة، فَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ أَنْ تَقُولُوا هُوَ سَاحِرٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ.

يا أهلَ الإيمانِ ..

إن الحربَ الإعلاميةَ قد يكونُ أثرُها أشدُ من الحربِ بالسلاحِ .. لأنها تُغيرُ الأفكارَ والقناعاتِ .. وتُثيرُ الفتنَ والشُبهاتِ .. فكم قلَّبتْ من حقائقَ .. وكم زيّفتْ من وقائعَ .. حتى كأننا نرى فيها مصداقَ قولِه عليه الصلاةُ والسلامُ: (إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ).
ويكثرُ في أزمنةِ الفتنِ تحريفُ الأخبارِ .. والطعنُ في الأخيارِ .. والحَمَلاتُ الآثمةُ من المنافقينَ والكفارِ .. كما قالَ تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ).
بل قد يتعدى الأمرُ إلى أكبرِ من ذلك .. وهو أن يتظاهرَ البعضُ بالإسلامِ والبعضُ بالاستقامةِ والصلاحِ .. ثُم يرتّدُ الكفارُ .. وينتكسُ المنافقونَ .. ليُشككوا الناسَ في الدينِ .. وأنه لولا خللٌ فيه لما رجعَ هؤلاءِ المُثَقفونَ والمفكرونَ .. وصدقَ اللهُ تعالى: (وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .. فلا تتخيلُ بعدَ ذلك تلك الهالةُ الإعلاميةُ .. من لقاءاتٍ فضائيةٍ .. ومقابلاتٍ صحفيةٍ .. في الانتقاداتِ والعيوبِ التي يزعمونَ أنهم نقموها على الدينِ وأهلِه.
ويبقى البعضُ في صفوفِ الصالحينَ ليطعنَ فيهم .. ويعيبَ عليهم .. فيعتقدُ من يسمعَه أنه أعلمُ الناسِ بهم .. وأنه المطلّعُ على خفاياهم .. قالَ رجُلٌ في غَزْوَةِ تَبوك: مَا رَأَيْنا مِثْلَ قُرّائِنا هَؤلاءِ أرغَبَ بُطوناً، ولا أَكْذَبَ ألَسُناً، ولا أجْبَنَ عندَ اللِّقاءِ -يَعني الرسولَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصْحَابَهُ القُرَّاءَ-، فقالَ له عَوْفُ بنُ مالكٍ: كَذَبْتَ ولَكِنَّكَ مُنَافِقٌ، لأُخْبِرَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ .. فَذَهبَ عوْفٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ فَوجَدَ القُرْآنَ قَدْ سَبَقَهُ .. (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).
فَجَاءَ ذَلَكَ الرَّجُلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ ناقَتَهُ .. فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ عَناءَ الطَّرِيقِ، قالَ ابْنُ عُمَر: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ متعلِّقاً بِنِسْعَةِ ناقَةِ رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ –أي زمامِها- وإِنَّ الحِجَارةَ تَنْكُبُ رِجْلَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ، فيقولُ لَهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرتُمْ بعْدَ إيمَانِكُم) ما يَلْتَفِتُ إِليْهِ وما يَزيدُهُ عَلَيْهِ.
ومما يُلاحظُ في وسائلِ الإعلامِ وله الأثرُ الكبيرُ على تغييرِ وِجهةِ نظرِ المجتمعاتِ .. هو إظهارُ بعضِ الصورةِ .. وذكرُ جُزءٍ من الخبرِ .. مما يفهمُه الناسُ على الجانبِ السيءِ .. كما حدثَ في زمنِ الخليفةِ الراشدِ عثمانَ بنِ عفانَ رضيَ اللهُ عنه .. جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا .. فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَمَنْ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟، قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟، قَالَ: نَعَمْ .. قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟، قَالَ: نَعَمْ .. قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟، قَالَ نَعَمْ .. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ .. هذا هو الجانبُ السيءُ الذي نشرَه المنافقونَ لتشويهِ صورةِ الخليفةِ ويُثيروا الناسَ عليه .. فما هو الجزءُ الثاني من الصورةِ؟ .. وما هو الجانبُ الآخرُ من الخبرِ؟
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ) .. وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ .. وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ: هَذِهِ لِعُثْمَانَ .. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ).
ولقد أدركَ فرعونُ أهميةَ الإعلامِ في صدِ الناسِ عن دعوةِ موسى عليه الصلاةُ والسلامُ .. فبدأ بتصريحٍ كاذبٍ للملأِ يتهمُ فيه موسى باتهاماتٍ باطلةٍ .. قالَ (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ).
ثُم أرادَ أن يُثبتَ للناسِ زيفَ دعوةِ موسى عليه السلامُ بما اعتادَ من استخدامِ السحرةِ وسحرِ أعينِ الناسِ عن الحقيقةِ .. فقالَ لموسى (فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى) .. فأجابَه موسى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) .. (فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ) .. ولكم أن تتخيلوا أيُ كيدٍ كانَ تحتَ يدِ فرعونَ .. فجمعَه كلَه بما فيهم السحرةُ لأجلِ القضاءِ على موسى ودعوتِه على مرأى ومسمعٍ من الناسِ الذين اجتمعوا ليروا هذا البثَ المباشرَ في الصراعِ بين الخيرِ والشرِ .. وبينَ الحقِ والباطلِ .. فما الذي حصلَ؟
(وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ) .. فاحتفى فرعونُ بالسحرةِ وأكرمَهم .. (قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)؟ .. (قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) .. وعندما اجتمعَ الناسُ (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) .. وهكذا بعضُ وسائلِ الإعلامِ في هذا الزمانِ يسحرونَ أعينَ الناسِ بما يبثونَه من معلوماتٍ مكذوبةٍ .. وحقائقَ مقلوبةٍ .. وصورٍ مقطوعةٍ .. ومقاطعَ مغلوطةٍ .. لتشويِه صورةِ الحقِ وأهلِه .. وصدقَ اللهُ تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ) .. فالحذرَ .. الحذرَ .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
اللهم أرِنا الحقَّ حقًا وارزقنا اتباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابَه، اللهم جنبنا الفواحشَ والفتنَ ما ظهرَ منها وما بطنَ، اللهم انصر إخوانَنا المجاهدينَ في كلِّ مكانٍ، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا يا رحمنُ، اللهم فكّ أسرَ المأسورينَ مِن المسلمينَ، نفّس كُروبَهم، ثبّت قُلوبَهم، فرّج همومَهم، ارحم غربتَهم، آنس وحشتَهم، اللهم لا تجعلْ لكافرٍ على مؤمنٍ سبيلاً


