تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوعي اللغوي


leprence30
2013-09-06, 12:50
الوعي اللغوي

تحرير المشتقات من مزاعم الشذوذ (1)

هذه اللغات البشرية جمعاء، لا ريب عندي في أنها - في أصلها - إلهامٌ وتوقيف، وليست مواضعةً واصطلاحًا وقعت لأجناس البشر بالحكمة، وغرست في جِبلَّتهم غرسًا، ونَمَت معهم في عهود التاريخ المتعاقبة، ثم استحدثوا إبَّان استبحارِهم في التمدُّن والعمران المواضعةَ والاصطلاح، وخرجوا إلى التصنيع والتفريع، ومضت كل أمةٍ - على تراخي الزمن وانبساطه - في الاتساع بلُغَتها على وَفْق طبيعتها وما تدعو حاجتها إليه من شيء، فاشتقَّت لفظًا من لفظ، وفرَّعت الفروع من الأصول، من غير أن تخرج عليها، أو تبتعد عن جذورها، جاريةً في ذلك على إلهام الفطرة، ووحي الشعور العنصري المستكِنِّ في غرائز الشعوب والأمم.

ومن شأن ذلك استبقاء الأصول والوقوف عندها، ومراعاتها مراعاة دقيقة، والتجافي عن الدَّخيل ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً في كلِّ ما يُراد الاتساع فيه من شيء.

وعلى حجم مادة اللغة - وطبيعتها في التصرف والمرونة - يكونُ حجم قواعدها وضوابطها التي تستنبطُ منها بالاستقراء والملاحظة والتحديد، كما يشهد لهذا (نَحْوُ) هذه اللُّغات في اتساعه وتبحُّره في لغة، وضيقه وتحجُّره في لغة أخرى.

ومما لا ريب فيه أن اللغة العربية - في حدود ما أعلمه - هي أوسع اللغات التي تتكلَّم بها أجناس البشر على الإطلاق، غَزُرَت مادتها غزارة تفوقُ الوصف، وتنوَّعت أوزانها في الأسماء والأفعال، وتعدَّدت فيها صور الاشتقاق وصِيَغُه، فلا جَرَمَ أن يكون (نَحْوُها) أوسعَ (نحوٍ) عرَفته اللغات.

ولقد بلغ صنع النحو العربي مداه في أقصر مدة تتاح لمثله ولمثل اللغة العظيمة التي استُنبط منها، وصِيغ صياغتَه الدقيقة البارعة الباهرة على غير مثال سابق، بفضل العباقرة العمالقة الأوائل الذين نبغوا إبَّان الانبعاث العربي الإسلامي، إلى جانب مَن نبغ من أعاظم قادة الفتح وساسته، فتباروا جميعًا في إقامة صروح الدولة العالمية الجديدة.

هؤلاء نشَروا الدعوة إلى الله، وأسَّسوا المُلْك العظيم، وأولئك أقبَلوا على لغة الدعوة والدولة يُدَوِّنونها، ويضعون مُعْجَمها، ويستنبطون نحوَها، ويبتكرون علومها وآدابها وفنونها، فلم تَكَدْ تنتصف المائة الثانية حتى بلَغوا الذروة في كل ما أثَّلوه من ذلك، ومنه هذا (النحو) الذي استنبطتْه قرائحُهم بالاستقراء والملاحظة، وظهر في صورته الفخمة الرائعة في (كتاب) أبي بشر سيبويهِ مولى الحارث بن كعب، وقد انصبَّ فيه جهد علماء العربية، منذ رسمت أوَّليَّته التي حصرت أجناس الكلم الثلاث - الاسم والفعل والحرف - إلى أن انتهى به مؤسسُه الحقيقي (الخليل بن أحمد الفراهيدي) إلى الذروة، ومنه في الأغلب استمدَّ تلميذه سيبويه مادة كتابه العظيم، الذي شهد أهل العلم أنه أكمل كتاب في بابه، وقد يكون - كما قال أبو العباس المُبرِّد - الكتاب الذي لم يُعمَل كتابٌ في علم من العلوم مثلُه، وإنه لكذلك حقًّا، تجلَّت فيه عبقرية هذه اللغة العربية تجلِّيَ عبقرية أهلها، ومستنبطي قواعدها وضوابطها في الاستقراء والملاحظة والتأصيل والتفريع.

على أن هذا النحو العربي، على ما بلغه من القوة والروعة في هذا الكتاب العظيم، لم يستغنِ إطلاقًا عن المتابعة والتعقب؛ لاتساع اللغة العربية وغزارة مادتها، فظلَّ العقل العربي يعتمل في تحديد مقاصده، وتبيين حدوده، حتى جاء زمان تقاصر فيه جهد الخَلَف عن جهد السَّلَف في كل شأن من شؤون الحياة، وغلب التقليد على الاجتهاد والإبداع، فوقف (النحو) في جملة ما وقف من الأشياء عند ما انتهى إليه، إن لم نَقُل: تراجَع عن عهده، واقتصر الجهدُ فيه على ترديد عبارات الأوائل وشرحها، وعلى مُماحكات لفظية لا طائل تحتها في الغالب ولا جديد.

وقد توهَّم ناس هالَهم ما تكدَّس من كتبه أن هذا النحو قد نضج واحترق، فلا سبيل لأحد إلى أن يجتهد فيه، أو يحرِّر شيئًا منه، أو يأتي فيه بنظر جديد.

ومن الواضح أن هذه النظرة إلى النحو العربي إنما تدلُّ على الاستغراق في إكبار جهد النحاة السالفين، كما تدل على جمود الفكر وعلى الجهل بطبائع الأشياء، فما عُرِف من سنن الله في الأشياء أن يبلُغَ شيء ما حدًّا من الكمال يقف الجهد عنده، وواقع النحو العربي - على جلالة ما انتهى إلينا من كتبه - لا يمتنع على التعقب والملاحظة والتجديد، فما تزال قوانين من قوانينه مفتقرة إلى استقراء جديد، وأنظار جديدة مستقلة؛ لتحريرها ووضعها في النصاب الصحيح.

ومَرَدُّ ذلك لا إلى عيبٍ في فقه صانعيه، ولكن إلى أمرٍ هو فوق قدرة الإنسان، ذلك هو تعذُّر الإحاطة التامَّة الشاملة بجميع لغات القبائل ولهجاتها، على عِظَم ما تلقَّفوه منها من الأفواه، فدوَّنوه، وبنَوا عليه هذا النحو.

يشهد لما أقول ما أُثِر عن الإمام محمَّد بن إدريس الشافعي من قوله: "لا يحيط باللغة إلا نبي"، أو كما قال، وما حدَّث به يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء، قال: "ما انتهى إلينا مما قالت العرب إلا أقلُّه، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علم وشعر كثير".

ومن ضياع هذه الكثرة الكاثرة من اللغة، كان منشأُ الاضطراب في أقوال النحاة ثم اصطراعهم وتعدُّد مذاهبهم، وكان من ذلك أن عزَلوا طوائف من الألفاظ عن القواعد العامة، وعدُّوها كغرائب الإبل لا تنضوي إلى سرب، ودوَّنوها على أنها شواذُّ على غير قياس، مفارِقاتٌ لما عليه غيرها في الحكم، وتناقَلها خالف عن سالف، وقلَّما حاولوا بحثها وضمَّها إلى جماعتها، وما بحثوه منها اضطربوا فيه اضطرابًا شديدًا، وذهبوا فيه طرائق قِددًا، ولم يلتقوا عند رأيٍ بعينه، ينفي عنها صفة الشذوذ، ويُضفِي عليها صفة القواعد الجامعة المانعة.

ولا ريب في أن بحث هذه "الظاهرة" - ظاهرةِ الشذوذ المنتشرة في كتب النحاة ودواوين اللُّغَويين - مطلبٌ صعب وعسير جدًّا، يدعو تذليلُه إلى جهد شاقٍّ وصبر عظيم، ولا بدَّ من احتمال ذلك فيما يجب أن يستأنف من درس النحو العربي، وبحثه مجددًا؛ للمِّ ما تشعَّث من أقوال النحاة فيه، وتصحيحها، وتبيين حدوده على نحوٍ أدقَّ وأعمق مما هي عليه.

ومن أهم ما استرعى نظري في كتب النحاة واللغويين من دعاوى الشذوذ، هذه المزاعم التي تلحق بالمشتقات.

وإذا جاز الشذوذ والاستثناء في بعض الحالات، وقُبِل عند انبهام معالم السبل إلى معرفة الأسباب، فليس طبيعيًّا ولا معقولاً أن يكون شيء منه في هذه المشتقات، إلا أن تكون هنالك علة مستكنَّة خافية، وهي مما يجب أن تبحث وتزاح؛ ذلك أن الاشتقاق قياس مطَّرد في النظام اللغوي، لا يُتصور تخلُّفُ فرد من أفراده، ولا بد له أن يتسق ويجري في مجراه إلى غايته، لا ينقطع عن نظائره، ولا يتحوَّل عن النظام.

يشهد لهذا قانونُه النفسي عند العرب، كما تشهَدُ له ضوابطه الوضعية المستنبطة من هذا القانون، وهو شيء كان متوارَثًا عندهم سليقةً ونَجْرًا، لا يُخِلُّون به، ويتناكرون ما يخلُّ به كما يتناكرون زيغ الإعراب.

حدَّث عبدالملك بن قُريب الأصمعي، قال: "سمعتُ أبا عمر الجَرْمي يقول: ارتبتُ بفصاحة أعرابي، فأردت امتحانه، فقلت بيتًا، وألقيته عليه، وهو:
كم رأينا من (مُسْحَبٍ) مُسْلَحِبٍّ
صاد لحمَ النُّسورِ والعقبانِ

فأفكر فيه، ثم قال: "رُدَّ عليَّ ذكر (المسحوب)" حتى قالها مراتٍ، فعلمت أن فصاحته باقية".

ويعني هذا أن الاشتقاق قانون نفسي مستقر لا يتغير، كان العرب يُحسُّونه بالطبع وقوة النفس ولطف الحس، ويُجْرون كل نوع منه على قانونه نسقًا واحدًا مطردًا متتابعًا، لا ينحرفون عنه ولا يغيرونه.

فهذا الأعرابي حين سمع (المُسْحَب) في البيت الذي صنعه أبو عمر الجَرْمي ليمتحنَ فصاحته قبل أن يأخذ اللغة منه - قد نبَّهَه حسُّه إلى امتناع اشتقاق (مُسْحَب)، اسم مفعول من سحب الثلاثي المتعدي، بدلاً من (مسحوب) الذي هو قياسه في نفسه، فأباه طبعُه، واستعصم بالقانون الذي فُطِر عليه.

وهذا هو القانون الذي يحكم لغة العرب، ولا سيما مشتقاتها، فلا مناص من ملاحظته، والاحتكام إليه فيما نتدارسه من قضاياها، فما نشز عليه وجاء على خلافه، لزم التوقفُ فيه إذا كان واردًا عن الفصحاء، وكان رواتُه ثقاتٍ أثباتًا، ووجب بحثُه وردُّه إلى قانونه.

leprence30
2013-09-06, 12:51
المنظومة النحوية الصغرى

حَدُّ الكَلَامِ مِنهُمُو قَد سُمِعَا
لَفظٌ مُرَكَّبٌ مُفِيدٌ وُضِعَا
وَهْوَ مُقَسَّمٌ إِلَى أَقسَامِ
اِسمٍ وَفِعلٍ ثُمَّ حَرفٍ سَامِ
وَقَسَّمَ الإِعرَابَ أَهلُ العَزمِ
لِلرَّفعِ وَالنَّصبِ وَخَفضٍ جَزمِ
رَفعٌ بِضَمٍّ أَلِفٍ وَاوٍ وَنُونْ
جَرٌّ بِكَسرٍ فَتحَةٍ يَاءٍ يَكُونْ
نَصبٌ بِفَتحَةٍ وَيَا وَكَسرِ
وَأَلِفٍ وَحَذفِ نُونٍ يَجرِي
جَزمٌ بِتَسكِينٍ وَحَذفٍ يُعلَمُ
وَالفِعلُ لَا الأَسمَا يَقِينًا تُجزَمُ
وَالجَرُّ بِاسمٍ لَا بِفِعلٍ وَقَعَا
وَالرَّفعُ وَالنَّصبُ بِهَذَينِ مَعَا
أَقسَامُ الَافعَالِ ثَلَاثَةٌ فَعُوا
اَلأَمرُ وَالمَاضِيُ وَالمُضَارِعُ
مَاضٍ وَأَمرٌ يُبنَيَانِ سَرمَدَا
وَارفَع مُضَارِعًا إِذَا تَجَرَّدَا
وَلْتَنصِبَنَّهُ -هُدِيتَ- وَاجزِمِ
إِن جَاءَ بَعدَ نَاصِبٍ أَو جَازِمِ
وَلْتَبنِ إِن بِنُونِ تَوكِيدٍ تُلِي
أَو نِسوَةٍ كَنَحوِ يَسأَلنَ العَلِي
وَالفَاعِلَ ارفَعَن وَيَأتِي مُظهَرَا
كَجَاءَ صَالِحٌ وَيَأتِي مُضمَرَا
وَإِن حَذَفتَهُ فَأَوجِبَنَّا
تَأخِيرَكَ المَفعُولَ وَارفَعَنَّا
وَالمُبتَدَا ارفَعَن كَذَاكَ الخَبَرُ
مِثَالُهُ مُحَمَّدٌ مُنتَصِرُ
وَإِنَّمَا الخَبَرُ يَأتِي مُفرَدَا
كَأَحمَدٌ مُوَفَّقٌ إِلَى الهُدَى
وَغَيرَ مُفرَدٍ وَذَا أَنوَاعُ
أَربَعَةٌ حَقًّا كَمَا يُذَاعُ
ظَرفٌ وَجَرٌّ جُملَةٌ إِسمِيَّهْ
رَابِعُ هَذِي جُملَةٌ فِعلِيَّهْ
اَلخَبَرَ انصِب وَارفَعَنَّ المُبتَدَا
بِكَانَ أَو أَصحَابِهَا لِتَرشُدَا
وَعَكسُهُ لِإِنَّ مَع ذَوِيهَا
كَإِنَّ رَبَّ العَرشِ مُصطَفِيهَا
وَانصِبهُمَا مَعًا بِظَنَّ أَو بِمَا
رَافَقَهَا كَظَنَّ زَيدًا عَالِمَا
عَطفٌ وَتَوكِيدٌ وَنَعتٌ بَدَلُ
تَوَابِعٌ كَجَاءَ ذَا وَالبَطَلُ
وَبَدَلٌ أَقسَامُهُ تُلتَقَطُ
كُلٌّ وَبَعضٌ وَاشتِمَالٌ غَلَطُ
مَا "رُبَّ" تَدخُلُ عَلَيهِ النَّكِرَهْ
وَغَيرُهُ مَعرِفَةٌ مُنحَصِرَهْ
فِي خَمسَةٍ ذُو "أَل" ضَمِيرٌ عَلَمُ
أَسمَا إِشَارَةٍ مُضَافٌ لَهُمُ
وَنَصبُ مَفعُولٍ بِهِ لَا بُدَّا
مِنهُ كَلَازَمَ التَّقِيُّ الزُّهدَا
كَذَاكَ مَفعُولٌ لَهُ وَمَعْهُ
كَسِرتُ وَالجَيشَ لِنَنأَى عَنْهُ
وَالمَصدَرَ انصِب مِنهُ مَعنَوِيُّ
مَا وَافَقَ الفِعلَ هُوَ اللَّفظِيُّ
وَالظَّرفُ مَنصُوبٌ لَهُ نَوعَانِ
هُمَا الزَّمَانِيُّ مَعَ المَكَانِي
اِسمٌ مُبَيِّنٌ لِمَا قَد أُبهِمَا
مِن هَيئَةٍ حَالٌ مُنَكَّرٌ سَمَا
لَكِنَّمَا التَّميِيزُ لِلذَّوَاتِ
مُبَيِّنٌ مِثَالُهُ سَيَاتِي
لَنَا عَلَيهِ أَربَعُونَ دِرهَمَا
وَكَونُهُ مُنَكَّرًا تَحَتَّمَا
إِلَّا سِوَى غَيرُ خَلَا مَعْهُنَّا
عَدَا حَشَا فَاستَثنِيَنْ بِهِنَّا
فإِن يَكُ الكَلَامُ مُوجَبًا وَتَمْ
مِن بَعدِ إِلَّا نَصبُهُ قَدِ انحَتَمْ
إِن يَكُ مَنفِيًّا وَكَانَ تَامَا
أَبدِل أَوِ انصِبَنْ فَعِ الكَلَامَا
أَو كَانَ نَاقِصًا فَأَعرِب حَسْبَمَا
يُوجِبُ فِيهِ العَمَلُ اعرِف وَاعلَمَا
وَحُكمُ مَا استَثنَت سِوَى وَغَيرُ
-نَحوُ أَتَوْا سِوَى الهُمَامِ- الجَرُّ
حَشَا عَدَا خَلَا انصِبَنْ وَجُرَّا
إِذَا بِهَا استَثنَيتَ حُكمٌ قَرَّا
اِنصِب بِ"لَا" مُتَّصِلًا مُنَكَّرَا
مِن غَيرِ تَنوِينٍ بِإِفرَادٍ جَرَى
وَأَوجِبِ التَّكرَارَ وَالإِهمَالَا
لَهَا إِذَا أَبصَرتَ الِانفِصَالَا
وَإِن تَكَرَّرَت بِوَصلٍ جَازَا
إِعمَالُهَا او إِهمَالُهَا جَوَازَا
لِخَمسَةٍ قَد قَسَّمُوا المُنَادَى
مُفردُ الَاعلَامِ كَيَا جُمَادَى
نَكِرَةٌ مَقصُودَةٌ وَالضِّدُّ
ثُمَّ المُضَافُ وَالشَّبِيهُ بَعدُ
فَالأَوَّلَانِ ابنِهِمَا بِالضَّمَّهْ
وَالبَاقِيَ انصِبَنْ كَيَا ذَا الهِمَّهْ
وَالخَفضُ وَاقِعٌ بِحَرفِ الجَرِّ
وَبِالإِضَافَةِ كَنَجلِ البَرِّ
وَتَبَعِيَّةٍ. بِحَمدِ اللَّهِ
تَمَّ مُصَلِّيًا عَلَى الأَوَّاهِ

leprence30
2013-09-06, 12:52
في أحوال اللغة العربية في الصين الحديثة

العلاقات العربية - الصينية قديمة قدم التاريخ نفسه، المروي منه والمكتوب. إنها تعود الى ما قبل ظهور الإسلام، حيث كان التجار العرب، هم أول من بادر إلى إنشاء هذه العلاقة، وبنائها بناءً شبه محكم، لأجل إنجاح تجارتهم عبر البحار، وكسب ثقة تجار الأسواق الصينية وناسها، عاماً بعد عام.

وبدورهم كان التجار الصينيون يتركون موانئهم أيضاً، لتصل سفنهم التجارية إلى موانئ البحار العربية، محملةً بالخزف الصيني، والقيشاني، وبالحرير، خيوطاً ونسيجاً، وكذلك بالفضة والذهب، واليشم.. علاوة على صنوف كثيرة من الأدوية الصينية، العشبية منها، وغير العشبية إلخ... لتعود إلى بلادها، محملة بالخيول العربية، واللبان، والبخور العربي والإفريقي، والعاج، والتمور، وبعض المنسوجات القطنية، وغيرها من البضائع، التي تفتقدها الأسواق الصينية.

ويذكر المسعودي في "مروج الذهب" أن سفن الصين، كانت تصل قبل الإسلام إلى مدينة الحيرة، على نهر الفرات في العراق، وهي عاصمة المناذرة الموالين للفرس. ويذكر ابن عبد ربه في "العقد الفريد"، أن النعمان بن المنذر، ملك الحيرة، رأى في إيوان كسرى وفداً من الصين.

وبعد ظهور الإسلام، وبحسب مراجع تاريخية صينية، فإن أول بعثة أرسلت من الجانب العربي- الإسلامي إلى الصين، كانت في العام 651 ميلادية، أي في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وكانت طبيعة البعثة، دينية، تدعو حكام الصين للدخول في الدين الحنيف، وأن الذي حمل الدعوة المذكورة وقتها، هو سعد بن أبي وقاص. وتلت هذه البعثة، بعثات عديدة منذ مئات السنين.

هكذا إذن، مع التجار العرب، قبل الإسلام وبعده، استمرت العلاقات العربية- الصينية، وتقوت تجارياً وثقافياً، بخاصة بعدما استقر عدد كبير من التجار العرب المسلمين في الصين، وتزاوجوا، وأنجبوا أجيالاً صينية مسلمة، وصل تعدادها إلى ما يزيد على الثلاثين مليون مسلم اليوم.

وفي زمن أسرة يوان ( 1264- 1368)، أخضع المغول الصين كلها تحت سلطتهم القوية، فقامت جيوش جرارة منهم بحملاتٍ متوالية على غرب آسيا، وأسرت أعداداً كبيرة من الجنود، والمثقفين، والفنيين المهرة المسلمين، وعادت بهم إلى الصين، فأقاموا في البلاد متفرقين في مختلف أنحائها. ومن خلال هؤلاء المسلمين، وغيرهم ممن سبقهم من تجار عرب مسلمين، بدأ دخول اللغة العربية، وانتشارها، وتعلمها بالضرورة، باعتبارها لغة الإسلام والقرآن الكريم.

ومع حكم أسرة تانغ الصينية (618- 907) ازدهر أكثر تعليم العربية في الصين، وبخاصة من خلال المساجد، التي تحولت إلى مراكز، أو معاهد لتعليم لغة الضاد، يدرسها، بالإضافة إلى رجال الدين المسلمين، كل من تضلع من هذه اللغة، التي يعتبرها البرفسور تشو وي ليه (أستاذ الدراسات الدولية في جامعة شانغهاي والخبير بالعلاقات العربية - الصينية) "من أجمل لغات العالم، وإنني سعيد بأنني تعلمت هذه اللغة الجميلة، وأبحرت في كنوز آدابها القديمة والحديثة، وأعجبت كثيراً بأشكال حروفها، و إيقاعات ألفاظها".

رواد العربية في الصين:
من جهة أخرى، يعتبر شوي تشينغ قوه، وهو أستاذ، وباحث، في كلية اللغة العربية في "جامعة الدراسات الأجنبية في بكين"، أحد أبرز المهتمين بتاريخ لغة الضاد في بلاد الصين، بوجهيه القديم والحديث، وله العديد من الدراسات في هذا المضمار اللساني. وقد قرأ له كاتب هذه السطور أكثر من دراسة في أحوال اللغة العربية، وخصوصاً في الصين الحديثة، نعرف من إحداها، أن اللغة العربية، لم تدخل المدارس الصينية، إلا في أوائل القرن العشرين، متزامنةً مع حركة الثقافة الجديدة، التي اجتاحت البلاد كلها، فأنشئ العديد من المدارس الابتدائية والثانوية الإسلامية في المناطق المأهولة بالمسلمين، وفي بعض المدن الكبرى، مثل بكين وشانغهاي، تدرَّس مواد ثقافية وعلمية باللغتين: الصينية والعربية في وقت واحد. والجدير ذكره إن هذه المدارس قد خرجت عدداً من رواد اللغة العربية في الصين، أمثال عبد الرحمن ناجون، ومحمد مكين، اللذين سافرا إلى جامعة الأزهر في مصر، لمواصلة دراستهما بعد تخرجهما من المدارس الثانوية الإسلامية، ثم عادا إلى الصين لنشر اللغة العربية والثقافة العربية - الإسلامية في جامعاتها.

وبدأ تعليم اللغة العربية في الجامعة الصينية في العام 1943 م. عندما عُين الأستاذ عبد الرحمن ناجون، بعد تخرجه من جامعة الأزهر، حاملاً شهادة "العالمية"، أستاذاً في الجامعة المركزية (جامعة نانكينج اليوم)، فألقى دروس اللغة العربية على الطلاب كمادة اختيارية، مستخدماً الكتب المنهجية، التي ألفها بنفسه. كما ألقى محاضرات حول التاريخ العربي، والثقافة العربية الإسلامية، في نطاق برنامج الجامعة.

وفي العام 1946، أنشئ تخصص اللغة العربية للمرة الأولى في الجامعة الصينية، حيث استقدمت جامعة بكين، الأستاذ محمد مكين، زميل عبد الرحمن ناجون الأزهري، لإنشاء شعبة اللغة العربية في قسم اللغات الشرقية في الجامعة، وقبلت دفعات أولى من الشبان الصينيين (من مسلمين وغير مسلمين) لدراسة اللغة العربية كتخصص. وقد صار هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم كوادر، وعلماء، أو أساتذة، وأسهموا إسهاماً كبيراً في إقامة العلاقات بين الصين الجديدة والدول العربية، وفي تعريف الصينيين بالثقافة العربية - الإسلامية.

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في العام 1949، وبالتوازي مع تطور العلاقات بين الصين الشعبية والدول العربية، أنشأت الحكومة، تخصص اللغة العربية في جامعات ومعاهد عدة، منها معهد الشؤون الديبلوماسية، وجامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية، وجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، والمعهد العسكري للغات الأجنبية في لويانغ، ومعهد العلوم الإسلامية الصيني، وجامعة الدراسات الدولية في شانغهاي، ومعهد اللغات في بكين، والمعهد الثاني للغات الأجنبية في بكين. وقد أعدَت هذه الجامعات والمعاهد، آلافاً من الأكفاء، الذين يعملون في مجالات مختلفة، ويسهمون في تطوير العلاقات الصينية - العربية، ومنهم وزراء، وسفراء، وجنرالات، وأساتذة، ومدراء شركات، وإعلاميون ورجال دين إلخ..

ومنذ تسعينيات القرن العشرين، ومع تطور الاقتصاد الصيني، وزيادة الانفتاح على العالم الخارجي، كثر التبادل الاقتصادي والتجاري بين المناطق الصينية المختلفة والدول العربية، فبدأت بعض المقاطعات الصينية تهتم بإعداد مترجمين للغة العربية. ونتيجة لذلك، تم إنشاء قسم تخصص اللغة العربية في خمس جامعات إقليمية، ومعظمها في المناطق الواقعة غرب الصين، حيث يتكثف وجود القوميات المسلمة.

ولا بد من التنويه هنا، أن فرص التوظيف لطلاب اللغة العربية في الصين، تعتبر جيدة بشكل عام، ولاسيما في بعض الجامعات المهمة، نظراً للعلاقات الطيبة، والتبادلات المكثفة بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات في الوقت الراهن.

ومن أجل ضمان ورفع نوعية التعليم، كونت وزارة التربية والتعليم الصينية لجاناً مختلفة، لتوجيه وتقييم أعمال التدريس في الجامعات، ومنها "اللجنة الوطنية لتوجيه تدريس اللغات الأجنبية في الجامعات"، وتتبع لهذه اللجنة، "فرقة اللغة العربية"، التي تقوم بتنسيق وتوجيه تعليم العربية في الجامعات. وتحت إشراف وتنظيم هذه "الفرقة"، شاركت مجموعة من الأساتذة المتمكنين في جامعات عدة، في تأليف "منهج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية"، الذي صدر في العام 1991.

كما تم إنشاء "مجمع اللغة العربية في الصين للتعليم والدراسات" في العام 1985، والذي انضمت إليه مختلف الجامعات، التي تدرس اللغة العربية. وينظم المجمع سنوياً فعاليات متعلقة بتعليم اللغة العربية، كعقد دورات، وندوات علمية، وإقامة مسابقات الخطابة، أو الإنشاء، أو الترجمة، أو العرض الفني بين طلبة الجامعات.

المساعدات العربية:
وبيَن البرفسور شوي تشينغ قوه، أن قضية اللغة العربية في الصين، حظيت بمساعدات عربية كبيرة. فمنذ تأسيس الصين الجديدة، أوفدت الدول العربية خبراء وأساتذة، ومدرسين إلى الصين، لإلقاء الدروس العربية، أو مشاركة الزملاء الصينيين في تأليف القواميس، والكتب المنهجية، أو إجراء التنقيح اللغوي على أعمال المترجمين الصينيين. وكان من بين هؤلاء الموفدين، أسماء أدبية لامعة كالروائي السوري الشهير حنا مينه، والشاعرين السوريين: عبد المعين الملوحي، وسلامة عبيد، والمفكر الفلسفي العراقي هادي العلوي، والمترجم الفلسطيني محمد نمر عبد الكريم.

وساعدت "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" على تنظيم دورتين تدريبيتين لأساتذة اللغة العربية، غير الناطقين بها، من جامعات آسيا في بكين. كما وقع العديد من الجامعات العربية اتفاقيات حول التبادل الأكاديمي مع نظيراتها الصينية.

وفي السنوات الأخيرة، لقي تعليم اللغة العربية في الصين اهتماماً متزايداً من طرف البلدان، والحكومات، والهيئات العربية. فقد تبرع الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس السابق لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمنحة لبناء "مركز الإمارات لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية- الإسلامية" في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، وهو عبارة عن بناءٍ ذي خمسة طوابق، بكامل تجهيزاته اللازمة، ومكتبة عربية.

وأهدت المملكة العربية السعودية معملاً لغوياً إلى جامعة بكين. كما ساعدت في إنشاء "صندوق محمد مكين للدراسات الإسلامية" فيها. وتبرعت غرفة التجارة والصناعة في دبي، لإنشاء "صندوق دبي- شانغهاي لتعليم اللغة العربية" في جامعة الدراسات الدولية في شانغهاي.

كما أهدت حكومة مصر إلى "معهد الدراسات الشرق الأوسطية" في الجامعة، مكتبة تحمل اسم سوزان مبارك، تضم آلاف الكتب العربية.

المصدر: نشرة "أفق" عن مؤسسة الفكر العربي.

leprence30
2013-09-06, 12:53
]حل مشكلة اسم الآلة

ولَشد ما يستشعر الإنسانُ الضِّيق والحرج حين يستعمل هذه الأشياء، فيتعذَّر عليه الوقوع على أسماء عربية لها، أو يقع لبعضها على أسماء عامية أو معرَّبة، ومنها ما أصابه أشنع التحريف فأفسد معناه، كالذي سمِعتُه ذات يوم من عاملٍ في مصنع كان يعالج أداةً عطبت في "سيارة"، فسألته عن اسمها، فرأيته يتردَّد، ثم قال بعد لَأْيٍ بسذاجةٍ العامي البريء: اسمها - أكرمك الله - "نَذْل"، وهو لا يعلم أن أصلها الإنكليزي "Needle"، ومعناه الإبرة، ولم يخطر بباله أن يفكِّر فيما يقال لهذه الأداة التي تشبه الإبرة "نَذْل"، بحيث لجأ إلى التأدب مع مخاطَبه وإكرامه عن ذكرها له حين اضطرَّه إلى إسماعه إياها، استجابة لسؤاله، ومثل هذا كثير.

والمشكلة القائمة تُحلُّ بوسيلتين:
الوسيلة الأولى: هي أن يُسْتَحيا القديم، ويلاءم بينه وبين الحاضر من غير قسرٍ ولا إعنات، فتستعمل الألفاظ العربية التي نُسِيت في معانيها الأصلية، وفيما يُشبِه معانيها الأصلية، أو يكون لها بها صلة غير المشابهة.

ولا ريبَ في أن التوسُّع في أوضاع اللغة القومية حتى تَفْرُهَ وتُغنِي نفسها، أبقى على حياتها وأضمن لدوام شبابها وتجدده من السماح للدخيل باقتحامها واحتلال مكانها كما يَوَدُّ "ناس" أن يكون!

إن دواوين اللغة العربية تَفِيض بأسماء الآلات، والأدوات، والأثاث، والرياش، والماعون، وألفاظ الشؤون العامة التي تشتدُّ حاجة الناس إليها، وقد استخرجتُ من كنوزها ما استطعتُ، وجعلتُه على طرف الثُّمَام[1] من متناوليه، ليستعملوه في التعبير عن المعاني الجديدة، وفي إطلاقه على المسميات المستحدَثة على النحو الذي أشرت إليه، وهو سبيل مسلوك في اللغة منذ القديم.

والوسيلة الأخرى: هي وسيلة الاشتقاق الذي هو في اللغة العربية أشبه بـ"المولد" "Generator" في الصناعات الآلية، ما يفتأ يولِّد لها الطاقة بعد الطاقة، ويمدُّها بالقوة والقدرة على الحركة والعمل ما تحرك، فكما أن هذا هو شأن "المولِّد" في الصناعات الآلية، فكذلك الاشتقاق في اللغة العربية، يمادُّها ما امتد بأهلها البقاء على وجه الزمن، ويساعدها على نموِّها وتطوِّرها دائمًا، وعلى إسعاف الحياة بما تطلب منها من ألفاظ.

وسبيل هذه الوسيلة سبيل لاحبة معروفة، قد عبَّدتها اللغة العربية بفطرتها المستقيمة، ونوَّعت الآلات التي تبلغ براكبها غايته البعيدة في سهولة ويُسْرٍ، لكنها تحيَّفها الخالفون وجاروا عليها، فضيَّقوها، وألقوا فيه الحسك والشوك، وقصروا سلوكها على آلة معقدة مغلقة، مثقلة بالقيود، بطيئة الحركة كراحلة صديق الشاعر القاهري الظريف "البهاء زهير":
تمشي فتحسبُها العيو
ن على الطريق مشكَّلَهْ
مقدارُ خطوتِها الطوي
لةِ حين تسرعُ أنملَهْ
وتخالُ مدبرةً إذا
ما أقبَلَتْ مستعجلهْ
تهتزُّ وهي مكانها
فكأنَّما هي زلزلهْ

وأعني بهذه الآلة، قاعدة (اسم الآلة) كما وردت في كتب النُّحاة، وما أريد بما أصف من حالها غير الجدِّ الذي يمكِّننا من النهوض بأداء الأمانة.

على أن بحث اسم الآلة هذا في جملته وأساس تناوله، لم يتوسَّع فيه النحاة من قدماء ومحدثين ما توسعوا في غيره من مباحث النحو واللغة؛ لأن الحياة القديمة لم تكن تدعو لبحثه وتُلحُّ في تعميقه، فأوجز الأوائل فيه الكلام إيجازًا شديدًا، ونقله الأواخر عن نهجه في لغة العرب، فقيَّدوا مُطْلقَه، وحرَّموا مباحه، وحجروا به واسعًا.

أما وقد تجدَّدت حياتنا على نحوٍ يتطلَّب منا الاستبحار في كل شيء، ومن ذلك اللغة، فلا مناص لنا من أن نُعِيد النظر في قاعدة (اسم الآلة) هذه، وأن نبحثها بحثًا جديدًا وعميقًا، يوضح غموضها، ويكشف معالم ميدانها الفسيح، وينتهي بها إلى غايتها من الانتفاع بها في توسيع مادة اللغة في جانب من أهم جوانبها بالقياس إلى الحياة الحاضرة.
♦ ♦ ♦

بُحثت هذه القاعدة في كتب النحو على طريقتين مختلفتين، وسارت بها كل منهما على منهج بحثها في سائر أبواب النحو.

أولاهما ما أسميه الطريقة العربية؛ لأنها تقوم على الاستقراء اللغوي ومراعاة استعمالات العربية الأصيلة، فتقعِّد ولا تعقِّد.

والأخرى ما أسميه الطريقة الأعجمية؛ لأنها تسير على منهج من التعليل المنطقي قلما تلتفت معه إلى الاستقراء اللغوي، وتفرض شروطًا تحرم أنواعًا من مباح الاستعمالات العربية، فتقعِّد وتعقِّد.

1- فأما الطريقة العربية، فقد تناولتها من ناحية أَبْنِية بعض صيغها الاشتقاقية التي تلحق أولها ميمٌ مكسورة، للتفريق بينها وبين صِيَغ أسماء المكان والمصدر التي تكون على مثالها وتفتح ميمُها؛ إذ كانت العرب تفرِّق بين دلالات الصِّيَغ المتشابهة بالحركات وغيرها، فتقول مثلاً: "مِقَصٌّ" للشيء الذي يُقَصُّ به، و"مَقَصٌّ" للمصدر والموضع الذي يكون فيه القص، لم تذهب إلى أبعد من ذلك، ولا إلى أكثر منه مما يستدعيه البحث التفصيلي.

فقال سيبويه - من أئمة نحاة البصرة الأوائل - في "الكتاب"، وأوجز:
"باب ما عالجتَ به: أما المِقَصُّ فالذي يُقصُّ به، والمَقصُّ المكان والمصدر، وكل شيء يعالج به، فهو مكسور الأول، كانت فيه تاء التأنيث أو لم تكن، وذلك قولك: مِحْلَب، ومِنْجَل، ومِكْسَحة، ومسلة، والمصفى، والمخرز، والمخيط، وقد يجيء على مفعال، نحو مقراض، ومفتاح، ومصباح، وقالوا: المِفْتَح، كما قالوا المخرز، وقالوا المسرجة كما قالوا المكسحة".

وقال الكِسائي من أئمة الكوفيين في "كتاب ما تلحن فيه العوام":
"وما كان من الآلات مما يوضع ويرفع، مما في أوله ميم، فاكسر الميم أبدًا على مِفعل ومِفعلة، تقول: هذا مِشمل، ومِثقب، ومِقود، ومِنجل، ومِبرد، ومِقنعة، ومِصدغة، ومِجمرة، ومِسرجة، ومِشربة، ومِرفقة، ومِخدة، ومِحسة، ومِظلة، فهذا كله مكسور الأول أبدًا، سوى مُنخل، ومُسعط، ومُدهن، ومُدق، ومُكحلة، فإن هذه الأحرف جاءت عن العرب بضم الميم".

وقال ثعلب في "الفصيح"، وابن السكيت في "إصلاح المنطق":
"كل اسم في أوله ميم زائدة على مِفعل ومِفعلة، مما ينقل أو يعمل به، فهو مكسور الأول، نحو: مِطرقة، ومِروحة، ومِرآة، ومِئزر، ومِحلب للذي يحلب فيه، ومِخيط، ومقطع، إلا أحرفًا جِئْنَ نوادر بالضم في الميم والعين، وهن مُدهن، ومُنخل، ومُسعط، ومُدق، ومُكحلة، ومُنصل وهو السيف".

ذلك هو منحى الأوائل في المسألة، وهو يتلخص في أمرين:
(أ) أن القصد هو بحث بناء مِفعَل ومِفعَلة، وضبط حركة الميم التي تلحقهما بالكسر لما ينقل أو يعمل به من الأسماء، وبالفتح للمكان والمصدر؛ إذ كانت العوامُّ تلحن في ذلك فتفتح ميم مِفعَل ومِفعَلة مما يُنقل أو يُعمل به، وإنما هي بالكسر، وليس القصد أن يحصر اشتقاق اسم الآلة بهذه الصيغ الثلاث حسب، فإن ذلك لا دلالة عليه في هذه النقول.

(ب) عبَّر سيبويه عن "الآلة" لا بلفظها، بل بملحوظها؛ وهو قوله: "ما يعالج به"، وأتى الكسائي بصريح لفظها مجموعًا "الآلات"، غير أن مفهومها عنده هو "ما يوضع ويرفع"، فهل يفيد هذا التعبير ما أفاده تعبير سيبويه؟ أو يفيد معنى "الأداة" كما أفهمها منه؟ وبين "الآلة" و"الأداة" فرق لا شبهة فيه، سأفصله في موضعه من هذا البحث. وقول ثعلب وابن السكيت، "مما يُنقل أو يُعمل به"، نص على هذا التفريق، فكأن ثعلبًا وابن السكيت قد استدركا بهذا الملحظ الجديد على قاعدة سيبويه الساذجة ما نقص منها، ودلاَّ به أيضًا على ما فاته من المواءمة بين المعنى العلاجي والتمثيل له؛ لأن من أمثلته "المحلب" للذي يحلب فيه، وهو وعاء يكون فيه الشيء ولا يعالج به كما يعالج بالمقص مثلاً، وشتّان ما هما، فذلك "أداة"، وهو "آلة". وهذا الملحظ هو في الوقت نفسه تصحيح لكلام الكسائي أيضًا.

هذا، وقد تردَّد لفظ "الآلة" في كلام الفراء المتوفَّى سنة 276هـ في التفريق أيضًا بين دلالتي حركة ميم مفعل ومفعلة بالكسر والفتح، نقله ابن قتيبة في "أدب الكاتب - ط. السلفية 433"، فقال: "قال الفراء: يقال: مَرقاة ومِرْقاة، والفتح أكثر، وكذلك مَسقاة ومِسقاة، مَن جعلهما (آلة تستعمل) كسر؛ مثل: مِغرفة، ومِقدحة، ومِصدغة؛ ومَن جعلهما موضعًا للارتقاء وللسَّقي، نصب"، عنى فتح الميم فيهما.

وذكر اصطلاح (اسم الآلة) عليُّ بن عيسى الرُمَّاني المتوفَّى سنة 384هـ في "كتاب شرح سيبويه" مدرجًا بعد قول سيبويه "باب ما عالجت به"، ثم جعله جار الله الزمخشري - وقد يكون غيره سبقه إليه - عنوان الباب في "المُفصَّل".

(2) وأما الطريقة الأعجمية، فقد تناولت القاعدة على منهج بحثِها بالتحليل المنطقي، وفرض الشروط التي تُحرِّم المباح من الاستعمالات العربية، ووضعت لها تعريفات على أنحاء تتقارب في أشياء وتتباعد في أخرى.

ولعلِّي لا أبعُدُ عن الصواب إذا زعمت أن الزمخشري هو واضعُ أساس الطريقة الأعجمية لاسمِ الآلة، وإن كان تعريفه له يُوهِم لأول وهلة أنه بسبيل من نهج الأوائل، إن لم يكن غيره سبقه إلى ذلك.

ونص تعريفه:
"اسم الآلة: هو اسم ما يعالج به الشيء وينقل، ويجيء على صيغة: مِفْعَل، ومِفْعَلَة، ومِفْعال".

والشطر الأول من التعريف منقول من الطريقة العربية، من ثعلب وابن السكِّيت، مع فرق واحد، هو "الواو" في نصه، و"أو" في نصَّيهما كما رواه السيوطي، ولكن شطره الآخر قد عدل به عن طريقة الأوائل في تناول الباب من جهة التفريق بين دلالة حركة ميم مفعل ومفعلة بالكسر والفتح إلى حصر الاشتقاق بهذه الصيغ الثلاث (التي أخذها من سيبويه، ولم ينبِّه كما نبَّه سيبويه على قلة مفعال، فجعلها كلها على مستوى واحد من الشيوع) دون غيرها من صيغ الآلة الاشتقاقية المتعدِّدة في اللغة العربية، وهذا القيد الذي يحرِّم ذلك، هو من صميم القيود التي فرضتها الطريقة الأعجمية، ولم يقل به الأقدمون.

ثم جاء الخالفون فأضافوا إليه قيودًا جديدة، وصاغوا قاعدتهم صياغات منوعة، ران عليها الاختلاف والاضطراب، وهي كثيرة لستُ بسبيل نقلِها إلى هذا المكان، وإنما حسبي منها أن أنقُلَ ما يجمع أصولهم فيها لأدُلَّ على فسادها بالقياس إلى الاستعمالات اللُّغَوية عند العرب.

قال صاحب روح الشروح على "المقصود":
"أما اسم الآلة، فاسم مشتق مِن يفعل لما يعالج به الفاعل المفعول، ولذا لا يبنَى إلا من الفعل الثلاثي المتعدي".

وقال الزنجاني صاحب "العِزِّيِّ":
"وأما اسم الآلة، وهو ما يعالج به الفاعل المفعول لوصول الأثر إليه، فيجيء على مثال: مفعل، ومفعلة، ومِفعال؛ كمحلب، ومكسحة، ومِفتاح".

وقال السعد التفتازاني:
"وقد عُلم من تعريف الآلة أنها إنما تكون للأفعال العلاجية، ولا تكون للأفعال اللازمة؛ إذ لا علاج لها".

وقال الشيخ زكريا في "شرح الشافية":
"الآلة للفعل الثلاثي، وهي اسم لما يستعان به في الفعل المشتقة هي منه، تجيء على مفعل، ومفعال، ومفعلة بكسر أولها، والأصل في الآلة مفعال، والآخران منقوصان منه، كالمحلب، والمفتاح، والمكسحة لما يستعان به في الحلب، والفتح، والكسح".

وقال صاحب "الهمع 1/168":
"بناء الآلة مطَّرد على مِفعَل بكسر الميم وفتح العين، ومفعال ومفعلة كذلك، كمشفر، ومجدح، ومفتاح، ومنقاش، ومكسحة، والمُفعُل بضمتين، والمَفعَل بفتحتين، والفِعال بالكسر: يحفظ ولا يقاس عليه، كمُنخُل، ومُسعُط، ومُدهُن، وإراث آلة تأريث النار، أي إضرامها، وإسراد ما يسرد به، أي يخرز".

