الشيخ عبد الكريم
2013-09-07, 23:24
مفتاح بيتنا
عاد بي الشريط الزمني وما به من تمزقات إلى أيام كنت طفلا صغيرا أعيش في قرية صغيرة كبيرة في المقل تقع بالقرب من الخليل , يضمها سهل رحب رحابة صدور أهلها , دفنا فيها جدي وهو يقاتل المحتل في ثورة ال 48 وكان عمره آن ذاك سبعون عاما يركب الحصان الأبيض فتحسبه شابا في سن العشرين .
كنا نملك منزلا بناه الجد الأول في العائلة الكبيرة , ولد فيه جميع الأبناء و البنات و شهد الأفراح والأحزان . جدرانه تحكي عراقة الوطن , انتماء الوطن , أصالة الوطن , رائحته تعطي كل ما يحتاجه الزمن من دليل مفعم بالحجج , شقوقه تروي للعالم اضبارة شرعية البناء دون جدال أو غش أو حيل
في يوم لا زلت اذكره حط على سقفه خنزير خبل و صاح في وقاحة هذا بيت أبي , سلبته أسرة فلسطينية البارحة أو قبل الظهر من شهر أفل .
و صدق العدو نفسه , واخرج أسرتي الصغيرة من وطنها الصغير كما غير الوطن , صرخت في وجهه , رسمت صورة له في عيني حتى لا يمحوها طول الزمن و تراكم المحن, و قلت في نفسي سأحتفظ برسمه إلى أن أعود ساعتها يكون ردي قاصم يزلزل القمم .
أهدتني والدتي مفتاح بيتنا وقالت لي في القلب هذا يخبأ لعودة قريبة , كنت أنا أو صرت من أهل القبور مع الأبرار من أهل النعم , أحمل سلاحك دائما وضمه إلى القلب ففي القلب سكن
و اليوم ما زلت احمل مفتاح بيتنا وانتظر ساعة عودتي أعيد فتح منزلي , أحيي شجرة غرستها دنسها المحتل
إن شاء الله سيعود كل لاجئ إلى بيته و مسقط رأسه , ساعتها تسعد فلسطين بأبنائها .
نورالدين عبد الكريم
عاد بي الشريط الزمني وما به من تمزقات إلى أيام كنت طفلا صغيرا أعيش في قرية صغيرة كبيرة في المقل تقع بالقرب من الخليل , يضمها سهل رحب رحابة صدور أهلها , دفنا فيها جدي وهو يقاتل المحتل في ثورة ال 48 وكان عمره آن ذاك سبعون عاما يركب الحصان الأبيض فتحسبه شابا في سن العشرين .
كنا نملك منزلا بناه الجد الأول في العائلة الكبيرة , ولد فيه جميع الأبناء و البنات و شهد الأفراح والأحزان . جدرانه تحكي عراقة الوطن , انتماء الوطن , أصالة الوطن , رائحته تعطي كل ما يحتاجه الزمن من دليل مفعم بالحجج , شقوقه تروي للعالم اضبارة شرعية البناء دون جدال أو غش أو حيل
في يوم لا زلت اذكره حط على سقفه خنزير خبل و صاح في وقاحة هذا بيت أبي , سلبته أسرة فلسطينية البارحة أو قبل الظهر من شهر أفل .
و صدق العدو نفسه , واخرج أسرتي الصغيرة من وطنها الصغير كما غير الوطن , صرخت في وجهه , رسمت صورة له في عيني حتى لا يمحوها طول الزمن و تراكم المحن, و قلت في نفسي سأحتفظ برسمه إلى أن أعود ساعتها يكون ردي قاصم يزلزل القمم .
أهدتني والدتي مفتاح بيتنا وقالت لي في القلب هذا يخبأ لعودة قريبة , كنت أنا أو صرت من أهل القبور مع الأبرار من أهل النعم , أحمل سلاحك دائما وضمه إلى القلب ففي القلب سكن
و اليوم ما زلت احمل مفتاح بيتنا وانتظر ساعة عودتي أعيد فتح منزلي , أحيي شجرة غرستها دنسها المحتل
إن شاء الله سيعود كل لاجئ إلى بيته و مسقط رأسه , ساعتها تسعد فلسطين بأبنائها .
نورالدين عبد الكريم