المصدر :

http://lojainiat.com/c-104044 (http://lojainiat.com/c-104044)

الشريعة تبسة
2013-09-25, 07:10
ربي يهديكم الى تطبيق منهج السلف
بارك الله فيكم

أبو هاجر القحطاني
2013-09-28, 19:00
ربي يهديكم الى تطبيق منهج السلف
بارك الله فيكم
آمين يارب العالمين
وفيكم بارك الرحمان

zaki17
2013-10-09, 16:38
الحرب التي يقودها الغرب ضد الاسلام و يطبقها المتأسلمون الخوارج ...

أنت و أمثالك ممن يشوهون ديننا الحنيف بدعمكم للارهاب و التشهير له و الكل يعلم أن الارهاب من صنع المخابرات الغربية لضرب الاسلام و تشويه صورته للعالم...

أنتم من تحبون الفرقة و الفتنة و الاقتتال بين المسلمين بدلا من لم الشمل و حقن دمائهم ...

أنتم من تريدون أن تقنعوا المسلمين أن العدو هم الشيعة "الاغبياء و المنحرفين" (نستطيع ان نهديهم ) بدلا من العدو الحقيقي الصهاينة و الصليبيون ...

أنتم من بدلتم كلام الله عز و جل و كلام نبينا عليه الصلاة و السلام بكلام بن تيمية و بن عبد الوهاب و التكفيريين ,,,

nadir02
2013-10-27, 14:14
اذن من الذي يضرب فرنسا في مالي ومن الذي يضرب امريكا في افغنستان و العراق ومن الذي يضرب روسيا في الشيشان ومن اسقط برج التجارة العالمي في امريكا
من اجل ان يخرج الإستعمار الصاليبي و الصهيوني العسكري و الثقافي و السياسي من اراضي المسلمين.

روسلين
2013-10-27, 14:21
يحاولون عداء الاسلام والقضاء عليهم

وما هم الا يعرفون جاهله به

الله اكبر على اعداء الاسلام

بارك الله فيك

أبو هاجر القحطاني
2013-10-27, 22:50
يحاولون عداء الاسلام والقضاء عليهم

وما هم الا يعرفون جاهله به

الله اكبر على اعداء الاسلام

بارك الله فيك

وفيكم بارك الرحمان

saqrarab
2013-10-27, 23:45
الحرب التي يقودها الغرب ضد الاسلام و يطبقها المتأسلمون الخوارج ...

أنت و أمثالك ممن يشوهون ديننا الحنيف بدعمكم للارهاب و التشهير له و الكل يعلم أن الارهاب من صنع المخابرات الغربية لضرب الاسلام و تشويه صورته للعالم...

أنتم من تحبون الفرقة و الفتنة و الاقتتال بين المسلمين بدلا من لم الشمل و حقن دمائهم ...

أنتم من تريدون أن تقنعوا المسلمين أن العدو هم الشيعة "الاغبياء و المنحرفين" (نستطيع ان نهديهم ) بدلا من العدو الحقيقي الصهاينة و الصليبيون ...

أنتم من بدلتم كلام الله عز و جل و كلام نبينا عليه الصلاة و السلام بكلام بن تيمية و بن عبد الوهاب و التكفيريين ,,,
أخي الكريم تتهم الاخ بالارهاب وتمارس ضده اشنع اشكال الارهاب
وهي الارهاب الفكري
انت شخصنت الرد ووجهته لصاحب الموضوع وشخصه بدل ان تنقد الفكرة بالفكرة وتبين له اين الخطا في كلامه
بين له الخطا في كلامه بالدليل فان كان الحق في صفك ولم يقتنع اقتنع غيره
لكن ان تشخصن الرد فلن يستفيد احد

ريـاض
2013-10-28, 11:28
بارك الله فيك
الإعلام له تأثير كبير على العقول
هو الذي أحدث فتنة بين مصر والجزائر بسبب جلدة منفوخة
وهو الذي جعل شمس الدين بوروبي عالما
وهو الذي أحرق ليبيا وتونس ومصر وسوريا

أبو هاجر القحطاني
2013-10-28, 13:39
بارك الله فيك
الإعلام له تأثير كبير على العقول
هو الذي أحدث فتنة بين مصر والجزائر بسبب جلدة منفوخة
وهو الذي جعل شمس الدين بوروبي عالما
وهو الذي أحرق ليبيا وتونس ومصر وسوريا


وفيكم بارك الرحمان

ابو البراء الادريسي
2013-11-01, 15:17
بارك الله فيك اخي يونس

hamza1991
2013-11-02, 00:24
بارك الله فيك