وقال بعض الشراح:
"المفعلة لا تنقاس".

وقال نظام الدين النيسابوري:
"وهذه الأوزان؛ أي مِفْعال، ومِفْعَل، ومفعلة، قياسية، لا من حيث إنه يجوز أن يشتقَّ كل منها من أي فعل اتفق وإن لم يسمع، بل من حيث إن كلاًّ منها إن كان قد ورد السماع به في فعل معيَّن أمكن أن يطلق هو على ما يمكن أن يستعان به في ذلك الفعل، كالمفتاح، فإن كل ما يمكن أن يفتح به البيت يسمَّى مفتاحًا، وإن لم يكن الآلة المعروفة بذلك".

وتتلخص هذه النقول ونحوها مما لم أنقُلْه في ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنها تحصر اشتقاق اسم الآلة بالفعل، وبأن يكون معلومًا وثلاثيًّا متعديًا، وتمنعه من اللازم والمزيد، ومن أسماء الأعيان، وإن ورد في كلام العرب عشرات بل مئون من الأسماء المشتقة منها.

الأمر الثاني: أنها تقصر الأوزان الاشتقاقية على: مفعل، ومفعال، ومفعلة، على اختلاف في أيها هو الأصل.

الأمر الثالث: أنها اختلفت في قياسيتها، فقال الأكثرون: يطرد مفعل ومفعال ومفعلة، وقاس بعضهم على مفعل ومفعال، ومنع القياس على مفعلة، واشترط بعضٌ آخر السماعَ فيها كلها، ومنعوا أن يطبَّق القياس ويعمل به إلا في المسموع، فكادوا يبطلون القياس، ويسدُّون بابه في شأن اسم الآلة.

ثلاثة مذاهب في ثلاثة أوزان!

وألاحظ على ذلك أن الأمرين الأول والثاني منقوضان بدلالة الاستقراء اللُّغوي على خلافه، وأن الأمر الثالث لم يَرجِع بحثه إلى طبيعة اللغة، وإنما يرجع إلى التعليل المنطقي الذي هو أساس الطريقة الأعجمية في النحوِ العربي وإلى دعوى كثرة الورود وقلَّته، ومن أجل ذلك اختلفوا فيه ولم ينتَهوا به إلى رأيٍ جميع.

وهذا وذاك لا يصح أساسًا لقاعدة، ولا يصح كذلك أن يسمَّى ما يبنَى على مثله "قاعدة"؛ فإن القواعد إنما تُبنَى على استقراء الجزئيات ومناحي اللغة في استعمالاتها، وأن تكون إلى هذا جامعة مانعة، متفقًا عليها كما جرى عُرْف العلماء، وأين هذا مما كشفته من أمرها؟!

بل إنني لأذهبُ في ناحية الاستقراء إلى أدنى مراتبِه في الباب، وأريد استقراء أقوال علماء اللغة الأوائل فيه، لا الاستقراء اللُّغوي العام، فلا أجد أصحاب هذه "القاعدة" قد مارَسوه، فنحن إذا عُدْنا إلى مقدِّمته من أقوال هؤلاء العلماء في الكلام على الطريقة العربية، وعَرَضنا "القاعدة" عليها، اهتَدَينا إلى أنهم إنما عَرَفوا منها قول سيبويه وحدَه في المعنى العلاجي الذي استنبطوا منه شرط اشتقاق اسم الآلة من الفعل الثلاثي المتعدي دون غيره، وقول سيبويه ليس هو وحدَه في الباب، فإن إلى جانبه أقوالاً لغيره من علماء اللغة الأثبات، الذين قصروا جهدَهم كلَّه على الاستقراء والتعميق في اللغة، تصحِّح قول سيبويه كما شرحتُه آنفًا، فهل عرَفوها ثم تخيَّروا منها كلام سيبويه ورجَّحوه عليها؟

وإذا كان ذلك، فهل من حقهم أن يفعلوه، وأن يرجِّحوا قولاً على قولٍ دون أن يذكروا عِلَّة ترجيحه؟ أَوَليس من حقِّ اللغة وحق أصحابها بها أن يطالبوا بأداء أمانتِها في صدق، وأن يأخذوا بحُجَزِ الباحثين أن ينطلقوا مع الأهواء، أو يتسكَّعوا في الدراسات القاصرة؟ أو أقول: إن القوم لم يعرفوا أقوال هؤلاء العلماء كما يدل عليه ظاهر حالهم، فيتحقق لذلك رأيي في أنهم لم تكن لهم تجربة حتى في أدنى مراتب الاستقراء، تُخوِّلهم أن يضعوا "قواعد اللغة العربية" على هذا النحو من التحجير الذي تأباه طبيعة العربية، ولا تقرُّه مناحي استعمالات أصحابها العرب؟

ولستُ أعجبُ بعد هذا لشيءٍ عجبي لمثل هذه "القاعدة" المعوِّقة أن تسلك سبيلها إلى الأذهان، ثم تجتاز العصور حتى تبلغ عصرنا وتكون فيه "نافذة المفعول"!

ولكنَّ هذا العجب يزول حين نردُّ الأمر إلى طبيعة التقليد الذي يتقيَّد بحل مألوف عن تعصُّب، وتكون منه عند صاحبه عادة التسليم لكل مقروء؛ بحيث لا يخطر بباله أن يفكِّر في بحثه ونقده، للخلوص إلى الحقيقة التي هي مطلب الإنسان المثقف.

وإذ وصلتُ بالبحث إلى أثر المسألة في عصرنا، فقد لزمني استيفاؤه أن أعرِضَ لظاهرة من نقدها عند عالم لُغَويّ مفكر[2]متعمِّق في اللغة، مُدرِك لحاجات العصر، نقل نتائجها عنده على النحو الذي اهتدى له إلى (مجمع اللغة العربية) في بداية إنشائه قبل ثمانية وعشرين عامًا، ورمى في جملة نقده إلى صوغ اسم الآلة من كل فعل ثلاثي أو غيره، متعدٍّ أو لازم، ومن أسماء الأعيان أيضًا، ولكنه وقف فيه عند ترجيح أقوال اللُّغويين على أقوال النحاة ولم يتعمَّق، ولم يرجع إلى أقوال النحاة القدماء وطريقتهم في بحث اسم الآلة، ولم يبيِّن أسرار الاشتقاق من هذه الأشياء ودلالات الفروق التي تنشأ من كل نوع منها، ووقف أيضًا عند بحث الصيغ الثلاث: مفعلة ومفعل ومفعال، ولم يتعرَّض لصيغة أخرى يضيفها إليها، وبحثه هذا على ما ذكرت من نقصه، صادف ما يستحقه من عناية، فنوقش، وشايعه عليه فريق من الأعضاء، وعارضه آخرون معارضةً شديدة، لماذا؟ لأن أقوال النحاة لا تقبل الردَّ، وقد فاتهم أن اجتهادات النحاة أنفسهم قد تخالفت، وناقض بعضهم بعضًا، فكيف لا يردُّ الخاطئ؟ وأين تبقى قاعدة الأصوليين في ردِّ القولين المتعارضين: "إذا تعارضا تساقطا"؟ أفلا ينبغي أن يسقط ما تساقط من نفسه؟

ولم ينتهِ "مجمع اللغة العربية" من مناقشة الموضوع إلى نتيجة حاسمة، وإنما انتهى إلى قرار بإقرار القاعدة، ونوَّه المقرِّر - أو شارح القرار - بـ"عِظم بركته"، وقال بالنص: "إن (مجمع اللغة العربية الملكي) وجد في الأوزان الثلاثة سِدادًا من عَوَز، ولم يتوسَّع في صوغ اسم الآلة من أي فعل أو اسم عين، وإنما راعى جمهرة المسموع" إلى آخر كلامه.

ولكن "مجمع اللغة العربية" في الناحية العملية لم يجد يومئذٍ في هذه الأوزان الثلاثة سِدادًا من عَوَز، فخالفها في أحيان كثيرة إلى أوزان أُخَر من نوع فاعلة وفعَّالة، صاغ عليها عشراتٍ من أسماء الآلات والأدوات، يتعرَّفها متتبِّع دراساته في مجلته، ومحاضر جلساته، ومجموعات مصطلحاته في غير عناء، وهو قد فعل هذا كما فعل كثير من الباحثين والمترجمين فعلَه من قبل ومن بعد، دون أن يتخذ فيها قرارًا، أو يتذكَّر هذا القرار فيرتد إليه وينزع عن إباحة ذلك!
♦ ♦ ♦

بعد هذا التفصيل الذي لم يكن بُدٌّ من تأسيسه للوصول إلى تحرير المسألة، أمضي بالبحث إلى غايته، فأقرِّر أولاً: أوزان أسماء الآلة والأداة، لا تنحصر في ثلاثة كما توهمه قاعدة النحاة، وإنما هي كثيرة سأوردها في البحث.

وأقرر ثانيًا أن العرب قد اشتقت عليها كلِّها من الأفعال المتعدية واللازمة، ومن الثلاثية وغير الثلاثية، ومن المصادر، ومن أسماء الأعيان، ولهذا سرٌّ دقيق سأكشفُه.

وما وسِع العربَ من التصرُّف بعقلها في لغتها وتنويع أوزان كلامها واشتقاقاته، ينبغي أن يَسَعنا أيضًا، فلا يُحرَّم علينا ما أحلُّوه لأنفسهم، ولا يحجَّر علينا الواسع مما توسعوا فيه، ما لم نُرِد الخروج على مقاييسهم، ونحن إلى ذلك في دهرِنا أحوج منهم إليه.

والعرب إذ تتوسَّع في لغتها بالاشتقاق وتنويع صيغه، إنما تتصرَّف بحرية تجري مع غريزتها اللغوية في إقامة دلالة الألفاظ على المعاني ورموزها عن الفروق التي تميز معنى عن معنى، فتشتق مثلاً الاسم من الفعل المتعدي، وتريد به المعنى العلاجي الذي يوصل أثر الفعل في منفعلِه؛ كالمِقص، والمنشار والمكسحة، والسِّداد، والحاملة، والساطور، والقذَّافة.

وتشتق من الفعل اللازم لتدلَّ على قيام المعنى بنفسه، وأن مدلوله هو غير مدلول المشتق من الأفعال المتعدية؛ كالمعزف، والمسرجة والمصباح، والسراج، والماثلة، والدراجة.

وتشتق من الاسم الجامد وتقصد اختصاصه به، كالمخصرة من الخصر؛ لأنه يسند بها، والمِخدَّة من الخد، والمِصدغة من الصُّدْغ، والمورَكة من الوَرِك، والمِرفقة من المِرفَق؛ لأنها تتخذ لها وتوضع تحتها.

ولا ريب في أن جميع هذه المعاني الاشتقاقية المتنوِّعة الأخذ والدلالات قائمةٌ في النفس دائمًا، ومحتاج إليها في الاستعمالات أبدًا، وإنما يقوَى بعضُها ويكثُر، ويضعُف بعضٌ آخر ويقلُّ على حسب ما يتوافر له من الدواعي والحاجات أو يقل، فقد تشتدُّ الحاجة في زمنٍ إلى نوع من الألفاظ يستكثر بالوضع والاشتقاق، وقد تضعُف الحاجة في زمنٍ إلى هذا النوع، وتشتد إلى نوعٍ آخر، فيضعف الأول وتضيق دائرته، ويموت كثير من ألفاظه، ويتَّسِع الثاني وتكثر أفراده وتقوَى أسرته، وقد تشتدُّ الحاجة في زمنٍ آخر إلى هذه الأنواع جميعًا، فتستعمل كلها، وتستكثر أفراد كل نوع استكثارًا لا يُحَدُّ.

وهكذا تسير اللغة في مَوكِب الحياة، وتَجرِي مع الحاجة صُعُدًا أو صَبَبًا على حسب الأطوار التي تتجدَّد أو تتقلَّب عليها الحياة في نظامِها العام.

واللغة نظام تابع في مساراته لهذا النظام العامِّ، تجري بسبيل لا تَحِيد عنه، وليس بمُجْدٍ في بناء قواعدها وضوابطها أن تُقصَرَ النظرةُ على كثرة ورود الشيء وقلَّتِه دون استكناهِ هذا السر الذي كشفناه.

أما الأصل الذي جرى عليه البَصْرِيون وخالفوهم من مقلِّدة النّحاة، فهو من أفسد الأشياء، أوقعهم في أشياء من التناقض والاضطراب، وانتهى بهم إلى الحكم على كثير من ألفاظ اللغة بالشذوذ، وقيد حرية التصرف فيما كانت العرب تتصرَّف فيه، وحرَّم المباح من الاستعمالات العربية الأصيلة أن يقاس عليها، حتى عُدَّ المقيس على ما يظنُّونه قليلاً شاذًّا أو عاميًّا، كما زنَّ[3] الزَّبِيدي (المزولة) بالعامية[4]، مع أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تَجُرَّ إلى مفسدة، وأية مفسدة في إرادة اطِّراد الاشتقاق على مقاييس كلام العرب في المشتقات دون المرتجلات، كثر ورودها أو قل؟ ولماذا يكون المقيس على القليل شاذًّا أو عاميًّا؟

فليس ما ذهبوا إليه من هذا الأصل في بناء الضوابط، وإنما الأصلُ هو ما تبينته من سر النظام اللغوي في أصل الطبيعة العربية من حيث مناحيها في الكلام، فهو الذي ينبغي أن تبنَى عليه الأحكام، لتساير الضوابط المستحدَثة الفطرة اللُّغوية، ولينتفع بكل مورد من موارد اللغة على وَفْقِ النظام الطبيعي الذي خلقت منه وعليه.

وأقرِّر بعد هذا وذاك أن هذا التقسيم الذي أستحدثه، هو كما يلائم كل الملاءمة السر اللغوي الذي أرادته العرب في تنويع أوزان أسماء الآلة والأداة، وتنويع ما تشتق منه، يلائم كل الملاءمة طبيعة الحياة الصناعية وحاجاتها في العصر الحاضر أيضًا؛ إذ هي تضع أمامنا أجهزة وآلات وأدوات، يختلف بعضها عن بعض، ويفرِّق أصحاب الصناعات بينها بحسب وظائفها، فيطلقون لفظة "Qutfit" على هيكل الشيء الصناعي، ويقابله في اللغة العربية لفظة (الجهاز)، بالفتح والكسر، ومنه جهاز العروس، وجهاز السفر، وجهاز الراحلة.

ويطلقون لفظة "instrument" على ما يعالج به ويكون واسطة بين الفاعل ومنفعلِه في وصول أثره إليه، كالمنشار والمثقب، والمولد والمكثف، ويقابله في اللغة العربية لفظة (الآلة).

ويطلقون لفظة "tool" على كل جزء صغير في الجهاز والآلة، وعلى ما يرتفق به من المتاع والأثاث والرياض والماعون ونحو ذلك، ويقابله في اللغة العربية لفظة (الأداة).

وواضح أن لفظة (الجهاز) في اللغة العربية ليست نصًّا على أمثال هذه الهياكل الصناعة المستحدثة، ولكنها بسبيل من النص في إطلاقها عليها بالمشابهة، وهو استعمال عربي صحيح، يكثر في اللغة العربية، وهو من أهم وسائل توسيعِها لا يحتاج إلى كلام جديد فيه.

وأما (الآلة) و(الأداة)، فإن كلام المعاجم والمتداول من كتب اللغة فيها، وبعضها ناقل عن بعض، موجزٌ إيجازًا شديدًا، لا يخرج عن تفسير الآلة بالأداة، والأداة بالآلة، ولا يشير إلى فرق ما بينهما، إلا قليلاً يؤخذ بالاستنتاج، كقول الزبيدي في مستدركات التاج: "والآلة ما اعتملت به من أداة".

ومؤدَّى كلام هذه المعاجم أن الآلة والأداة لفظان مترادفان، أوقعتهما العرب على معنى واحد، كما نقول: السيف والعضب، والأسد والليث والغضنفر، والخمر والراح والقرقف، وهو مذهب لبعض علماء اللغة في المترادفات.

والصحيح ما عليه الأكثرون، ومنهم ابن الأعرابي وثعلب وابن فارس، وهو أنَّ كل لفظ من المترادفات، فيه ما ليس في الآخر من معنى وفائدة؛ لأن كثرة الألفاظ للمعنى الواحد إذا لم تكثر بها صفات هذا المعنى، كانت ضربًا من العبث الذي تجلُّ عنه هذا اللغة الحكيمة المحكمة، ويتساوق مع هذا المذهب ما قدَّمتُ آنفًا من قول ثعلب وابن السكِّيت: "ما يعتمل به أو ينقل"، الذي استنتجت منه إرادتهما التفريق بين الآلة والأداة، بدليل التمثيل للقاعدة بأسماء تنوَّعت دلالات ما اشتقت منه من تعدية ولزوم.

فلا جَرَمَ أنَّ بين (الآلة) و(الأداة) فرقًا؛ لأن الآلة التي يعالج بها وتكون واسطة بين الفاعل ومنفعلة في وصول أثره إليه، هي غير الأداة التي يرتفق بها.

وهذا القول بوجود الفرق بينهما إنما يجري بسبيل من دلالة تنويع العرب الاشتقاق في هذا الباب من الأفعال المتعدِّية التي تفيد العلاج تارةً، ومن اللازم وغيره تارةً لإفادة معنى آخر، وفائدته عظيمة في حل المشكلة حلاًّ يلائم فطرة اللغة في إطلاق حرية اشتقاق أسماء الأجهزة وأسماء الآلات وأسماء الأدوات من الأفعال والأسماء التي تلائم معانيها ووظائفها.

وقديمًا فرَّق أصحاب العلوم بين الآلة والأداة، وهو مما نستأنس به في هذا الشأن، فاستعملوا كلاًّ منهما في معنى خاص، فأطلقوا (الآلة) على العلوم الآلية؛ لأنها في عرفِهم هي الواسطة بين الفاعل ومنفعلِه في وصول أثره إليه، وقالوا: إن إطلاق (الآلة) على العلوم الآلية كالمنطق مثلاً - مع أنها من أوصاف النفس - إطلاقٌ مجازي، وإلا فالنفس ليست فاعلة للعلوم غير الآلية، لتكون تلك العلوم واسطة في وصول أثرها إليها، وأطلقوا (الأداة) على الحرف المقابل للاسم والفعل، وهو ما فعله النحاة والمنطقيُّون.

وكما أقرِّر إطلاق الاشتقاق في هذا الباب انسياقًا مع أغراض اللغة في تنويع دلالات المشتقات بحسب تنوع ما تشتقُّ منه من الأفعال وغيرها، ومع أغراض الصناعات الآلية المختلفة في العصر الحاضر، وأنا معتقد صحَّة مذهبي ومعي الحجج التي أطمئن إليها - أقرِّر كذلك إضافة أوزان أخرَ اشتَقَّ عليها العرب إلى مُثَلَّث "مفعلة، ومفعل، ومفعال"، تنفيسًا للغة من كرب التضييق عليها من غير مسوِّغ، وفتحًا للمسالك الكلامية أمام الناطقين بها من غير نظر إلى كثرة أو قلة، ما دام كلام العرب قد جرى به، كما هو مذهب الكوفيين في إجازة القياس حتى على المثال الواحد المسموع، وإن لم أحبَّ أن أغرقَ مثلَهم هذا الإغراق في الإطلاق في كل باب، كما لم أحب أن أجمد جمود الخالفين من النحاة النازعين إلى مذهب البصريين في التقيد.

[1] من المَثَل: "هو على طرف الثُّمام" يُضرَب لما يوصل إليه من غير مشقة، والثُّمام: نبت لا يطول فيشق على المتناول.
[2]العلامة الشيخ عبدالقادر المغربي، يرحمه الله.
[3] زنَّه بكذا: ظنَّه، وأزنته بكذا اتهمته به.
[4] قال في تاج العروس (ز و ل): "والمزولة: آلة للمنجِّمين، يعرف بها زوال الشمس، والجمع مزاول، عاميَّة".

leprence30
2013-09-06, 12:54
]الآلة والأداة في اللغة العربية
]في ضوء عبقرية اللغة ومطالب التمدن الحديث

كل كائن حيٍّ، يدخلُ عالم الحياة طفلاً، ثم يتدرَّج إلى الشباب، فالكهولة، فالشيخوخة التي تُسلِم إلى الفناء، إلا كائنًا واحدًا كان استثناءً من القاعدة، ذلك هو هذه اللغة؛ فإنها دخلتْ عالم الحياة طفلةً كما تدخلُها الأحياء كافة، ثم درجت في مراحلها التأريخية، حتى اكتملت قوَّتها، فوقفت لا تَريمُ عند شباب دائم لا يَشِيب، بل يَشِبُّ شِبابًا[1]، ويتجدَّد على هرم الزمن، آخذًا في نموِّه صعدًا على نظام الارتقاء، ذلك بما استكنَّ في طبيعة تكوينِها من القوة التي تعطيها الحياةَ الدائمة من باطنها الحي، وتحفظ عليها شباب السن، مع استبقائها متميزة في نفسها.

وُلِدت هذه اللغة الكريمة العظيمة في زمنٍ قديم لا يُعرَف أوَّله، واجتازت مراحل تطوُّرها الطبيعي التاريخي، حتى شارَفَت الجاهلية الأخيرة مكتمِلة النضج، تتفصَّد عروقها فتوَّة وقوة وحياة، ومتميزة باستعلانِ الشأن واستعلائه، بصيرورتها عمود القومية ولسان مفاخرها ومآثرها في الوجود.

ثم نزل بها "التنزيل" لتكونَ عمود الدعوة العظمى، ولسان الشريعة والعقيدة والحضارة والفكر، وانساحت مع العظماء الفاتحين العرب في جنبات الأرض شرقًا وغربًا، وامتدَّت معهم امتداد المحيط الأعظم لا تُدرَك شواطئه، فجَرَت على يَبَس الصعيد هنا وهناك ماءً وجَنًى، واستسلمت لسحر بيانها الأفئدةُ، فتناغى بها مَن ليسوا من أهلها، واستجابت لكل نداء، وتلوَّنت بلون كل إناء، وكان لها على كل لسان مذاق.

وبعد أن وَسِعت كتاب الله لفظًا وغاية، آية آية، ووَفَت بمطالب الإسلام العظمى في الدعوة والتبشير والفتح، جَرَت مع السياسة والإدارة أشواطًا بعيدة، واستلهمتها الحضارة والنفس الإنسانية كما استلهمها الدين عقيدةً وشريعة ونظامًا، فأمدَّتهما بما طمحتا إليه من إبانة، وما أدركها في طريقها الطويل وَناءٌ، ونهضت بمنطق "أرسطو"، وعبَّرت فأحسنت التعبير عن فلسفة "الإغريق"، وثقافات "الصين" و"الهند"، وأساطير "فارس"، وانداحت دائرتها للعلوم والفنون والآداب التي عرَفتها عصور العرب الذهبية، وكانت تُربِي على ثلاثمائةٍ عدًّا، بينها كثير مما لم يهتدِ إليه أهل التمدُّن الحديث إلا بعد أن نضج تمدُّنهم في المائة التاسعةَ عَشْرةَ الميلادية؛ كالسياسة المدنية والشرعية، وتدبير المنزل والاقتصاد السياسي، والعمران، والاجتماع، وفنون الحرب وآلاتها، ونحو ذلك من مبتكرات العقل التي جالت فيها أقلام القوم، وأتت منها بالبدائع والروائع.

وكما عَذُبت في فمِ ابن البادية وانسجَمت مع نوازعه وأفكاره وطبيعة بداوتِه، وأبانت فأجادت الإبانة عن مقاصده ورغباته وأهوائه، عَذُبت كذلك في فمِ الحضري المثقَّف الذي رَبِي في أحضان الترف والنعيم، وأسلست قيادَها لمطالب معيشته، ونوازعه النفسية، وخطراته الفكرية والشعورية، وحاجاته العمرانية والمدنية، وتلوَّنت بألوان حياته في جدِّه وهزله، ومدَّت له من أسبابها في كل شأن ما شاء، وما خانته في أربٍ من آرابِه.

حتى إذا انحسر سلطان العرب من هنا ومن هناك، وتراجع التمدُّن العربي الإسلامي أمام طوفان الغُزَاة - المغول والصليبيين والإسبان - انحسر سلطانها من الشرق والغرب، وسال سَيْل العُجْمة في الأوطان العربية، وهَجَمت الألفاظ الأعجمية الدَّخِلية على الألفاظ العربية الأصيلة في الدواوين، فأبعدَتْها منها جملةً، وزاحمت لغة التخاطب في المنازل والأسواق والمجتمعات، فاحتلَّت آلافٌ من مواضعاتِها مكانَ المواضعات العربية في التجارة والصناعة والزراعة ونحوها من شؤون الحياة.

وأعان على ذلك شيوعُ الجهل والأمِّية في الناس، وخمود جَذْوَة القومية العربية، وفُتُور الحماسة للغة العربية، بما رَزَأت به الدُّولُ الأعجمية الباغية تلك المجتمعاتِ؛ من سد منافذ المعرفة بوجوه أجيالها الناشئة، وتغليب سلطان لغاتها على سلطان اللغة العربية، تغليبًا حصرها في دائرة ضيِّقة بين أسوار عالية تحجب عنها الأُفُق الذي تطمح ببصرها إليه.

حتى إذا تنفَّس فجر هذا العصر، وبدأت الأمَّة العربية تتنسَّم نسيم الحرية، وتحاولُ أن تسترجِعَ الذاهب من سلطانها السياسي والقومي والاجتماعي.. كانت المدنيَّة العصرية قد دَخَلت الأقطار العربية على حظوظ متفاوتة من القوة والضعف، بعلومها، وفنونها، وصناعاتها، ومخترعاتها، وضروب أثاثها ورياشها وآنِيَتها، وصنوف مطاعمها ومشاربها؛ وطَفِقَت تفرضُ على اللغة العربية أسماءها الدخيلة التي تميزها أفواجًا إثر أفواج، كما تفرضُ نفسها على الحياة العربية بكل مقوِّماتها ومفاهيمها ومسمياتها وأعيان آلاتها وأدواتها في مختلف مظاهر الحضارة.

هنا وقفتِ اللغةُ العربية أمام حالة جديدة خطيرة من غزوِ اللغات الأوربية الحديثة بعد غزوِ اللغات الشرقية القديمة، تؤذنُها بشرٍّ مستطير أثيم، واحتلالٍ لُغَوي أجنبي مقيم، وتقتضيها الاستعصام بقُوَاها الطبيعية لدَحْر هذا الغزو وهزيمته.

وبدأت في غمرةِ الموقف تتأمَّل تأمُّل المستبصِر في العواقب، ما الذي تصنعه: هل تأذن لهذه الألفاظ الأعجمية الدخيلة أن يسيل سيلُها عليها، وتغرقَها بصِيَغها وأشكالها ولُغَاتها، بل رطاناتها المتعدِّدة، عن طواعية واستسلام؟ أو تقبلها كلها أو بعضها بعد إخضاعها لأصول التعريب، كما فعلت إبَّان تاريخها المديد، حين اتصلت بشعوب الأرض اتصال الند بالند، أو اتصال الغالب بالمغلوب، فأخذت قليلاً وأعطت كثيرًا، وما فرَّطت من مقوِّمات شخصيتها الأصيلة بشيء؟ أو تضطلع بما تطلبه الحياة منها من ألفاظ عربية خالصة تؤدي المعاني الأجنبية بالنقل وبالاشتقاق من صميم مادَّتها الأصيلة، وهي بها فارهة وغنية أكبر الغنى؟

وفي هذا نشِب الخلاف بين اللُّغَويين وجماعات من الدارسين والباحثين، فذهب كل فريق مذهبًا ينبع من طبيعة دراسته وتلقِّيه ووعيه الخاص، ثم لم يلبث أن خفَّت حدَّته، وطَفِق يزول رويدًا رويدًا كلما تطوَّرت الحياة العقلية والعلمية، وازداد الشعور القومي، حتى سيطر الرأي الذي يحقِّق سلطان اللغة العربية وقدرتها على الاستقلال بنفسها في التعبير عن الخلجات والأفكار، وعن شؤون الحياة جليلِها ودقيقِها، وعن مطالب العلوم والفنون والصناعات، مستغنيةً بثروتها عن الاستعارة من اللغات، إلا ما تقضي به الضرورة في بعض الحالات.

على أنه ينبغي أن نذكرَ في صراحةٍ تامَّة أن المدى أمام اللغة العربية في هذه الأشياء ما يزال بعيدًا، وأنه كلما قَرُبَ بعُدَ؛ ذلك لأن الحضارة تزداد في كل يوم تقدمًا وانبساطًا واتساعًا وتعقُّدًا بكثرة ما يتطور أو يتجدد من شؤونها، ولا سيما شؤون الفنون والصناعات والمخترعات، وذلك كله يتقاضى علماء اللغة أن يدأبوا ويواصلوا الدأب، وأن يضطلعوا دائمًا في غير تلبث ولا وَناء، بمجهود عنيف مستمر يتكافأ مع حركة الإنتاج المتدفق، وحوافزه السريعة التي لا تستأني ولا تعرف البطء؛ لأن الحياة العصرية مدفوعة بالحركة والسرعة والنشاط الذي لا يفتر، ومَن ونى عن الاندفاع معها خلفته وراءها، فيظل في الساقة أو وراء الساقة منبتًّا.

وإن أوَّل ما يتقاضى علماء اللغة المبادرة إلى التعبير عنه، وتسميته تسميات عربية دقيقة، هو ما يدور بين الناس من أسباب العيش ووسائله، وما يكون اتصاله بحياتهم أقرب من غيره، وما لا ينفصلون عن تناوله واستعماله لحظةً من اللحظات؛ من أجهزة، وآلات، وأدوات كهربية وبخارية، يمارسونها في المصانع، أو يرتفقون بها في المنازل والفنادق والمطاعم، وهي وما إليها من صنوف الرِّياش والأثاث والماعون من الكثرة والتنوع، والتعقيد والشيوع، بالمكان الذي لا يوصف، ومعظمها لا يتطلب تسميات عربية فصيحة مأنوسة تسُوغها[2] الأذواق.

[1] الشِّباب، بالكسر: النشاط.
[2] في اللغة: "ساغ الشراب سوغًا وسواغًا سهل مدخله، وسغته أسوغه، وسغته أسيغه، لازم ومتعدٍّ".

leprence30
2013-09-06, 12:57
]الأدب إمتاع وانتفاع

إن من بين أهم المشكلات التي يُعانيها المجتمع المغربي اليوم بإجماع الباحثين والدارسين مشكلة العزوف عن القراءة؛ حيث أصبح الكتاب زينة للبيت فقط، ونِسب القراءة المسجَّلة اليوم في صفوف الشباب جِد مُخجِلة، بل مُخزية يستحيي المرء من ذِكْرها، ما جعل الكثيرين يدقون ناقوس الخطر، ويُعلِنون قُرب إفلاس أمة اقرأ إن لم نقل إفلاسها حقيقة، والأدهى والأمرُّ من هذا كله أن البعض يُحاوِل تبرير هذا العزوف بأسباب واهية غير منطقيَّة، كضعف القدرة الشرائية للمواطن، وغلاء سعر الكتب، ومنافسة التكنولوجيا الحديثة للكتاب، أما فشو الأميَّة وانتشارها بين أفراد المجتمع، فأول ما يلجأ إليه الكتَّاب والمُبدِعون لتبرير فشَلهم الذريع في استقطاب القراء والجمهور، الأمية مُنتشِرة فعلاً، لكن ما بال الفئة المثقَّفة هي الأخرى عازفة عن القراءة، وظُلْم ذوي القربى أشد مضاضة، جُلُّ الأساتذة اليوم لا يقرؤون ولا يُطالِعون إلا نادرًا، وإن طالعوا يُطالِعون عناوين الصحف والمجلات، إنه تقاعُد قبل الأوان، ولعل التبرير الأمثل لهذه الظاهرة كامن في الأدب نفسه، أي فيما يُبدِعه الكتاب من نصوص إبداعيَّة، أو لنقُلْ بشكل آخر في المُبدِع، معروف أن الأمة العربية منذ القِدَم أمة أميَّة لا تقرأ ولا تكتب، لكن هذا لا يمنعنا من المقارنة بين ماضيها وحاضرها، والدور الذي كان ينهض به الأدب في المجتمع، لقد كان الأدب في الماضي مصدر إمتاع وانتفاع للأفراد والنفوس، بحيث يجعل قارئه يُحِس بمتعة ولذَّة تعتريه من قفاه إلى أخمص قدميه كلما استمع للنص الأدبي أو أعاد قراءته، إنه يسمو به إلى عالم آخر، عالم الخيال، عالم بلا حدود، بالإضافة إلى أنه يزرع فيه قِيَمًا إنسانيَّة سامية تُساعِده على أن يحيا حياة سعيدة، إنه يُهذِّب النفوسَ المتمرِّدة الثائرة على أصحابها أو على المجتمع؛ لذلك حفظ لنا التاريخ جملةً من النصوص الإبداعيَّة المتميزة، استطاعت العيش والصمود والخلود لا لشيء إلا لسرٍّ كامن فيها هي بالذات لا في قارئها كما يَتوهَّم مُبدِعونا.

إن النصوص الإبداعيَّة القديمة تَحرِص على محاولة تقديم أجوبة لنفوس حيرى أضنتها نوائب الدهر وصُنوفه بإرشادها وتوجيهها ومساعدتها على شقِّ طريقها، إنها بخلاصة قناديل تضيء لا لتحترق فقط، بل لتصنع من يُشعِل قناديل أخرى تضيء في المستقبل، أما الأدب اليوم في شخص مُبدِعيه، فهو عاجز عن لَعِب هذا الدور الأصيل والمتأصل في الأدب، وإلا فما سرُّ ما يشهده العالم اليوم من دمار وخراب نتيجة حروب فتَّاكة، أشعلت فتيلها نفوس قاصية خرجت عن سيطرة الأدباء، أو لنَقُل عجز الأديب عن تطويعها ولَجْم عِقالها، فالنفس كالطفل كما نعلم، تحتاج إلى مَن يتعهَّدها بالرعاية والتوجيه.

وبالرجوع إلى النصوص الإبداعية اليوم نجد أن الأدباء يَهتمُّون بشكل كبير بالإمتاع أكثر من الانتفاع؛ لذلك نجد تأثيرها محدودًا ضيقًا، آنيًّا لحظيًّا، سَرعان ما يتلاشى؛ إذ لا يَنفُذ إلى أعماق النفس الإنسانية ليُحاوِرها ويُذكي القيم النبيلة فيها، فيصبح الأدب بذلك ملهاة أكثر منه طبيبًا شافيًا، ما أحوجنا اليوم إلى أدب تنتفع به النفس وتستمتع، فبانتفاع النفس يُعيد الأديب وصْل ما انقطع، يُوجِد لنفسه جمهورًا تواقًا وفيًّا، لا يخشى تفلُّته أبد الدهر، وبذلك يكون قد أسهم في تشكيل ذلك الجمهور وصناعته، وَفْق نظرته وفَهْمه لمعنى الأدب الحقيقي.

إن نظريَّة الفن للفن التي تبنَّاها بعض أدبائنا بفعل الاحتكاك الثقافي والانفتاح، أسهمت بشكلٍ واضح في تعميق الهُوَّة بين المُبدِع والمُتلقِّي، وهو ما أدَّى إلى إنتاج مُتلقٍّ مشوَّه المبادئ والقيم والذوق.

leprence30
2013-09-06, 12:58
المصدر المؤول
بحث في التركيب والدلالة (2)

العنصر الثاني: (أنّ) المُشددة:
ومِن يتأمَّل البِنية التركيبيَّة التي يردُ فيها هذا العنصرُ المصدريُّ يتبدَّى له صلاحيةُ هذا العُنصر للدخولِ على كلِّ تركيبٍ لُغوي، رُكناه المبتدأُ والخبرُ، شريطة أنْ يكونَ المبتدأ اسمًا صريحًا، ويكون ذلك عندَما يحتاج الموقفُ إلى إضفاءِ معنًى دلاليٍّ على هذا التركيبِ الإسناديِّ، هو توكيدُه، وتقوية معْناه، فيجنح المتكلِّم إلى هذا العُنصر المصدريِّ الذي يُحيل التركيبَ كلَّه إلى رُكن إفراديٍّ شاغِل لوظيفةٍ إعرابيَّة خاصَّة بالمفرَدِ، غير أنَّ الفردَ هنا ذو سِمات دلاليَّة وتركيبيَّة خاصَّة؛ لذا كان مِن الحتْم النظرُ في التراكيبِ التي يكون فيها للتعرُّف على تلك السِّمات؛ حتى يُمكنَ وضْعُ الضوابط الخاصَّة به في المواقِع التركيبيَّة المتباينة، وقدْ حاول نحويُّونا في جهدٍ مشكور وضْعَ الضوابطِ الخاصَّة بالتراكيب التي يَشغلُها هذا العنصرُ المصدريُّ في الوظائفِ النحويَّة المتعدِّدة؛ فقد نصُّوا مثلاً على أنَّه إذا كان المبتدأُ مصدرًا مؤولاً مِن (أنّ ومعموليها)، وجَب أن يكونَ العنصرُ الخبريُّ له شِبهَ جملةٍ مُقدَّمًا عليه تقول: عندي أنَّك فاضل، ومِن أمثلة ذلك في القرآن قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً ﴾ [فصلت: 39]، وهذا قيدٌ تركيبيٌّ يَضبط ورودَه في تلك الوظيفة، كما نصُّوا على أنَّه إذا شغَل وظيفةَ الخبر تحتَّم أنْ يكونَ المبتدأ مِن أسماء المعاني، في مقابلِ أسماء الأعيان، أو الجُثَث، وحُجَّتهم في ذلك أنَّ هذا العنصرَ بتأويلِ المصدر، والمصدر معنًى، ولا يُخبر عن أسماء الأعيان بالمعاني، كما منَعوا وقوعَ (أنّ ومعموليها) صِفة لاسم عيْن مُعلِّلين ذلك بنفس التعليل السابِق مِن أنَّ فتْح الهمزة "يؤدِّي إلى وصف أسماء الأعيان بالمصادِر"[1]، وأيضًا نصُّوا على امتناعِ وقوعِ (أنّ ومعموليهما) في موقِع الحال؛ لأنَّ المصدرَ المؤوَّل منها مِن معموليها معرفة، وشرْط الحال التنكير، هكذا نصَّ الأزهريُّ في شرحه على التوضيح[2]، أمَّا الرضيُّ فقد نصَّ على أنَّ المصدرَ الذي يَتبوَّأ مقعدَ الحال هو الصريح، لا المؤوَّل به[3].

كما يذكُر ابنُ يعيش أنَّه "لا يَحسُن وقوع (أنّ) المشدَّدة بعد (لعلّ)، إذا كانتْ طمعًا أو إشفاقًا، وهذا أمرٌ مشكوك في وقوعِه، و(أنّ) المشدَّدة للتحقيق واليقين، فلا تقَع إلا بعدَ العلم واليقين"[4]، ورُوِي عنِ الأخفش إجازتُه لذلك "على التشبيه بـ(ليت)، إذْ كان الترجِّي والتمني يتقاربان"[5].

وقدْ مضَى بنا طرَفٌ مِن أقوالهم صوَّر لنا الضوابطَ الدلاليَّة للأفعال التي تقَع (أن ومعمولاها) في وظيفةِ المفعول لها عندَما نصُّوا على وجوبِ أن تكونَ مِن الأفعال الدالَّة على اليقين والعِلم ونحوهما، "ممَّا معناه الثبوتُ والاستقرار؛ ليتطابَق مَعْنَيَا العامِل والمعمول، ولا يَتناقضَا"[6]؛ ولذا وجدْنا سيبويه - والرِّواية للرضيِّ - يُضعِّف أنْ يسبق (أنّ) أفعال؛ مِثل: أرْجو، وأطمع، وأخشى، مُعلِّلاً ذلك بأنَّ الفِعل الذي يدخُل على (أنّ) المفتوحة - مشدَّدةً كانتْ أو مُخففةً - يجب أن يُشاكِلها في التحقيق[7].

ولعلَّه مِن أجْل ذلك نصَّ النحاةُ على أنَّه "لا يَحسُن وقوع (أنّ) المشدَّدة بعد (لعل) إذا كانتْ طمعًا وإشفاقًا، وذلك أمرٌ مشكوك في وقوعِه، وأنّ المشدَّدة للتحقيقِ، واليقين...، وقدْ أجازَ الأخفشُ ذلك على التشبيه بـ(ليت)؛ إذْ كان الترجِّي والتمنِّي يتقاربان"[8]، كما سوَّغ الزمخشريُّ دخولَ فِعل الحسبان على (أنّ) التي للتحقيق بقوله: "حسبانهم لقوَّته في صدورهم منـزَّلٌ منـزلةَ العِلم"[9]، ولَم يَخرج على هذا العُرْف السائدِ بينهم إلا الرضيُّ - فيما أعلم - إذ أجاز أن تَقَع (أنّ) معمولةً لأفعالِ التحقيق، أو لأفعالِ الشكِّ أو التمني، ممثلاً لذلك بقوله: شَككتُ في أنَّك مسلم، وردَّ التعليل الذي ساقه عن جار الله مِن "أنَّ الفعل الذي يدخُل على (أن المفتوحة) مشدَّدةً كانت أو مخفَّفةً، يجب أن يُشاكلِها في التحقيق بقوله: "وفيه نظَر لقوله:
وَدَّتْ وَمَا تُغْنِي الوَدَادَةُ أَنَّنِي
بِمَا فِي ضَمِيرِ الحَاجِبِيَّةِ عَالِمُ

وفي نهْج البلاغَة: وددتُ أنَّ أخي فُلانًا كان حاضرًا، وكذا في تعليلِ المصنِّف للمَنْع مِن ذلك بقوله: لو قلت أتمنَّي لكان كالمتضادِّ، قال: "لأنَّ التمنِّي يدلُّ على توقُّف القيام، و(أن) تدلُّ على ثبوتِ خبرِه وتحقُّقه"، ولَم يسلِّم الرضيُّ بهذا التعليل؛ لأنَّه رأى في المعنى الدلالي لـ(أنّ) رأيًا مختلفًا عنهم، فهو لا يُسلِّم بأن (أنّ) تدلُّ على ثبوتِ الخبر وتحقُّقه، بل على أنَّ خبرها مبالَغ فيه مؤكَّد، ومِن ثَمَّ يصحُّ أن يُثبت هذا المؤكَّد، نحو قولك: تحقَّق أنَّك قائم، وأنْ يُنفَى، نحو قولك: لَم يثبتْ أنَّ زيدًا قائمٌ، "كما ذكَرْنا أنَّه لو كانَ بيْن معنى التمنِّي، ومعنى (أن) تَنافٍ أو كالتنافي، لَم يجز ليتَ أنَّك قائم"[10].

ونَحنُ بدورنا لا نُسلِّم برأي الرضيِّ هذا؛ لِما فيه مِن الخَلْط والاضطراب، ويتمثَّل هذا الخلْط فيما يلِي:
1- ما ساقَه مِن جواز وقوعِها بعد فِعل الشكِّ لا يُسلَّم له؛ لأنَّها لَم تكُنْ فيه شاغِلة لوظيفية المفعول، وإنَّما كانتْ مجرورةً بحرف الجر، وليس هناك ضابطٌ دَلالي، أو سِمة تفريعيَّة تمنع وقوعَ المصدر المؤوَّل من (أنْ) المصدريَّة، أو (أنّ) المشدَّدة بعد حرْف جرٍّ، وإذًا الجِهة منفكَّة.

2- في ردِّه على المصنِّف - وهو ابنُ الحاجِب - قدْ خلَط بين فِعلين سماتهما الدلاليَّة متباينة، فالمصنِّف منَع وقوع (أن) بعدَ فِعل التمنِّي، لا فِعل الودادة الذي احتجَّ به عليه، وهما - فيما أرى - مختلفانِ دلاليًّا، ففعْل التمنِّي يدلُّ على توقُّف المعنى - على حدِّ قولِ ابنِ الحاجب - أو تعذُّره - على حدِّ فهمي - وفِعل الودادة خاطرٌ يترقَّب وقوعَ معموله، أو يُرجَى حدوثُه، وقد يَتحقَّق؛ ولذا وقَع على المصدر المؤوَّل مِن (أن) ومعموليها في البيت، وفي المثل الذي ورَد في "نهج البلاغة".

3- ما ذَكره مِن تفسيرٍ دلالي لـ(أنّ) مِن أنها تدلُّ على أنَّ خبرَها، مُبالَغ فيه مؤكَّد، ومِن ثَمَّ فقدْ يُثبت هذا المؤكَّد، وقد يُنفى، أردُّ عليه بمِثل ما ردَّ به الإمام عبدُالقاهر مِن أنَّ فِعل العِلم والتحقيق حتى في سِياق النفي، لا يكونُ معه إلاَّ المشدَّدة، مع أنَّ النفي لا يُثبِت العِلم ولا يُحقِّقه في الواقِع اللُّغوي، مُعلِّلاً ذلك بقوله: "لأنَّ كونه غيرَ ثابتٍ لمن تحدَّث عنه، لا يُخرِجه عن حقيقتِه"[11].

وأخيرًا فإنَّ المثال الذي ساقَه شاهدًا على وقوع (أن) بعدَ التمني، ليس دليلاً له؛ لأنَّها - فيه - لَم تقعْ بعدَ فِعل التمني الذي منَعَه ابنُ الحاجب، بل بعدَ الحرْف (ليت)، ووقوعها بعدَ (ليت) جائِز، بدليل ما سُقناه عنِ الأخفش مِن إجازة وقوعها بعدَ (لعل) تشبيهًا لها بـ(ليت).

ثم إنَّ ممَّا يؤيِّد ما أقرَّه النحاة - ونحن معهم - مِن قيْد دلالي للأفعال العامِلة في المصدر المؤوَّل مِن (أن ومعموليها)، تَراجُعَ الرضيُّ نفسه عندَ حديثه عن (أن) المخفَّفة، مع أنَّ حُكمَ المخفَّفة في التأكيد والتحقيق حُكمُ الثقيلة - فيما يَذكُر ابنُ يعيش "لأنَّ الحذفَ إنما كان لضربٍ مِن التخفيف"[12]، فقد قصر الرضيُّ الضابطَ الدلاليَّ نفْسَه الذي ذكَره النحاةُ للمشدَّدة، قائلاً بأنها إذا خُفِّفت "تقاصرتْ خُطاها، فلا تقَع مجرورةَ الموضع كالمشدَّدة، ولا تقول عجبتُ مِن أن ستخرج، ولا تقع إلا بعدَ فِعل التحقيقِ كالعَلم، وما يؤدِّي معناه؛ كالتبيين والتيقُّن، والانكشاف والظهور، والنَّظر الفِكري، والإيحاء والنِّداء، ونحو ذلك، أو بعدَ فِعل الظنِّ بتأويل أنْ يكون ظنًّا متآخيًا للعلم"[13]، فهذا النصُّ يبرز في وضوحٍ السمةَ السياقيَّة للأفعال التي يَشغَل المصدرُ المؤوَّل من (أن) المخفَّفة من الثقيلة موقعَ المفعول فيها، وهي السِّمة السياقيَّة لـ(أنّ) المشدَّدة أيضًا، ولا فرْقَ بيْن الاثنين إلا في التخفيف.

وأخيرًا: ماذا عن الضوابطِ التركيبيَّة لهذا العنصر المصدريِّ في صورته المخفَّفة؛ حيث صارَ شبيهًا بالعنصر الثنائيِّ الوضْع (أن)، وبخاصَّة إذا وقَع بعدَ أفعال سِماتها الدلالية لا تُفيد تحقيقًا؟ كأفعال الشكِّ والظنِّ والمحسبة؛ مِثل الأفعال: ظننت، حسبتُ، خِلت، شَككت؛ إذ مِن المعلوم أنَّ تلك الأفعالَ لا تَثبت على حالة دلاليَّة واحدة، فقد تَجنح صوبَ التحقيق حينًا، فتُصبح متآخيةً لأفعال التحقيق، وصوبَ الظنِّ أحيانًا، فتتآخَى مع أفعال الرَّجاء والخوف؛ ذلك أنَّ معنى الظنِّ - كما يذكُر ابنُ يعيش - أنْ يتعارض دليلانِ ويترجَّح أحدُهما دون الآخَر، وقدْ يَقوَى المرجّح، فيستعمل بمعنى العِلم واليقين، وقد يَضعُف، فيُضحي ما بعدها مشكوكًا في وجودِه، وحينها يحتمل ألاَّ يكون كأفعالِ الخوفِ وأنْ يكون مِثلها.

وعليه، فالعُنصر المصدريُّ المعمول لهذه الأفْعال يحتمل الوجهين معًا، فقدْ يكون (أن) المخفَّفة، أو الثنائية الوضْع، وللحقِّ فإنَّ النُّحاة قدْ وضَعوا ضوابطَ فاصلةً بيْن العنصرين معلومةً ومتداولةً بينهم، ولولا محدوديةُ البحث لعرضتُ لها، كما أنِّي شعرتُ أنَّ عرْضي لها سيكون مِن باب التَّكْرار المعيب.

يبقى أنْ أُشيرَ إلى أنَّ المصدر المؤوَّل مِن (أنّ ومعموليها) إذا تبوَّأ مقعدَ الفاعل، فإنَّ فِعله يَشترك مع فِعل المصدَر المؤوَّل من (أنْ) الثنائية في سِماتها الدلاليَّة التي تتَّسم بسمة (+ حالة انفعالية)؛ مِثل الأفعال: أعجب - أسعد - أغْضب - أرْضى - سرّ، كما أنَّ سِمةً أخرى لها هي سِمة (- شخصي)؛ مِثل الأفعال: بلغ - أتى - وصل؛ إذ يَجنحُ هذا النوعُ مِن الأفعال عندما يكون فاعِلُها مصدرًا مؤوَّلاً مِن (أنّ ومعموليها)، إلى هذه السِّمة الجديدة.

[1] الشيخ خالد الأزهري؛ "شرح التصريح على التوضيح"، (1/ 216)، القاهرة دار إحياء الكتب العربية، د. ت.
[2] السابق، (216).
[3] الرَّضي؛ "شرح الكافية"، (2/ 349).
[4] ابن يعيش؛ "شرح المفصَّل"، (8/ 86).
[5] السابق، (8/ 86).
[6] السابق، (8/ 77).
[7] الرضي؛ "شرح الكافية"، (2/ 232).
[8] ابن يعيش؛ "شرح المفصَّل"، (8/ 86).
[9] الزمخشري؛ "الكشاف"، (1/ 663).
[10] الرضي؛ "شرح الكافية"، (2/ 232).
[11] عبدالقاهر الجرجاني؛ "كتاب المقتصد في شرح الإيضاح"، (2/ 487).
[12] ابن يعيش؛ "شرح المفصَّل"، (8/ 77).
[13] الرضي؛ "شرح الكافية"، (3/ 232 - 233).

leprence30
2013-09-06, 12:58
التدوير في الشعر.. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (2)

البَنْد والإِفصاح عن التَّدْوير:
مِمَّن تناول درس هذه الظاهرة الأستاذ عبدالكريم "الدجيلي" في كتابه الموسوم بعنوان "البَنْد في الأدَب العربي - تاريخه ونصوصه"[1]، وخلاصة ما توصَّل إليه مِن تحديد الشكل الإِيقاعي لهذا الفن يبين من قوله في مقدِّمة كتابه (ص: ف): "البَنْد، لونٌ مِن ألوان الأدب العربي وضرب مِن ضروبه وُجِد أخيرًا نتيجةَ خروج عن عمود الشِّعر التقليدي، فهو ليس بالموزون المقفَّى فيعدُّ مِن باب الشِّعر العربي المعروف، ولا هو بالذي قدِ انتزعتْ عنه هاتان الصِّفتان - الوزن والقافية - فيكون من قبيل النَّثْر وبابه، فهو إذن الحلقة الوُسطَى بين النظم والنثر"، وحول جريانه على وزن معيَّن يقول في "ص" "والبَنْد - كما قلنا سابقًا - يقتضي أن يكونَ جريه على بحْر الهزَج وأجزاء هذا البحر مفاعيلن "4" مرات للبيت، وأكثر البنود التي عثرتُ عليها في تتبُّعي هي على هذا البَحْر، وخاصَّة المتأخِّر منه ولم يخرجْ عن هذه القاعدةِ إلا قلَّةٌ قليلةٌ مِن ناظمي البنود كما ترَى في هذا السِّفْر"؛ يقصد بذلك كتابِه.

وكلامه يُسلِم إلى كون البَنْد فنًّا يجمع بين حدي الوزن والقافية، يضيع فيه حدُّ التقسيم الشَّطري، وتغيب القافية كثيرًا، وتظهر - إنْ ظهرت - على استحياء، ويُسلِم إلى كون الوزن الغالب لهذا الفنِّ هو الهزَج، وقد بان في كتابه اتصال فنِّ البَنْد بالفارسية، وهذا ما جعل الهزَج سبيلاً إليه، فالهزَج مِن الأوزان التي لها باعٌ في الشِّعر الفارسي.

وفي تحديدِ نِظام البَنْد الإِيقاعي يرى أنَّ البنود التي ترتكز على الهزَج يغلب عليها حسبَ تتبعه لها أن تبدأَ بزِيادة سببٍ أو وتد، واعترَف بأنَّه لا يعلم سرَّ هذه الزِّيادة حين قال في "ص": "ولا أعلم السببَ في هذه الزيادة، فهل هي مِن مستلزمات النَّغَم والإِيقاع؟ وكل ما أعرِفه في هذا السبب أنَّ أرْباب البنود جروا على هذه الزِّيادة في أوَّل كل بَنْد، والمتأخِّرون هم أكثرُ التزامًا بهذه الزِّيادة".

ولعلَّ هذه النقطةَ الأخيرة في تصوُّر حدِّ هذه الزيادة ورسْم البَنْد على تصور إيقاع الهزَج وحْده، جعَل الشَّاعِرة الحصيفة نازك الملائكة تُدرك عن وعيٍ الخطأَ الذي وقَع فيه "الدجيلي" مِن خلال رسمه لحدود البَنْد.

فكيف كان تصوُّر " نازك" لهذا الفن؟
في معرِض الحديث عن بدايات إيقاعيَّة كانت تمهيدًا لنِظام الشِّعر الحرّ، أخذتْ "نازك" من فنِّ البَنْد سبيلاً إلى ذلك لانتفاء حدودِ الشَّطرية فيه؛ ففي كتابها الرائد "قضايا الشِّعر المعاصر" الذي أعلنتْ فيه عن نِظام الشِّعر الحر تقول "ص: 8": "والواقِع أنَّ الشِّعر الحر قد ورَد في تاريخنا الأدبي، وقد كشَف الأدباء المعاصرون، ومِن أوائلهم عبدالكريم "الدجيلي" في كتابه المهم "البَنْد في الأدب العربي" تاريخَه ونصوصه، كشفُوا أن قصيدة مِن هذا الشِّعر قد وردتْ منسوبةً إلى الشَّاعِر ابن دُرَيد في القرْن الرابع الهجري، وهذا نصُّها وقد رواه الباقلاني في كتابه "إعجاز القرآن" وأدرجه كما يدرج النثرَ الاعتيادي، ولكني أوثر أنه أدرجه إدراجَ الشِّعر الحرّ"، وعلى نهج "الدجيلي" قامت "نازك" بتخطيطٍ لنص ابن دُرَيد يُوازي تخطيطَ الشِّعر الحر، وأفصحتْ "نازك" عن أنَّ هذه المقطوعةَ لم ترد عن طريق الهزَج وحده؛ حيث كان " الدجيلي" قد تصوَّر خُلْطتها متمسكًا بوزن واحدٍ لها في نِطاق البَنْد.

لقد أكَّدتْ "نازك" أنَّ أعظم إرهاص لنِظام الشِّعر الحر هو ما يُعرَف بالبَنْد، بل على حسب قولها: "لا بل إنَّ هذا البَنْد هو نفسُه شِعرٌ حرٌّ؛ للأسباب التالية:
1- لأنَّه شِعر تفعيلة لا شِعر شطر.
2- لأنَّ الأشطرَ فيه غيرُ متساويةِ الطول.
3- لأنَّ القافية فيه غير موحَّدة، وإنما ينتقل الشَّاعِر مِن قافية إلى قافية دون نِظام أو نموذج محدَّد"[2].

وقد بان مِن خلال قراءتي ل" نازك" أنَّ لها على جملة ما تصوَّره " الدجيلي" عدَّةَ أمور:
"أ" وجدتْ أنَّ البَنْد ليس موسومًا بوزن واحد هو الهزَج فالرمَل شريكه، يسلِم إلى ذلك جملةُ النصوص التي أوردَها "الدجيلي" في كتابه.

"ب" وجدتْ أنَّه يرتكِز على ثُنائية وزنين متداخلين هما الرمَل والهزَج. فالبَنْد يزاوج بيْن علاقة البَحرين عن طريق اطِّراح سبب في تتالي التفعيلات، وتوضيح مرادها يبدو مِن خلال التصوُّر التالي الذي أعْرِضه من خلال فَهْمي إيَّاها:

لو وقَّعْنا بادئين بالرمَل: فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن؛ فإنَّ بالإِمكان اطِّراح السببَ الخَفيف الأول "فا" ليصبح الباقي على نحو:
علاتن فاعلاتن فاعلاتن، والحسبة بنِظام المداخَلة، وهو أمرٌ متصوَّر في علاقات الخليل الإيقاعيَّة يمثل ركيزةً في فهم النِّظام الدائري لديه - تكون: علاتن فا/ علاتن فا/ علاتن... وهي بمنظور جمع الوحدات: مفاعيلن مفاعيلن مفاعي... وهكذا يولد الهزَج من الرمَل، والرمَل من الهزَج باطِّراح ذلك السبب الذي بان في استخلاص البَحْر من دائرته، وقد واكب الشَّاعِر - كما أرى - حركةَ الاستخلاص، وفي هذا الفَهم تقول "نازك": "ومِن الحق أن نقول: إنَّ الذين كتبوا عن البَنْد قدِ انتبهوا جميعًا إلى أنَّ هذا الوزن ليس هو الهزَج، على الرغم مِن أنَّ هناك في البنود كلها تفعيلاتٍ كثيرة مِن الهزَج، وحيَّرهم ذلك فابتدعوا له تخريجًا غريبًا في بابه، فقالوا: إنَّ هذا الوزنَ هو الهزَج بزِيادة سببٍ خفيف في أوله كما يلي:
أَيْ/ يُهَا اللاءِ/ مُ فِي الْحُبِّ/ دَعِ اللَّومَ
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن

وهذا شيءٌ غير مسموعٍ في العَروض العربي، فلسْنا نعرف في الشِّعر حرفًا إلا وهو داخل في وزن الشَّطر والبيت"[3]، والتعليق هنا رغم سلامته تنقصُه الدِّقة في تصوُّر رفْض الزِّيادة.

"جـ" أدركتْ "نازك" إمكانَ تقسيم البَنْد إلى وحدات، وقد تلمَّستُ في قراءتها للبَنْد إحساسًا ما بتَقْفيَةٍ بانَ ذلك عندَ عرْضها لنموذج بَنْد ابن الخلفة، وهو أظرفُها وأحفلها بالعفويةِ في إحساس "نازك"، ففي تقطيعها الداخلي لهذا البَنْد أبرزت جملةَ قوافٍ على نحو:
أَهَلْ تَعْلَمُ أَمْ لاَ أَنَّ للحُبِّ لذَاذَاتٍ

ووالتِ الأشطر بعدَها مختومة بالكَلمات: جوى مات/ كمالات/ مقالات.

وحين أَوردتِ التركيبَ الذي يقول:
فَكَمْ قَدْ هَذَّبَ الحُبُّ بَلِيدًا

وضعتْ هذا الكمَّ في نِطاق كم بعدَه منتهٍ بكلمة توازي النهاية السابِقة هي كلمة "رشيدًا".

وهكذا حاولتْ "نازك" أن تتصوَّر بَنْدا مِن البنود تصور الشِّعر الحُر وزنًا وقافية.

"د" أدركتْ أنَّ استخدام إيقاع البَنْد بهذه المراوحة بيْن الهزَج والرمَل لا يكفي لإِبداع البَنْد، وإنَّما ينبغي إلى جانبِها "تحسس مُرْهفٌ للإِيقاع والوَزن، بحيث يُدرك الشَّاعِر الوسيلةَ الموسيقيَّة الفذَّة التي يمكن بها أن تجتمعَ التفعيلتان دون أن يحسَّ القارئ بغرابة الانتقال"[4]، وقد بيَّنتْ براعةَ الانتقال مِن خلالِ تَحليلها لبَنْد ابن الخلفة السابِق.

"هـ" وصلت إلى مقياس عَروضي للبَنْد قالت فيه: "إنَّ القاعدة العروضيَّة للبَنْد هي أنَّه شِعرٌ حرٌّ تتنوَّع أطوال أشطره، ويرتكز إلى دائرة المجتلب مستعملاً منها الرمَل والهزَج معًا"[5]، ووضعتْ مقياسًا يبدو أنه تحرَّك من خلال بَنْد ابن الخلفة السابقِ على نحو:
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلْ
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلْ
مفاعيلن مفاعيلْ
مفاعيلن مفاعيلن فعولن
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن[6]

هذا مجملٌ ما أفصحتْ عنه "نازك" حولَ ظاهرة البَنْد معتمدةً على نصوص "الدجيلي"، مخالِفةً له في تذوُّقه الإِيقاعي، متفقة معه في كون البَنْدِ الأبَ الشرعيَّ لإيقاع الشِّعر الحرِّ.

وما قامت "نازك" بتصوره وما ابتغاه "الدجيلي" بجمعه وحدْسه لنا عليه بعضُ ملاحظات، ففي جُلِّ ما جاءت به "نازك" صوابٌ لا شك فيه، فقد أصابتْ حين تصوَّرت أنَّ إيقاع البَنْد يزاوج بين بحورِ دائرة واحدة مُبَيِّنة سبيل هذا التوارد، وأصابتْ أيضًا حين تصوَّرتْ ك"الدجيلي" البَنْد سبيلاً إلى تصوُّر إيقاع جديدٍ منبثق عنه هو إيقاعُ الشِّعر الحر حيث كانتْ من روَّاد تقنينه تنظيرًا وإبداعًا، لكن يبدو أنَّها في تحقيق مقياس لوزن البَنْد وقعتْ في بعض ترخُّصات:
الأوَّل: لم يكُن لها حق في رفْض الزيادة التي قال بها دارسو البَنْد كي يتصوَّروا الهزَج أساسًا له، فقد خانها الصوابُ حين حكَمت على هذه الزيادة بأنَّها أمر غير مسموع في العروض العربي ناسيَة أنَّ في نِظام العروض زيادة شَبيهة بها تأتي نادرًا في مطلع القصائد تُسمَّى بالخزْم[7] لا حساب لها في وزن البيت، منها ما دلَّل به العَروضيُّون على هذه الظاهرة من قول الشَّاعِر:
اشْدُدْ حَيَازِيْمَكَ لِلْمَو
تِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لاَقِيكَا

وهي مُقارِبة للزِّيادة التي وجدتْ في مطلع البَنْد الذي يقول:
أيُّهَا اللاَّئِمُ فِي الْحُبِّ
دَعِ اللَّومَ عَنِ الصَّبِّ

فهي بتقسيم الهزَج:
أيُّهَا اللاَّئِمُ فِي الْحُبِّ
دَعِ اللَّومَ عَنِ الصَّبِّ

فكما زِيدت "اشْدُدْ" في مطلع البيت الأول زيدت "أي" في مطلع هذا البَنْد، بَنْد ابن الخلفة الذي جعلتْه "نازك" محوَر دراستها عن البَنْد.

الثاني: حين تصوَّرتْ مقياسًا لعروض بَنْد يُنْسَج عليه ويصبح نِظاما، لم تعتمد البنود كلها سبيلاً لفرض هذا المقياس، وقد اقتطعت جزءًا من بَنْد أسلَمها إلى النِّظام الذي وصلت إليه. وحول رؤية هذا البَنْد نقول فيه إنَّ مطلعه رمَل إنْ نفينا وجود زيادة في مطلعه. يقول البَنْد: "أيها اللائم في الحب، دع اللوم عن الصبّ، فلو كنت ترى الحاجبي الزُّجِّ فويْق الأعْيُن الدُعْج، أو الخد الشقيقي، أو الريق الرحيقي، أو القَد الرشيقي الذي قد شابهَ الغُصن اعتدالاً وانعطافًا.."[8].

وفيه تَتردد الإِيقاعات على النحو الآتي:
يبدأُ رمَلاً: أيها اللائم في الحب دعِ اللَّوم عن الصبِّ فلو، وهي:
فاعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن

كنت ترى الحاجبي الزُّجِّ فُويْق الأعين الدُّعج أو الخد الشقيقي، وهي:
فعلاتن فاعلاتن فعلاتن فاعلاتن فعلاتن فاعلاتن، هذا مع افتراض إفراد الياء في كلمة "الشقيقي"؛ لأنَّ تشديدها يتابع وصل بحر الرمَل.

[1] لمؤلفه الأستاذ عبدالكريم الدجيلي - مطبعة المعارف - بغداد 1378هـ - 1959م.
[2] "قضايا الشِّعر المعاصر" (ص: 12).
[3] السابق (198)، ولم يكن التقطيعُ الوارد لدَى نازك بحاجةٍ إلى إشباع، فالتفعيلات مكفوفة على نحوِ مفاعيل، وهذا ملمَس الهزَج ومذاقه الاستعمالي.
[4] السابق (200).
[5] السابق (202).
[6] السابق 202.
[7] لابن رشيق في كتابه "العمدة" (1/ 41) كلامٌ مفصَّل عن ظاهرةِ الخزم.
[8] "البَنْد في الأدب العربي" (67).

leprence30
2013-09-06, 13:00
المعاني النحوية والدلالات لعلامات الوقف في المصحف الشريف

في المصحف الشريف علاماتٌ للوقف، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمعاني النحوية والمعاني الدلالية، وكلُّها يدور حول مراعاة تمام المعنى وصحته، ودفع اللَّبْس، والتمييز بين المعاني المتداخلة وجهات الكلام.

وسوف نورد - فيما يأتي - تعريفًا بكل رمزٍ من رموز الوقف، ونعقبه بدراسة نحوية لكلٍّ منها:
أولاً: الوقف اللازم ورمزه "م".
وهو الوقفُ على كلمةٍ لو وصلت بما بعدها لأوهَمَ وصلُها معنًى غير المراد، ويكون هذا الوقف في وسط الآية، وفي آخرها، وسمِّي الوقفُ على هذه المواضع وما شاكلها لازمًا؛ للزومِه وتحتُّمِه، من أجل سلامةِ المعنى، وحُسن التلاوة، وإحكام الأداء[1].

ويأتي هذا الوقفُ للتمييز بين أشكال الكلام المختلفة، ولإزالة اللَّبس بينها، والفصل بين جهات الكلام؛ كالتمييز بين كلام الله - عز وجل - وكلامِ الكفار؛ كقوله - تعالى -: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًاۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26].

فالوقفُ اللازم على ﴿ مَثَلاً ﴾ ليفصلَ بين كلام الكفار، وكلام الله - عز وجل - وتكون جملة: ﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ﴾ جملة مستأنفة، ولو وُصِل الكلامُ لكانت صفة لـ: ﴿ مَثَلاً ﴾، ولأفادَتْ أنه مِن كلامِ الكفَّار، وهو غيرُ صحيح[2].

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍۘ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [المائدة: 73].

فالوقف اللازم على ﴿ ثَلاَثَةٍ ﴾ يميِّز بين قول النصارى القائلين بالتثليثِ، وقول اللهِ - سبحانه وتعالى - ردًّا لقولهم، ولو وصل الكلام لأوهم أن يكونَ ذلك مِن كلامهم، فيؤدي إلى التناقض، والواو على الوقفِ اللازم تُشعِر بالاستدراك؛ لأن ما بعدها عكس حُكْمِ ما قبلها.

ومن ذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124].

فالوقف اللازم على ﴿ رُسُلُ اللَّهِ ﴾ يفصِلُ بين كلامينِ؛ كلام الكافرين (كفَّار قريش)، وكلام الله عز وجل، وجملة:﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124] تُعَدُّ ابتدائية، ولو وصل الكلام لكان هذا من تتمَّةِ قولهم، فيؤدي إلى فساد المعنى، وهو الجمعُ بين ما يدلُّ على الكفر، وما يدل على الإيمان.

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [يونس: 65].

فالوقف اللازم على ﴿ قَوْلُهُمْ ﴾ يدفعُ إيهامَ أن ما بعده مِن قولهم، وإنما الصحيح أنه من قول الله - سبحانه وتعالى - وعليه فجملة: ﴿ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ ابتدائيةٌ، ولو وصل الكلام لكانت الجملةُ في محل نصب مفعول به للقول، فيترتب عليه الجمعُ بين متناقضين، وهما الكفر والإيمان[3].

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُۘ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7].

فالوقفُ اللازم على لفظ الجلالة ﴿ اللَّهُ ﴾ يمنَعُ وهم أن الراسخين في العلم يعلمون تأويلَه، وهو رأي الجمهور[4]، وعليه فالواو استئنافية، ﴿ الرَّاسِخُونَ ﴾ مبتدأ، مخبَرٌ عنه بـ: ﴿ يَقُولُونَ ﴾، وعلى الوصل تكونُ الواو عاطفةً، و﴿ الرَّاسِخُونَ ﴾ معطوفًا على لفظ الجلالة، وجملة ﴿ يَقُولُونَ ﴾ حالاً منهم، وقد ذهب إلى هذا قلةٌ مِن أهل العلم[5].

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْۘ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [المائدة: 5].

فالوقف اللازم - في بعض طبعات المصحف - يمنع اللَّبسَ الواقع من عطف ﴿ الْمُحْصَنَاتُ ﴾ على ﴿ طَعَامُكُمْ ﴾؛ لأنه يؤدي إلى مخالفة الحُكم الشرعي، وهو تحليلُ المحصنات من المؤمنات لأهل الكتاب، ولكن الوقفَ يجعل الجملة مستأنَفة، ويكون خبرُ ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ ﴾ محذوفًا، تقديره: "حلٌّ لكم كذلك إذا آتيتموهن أجورهن...."، أو يكون قوله: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ ﴾ معطوفًا على قوله: ﴿ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ﴾، وتكون جملة ﴿ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ﴾ مقحَمة بين المتعاطفين، وقيل: ﴿ الْمُحْصَنَاتُ ﴾ معطوفٌ على ﴿ الطَّيِّبَاتُ ﴾؛ فهو من عطف المفردات، من عطف الخاصِّ على العام، وهو وجه حسَنٌ أيضًا[6].

ومن الوقف اللازم أيضًا - واللَّبس فيه واقع في حرفٍ مثل الواو، فلا يتميز كونُها استئنافية أو عاطفة إلا به - قولُهُ تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [البقرة: 212].

فاللَّبس واقع في الواو؛ حيث يتطرَّقُ إلى القارئ وهمُ أنها عاطفة إذا وصلها، ويؤدي إلى الفساد في المعنى بتقييد سخرية الكافرين مِن الذين آمنوا والذين اتقوا بالحال ﴿ فَوْقَهُمْ ﴾، وبالظرف ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾، وليس هذا هو المرادَ، بل المرادُ أنهم يَسخَرون منهم في الحياة الدنيا، وأن الذين اتَّقوا فوقهم يوم القيامة، فالوقف اللازم على ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ يترتَّبُ عليه أن تكونَ الواو استئنافيةً لا عاطفة[7].

وقد يكون الوقفُ اللازم لإزالة اللبس، ولدفع الوهم الحاصل في موقع الجملة؛ ففي قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌۘ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [النساء: 171].

الوقف اللازم على ﴿ وَلَدٌ ﴾ يمنع إيهامَ أن الولد الذي نُزِّه عنه - عز وجل - موصوفٌ بأن له ما في السموات وما في الأرض، ويثبت أن هذه الصفةَ لله - سبحانه وتعالى - وحده، والجملة على هذا استئنافيةٌ لا محلَّ لها من الإعراب، ولو وصل الكلام لكانت الجملةُ في محل رفع لـ: ﴿ وَلَدٌ ﴾، ويؤول هذا إلى اختلال المعنى، ووقوع اللَّبْس، وإثبات ولدٍ ليس له ما في السموات وما في الأرض[8].

وقد يكون الوقفُ اللازم لإزالة اللَّبس الحاصل في الفاعل؛ فمن ذلك قوله - تعالى -: ﴿ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [العنكبوت: 26].

فالوقف اللازم على ﴿ لُوطٌ ﴾ يزيل اللَّبس في الفاعل بين ﴿ آمَنَ ﴾ و﴿ قَالَ ﴾، فيجعل لكل فعلٍ فاعلاً مستقلاًّ؛ فالذي ﴿ آمَنَ ﴾ هو ﴿ لُوطٌ ﴾، والذي قال: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾ هو إبراهيمُ - عليه السلام - والوصلُ يوهم أن الفاعلَ واحدٌ، وخاصة أن الفاعل في ﴿ قَالَ ﴾ ضميرٌ مستتر، والأصل أن "الضمير يعود على أقرب مذكور".

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَۘ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36].

فالوقف اللازم على ﴿ يَسْمَعُونَ ﴾ يدفع وهم أن الواو بعده عاطفة؛ لأن هذا يؤدي إلى التناقض، وهو التسوية بين الأحياء والموتى في الاستجابة، أما الوقف، فيجعل الواو استئنافية، ويكون ﴿ الْمَوْتَى ﴾ مبتدأ مخبَرًا عنه بقوله: ﴿ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ﴾، وهو المراد[9].

وقد يكون اللَّبس في التركيب واقعًا في صيغة الفعل، فيختلط على القارئ كونه للأمر أو للمضارع، ومن ذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُواۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

فالوقف على ﴿ تَعْتَدُوا ﴾ يدفع إيهام عطف فعل الأمر ﴿ تَعَاوَنُوا ﴾ على المضارع ﴿ تَعْتَدُوا ﴾؛ بل هو معطوفٌ على النهيِ المتقدِّم في صدر الآية.

وقد يكون اللَّبسُ واقعًا في الجملة بين كونها صفةً، وكونها استئنافية؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ﴾ [هود: 20].

فالوقف اللازم على ﴿ أَوْلِيَاءَ ﴾ يمنع إيهامَ أن جملة ﴿ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ صفةٌ لقوله: ﴿ أَوْلِيَاءَ ﴾، ويفيد نفي الأولياء مطلقًا، وأن جملة ﴿ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ استئنافية مستقلَّة عما قبلها.

وهكذا يتبين أن الوقفَ اللازم يميز بين المعاني الملتبسة، والصور المتداخلة، كما أنه يحقق سلامة المعنى وحسن الأداء، وهو مرتبط في كل ذلك بالمعاني النحوية، والتوجيهات الإعرابية.

ثانيًا: الوقف الممتنع أو القبيح، ورمزه "لا":
ويعني الوقف الذي لا يفهم السامعُ منه معنى، ولا يستفيد منه فائدةً يحسُن سكوتُه عليها؛ لشدة تعلُّقه بما بعده من جهتي اللفظ والمعنى معًا.

ويلاحظ أن هذا الرمز "لا" يأتي غالبًا في المواضع التي تكونُ فيها الجمل مكتملة الأركان من حيث الظاهر، ولكنها ليست في الحقيقة مستقلةً في المعنى، وإنما متعلقة بما بعدها، ومن ثم يأتي هذا الوقفُ لمنع الفصل بين القَسَم وجوابه مثلاً؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].

فلا يجوز الوقفُ على ﴿ الْعِلْمِ ﴾؛ لأنه يؤدي إلى الفصل بين القَسَم وجوابه، فهذا من نوع الوقف القبيح، وإنما نص العلماء على هذه الكلمة دون غيرها؛ لأن القارئَ قد يستسيغ الوقف هنا لطول التركيب، أو لاستيفاء الجملة الصغرى أركانَها النَّحْوية، فيأتي هذا الرمزُ بمثابة التنبيه له إلى مراعاة عدم الوقف.

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ﴾ [النحل: 38].

فالرمز "لا "على ﴿ أَيْمَانِهِمْ ﴾ ينبِّه القارئ إلى مجيء الجواب بعده.

وقد يكون الرمز "لا" موضوعًا لمنع الفصل بين الصفة والموصوف، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [الأعراف: 164].

فإن الرمز "لا" يشير إلى منع الوقف على ﴿ قَوْمًا ﴾؛ لئلاَّ يفصل بين الصفة وهي جملة ﴿ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ﴾، والموصوف وهو ﴿ قَوْمًا ﴾؛ ولأن ذلك يؤدي إلى فساد المعنى، وهو أنهم عُوتِبوا لأنهم يعظون قومًا، وليس هذا هو المراد، بل المراد أنهم عُوتِبوا لأنهم وعظوا قومًا لا رَجاء منهم.

وقد يكون الرمز "لا" موضوعًا لمنع الفصل بين المبتدأ والخبر كما في قوله - تعالى -: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].

فالرمز "لا" موضوع عند ﴿ مَعَهُ ﴾؛ وذلك لأنه مظِنة الوقف؛ نظرًا لطول التركيب، وهو أمر غير جائز؛ لمجيء خبر المبتدأ بعده، وهو ﴿ أُولَئِكَ ﴾.

وقد يُوضَع الرمز "لا" لمنع الفصل بين الحال وصاحبها، كما في قوله - تعالى-: ﴿ هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 76].

فإن الرمز "لا" يشير إلى منع الوقف على "بالعدل"؛ لئلاَّ يترتب عليه الفصل بين الحال وصاحبها، وهو يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ، ولأنه به تتم المعادلة أو التسوية بين الرجلين، فالأبكم لا يقدر على شيء، وهو كَلٌّ على مولاه، أينما يوجِّهْه لا يأتِ بخير، والآخر يأمرُ بالعدل وهو على صراط مستقيم، فقد أُسنِد إلى الرجل الأول وصفان: أنه ﴿ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ﴾، وأُسنِد إلى الرجل الثاني وصفان مقابلان للسابقين، وهما: أنه ﴿ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ﴾، وهذه تقابل وصف الأبكم بأنه لا يقدر على شيء، والثاني أنه ﴿ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾، وهي تقابل وصف الأبكم بأنه ﴿ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ﴾؛ أي: إنه مشتَّت غير مستقيم.

أو يكون عدم الوقف لمنع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه كما في قوله - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 51، 52].

فالرمز "لا" على ﴿ فِرْعَوْنَ ﴾، يشير إلى منع الفصل بين المعطوف، وهو ﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾، والمعطوف عليه، وهو ﴿ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾؛ حتى يتوجَّه الإخبار بالفعل ﴿ كَفَرُوا ﴾ إليهم جميعًا، أما الوقف على ﴿ فِرْعَوْنَ ﴾ فيفيد توجُّه هذا الإخبار إلى ﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ فقط.

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: 53].

فالرمز "لا " على ﴿ بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ يشير إلى منع الفصل بين المعطوف، وهو ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾، والمعطوف عليه، وهو ﴿ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً... ﴾، وهو أيضًا يشعر بتمام الكلام؛ لأن الجملة عنده قد طالت، وتم معناها، إلا أن لها تعلقًا بما بعدها؛ فلذلك حسُن الوصلُ، ولم يحسُن الابتداء بما بعده؛ لأن "أنَّ" المفتوحة لا تأتي في أول الكلام.

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ﴾ [المائدة: 106].

فالوقف الممنوع عند ﴿ قُرْبَى ﴾، وهو يشير إلى منع الفصل بين المعطوف عليه، وهو ﴿ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا ﴾، والمعطوف، وهو ﴿ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ ﴾، وإنما احتِيج إلى التنبيه على ذلك لإقحام إن الشرطية بينهما، وهي ﴿ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا... ﴾.

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 3].

فالرمز "لا" على ﴿ الْمُشْرِكِينَ ﴾ يُشِير إلى منع الفصل بين المعطوف عليه وهو الضمير المستتر في ﴿ بَرِيءٌ ﴾، أو محل ﴿ أَنَّ ﴾ واسمها من جهة، والمعطوف وهو ﴿ وَرَسُولُهُ ﴾ من جهة أخرى، أما الوقف، فإنه يؤدِّي إلى أن يكون المبتدأ ﴿ رَسُولُهُ ﴾ خاليًا عن الخبر.

وقد يكون لمنع الفصل بين البدل والمبدل منه، كما في قوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ﴾ [التوبة: 25].

فالرمز "لا" على ﴿ حُنَيْنٍ ﴾ يشير إلى منع الفصل بين البدل ﴿ إِذْ ﴾، والمبدل منه وهو ﴿ يَوْمَ حُنَيْنٍ ﴾؛ وذلك لأنهما مترابطان في المعنى، أما الوقف، فإنه لا يُفِيد سبب تخصيص ﴿ يَوْمَ حُنَيْنٍ ﴾ بالنصر، إنما تأتي هذه الفائدة من مجيء البدل بعده ووصل الكلام.

أو لمنع الفصل بين الفعل وفاعله، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [الأنفال: 50].

فالرمز "لا" يشير إلى منع الوقف؛ لئلاَّ يفصل بين الفعل وفاعله، ولو ابتدئ بالملائكة لعاد الضمير من ﴿ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ على غير عائد، فالكلام متصل بما قبله.

أو يكون لمنع الفصل بين الفعل والمفعول به، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [النور: 6].

فالرمز "لا" على ﴿ بِاللَّهِ ﴾ يُشِير إلى منع الفصل بين جملة ﴿ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ وعاملها، وهو ﴿ شَهَادَاتٍ ﴾، أو ﴿فَشَهَادَةُ﴾؛ لأنها مفعول لـ﴿ شَهَادَاتٍ ﴾، علق عنه باللام في الخبر.

ومثله قوله - تعالى -: ﴿ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النور: 8].

ويكون كذلك لمنع الفصل بين المتسدرَك والمستدرَك عليه، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42].

فالرمز "لا" على ﴿ الْمِيعَادِ ﴾ لمنع الفصل بين جملة ﴿ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾، وبين ما استدرك به عليه، وهو قوله: ﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ﴾، فهو من تتمة الكلام.

وهكذا يتضح أن علماء الوقف قد وَضَعُوا هذا الرمز لتأكيدِ اتصال الكلام بعضه ببعض، وخاصة في المواضع التي يُتوهَّم أن الكلام قد تم عندها، أو يسوغ الوقف فيها؛ لطول التركيب أو لضيق النَّفَس ونحو ذلك.

ثالثًا: الوقف الجائز ورمزه "ج":
وهو علامة للوقف الجائز جوازًا مستوي الطرفين، ويلاحظ أن موضع الوقف عند هذا الرمز يكون محتملاً للوقف والوصل على السواء؛ وذلك لأن التعلُّق النحوي فيه يكون متوسطًا من جهة اللفظ والمعنى بما بعده، فليس هذا بالتعلق القوي لفظًا بحيث يكون الوصل أولى، فإن هذا هو محل الوقف الجائز مع كون الوصل أولى، والذي يُرمَز له بالرمز "صلى"، ولا هو بالتعلق الضعيف، بحيث يكون الوقف أولى، وهو الذي يرمز له بالرمز "قلى".

وحين نتتبَّع مواضع هذا الرمز، نجد أن الجُمَل التي تأتي بعده تكون مستقلَّة عمَّا قبلها استقلالاً نَحْويًّا لفظًا ومعنى، ولكن بينها وبين ما قبلها تعلُّق من جهة المعنى العام، كما نرى في الآيات الآتية:
قوله - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ ﴾ [البقرة: 115].

ففي هذه الآية نجد أن جملة ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ تامة نحويًّا، والجملة التي بعدها مستقلة عنها، والفاء استئنافية فيها، لكنها من جهة المعنى العام مرتبطة بها؛ لأنه إذا كان لله المشرق والمغرب فيستوي حينئذٍ أن يتوجَّه الإنسان إلى أي جهة منهما؛ وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾، جملة اسمية مكتملة نَحْويًّا بمبتدئها وخبرها، والجملة التي بعدها مستقلة عنها نحوًا ودلالة، لكنها تأتي بمثابة التوضيح لِمَا قبلها، أو إضافة معنى جديد يتعلق بالمضمون العام لسياق الآيات.

وفي قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].

نجد أن جملة ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ﴾ جملة ابتدائية، ولذلك بُدِئت بـ﴿ إِنَّ ﴾ المكسورة الهمزة، والجملة التي قبلها مستقلة عنها نحوًا، لكنهما متصلتان من جهة المعنى العام.

وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىۚ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [الأنعام: 164].

فالوقفات هنا عند جُمَل تامة نحوًا ودلالة، ولكنها مرتبطة بما بعدها من حيث المعنى العام، وقد تبدأ بعد هذا الرمز (ج) "بواو، وفاء، وثم"، ولكنها من قبيل عطف الجمل أو الاستئناف.

وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ [الكهف: 18].

فالواو في ﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ﴾ تحتمل أن تكون استئنافية، وأن تكون عاطفة.

وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ [الكهف: 23، 24].

فالواو في ﴿ وَاذْكُرْ ﴾ تحتمل العطف والاستئناف، فالعطف يقتضي الوصل، والاستئناف يقتضي القطع.
وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًاۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴾ [الكهف: 33].

فالواو في ﴿ وَفَجَّرْنَا ﴾ محتملة للعطف والاستئناف.
ومن ذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِۚ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ [البقرة: 49].

وذلك أن جملة ﴿ يُذَبِّحُونَ ﴾، يحتملُ فيها أن تكون في محلِّ نصب حال من فاعل ﴿ يَسُومُونَكُمْ ﴾، وأن تكون استئنافية لا موضعَ لها من الإعراب، وقعت جوابًا عن سؤال نشأ من جملة ﴿ يَسُومُونَكُمْ ﴾، ولا مرجِّح لأحد هذين الوجهين على الآخر، بل هما سواء.

ومن أمثلته أيضًا الوقف على كلمة ﴿ حَسِيسَهَا ﴾ من قوله - تعالى -: ﴿ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَاۚ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 102]؛ لأن جملة ﴿ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾، يحتمل أن تكون في محلِّ نصب على الحال من فاعل ﴿ يَسْمَعُونَ ﴾، وأن تكون استئنافية لا موضعَ لها من الإعراب.

وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 280].

ويلاحظ أن الانقطاعَ بين الجُمَل في الوقف الجائز يكون على درجة أقلَّ من الوقوف السابقة؛ كالوقف اللازم والكافي، ويكون الاتصال فيه أقوى من غيره من الوقوف.

وقد تكون الصلة بين ما بعده وما قبله صلةَ خبرٍ بمخبر عنه، أو حالٍ بصاحبها، أو معطوفٍ بمعطوف عليه، أو جوابًا لقسمٍ أو سؤال، أو بقية كلام أو قصة.

فمثال ما يكون خبرًا قوله - تعالى -: ﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ﴾ [الكهف: 26].

فجملة ﴿ لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾، خبر للفظ الجلالة ثانٍ في محل رفع.
وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ﴾ [الكهف: 58].

فجملة ﴿ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ﴾ خبر ثالث لـ ﴿ رَبُّكَ ﴾.

ولكن ينبغي التنبيه إلى أن جملة الخبر في مثل هذا الوقف لا تكون خبرًا أول؛ لأن الخبر الأول يكون شديد الاتصال بالمخبر عنه، فلا يحسنُ الوقف قبله.

ومثال الحال قوله - تعالى -: ﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ﴾ [الكهف: 18].

فجملة ﴿ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ... ﴾ حال من الضمير في ﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ﴾؛ ولذلك حسن الوصل، كما يمكن أن تكون جملة مستأنفة، فيجوز الوقف.

ومثال الجملة المعطوفة على ما قبلها قوله - تعالى -: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾ [الكهف: 28].

هنا نجد أن الوقف موجود عند موضع العطف، والعطف يقتضي المشاركة.

ومنه أيضًا قوله - تعالى -: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

فالوقف الحسن هنا كائن قبل حرفِ العطف؛ لاكتمالِ أركان الجملة نَحْويًّا، غير أن الواو بعدَها عاطفة، والجملة بعدها معطوفة على ما قبلها، ومن ثَمَّ حسن الوصل كذلك.

ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴾ [الكهف: 56].

فجملة ﴿ وَاتَّخَذُوا ﴾ معطوفة على ما قبلها، ومتَّفقة معها في الخبرية.

ومثال جواب القسم قوله - تعالى -: ﴿ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ [الكهف: 14].

فجملة ﴿ لَقَدْ قُلْنَا... ﴾ هو جواب قسم محذوف، والتقدير: "والله لقد قلنا إذًا شططًا"، وهي متصلة في المعنى بما قبلها؛ لأنها بمثابة الردِّ على ما يُفهَم من سياق الكلام السابق، كأنهم قالوا: لن ندعو من دونه إلهًا، لقد قلنا إذًا شططًا، فلأجل هذه الصلة كان الوقف على ﴿ إِلَهًا ﴾ حسنًا، وكان الوصل بما بعده أولى.

ومثال جواب السؤال قوله - تعالى -: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾ [الكهف: 83]، فلأجل الصلة بين السؤال والجواب، كان الوصل أولى.

ومثال كون ما بعد هذا الوقف من بقية كلام سابق أو بقية قصة سابقة: قوله - تعالى -: ﴿ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ [الكهف: 22].

فجملة ﴿ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ ﴾ هي من تتمة كلامهم.

وكذلك قوله - تعالى -: ﴿ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ﴾ [الكهف: 98].

فجملة ﴿ فَإِذَا جَاءَ... ﴾ هي من تتمَّة كلام ذي القَرْنين؛ ولذلك كان الوصل أَولَى، فنجدُ أن هذا النوع من الوقف يأتي بين الجُمَل التي لها صلة بما قبلها، في الوقت الذي يكون ما قبلها مكتفيًا بنفسه من حيث المعنى.

والحاصل أن هذا الوقف يأتي في المواضع التي يكون ما قبلها متعلقًا بما بعدها لفظيًّا ومعنويًّا، إلا أن التعلق اللفظي ليس بين الأركان النحوية الأساسية؛ وإنما بين الجُمَل ومكمِّلاتها، أو التوابع ومتبوعاتها، أو الجُمَل التي تحتاج إلى توضيح، أو تفسير، أو تعليل، وأكثرُ ما يكون ذلك في أثناء الآيات، وخاصة المدنية منها.

[1] شرح طيبة النشر في القراءات العشر؛ لأبي القاسم النويري 1/ 334.
[2] الفريد في إعراب القرآن المجيد 1/ 259، والبيان في غريب إعراب القرآن 1/ 44.
[3] - انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 345، 358 - 359.
[4] - البحر المحيط 2/ 384، والكشاف 1/ 413، ومعاني الفراء 1/ 191، والقطع لابن النحاس 21 - 213، والطبري 3/ 122.
[5] - منهم محمد بن جعفر بن الزبير، والربيع بن أنس، وعلي بن سليمان؛ انظر: القطع 225، والطبري 3/ 122 والبرهان 1/ 247 - 348، وتفسير مجاهد 1/ 122.
[6] - التبيان للعكبري 1/ 420.
[7] - البيان في غريب إعراب القرآن؛ لأبي البركات بن الأنباري 1/ 149.
[8] - انظر منار الهدى؛ للأشموني 113، والقطع 279.
[9]- انظر: شرح طيبة النشر 1/ 331، ومنار الهدى 130، والقطع 304، والبرهان 1/ 353، والفريد 2/ 144.

leprence30
2013-09-06, 13:03
اللغة العربية في نظر السلف الصالح [1]

"ما ذلَّتْ لغةُ شعب إلا ذلَّ، ولا انحطَّت إلا كان أمره في ذَهاب وإدبار"؛ مصطفى صادق الرافعي.

ملخص البحث:
جاء هذه البحث ليضع بين يدي القارئ الكريم مجموعة نقاط أساسيَّة، تدور حول اهتمام السلف الصالح باللغة العربية، وجاء هذا البحث في مقدمة، وأربعة مطالب وخاتمة، في المقدمة بيَّن الباحث خُطَّة البحث، وفي المطلب الأول: حِرْص السلف الصالح على اللسان العربي الفصيح، وتحدَّث الباحث فيه عن الآثار الواردة عن سلفنا الصالح في حبِّهم للغة العربية، واهتمامهم بها، وحثهم على تعلُّمها.

والمطلب الثاني:
نظرة إلى أسباب نشأة النحو العربي ومفهومه، وفيه تكلَّم الباحث عن المفهوم الرشيد للنحو، وأسبابه ونشأته، وعن قضيَّة تأثُّره بالعلوم اليونانيَّة أو غيرها، وخلص إلى أن النحو علم عربي خالص النشأة، ولكنه تأثَّر بالمنطق اليوناني تأثُّر تطوُّر، والمطلب الثالث: نظرة إلى الترجمة، ومدى جدواها في حياة المسلم، وذكَر البحث بعض المسلَّمات، منها: أن الترجمة من لغة إلى لغة - مهما تكن دقتها - لا تحمل كل ما في اللغة الأم من معانٍ، خاصة إذا كانت اللغة الأم أقل ثراء من اللغة المُترجَمة، ثم ساق البحث قضية من القضايا الفقهيَّة للتدليل على أنه لا بديل للمسلم - أي مسلم - عن تعلُّم اللغة العربيَّة؛ لأنها لغة دين، وأما المطلب الأخير، فقد مال إلى الشِّق التربوي، ليبين جهد سلفنا الصالح في قضية تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، (ابن خلدون نموذجًا) وتبيَّن من العَرْض أنه تَعامَل مع اللغة من ناحية سلوكيَّة، تعتمد على حفظ النصوص، وتحليلها وفَهْمها، وهذا يُسمَّى عنده "صفة" والمداومة على ذلك تنقُل المتعلِّم من الصفة إلى "الحال"، ثم إلى "الملكة"، وكان المطلب الرابع بعنوان تربية الملكة اللسانية عند ابن خلدون، ثم جاءت خاتمة البحث، وفيها ذِكْر لنتائج البحث، ومنها الترجمات لا تفي بحاجات الأمم، خاصة أمة الإسلام، وهي سبب من أسباب تمزُّقها وضعْفها وإصلاح اللغة العربيَّة لن يكون من منطلق فردي، وإن كانت المُنطلَقات الفرديَّة مهمة، ولم يكن السلوكيون أسبق إلى نظريَّتهم من علمائنا، فنظرية المَلَكة اللسانيَّة عند ابن خلدون، تُعبِّر عن الفكرة نفسها.

المقدمة
الحمد لله رب العالمين، منزل الكتاب بلسان عربي مبين، وأصلي وأسلِّم على خير خلقه أجمعين، معلم البشريَّة الخير، ومُخرِج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط الله العزيز الحميد.

وبعد، فإن اللغة هي الشاهد على النصر، وهي هويَّة أبنائها؛ لأنها وعاء الثقافة، ومعيار القوة والضَّعف لأي مجتمع من المجتمعات، فإن كان المجتمع قويًّا كان للغته القوة، وإن كان ضعيفًا كان للغته الضعف، والدلائل على ذلك كثيرة.

ونحن المسلمين يجب علينا أن ننظر إلى الوراء قليلاً لنتعرَّف على اعتناء السلف الصالح باللغة العربية، وحرصهم عليها، لنجسَّد واقعنا، وننطلق منطلقًا صحيحًا في تصحيح مسار هذه اللغة.

ويأتي هذا البحث في مقدمة وأربعة مطالب، وخاتمة:
المطلب الأول: حرص السلف الصالح على اللسان العربي الفصيح.
المطلب الثاني: نظرة إلى أسباب نشأة النحو العربي، ومفهومه.
المطلب الثالث: نظرة إلى الترجمة، ومدى جدواها في حياة المسلم.
المطلب الرابع: تربية المَلَكة اللسانية عند ابن خلدون.

المطلب الأول: حرص السلف الصالح على اللسان العربي الفصيح:
اللغة العربية من ثوابت الأمة الإسلاميَّة، لا يمكن أن تتخلَّى عنها، بل إن تعلُّمها واجب على المسلم؛ لأنها أداة الدين، ولا يَصِل إنسان إلى فَهْم هذا الدين فهمًا صحيحًا إلا عن طريق هذه اللغة الغراء، ومن القواعد الفقهية "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، وفَهْم الدين لا يكون إلا باللغة العربية؛ لذا فتعلُّمها واجب على كل مسلم، وقد حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك أشد الحرص، حتى إنه سمع رجلاً يَلحَن فقال: ((أرشدوا أخاكم))؛ (كنز العمال، 1989م، رقم الحديث 2809) وفي رواية ((فقد ضل)).

وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يأمر أصحابه أن يتعلَّموا العربية، كما كان يأمرهم أن يتعلَّموا الفرائض، فكان يقول: "تعلَّموا العربية؛ فإنها من دينكم، تعلَّموا الفرائض؛ فإنها من دينكم"، فقدَّم - رضي الله عنه - تعلُّم العربية على تعلُّم الفرائض، لما يعلمه لها من فضل في معرفة الدين والفقه.

كما روي عنه أنه مرَّ على قوم يرمون نبلاً فعاب عليهم، فقال أحدهم: يا أمير المؤمنين، "إنا قوم متعلمين" - والصحيح، مُتعلِّمون فقال: لحْنكم أشد عليَّ من سوء رميكم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((رحِم الله امرأ أصلح من لسانه))؛ (اتفاق المباني، 1985م، ص137).

ومما روي عنه أيضًا، وقد كان حريصًا على ضبْط اللسان العربي؛ لأنه الوعاء الذي نزل به القرآن، والسبيل الأول إلى فَهْمه فهمًا صحيحًا، واستنباط أحكامه استنباطًا سديدًا - أن الحصين بن أبي الحر، وقيل: أبو موسى الأشعري - أرسل إليه كتابًا، فلحن في حرف فيه، فكتب إليه عمر - رضي الله عنه -: أن قنِّع كاتبك سوطًا؛ (البيان والتبيين، 1968م، ص321)، وفي بعض الروايات أمر بعزله.

وكان الحسن بن أبي الحسن - من التابعين - إذا عثَر لسانه بشيء من اللحن، قال: أستغفر الله، فسئل في ذلك، فقال: مَن أخطأ فيها - أي في العربية - فقد كذب على العرب، ومن كذب فقد عمل سوءًا، والله - عز وجل - يقول: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

وكان الفراء يُفضل النحو على الفقه، وروي عنه أنه زار محمد بن الحسن، فتذاكرا في الفقه والنحو، ففضَّل الفراء النحو على الفقه، وفضَّل محمد بن الحسن الفقه على النحو، فبدأ الفراء يُدلِّل على صحة قوله، فقال: قَلَّ رجل أنعم النظر في العربية، وأراد علمًا غيره إلا سَهُل عليه.

فأراد محمد بن الحسن أن يُبطِل حجَّتَه، فقال له: يا أبا زكريا، قد أنعمت النظر في العربية، وأسألك عن باب من الفقه، فقال الفراء: هات على بركة الله، فقال ابن الحسن: ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته، وسجد سجدتي السهو، فسها فيهما؟ فتفكَّر الفراء ساعة، ثم قال: لا شيء عليه، فقال له محمد: ولمَ؟ قال: لأن التصغير عندنا ليس له تصغير، وإنما سجدتا السهو تمام الصلاة، وليس للتمام تمام، فقال محمد بن الحسن: ما ظننتُ أن آدميًّا يَلِد مثلك؛ (معجم الأدباء، 1993م، 1: 17).

وكان الإمام الشافعي يتكلَّم عن البدع، فسئل عن كثرتها في زمانه، فقال "لبُعدْ الناس عن العربية"، وقد عدَّ الإمام ابن تيميَّة تعلُّم اللغة العربية من الفروض الواجبة، فقال: "إن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فَهْم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهَم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"؛ (اقتضاء الصراط، 1419هـ - 1999م 1: 424)، وأما الإمام ابن حزم، فقد ألزم من أراد أن يتعلَّم الفقه تعلُّم النحو واللغة، فقال "لزم لمن طلب الفقه أن يتعلَّم النحو واللغة، وإلا فهو ناقص مُنحط لا تجوز له الفُتيا في دين الله - عز وجل"؛ (الإحكام، مطبعة العاصمة بالقاهرة،1: 208).

وفي هذا العصر أضحى كثير من الناس يتعلَّمون الفقه، ويتركون اللغة والنحو، ولهذا السبب كثرت زلاتهم؛ لأنهم تركوا أداة فَهْم الدين.

ولما كان عصر الدولة الأموية، وبدأ اللحن يظهر وينتشر، إلى أن وصل الأمر أن يُعَد مَن لا يلحن، فقالوا: أربعة لم يلحنوا في جِد ولا هزل: الشعبي، وعبدالملك بن مروان، والحجاج بن يوسف، وابن القرية، والحجاج أفصحهم، يأتي الخليفة المثقَّف عبدالملك بن مروان ويقول: "اللحن في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب، والجُدَري في الوجه"؛ (العقد الفريد، 1404 هـ = 1983م، 308: 2).

ولما قيل له: "لقد عجل إليك الشيب يا أمير المؤمنين، قال: شيَّبني ارتقاء المنابر، وتوقُّع اللحن"؛ (العقد الفريد،2: 308).
فالنحو يبسُط من لسان الألكن
والمرء تُكرِمه إذا لم يلحنِ
فإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها
فأجلُّها منها مقيمُ الألسن

بل إن أبا عمرو بن العلاء كان يقول: "لَعِلمُ العربية هو الدين بعينه، فبلغ ذلك عبدالله بن المبارك، فقال: صدق؛ لأني رأيت النصارى قد عبدوا المسيح لجِهْلهم بذلك، قال الله - تعالى - في الإنجيل: ((أنا ولَّدتك من مريم، وأنت نَبِيي))، فحسبوه يقول: أنا ولَدتك، وأنت بُنَيي، بتخفيف اللام، وتقديم الباء، وتعويض الضمة بالفتحة، فكفَروا"؛ (معجم الأدباء، 1: 10).

ولم نكن - نحن أبناء الإسلام - بمعزِل عن هذا التحريف والزيغ، لولا أن الله - عز وجل - تكفَّل بحفظ دينه وكتابه الكريم، وهيَّأ لأبناء هذه الأمة من العلماء مَن يحفظون لهم دينهم، ويُدوِّنون لهم عِلمَهم، فهذا الأعرابي يسمع القارئ يقرأ قوله تعالى في سورة التوبة: ﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 3][2] ، بكسر اللام، فقال أوَبرِئ الله من رسوله؟ فبلغ ذلك عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - فأمر ألا يقرئ القرآن إلا مَن يُحسِن العربيَّة"؛ (صبح الأعشى، 1987م،1: 206).

فالقارئ إذا قرأ: "أن الله بريء من المشركين ورسولُه"؛ بالرفع في رسوله، "فقد سلك طريقًا من الصواب واضحًا، وركب منهجًا من الفضل لائحًا، فإن كسر اللام من "رسولِه" متعمِّدًا كان كفرًا بحتًا"؛ (معجم الأدباء، 1: 10).

وكانت هذه هي البداية التي جاءت في إثرها علوم العربية، وخاصة النحو الذي تكاد تُجمِع الروايات على أنه نشأ تلبية لحاجات المجتمع الإسلامي، والذي بات اللحن فيه ظاهرة تُخشى - أو قل إن شئتَ -: باتت تُهدِّد اللسان العربي، وهذا هو موضوع المطلب الثاني.

المطلب الثاني: نظرة إلى أسباب نشأة النحو العربي ومفهومه:
إن ظاهرة تفشي اللحن في البلاد الإسلاميَّة، والتي كانت نتيجة طبيعيَّة لانتشار الإسلام بين الأعاجم، كانت السبب الرئيس في نشأة النحو، ونشأ النحو بمفهوم أرشد مما هو عليه الآن، فالنحو عند نشأته كان يُقصَد به "ترتيب العرب لكلامهم الذي به نزل القرآن، وبه تُفهَم معاني الكلام التي يُعبَّر عنها باختلاف الحركات، وبناء الألفاظ"؛ (الإحكام، 2: 693)، وحذَّر أبو حامد الغزالي بقوله: "يفهَم به خطاب العرب وعادتهم في الاستعمال إلى حد يميِّز بين صريح الكلام وظاهره ومجمله وحقيقته ومجازه وعامِّه وخاصه ومُحكَمه ومتشابهه ومُطلَقه ومقيَّده ونصه وفحواه ولحنه ومفهومه"؛ (المستصفى، 12: 4).

فكان مقصود النحو أوسع مما هو عليه الآن، وكان يُسمى علم العربية، وليس مقصورًا على العلامة الإعرابيَّة التي تكون على أواخر الكلمات فحسب، بل إن نظرتنا إلى النحو على أنه العلم بضبط أواخر الكلمات تُعَد شلاًّ للنحو، وذَهابًا بقيمته العلميَّة، ونحن نحتاج إلى أن نعود ببحثنا النحوي وتعليمه من الطلاب في الجامعات إلى حقيقته التي بدأها سيبويه، وقد اختلف المؤرخون في واضع النحو الأول، لكنهم اتفقوا - أو كادوا أن يتَّفِقوا - في سبب الوضع، وهو تفشِّي اللحن، وقد وقف العلماء من نشأة النحو مواقف مُتباينة، فمنهم من جعلها نشأة عربيَّة خالصة، وأن النحو قد نبت عند العرب كما تنبُت الشجرة في أرضها، وأنه أنقى العلوم العربيَّة عروبة، ومنهم من جعل النحو نقلاً عن اليونان وغيرهم من الهنود والسريان، ولا ناقة فيه للعرب ولا جمل"؛ (النحو العربي، 1979 م).

وفكرة تأثُّر النحو العربي بالمنطق اليوناني وغيره، سواء الطبيعي منه أو الصوري أخذت مساحة كبيرة من الدراسات العربية، وكُتبت فيها البحوث والرسائل العلمية، وقد يكون مؤيدوها أكثر من معارضيها، رغم أن أول كتاب في النحو لسيبويه، المتوفى على أرجح الأقوال 180هـ، والذي يُعَد كتابه دستور النحو العربي، أو قرآن النحو العربي، بينما لم تُترجَم كتب المنطق اليوناني ترجمة مُنظَّمة إلا في عهد المأمون، الذي حكم من عام 198 إلى 218 من الهجرة النبوية؛ أي بعد ثمانية عشر عامًا من موت المؤلف الأول للنحو، وإن وجدت تَراجم قبل هذا العهد، لكنها كانت لكتب الطب والكيمياء، وكانت هذه الترجمة بأمر من خالد بن يزيد، ولم تُنظِّمها الدولة، مما جعلها محدودة.

وما نَميل إليه أن نشأة النحو هي نشأة خالصة العروبة، ولكن الدراسات النحْويَّة تأثَّرت بالمنطق والفلسفة والعلوم اليونانيَّة بعدما نُقِلت إلى العربية في عهد المأمون، فالتأثر تأثُّر تطور وليس تأثر نشأة.

ولو نظرنا إلى كتاب سيبويه لوجدناه بعيدًا كلَّ البعد عن المنطق اليوناني، وأنه كان يَصِف الظواهر اللغويَّة ليَصِل منها إلى القواعد الكليَّة، فانظر - مثلاً - إلى تعريف الجملة عند سيبويه، سوف تجده تعريفًا وصفيًّا، وليس تعريفًا معياريًّا محدَّدًا كما هو الحال في المنطق، فسيبويه يعرفها على أنها: المسند والمسند إليه، ثم يَصِف المُسنَد والمسند إليه فيقول: "وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر، ولا يجد المتكلم منه بدًّا، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه، نحو قولك: عبد الله أخوك، وهذا أخوك، ومثل ذلك: يذهب عبد الله، فلا بد للفعل من الاسم كما لم يكن للاسم الأول بُد من الآخر في الابتداء"؛ (الكتاب 1408هـ 1988م،1: 23)، فسيبويه هنا وصف ولم يُعرِّف، وهو أبعد ما يكون عن تعريفات علم المنطق، ثم جاء المبرد (ت: 285)، وأضاف أنها الفعل مع الفاعل، وعلَّل ذلك بقوله: "لأنها جملة يَحسُن السكوت عليها، وتجب بها الفائدة للمخاطب"؛ (المقتضب،1: 146)، فالمبرد هنا يَنصُّ على أن شرط الجملة عنده أن تفيد فائدة يَحسُن السكوت عليها، ويُعَد أوَّل من استخدم مصطلح الجملة المفيدة هو ابن السراج (ت: 316هـ)، وهي عنده تتكوَّن "فعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر"؛ (الأصول، 1: 64)، ويُعَد المصطلح حتى هذا العصر مجرَّد وصف يَصدُر من العلماء.

إلا أنه بنشاط حركة الترجمة تمت المزاوَجة بين العلوم، فكل علمٍ أخذ من الآخر ما يُناسبه ويبلِّغه الكمال، ومع بداية القرن الرابع الهجري بدا تأثُّر النحاة بالمنطق اليوناني واضحًا في مصطلحاتهم وبعض تفريعاتهم، حتى قال أبو حيان: "لولا أن الكمال غير مستطاع، لكان يجب أن يكون المنطقي نحْويًا، والنحوي منطقيًّا"؛ (المقتبسات، ص 123).

فلو سلَّمنا بهذا التأثر لقلنا: إنه تأثر في الاصطلاحات، "وفيما عدا ذلك - كما يقول كارل بروكلمان - لا يمكن إثبات وجوهٍ أخرى من التأثر الأجنبي، لا من القواعد اللاتينية، ولا من القواعد الهندية"؛ ( تاريخ الأدب، 2: 124).

وهنا يكون الصَّرح النحوي قد استوى على سوقه، يُعجِب اللغويين، ويغيظ المناطقة وأصحاب النظريات الجدلية، وهنا نُدرِك أيضًا العناء الذي واجهه النحاةُ في بناء هذا الصرح الممرَّد بلآلئ العلم، ولكن يعن لنا - هنا - بعض الأسئلة، وهي: هل يجوز لنا أن نُفرِّط في هذا البناء الشامخ، ونستخدم لغات أو لهجات بعيدة كل البُعد عن رُوح اللغة العربية الفصحى؟ أو هل يَصِح لنا أن نتخلَّى عن هذا التراث العظيم، لندرس الفقه والتفسير والحديث، بلغة غير اللغة العربية؟ أو بصيغة أخرى: هل تكفي ترجمة اللغة العربية إلى اللغات الأخرى لنفهم بها هذا التراث العظيم؟ وللإجابة عن هذا السؤال ننتقل إلى المطلب الثالث.

المطلب الثالث: نظرة إلى الترجمة، ومدى جدواها في حياة المسلم:
وننطلق في هذا المطلب من بعض المُسلَّمات:
المسلمة الأولى: أن اللغة العربيَّة هي أكثر لغات العالم ألفاظًا، وأوسعها معاني.

المسلَّمة الثانية: أن الترجمة من لغة إلى لغة - مهما تكن دقتها - لا تحمل كل ما في اللغة الأم من معانٍ، خاصة إذا كانت اللغة الأم أقل ثراء من اللغة المترجمة.

المسلمة الثالثة: أن المسلِم يتعبَّد الله باللغة العربية، ولن تَسلَم له العبادة إلا بتعلم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فقيامه واجب.

المسلمة الرابعة: لو سلَّمنا بجواز ترجمة القرآن بالمعنى، فكلٌّ يُترجِم حسب فَهْمه، ومن ثم تختلف الترجمات، فأي الترجمات تُمثِّل القرآن!

المسلمة الخامسة: لا تجوز خطبة الجمعة بغير العربيَّة إلا لضرورة، ويجب على المسلم - كل مسلم - أن يسعى في إزالة الضرورات؛ لأن الضرورات حالات استثنائية، لا ينبغي لها أن تدوم.

وكان المسلمون الأوائل إذا دخلوا بلدًا عرَّفوا أهله أحكام الدين وعباداته، ثم علَّموهم لغته - اللغة العربية - إلى أن غلب العجم على العرب، وسلبوهم المُلْك، فوقفت الدعوة، وضعف العلم بالعربية، حتى جاء الترك، فمنعت حكومتهم اللغة العربية، لقطع صِلة رعاياها بالدين، وإبعاد الناس عن تراثهم وثقافتهم؛ ( تفسير المنار، 1367 هـ، 9: 210).

وهنا سأكتفي بتوضيح مسلك من مسالك المسلِم في حياته مع ربه - عز وجل - لنتعرَّف على مدى جدوى هذه الترجمات في حياة المسلم، وهذا المسلك يتكرَّر في حياة المسلم مرة واحدة كل أسبوع، ألا وهو: "خطبة الجمعة"، فهل تجوز بلغة غير العربية أم لا؟

الحنفية قالوا: "تجوز الخطبة بغير العربية، ولو لقادر عليها سواء كان القوم عربًا أو غيرهم"؛ (الفقه على المذاهب الأربعة، 1424 هـ 2003 م، 1: 355)، ودليلهم يعتمد على الرأي، وهو أن المقصود الموعِظة، وهي مشتركة بين اللغات.

إلا أن الإمام محمد رشيد رضا - صاحب المنار في تفسير القرآن - ذكَر أن هذا قول شاذٌّ، وأن الإمام أبا حنيفة - رضي الله عنه - رجع عنه، ولم يُجِزه إلا في الضرورة الشخصية؛ ( تفسير المنار، 9: 213).

فالحنفية إذًا لا يجيزون الخطبة بغير العربية مطلقًا، وإنما يُجيزونها لضرورة فقط.

وأما المالكية، فيشترطون في الخطبة أن تكون باللغة العربية؛ لأن وقوعها بغير العربية لغو، ولو كان القوم عجمًا لا يعرفون العربية، والخطيب يعرفها ويعيها وجبت عليهم، ولا يكفي أن يُلقيها من غير فَهْم، فإن لم يوجد فيهم من يُحسِن العربية بحيث يؤدي الخطبة بها سقطت عنهم الجمعة؛ (الموسوعة الفقهية، 19: 180 و35: 283)، (الفقه على المذاهب الأربعة،1: 355)، وكان الإمام مالك يقول: "مَن تكلَّم في مسجدنا بغير العربية أخرجناه منه"، فكيف بمن خطب؟!

فالجمعة تَسقُط عند المالكية عمن عجز عن العربية، وكفى بهذا الحكم عقابًا لمن ترك اللسان العربي.

أما الحنابلة فقالوا: "لا تَصِح الخطبة بغير العربية، إن كان الخطيب قادرًا عليها، فإن عجز عن الإتيان بها أتى بغيرها مما يُحسِنه، سواء كان القوم عربًا أو غيرهم، ولكن الآية التي هي ركن من أركان الخطبتين لا يجوز له أن يَنطق بها بغير العربية، فيأتي بدلها بأي ذكْر شاء بالعربية، فإن عجز سكت بقدر قراءة الآية"؛ (الفقه على المذاهب الأربعة،1: 355).

فالحنابلة يُجيزون الخطبة بغير العربية للضرورة، ومِثل جواز الخطبة بغير العربية - في هذا المذهب - كمثل جواز أكل الميتة، ويجب على المضطر أن يسعى لإنهاء حالة اضطراره.

وأما الشافعية، فقد أخَّرتُ مذهبهم؛ لأنه مذهب البلاد، وهم قد ذهبوا في "الأصح من مذهبهم إلى أنه يشترط أن تكون بالعربية، فإن لم يكن ثَم مَن يُحسِن العربية، ولم يمكن تعلَّمها، خطب بغيرها، فإن انقضت مدة إمكان التعلم - ولم يتعلموا - عصوا كلهم ولا جمعة لهم، بل يصلون الظهر"؛ (الموسوعة الفقهية، 11: 171 و19: 180).

فالمذهب الشافعي يُمهِل القوم مدة تكفي لتعلُّمهم العربية، ويجيز لهم الخطبة بغير العربية في هذه المدة، فإن قصروا ولم يتعلَّموها أَثِموا جميعًا، ولا جمعة لهم بعد ذلك حتى يتعلَّموا العربية، ويؤدونها ظهرًا.

إلا ما كان من الإمام النووي - غفر الله له - حيث ذهب إلى أن الخطبة بغير العربيَّة مكروهة كراهة تنزيه؛ لأن المقصود الوعظ، وهو حاصل بكل اللغات؛ (المجموع، النووي، 522: 4، والموسوعة الفقهية، 11: 172).

وكأن هذا المذهب - غير الإمام النووي - جمع بين مذهبي المالكية والحنابلة، فأجازها في حالة العجز لأجل مسمى، ثم منعها بعد هذا الأجل، وحرمهم منها.

إذًا فمعظم الأئمة على منع الخطبة بغير العربية، إلا للضرورة التي يجب أن تزول، والخطبة فرض، فكيف يؤدي المسلم هذا الفرض بغير العربية؟!

ناهيك عن أن المسلم الذي يعبد الله بلغة غير اللغة العربية مقطوع عن ثقافته وتُراثه انقطاعًا يُداني التمام، ومن المحال أن تحوي أية ترجمة في العالم هذه الثقافة الإسلامية بأمانة ودقة كما هي، بل إن غالبية البلاد الإسلامية غير العربية - إن لم تكن كلها - تكتفي بترجمة الكتب التي لها صِلة مباشرة بممارسة النُّسك، من صلاة وصيام وحج، أما أنها تترجم التراث بكل ما يَحمِله من سمات العبقرية الإسلامية فلا، هكذا يكون المسلم محرومًا من تراثه وثقافته، مقطوعًا عن عالمه وإخوانه، وقد صرَّح الإمام الشافعي في رسالته "أن إقامة هذا الدين في عباداته وتشريعه وحكومته تتوقَّف على معرفة اللغة العربية، وأن هذه اللغة قد جعلها شرع الإسلام لغة المسلمين كافة وأوجب عليهم تعلُّمَها".

فهذا هو موقف السلف من اللغة العربية؛ ولذا لم يتركوا تعليم العربية للأقدار تديره، أو للأهواء تَعبَث به، وإنما خطوا له خطوطًا، ورسموا له مِنهاجًا لا يقل جدة وصحة عن المناهج "التربولغوية" الحديثة، وقد يكون أبرز مَن اشتغل برأس هذا المِنهاج ابن خلدون، فقد وضح معالم هذا المنهاج، واقترح طرقًا، ونبَذ أخرى، وعمل ابن خلدون كتبت فيه بعض الدراسات، وما زال في حاجة إلى دراسات أخرى، وفي المطلب التالي نعطي نبذة عن بناء المَلَكة اللسانية عنده.

المطلب الرابع: تربية المَلَكة اللسانية عند ابن خلدون:
يرى ابن خلدون أن المَلَكة اللسانية في اللغة غير صناعة اللغة، ويُقصَد بصناعة العربية النحو والصرف، أي القواعد؛ لأن المعرفة عن الشيء ليست هي معرفة الشيء نفسه، "فمعرفة قوانين هذه قوانين الملكة ومقاييسها، هي عِلم بكيفية، لا نفس كيفية، فليست نفس المَلَكة، إنما هي بمثابة من يعرف صناعة من الصناعات علمًا نظريًّا، ولا يُحكِمها عملاً تطبيقيًّا"؛ (المقدمة، 2005م، 5: 306).

وهذا ما يأخذ به العلم الحديث، فطرائق التدريس الحديثة تُهمِّش - إن جاز لي استخدام هذا المصطلح - دراسة القواعد، وتجعلها عابرة في ثنايا الدرس اللغوي وتحليله، ويذهب ابن خلدون إلى أن الطريقة المُثلى في تعليم اللغة هي حفظ كلام العرب، وفَهْمه واستيعابه، ثم التفقه فيه، وسوف تكون النتيجة هي إنتاج الكلام العربي.


http://im31.gulfup.com/gvoGf.jpg (http://www.gulfup.com/?v7g5T8)


وابن خلدون لم يبيِّن لنا ما يحدث داخل المخ الإنساني لكي يصنع لنا من المدخلات اللغوية منتجًا لغويًّا جديدًا، وفي الحقيقة هي عملية مُعقَّدة، ومُعجِزة، وكل ما يكتب حولها فإنه على سبيل الحدس المؤيد بتجرِبة من التجارب التي قد تَصدُق وقد تَكذِب، ولو نظرنا إلى طالب اللغة العربية أو أية لغة من الأعاجم للاحظنا طفوليته في اللغة؛ إذ يسأل عن أشياء تبدو لصاحب اللغة أنها طفولية، وهي كذلك"؛ لأنها نتجت من طفل لغوي.

وعلماء التشريح يرون أن اللغة عند الطفل تبدأ بالصرخة الأولى، فهي تعبير منه عن الوحشة التي انتابته بفِقدانه مصدر حياته وأمانه، ثم لا تلبث هذه الصرخة أن تكون هي أداة تعبيره عما يُحِسه أو يتغيَّاه، ثم تنمو عنده مَلَكة الإشارة، فتكون لغته، وفي هذه المرحلة يُحاول الطفل التوفيق بين إشاراته والمصطلحات الخارجيَّة، ثم يحدث العكس، ومما أثبتته التجارب أن إدراك الطفل لما تنطوي عليه الإشارة باليد أو النظر أو الإشارة العامة المتعلِّقة بالذوق العام أسرع من إدراكه لما تنطوي عليه الإشارة المتعلِّقة بالسمع.

ثم تأتي مرحلة المحاكاة، فيُقلِّد بعضًا مما يسمعه، وتبدأ هذه المرحلة بأصوات لا تُفهَم، إلا أنها تحمل معاني قد يلتفت إليها ذووه، وقد لا يَلتفتون، وكل هذا ليس إلا محاولات فطرية فطره الله عليه، لتكوين الجهاز الصوتي لديه، ثم تتحوَّل هذه الأصوات غير المفهومة إلى أصوات مفهومة، لكنه لا يعيها أو على الأقل لا يعي أكثرها، ثم تأتي بعد ذلك مرحلةُ الوعي والملاحظة، وفيها يبدأ الطفل في الربط بين الأشياء الماديَّة ومسمياتها، فهو يُدرِك الأسماء قبل الصفات والأفعال.

ولوحِظ أن الطفلَ يستخدم صيغةَ الزمن الحاضر، دون الماضي أو المستقبل؛ إذ لا صِلة له بهما، وهو ما يلاحِظه الباحث مع طلابه - أيضًا - فلو قلت لطلاب: كتبت الدرس؟ يرد عليك قائلاً: نعم، أنا تكتب، وهو يريد: نعم، كتبت.

وعندما يتجاوز الطفل الحاضر يتجاوزه إلى الماضي؛ "إذ إنه عايَنه وشاهَده، أما المستقبل، فلا علاقة له به، ولا وعي لديه عنه، وعندما يبدأ الطفل التعلم، فإنه يتعلَّم الكتابة ثم القراءة؛ إذ الكتابة وليدة الحِس، والقراءة وليدة الإدراك"؛ (اللغة والنحو، 1952م، 29 - 33).

وهذه الظواهر في مجملها تَنطبِق على طلاب العربية من الأعاجم، مع اختلافات طفيفة في وصف الظاهرة، وإن كان يُمثَّل لها بصور أخرى حسب الفئة العمرية؛ إذ عقل الطالب أكبر من عقل الطفل، وإن كان تفكيره في اللغة تفكيرًا طفوليًّا.

فابن خلدون يذهب إلى أن السبيل إلى تعلُّم العربية يتمثَّل في تقديم الموضوعات اللغوية الصافية وحِفْظها، وهذا عنده يُسمَّى صفة، وبالتكرار تكون حالاً، فمَلَكة لسانية.

ولكنه يشترط شرطًا لكي تتم العملية التعليمية على وجهها الأمثل، هذا الشرط هو تحليل المادة اللغوية وفهمها، بحيث لا يتوقف الأمر عند الحفظ والترديد فحسب، وهذا الذي تفوق به علماء الأندلس - كما أشار ابن خلدون - على غيرهم، فكانت لهم المدرسة اللغوية النحوية المشهورة، يقول ابن خلدون: "وأهل صناعة العربيَّة بالأندلس - يَقصد النحاة - ومُعلِّموها أقرب إلى تحصيل هذه المَلَكة وتعليمها ممن سواهم"؛ (المقدمة، 2005 م، 5: 317)، ثم يُفصِّل في ذِكْر السبب، فيقول "لقيامهم فيها على شواهد الرب وأمثالهم، والتفقه في الكثير من التراكيب في مجالس تعليمهم، فيسبق إلى المبتدئ كثير من المَلَكة أثناء التعليم، وهذا السلوك يجمع بين مرحلتي المحاكاة والملاحظة عند الطفل - فتنطبِع النفس بها؛ أي: باللغة - وتستعِد إلى تحصيلها وقبولها، وأما سواهم من أهل المغرب وإفريقية وغيرهم، فأجروا صناعة العربية مجرى العلوم بحثًا، وقطعوا النظر عن التفقه في تراكيب كلام العرب، إلا أن أعربوا شاهدًا أو رجَّحوا مذهبًا، من جهة الاقتضاء الذهني، لا من جهة محامل اللسان وتراكيبه، فأصبحت صناعة العربية كأنها من جملة قوانين المنطق العقلية أو الجدل، وبعدت عن مناحي اللسان ومَلَكته"؛ (المقدمة، 2005م، 5: 317 - 318).

وبهذا فإن ابن خلدون (ت 727 هـ) بنظريته في اكتساب المََلَكة اللسانية يُعَد - كما قال د. علي مدكور في إحدى محاضراته -: رائد النظرية اللغوية السلوكية، والريادة التي أقصدها ريادة نشأة وليست ريادة تمام وكمال واستواء، ولم تكن بداية هذه النظرية بداية حديثة مع اسكنر والسلوكيين المحدَثين في القرن العشرين كما هو مشهور.

ولو دقَّقنا النظرَ في كلام ابن خلدون لوجدنا أن المشكلة التعليمية في المغرب وإفريقية التي - أشار إليها ابن خلدون - هي المشكلة نفسها في ماليزيا، فالمعاهد الدينية، وهي أكثر حرصًا على اللغة العربيَّة من غيرها، تدرس مقررات المعاهد الأزهرية المصرية، من نحو وصرْف وحديث وفقه وعقيدة وتاريخ إسلامي بعد الاختصار المُخِل، والذي ينظر إلى الكم لا الكيف، وفي المقابل لا يعرف طلاب هذا المعاهد من اللغة إلا النزر القليل المشوَّه، بل الزهيد الممسوخ، وتجد في هذه الكتب موضوعات طوالاً، قد يعجز الطالب العربي نفسه عن فَهْمها - وهذا المأخذ يؤخذ على المعاهد الأزهرية المصرية نفسها، فهي تُقدِّم مناهج لا تتناسب ومستوى الطلاب - ولكنها تُقدم لهؤلاء الطلاب المساكين، وليس عليهم إلا أن يحفظوا ليحصلوا على الامتياز، ثم يخرجوا من مادة اللغة العربية صفر اليدين، بل ومن المواد الشرعية أيضًا.

والطلاب في هذه المعاهد يتعاملون مع مادة اللغة العربية على أنها مادة الحفظ والامتياز، وأما ركن الفَهْم فهو منسوخ، لا يجوز العمل به.

ولو رجعنا إلى طريقة علماء الأندلس في تناول النحو والصرف مع غير الناطقين بالعربية لحُلَّت المشكلة، أو لوقفنا - على الأقل - على جزء كبير من الحل.

ولكي نستطيع تطبيق كلام ابن خلدون، فإننا بحاجة إلى عدة أمور يجب أن تتوفَّر للطالب كي يُحقِّق نجاحًا في إنتاج اللغة، ومن هذه الأمور:
♦ الحاجة إلى منهج علمي قائم على أسس تربوية، يقوم عليه خبراء في اللغة وخبراء في إعداد المناهج التربوية.

♦ إتاحة البيئة العربيَّة للطلاب الناطقين بغير العربية، ولو مُصطنعة، وإجبار الطلاب على التحدث بها، فقد أثبت الواقع أن البلاد التي تهيئ البيئة العربية لطلابها أكثر نجاحًا من غيرها.

♦ اختيار المدرس الذي يقوم على تدريس هذه اللغة اختيارًا صحيحًا، فإن المدرس المُلِم بآداب هذه اللغة وطُرق تدريسها أقدر على اختيار الطريقة التعليمية، كما أنه أقدر على إيصال المعلومة للطالب دون أن يتسبَّب في عناء أو مشقة لهذا الطالب.

♦ الجزء الأكبر من تحديات تعليم اللغة العربية في ماليزيا يقع على الإدارات، وبعض هذه التحديات يقع على الطالب.

♦ غرْس أهداف تعليم اللغة العربية في نفوس الطلاب، وتقوية الدافع لديهم، كما يجب علينا أن نزيل وهمَ صعوبة العربية من عقول طلابنا، فهي وإن كانت صعبة، إلا أنها ليست مستحيلة، وإنما تَكمُن صعوبتها في دقتها ومتانتها ورصفها، وكل ذلك يزينها.

الخاتمة
خلص البحث إلى بعض النتائج التي يراها بداية لبناء مجتمع مسلم متكامل، حريص على لغة دينه، يؤدي واجبه نحوها، وهذه النتائج قد ذُكِر بعضها خلال الدراسة، وبعضها نذكره فيما يأتي:
♦ كان السلف - رضوان الله عليهم - حريصين كل الحرص على تقويم أي اعوجاج يطرأ على الألسنة، خوفًا على اللسان العربي، وإيمانًا منهم بوجوب التفقه فيه.

♦ اللغة العربية لغة الدين، ولا يُفهَم الدين إلا بها، لذا أوجب الحق - سبحانه وتعالى - تعلُّمها.

♦ الترجمات لا تفي بحاجات الأمم، خاصة أمة الإسلام، وهي سبب من أسباب تمزُّقها وضعْفها.

♦ إصلاح اللغة العربية لن يكون من منطلق فردي، وإن كانت المنطلقات الفردية مهمة.

♦ ما أصبح المسلمون كلأ مباحًا لكل مستعمر إلا لتخلِّيهم عن وَحدتهم، وكان تفرُّقهم نتيجة طبيعية لتركهم اللسان الجامع، لسان الدين، فصدق فيهم قول نبيهم - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأَكَلة إلى قصعتها))، ونحن الآن أحوج ما نكون إلى وَحدة تجمعنا، ورابطة تؤوينا، وظلٍّ نَستظِل به، ولن يكون هذا إلا إذا توحَّدت ثقافتنا، وتوحُّد ثقافتنا لن يكون إلا إذا توحَّدت لغتنا، فتوحُّد اللغة هو أولى خطوات إقامة الوَحدة الإسلامية.

♦ لم يكن السلوكيون أسبق إلى نظريتهم من علمائنا، فنظرية المَلَكة اللسانية عند ابن خلدون أسبق منهم، وهي نظرية تُعبِّر عن الفكرة نفسها.

♦ اللغة العربية لغة يتعبَّد المسلم الله بتعلُّمها وتعليمها؛ لأنها أداة الدين، وعليها مدار العبادات.

وبعد، فإن الحديث عن اللغة العربية يطول ولا يُمَل، ولكن هذا البحث أراد أن يوقِف القارئ الكريم على حِرص السلف الصالح - رضوان الله عليهم جميعًا - على لغتهم، وحبهم إياها، وإيمانهم بها كما أراد أن يُبيِّن أننا بحاجة إلى وقفة متأنية مع واقع اللغة العربية المعاصِر، فلا يَصِح لنا أن نعتمد على الترجمة مصدرًا لديننا.

والله أسأل أن يتقبَّل هذا العمل، ويجعله سبيلاً إلى رضاه، وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه إلى يوم أن نلقاه، ونعيش في ظلِّ عطاءاته ونُعماه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

المراجع:
1- اتفاق المباني وافتراق المعاني؛ أبو الربيع سليمان بن بنين بن خلف بن عوض تقي الدين المصري، تحقيق: يحيى عبدالرؤوف جبر، دار عمار، ط1، 1985م.

2- الإحكام في أصول الأحكام؛ علي بن حزم الأندلسي، أحمد شاكر، مطبعة العاصمة بالقاهرة.

3- الأصول في النحو؛ أبو بكر محمد بن سهل السراج، تحقيق عبدالمحسن الفتلي، مؤسسة الرسالة - بيروت.

4- البيان والتبيين؛ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق فوزي عطوي، دار صعب - بيروت، ط1، 1968م.

5- تاريخ الأدب العربي؛ كارل بروكلمان، ترجمة: د. عبدالحليم النجار، دار المعارف - القاهرة، ط (4).

6- تفسير المنار؛ محمد رشيد رضا، دار المنار - مصر، ط2، 1367هـ.

7- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال؛ علي بن حسام الدين المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة - بيروت، 1989م.

8- الثقافة المنطقيَّة في الفكر النحوي، نُحاة القرن الرابع الهجري نموذجًا، د. محي الدين محسب، ونسخة الملف وورد.

9- صبح الأعشى في صناعة الإنشا؛ أحمد بن علي القلقشندي، تحقيق: د. يوسف علي طويل، دار الفكر دمشق، ط 1، 1987م.

10- العقد الفريد؛ أحمد بن محمد بن عبدربه الأندلسي، تحقيق: مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1404هـ - 1983م.

11- الفقه على المذاهب الأربعة؛ عبدالرحمن الجزيري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1424هـ - 2003م.

12- اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم؛ شيخ الإسلام ابن تيمية، عالم الكتب، ط7، 1419هـ - 1999م.

13- المجموع شرح المهذب؛ محي الدين بن شرف النووي، طبعة دار الفكر.

14- الكتاب؛ سيبويه، تحقيق: عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي - القاهرة، ط3، 1408هـ - 1988م.

15- المستصفى في علم الأصول؛ محمد بن محمد الغزالي (أبو حامد)، تحقيق: د. حمزة بن زهير حافظ، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.

16- المقابسات؛ أبو حيان التوحيدي، تحقيق: محمد توفيق حسين.

17- المقتضب؛ أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، تحقيق: محمد عبدالخالق عضيمة، ط 3، 1415هـ - 1994م، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

18- معجم الأدباء؛ ياقوت الحموي الرومي، تحقيق: د. إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1993م.

19- المقدمة؛ عبدالرحمن بن خلدون، تحقيق: عبدالسلام الشدادي، الدار البيضاء، 2005م.

20- الموسوعة الفقهية؛ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، برنامج إلكتروني، موافق المطبوع.

21- النحو العربي والدرس الحديث؛ د. عبده علي الراجحي، دار النهضة العربية، بيروت، 1979م.

[1] هذا البحث منشور في كتاب المؤشر.
[2] عطف "ورسولُه" بالرفع عند القراء كلهم: لأنه من عطْف الجملة، وتقديره: ورسولُه بريءٌ من المشركين، ففي هذا الرفع معنى بليغ وإيجاز في اللفظ، وهذه نكتة قرآنيَّة بليغة، وقد اهتدى بها ضابئ بن الحارث في قوله:
ومن يكُ أمسى بالمدينة رحله
فإني وقيارٌ بها لغريب
برفع (قيار) على تقدير: فإني بها لغريب، وقيار كذلك، وقد نسبت قراءة الجر إلى الحسن قراءة، ولم تَصِح نسبتُها إليه، وكيف يتصور جر ﴿ ورسوله ﴾، ولا عامل بمقتضى جرِّه، انظر: تفسير الآية في البحر المحيط؛ لأبي حيان.

leprence30
2013-09-06, 13:34
صرخة الضاد
قراءة في كتاب: "اللغة العربية: سحر، وجمال، وعبقرية"
للأستاذ: إبراهيم اليوسفي

يأتي هذا الكتاب في سياقٍ تاريخي مُهمٍّ، تعيش فيه اللُّغة العربية مُنعطَفًا خطيرًا، على مستوى التخاطب، وعلى مستوى الكتابة، بما فيها الكتابة الفنية والنقدية، التي الأصل فيها أن تترجم رُوح هذه اللغة، أصالةً، وفصاحةً، وبلاغةً، وبيانًا.

لماذا صرخة الضاد؟
لقد نعتَ الدكتور أحمدُ شحلان هذا الكتاب بـ: "الكتاب الصيحة" فقال: "لعلَّ هذا الكتابَ الصَّيحة الذي ركب العاطفة الصادقة قبل أن يَركب التقيُّد بالمحددات الأكاديميَّة، يَعِظُ بعض رجال إعلامنا"[1]، ثم قال بعد ذلك: "يُذكرني هذا الكتاب الصيحة بصيحة أُخرى لذي الألسن، سيدي محمد أبو طالب - رحمه الله - عندما رفع ضد بعض وسائل الإعلام شعار (إني أرفع دعوى"[2].

غير أنني جَنحت في العنونة إلى الصرخة، باعتبار الصَّيحة فعلاً مجردًا، سواء كان بدافع الألم أم لا، كقوله تعالى - ضِمن المواطن الستة التي وردت فيها هذه اللفظة -: ﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴾ [يس: 29]، التي قرأها عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "إِنْ كَانَتْ إِلَّا زقْيَةً وَاحِدَةً"، من زَقَا الصبيُّ، يَزْقُو، ويَزْقِي، زَقْوًا، وزَقْيًا إذا اشتدَّ بُكاؤه.

أما الصرخة فهي رد فعل، يتضمن صياحًا مصحوبًا بألم، كقوله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ﴾ [فاطر: 37]، وعليه قول الشاعر الأعشى:
نُصَالِحُكُمْ حتى تبوءُوا بمثلِها
كصَرْخَةِ حُبْلَى أَسْلَمتْها قَبيلُها

والكاتب نفسه استعمل كلمة الصرخة في غير موضع، كما في قوله: "وإذا كان هذا هو حالَ اللُّغة العربية.. أفلا يكون - إذًا - من الإخلاص لهذه اللغة العربية أن أطلقها صرخةً مُدوِّيَة مُجلجلة، إيمانًا مني بأحقِّيتها في الوجود والنماء والتطور؟"[3].

ولا شك أن هذه هي النَّبرة التي صاحبت المؤلِّف من بداية الكتاب إلى نهايته، فهو يُفصح عن ذلك، بَدءًا من الإهداء حيث قال: "أُهدي هذا العمل الوطني المتواضع إلى كلِّ من يحمل همَّ لغته الوطنية، ويعتزُّ بها قولاً وعملاً"، وهو - أيضًا - ما أكَّده الدكتور "أحمد شحلان" حين حكم على هذا الكتاب بأنه: "تأوُّه عاشقٍ وَلِهٍ بلُغتِه، وتوجُّع مواطن يجري دمُّ لغة الضَّاد في عُروقه"[4].

لقد عَرفت هذه اللُّغة في زماننا تقاذُفات كبيرة، بين دُعاة العاميَّة، وأنصار التخلُّص من أهم صِمامات استقرارها؛ كالنحو، والصرف، والبلاغة، وأصول اللغة، ومناهضي كل أصيل، لا لشيء إلا لأنه قديم عتيق.

ولقد يضطر المعتني بلُغة القرآن إلى أن يصك أذنيه بيديه، ويغمض عينيه، ويغرس رأسَه بين رِجليه، حفاظًا على سمعه من الصمم، وعلى قلبه من الانفطار، وعلى نفسه من التصدُّع، وهو يستمع إلى بعض مقدمي الأخبار في وسائل الإعلام، أو المكلفين بإعداد التقارير الصحافية، لِهَول ما يَقصف ذهنه من الأخطاء اللُّغوية، والنَّحْوية، والصَّرفية، والتَّركيبيَّة.

يقول المؤلفُ: "هذه اللغة التي أصبحت غريبة ومُضطهدة في عُقر دارها، والتي بدأت العواصف الهوجاء تقتلعها من جذورها، كما تقتلع الأشجار"[5]، ثم تساءل على سبيل الإنكار قائلاً: "هل لا يوجد في هذه الأقطار العربية إلا من يُهدر كرامتَها، وكرامةَ الناطقين بها من عربٍ ومسلمين؟!".

ولم يُخفِ الكاتب اندهاشَه وامتعاضه، من استباحة اللغة العربية، ليس فقط من طرف الاستعمار الذي قطع أوصالها، ومزَّق أديمها إلا مما يخدم مصلحة ترجمة معتقداته، ومبادئه، وعلومه، وثقافته، بل - أيضًا - من طرف أبناء جِلدته، وأفراد عشيرته، الذين منهم من يَحكم على لُغته العربية بالموت، وأن حقَّها أن تدفن وتُنسى إلى الأبد، فقال بلهجة زَئِرَةٍ مُنتفضة: "وايم الله، إنني أمام هذا الإهمال، أُصبت وأُصيب كلُّ غيور بخيبَة أمل، بل صُعقت عندما اتضح لي أن السَّاحة في الوقت الراهن خالية من كل غيور وشجاع، واندهشت لهذا الموقف السلبي إن لم نقل: المخزي"[6].

وأكثر ما حزَّ في نفس المؤلف، أن بعض إخواننا انبهروا بثقافة الغرب، فاحتوشوها: غثَّها وسمينَها، وكان من هذا الغثِّ المردود أن انهزموا أمام لغة الوافد على حساب لُغتهم.

يقول متأسفًا على هذه الوضعية المرتَكِسة التي بلغتها عقول بعض أبناء الوطن: "وللأسف الشديد، فقد تحقق له (الاستعمار) ما أراد على يد بعض أبنائها (اللغة العربية) العاقِّين، الذين شحنهم بلُغته، والذين انبهروا بكل شيء يأتي من الغرب، ولو كان على حساب اللغة الوطنية"[7].

ويُعمِّق هذه النَّبرة باستفظاعٍ واقعُ اللغة العربية، وما يصيبها من سهام على سهام، ونِصال على نصال، يقول: "بربك أيها القارئُ، هل هناك مُنكر أفظعُ من أن يتنكَّر العربي المسلم للُغته، ويتخلى عن أعظم مقومات حياته وشخصيته؟ فإلى متى ستبقى هذه السهام المسمومة موجَّهة لهذه اللغة، لتصيب منها مقتلاً؟!"[8].

ثم يدلف الكاتب بعد ذلك إلى ضرورة الانتفاضة في وجه هذه السموم الدخيلة، ورصد هذه الأيدي الماكرة الخفية، مخاطبًا كلَّ غيور على لُغته، يقول: "إنه آن الأوان لتستيقظ الضمائر، ويُشمر المسؤولون عن ساعد الجدِّ، ويقوموا قومةَ رجل واحدٍ بدراسة علمية ومُعمقة، من شأنها أن تقيل هذه العثرات ليتجلى صفاؤها، وإشراقها، وتوهُّجها"[9].

ومرد هذا الأسى عند المؤلف، إلى كون اللغة العربية ذات تاريخ، كانت لغة تخاطب قوم لم يُفسد لسانَهم لحنٌ ولا دخيل، واختارها الله - عز وجل - لحمل كلامه في آخر رسالة أرسلها للعالمين، وكان لقوتها تجليات عظيمة بقيت محفورة في صفحة التاريخ، يذكر المؤلف مثالاً على ذلك فيقول: "ولم يمضِ على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة، حتى اضطر رجال الكنيسة أن يُترجموا صلواتهم إلى العربية، حتى تكون مفهومة لدى النصارى"[10]، وما ذلك إلا للقوة التي كانت تتمتع بها هذه اللغة، التي عمِّرت أكثرَ من عشرين قرنًا "وهو ما لم يُكتب في التاريخ للغة أخرى غيرها"[11]، "وكم عزَّ أقوامٌ بعزِّ لغات!".

ويشير المؤلف إلى أن مِن عناصر قوة اللغة العربية الذاتيَّة كثرةَ مترادفاتها، التي كان من فضلها أن "مكَّنت الشعراء من أن يَنظموا عليها قصائدهم الطويلة، مع التزام الرويِّ والقافية، كما أنها كانت أداة جيدة لبلاغة الكُتَّاب، وفصاحة الفصحاء؛ فقد استطاعوا أن يتخيَّروا من الألفاظ المرادفة ما يناسب السَّجع أحيانًا، والترصيع أحيانًا، الذي يُعرف عند البلاغيين بتوازن الألفاظ مع توافق الأَعْجاز أو تقاربها"[12].

وأضيف شيئًا آخر كان ولا زال مناط خلاف بين أهل اللغة، هل هذا الذي نسميه ترادفًا، يفيد اتحادًا كليًّا للفظتين في المعنى، بحيث يتخير الشاعر أو الساجع ما يناسب قافيته أو سجعه، أم أن الأمر أبعد مِن مجرَّد استبدال لفظة بأخرى؟

لقد كان علي بن عيسى الرماني (ت384هـ) أول من استعمل كلمة الترادف عنوانًا لكتاب، وهو كتاب: "الألفاظ المترادفة والمتقاربة في المعنى"، وإن كان قد سبق بثعلب (291هـ) الذي ورد عنده أقدم نصٍّ لغوي ورد فيه هذا المصطلح صراحةً، غير أن الرماني لم يفصح عن فرق دقيق بين المترادف والمتقارب في المعنى؛ ولذلك كان يطلق هذا مرة، وهذا مرة، ويعطف هذا على هذا كأنهما شيء واحد.

والحق أن التطابق التامَّ بين كلمتين عزيزٌ في اللغة العربية، فأنت حينما تقول: السَّيف والمهندُ، تَلمَح في الأول الاسم، وتلمحُ في الثاني الصِّفة، وعلى هذا يخرج تعدد الأسماء للمسمى الواحد، وعليه مدار كتب اللغة؛ ككتاب "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري، الذي قال: "كلُّ اسْمَين يجريان على معنى من المعاني، وعين من الأعيان في لغة واحدة، فإن كلَّ واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا لكان الثاني فضلاً لا يحتاج إليه، وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء".

قال ابن الأعرابي (ت231هـ): "كلُّ حرْفين أوقَعَتْهُما العربُ على معنى واحد، في كلِّ واحد منهما معنًى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخْبَرْنا به، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله"[13]؛ فالإنسان ليس هو البشر، الإنسان سمِّي إنسانًا لنسيانه، والبشر سُمِّي بشرًا لأنه بادي البَشَرة.

ومن الأمثلة التي ضربها أبو هلال العسكري في كتابه "الفروق" قوله: "الفرق بين التقريظ والمدح، المدح يكون للحي والميت، والتقريظ لا يكون إلا للحي، وخلافه التأبين، لا يكون إلا للميت، وأصل التقريظ من القَرَظ، وهو شيء يدبغ به الأديم، وإذا أدبغ به حسن وصلح وزادت قيمته، فَشُبِّه مدحُك للإنسان الحي بذلك، كأنك تزيد من قيمته بمدحك إياه، ولا يصح هذا المعنى في الميت؛ ولهذا يقال: مَدَحَ اللهَ، ولا يقال: قَرظَهُ".

وسأختصر مَناط صرخة الضاد عند الكاتب في أمرين اثنين:
الأمر الأول: مسألة التَّعددية اللغوية (العامية):
خصَّص المؤلف المحورَ الرابع من كتابه لتناوُل هذه القضية الشائكة، قضية غزو العامية لمواقع الفُصحى، ومحاصرتها في أهم معاقلها؛ كالتعليم، والإعلام بأنواعه، والمسرح، والمحاضرات، والإعلانات وغيرها، ورأى أن هذا الإقحام قد يكون عن غير قصد، ولكن قد يكون - أيضًا - مُدبَّرًا ومُخطَّطًا له من طرفِ جهات مختلفة، يقول: "بصورة إجمالية يمكن القول: إن الفُصحى أصبحت محاصرة بشكل ملحوظ، والمحاصِرون يَسعَون - بقصد أو غير قصد - إلى وضع كل آلية التحطيم، وكل معاول الهدم، وفي طليعتها إقحام العامية، أو بعض اللَّهجات التي لا تتوفر على الحد الأدنى من المكونات الأساسية للغة"[14].

فالعامِّيَّة في نظر أنصارها تعبير عن الأفكار بيُسر وسهولة، أما العربية فتحوج إلى معرفة النحو، والصرف، والتعبير، مع كثرة معانيها، وألفاظها، واشتقاقاتها، كما يتعللون باصطدام الحركة الشعرية الحديثة بجدار اللغة الفصحى، ومن ثَم، طالبوا بإسقاط حركات الإعراب، لأنها تمثِّل عبئًا ثقيلاً، وبالرجوع إلى التسكين؛ لأنه عمدة العاميَّة التي هي الأصل، كما زعم أحد أعضاء المجمع اللغوي بالأردن، الذي تحفَّظ المؤلف عن ذكر اسمه، حيث قال: "لُغتنا الحقيقية الفعلية هي العربية العاميَّة وليست الفصحى، إننا لا نتحدث بالفُصحى، ولا نحلم بالفُصحى، لأنها ليست لغة حديثنا، ولا لغة تفكيرنا، ولا لغة أحلامنا"[15].

ويضرب المؤلف مثالاً على ما يرونه عجزًا في اللغة العربية لترجمة المصطلحات الحديثة، مثل الماجستير والدكتوراه.

ولم يَفت المؤلف أن يعمِّق حُجج المناصرين للعامِّية بما يرونه دليلاً دامغًا، وهو أن العامية مُنحدرة من أصول عربية فصيحة، فهي وجه آخر لها، فلا تعارض، بل دعا أحد مؤيدي هذا القول إلى "تسجيل عامِّية كل قُطر، ويحتفظ بها في مكتبات صوتية، فالزمان آتٍ لأن نحتاجها، ونرجع إليها"[16]، أما غير ما ذكر من الحجج فهو واهٍ لا يستحق التعريج عليه.

وهنا سينبري المؤلف لنقض هذه الحجج، بما يُشبه الضربة القاضية عن طريق سؤال مُحرج: "لو فرضنا جدلاً استعمال العامية، فأي عامية نعتمد؟ وهي من حيث العدد لا تعد ولا تحصى، بل أكثر من ذلك، فنحن نجدها متعددة في الأمة الواحدة كلهجات فقط، مع وجود اختلاف بيِّن؛ ذلك أن لهجة البوادي غير لهجة المدن، بل حتى المدن مع بعضها، نجدها مختلفة اختلافًا واضحًا، وهذا من شأنه أن يبطل العامية التي تفكك ولا توحِّد"[17].

فاللغة الفصحى - إذًا - أداة توحيد بين الشعوب العربية، وإعاقتها إعاقة لكائن حيٍّ يتطور على ألْسِنة المتكلمين بها، كما أن التَّمكين لها هو بداية الطريق للتمكين للثقافة الإسلامية، ونشر حقيقة الحياة الإسلامية، المنبثقة عن كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولما سادت اللغة العربية في الأقطار، ساد معها الإسلام، وطبق الآفاقَ عقائدُ المسلمين، وثقافتُهم، وأحوالهُم، تمامًا كما هو الشأن اليوم بالنسبة للغة الإنجليزية، التي يَضطر أي منتج من قُطر آخر أن يكتب على منتجه ألفاظًا بالإنجليزية إن هو أراد الترويج لسلعته.

وفضلاً عن كل ذلك، يقول المؤلف: "إن الاهتمام باللغة العربية الفُصحى يَنطلق من ارتباطها بالدين الإسلامي، والتراث العربي المتميِّز"[18].

ويرى المؤلف أن التمكين للغة العربية لا يُذيب العامية، ولا يزيحها عن مسرح التخاطب، بل يُقرب المسافة بينهما، لتبقى "الطائفة الموهوبة تحاكي هذه اللغة في كتاباتها، وأحاديثها، على اختلاف المراتب والدرجات"[19].

ولم يكتف المؤلف بالدفاع عن لغته دفاعًا دُوغمائيًّا، ينزع إلى الانتصار لمجرد الانتصار، بل يُسهم في إيجاد الحلول المناسبة، للخروج من هذا الذي سمَّاه مأزقًا، والتوفيق بين الرَّأيين بما يراه مناسبًا.

يقول: "إن علاج المشكلة اللغوية يحتاج إلى سلوك أكثر من طريق، أول هذه الطرق، ما يعرف بتيسير قواعد اللغة تيسيرًا يقوم على نظرة فاحصة، وتأمل عميق، والنظرة الشاملة التي لا تعبث بالأصل، ولا تَقطع ما اتَّصل من تراث حضاري وفكري عريض"[20]، ثم يؤكد أن هذه المُهمَّة لن يستطيعها إلا الجهابذة من أهل اللغة، الذين ألمُّوا بالقديم منها والحديث، ووقفوا على وظيفتها الاجتماعية الخطيرة في حياة الأمة.

ويرى المؤلف أن اللغة العربية تدل على الفكر، في حين أصبحت "العامية في لغة الكتابة والخطب السياسية تدل - أحيانًا - على انهيار ذلك الفكر، أو هبوط المستوى الخُلقي إلى درجة الفحش والكذب"[21]، وذكر أن ذلك يتجلى في خُطب بعض الزُّعماء السِّياسيِّين، وعلى المسارح، وبعض القنوات الفضائية، مع أن "للكتابة حُرمتها، وأن هناك خطوطًا حمراء لا ينبغي تجاوزها، أو وطْؤها بالأقدام"[22].

أما الذين يتَّهمون العربية بالتَّقعُّر، والشدة، واختيار الألفاظ الحوشية، والأساليب الغريبة، فإنهم يُمسكون بخيوط واهيةٍ، فقد ولَّى زمن امرئ القَيس، وعمرو بن كلثوم، وسحبان وائل، وقس بن ساعدة، وصار من يتكلفون الحوشي في الكلام في الشِّعر والنثر قلَّة نادرةً، والنادر لا حكم له، فهذا جمهور الناس، يسمعون خطب الجمعة، والمواعظ، فيتأثرون بها، وينفعلون بها، بغض النظر عن درجة المخاطبين الثقافية.

الأمر الثاني: مسألة اللغة وعلاقتها بالشعر الحداثي:
وسيركز الكاتب على قضية الغموض التي ركبها هذا النوع من الشعر، حتى صار مستغلقًا، لا يكاد يفهمه إلا صاحبه، انطلاقًا من مقولة: "المعنى في بطن الشَّاعر"، واعترف بأن الخِصام حول هذه القضية قديم، بدأ في العصر العبَّاسي، وناقشها كبار النُّقَّاد؛ كالآمدي، والصولي، وعبدالقاهر الجُرجاني، غير أنه كان غموضًا لم يرتقِ إلى درجة التعمية والتعقيد، كما يُريده أنصار الشِّعر الحديث، الذين يرون أن هذا الشِّعر كلَّما كان غامضًا، تاهت أفكار القُرَّاء في فك ألغازه، والْتذَّت بسماع إلغازه، ويضرب الكاتب لذلك مِثالاً بقول أدونيس:
"المرايا تصالح بين الظَّهيرة واللَّيل، وخَلف المرايا جسد يفتح الطريق لأقاليمه الجديدة، جسد يبدأ الحريق في ركام العصور ما حيَّا نجمة الطَّريق، بين إيقاعها والقصيدة عابر آخر الجسور"[23].

ولقد حكَّ كثير من الأدباء والنقَّاد زناد فكرهم، ليفهموا شيئًا من كثير من هذا النوع من الكلام، فلم يصلوا إلى نتيجة.

و"الباحث عدنان علي رضا النَّحوي" - الأديب والشاعر المعروف، وصاحب التآليف العديدة في نظريَّة الأدب الإسلامي - يقول: "سمعت ذات مرَّة قَصيدة مِن هذا النوع، استغرق إلقاؤها بحدود نصف ساعة، خرجت منها وأنا لا أعي ماذا يريد الشاعر أن يقول، وسألت عددًا من المستمعين، فأسروا لي أنهم لم يفهموا شيئًا، وسألت الذين مدحوها وأعلنوا سرورهم بها، ماذا وعيتم؟ فتلجلجوا"[24].

ونظرًا لما في كثير من الشعر المنثور أو الحُرِّ من الضَّعف، والجنوح إلى اليسر والسهولة[25]، والتعمية الزائدة عن الحدِّ، رأينا "د: عباس الجراري" يتساءل عن قيمة هذا الشعر قائلاً: "لست أدري إذا كان جائزًا لنا أن نعتبر هذا النوع من الشعر"[26].

لذلك يرى الكاتب أن هذا النوع "أساء إلى اللغة العربية، لغة، وتركيبًا، وعَروضًا؛ لأنه ضرب - عُرض الحائط - بمعظم الثوابت، وقد لقي فشلاً ذريعًا لدى كل ذي ثقافة متينة، وفوق ذا وذاك، فإنه يسعى إلى طمس معالم الماضي بكل حمولاته"[27].

لنستمع إلى أحدهم كيف يهزأ بالقديم، ويرميه بأقذع الأوصاف، مفضِّلاً عليه كل جديد: "الشَّكل القديم عندنا قد بلغ الحال بِبِلاه وتهالُكِه، وبابتذاله و"عَهارته" حدًّا يجعل أي جديد خيرًا منه، فالشكل القديم ميئوس منه يأسًا باتًّا، ولا يحمل أي أمل للمستقبل"[28].

ولننظر أيَّ القصائد أشهر وأسير على الألسنة، وأسرع في الحفظ والاستحضار والاستدلال، أهي قصائد "امرئ القيس" و"النابغة" و"عنترة" و"المتنبِّي" و"أبي تمَّام" و"البحتري".. أم قصائد "الشعر الحرِّ" أو "الشعر النثري" أو "الشعر المتفلِّت"؟!

ثم لننظر هل ضاق الشِّعر العمودي عن حمل المعاني، وتبرم بالأخيلة والصور؟ ألم يتدخل في الحياة العامة والخاصة، وتناول مختلف الموضوعات، واقتحم كل الأغراض، وعبَّر بصدق ووضوح عن خَلجات النفس، ووصفها أدقَّ الوصف؟!

"لقد كان القرن الرابع الهجري يعجُّ بالمآسي والخطوب.. وكان العصر حافلاً بتيارات فكريَّة، ومذاهب فلسفية، وفِرق دينية، وصراعات سياسية.. فلم يعجز الشِّعر، ولم يتردد في التَّعبير عنه تعبيرًا واعيًا عميقًا، ولم يضطره ذلك إلى التخلي عن أوزانه وقوافيه"[29]، وإذا كان الشعر العمودي متهمًا بالحيلولة دون التعبير عن التقلُّبات الاجتماعية والسياسية والحضارية.. وعن النَّزعات النفسية، فهل استطاع الشعر الحرُّ ذلك، أم على العكس منه، وجدنا القيود التي فرضتها وحدة التفعيلة في الشعر المعاصر أشد وطأةً من التزام الوزن والقافية؟

ومِن خير مَن عبَّر عن ذلك "نازك الملائكة" حيث قالت: "إنه ينبغي ألا يطغى - أي الشكل الجديد - على شعرنا المعاصر كل الطغيان؛ لأن أوزانه لا تصلح للموضوعات كلها، بسبب القيود التي تفرضها عليه وحدة التفعيلة، وانعدام الوقفات، وقابلية التدفق والموسيقية"[30].

فإذا أضفنا كون هذا اللون من الشعر غريبًا عن بيئتنا، إلى كون كثير منه هزيلاً في مبناه ومعناه، وخلوه من الطَّرب والمتعة الموسيقية، إلى كون كثير من ألفاظه غريبة، أو مترجمة، أو عاميَّة، أو مبتكرة في نحوها وصرفها ابتكارًا رديئًا، لا تعترف بها اللغة العربية الأصيلة[31]، إلى كون جماعة ممن تزعَّموا نشره والدعوة إليه ممن عبَّروا صريحًا عن ثورتهم على اللغة، ومجابهتهم للقديم، ورفضهم لمقومات الأصالة[32].. علمنا أن هذه الدعوة لم يُرَدْ بها تطوير القصيدة العربية، ولا التحرر من قيودها المألوفة، وإنما هي تعبير عن مبدأ رفض القديم مطلقًا من جهة، والعجز عن مجاراة القصيدة العربية التي تحتاج إلى كفاية وتمكن من جهة ثانية.

غير أن كل ذلك لا يمنعنا من قبول الشِّعر الحُر الذي انبثق عن دراية وحنكة، وسلمت آلة صاحبه من الابتذال والإلغاز الغامض، فقد ينوِّع الشاعر المجيد في شكل القصيدة العمودية، وقد يخرج عن الصورة التراتبية المألوفة: صورة الشَّطرين المتماثلين، ولكنه يُركِّز على وزن معين، تلمس عُذوبته، وتحسُّ نغمه، وتطرب بموسيقاه؛ لأنه في الواقع لم يخرج عن تفاعيل الخليل، وإن غيَّر في ترتيبها، بل قد تلتزم القصيدة تفعيلة واحدة ترتب المعاني بحسبها، فإذا كانت هذه المعاني جيدة هادفة، معانيها أسبق إلى قلبك من ألفاظها، كان ذلك نوع تجديد في بِنية القصيدة، لا مشاحَّة في قبوله، والنَّسج على مِنواله، وهذا مما يُحسنه فطاحل الشعراء، الذين خبروا مواطن التذوق الشعري، واستكنهوا سرَّ البيان، من أمثال الشاعر: "محمود مفلح" الذي يقول في إحدى قصائده[33]:
أَنَا مُنْذُ أَطْلَقْتُ العِنَانَ لأَحْرُفِي وَبَدَأْتُ أُطْلِقُ بِالقَلَمْ
أَيْقَنْتُ أَنَّ الدَّرْبَ مَذْأَبَةٌ وَأَنَّ الحَرْفَ مَسْغَبَةٌ
وَأنِّي إِنْ أَمُتْ سَأَمُوتُ مِنْ أَجْلِ القِيَمْ
مِنْ أَجْلِ هَذَا صُنِّفَتْ فِيَّ الشُّكُوكُ وَوُزِّعَتْ فِيَّ التُّهَمْ

وهو الاتجاه المعتدل الذي مال إليه الكاتب، وانتصر إليه، لما رُوعيت فيه الثوابت النَّحوية، والصرفية، والدلاليَّة، والبلاغية، وأضيفت إليه معان جديدة، مستمدة من لغة العصر، ومحافظة على الأصل.. ولا بأس من اختراع بحور أخرى تضاف إلى البحور الخليلية، كذلك الشأن بإدخال ألفاظ جديدة أقرتها المجامع اللغوية.. وهذا شيء يستحق التأييد والمساندة"[34].

ثم ختم الكاتب هذا المحور بقوله: "إن الدراسات المستقبلية، كَفيلة إذا توفَّرت الإرادة بالإبقاء على الأنفع والأصلح، مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17]".

سَيَبْرُقُ في العُلا وَهَجي
وَتخمد ناره الخَطر
فَمهْما حاوَلوا قَهري
فسَوف يَلوكُهُم قَهر
وَمهمَا كَمَّموا صَوتي
يُسافرُ مِن فَمِي نَسر
وإنْ هم حاوَلوا مَحْوي
فَسَوف يُقهْقِه الفَجر
فَليسَ تَنالُ مِن عَزمي
شِباكُ الضرِّ والغَدر
ولَن يَقتاتَ زيدٌ من
شَراييني وَلا عَمرو
وأَهتِفُ إنَّ لي نَسلاً
وبالأَبناءِ أَفتَخِر

[1] - ص: 10.
[2] - ص: 10.
[3] - ص: 18.
[4] - ص: 7.
[5] - ص: 16.
[6] - ص: 16.
[7] - ص: 17 - 18.
[8] - ص: 19.
[9] - ص: 19.
[10] - ص: 34.
[11] - ص: 34.
[12] - ص: 51.
[13] - المزهر للسيوطي، ج: 1، ص: 314.
[14] - ص: 63.
[15] - ص: 64.
[16] - ص: 65.
[17] - نفسه.
[18] - ص: 66.
[19] - نفسه.
[20] - ص: 67.
[21] - ص: 68.
[22] - نفسه.
[23] - 79.
[24] - "الشعر المتفلت من التفعيلة إلى النثر" - د. عدنان علي رضا النحوي - ص: 60.
[25] - "النقد الأدبي الحديث" - د. غنيمي هلال" - ص: 374.
[26] - "الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه" - ص: 221.
[27] - ص: 82.
[28] - "قضية الشعر الجديد" - د. محمد النويهي - ص: 93.
[29] - "الأدب والحياة" - الخلاصة أحمد - ص: 106.
[30]- "قضايا الشعر المعاصر" - ص: 34.
[31] - تقول نازك الملائكة في معرض ردها على الذين ركبوا "الشعر الحر"، ونادوا بإهمال القافية: "وكان هذا صدى للشعر الغربي، وهو قد عرف الشعر المرسل الذي يخلو من القافية منذ مسرح شكسبير، والشعر الغربي اليوم أغلبه بلا قافية.. على أننا لا نملك إلا أن نلاحظ الذين ينادون بنبذ القافية، هم - غالبًا - الشعراء الذين يرتكبون الأخطاء النحوية واللغوية العروضية الشنيعة، مما يخشى معه أن تكون مناداة بعضهم بنبذ القافية تهربًا إلى السهولة، وتخلصًا من العبء اللغوي الذي تلقيه القافية على الشاعر"؛ "قضايا الشعر المعاصر" - ص: 36.
[32] - "صفحات مضيئة من تراث الإسلام" - أنور الجندي - ص: 179.
[33] - تنظر: جريدة "المسلمون"ع:279 - 8/6/1990.
[34] - ص: 81.

leprence30
2013-09-06, 13:37
ملخص الرسالة
بناء الجملة العربية
(دراسة نظرية تطبيقية على ديوان البهاء زهير)


أولاً: التعريف بالشاعر.
ثانيًا: مفهوم الجملة عند النحاة القدماء والمحدَثين:

1) مفهوم الجملة عند نُحاةِ العربية القدماء:
لم يظهر مصطلح (الجملة) عندَ سيبويه، "فسيبويه نفسه لم يستخدم مصطلح (الجملة) على الوجه الذي تناوله به مَن جاء بعده"[1].

وكتاب سيبويه يُمثِّل تلك المرحلة التي سبقته، وهذا لا يعني أنَّ سيبويه لم يكن يُدرك معنى الجملة أو الكلام، لكن يبدو أنَّ سيبويه ومن سبقه كانوا يهتمون بالتمثيل أكثر من اهتمامهم بالتَّعريف، فهو يقول مثلاً في باب المسند والمسند إليه: "وهما ما لا يُغني واحدٌ منهما عن الآخر، ولا يجد المتكلِّم منه بُدًّا، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه، وهو مثل قولك: عبدالله أخوك، وهذا أخوك، ومثل ذلك: يذهب عبدالله"[2]، وقد ورد لفظ الكلامِ عند سيبويه؛ حيث يقول: "واعلم أنَّ (قلت) في كلام العرب إنَّما وقعت على أن يُحكى بها، وإنَّما يحكى بعد القول ما كان كلامًا لا قولاً"[3].

واستدلَّ ابن جنِّي من ذلك على أن سيبويه فرَّق بين الكلام والقول قائلاً: "نعم، أخرج الكلام هنا مخرج ما قد استقرَّ في النُّفوس، وزالت عنه عوارضُ الشكوك، نحو قولك: زيد منطلق، ألا ترى أنه يَحسن أن تقول: زيد منطلق، فتمثيلُه بهذا يعلم منه أنَّ الكلام عنده ما كان من الألفاظ قائمًا برأسه، مُستقلاًّ بمعناه، وأنَّ القول عنده بخلاف ذلك؛ إذ لو كانت حالُ القول عنده حالَ الكلام، لَمَا قدَّم الفصل بينهما، ولما أراك فيه أن الكلام هو الجمل المستقلَّة بأنفسها، الغانية عن غيرها"[4].

ومصطلح الكلام يتَّسع عند سيبويه، فيستخدمه بمعنى النثر في مقابل الشِّعر، وبمعنى اللغة، وبمعنى القليل الاستعمال[5].

وظهر بعدَ سيبويه مصطلح (الجملة) مع مصطلح (الكلام)، وإن كان القُدماء استخدموا مصطلحَ (الكلام) بمدلول (الجملة) عندَ اللُّغويين المحدَثين، فهذا لا يعني أنَّهم لم يستخدموا مصطلح (الجملة)، فهذا المصطلح (الجملة) ذُكِر في كتب النحو، ولكن اختلف القدماء في مفهوم هذا المصطلح؛ فمنهم مَن يعدُّه مساويًا لمصطلح (الكلام)، ومنهم من يجعل (الجملة) غير (الكلام).

ويمكن التمييز بين الفريقين على النحو التالي:
• فريق يرى أنَّ (الكلام) هو (الجملة)، ويستخدم مصطلح (الكلام) بمدلول مصطلح (الجملة)، ولا يفرق بينهما.

ومِن هؤلاء ابن جنِّي (ت 392هـ)؛ حيث يقول: "أمَّا الكلام فكل لفظٍ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه، وهو الذي يُسمِّيه اللُّغويون: الجمل"[6].

ومن هذا الفريق الزمخشري (ت: 538هـ)؛ حيث يقول: "والكلام هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى، وذلك لا يتأتَّى إلاَّ من اسمين كقولك: زيد أخوك، وبشر صاحبُك، أو من فعل واسم، نحو: ضُرِب زيدٌ، وانطلق بكرٌ، ويُسمَّى جملة"[7].

• وأمَّا الفريق الثاني من النُّحاة، فقد فرَّقوا بين مصطلح (الجملة) ومصطلح (الكلام)، فالجملة عندهم أعمُّ من الكلام؛ حيث يشترط في الكلام أن يتضمَّن إسنادًا، وأن يكون مفيدًا يمكن السكوت عليه، والجملة - عندهم - ما تضمَّنت الإسناد، سواء أفادتْ معنى تامًّا أم لم تُفِد.

ومن هذا الفريق: ابن هشام (ت: 761هـ)؛ حيثُ يقول: "الكلام هو القول المفيد بالقصْد، والمراد بالمفيد: ما دلَّ على معنى يَحسن السكوت عليه"[8]، "والجملة: عبارة عن الفعل وفاعله، والمبتدأ والخبر، فهما ليسا مترادفَين كما توهَّم كثيرٌ من الناس، وهو ظاهر قول صاحب المفصَّل، والصواب أنَّها أعم منه؛ إذ شرط الكلام الإفادة بخلافها"[9].

وقد اختار السيوطي (ت: 911هـ) ذلك؛ حيث يقول: "والصواب أنَّها أعمُّ منه"[10].

أما رضيُّ الدين الأَسْتَراباذيُّ (ت: 686هـ)، فقد فرَّق بين الجملة والكلام تفرقةً أخرى من حيث القصد وعدم القصد، فالجملة عنده ما تضمَّنت الإسناد الأصلي، سواء أكانت مقصودة لذاتها أم لا، وهذا يشمل جملةَ الخبر والصلة والصِّفة وغيرها[11]، والكلام عنده، فهو ما تضمَّن الإسنادَ الأصلي، وكان مقصودًا لذاته[12].

وهذه التعريفات التي قدَّمها النُّحاة للجملة والكلام تُراعي اعتبار الشكل، واعتبار المعنى؛ فمن حيث الشكل لا بُدَّ للجملة والكلام أن يتضمَّنا إسنادًا بين كلمتين؛ يقول الزمخشري: "والكلام هو المركب من كلمتين أُسنِدت إحداهما إلى الأخرى"[13].

ومن حيث اعتبار المعنى، فلا بُدَّ للتركيب أن يكون مُفيدًا؛ يقول ابن يعيش (ت: 643هـ): "اعلم أنَّ الكلام عند النحويِّين عبارة عن كلِّ لفظ مستقلٍّ بنفسه مفيد لمعناه، ويُسمَّى الجملة، نحو: زيد أخوك، وقام بكر"[14]، ويقول ابن يعيش أيضًا في معرض الفرق بين الكلام والقول والكلِم: "الكلام عبارة عن الجمل المفيدة"[15].

ويقول ابن جنِّي (ت 392هـ): "أمَّا الكلام فكل لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه، وهو الذي يُسمِّيه النحويون: الجمل، نحو: زيد أخوك، وقام محمد، وضُرب سعيد، وفي الدار أبوك، وصَه، ومَه، ورُوَيدًا، وحَاء وعَاء في الأصوات، وحس ولب وأف، فكل لفظ مستقل بنفسه، وجنيت منه ثمرة معناه، فهو كلام"[16]، فابن جنِّي في تعريفه للكلام - وهو الجمل عند النحويين - يُراعي جانب الشَّكل، فذكر أمثلة الكلام، ويُلاحظ في أمثلته أنَّها تشتمل على كل الاحتمالات التركيبيَّة الممكنة، بين اسم واسم (الجملة الاسمية)، أو بين اسم وفعل (الجملة الفعلية)، فذكر مثالَ الجملة الفعليَّة المبنية للمعلوم، والجملة الفعلية المبنية لما لم يُسمَّ فاعله، والمرفوع بالظرف على رأيِ الكوفيِّين، وهو مثالٌ للخبر الظرف المتقدم على المبتدأ على رأي البصريِّين، وأسماء الأفعال، وأسماء الأصوات، فكلُّها من حيث التركيب (الشكل) تحتوي على إسناد بين كلمتين، ومن حيثُ المعنى، فالجملة لا بُدَّ أن تكونَ تامَّة المعنى (كل لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه)، ولفظ ابن جنِّي (مفيد لمعناه) يوضِّح ذلك.

ويوضح ابن هشام الإفادة: "والمراد بالمفيد: ما دلَّ على معنى يحسُن السُّكوت عليه"[17]، فابن هشام يُلخِّص تعريفَ القُدماء للجملة والكلام بقوله: "وقد تبيَّن مما ذكرناه في تفسير الكلام أنَّ شرطَه الإفادة، وأنَّه من كلمتين"[18].

يقول ابن هشام أيضًا: "والكلام قولٌ مفيدٌ مقصودٌ"[19]، وقريبٌ من هذا جاءتْ تعريفات النُّحاة للكلام[20].

• أنواع الجملة عند النُّحاة من حيث الدلالة:
تنقسم الجملة عند نُحاة العربية القدماء إلى:
1- جملة خبريَّة.
2- جملة إنشائيَّة.
3- جملة طلبية[21].

وضابط ذلك: أنَّه إمَّا أنْ يَحتمل التصديق والتكذيب أو لا، فإن احتملهما فهو الخبر، نحو: قام زيد، وما قام زيد، وإن لم يَحتملهما، فإمَّا أن يتأخَّر وجودُ معناه عن وجود لفظه أو يقترنا، فإن تأخر فهو الطلب، وإن اقترنا فهو الإنشاء؛ كقولك لعبدك: أنت حرٌّ.

واختار ابنُ هشام أن يكون الكلامُ خبرًا وإنشاءً فقط، فأدخل الطلب في الإنشاء[22].

• أنواع الجملة عند نحاة العربيَّة القدماء من حيث التركيب:
تنقسم الجملة عند جمهور النحاة قسمين:
أ- جملة اسمية: وهي التي صَدْرها اسم؛ كزيد قائم، وهيهات العقيق.
ب- جملة فعلية: وهي التي صدرها فعل؛ كقام زيد، وضُرب اللص، ويقوم زيد، وقم.

والتصدر: أي كون الكلمة المتصدرة ركنًا من أركان الجملة بالفعل، أو أنَّها كانت في الأصل ركنًا من أركانها، وهكذا تكون الجملة الاسمية هي المكوَّنة من المبتدأ والخبر، أو ممَّا كان أصله المبتدأ والخبر، والجملة الفعلية هي المكونة من الفعل والفاعل، أو مما كان أصله الفعل والفاعل[23].

ومن النُّحاة مَن جعلها ثلاثةَ أنواع وهو ابن هشام[24]؛ حيث زاد الجملة الظرفيَّة: "وهي المصدَّرة بالظرف أو الجار والمجرور".

ومن النُّحاة من جعلها أربعة أنواع وهو الزمخشري[25]؛ حيث زاد الجملة الشرطيَّة، وهي التي تتكوَّن من أسلوب شرط.

وقسَّم ابن هشام الجملة من حيث طولها أو بساطتها إلى:
1- جملة كبرى: وهي الجملة الاسمية التي خبرها جملة نحو: زيد قام أبوه.
2- جملة صغرى: وهي الجملة التي وقعت خبرًا لمبتدأ، أو صفة[26]... إلخ.

2- مفهوم الجملة عند اللغويين المحدَثين:
اختلفت دراسات اللغويين المحدثين للجملة عنها في الدِّراسات التقليدية من حيث التناول، ففي علم اللغة الحديث يُفرِّق علماء اللغة بين الجملة نمطًا، والجملة حدثًا كلاميًّا.

يقول أحد اللغويين المحدثين: "عبارة المبتدأ والخبر (جملة اسمية) تصف نموذجَ الجملة، بينما عبارة "محمد قائم" (جملة اسمية) مثالاً واقعيًّا لهذا النموذج المشار إليه في العبارة الأولى"[27].

وقد تعدَّدت تعريفات الجملة عند اللغويين المحدثين، وإن ظلَّ تعريف الجملة يجمع بين معياري الشكل والمضمون[28].

وأرجع بعض الباحثين تعدُّد تعريفات الجملة، إلى تعدُّد المدارس اللغوية؛ يقول: "ونظرًا لصُعُوبة البحث اللغوي العملي في الكلام المتصل، فقد اتَّخذت غالبية المدارس اللُّغوية التي ظهرت منذ الربع الثاني من القرن الحالي - الجملةَ وَحْدَة لُغوية مناسبة للدراسة، إلاَّ أن مفهوم الجملة ليس واضحًا كما قد يتبادر إلى الذِّهن؛ ولذلك فإنَّ تعريفها من أشق الأمور"[29].

وللمحدثين اتِّجاهات مُتباينة في تعريف الجُملة، فمنهم من يتبع نُحاةَ العربيَّة القُدماء، ومنهم من يتبع نُحاة المدارس الغربية.

فمن اللغويين الذين يتبعون القُدماء الأستاذ عباس حسن؛ يقول: "الكلام (أو الجملة) هو: ما تركَّب من كلمتين أو أكثر، وله معنى مفيد مستقل"[30]، مثل: فاز طالب نبيه، لن يهمل عاقلٌ واجبًا، فلا بُدَّ في الكلام من أمرين معًا هما: التركيب والإفادة المستقلة[31]، فهو في هذا يذكر تعريف القدماء بنصه، ويُلاحظ أنه يستخدم مصطلح (الكلام) - كما استخدمه القدماء - في مقابل (الجملة)، وهو بهذا يتبع الفريق الذي يُسوِّي بين الكلام والجملة من القدماء.

ومن اللغويين المحدثين من يتبع المدارس الغربيَّة في تعريف الجملة، ومن هؤلاء الدكتور عبدالرحمن أيوب؛ حيث يقول وهو يتحدَّث عن منهج النُّحاة القدماء في دراسة اللغة: "وقد اختارت المدرسة النَّحوية العربية أن تبدأ بالجزء وتنتهي بالكل، وبالرَّغم من أنَّنا لا ندين بهذا المنهج، فسنعرضه عليك لإيضاح وجهة نظر النحاة"[32].

ويقول مُوضِّحًا وجهة نظر اللغويين المحدثين في دراسة الجملة: "الكلام إذًا أعم من الجملة بهذا الاعتبار، مما هو قريبٌ من رأي علماء اللغة المحدثين، ولكن هؤلاء الأخيرين قد فرَّقوا بين الجملة باعتبارها أمرًا واقعيًّا، وبينها باعتبارها نموذجًا يُصاغ على قياسٍ منه عديدٌ من الجمل الواقعية"[33]، "فنموذج (اسم مسند إليه + اسم مسند) لا يُفيد فائدة لغوية، كما تفيد عبارة (محمد قائم) التي هي تطبيق لهذا النموذج، والواضح أنَّ النحاة - بمقتضى تعريفهم هذا - قد قصدوا بالجملة ما يقصده علماء اللغة بعبارة: (الحدث اللغوي)"[34].

ويبدو أنَّ مصطلح (الجملة) قد غلب على مصطلح (الكلام) في العصر الحديث، وبذلك يكون الكلام "هو النَّشاط الواقعي"؛ إذ إنَّ "اللغة" نظام، و"الكلام" أداء نشاطي طبقًا لصورة صوتيَّة ذهنية، والكلام هو التطبيق الصوتي، والمجهود العضوي الحركي الذي تنتج عنه أصواتٌ لغوية معينة[35]، والجملة هي وحدة الكلام الصُّغرى، أو هي الحد الأدنى من اللفظ المفيد[36].

والجملة عند الدكتور إبراهيم أنيس، يقول: "إنَّ الجملة في أقصر صُورها هي: أقلُّ قدر من الكلام، يفيد السامع معنى مُستقلاًّ بنفسه، سواء تركب هذا القدر من كلمة واحدة أو أكثر"[37].

ويوضح الدكتور أنيس القدر الذي يكون في أقصر صورة بقوله: "فإذا سأل القاضي أحد المتهمين قائلاً:
• من كان معك وقت ارتكاب الجريمة؟
فأجاب: زيد.
فقد نطق هذا المتهم بكلامٍ مُفيد، في أقصر صورة"[38].

والدكتور أنيس هنا لا يَشترط الإسنادَ الذي هو أهم عنصر من عناصر التركيب عند النُّحاة.

أنواع الجمل عند اللغويِّين المحدثين من حيث التركيب:
تأثَّر بعض النحاة المحدثين بالقدماء في تقسيم الجملة، ومن هؤلاء:
الأستاذ عباس حسن، فقد قسَّم الجملة ثلاثةَ أنواع[39]:
• الجملة الأصلية: وهي التي تقتصر على ركني الإسناد.

• الجملة الكبرى: وهي ما تتركَّب من مبتدأ خبره جملة اسمية أو فعلية.

• الجملة الصُّغرى: وهي الجملة الواقعة خبرًا، في جملة كبرى.

وهذا نفس تقسيم ابن هشام[40].

أما الأستاذ إبراهيم مصطفى، فقد قسَّم الجملة إلى:
• جملة تامَّة: وهي التي تشتملُ على رُكني الإسناد، وهذا يشمل الاسميةَ والفعلية.

• جملة ناقصة: وهي التي تشتمل على ركن واحد فقط من رُكني الإسناد، ويتمُّ بها المعنى، ومن هذه الجمل عنده: جملة المفعول المطلق الذي حُذِف فعلُه، مثل: تحية، سلامًا، ومنها جملة النداء نحو: يا محمد[41].

أما الدكتور عبدالرحمن أيوب، فقد قسَّم الجملة نوعين[42]:
• جملة إسنادية: وهي التي تشتمل على ركني الإسناد.

• جملة غير إسنادية: مثل النداء، جملة نِعم وبئس، جملة التعجُّب.

وتنقسم الجملة عند الدكتور محمد حماسة عبداللطيف إلى: إسنادية وغير إسنادية[43]، قسَّم الإسنادية إلى تامَّة وموجزة قال: "لذلك سوف تنسب الجملة الإسناديَّة التامة إلى صدورها، وكذلك الموجزة"[44]، "أمَّا الجملة غير الإسنادية، فسوف تنسب إلى معناها التركيبي"[45]، والجمل الإسنادية التامَّة عنده تنقسم إلى: (اسمية، فعلية، وصفية)، والجمل الإسناديَّة الموجَزة: وهي التي يُذكَر فيها عنصرٌ واحدٌ من عناصر الإسناد، ويُحذف العنصر الثاني حذفًا واجبًا وغالبًا، إلى: (فعلية موجزة، اسمية موجزة، جوابية موجزة) [46].

أمَّا الجملة غير الإسنادية عنده فهي[47]:
1- جملة الخالفة: (اسم الفعل + ضَميمَة مرفوعة أو منصوبة).
2- جملة التعجب.
3- جملة المدح والذم.
4- جملة خالفة الصوت (أسماء الأصوات).
5- جملة النداء.
6- جملة القسم.
7- جملة التحذير والإغراء.

والرأي الذي آخذ به، ويراه الباحث الأقرب إلى الصَّواب في تعريف الجملة هو رأي نحاة العربية القدماء، فلا بُدَّ للجملة من الإسناد، وتمام المعنى.

أمَّا من جهة التركيب، فالجملة إما بسيطة: وهي ما اقتصر فيها على ركني الإسناد (فعل + فاعل)، (مبتدأ + خبر)، وهي التي سماها النحويون (الجملة الصُّغرى)، وإما مركبة: وهي التي تدخل في عناصرها جملة أخرى تقوم بوظيفة ما في بنائها، وهي التي سماها النحويُّون (الجملة الكبرى).

ملخص الرسالة باللغة العربية
مِن المعلوم أنَّ المرء لا يتكلَّم نحوًا، ولكن يتكلَّم لغةً، وقد نشأ علم النحو وثيقَ الصلة بنصوص اللغة على اختلافها، ولم تتوقفْ دراسة النحاة القدماء على الجانب النظري فقط، بل تخطتْه إلى الجانب التطبيقي، استشهادًا بالقرآن الكرم، والشعر العربي، وهذا الارتباط الوثيق بين علم النحو، والنصوص الحية هو الذي أكسب النَّحو حيويته ونهوضَه، والدِّراسة تُحاول أن تقترب من النص؛ لأن تفسير أيِّ نص من نصوص العربية لا بُدَّ أن يعتمد في مرحلته الأولى على فَهْم بنائه لغويًّا ونحويًّا، ولذلك جاءت هذه الدراسة للجملة العربية.

وقد جاءتْ هذه الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وخاتمة، وثلاثة أبواب، انقسم كل بابٍ فصلين، جاء كل فصلٍ في عدة مباحث.

ودار الحديث في المقدمة عن أهميَّة الدِّراسة، وهدفها، وسبب اختياري لهذا الموضوع، والدراسات السابقة، وخطة البحث.

وأمَّا التمهيدُ، فقد دار الحديث فيه عن التعريف بالشاعر موضوع الدِّراسة، ومعنى الجملة، وتعريفات النحاة قديمًا وحديثًا لها.

وجاء الحديث في الباب الأول، وهو بعنوان "بناء الجملة الاسمية" عن بنية الجملة الاسمية بنوعيها: المبتدأ والخبر، ودخول الناسخ عليها، وقد جاء هذا البابُ في فصلين:
الفصل الأول: "المبتدأ والخبر"، وقد جاء في ستة مباحث:
المبحث الأول: "الإسناد"، ودار الحديث فيه عن معنى الإسناد، وأهميته في بناء العلاقة الرَّابطة بين المبتدأ والخبر، ثم دراسة الأنماط التي أتى عليها المبتدأ والخبر في الدِّيوان.

المبحث الثاني: "الرتبة بين المبتدأ والخبر"، ودار الحديث فيه عن معنى الرُّتبة، ومتى تكون رتبةً حرة؟ ومتى تكون رتبة مقيدة؟ ومخالفات البهاء في الرتبة.

المبحث الثالث: "المطابقة بين المبتدأ والخبر"، ودار الحديث فيه عن معنى المطابقة، وأهميتها، وأهم الصور المحققة لظاهرة المطابقة، وما تُجيزه اللغة من المخالفة في بعض الأحيان، ورصد ما ورد مخالفًا عندَ البهاء ومحاولة تخريجه.

المبحث الرابع: "الربط بين المبتدأ والخبر"، ودار الحديث فيه عن معنى الربط، وأهميته، وبيان أنَّ الجملة من دون الرَّبط، لا تصبح جملة، ودار الحديث أيضًا عن أنواع الربط، والحالات التي تسمح اللغة فيها باختلاف المطابقة بين الضمير ومرجعه، وحالات الحَمْل على المعنى.

المبحث الخامس: "التضام بين المبتدأ والخبر"، ودار الحديث فيه عن معنى التضام، وأهميَّته في الإفصاح عن المعنى النَّحوي، وكذلك الحديث عن نوعي التضام إيجابًا وسلبًا.

المبحث السادس: "الدراسة الدلالية للمبتدأ والخبر"، ودار الحديث فيه عن دراسة المعنى للمبتدأ والخبر، ودرس المعنى الذي يُؤدِّيه الخبر إذا كان وصفًا، أو جملة اسمية أو فعلية، وكذلك المعاني التي يُؤدِّيها المبتدأ إذا جاء معرفةً أو نكرةً.

أمَّا الفصل الثاني، وهو بعنوان: "النواسخ"، فقد جاء في ستة مباحث أيضًا:
المبحث الأول: "الإسناد"، ودار الحديث فيه عن الإسناد بعد دخول الناسخ على الجملة، ونمط الجملة، وصيغ تلك النواسخ، وورودها من عدمه عند الشاعر.

المبحث الثاني: "الرتبة"، ودار الحديث فيه عن الرُّتبة بين الناسخ والمبتدأ والخبر، ورصد ما ورد مُطابقًا أو مخالفًا عند البهاء.

المبحث الثالث: "التضام"، ودار الحديث فيه عن التَّضام بين المبتدأ والخبر بعد دخول الناسخ عليهما، ودراسة تضام بعضِ النواسخ إلى الجملة، أو بعض الأدوات إلى النواسخ.

المبحث الرابع: "ليس"، دار الحديث فيه عن (ليس)، وتركيبها وتضامها، داخل الدِّيوان، واستعمال البهاء لها، ورأي النحويين في ذلك.

المبحث الخامس: "ظواهر نحوية في أفعال المقاربة والرَّجاء والشروع"، ودار الحديث فيه عن دراسة بعضِ الظواهر النادرة أو القليلة، التي وردتْ في استعمال الشاعر لهذه الأفعال.

المبحث السادس: "ظواهر نحوية في إن وأخواتها"، ودار الحديث فيه عن بعض الظواهر النادرة في استعمال الشاعر لهذه الحروف.

أمَّا الباب الثاني، وهو بعنوان: "بناء الجملة الفعليَّة"، فدار الحديث فيه عن بناء الجملة الفعلية، ودور القرائن في مكوناتها، وقد جاء في فصلين:
الفصل الأول: "العناصر الأساسيَّة في الجملة الفعلية"، ودار الحديث فيه عن دراسة الفعل والفاعل ونائبه، وما يَستتبعهم من أحكام، وقد جاء هذا الفصلُ في أربعة مباحث:
المبحث الأول: "الإسناد" ودار الحديث فيه عن الإسناد ودوره في الرَّبط بين الفعل والفاعل أو نائبه، وخلاف النحويِّين حول تحديد الجملة الفعليَّة، ورأي البحث في ذلك.

المبحث الثاني: "الرتبة"، ودار الحديث في هذا المبحث عن الرُّتبة بين الفعل والفاعل، وبيان أنَّها رتبة ملتزمة، كما رأى البصريون.

المبحث الثالث: "المطابقة"، ودار الحديث عن صور المطابقة بين الفِعل والفاعل من تطابُق نوعي، وتطابق عددي، والحالات التي تجيز فيها اللغة المخالفة، والحالات التي توجب فيها المخالفة، وما ورد مُطابقًا أو مخالفًا عند البهاء.

المبحث الرابع: "التضام"، ودار الحديث فيه عن الحذف الجائز والواجب لركني الإسناد، وجواز حذْف الفاعل من عدمه، ودور الحذف وتأثيره على المعنى، وورود الفاعل جملة، ومخالفات البهاء في ذلك وتخريجه.

أمَّا الفصل الثاني، وهو بعنوان: "مكملات جملة الإسناد في الجملة الفعلية"، فجاء في مبحثين:
المبحث الأول: "ظواهر نحويَّة في المفاعيل"، ودار الحديث في هذا المبحث عن الظواهر النحويَّة القليلة أو النادرة التي وردتْ في استعمال البهاء للمفاعيل.

المبحث الثاني: "الحال"، ودار الحديث فيه عن استعمال البهاء للحال في الديوان، وحالات مجيء الحال جامدًا أو مصدرًا، أو كونه عُمدة، ووقوع الحال جملة، وعامل الحال، ورصد مطابقة ذلك أو مُخالفته عندَ الشاعر.

الباب الثالث، وهو بعنوان: "اللغة والتركيب عند الشاعر"، فقد جاء في فصلين:
الفصل الأول: "اللغة"، ودار الحديث فيه عن لُغة الشاعر، والمادة اللغوية التي استقى منها مادته، وقد جاء في مبحثين:
المبحث الأول: "مصادر الشاعر اللغوية"، ودار الحديث فيه عن مادة الشاعر اللغويَّة، أو بمعنى أدق عن الألفاظ لدى الشَّاعر.

المبحث الثاني: "أغراض الشعر وأثرها في بناء الجملة"، ودار الحديث في هذا المبحث عن أغراض الشِّعر من مديحٍ وهجاءٍ، ورثاءٍ وغزلٍ ووصفٍ، وأثر ذلك على تنوُّع الجملة عند البهاء، ومناسبة كل غرضٍ لنوع الجملة التي اختارها الشاعر.

أما الفصل الثاني، وهو بعنوان: "التركيب"، فقد جاء في مبحثَين:
المبحث الأول: "ترابط التركيب داخل القصيدة"، دار الحديث في هذا المبحث عن ترابُط واتصال التركيب لدى الشاعر، في بناء القصيدة، والوَحدة الموضوعيَّة، ليس على مستوى المعنى فقط، بل على مستوى التركيب والبناء اللغوي.

المبحث الثاني: "مخالفات الشاعر في التركيب"، وقد دار الحديث في هذا المبحث عن مخالفات الشاعر النحويَّة، في التضام والرَّبط، ومخالفاته في العلامة الإعرابيَّة، وكذلك مخالفاته في الرتبة، ومحاولة تخريج ذلك.

أمَّا الخاتمة، فقد دار الحديث فيها عمَّا استخلصه البحث من دراسة بناء الجملة لدى الشاعر، وما تُوصي به الدراسة.

فهرس المحتويات
الموضوع
رقم الصفحة
المقدمة
(2- 12)
التمهيد
13
التعريف بالشاعر
13
مفهوم الجملة وأنواعها عند القدماء
14
مفهوم الجملة وأنواعها عند اللغويين المحدَثين
19
الباب الأول: بناء الجملة الاسمية
25
الفصل الأول: المبتدأ والخبر
26
المبحث الأول: الإسناد
27
أنماط الصيغة التي أتى عليها المبتدأ
28
أنواع الخبر وصيغه في الديوان
32
المبحث الثاني: الرتبة بين المبتدأ والخبر
37
الرتبة الحرَّة بين المبتدأ والخبر
37
تقدم المبتدأ وجوبًا
40
تقدم الخبر وجوبًا
42
المبحث الثالث: قرينة المطابقة
45
المطابقة في النوع
46
المطابقة في العدد
47
المطابقة في التعيين
49
المطابقة في الحالة الإعرابية
50
المبحث الرابع: قرينة الربط
52
الربط بالضمير
53
الربط بواسطة الإشارة
54
إعادة المبتدأ السابق بلفظه
55
العموم في الخبر
55
المبحث الخامس: قرينة التضام في الجملة الاسمية
56
أولاً: التضام السلبي
57
حذف المبتدأ جوازًا
57
حذف الخبر جوازًا
58
الحذف الجائز في الديوان
59
أولاً: حذف المبتدأ
59
ثانيًا: حذف الخبر
61
الحذف الواجب
62
أولاً: حذف المبتدأ وجوبًا
62
ثانيًا: حذف الخبر وجوبًا
64
ثانيا: التضام الإيجابي (تعدد الخبر)
66
تعدُّد الخبر عند البهاء
68
المبحث السادس: الدراسة الدلالية للمبتدأ والخبر
69
وظيفة الخبر
69
الإخبار بالاسم أو الوصف
69
الإخبار بالجملة الفعلية
70
الإخبار بواسطة شبه الجملة
72
دراسة المبتدأ من حيث التعريف والتنكير
73
أولاً: المبتدأ النكرة
73
ثانيًا: المبتدأ المعرفة
75
الفصل الثاني: النواسخ
81
المبحث الأول: الإسناد
82
دراسة الصيغة في الديوان
82
دراسة الخبر
88
مخالفات البهاء في الخبر
89
وقوع خبر كان جملة استفهامية
89
وقوع خبر ليس معرفة واسمها نكرة
89
المبحث الثاني: الرتبة
90
صور الرتبة في باب كان وأخواتها
90
توسط الخبر جوازًا
90
توسط الخبر وجوبًا
91
المبحث الثالث: التضام
93
التضام الإيجابي
93
التضام السلبي
95
المبحث الرابع: ليس عند البهاء
99
حذف خبر ليس وبقاء اسمها
102
توسط الخبر بين الناسخ واسمه في غير مواضع التوسط
103
المبحث الخامس: ظواهر نحوية في أفعال المقاربة والرجاء والشروع
105
توسط الخبر في مواضع لا يجوز فيها التوسط
105
دخول أن على خبر كاد
106
(عسى) في ديوان البهاء
107
المبحث السادس: ظواهر نحوية في إن وأخواتها
114
وقوع المصدر خبرًا عن إن واسمها اسم ذات
114
وقوع خبر إن جملة واسمها اسم ذات
114
ترك المطابقة بين اسم إن وخبرها
115
حذف اللام من خبر إن المؤكدة
115
عود الضمير مفهوم من الفعل السابق
115
حذف الخبر من إن وكأن ولكن
116
نتائج البحث في الجملة الاسمية
119
الباب الثاني: الجملة الفعلية
121
الفصل الأول: العناصر الأساسية للجملة الفعلية
122
المبحث الأول: الإسناد
123
الأنماط التي أتت عليها الجملة الفعلية المبنية للفاعل
125
ورود الفاعل نكرة
128
الأنماط التي أتت عليها الجملة الفعلية المبنية لغير الفاعل
130
المبحث الثاني: الرتبة
133
صور الرتبة كما وردت في الديوان
134
تقدم الفاعل على المفعول وجوبًا
134
تقدم المفعول على الفاعل جوازًا
136
تقدم المفعول على الفاعل وجوبًا
137
تقدم المفعول على الفعل والفاعل معًا
139
تقدم المفعول على الفعل والفاعل وجوبًا
139
المبحث الثالث: المطابقة
141
أولاً: التطابق النوعي
141
التطابق الواجب
141
التطابق الجائز
143
ثانيًا: التطابق العددي
147
المبحث الرابع: التضام
149
حذف الفعل جوازًا
149
حذف الفعل وجوبًا
151
حذف الفاعل جوازًا
152
وقوع الفاعل جملة
157
مسائل حذف الفاعل وجوبًا
159
حذف الفعل والفاعل معًا
161
ظاهرة اللف والنشر
163
الفصل الثاني: مكملات جملة الإسناد في الجملة الفعلية
165
المبحث الأول: ظواهر نحوية في المفاعيل
166
مجيء المفعول المطلق من فعل نصب نائبًا عن المفعول المطلق في بيت سابق
166
حذف عامل المفعول المطلق وإنابة المصدر منابه
167
تقدم المفعول المطلق على عامله
167
تقدم المفعول له على عامله
168
المبحث الثاني: الحال
170
مسائل مجيء الحال جامدة
170
مجيء الحال مصدرًا
172
مجيء الحال عمدة
173
مجيء الحال معرفة
175
مجيء الحال جملة
176
مجيء الحال جملة استفهامية
176
الرابط في جملة الحال
177
العامل في الحال
178
رتبة الحال مع صاحبها
180
الذكر والحذف في باب الحال
182
حذف عامل الحال جوازًا
183
حذف عامل الحال وجوبًا
183
نتائج البحث في الجملة الفعلية
185
الباب الثالث: اللغة والتركيب عند الشاعر
187
الفصل الأول: اللغة عند الشاعر
188
المبحث الأول: مصادر الشاعر اللغوية
189
استخدام الموروث
189
الموروث الدِّيني
189
أولاً: القرآن الكريم
189
ثانيًا: الحديث النبوي الشريف
191
الموروث الأدبي
192
أولاً: استخدام الشعر
192
ثانيًا: استخدام الشخصية
194
الموروث التاريخي
196
استخدام الأمثال
197
العامية وأثرها في لغة البهاء زهير
198
المبحث الثاني: أغراض الشعر وأثرها في بناء الجملة عند البهاء
201
أولاً: غرض المديح
201
ثانيًا: غرض الوصف
203
ثالثًا: غرض الرثاء
205
رابعًا: غرض الهجاء
207
خامسًا: غرض الغزل
208
الفصل الثاني: التركيب لدى البهاء
212
المبحث الأول: ترابط التركيب داخلَ القصيدة
213
المبحث الثاني: مخالفات الشاعر في التركيب
221
مخالفات البهاء في التضام والربط
221
مخالفات البهاء في التضام بين النعت والمنعوت
223
تقدُّم النعت على المنعوت
224
مخالفات البهاء في الجملة الواقعة نعتًا
225
مخالفات البهاء في العلامة الإعرابية
226
المخالفة في الضمير وفي ترابُط التركيب وترتيبه
228
نتائج البحث في اللغة والتركيب عندَ الشاعر
230
الخاتمة وما تُوصي به الدراسة
232
فهرس المصادر والمراجع
235
فهرس المحتويات
254

[1] "بناء الجملة العربية"، د. محمد حماسة عبداللطيف، (ص: 18).
[2] "كتاب سيبويه"، تحقيق: أ/ عبدالسلام هارون، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، (1/23).
[3] السابق، (1/122).
[4] "الخصائص"، لابن جني، (1/20)، تحقيق: أ/ محمد علي النجار، الهيئة المصرية للكتاب، 1986م.
[5] "بناء الجملة العربية"، (ص: 19).
[6] "الخصائص"، (1/20).
[7] "المفصل"، للزمخشري أبي القاسم محمود بن عمر، (ص: 6)، وانظر: "اللباب في علل الإعراب"، لأبي البقاء محب الدين بن عبدالله، (ص: 42)، تحقيق: غازي مختار طليمات، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 1995م، واختاره العكبري، انظر: "مسائل خلافية في النحو"، (ص: 35، 37)، تحقيق: محمد خير الحلواني، دار الشرق العربي بيروت، الطبعة الأولى، 1992م.
[8] "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب"، لابن هشام، (ص: 490)، حققه وعلق عليه: د/ مازن المبارك، محمد علي حمد الله، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1412هـ - 1992م، وانظر: "الإعراب عن قواعد الإعراب"، لابن هشام، (ص: 17)، تحقيق: د/ أحمد محمد عبدالدايم، مكتبة الزهراء 1995م؛ حيثُ قال: "الجملة أعم من الكلام، فكل كلام جملة ولا ينعكس"، وانظر: "موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب"، (ص31، 32)، الشيخ خالد الأزهري، تحقيق: د/ عبدالكريم مجاهد، مؤسسة الرِّسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1996م.
[9] "مغني اللبيب"، (ص: 490).
[10] "همع الهوامع"، (1/12)، الطبعة الأولى، 1327هـ، عُني بتصحيحه محمد بدر النعساني.
[11] "شرح الرضي على الكافية"، (1/33)، تصحيح وتعليق: يوسف حسن عمر، منشورات مؤسسة الصادق، طهران، 1398هـ - 1978م.
[12] السابق نفسه.
[13] "المفصل"، (ص: 6).
[14] "شرح المفصل"، لابن يعيش، (1/20)، مكتبة المتنبي، القاهرة.
[15] السابق (1/21).
[16] "الخصائص"، (1/20).
[17] "شرح شذور الذهب"، (ص: 27)، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1995م.
[18] "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك"، (ص: 12)، منشورات المكتبة العصرية، بيروت.
[19] "شرح شذور الذهب"، (ص: 27).
[20] انظر: ابن عقيل، (1/14)، و"شرح الكافية"، للرضي (1/33)، و"مغني اللبيب"، (ص: 490)، و"حاشية الصبان على الأشموني"، (1/58)، و"تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد"، لابن مالك، (ص: 3)، و"اللمع"، لابن جني، (ص: 73)، وقد لخص ابن هشام المصري في رسالة "المباحث المرضية" هذا الخلاف، (ص: 49 - 66)، تحقيق د/مازن المبارك، دار ابن كثير، دمشق، الطبعة الأولى، 1987م.
[21] "شرح شذور الذهب"، لابن هشام، (ص: 32).
[22] السابق نفسه.
[23] انظر: "المقتضب"، (ص: 492 د)، (4/128)، تحقيق: محمد عبدالخالق عضيمة، الطبعة الثانية، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة 1399هـ، وانظر: "مغني اللبيب"، (ص491) يقول ابن هشام: "أي: كونه مسندًا أو مسندًا إليه"، فلا عبرة بما تقدم عليه من حروف"؛ "مغني اللبيب"، (ص: 492).
[24] "مغني اللبيب"، (ص: 492).
[25]"المفصل في صنعة الإعراب"، (ص: 44).
[26] "مغني اللبيب"، (ص: 497)، وانظر: "موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب"، (ص: 34).
[27] "دارسات نقدية في النحو العربي"، (ص: 125) د/ عبدالرحمن أيوب، مكتبة الأنجلو المصرية، 1975م.
[28] وقد يرجع ذلك إلى تأثُّر اللغويين المحدثين ببعض المدارس الغربيَّة، فقد نقل بعض الباحثين بعض تعريفات اللغويين الغربيين للجملة دون أنْ يشير إلى كونها تعريفات للجملة الإنجليزية، انظر مثلاً: "النحو العربي والدرس الحديث"، د/ عبده الراجحي، دار النهضة الحديثة، بيروت، 1979م، (ص: 35)، وانظر: "نحو النص: اتجاه جديد في الدرس النحوي"، (ص: 56 وما بعدها)، د/ محمد عفيفي، مكتبة زهراء الشرق، الطبعة الأولى، 2001م.
[29] "أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة"، (ص: 286)، د/ نايف خرما، وانظر: "بلاغة النص: مدخل نظري ودراسة تطبيقية"، د/ جميل عبدالمجيد، (ص: 7 - 8)، دار غريب للطباعة والنشر.
[30] "النحو الوافي"، للأستاذ عباس حسن، (1/15)، الطبعة العاشرة، دار المعارف.
[31] السابق نفسه.
[32] "دارسات نقدية في النحو العربي"، (ص: 3).
[33] السابق، (ص: 125).
[34] السابق، (ص: 126).
[35] "اللغة العربية معناها ومبناها"، د/ تمام حسن، (ص: 31 وما بعدها)، الهيئة العامة للكتاب.
[36] السابق نفسه.
[37] "من أسرار اللغة"، د/ إبراهيم أنيس، (ص: 276، 277) الطبعة السابعة، مكتبة الأنجلو.
[38] السابق، (ص: 277).
[39] "النحو الوافي"، (1/17).
[40] راجع هذا البحث، (ص: 19).
[41] "إحياء النحو العربي"، د/ إبراهيم مصطفى، (ص: 142)، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1917م.
[42] "دراسات نقدية في النحو العربي"، (ص: 129).
[43] هو نفس تقسيم الدكتور أيوب، ولكنه زاد عليه بعض التفصيل.
[44] "قرينة العلامة الإعرابية في الجملة بين النحاة القدماء والدارسين المحدثين"، (ص: 66)، رسالة دكتوراه، دار العلوم، 1396هـ - 1976م.
[45] السابق، (ص: 63).
[46] السابق، (ص: 68).
[47] السابق، (ص: 85 - 86).

leprence30
2013-09-06, 13:38
سحر الشعر في أفق السرد
قراءة في مجموعة "عكارة الجسد"

مع الحداثة وبعدها تلاقحت الفنونُ الأدبية، وسقطت الأسجية الفاصلة بينها، فظهرت نصوصٌ إبداعية تنتمي لنوع بعينه، لكنها تتواشج وتقنياتِ نوع آخر؛ ذلك أن "الأنواع الأدبية مفاهيم مرنة متطورة، بمعنى أنها تتطور من عصر إلى عصر، ومن فترة إلى فترة، ومن مدرسة إلى مدرسة، ومن كاتب إلى كاتب، كل عمل جديد - خاصة إذا كان عملاً أصيلاً - يضيف إلى النوع، وكل كاتب متميز يغيِّر من طبيعة النوع، ومن ناحية أخرى، يدخل النوع الأدبي في علاقات متبادلة مع الأنواع والفنون المجاورة وغير المجاورة، ويستعير منها تقنيات وموضوعات جديدة تغيِّر من طبيعته"[1]، فتداخَلَ النثر والشعر حتى أصبحت "الحدود التي تفصل بينهما شديدة المراوغة"، بل أصبحت "أقل استقرارًا من الحدود الإدارية للصين" بتعبير جاكبسون[2]، حتى إن " تودوروف" وصَل أبعد من ذلك حين عد الرواية قصيدة القصائد، أو هي امتزاج الأنواع الأدبية[3].

وقد حدث هذا التداخُل في أدبنا في نهاية الستينيات، فلقد "شهدت وعيًا لدى الكتَّاب في إعطاء دفقة شاعرية لِلُغتهم، من خلال وعيهم بأن تداخُلَ الأجناس بين الشعر والنثر، قد يفيد لغة النثر في إعطائها دفقة شعرية بإدخال لغة الشعر إليها، وخصوصًا أن معظم هؤلاء الكتَّاب يمتلكون تلك الخاصية"[4].

إن الشعر حينما يتمازج مع النثر لا يعني على الإطلاق مجرد إحداث تشكيلات جمالية ترتقي بلغة النص، وتضفي عليه شيئًا من زخم الشعر وألقه، الغايةُ أو المقصد من تعمق التمفصل المزدوج بين السردي والشعري أن يكونَ للشعري داخل النثري "فاعلية نصية ورُؤيوية معًا، يحرِّر النص من الواقعية المباشرة، ويحرر اللغة من النثرية التقريرية، ويحرر خيال الكاتب من النماذج القبلية، كما يحرر اللغة من جهازية التلقي"[5].

وإذا كان الشعر يعتمد على جمالية الكلمات لتفجير طاقاته الشعرية؛ فيعِجُّ بالانزياحات والانحرافات وفوضى الحواس فضلاً عن إيقاعه، فإن شعرية لغة النثر يضاف إليها أمر خاص بطبيعة الجنس السردي خاصة يَزيدها ألقًا على ألقها إذا انضافت شعريةُ الأشياء إلى شعرية اللغة، وذلك عبر الأسطوري أو العجائبي، فترتفع اللغة عن حيز الواقع، لتحلِّق في سموات الخيال بلا حدود؛ لتكون جديرة بالتعبير عن ذلك الأسطوري أو العجائبي اللامحدود، وفي ذلك يقول "جون كوين": "إنه يمكن التعبير عن حدث أسطوري في لغة شعرية، ويتم بذلك تجميعُ مصدرين مختلفين في عمل جمالي واحد"[6]، هذا التصور يتعلق بالسرد إجمالاً، لكنه يغدو أكثرَ وضوحًا في القصة القصيرة عنه في الرواية؛ إذ الأولى لغلبة سمة الإيجاز والتركيز عليها - سواء في العناصر القصصية، أو العنصر اللغوي - سمحتْ بتقاربِها أو امتياحها من عناصر الشعر كما صرح بذلك الدكتور "الطاهر أحمد مكي"، مقررًا أن القصة القصيرة هي "أقرب ألوان النثر من الشعر، وفيها الكثير من خصائصه برغم ما يبدو بينهما من بُعْدٍ للوهلة الأولى، يجمع بينهما أن عمادَ كل منهما التكثيف والتوتر والتلاحم العاطفي والجمالي"[7]، ويرى د. "عبدالرحيم الكردي" المعنى ذاته مركزًا على الصورة كأهم خصائص اللغة الشعرية التي تشارك فيها القصةُ الشعرَ، يقول: "إن القصة القصيرة تشترك مع الشعر والصورة الكلامية في عنصر التصوير"[8].

واللغة الشعرية للسرد تتجلى في الانزياح بقسميه: استبدالي وسياقي؛ أما الانزياح السياقي - كالحذف والتقديم والتأخير - فعلى الرغم من كونه لفظيًّا فإن له أثرَه الواضح في الدلالة، فضلاً عن الإيقاع بالطبع إذا اطرد بشكل تراتبي، وأما الانزياح الاستبدالي - من استعارة ومجازٍ وتشبيه - فعليه العامل الأكبر في شعرية اللغة، ويقصد بفاعليتِه أن يكون فاعلاً - بحق - في دلالة النص وإنتاجه، ولا يقصد به أن يكون "نصًّا سرديًّا نثريًّا مزخرفًا بالشعر، ولا قصة يتضمن أسلوبها صورًا شعرية، وبمعنى آخر: ليس المراد سردًا نثرًا يبث الشعر في جُمَلِه في شكل صور بلاغية، ما نعنيه هو نص قائم على السرد (مستوى أفقي)، وعبر معمار النص (مستوى عمودي)" [9]، وعلى هذا؛ فلا يعتمد السرديُّ الشعري على صور جزئية تتخلَّله، تُشبِه الصور الكلامية المبثوثة في الشعر والنثر على حد سواء، دون تأثير كلي في النص الأصغر (القصة)، أو النص الأكبر (المجموعة).

ويدخل في الشعرية اللازماتُ اللفظية، باعتبارِها قد تمثِّلُ مفاتيحَ لقراءة النص، وكذا اختفاء أدوات الربط والتَّكرار اللغوي.

والشعرية - إجمالاً لغوية أو سردية - لا يمكنُ أن تغفل العتبات؛ لأنها تغيِّر قراءةَ النصوص - بتعبير جينت - وعلى هذا ستسير هذه القراءة الموجزة لمجموعة "عكارة الجسد" وفق ما يلي:
1- حوار العتبات.
2- الصورة.
3- الإيقاع.

1- حوار العتبات:
"عكارة الجسد" عنوان لمجموعة سيطر على لغتِها طابعُ الشعرية، ولعل العنوان في غرابتِهِ وشحنته المجازية يتقاطعُ ومعظمَ نصوص المجموعة فيُنيرها دون أن يوجهنا؛ فالعكارة عند ابن منظور "العكر: دُرْدِيُّ كل شيء، وعكرُ الماءِ والشراب والدهن: آخره وخاثره، وقد عكر، وشراب عكر، وعَكِرَ الماء والنبيذ عكرًا: إذا كَدِر، وعَكَّره وأعْكَره: جعل فيه العَكَر"[10].

فالعنوان يتجاذبُهُ عنصران: التنكير والإضافة؛ فـ: "العكارة" خرجت من قدرها التنكيري بالإضافة إلى الجسد المعرَّف، الذي أزف بدخولها عالم المجاز، فليس الجسد مما يصيبه الكدرُ حقيقة، ويتركنا العنوان الموجز نجترُّ معناه ونحاول تأويله، هل الكدر أصاب الأعضاء الحسية ففقَدت كفاءتَها عبر المَرَض الجسدي، أو هي عكارة الروح التي يمثل الجسد وعاءً حاويًا لها، ينقى بنقائِها، ويصيبه الكدر بتلوثها وفَقْدِها البراءة؟ وهذا المعنى هو الراجح؛ لِما له ما يعضده في أكثر من نص، يقول القاص في "ضفيرة من قش": "ضاع مني، ووجدتني جسدًا، جسدًا ثقيلاً، تعصف به الريح"، "وبينما أنا أجسد ملقى تفوح له رائحة"[11]، وفي "عكارة الجسد" يقول: "لا بد أن أصل إليها، تلك الروح الغارقة في بئر الجسد الغويط"، "فليُبْحِرْ إلى تلك الروح الغارقة في بئر الجسد الغويط"[12].

والنماذج الدالة على ذلك كثيرةٌ في النص كله مباشِرة كالسابقة، أو عبر الرمز كما في "إنسان الطير"؛ إذ جاءت الشخصية في هيئة نصف إنسان ونصف طير، له جَناحان ومخالب وذيل ورِجْل طائر ووجه إنسان، صعِد إلى السماء بعد محاولة رشوته؛ فالطائر رمز صوفي للروح، وصعوده للسماء تَرَقٍّ، ولعلنا نشير إلى صيغة المصدر بما لها من مبالغة عن فعلها في إضافتها إلى المفرد المعرَّف دون الجمع، فالجسد المقصود هو جنس الجسد البشري كافة، وكأنه قصد تأملات في تلوث هذا الجنس عبر حِقب الزمن الذي يتراءى بقوة في النصوص، ليبدو مُلحًّا، ومضنيًا للذات الساردة، مهما اختلف ضمير السرد.

لوحة الغلاف:
لوحة غريبة بقدر غرابة العنوان وبعض شخصيات السرد، فهي تتشكَّل من تداخل صور بشرية أربع: طفل مبتسم، ثم صياد يجذب شبكته، وأدنى منهما صورة خلفية لرجُلٍ متهدل الكتفين يسير نحو الشاطئ، ومَقطع للجزء الأسفل من وجه شيخ يبدو ساكنًا مزموم الشفتين، كل هذا على خلفية من بحر يملأ الغلاف، فالتداخل بين الصور الأربع ثابت وواضح، فيه صفاء لون الماء في أعلى اللوحة، فهو البحر دال الأخطار والسفر، والصور الأربع لطفل مبتسم، وشاب يشد رزقه من بين براثن الموج، وآخر يقف بعيدًا عن معترك المحاولة، والرابع يبدو مسجى لا قوة له، فكأنها مراحل حياة الإنسان أو الجسد البشري مع الحياة، يبدأ كصورة الطفل مبتسمًا، ثم يعود شيخًا يحمل الهموم والأدران، ولعل اختلاط الصورة وتداخلها عبر ما يشبه المونتاج - فالصور مركبة على بعضها البعض - يذكِّر بدلالة "عكر" اللغوية في اختلاط الشيء بغيره، "واعتكروا في الحرب: اختلطوا، واعتكر العسكر: رجع بعضه على بعض، فلم يقدر على عده، واعتكر الليل: اشتدَّ سَوَادُه واختلط والتبس..." [13]، فهل يقصد أن الأرواح البشرية اختلطت وتداخلت وخالطها غيرها؟ فقد توافق المفتتح الأول المتناصُّ مع كثير من النصوص دلاليًّا مع لوحة الغلاف، ثم يأتي النص ليؤكد هذا أو يغيِّره كما سنرى.

الإهداء
جاء الإهداء موجزًا مكثفًا ممهورًا بحروف اسم الكاتب الأولى:
"إلى قطة لَمَّا تَزَلْ تموء ص. ع"[14].

القطة دال أو علامة على الروح، تتصل بمعنى امتداد الرُّوح عبر الشعبي المؤيد بالطبيعة البيولوجية لهذا الحيوان، الجامع بين تناقضات تمثِّل مفارقة دلالية تمتد لتشمل كثيرًا من نصوص المجموعة، فهي تجمع بين القوة والضعف، الشراسة والحنو، الفناء وإمكانية تعدُّد الأرواح باعتبار الشعبي المشير إلى مرونتِها الجسدية، فعلى الرغم من الانتماء إلى فصيلة مفترسة في الأصل، فهي أشهر وأودعُ الحيوانات الأليفة، فهل تشبه الروح في صفائها وكدرها؟ وقيل: إن القطةَ رمز للخير والحرية والاستقلال لدى القدماء المصريين، فما زالت تلك المعاني موجودة تصطرع اصطراعها في النصوص.

أما عن عتبات القصص، فهي قصيرة في مجملِها، تتراوح بين كلمة واحدة، مُسنَد حُذف منه المسنَد إليه أو العكس، أو كلمتين، وندر ما زاد عن ذلك، بعضها غلب عليه المجاز أو المفارقة؛ كما في: "إنسان الطير"، "عكارة الجسد"، "أسود وأبيض"، "حبة العنب اللحمية"، أو كان شديد الواقعية؛ كـ: "مطر"، "جبروت"، "تلك الآلات"، "هو"، "الحرب"، منها ما دل على الشخصيات الغريبة: "إنسان الطير"، و"القطط كلها سوداء"، "تمثال"، أو ما دل على الشخصية مطلقًا؛ كـ: "رجل"، "هو"، وأكثرها أشار إلى الحدث، وهذه وتلك تشتركُ في تبئير ثنائية الروح وما يتصل بها، والجسد وما يتعلق به.

2- الصورة:
حينما نتطرَّق لِلُغة القص لا يعني مقاربتها مبتورة عن التيمة التي تقدِّمها، والعناصر الفنية والتكنيكات التي تشكلها، فكلها عناصر تتكامل وتتآزر لتشكل انطباعًا واحدًا، ومن ثم يُعَدُّ بترًا وعيبًا اجتزازُ أي منها وإفرادُه بالقراءة، ويقصد بالصورة هنا الصورة الكلية التي تشكل عناصر البناء المشكلة للتيمة، ولغة الوصف عبرها تمثل "صورة تجسيدية ممتدة، تتراص فيها المشاهد والصور القصصية لتكون النسيج الكلي للقصة الذي هو الصورة الكلية نفسها"[15]، فنجد القصة كلها لوحة واحدة/ صورة تجسد فكرةً ما في شكل الوصف المسرود، لا عبر التوقف الزمني؛ أي: الوصف الخالص الذي لا تحتملُه القصةُ القصيرة، فهي تلتقط أو تقدم عبر آنيَّة الحدث وجَرَيانه، من ذلك قصة "ضفيرة من قش" التي تشخص أو تجسِّد فكرة الإرادة الإنسانية أو الحرية عبر صورة حسية كلية، متخِذةً من الحلم والعجائبي إطارًا لها، فتبدأ القصة بصراخ: "صاح: لا، إنه لا زال حيًّا، لا زال يتنفس في رأسي، يصخب.. يصرخ... يعترض.. يلعب.. إنه الذي منذ الصِّغَر لم يحب وإنما انطلق، انطلق إلى الخلاء، يعانق الريح والمطر، هو الذي ألقى بجسده إلى النهر - البحر - وهو بعد لم يتعلم العوم.. فعلَّمه النهر - البحر - العوم، علمه كيف يكون نهرًا.. بحرًا.. وهو الذي صادف الأشجار ونادى عليها بأسمائها.. فطأطأت هاماتها له.. فكان عشه - هناك - في الأعالي.." [16].

إنها صورة لإرادة الإنسان الفطرية أو الحرية أو الذات الإيجابية - التي هي أصل الخير المطلق - كما يرى الصوفيون - تصطف بها الصورُ الجزئية التي تشكِّل كليتها لتصور المعنوي حيًّا يمارس الحياة بكل عنفوانها، بل إنه يفُوق الأحياء ويتعدَّاهم إلى حيث لا تبقى المقارنة أو الشَّبه قائمًا، تكتمل الصورة بمعابثة المعنوي/ الإيجابي لآليات العصر، فيصطدم بقطار ثم يخرج حيًّا، ويستمر الوصف الحركي عبر آليَّة الحدث ذي الإيقاع السريع الموافق إيقاعَ الحياة، الذات الإيجابية تنفخ في الذات السلبية آيات المغامرة والإقدام، ثم ينقطع الخيط، ويصحو الأخير مفزوعًا من حُلمه، و"صحوت من نومي"، فقد وظَّف الكاتبُ الحُلم المباشر ليستوعب تجسيد فكرته، وينطلق بها إلى حيز الإمكان، إن "ضفيرة القش" التي ربطت بدلاً من جنزير "الدراجة" هي علامة ميلاد الإرادة أو الحرية أو الذات الإيجابية من بساطة اللاممكن، وفي نهاية الحُلم يبقى الجسد مكانه، وضفيرة القش في يده، آية عجزه وآية إمكانه في آنٍ، الكاتب استعان في تجسيد تلك الصورة الكلية بجزئيات حملت الفكرة/ علامة الإرادة أو الإيجابية إلى حيز الوجود الفعلي المضمخ برائحة الزمن الممتد والملح عبر كل نصوص المجموعة "لألف عام شدني وراءه.. لألف ألف منذ بدء الخليقة وهو يشدني وراءه.. يقودني.. يعلِّمني.. يحرِّضني"[17].

المكان امتداد لدرامية الصورة في الخوف الكابوسي من موت الإرادة أو الحرية أو الذات الإيجابية، المفترض أنه كون الإنسان الأول - كما يقول باشلار - يتحول هذا الكون إلى قبر وسجن، فيؤكد عمومية التجرِبة الإنسانية مما يذكر بالمفتتح الأول "الجسد" جنس الإنسان المطلَق، فاستحال الكونُ بفَقْد أحد أركانه/ الروح قبرًا أو سجنًا.

فقد استطاع الكاتب عبر شعرية اللغة وحركيتها أن يعبرَ عن مدى حركية الإرادة أو الحرية؛ فهي تنطلق وتصخب وتصرخ وتعترض وتلعب، تعوم في النهر، تصادق الأشجار، تنادي عليها، تلاعب العصافير، وفي "عكارة الجسد" يقدم صورة للصراع بين الجسد بجِبلَّته الطينية، والروحِ بنقائها الفطري، فيصور رحلة للبحث عن الروح الغارقة في بئر الجسد، رحلة تنتهي بنهاية الجسد والروح معًا، الرحلة تتحول لصراع عنيف بين الجسد والروح، رغبة أو موقفًا شعوريًّا في النقاء، في التخلص من الأكدار التي حاقت ببدن الإنسان، جاء في المفتتح: "وكان عليه أن يصل إليها، تلك الروح الغارقة في بئر الجسد الغويط - عصفوره الذي كان، والذي ظل يزقزق لألف عام، عليه - الآن - أن يجهِّز سفينته ومجاديفه.. وأن يبحرَ إلى تلك الرُّوح يمسح عليها.. يربت عليها.. يأخذها إلى الشمس والهواء.. يغسلها بالماء والبرد.. يرفعها على امتداد ذراعه كما كان يفعل.. لتعلوه وتزقزق وتفرح من جديد"[18].

القصة تبدأ بضمير الغائب الذي يلتفت منه إلى المتكلم عبر مناجاة أسيانة في منتصفها، هذا الالتفات مؤذِنٌ بأن الغائب هو عين المتكلم، مطلق الإنسان الملوث بأدران المدنية؛ فالأسلوب واحد، واللغة في مناجياتها وإنشائيتها تؤذِن بذلك، فضلاً عن توظيف هذا الالتفات ليَشِيَ بأن الأنا انفصل عن أناه - الروح / الجسد - ليصير الآخر، وجدير بذلك أن يخاطب على أنه سيصبح هو هو، يقول: "عليه أن يأخذَه ليصبح هو.. هو"؛ فالهم الشعوري والموقف واحد، والتناص الديني يؤكِّد على الطقس التطهيري للجسد، وتعدد المكان ها هنا بين المدينة والقرية؛ ليعيد ثنائية القرية / المدينة، البراءة / التلوث "فليخرج به - الجسد - من هذه المدينة القاسية في ليلها السديمي، ليأخذ هذا الجسد معه، ينزعه عن تلك المدينة.. يخرج به من بين أحيائها الأموات.. الجثث المرصوصة الميتة.. السادرة في موتها.." [19].

والغريب بادٍ في تشكيل شخصيات القصة التي قدمتْها الصورةُ، فذاتُ الشخصية تنشطر إلى هو / هو؛ روح وجسد، روح توشك على الأفول، وجسد أثقلتْه الأكاذيب، فعليه أن يجرَّ هذا الجسد جرًّا إلى قريته / علامة الفطرة والنقاء؛ ليغسله في البحر/ علامة التطهير لتبرأ من أدرانها، ولا تقفُ الغرابة عند حد تصوير الشخصية المنشطرة، بل يتعدى ذلك إلى عجائبية الحدث التي كنَّت عن صعوبة طقوس التطهير " أيها البحر، ابتلع جسدي.. فَتِّتْه.. مزِّق أعضائي.. لتذوب مثل قطعة السكر.. أعِدْني إلى أبي في اشتياق إليه.. والموج معاول.. معاول تهوي على الجسد.. تفكِّك أعضاءه.. تضرب.. تضرب.. فينفك ذراع.. تضرب.. تضرب.. وذراع.. تضرب.. تضرب ولا روح.. عكارة.. ليس غير عكارة تضطرب"[20].

إن العنصر الزمنيَّ غير محدد الفترة، لكنه يلح بلازمة تتكرر في كل القصص تقريبًا "ألف عام"؛ إشارة لعمومية الزمن، وكذا الشخصيات في كل، فهي مطلق الإنسان في العصر الحديث كله، فلما "كان الإنسان هو ضحية التتابع الزمني والتغيير، كان للزمن والمكان دَلالةٌ فنية في تيمات القصة القصيرة المعاصرة، فأصبح السؤال عن ماهية الإنسان، إنما هو سؤال عن ماهية الزمن"[21]؛ ولذا استخدم النعت[22] ليعبر عن نتائج هذا التتابع "في ليل سديمي، الليل السديمي يتكاثف، في ليلها السديمي، ليل المدينة السديمى، والليالي تتساقط".

فالصورة الكلية في القصة وردت عبر التتابع التكراري، الذي قدم تيمة واحدة في صورتين مختلفين، جسَّدتَا المعنوي / الروح، وما يتعلق به في مقابل الجسد، والإلحاح على تقدم الزمن والدخول إلى الحضارة بعيدًا عن الفطرة المُذْكية لعنصر الروح على حساب الجسد؛ فالعلاقة بينهما طردية، كلما تقدم الزمن قلَّت الروحانية، وتعكَّر الجسد، وزادتْ خطاياه، والتصق بأصل جبلَّته الأرضية، ليس ذلك رؤيةً فلسفية خالصة يطرحها النص؛ وإنما هي قراءةٌ للواقع الحياتي المنغمس في الحسيات.

وفي نص "مطر" يقدم صورة للرغبة في الحياة والتطهير عبر عدة علامات، محددًا الزمنَ الليلَ، والمكان الأرض، "وينفلت في الليل لحظة المطر.. كسهم ينفلت.. عاريًا جموحًا.. تضرب ساقاه في الطين.. عيناه مفتوحتان.. مغمضتان.. وذراعاه ممدودتان.. ويشهق لحظة المطر.. يمد يديه يغترف.. اشرب.. الأرض تشرب.. والشجر يشرب، والزهر يشرب.. والدود"[23].

فالمطر: علامة الحياة أو الإحياء، التي يجسد فعلها على طالبها وكل الموجودات من خلال صورة كلية كثيفة شديدة الإيجاز، فلا يجاوز النصُّ الصفحةَ وبعض الصفحة، ويستمر طقس الإحياء بعد الموات، فالأرض تجرع الحياة وتتنفس، ويحتضن الباحث عن الحياة جسد الأرض يختلط بها، ثم ترتفع الأرض به لتلامس السماء، والارتفاع إلى السماء تطهير؛ فالسماء دال الروح، والأرض دال الجِبلَّة الطينية، فطقس الإحياء مع التطهير ارتقى بالأرضي إلى سمات السماوي، وقد اعتمد النص - إلى جوار التكثيف والاستعارات النابضة - على المفارقة التي هي جديرة بإبراز المتناقضات، فالبشري متيقظ لآليات الحياة، وغافل عنها في آن، "عيناه مفتوحتان.. مغمضتان"، "والزهر يشرب.. والدود يشرب"، فالحياة للجميع، والأرضي يلامس السماء "يمضي إلى باطن الأرض.. ويحس بجسد الأرض يرتفع.. يحمله في باطنه، ويرتفع، وتلامس السماء"، فالمفارقات على ضديتها تشكل آية التمازج مع الاختلاف، فالرؤية البصرية والقلبية متناقضتان في الفعل والحقيقة، متماثلتان في التعاور على الواحد، والزهر والدود متناقضتان في أصل أثر الصورة ووقعها على الشعور والبصر، لكنها تنتمي لجنس واحد؛ عالم الأحياء، والأرض والسماء متقابلتان في أصل وجودهما المكاني والعلاماتي، لكنهما يتكاملان في أصل تكوين الجنس البشري باعتبار الرمز الروح/ الجسد.

فالنص يبدو دراميًّا، ذو بداية ووسط ونهاية استراحت عندها نفسُ المتلقِّي بعد صخَب الحدث وآلية الاستمرار والتجدد عبر الأفعال المضارعة، وتوالي الصور الجزئية الاستعارية، مشكلاً نصًّا نثريًّا أشد قربًا من الشعر "ويسمع جسد الأرض يجرع.. يتنفس.. تسري الدماء في أوصاله.. ويحس بجسد الأرض يتحرك.. ويسمع تنهيدة الأرض.." [24].

والشخصيات في النصوص الثلاثة تناولت الغريب أو الرمز؛ ففي "عكارة الجسد" كان الجسد والرُّوح في صراعهما بطَلَيِ القصة، وفي "ضفيرة القش" الروح والجسد أيضًا، وضفيرة القش في دلالتها الرمزية، وأما في "مطر" فتعددت الشخصيات على الرغم من توحُّدها، وتناقضت بين بشر وزهر ودود، وأرض وسماء.

وقد غلب على القصص الثلاث سمةُ التعميم، فانتقل من الخاص المتعلق بشخصيات القصص إلى الإنساني العام، وهي سمة من سمات الغنائية[25]، وكذا الالتفات من ضمير الغائب إلى المتكلم في القصتين الأولى والثانية، والمناجاة في الثالثة.

الإيقاع:
ليس قصرًا على الشعر، بل هو في النثر كما الشعر، وإذا كان النوع قصًّا قصيرًا، فهو أكثر حضورًا، بل ربما أدخَلُ في بنية النص، والمراد بالإيقاع كل ما يتعلق بالجملة مسهمًا في تصوير الحدث، ورسم الصورة الكلية للنص، فيشمل المستوى الصوتي؛ كالتكرار واللازماتِ والجناس، وكذلك المستوى الدلالي؛ كالطباق والمقابلة والتوازي وحذف الروابط والتناص، كل ذلك كفيلٌ بإحداث تيار إيقاعي عبر التنقلات الحدَثية، ولا يغفل دور التشكيل البصري داخل النص، أو الإيقاع البصري داخل النصوص.

التكرار:
يرى بعض النقاد أن تكرار بعض الأحداث اللغوية أو بعض البنيات في النص يشبه تكرارَ الألوان في الفن التشكيلي، وهي الطريقة نفسها التي يدرك بها الشعر؛ حيث تصبح الأصواتُ والكلمات مثل الألوان الزيتية [26]، ويأتي التكرارُ في المجموعة على مستوى نص واحد أو عدة نصوص، فمن الأول كلمة "خصوصياتي" في القصة الحاملة للاسم ذاته؛ إذ تتكرر ست عشرة مرة في النص؛ لتفرغ حمولة إيقاعية تطرز جسد النص، ثم أخرى دلالية تشكل علاميته؛ فالخصوصيات علامة التفرد الإنساني أو الرُّوحي الذي تدنِّسه الحسيات، يستعين مع هذا التكرار بآلياتٍ كالتناصِّ الديني ليوضح دلالة العلامة "حجرتي وحدي.. بها خصوصياتي... لآخذه معي إلى حجرة مُغلَقة لا يدخلها إنس ولا جان".

التفاعل مع النص القرآني جعَل الحجرة تشبه كون الإنسان الأول في براءتِهِ وفطرته، يؤيد ذلك تناصٌّ ثانٍ مثَّل تحوُّل الحدث أو نموه صوب النهاية "وبدوت عاريًا؛ فأسرعتُ أُداري سوءتي"، فقد ارتكب خطيئة كخطيئة الإنسان الأول، ترتب عليها خروجُه من جنة تفرده إلى عالم البشر المحض / الجسد، "وأراني مبعثرًا.. تزحف فوقي الأقدام.. العربات.. الدواب.. الضحكات القميئة.. العتمة تغيبني.. تجعلني بشرًا".

ومن التكرار في "البلية الملونة" جملة تتكرر لتؤذِن بتقدُّم الحدث إلى فضاء مكاني مغاير "خذيني أيتها البلية الملونة إلى العالم، انطلقي بي أيتها البلية الملونة من هذه الحارة، انطلقي بي أيتها البلية الملونة إلى المدينة، اخرجي بي أيتها البلية الملونة من هذه البلاد، اخرجي بي أيتها البلية الملونة إلى عالم آخر، خذيني أيتها البلية إلى عالم الحُلم، أيتها البلية الملونة، أخرجيني من هذه الأحلام".

تتكرر العبارة بتراوح بن فعلين "خذيني واخرجيني"، ومع كلٍّ يتغير الفضاء، ويتكرَّر المرئي من فساد وظلم وقمع ونفاق، فيجعل هذه الجملة فاصلاً بين الفضاءات المكانية، وممثلاً لمكان آخرَ يبحثُ فيه الإنسان عن الروح، فيجد المادة سيطرت عليها[27].

ومن التكرار على مستوى عدة نصوص ما يشكل لازمة زمانية "ألف عام" وردت في أكثر من قصة؛ في: "خصوصياتي" و"ضفيرة القش"، و"البلية الملونة"، و"عكارة الجسد"، و"حبة العنب اللحمية"، و"الخضراوي"، و"مقتل الملك"، و"تحت الغطاء"، تلك اللازمة بتواترها في أكثرَ من قصة، وأكثر من مرة في القصة الواحدة أحيانًا - دال على رابط أو خيط واحد يجعل القصص تنتمي إلى مجموعات التيمة الواحدة على الرغم من كتابتها بين عامي 2003 - 2010، فاللازمة الزمنية في تحديدها ألف عام أو ألف ألف إنما عنى به التكثيرَ قاصدًا إلى تاريخ الإنسان؛ فالشخصيات خرجت من حيِّزِ التخصيص إلى التعميم، يؤكد هذا لازمة أخرى تكررت، وهي كلمة "جسد" الواردة معرَّفة في المفتتح الرئيس، فتتآزر اللازمتان لتؤذِنا أنَّا بإزاء تيمة ثنائية الجسد والروح، آية ذلك أن المجموعة ختمت بقصة قصيرة جدًّا معنونة بـ: "نهاية"، وهي تجمل تلك الدلالة "كانت الأيام تكر.. والسنون.. والدهور.. وهو جامد في مكانه لا يتحرك... يتوارى خَلْق.. ويبعث خَلْق.. وهو هو.. جامد في مكانه...".

السجع والتقابل:
يستخدم الكاتب السجع بقدر، لم يبدُ هاجسًا مهيمنًا إلا في النصوص التي حملت شِحنةً صوفية أو تناصًّا دينيًّا كما في "الخضراوي":
"خرج الخضراوي مقرورًا.
مشى الخضراوي في الليل وحيدًا".
"والخضراوي جلس لورده.. المصحف بين يديه.. والعين الدامعة عليه".
"في الأسفل الولد الأكبر يتطوح.
يا ألله.. بيت الخضراوي يترنح".
فالسجعُ مع المقابلة مثَّلا إيقاعًا مضمخًا بجو الحضرة والذِّكر.
وتأتي البنية التركيبية متقابلة لتُحدِثَ إيقاعًا آسرًا ودلالة تشترك في بناء الحدَث، جاء في "أسود وأبيض":
"ولما وجد نفسه أسود ضاق بسواده.
ولما وجد أقرانه بِيضًا ضاق ببياضِهم".
فجسد التقابلُ ثنائية الضياء والظلام الصوفية؛ لينطلق صوب طقوس التطهير.

ومن "الخضراوي" - لاحظ التناصَّ الديني ودلالته في اسم العلم -:
"في الدور الأعلى الولد الأصغر يتراقص.
في الأسفل الولد الأكبر يتطوح".
"الذِّكر على دقات الرَّقص،
الرقص على دقات الذِّكر".

التقابل يشير إلى ثنائية التطرف في الخير والشر الرامز لها ولدَا الخضراوي؛ تطرُّف في الدِّين، وتطرُّف في اللذات.

وفي "مطر" يستخدم التماثل التركيبي مع التكرار ليُحدِث توافقًا زمنيًّا يسهم في درامية الحدث:
"اشرب..
الأرض تشرب..
والشجر يشرب..
والزهر يشرب..
والدود
اشرب".
فالتماثل التركيبي مع المجاز جعل كل الكائنات سواءً في طقس الإحياء.

ومثله:
يسمع جسد الأرض يجرع..
يتنفس..
تسري الدماء في أوصاله..
ويحس بجسد الأرض يتحرك..
ويسمع تنهيدة الأرض..
ويحس بجسد الأرض يرتفع".

التكرار مع تشابه التركيب، واستخدام المجاز والرمزية الصوتية في تكرار صوت السين الصَّفيري بهمسه، يماثل طقس الإحياء أو التطهير، والسمو الروحي المتسارع المتلاحق الواقع على الجبلَّة الطينية.

وأحيانًا نجد جملاً ذات إيقاع صريح، من ذلك في "ضفيرة من قش":
"يقودني، يعلمني، يحرضني"، "كان قد غاب عني، ضاع مني"، "ووجدتني جسدًا، جسدًا ثقيلاً". فنجد الوافر ثم المتدارك ثم الكامل.

والفضاء النصي كما وضح من النماذج استخدَمَه القاصُّ استخدام فضاء النص الشعري، فيقطع الجمل كما الشعر، فضلاً عن حذف الروابط، فمن وصف إحدى الشخصيات الغريبة في "حبة العنب اللحمية" والتي ترمز للقوة السافرة في جبروتها:
"تَوْءمي؟ !
كان خرتيتًا..
خرتيتًا مكتملاً..
قرنه في الأعالي..
وظِلْفه في الأسافل..".

وكما وضَح فالنصُّ تعاوَر عليه عنصرَا الصورةِ والإيقاع؛ لإخراج نص نثريٍّ قصصي مضمخ بريا الشعري وآلياته، مسهمًا في دلالته، ممعنًا في إثرائها، لا تشكيلاً جماليًّا فحسب.

[1] خيري دومة، تداخل الأنواع في القصة المصرية القصيرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998، 33.
[2] رومان جاكبسون، قضايا الشعرية، ت محمد الولي، ومبارك حنون، دار توبقال للنشر، 1988، 10، 11.
[3] ينظر: تودوروف، المبدأ الحواري، ت فخري صالح، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1992، ص113.
[4] ناصر يعقوب، اللغة الشعرية وتجلياتها في الرواية العربية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الأردن، 2004، ص25.
[5] رشيد يحياوي، السارد شاعرًا، مملكة البحرين، 2008، ص126.
[6] جون كوين، بناء لغة الشعر، ت أحمد درويش، دار المعارف، القاهرة، ط3، 1993، ص140.
[7] الطاهر أحمد مكي، القصة القصيرة، دراسات ومختارات، دار المعارف، 1992، ص131.
[8] عبدالرحيم الكردي، البنية السردية للقصة القصيرة، مكتبة الآداب، القاهرة، ط3، 2005، 114.
[9] رشيد يحياوي، السارد شاعرًا، 128.
[10] ابن منظور، لسان العرب، دار صادر بيروت، ط4، 2005، مادة عكر.
[11] صلاح عبدالسيد، عكارة الجسد، أخبار اليوم، 2010، ص19، 21.
[12] السابق، ص34، 37.
[13] ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادة: عكر.
[14] المجموعة، ص5.
[15] مراد عبدالرحمن مبروك، الظواهر الفنية في القصة القصيرة المعاصرة، الهيئة المصرية، 1989، 93.
[16] المجموعة، ص17.
[17] المجموعة، ص19.
[18] نفسه، ص34.
[19] نفسه، ص35.
[20] المجموعة، ص38.
[21] مراد عبدالرحمن مبروك، الظواهر الفنية في القصة القصيرة، ص115.
[22] لا يقصد بالنعتِ النحويُّ، وإنما مطلق الوصف.
[23] المجموعة، ص121.
[24] المجموعة، ص121.
[25] ينظر: خيري دومة، تداخل الأنواع في القصة المصرية القصيرة، 98، 170.
[26] المجموعة، ص121.
[27] ينظر دكلاس كلوفر، الرواية كقصيدة شعرية، ت د. الجيلاني كدية، مجلة دراسات سميائية، عدد 5، ص34.

leprence30
2013-09-06, 13:52
البارع لأبي علي القالي

أضواء على القالي:
أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي، هذا اسم العالم الذي نُصاحبه مع كتابه: "البارع".

عالمنا هاجر من بغداد العبَّاسية إلى الأندلس العربية طلبًا للرِّزق، ولا مانع من القول بأن الهجرة بغرض الشُّهرة أيضًا.

عندما سافر للأندلس اتصل بالخليفة عبدالرحمن وابنه الحكَم، وعُرف هناك باسم البغدادي، وتولى شؤون القَضاء في قُرطبة عاصمة الأدب والفنِّ، إلى أن لاقى باريه في عام 356هـ بإجماع الرُّواة.

لقد حاول القالي بجهْد علميٍّ مُتقَن أن يَنقل علم المَشرِق العربي إلى المغرب العربي، وأن يؤلف هناك في المغرب كتبًا تُضارع ما أُلِّف في المَشرِق، فأملى "أماليه" المشهورة، فاشتَهرت وذاع صيتها، كما ألف معجمه "البارع"؛ ليُضارع به المعاجم التي ظهرتْ في المشرق العربي، ويُقال: إنَّ أبا علي القالي بدأ العمل في معجمه عام 350هـ، واستمر يجمع موادَّه ويُدوِّنها حتى توفي 356 هـ قبل أن يتمَّه ويهذِّبه، فتولى تهذيبه محمد بن الحسين الفهري، الذي كان مساعدًا للقالي وهو من أهل قرطبة العلماء، وصديقه محمد بن معمر الجبالي، فاستَخْرجاه من الصُّكوك والرقاع، وهذَّباه من أصوله التي هي بخطِّ القالي؛ هذا في أرجح الروايات.

عالمنا: إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سلمان، (أبو علي القالي)، أحفظ أهل زمانه للُّغة والشعر والأدب، وكان مولده في قرية (منازجرد) على شاطئ الفرات الشرقي بالقرب من بحيرة (وان).

في بغداد كان المهد الأول لثقافة القالي؛ حيث أقام بها 25 سنةً، بعدها بدأت رحلته المغربية للأندلس، وفي قرطبة استقرَّ وبلَغ الشهرة أيام عبدالرحمن الناصر، وتعلَّق به الحكَم المُستنصِر بن الناصر، ويُقال: إنه هو الذي كتَب إليه ورغَّبه في الوفود عليه، وكان الحكَم قبل ولايته الأمر - وبعد توليته - يُنشِّطه على التأليف (أي يُشجِّعه) بواسع العطاء، ويَشرح صدْره بالإفراط في الإكرام، وبذلك أعطاه تشجيعًا ماديًّا ومعنويًّا.

يَذكر القالي أنه تلقَّى النحو وعلوم العربية وآدابها على يد ابن درستويه والزجَّاج والأخفش الصغير، ونِفْطوَيه وابن دُرَيد وابن السِّراج، وابن الأنباري وغيرهم، ويقول السيوطي في (بغية الوعاة (ص: 198)) أنه - أي: القالي - دخل قرطبة سنة ثلاثين، فأكرمه صاحبها إكرامًا جزيلاً وأحسن مثواه، وقرأ عليه الناس كتب اللغة والأخبار، وصنَّف القالي الأمالي "أمالي القالي" في الأخبار والأشعار، ويعرف البعض هذا الكتاب باسم "النوادر"، وقد طُبع أكثر من مرة، وله "البارع" وهو من أوسع كتب اللغة، و"المقصور والممدود والمهموز"، قالوا: إنه لم يؤلَّف في بابه مثله، و"الأمثال" وأظنُّه ما زال مخطوطًا وهو مرتَّب على حروف المعجم العربي، وله "شرح المعلقات" وكتيِّبات عن الإبل والخيل.

ومن أشهر رواته أبو بكر الزبيدي عالم اللغة المشهور، وغيره.

"البارع"، المنهج والرحلة:
برغم اشتهار هذا المعجم واشتهار صاحبه، فإن الناس لم تَمِلْ إليه، ولذلك لم يصلْ إلينا منه نسخة كاملة، فقد ضاع منه أجزاءٌ كثيرة، وخاصة مقدِّمته التي لعلها توضِّح منهجيَّة القالي في التأليف، وبالتالي يَصعُب علينا كباحثين استخلاص فلسفته وطريقته ونظرته إلى ما سبقه من معاجم.

لم يَسِر القالي على نهْج أستاذه ابن دُرَيد صاحب "الجمهرة" في ترتيبه المعجمي، فقد عاد بدوره إلى الترتيب المخرجي، كما فعل الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه "العين".

لقد رتَّب التالي أبواب معجمه ترتيبًا يُوافِق الخليل ولكنه يخالفه في بعض الحروف، وإن نظرة إلى الترتيبات الثلاثة - ترتيب الخليل، وترتيب التالي، وترتيب ابن دُرَيد - يتَّضح لنا مدى الاتفاق والاختلاف بين الأعلام الثلاثة:
ترتيب الخليل في "العين":
ع ح - هـ خ غ - ق ك - ج ش ض - ص س ز - ط د ت - ظ ذ ث - ر ل ن - ف ب م - و ا ي - الهمزة.

ترتيب ابن دريد في الجمهرة:
رتَّب أبوابه ترتيبًا أبجديًّا عاديًّا مُخالفًا بذلك ترتيب العين، والذي رآه ابن دريد معقَّدًا.

ترتيب القالي:
هـ ح ع خ ع - ق ك - ض ج ش - ل ر ن - ط د ت - ص ز س -ظ ذ ث - ف ب م - و ا ي.

ونلاحظ هنا أن القالي كان أدقَّ في وضعه (ل ر ن) قبل (ظ ذ ث) بخلاف الخليل الذي وضعهم بعد ظ ذ ث، مع أن (ظ ذ ث) أصوات من بين الأسنان مخارجها متقدِّمة في الفم عن اللام والراء والنون، كما أن القالي يُخالف الخليل بن أحمد في وضعه (ط د ت) قبل (ص ز س)، ويخالفه أيضًا في ترتيب بعض الحروف في داخل المجموعات.

إلا أن القالي يتفق مع الفراهيدي في نظام التقليبات، فهو يقلِّب المادة اللغوية على جميع الأوجه.

أما نظام الكمية (أي عدد الحروف)، فقد تابع فيها الخليل إجمالاً، وخالفه تفصيلاً؛ مثل: جمعه الفعل المعتل؛ سواء أكان معتل الأول، أو الآخِر، أو الوسط، مع الفعل اللفيف في باب واحد أسماه (أبواب الثلاثي المعتل)، وجاءت أبوابه على الوجه التالي:
1- أبواب الثنائي المضاعف - ويسمِّيه الثنائي في الخطِّ والثلاثي في الحقيقة.

2- أبواب الثلاثي الصحيح (بأنواعه).

3- أبواب الثلاثي المعتلِّ (بأنواعه).

4- أبواب الحواشي أو الأوشاب.

5- أبواب الرباعي وأنواعه.

6- أبواب الخماسي وأنواعه.

وذكر القالي في باب الأوشاب أسماء الأصوات ومُحاكاة الطيور والحيوانات - وقسَّمه في بعض الحروف إلى الفصول الآتية:
1- الثنائي المخفَّف.

2- الثلاثي الصحيح.

3- المضاعَف الفاء واللام (الأول والآخِر).

4- الثلاثي المعتل.

5- اللفيف.

6- المضاعف الرباعي.

كما يلاحظ أنه دمَج ما يسمِّيه الصرفيُّون بالرباعي المضاعَف؛ مثل: (زلزل) في الثنائي المضاعَف، كما فعل الخليل بن أحمد في عَينه.

ومما يؤخَذ على كتاب البارع - كغيره من المعاجم العربية - أنه قد يَذكُر الكلمة مرَّتَين، كذلك أكثر فيه المؤلف من ذكر أشياء عديدة على سبيل الاستطراد؛ فمثلاً عند ذكره لكلمة "داماء" التي فسَّرها بأنها جحر اليربوع، نجده قد ذكر سبعة مُترادِفات أخرى لتلك الكلمة، وفسَّر كل مُترادِف، وذكَر ما قيل بمناسبته من الشعر، مما استغرق قدرًا كبيرًا من الكتاب، على حين كان ينبغي أن يقتصر في كل حرف على ذكْر الكلمة التي وردتْ في ذلك الحرف فقط، ولكن يَظهر أن شخصية الأديب في القالي كانت تميل إلى الإطناب والاستطراد، كما كان يفعل في كتاب "الأمالي"، وإن اختلفت موضوعات الكتابَين اختلافًا كليًّا.

هذا هو معجم القالي الذي يعدُّ أول معجم ظهر في الأندلس، يقول عنه أبو بكر الزبيدي تلميذ القالي الوفيُّ: "إنه قاموس واسع قد شَمِل اللغات كلها"، يَقصد باللغات اللهجات، وذكر الزبيدي أيضًا أن البارع فاق كتاب "العين" بأربعمائة ورقة، كما أن القالي ذكَر فيه بعض أصول أوضح أنها مُستعمَلة، وكان الخليل في العين قد ذكر أنها مُهمَلة، ومن العلماء المتأخِّرين الذين أثنَوا على البارع الإمام السيوطي الذي اعتبره في كتابه "بُغية الوُعاة" أصحَّ القواميس التي رآها، ويعود السيوطي ليؤاخذ علماء عصره ومثقَّفيه أنهم أهملوا بارع القالي، وانصرفوا لمُحكم ابن سِيده وصِحاح الجَوهري.

ويَذكر أستاذنا الدكتور عبدالله درويش في دراسته القيمة عن: (المعاجم العربية) أنه ممن الْتبس عليهم الأمر في شأن "البارع" حاجي خليفة في بيلوجرفيته القيمة "كشف الظنون"؛ إذ ذكَر أن مِن بين مؤلَّفات القالي كتاب: (البارع في غريب الحديث)، وقد أدَّى هذا الالتباس أن يَشتبِه الأمر على كتاب دائرة المعارف الإسلامية الذين ذكروا تحت موضوع (القالي): أن من بين مؤلفاته كتاب "البارع في غريب الحديث"، وزادت دائرة المعارف على هذا أن ذكرت أن هذه المخطوطة موجود بعضٌ منها في المكتبة الأهلية في باريس تحت رقم 4235، ولكن هذا يخالف الواقع تمامًا؛ لأن هذه المخطوطة عينها قد صورتْ هي وقسْم آخَر من معجم البارع عثَر عليها في مكتبة المتحف البريطاني، وأخرجهما معًا في صورة كتاب المستشرق (فولتون)، والذي كان يعمل في تلك الأثناء أمينًا للمكتبة الشرقية بالمتحف عام 1931م.

ولكن ولوع صاحب "كشف الظنون" بكثرة تَعداد الكتب، أدَّى به إلى أن يجعل هذا العُنوان اسمًا لكتابَين مُختلفَين، والواقع أيضًا أن الاسم الكامل للكتاب هو: "البارع في غريب اللغة العربية"، ولا يَفوتنا قبل أن نترك شيخَنا القالي أن ننبِّه على أنه كان أستاذًا لأبي بكر الزبيدي الذي ألف "مختصر العين"، ويَظهر أن بعض أصحاب الطبقات قد غفَل عن هذا، فذكَر ما يُفيد خلاف ذلك مثل صدِّيق خان صاحب كتاب البلغة في (ص: 109) الذي زعَم أن أبا الوفا روى أن الزبيدي قد أخلَّ بكتاب "العين" حين حذَف الشواهد النافعة في مختصره، ولما رأى القالي ذلك من الزبيدي، عمل كتابه البارع فذكر فيه ما في العين وزيادة، وهذا سهو، فالقالي هو صاحب البارع والزبيدي عالم جليل قدَّم لنا "لحْن العامة"، و"طبقات اللغويين"، و"الاستدراك على أبنية سيبويه"، ويَكفيه ذلك فخرًا.

والله ولي التوفيق..

leprence30
2013-09-06, 13:54
اقرأ: وثيقة عبورنا (الغائبة) إلى حياة أفضل!

لعلَّ أغلب القراء الأربعينيِّين من سكان المدن وما جاورها، ما زالوا يذكرون ببعض الحميمية قصصَ كتب المطالعة في السنين الأولى من المرحلة الابتدائية: (طه والطبلة، والقرد وبائع الطرابيش، وقرد النجار والتقليد الأعمى، والثعلب والعنب)، وغيرها من القصص التي كانت من أولِ ما داعب خيالَنا الطفولي الغضَّ، كان كتابًا غير ملوَّن وبسيطًا في إخراجه، ويحوي صورًا معدودة وبسيطة جدًّا، مستوحاة من معاني القصة وأحداثها، ولم يكُ ينافسه في ذاك الزمنِ الجميل إلا تلك القصص المصوَّرة الواردة من مراكز ثقافية بعيدة في لبنان ومصر؛ مثل: سوبرمان، والوطواط، وتان وتان، ولولو الصغيرة، وميكي، وسندريلا، ومختارات الهلال، وقصص جرجي زيدان، وغيرها.

كما أننا ما زلنا نذكرُ تلك الزيارات النادرة والقصيرة والمملّة لمكتبة المدرسة المَهِيبة؛ حيث تراقبنا بلا رحمةٍ عينُ قيِّم المكتبة العجوز، وتلاحقنا وتحاصرنا، وصوته الأجشُّ، وتعابير وجهه تشي بقلقه البالغ من وجود هؤلاءِ الأطفال العابثين في المكتبة، وخوفه على تصنيف الكتب وأغلفتها وأوراقها من أيدينا الطائشة، ولم تَعْنِ تلك الزيارات - حسب تجارب البعض - حريةَ التجول في المكتبة، والاطلاع والاختيار؛ فالكتاب مقرَّر سلفًا، وما تلك الزيارة إلا لإجبارنا على قراءةٍ صامتة لصفحاتٍ من ذلك الكتاب المقرَّر تُعِيننا على تجاوز عَقَبة الامتحان الكتابي.

دارت عجلة الزمن بوتيرةٍ ومتغيرات ونقلات فاقت أحلامنا وتخيلاتنا.

كَبِرنا وزادت كتبنا المدرسية عددًا، ووزنًا، وإملالاً، وصرامة، وثقلاً في الظل والدم، كما يقولون مجازًا، وغاصت وغابت في بئر اللا شعور، تلك الدغدغةُ الجميلة والإثارة العجيبة لسطورِ (طه والطبلة) وأخواتها، وحرب سوبرمان ضد الجريمة، والشخصية السرية لنبيل فوزي، وقُوَى سوبرمان الخارقة التي لا يضعفها إلا الكريبتونيت الأخضر!

كَبِرنا وعَلَونا في مراحل الدراسة، وغاب الكتابُ والمطالعة الحرَّة عن حياة الكثير منا، وزاحم الكتاب المدرسي بمللِه وسأمه، ورعبه وهمِّه وغمِّه كلَّ ما عداه من الكتب الجميلة، واحتل مقامًا عاليًا بلا منافس، ويا للأسف! فقد اختزلت في ذلك الكتاب المدرسي الكئيب - خلسةً وجهلاً وبخسًا - كل تلك البحور من المعاني والصور، والخيالات والتجارب، والتوقعات التي تحويها كلمة، كانت يومًا ما جميلة ومثيرة؛ "كتاب"، فكَرِهَ الكثير منا الكتاب والمطالعة والقراءة، ليس كرهًا لمعنى الكتاب الأصلي؛ إنما كرهًا باطنًا ومتجذرًا لما آل إليه معنى الكتاب في عقولنا، حينما مسخ وضيّق واختزل معناه في الكتاب المدرسي، الذي يرتبط في عقولنا بالملل والواجبات المدرسية والامتحانات المصيرية!

تبرزُ هذه المقدِّمة المشوِّقة جوانب مهمَّة من إجابة سؤال مهم، يشغل بال المفكرين والباحثين في عالمنا العربي: لماذا نكرهُ القراءة، ونعادي الكتاب؟ ولِمَ ضَعُفت الرغبةُ في المطالعة والقراءة لدى شعوبنا العربية في مختلف الفئات العمرية؟

إنه سؤال مُقلِق ومهم، ولا يشغل أمرُه أهلَ التربية والتعليم فقط، ولكنه هاجس حضاري كبير يتحدَّى المختصين والخبراء في عددٍ من المجالات المهمة، ذات الصلة الوثيقة بالمشاريع والمبادرات التنموية على مستوى الدول والشعوب:
مجتمع المعرفة، الاقتصاد المعرفي، قرب نهاية اقتصادِ الموارد، الحاجة إلى القُوَى العاملة ذات الأساس المعرفي، النقلة إلى مجتمع المعرفة، مواكبة التوجُّه العالمي المعرفي... هذه أمثلةٌ لطائفةٍ من المصطلحات والموضوعات الجديدة التي بدأت تظهر وتتكرَّر في الآونة الأخيرة في طرحنا الإعلامي ومنتدياتنا، ويكثر الحديث والنقاش والخلاف حولها في لقاءاتنا ووِرَش العمل، ومؤتمراتنا وخططنا التعليمية ومشاريعنا التنموية.

لن نعرضَ في هذا السياق شرحًا وتفصيلاً لمجتمع المعرفة، ولسنا في مقامنا هذا بصدد الدعوة إليه، وبيان محاسنه، والدفاع عن مدرسته الفكرية، أو نقد الفكرة من أساسها، ويكفينا الإشارة إلى عموم الفكرة، وكونها تمثِّل توجهًا عالميًّا يجذب - لأسباب عديدة - بوصلة الفكر والبحث والتخطيط ورأس المال، والمشاريع في دول كثيرة، وما يَعْنِينا هنا هو الخطوط العريضة، وتحديدًا صلة موضوع حديثنا عن دراسة وعلاج العزوف الجماعي عن القراءة في بلداننا، والنقلة التنموية المرجوَّة من حالنا وأوضاعنا إلى حال وأوضاع أفضل من شتى النواحي، بما فيها الناحية المعرفية، وسوف نهتم ونركِّز على الحقائق والمضامين والنتائج، أكثر من الأسماء والمصطلحات التي يسهل الخلاف حولها.

تتولَّد من الصلة بين موضوع حديثنا ومصطلح مجتمع المعرفة فرضيةٌ في غاية الأهمية، تستحق الكثير من البحث التجريبي الممنهج؛ للنظر في أثرها وثقلها، ومن الأفضل - منهجيًّا وبحثيًّا - أن نعرضَ هذه الفرضية في صيغة سؤالٍ يحتاج للبحث المؤسَّسي المنهجي والمركز، ولا تغني في إجابته الظنون والأجوبة البديهية والعفوية: ما أهمية وأثر مستوى القراءة الشعبي في النقلة إلى مجتمع واقتصاد أساسهما المعرفة؟

لن نَحِيد عن مسارِ بحثنا بالخوض في إجابة السؤال السابق، فما عَرَضناه إلا لبيانِ أهمية دراسة الصلة المزعومة بين القراءة والتوجُّهات التنموية الكبرى على المستوى الدولي، ويَكفِينا من هذا الجانب التركيزُ على أهمية القراءة في الارتقاء بالفكر الإنساني عمومًا، ونفعها في مجال التجسير والفهم والحوار الحضاري الفاعل بين الشعوب، ولنواصل الحديث عن جوانب أكثر مساسًا بموضوعنا.

هنالك مجموعةٌ من التحدِّيات التي قد تُعزَى إليها ظاهرةُ العزوف عن القراءة ومعاداة الكتاب في عالمنا العربي، لعل من أهمها - للمثال لا للحصر -:
• ما ذكرنا سابقًا من انحصار العملية التعليمية في حدود الكتاب المدرسي غير المشوق.

• ضعف القدرة اللغوية لدى القراء عمومًا والناشئة خصوصًا.

• استعراض العضلات اللغوية والتقعُّر والتفاصح من جهة الكتَّاب.

• التخلُّف في صناعة المعرفة العربية الأصيلة وإنتاجها.

• الاكتفاء بالترجمة من اللغات الأخرى؛ مما يجعل استهلاكنا للمعرفة يفوقُ صناعتنا لها.

• تخلُّف صناعة الكتاب في أدب الأطفال خصوصًا، وتدنِّيه من ناحية الجَوْدة في المضمون والإخراج.

• غياب الكتاب والقراءة عن أساليبِنا التربوية وحياتنا عمومًا.

• عدم غرس حب المطالعة والقراءة الحرَّة لدى الناشئة بأساليب منهجية مجرَّبة وفاعلة.

• هجر البالغين للقراءة أدَّى إلى ندرة القدوات القارئين، وإضعاف تعليم القراءة عن طريق القدوة والمحاكاة.

• إهمال الأساليب المنهجية في تعليم القراءة وتحبيبها لشتَّى الفئات العمرية.

• غياب المعايير والمنهجية في إنتاج الكتب من ناحية ملاءمة لغتها ومحتواها، وإخراجها لمستوى القارئ وعمره وحاجاته.

إن الاهتمام بما يسمَّى "أدب الأطفال" في عالمنا العربي لَيُعدُّ من أهم الجبهات التي تُعِين على الغرس المبكِّر لحب الاطّلاع والقراءة الحرَّة في السنين الأولى من حياة الفرد، وكما أسلفنا القول عن التحدّيات في مجال القراءة، فإن النوايا الحسنة - مع أهميتها - لا تكفي لإنتاج أدبٍ يخاطب الطفل بطريقة فاعلة ومؤثِّرة؛ إذ لا يتصوَّر إنتاج أدب للطفل ذي معنى وفائدة في غياب الأساليب العلمية والنفسية والمنهجية؛ فلقد أضحى أدبُ الطفل فنًّا وعلمًا مستقلاًّ بذاته، وتخصصًا أكاديميًّا، وله مدارسه وخبراؤه، ومؤتمراته، ومصنفاته، واتجاهاته، وأساليبه، ومنهجياته، ورصيدُه المتراكم من الخبرات والتجارب والأخطاء، ومن الإنصاف أن نقرَّ بالحاجة إلى مَنْهَجة ومعيَرة أدب الطفل في عالمنا العربي، وانتشاله من مزالق عدة: عفوية النية الحسنة، وتواكل الترجمة، واستنساخ الجهود، وتدنِّي الأصالة، وضعف الإخراج والمخرجات مقارنة بجهود دول كثيرة تُولي هذا المجال أهميةً قصوى تفوقُ بمراحل ما لدينا.

لعلنا نختم بحثنا هذا بتوصيات مهمَّة في مجال تأسيس ومنهجة ومعيارية "أدب الطفل" في عالمنا العربي، وهذه التوصيات تذكر وتركز؛ كما أشارت "الأستاذة أميمة الخميس" في أحد اللقاءات، (لها عدة مؤلفات في أدب الطفولة)، بصراحة شديدة إلى حقيقة وخلاصة مهمَّة لتجربتها في الكتابة للطفل: "إن الكتابة للطفل عمل كبير ومتعدِّد الجوانب، يتجاوز طاقة الأفراد مهما كانوا متميزين، ويحتاج بكل صراحة وتجرُّد وأمانة إلى عملٍ مؤسسي وفريق متعدِّد المواهب، يشارك فيه مختصُّون وخبراء في جوانب عديدة"!

هذه التوصيات هي:
1- الإفادة من الخبرات العالمية في مجال أدب الطفل.

2- تكوين مجموعات بحثية متعدِّدة ومتكاملة تهتمُّ بالجوانب المتعلِّقة بأدب الطفل، في هذا السياق نذكر مثالاً لمشروع رائد "بالعربي 21"، تقوم عليه مؤسسة الفكر العربي بلبنان، بقيادة المساند للفكر "الأمير خالد الفيصل آل سعود".

3- معيارية أدب الطفل، ومن الجهود في هذا المجال: معايير أدب الأطفال التي أنتجتها بحوثُ ودراساتُ مؤسسةِ الفكر العربي، ولمَن أراد الاستزادةَ الرجوع إلى موقع المؤسسة وأدبياتها، ومن العاملين في المؤسسة الدكتورة "إيفا كوزوما" (باحثة لبنانية)، والدكتورة "منيرة الناهض" (من الخليج العربي).

4- مراعاة الفروق في الاهتمامات بين الذكور والإناث من الأطفال، كما تبرزها الأبحاث المنهجية، فبعض البحوث - مثلاً - تُشِير إلى تفضيل الإناث من الأطفال للمغامرات، وتفضيل الذكور للفكاهة.

5- تُشِير بعض البحوث الغربية إلى تدنِّي مستوى القراءة بعد الصف الدراسي الرابع، مقارنة بسابقه، ولعل هذا البحث يؤكِّد أهميةَ القيام بدراسات مشابهة في عالمنا العربي لتحديدِ المرحلة المناسبة للتدخل العلاجي المنهجي، ولا يستبعد أن التدخُّل يجب أن يبدأ في مرحلة رياض الأطفال أو ما قبلها في المنزل!

6- القيام بحملات وطنية تستهدفُ إشراكَ الأهالي في علاج المشكلة عن طريق أساليب عدة؛ منها القراءة الجهرية اليومية للطفل من قِبَل الوالدين أو الإخوان الكبار، ولهذا الأسلوب منافع مثبتة؛ منها: تعليم الطفل فنَّ الإصغاء - إثراء رصيده اللغوي - تعزيز القيم والأخلاق.

7- حماية أدب الطفل من الترهُّل الناتج من المبالغة في الشحن الوعظي، ويكفي في القصة - مثلاً - التركيز على خُلق أو خُلُقين في ثنايا قصة مشوِّقة وجاذبة، مع الإفادة من إرثنا الإسلامي في استيحاء بعض أفكار وقصص أدب الأطفال لدينا.

8- إثراء أدب الطفل بجاذبية القصص، وسحر الحكاية، وتماهي شخصية الطفل مع ما يقرأ في أدب الطفل.

9- إن أجمل توصيةٍ في مجال تأسيس ومنهجة والارتقاء بأدب الطفل في عالمنا العربي، هي عدم استسهال أدب الطفل، فنحن أمام تصحيح جذري للمفاهيم وتحدٍّ كبير، هو الصعود إلى مستوى الطفل وأدبه لفَهمه فهمًا صحيحًا، ولن يغني في هذا المجال اعتقادنا القديم والقاصر وغير المثمر، بأننا بوصفنا كبارًا وناضجين نحتاج أن ننزل من عليائنا إلى مستوى الطفل وأدبه.

10- وتلخيصًا: فإننا نحتاج للارتقاء بأدب الطفل لدينا إلى الصعود إلى مستوى الطفل، والصعود مرهقٌ، ولا يجيده إلا القلة؛ إذ هو يتطلب جهدًا ودراسة وبحثًا ومنهجية، أساسها تقدير هذا الكائن الصغير المملوء بالعجائب والتحدي، والذي نسمِّيه تجاوزًا "الطفل"!

leprence30
2013-09-06, 13:55
أقوال الباحثين في الإعجاز بالنظم (نظرة فاحصة)

بعد أن عرضنا لطائفة من أقوال أولئك العلماء حول الإعجاز بالنظم في مقالات سابقة، يجدر بنا أن نلقي على ما قالوه نظرة سريعة فاحصة.

باستعراض أقوال أولئك الباحثين في الإعجاز بالنظم، نرى طائفة منهم قد اتجهت وجهة واحدة، ولخصت وجه الإعجاز بالنظم على نحو ما استقر عليه رأي عبدالقاهر الجرجاني.

ونرى طائفة أخرى صاغت هذا الوجه ألوانًا وصورًا بلاغية، وعملت جاهده على سرد الأدلة، والاستشهاد بالآيات القرآنية، ولم تأتِ بجديد حول ما أعادته كرة أخرى إلا ما كان من ابن أبي الإصبع؛ فقد ذكر أنه استخرج من قول الله - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ﴾ [هود: 44] نحوًا من عشرين فنًّا من البديع لم يسبِقْه أحدٌ إلى استخراجها؛ إذ يقول في كتابه "بديع القرآن": "وما رأيت ولا رويت في الكلام.. كآية من كتاب الله - تعالى - استخرجت منها واحدًا وعشرين ضربًا من البديع، وعددها سبع عشْرة لفظة".

وطائفة ثالثة اكتفت بسرد آراء السابقين، حتى في الكثير من شواهدهم، كما أن مما يسترعي تحذف النظر أن هؤلاء الأعلام في جملة أقوالهم حول الإعجاز بالنظم، لم يتجاوزوا به حد اللفظ والتركيب، إلا ما كان من عبدالقاهر الجرجاني والرماني؛ فقد نبَّها على حسن تأليف الحروف المتلائمة، وإن ذلك مدرك بالحس، وزاد عبدالقاهر في إدراك أسرار الإعجاز بالنظم: دعامة الذوق السليم.

كما أن من بينهم من راح يزجي المقارنات والموازنات بين كلام البشر، وكلام الله جل وعلا، كما صنع ذلك الباقلاني في موازنته بين لامية امرئ القيس وتحليلها، وبين بعض من الآيات الكريمات.

وعلى الرغم من أنه لا يقصد بهذه الموازنة سوى الوصول إلى القول بالإعجاز بالنظم، فما أغناه عن هذه الموازنة؛ لارتفاع المفاضلة بين كلام الله سبحانه، وكلام البشر، ولأن القرآن في الذروة العليا من كل كلام؛ فهو من عند الله وكفى، ومثله صنيع الدكتور أحمد أحمد بدوي في كتابه: "من بلاغة القرآن"[1]

ولم يفصل أحد من هؤلاء الأعلام القول بالإعجاز بالنظم في السور والآيات، إلا ما كان من الباقلاني في تفصيله في نظم سورتي غافر وفصلت.

[1]انظر من بلاغة القرآن؛ لأحمد أحمد بدوي، ص 388، الطبعة الثانية مطبعة نهضة مصر.

leprence30
2013-09-06, 13:57
الأدب الإسلامي بين النص والشخص

يُثِير بعض المُعتَرِضين على الأدب الإسلامي تهمةً كَثُر تَردادها، وهي أن تصنيفَ الأدب إلى إسلامي وغير إسلامي، فيه شبهة تكفير لصاحب نصٍّ غير إسلامي، وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، والرَّدُّ عليه من وجوه عدة:
1- أن ما يصدر عن الأُدَباء من كلامٍ، شأنه شأن الكلام الذي يصدر عن الناس العاديين، فيه الحق والباطل، وفيه الصدق والكذب، وفيه ما يتَّفق مع الإسلام وما يخالفه، وإذا قلنا لمتكلمٍ ما - أديبًا كان أم متكلمًا عاديًّا -: إنك قد نطقت فسقًا، أو قلت باطلاً، أو أن كلامَك هذا حرامٌ، أو غير جائز شرعًا؛ فإن هذا لا يعني أننا كفَّرناه، أو أننا أخرجناه من المِلَّة، ولو كان الأمر كذلك، فإن كثيرين قد يخرجون من المِلَّة في كلِّ ساعةٍ ويوم؛ إذ ما زال - ولن يزال - قومٌ من المسلمين ينطقون الهُجْر، أو يكذبون، أو يغتابون، أو يبذؤون، أو يفحشون، أو يسبُّون ويَلْعَنون، أو غير ذلك من ضروب الكلام المنهي عنها شرعًا، ولا يقول أحدٌ عن هؤلاء: إنهم كَفَرة، بل هي ذنوبٌ وآثامٌ يرتكبونها، تختلف درجتها وتسميتها بحسب نوعها، وتكفِّرها التوبةُ والاستغفار.

2- إن الأدب الإسلامي والنقد الإسلامي لا يتعرضان للشخص، ولكنهما يتناولانِ النصَّ، وإن الحكم النقدي ليس على القائل، بل على المَقُول، على الكلام لا على المتكلِّم.

3- وإن تصنيف الكلام إلى حق وباطل، وإلى صدق وكذب، وإلى إيمان وكفر، وإلى حسن وقبيح - هو من صُلبِ العقيدة الإسلامية، لا يفترق في هذا التصنيف كلامٌ أدبي عن كلام عادي.

روى البخاري في الأدب المفرد قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الشعر بمنزلة الكلام، حسنُهُ كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام)).

وقد صدرت أحيانًا عن بعض شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - تجاوزات في بعض التعبيرات، فصحَّح النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم ما قالوه، ودلَّهم على وجه الصواب الذي يتفق مع الدين.

4- ينبغي أن نفرق بين قولنا: أديبٌ "مسلم"، وأديبٌ "إسلامي"، فالأديب الإسلامي هو مَن اتَّخذ من الإسلام وتصوُّراته مصدرًا لجميع ما يكتبه من النصوص، وكان أدبه تعبيرًا عنها.

وأما الثاني، فقد يكون مسلمًا، ولكن يقع في كلامه من هُجر القول، وخبث العبارات، ما لم يبلغ به حد الكفر المُخرِج من الملة.

إن جميع مَن نطق بالشهادتين من أديبٍ أو غيره، فهو مسلم، ولكنَّ هنالك مسلمًا ملتزمًا لا يَصدُر فيما يقول أو يعمل إلا عن التصوُّر الإسلامي وحدَه، لا يَحيدُ عن جادَّته أو يزيغ، وهنالك مسلم هو - مع إسلامه - تأخذه بدعة من هنا، وهوًى من هناك، وهو لا يضربُ ما يأخذ أو يدع على محك العقيدة؛ ليعلم أحقٌّ هو أم باطل؟ أصدقٌ هو أم كذب؟

إن دائرة الأدب الإسلامي تتسع لكلِّ أديبٍ مسلم، بل إن ما يتفق مع التصور الإسلامي الصادر عن أديبٍ غير مسلم، يُحتَفى به، ويطلق عليه نقَّاد الأدب الإسلامي مصطلح "الأدب الموافق".

وإذًا، فلا مكان للقول: إن تقسيم الأدب إلى إسلامي وغير إسلامي، يحمل شبهة تكفير أحدٍ؛ فالكلام منذ أن وُجِد، فيه الحق والباطل، والصدق والكذب، والطيب والخبيث، ومن الشعراء مؤمنون، ومَن يتَّبِعهم الغاوون بتقسيم القرآن الكريم.

leprence30
2013-09-06, 13:58
عبدالقاهر الجرجاني ورأيه في الإعجاز بالنظم

نحن الآن مع شيخ البلاغة وإمامها، الذي رفع قواعدها وأحكم بناءها، "ورأيه في الإعجاز قائم على التربية الفنية؛ تربية الذوق والإحساس والشعور؛ وذلك بممارسة أي نص أدبي أو قرآني، حتى إذا ما ألف الذوق النقد، مارس النص القرآني باحثًا عن الجمال فيه، ففي نظمه يكمن سر إعجازه[1]".

إذا كان عبدالقاهر يقرر أن تربية الذوق إحدى الدعائم التي تعين على إدراك سر الإعجاز بالنظم في القرآن، فما دليله على ذلك؟
إننا نجد الدليل واضحًا فيما يسوقه من الآثار الأدبية والنصوص القرآنية مفسرًا ومحلِّلاً، اقرأ قوله في دلائل الإعجاز: "إنكم تتلون قول الله - تعالى -: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ﴾ [الإسراء: 88]، وقوله - عز وجل -: ﴿ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ ﴾ [هود: 13]، وقوله: ﴿ بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23].

فقولوا الآن: أيجوز أن يكون - تعالى - قد أمر نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بأن يتحدى العرب أن يعارضوا بمثله، من غير أن يكونوا قد عرفوا الوصف الذي جاءهم من قبله التحدي؟

ولا بد في الجواب من "لا"؛ لأنهم إن قالوا: يجوز، أبطلوا التحدي من حيث إنه - كما لا يخفى - مطالبة بأن يأتوا بكلام على وصف، ولا تصح المطالبة بالإتيان به على وصف من غير أن يكون ذلك الوصف معلومًا للمطالَب، ويبطل بذلك دعوى الإعجاز أيضًا"[2].

وهذا الوصف الذي يمهد به عبدالقاهر، أيكون في اللفظة المفردة، أم في التركيب؟ أم في المعاني؟ أم في الحركات والسكنات؟ أم في المقاطع والفواصل؟ أم فيما يجد من صورة بديعة مبنية على استعارة أو تشبيه؟

إذا امتنع إعجاز لدى عبدالقاهر بهذا كله، ففي ماذا يكون؟

إن الإشارة إلى الممهد به لا يعين على فهمه إلا فحصه بتذوق النظم وحلاوته؛ فبالنظم والتأليف يكون الإعجاز، وليس هذا الأمر إلا في القرآن.

وهذا شاهد على ما ذكره عبدالقاهر، وذهب إليه في الإعجاز بالنظم؛ إذ يقول في كتابه دلائل الإعجاز: "هل تشك إذا فكرت في قوله - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44]، فتجلى لك منها الإعجاز، وبهرك الذي ترى وتسمع، أنك لم تجدْ ما وجدت من المزية الظاهرة، والفضيلة القاهرة، إلا لأمر يرجع إلى ارتباط هذه الكلم بعضها ببعض، وأن لم يعرض لها الحسن والشرف إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية، والثالثة بالرابعة، وهكذا، إلى أن تستقريَها إلى آخرها، وأن الفضل تَناتَجَ ما بينها وحصل من مجموعها؟

إذا شككت فتأمل: هل ترى لفظة منها بحيث لو أخذت من بين أخواتها وأفردت، لأدت من الفصاحة ما تؤديه، وهي في مكانها من الآية؟
قل: ﴿ ابْلَعِي ﴾ واعتبرها وحدها، من غير أن تنظر إلى ما قبلها وإلى ما بعدها، وكذلك اعتبر سائر ما يليها.

وكيف بالشك في ذلك؟ ومعلوم أن مبدأ العظمة في أن نوديت الأرض، ثم أمرت، ثم كان النداء بـ: "يا" دون "أي"، نحو: يا أيتها الأرض، ثم أمرت، ثم إضافة الماء إلى الكاف دون أن يقال: ابلعي الماء، ثم أن أُتبع نداءُ الأرض وأمرُها بما هو من شأنها، نداء السماء وأمرها كذلك بما يخصها، ثم أن قيل: ﴿ وَغِيضَ الْمَاءُ ﴾ فجاء الفعل مبنيًّا للمفعول، وتلك الصيغة تدل على أنه لم يَغِضْ إلا بأمر آمر، وقدرة قادر، ثم تأكيد ذلك وتقريره بقوله - تعالى -: ﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾، ثم ذكر ما هو فائدة هذه الأمور، وهو ﴿ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾، ثم إظهار السفينة قبل الذكر كما هو شرط الفخامة، والدلالة على عظم الشأن، ثم مقابلة "قِيلَ" في الخاتمة بـ: "قِيلَ" في الفاتحة.

أفترى لشيء من هذه الخصائص التي تملؤك بالإعجاز روعة، وتحضرك عند تصورها هيبة تحيط بالنفس من أقطارها - تعلقًا باللفظ من حيث هو صوت مسموع، وحروف تتوالى في النطق، أم كل ذلك لما بَيْنَ معاني الألفاظ من الاتساق العجيب؟"[3].

وبمثل هذه الأسلوب التحليلي الرائع يصل عبدالقاهر إلى ما يريد من تقرير ما أسلف، من أن الشأن للنظم كاملاً، ولا شيء من الاعتبار للَّفظ وحده قبل أن يدخل في هذا النظم المعجز، ولا شك أن تحليل عبدالقاهر للآية الكريمة تحليلُ خبيرٍ بدرجات الكلام، هداه إليه فكر ثاقب، وبصيرة نيرة، وذوق سليم.

ويشير الدكتور بدوي طبانة في كتابه "البيان العربي" إلى أن عبدالقاهر في عرضه لهذه الآية نسي فضل الألفاظ المختارة، فهنالك قبل هذا النظم وهذا التلاؤم الذي فصَّله، وهذا الوضع للكلمات على هذا النسق العجيب - تخيُّرٌ لكل لفظ، ولا شك أن هنالك ألفاظًا غير هذه الألفاظ كان يمكن أن تؤدَّى بها هذه المعاني، ولكن الفضل يظهر في التخير والانتقاء، المبني على تفضيل لفظ على لفظ آخر[4]".

ولو أردنا استقصاء الأمثلة والشواهد التي ساقها عبدالقاهر من القرآن الكريم ومأثور كلام العرب، لأفضى بنا ذلك إلى الاستطراد، وما ذكره من ذلك قارٌّ في موضعه من كتابيه: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز، يمكن لأي باحث الوقوف عليه.

والآن نتجاوز عبدالقاهر إلى غيره من العلماء ممن سبقه، وممن جاء بعده، ورأى الإعجاز بالنظم.

لعل من أقدم القائلين بالإعجاز بالنظم "أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ" (ت255هـ)، الذي ألف كتابًا عن إعجاز القرآن في نظمه، غير أني لم أجد هذا الكتاب، وكل ما يذكره عنه الباحثون "اسمه فقط"، ويستخرجون رأي الجاحظ وقوله في الإعجاز بالنظم من بين ثنايا كتبه على طريقته في الاستطراد، والخروج من مسألة إلى أخرى، وخلاصة ما يراه في الإعجاز بالنظم يتضح من قوله الذي نقله المبرد في هامش كتابه "الكامل": "إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مخصوص بعلاقة لها في العقل كموقع فلق البحر من العين".

وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - لقريش خاصة والعرب عامة مع ما فيها من الشعراء، والخطباء، والبلغاء، والدهاة، والحكماء، وأصحاب الرأي والمكيدة والنظر في العاقبة: إن عارضتموني بسورة واحدة، فقد كذبت في دعواي، وصدقتم في تكذيبي، قال الجاحظ: ولهم بعد ذلك أصناف النظم، وضروب التأليف؛ كالقصيد والرجز والمزدوج والمجانس، ثم هم بعد ذلك التحدي عرَفوا عجزهم، وأن ما طلب منهم لا يتهيأ، فرأوا الإضراب عن ذكره والتغافل عنه أسلم لهم في هذاالباب[5].

ومن رأي الجاحظ في الإعجاز بالنظم قوله: "وفي كتابنا الذي يدلنا على أنه صدقٌ نظمُه البديع الذي لا يقدر على مثله العباد، مع ما سوى ذلك من الدلائل التي جاء بها[6]".

كما أن الجاحظ قد فطن إلى أن لألفاظ القرآن ميزةً أزيد على غيره من حيث النظم، وهي: "إتيان بعض ألفاظ المقترنة متصاحبة، لا تكاد تفترق؛ كالصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس[7]".

وهذه الفطنة تدلنا أيضًا على رأيه وقوله بالإعجاز بالنظم، وهذا محصل ما قاله في هذا الصدد، وإلى جانب اهتمام الأدباء وأهل اللغة بإبراز مزايا النظم القرآني وأسلوبه، تعرَّض أهل الحديث والفقه للرد على الشبهات التي أثيرت حول أسلوب القرآن ونظمه وبلاغته.

وفي جملة أولئك ابن قتيبة (ت276هـ) في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، الذي يعد من الآثار الجليلة التي خدمت لغة القرآن وأسلوبه، وقد عني فيه بالمجاز، وتوسع في مفهومه، والذي يهمنا منه في هذا المقام رأيه في الإعجاز بالنظم؛ إذ يقول في مقدمه كتابه:
"والحمد لله الذي نهج لنا سبل الرشاد، وهدانا بنور القرآن، ولم يجعل له عوجًا، بل نزله قيمًا مفصلا بينًا، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وقطع بمعجز التأليف أطماع الكائدين، وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلمين، وجعله متلوًّا لا يمل على طول التلاوة، ومسموعًا لا تمجه الآذان، وغضًّا لا يخلَق على كثرة الترداد، وعجيبًا لا تنقضي عجائبه، ومفيدًا لا تنقطع فوائده... وجمع الكثير من معانيه في القليل من لفظه"[8].

هذا ملخص بعض أقوال ابن قتيبة في الإعجاز بالنظم، ولم يزل الميدان فسيحًا لغيره؛ فهذا الرماني (ت386هـ) في رسالته: "النكت في إعجاز القرآن" يفصح عن رأيه قائلاً ضمن باب عقده تحت عنوان "باب التلاؤم": "التلاؤم نقض التنافر، والتلاؤم تعديل الحروف في التأليف، والتأليف على ثلاثة أوجه: وذلك بيِّن لمن تأمله.... والتلاؤم في التعديل من غير بُعْد شديد يظهر بسهولته على اللسان، وحسنه في الأسماع، وتقبله في الطباع، فإذا انضاف إلى ذلك حُسْنُ البيان في صحة البرهان في أعلى الطبقات، ظهر الإعجاز".

ويقول الرماني - وهو يناقش الوجوه التي ذكرها في الإعجاز -: "إن العادة كانت جارية بضروب من أنواع الكلام معروفة، منها الشعر، ومنها السجع، ومنها الخطب، ومنها الرسائل، ومنها المنشور الذي يدور بين الناس في الحديث، فأتى القرآن بطريقة مفردة خارجة عن العادة، لها منزلة في الحسن تفوق به كل طريقة[9]".

وقد ساق الرماني مقارنة بين قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179]، وبين القول المأثور عن العرب: "القتل أنفى للقتل"، وهذه المقارنة من صميم قوله بالإعجاز بالنظم.

وبعد الرماني نلتقي بأبي سليمان حمد بن إبراهيم الخطابي (ت388هـ) في رسالته: بيان إعجاز القرآن؛ لنقف على رأيه في الإعجاز بالنظم.

قال بعد أن عدَّد بعض وجوه الإعجاز التي ذهب إليها بعض العلماء: "إن أجناس الكلام مختلفة، ومراتبها في نسبة التبيان متفاوتة"... إلى آخر ما ذكره عن أوصاف الكلام المحمود، والكلام المذموم، وبعده ينفذ إلى القول بإعجاز بالنظم على حد قوله:
"ولا ترى نظمًا أحسن تأليفًا، وأشد تلاؤمًا وتشاكُلاً من نظمه.... فتفهَّم الآن، واعلم أن القرآن إنما صار معجزًا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف، مضمنًا أصح المعاني؛ من توحيد الله - عزَّت قدرته - وتنزيه له في صفاته، ودعاء إلى طاعته، وبيان بمنهاج عبادته؛ من تحليل وتحريم، وحظر وإباحة، ومن وعظ وتقويم، وأمر بمعروف ونهي عن المنكر، وإرشاد إلى محاسن الأخلاق وزجر عن مساوئها، واضعًا كل شيء في موضعه الذي لا يرى شيء أولى منه، ولا يرى في صورة العقل أمر أليق منه، مُودعًا أخبار القرون الماضية".

ويمضي الخطابي قائلاً: "ومعلوم أن الإتيان بمثل هذه الأمور، والجمع بين شتاتها حتى تنتظم وتتسق - أمرٌ تَعجِز عنه قوى البشر، ولا تبلغه قُدَرُهم، فانقطع الخَلق دونه، وعجزوا عن معارضته[10]".

ومن بين من قال بإعجاز القرآن بالنظم: أبو هلال العسكري (ت395هـ)، وشاهد ذلك قوله في "الصناعتين": "وإنما يعرف إعجاز القرآن من جهة عجز العرب عنه، وقصورهم عن بلوغ غايته؛ في حسنه وبراعته، وسلاسته ونصاعته، وكمال معانيه وصفاء ألفاظه"[11]، وبهذا القول ومما سبق ذكره عن أبي هلال نرى أنه يقرر إعجاز القرآن في بلاغته المتميزة بالنظم البديع، وحسن التأليف، وجودة التركيب، ولم يذكر أن أبا هلال ألف كتابًا خاصًّا عن إعجاز القرآن، وإنما قيد الوصول إلى إدراك علم البلاغة والفصاحة بالوصول إلى إدراك أسرار إعجاز القرآن الكريم، وهذا ما قدم به كتابه الصناعتين[12].

وعبر تلك الجولة السريعة نلتقي بالقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني ورأيه في الإعجاز بالنظم.

لقد كان من جليل مؤلفات هذا العالِم كتابه: "إعجاز القرآن"، والإعجاز بالنظم عنده يرجع إلى وجوه، منها:
ما يرجع إلى الجملة؛ "وذلك أن نظم القرآن على تصرُّف وجوهِه، واختلاف مذاهبه، خارجٌ عن المعهود من نظم جميع كلام الناس، ومباينٌ للمألوف من ترتيب خطابهم".

ومنها: "أن له أسلوبًا يختص به، ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتادة".

ومنها: اشتماله على الفصاحة والمعاني اللطيفة، والفوائد الغزيرة، والحكم الكثيرة، والتناسب في البلاغة، والتشابه في البراعة من غير اختلاف، ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ويتضح هذا الوجه من: أن عجيب نظمه، وبديع تأليفه - لا يتفاوت ولا يتباين، على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها؛ من قصص ومواعظ واحتجاج، وحكم وأحكام، وإعذارٍ وإنذار، ووعد ووعيد، وتبشير وتخويف، في الوقت الذي ترى فيه اختلاف كلام الخطيب المصقع، والشاعر المفلق، على حسب اختلاف هذه الأمور.... ويمضي الباقلاني في استقصاء الأدلة على إعجاز القرآن بالنظم فيقول: "ومنها نظمه البديع الذي وقع موقعًا في البلاغة يخرج عن عادة كلام الجن والإنس؛ فالجن يعجزون عن الإتيان بمثله كعجز الإنس، ويقصرون دون بلاغته كقصور الإنس تمامًا بتمام"، وهذا الوجه قد سُبِقَ إليه الباقلاني، ولكنه أربى على من سبقه بإيراد الأدلة من القرآن الكريم ومناقشتها، وعرض المقارنات الكثيرة في ذلك، بل قد فصل القول في نظم سورتي غافر وفصلت، وبيَّن دلالته على ذلك بالتفسير والتحليل، فلنقف معه على هذا الشاهد العظيم من سورة غافر، وهو يعرض لنظم الآية الكريمة: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 14 - 16].

قال الباقلاني:
"قف على هذه الدلالة، وفكِّر فيها، وراجع نفسك في مراعاة معاني هذه الصفات العالية، والكلمات السامية، والحكم البالغة، والمعاني الشريفة، تعلم ورودها عن الإلهية، ودلالتهاعلى الربوبية، وتتحقق أن الخطب المنقولة عن الخطباء، والأخبار المأثورة عنهم في كلماتهم الفصيحة - قد باينتْه الآيةُ الكريمة.

فأي خاطر يتشوق إلى أن يقول: ﴿ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ﴾ [غافر: 15، 16]؟

وأي لفظ يدرك هذا المضمار؟ وأي حكيم يهتدي إلى ما لهذا من الغور، وأي فصيح يهتدي إلى هذا النظم؟

ثم استقرئ الآية إلى آخرها، واعتبر كلماتها، وراعِ بعدها قوله - تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17].

من يقدر على تأليف هذه الكلمات الثلاث، على قربها، وعلى خفتها في النظم، وموقعها من القلب؟...[13]".

وبنحو هذا الأسلوب التحليلي، واستقصاء وجوه الإعجاز بالنظم عند الباقلاني - يتضح رأيه فيه.

ولصاحب المغني القاضي عبدالجبار الهمذاني المعتزلي رأيٌ في الإعجاز بالنظم، ومذهبه في الاعتزال لا يمنعنا من الوقوف على رأيه في الإعجاز بالنظم، فما قاله في هذا المضمار جدير بالإشارة، والغالب على من سبق ذكرهم من العلماء الأخذ بمذهب المعتزلة، وعذري في تتبع أقوالهم في الإعجاز بالنظم أنهم فرسان هذا الميدان دون سواهم.

ألَّف عبدالجبار كتابه "المغني"، وخصص الجزء السادس عشر منه للكلام في إعجاز القرآن، وبيان سره في ربط العبارات، واختصاصه برتبة في الفصاحة، وللرد على منكري الإعجاز على طريقة المتكلمين، وخلاصة رأيه في الإعجاز بالنظم "أن القرآن الكريم جاء بطريقة فذة في النظم والتأليف، مختصة برتبة في الفصاحة معجزة، وأنه باعتبار الأمرين: الطريقة الفذة في النظم، والاختصاص برتبة الفصاحة - يكون الإعجاز"[14].

وما أكثرَ العلماءَ الذي قالوا بالإعجاز بالنظم؛ كابن الزملكاني والزركشي، حتى السكاكي صاحب العلوم المنطقية والعقلية، ومن بينهم: الرازي والألوسي في المحدثين، والرافعي، ومحمد دراز، وسيد قطب، في المعاصرين، وما قالوه في هذا المضمار قارٌّ في مؤلفاتهم، يمكن لأي باحث الرجوع إليه.

[1] انظر: إعجاز القرآن البياني للدكتور حنفي محمد شرف ص 102، مطابع الأهرام.
[2]انظر دلائل الإعجاز ص 246 طبعة المراغي.
[3]انظر دلائل الإعجاز ص 32، 33 طبعة المراغي.
[4] انظر البيان العربي؛ للدكتور بدوي طبانة، ص 227، الطبعة الرابعة.
[5] انظر البيان والتبيين؛ للجاحظ ص 19 طبعة دار الفكر، والمجاز البياني؛ للدكتور حنفي محمد شرف ص 23، 26 مطابع الأهرام، وأثر القرآن في تطوير النقد العربي؛ للدكتور محمد زغلول سلام ص 81 الثانية المعارف.
[6] انظر البيان والتبيين؛ للجاحظ ص 19 طبعة دار الفكر، والمجاز البياني؛ للدكتور حنفي محمد شرف ص 23، 26 مطابع الأهرام، وأثر القرآن في تطوير النقد العربي؛ للدكتور محمد زغلول سلام ص 81 الثانية المعارف.
[7] انظر البيان والتبيين للجاحظ ص 19 طبعة دار الفكر، والمجاز البياني للدكتور حنفي محمد شرف ص 23، 26 مطابع الأهرام، وأثر القرآن في تطوير النقد العربي للدكتور محمد زغلول سلام ص 81 الثانية المعارف.
[8] انظر تأويل مشكل القرآن؛ لابن قتيبة ص 10، ورسالة في الإعجاز؛ للدكتور مصطفى مسلم ص 72.
[9] انظر النكت في إعجاز القرآن؛ للرماني ص87، 88 وما بعدها، تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام، مطبعة دار المعارف بمصر ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن؛ للرماني والخطابي وعبدالقاهر.
[10] انظر ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي وعبدالقاهر ص 24، 25، تحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام.
[11] انظر مبحث العناية بالدراسات القرآنية في هذا المبحث.
[12] انظر مقدمة الصناعتين؛ لأبي هلال ص 7، تحقيق علي البجاوي وأبي الفضل إبراهيم، مطبعة الحلبي.
[13] انظر إعجاز القرآن؛ للباقلاني ص 51 وما بعدها، تحقيق أحمد صقر، مطبعة دار المعارف.
[14] انظر الإعجاز البياني لبنت الشاطئ ص95، والمغني لعبدالجبار، الجزء السادس عشر ص 316 وما بعدها، مطبعة دار الكتب بمصر.

leprence30
2013-09-06, 13:59
إرشادات ونصائح تربوية في اللغة

1- اللغة سلوكٌ مكتسب؛ فاحرصْ على إكساب تلاميذك لغةً سليمةً نقية، وتجنب في حواراتك معهم التعابير العامية والدخيلة التي من شأنها إفساد اللغة.

2- تتسم اللغة العربية بوضوح مخارج حروفها؛ فلكل صوتٍ مخرج يميزه من غيره. درّبْ تلاميذك على النطق الصحيح منعاً لوقوعهم في أغلاط صوتية.

3- اللغةُ العربية من أغنى لغات العالم وأوسعها ثروةً في المفردات؛ فيها حصيلة لغوية لا نظير لها. وجِّه طلابك للكيفية الصحيحة للبحث في المعجم اللغوي، وتوظيف كل جديد من الكلمات في جمل من إنشائهم.

4- الاتصال اللغوي بين الأفراد يقوم على مهارات في الإرسال (التحدث والكتابة)، ومهارات في الاستقبال (الاستماع والقراءة). أسِّس طلابك تأسيساً جيداً في المهارات اللغوية، ليتمكنوا من القيام باتصالٍ لغوي فعال مع الآخرين.

5- مهارة الاستماع من مهارات اللغة الأساسية؛ فيها تُنمى قدرة المتعلم على الاستيعاب والفهم والتذكر، ويكتسب من خلالها صفةً أخلاقيةً تقتضيها طبيعة المجالسة وآدابها. اعتنِ أكثر بتدريسها بأساليب تربوية ممتعة.

6- أسمى أهداف تعليم العربية هو تمكين المتعلم من التعبير عن حاجاته وأفكاره ومشاعره بلغةٍ سليمةٍ؛ من أجل ذلك اجعل تعليم اللغة وظيفياً.

7- استعنْ بالتقنيات التعليمية الحديثة في تعليم اللغة العربية؛ لتجعل درسك أكثر حيوية ومتعة، وتضمن تفاعل طلابك وحضورهم معك بكل حواسهم.

8- التزامك باللغة العربية في حديثك مدعاة لتطوير أداء طلابك اللغوي.

9- كن مساعداً لطلابك في التخلص من صعوباتهم القرائية والكتابية.

10- الإيمان بقدرات الطلاب سبيلنا لتنمية إمكاناتهم ومواهبهم القرائية والكتابية.

11- المطالعة المستمرة تعينك على مواجهة تحديات طلابنا اللغوية.

12- اجعل من حصة التعبير فسحة للإبداع واكتشاف المواهب.

13- لتكن حصة النصوص الأدبية فرصة لتنمية الطلاقة اللغوية لدى طلابنا.

14- اللغة العربية هي الأساس للنهوض بقدرات الطلاب العلمية في جميع المواد.

15- تبادل الخبرات مع الزملاء يثري من قدراتنا المهنية ويطور من خبراتنا التدريسية.

16- تواصلك مع أولياء أمور الطلاب يطور من قدراتهم اللغوية، ويساعد على إيجاد الحلول.

17- اجعل التعزيز المستمر لطلابك سبيلك لمساعدتهم على تجاوز مشاكلهم اللغوية.

18- ليكن الابتكار شعارنا في تعليم وتعلم اللغة العربية.

leprence30
2013-09-06, 14:00
تحضُّرٌ أجوف ومدنيةٌ زائفة

قد نتقبل الأمر - كجمهور متابع - إلى حدٍّ ما، عندما يتحدث مختص - كطبيب مثلاً - في مجال عملِه ويستخدم بعض المسميات والمُصطلَحات بلغة أجنبيَّة، ربما لا يَحضره سريعًا ما يقابلها في اللغة العربية أو هو غير متأكِّد من دقتها، وإن كان الأصل أن يَحرص كلُّ عربيٍّ - مهما كان موقعه أو مركزه الاجتماعي - على أن يَكون حديثُه كاملاً بلغة عربية فُصحى، وأن يُعدَّ لذلك مسبقًا ما أمكن ليتجنَّب الوقوع في أخطاء لغوية مُنفِّرة على الأقلِّ، عِوضًا عن كثرة الاستعانة بالتسميات الأجنبية، أما أن نجد أحدهم أو إحداهنَّ ممن لا يحفظ عن ظهرِ قلب سِوى بعض كلمات مِن لغة أجنبية، وبالكاد يَستطيع لفظها، وتَخرج من فمه أحيانًا مُشوَّهة ومُكسَّرة، ويصرُّ مع ذلك على إقحامها في كل حديث ومناسبة، فهذا هو والله الأمر العجيب الذي شاع كثيرًا أيامنا هذه؛ لأنَّ البعض يظنُّ أن مَن يُكثِر مِن حشو كلامه بألفاظ غير عربية، فإن هذا من علامات الرقي والتميُّز، فمثل هؤلاء إن كانوا مِن عامَّة الناس فهم بحاجة إلى مَن يَلفِت انتباههم إلى أن ما يَفعلونه هو مدعاة للسخرية، وأنه لا يمتُّ للتحضُّر بأي صِلة.

المشكلة الأساسيَّة ليست في البسطاء من الناس الذين يفعلون ذلك غالبًا من باب التقليد، وعن جهلٍ؛ رغبةً منهم في الظهور، ولا يؤثِّرون في غيرهم ، ولكن في بعض مَن يُطلَق عليهم وصف المثقفين المفترض أنهم صفوة المجتمع ومحطُّ أنظار الجمهور مِن أبناء هذه الأمة، الذين إذا أطلَّ أحدهم علينا في مقابلة أو حوار عبر إحدى الفضائيات، ترى مُفرداته الإنجليزية تُزاحِم المفردات العربية بكثرة تَرداده لها؛ مما يضطرُّ المُقدِّم للعمل كنصف مُترجِم لمشاهديه ومستمعيه إن أمكنه ذلك، مع أن الحاجة لا تَدعو أبدًا لكل هذه المصطلحات الأجنبية، ولكن ماذا نملك أن نقول سوى أنها عقدة النقص عند هؤلاء تجاه كل ما هو آت من الغرب؟!

فهذا الصنف من البشر هم مَن بأمسِّ الحاجة إلى علاج لتعديل سلوكهم، ولعلَّ أفضل طريقة لذلك هي بالتأكيد عليهم عند استضافتهم في وسائل الإعلام بشكل خاصٍّ على الالتزام بالحديث بلغتهم العربية، فإن كانوا غير قادرين أو مُستعدِّين، فالأفضل عدم ظهورهم إن لم تستدعِ الضرورة.

تُقيَّم الحضارات بما تُحقِّقه من إنجازات على كل الصعُد الفكرية والعِلمية والثقافية، وتَنعكِس حضارة الأمة على أفرادها بشكل مُباشِر فيرتفع مستوى تعليم الفرد العادي وثقافته العامة، فيظهر ذلك في سلوكه ويُصبح أكثر وعيًا وتهذيبًا، وتَنضبِط علاقاته مع باقي أفراد مُجتمعه ضمن منظومة متناغمة تقلُّ فيها المُشاحنات، ويعرف كل شخص حدوده، فلا يَتجاوزها للتعدِّي على الآخرين، وإحدى أهمِّ الخصائص التي يُفرزها مجتمع متحضِّر كهذا، اعتزازُ الفرد بلغته إلى أقصى الحدود، وعدم التنازل عن الحديث بها إلا إذا دعت لذلك المصلحَة والضرورة، كما هو الحال في العديد من المجتمعات الأوروبيَّة، وبعض دول الشرق، وعكس ذلك صحيح؛ فإعراض الفرد عن الحديث بلغته وحرصه - إن فعَل - على تَطعيم كلامه بكلمات وعبارات أعجمية - لحاجة أو غير حاجة - دليلٌ واضح على ضعف انتمائه لأمَّته، وخجله مِن ثقافتها.

leprence30
2013-09-06, 14:01
الوسائل اللغوية لمعرفة أصل الألف في الأسماء والأفعال

كثيرًا ما يرسُم الكتَّاب، والدارسون، والباحثون، وأهل الصحافة، ومن لهم صِلة بالكتابة باللغة العربية - تلك الألفَ في آخر الأسماء والأفعال خطأ؛ ذلك لأنهم لا يُدرِكون القاعدة الإملائية الضابطة لها في الرَّسم الإملائي، وفي هذه السطور نَضع أمام القراء الأفاضل بعض الطرق والوسائل اللغوية التي تَهديهم إلى معرفة أصل تلك الألف، والتي تُسلِمهم بالضرورة إلى رسْم إملائي صحيح، وكتابة لغويَّة راشدة، خالية من أي قلق لُغوي، أو خطأ إملائي.

والقاعدة في رسم الألف أن الأصل فيها أن تُرسَم ألفًا قائمة، هكذا (ا)، إن كان أصلها الواو، نحو: ذُرا (جمع ذِروة)، وخُطا (جمع خُطوة)، ولكنها تُرسَم ألفًا مقصورة هكذا (ى)؛ أي: أشبه بالياء، إذا كان أصلها الياء، نحو: هُدَى (من العقل هدى يهدي هداية)، ومُنَى (من التمني والأمنية والأماني)، فهي في الحالة الأولى: (ذرا وخطا) أصلها الواو، وفي الحالة الثانية (هدى ومُنى) أصلها الياء، تلك هي القاعدة العامة، والضابط الإملائي الواضح في رسم الألف، لكن كيف يمكن التعرف على أصل تلك الألف؛ حتى نتمكَّن من رسْمها بكل دقَّة (قائمة أو مقصورة)، إذا كان رسْمها على هذا الشكل، أو هاتيك الصورة مُترتِّبًا على معرفة أصل تلك الألف؟

ثَمَّة طُرُق ووسائلُ وضَعها علماء الرسم الإملائي، وعلماء النحو والصرف؛ لمعرفة هذا الأصل، وقد رَصدت منها أكثر من عشر طُرُقٍ أو وسائل، نذكرها واحدة واحدة، ونُدلِّل عليها، ونُمثِّل لها، وقد يأتي غيري بطرق أخرى، وقد يَعِنُّ لي مستقبلاً أن أستوفيها في كتيب، أو أستدرِك الأمر في مقالات لاحقة، ويَحدونا الأمل في أن يصل القارئ معنا إلى أيسرِ السُّبل في فهم طبيعية هذه اللغة الشريفة، وفَهْم قواعدها الإملائية؛ لأننا نبتغي بتلك المقالات أن نصل إلى مستوى طيب في كتابات الكتَّاب، وأهل الصحافة، وأرباب البحوث العلميَّة، وكل من لهم اتصال بالرسم الإملائي، ويكتبون مقالاتهم، وبحوثهم، وتقاريرهم، وكتبهم باللغة العربية، والوسائل الإحدى عشرة هي:
1- الرجوع إلى الفعل المضارع، نحو: شَدَا يَشْدو - هجا يهجو - سما يسمو - عفا يعفو - رنا يرنو - عدا يعدو - سلا يسلو، تُرسَم في كل ذلك بالألف؛ لأن مضارعها واويٌّ، أما نحو: هدى يهدي - قضى يقضي - عوى يعوي - مشى يمشي - كوى يكوي - غوى يغوي - هوى يهوي - غلا يغلي، فترسم ياء؛ لأن مضارعها يائيٌّ، فالقاعدة العامة في ذلك أنه إذا كان المضارع من الفعل الثلاثي واويًّا، رسم ماضيه بالألف، وإذا كان المضارع من الفعل الثلاثي يائيًّا، رسم ماضيه بالياء.

2- الرجوع إلى المفرد: نحو رُبَا جمع مفرده (رَبوة) من الفعل رَبا يَرْبو؛ فإنها ترسَم في ذلك كله بالألف، وخُطا جمع مفرده (خُطوة) من الفعل خطا يخطو، تُرسَم بالألف، أما نحو: القُرى (جمع قَرية) فترسم بالياء، والنُّهى (جمع نُهْية) وهي العقل، فترسم بالياء.

3- الرجوع إلى المثنى؛ أي بتثنية الاسم (أو صوغ المثنى منه)، نحو: (فتى) نقول فيه: فَتيان، و(حِجا) نقول فيه: حِجَوان، و(هُدى) نقول فيها: هُدَيان، و(عُلا) نقول في تثنيته: عُلَوان، وهكذا.

4- الذَّهاب إلى جمع الاسم جمعًا مؤنثًا سالمًا، نحو (مُنَى) نقول فيها: مُنيات، و(مها): مهوات، وهدى: هديات، وعلا: علوات، وسها: سهوات، وهكذا.

5- اشتقاق صفة المؤنث منه (وهو الاسم الممدود)، نحو: لمى، نقول فيه: لمياء (مؤنث ألمى)، عشا يُؤنَّث إلى: عشواء (مؤنث أعشى)، وهكذا.

6- إسناد الفعل إلى ضمير رفْع مُتحرِّك، مثل تاء الفاعل، ونون النسوة، ونا الدالة على الفاعلين، نحو: دعا، نقول: دعوتُ الله - نحن دعونا الله، والنساء دعون ربهن، ونحو: سما، نقول فيه عند الإسناد: سموتُ - سمَوْنا - سمونَ، وكذا الفعل هدى، نقول فيه: هديت - هدينا - هدين، والفعل علا: علوت - علونا - علون، والفعل مشى: مشيتُ - مشَيْنا - مشيْنَ، وهكذا.

7- صوغ اسم المرَّة منه، نحو: دع، نقول في المرة منه: دعوة واحدة، والفعل هفا، نقول في المرة منه: هفوة، والفعل: جلا، نقول في المرة منه: جَلْوة، والفعل: مشى: مَشية (بفتح الميم)، والفعل جرى، نقول في المرة منه: جَرية، وهكذا.

8- صوغ النسب منه، نحو: رِبا، نقول في النسب إليه: رِبوي، ونِشَا، نقول فيه: نِشَوي، ومن اللَّها: نقول اللَّهوي، ومن المها نقول: المهوي، وهكذا.

9- إسناد الفعل الذي في آخره حرف علَّة إلى ألف الاثنين، (وهي من ضمائر الرفع الساكنة)، نحو: دعوا، سموا؛ لكنه في اليائي نقول فيه: هديا، ومشيا، وقضيا، وهكذا.

10- صوغ اسم الهيئة منه، نحو: زنا، نقول في الهيئة منه: زِنية (بكسر الزاي)، ومشى مِشية (بكسر الميم)، وخلا: خِلوة (بكسر الخاء)، فقد تعرَّفنا من خلال صياغة اسم الهيئة منه على أصل الألف.

11- معرفة دَلالة الكلمة في اللغة ومضمونها، نحو غلا الكتاب عليَّ فلم أستطع شراءه، من الفعل غلا يغلو: إذا ارتفع، لكن نقول على الاتجاه الآخر: غلى الماء غليانًا شديدًا؛ أي: فار، وارتفع بُخاره، فالأولى يُرسَم الفعل فيها بالألف؛ لأن أصله واو، وفي الثانية يُرسَم فيها بألف القصر (الشبيهة بالياء)؛ لأن أصله يائي، ونقول - على سبيل التظرُّف -: لما غلا سعر الكتاب ولم أتمكَّن من شرائه، غلى منه دمي، وكذلك الفعل: شكى (بألف القصر الشبيهة بالياء)؛ بمعنى تألَّم من مرْض، ونحوه، ونقول: شكا إليه سوء المعاملة؛ أي: أخبره بسوء فِعْل زميله معه على سبيل المثال، والفعل: طغا (بالألف القائمة) بمعنى: جاوَزَ القَدرَ، وارتفع، وطغى في الكفر (بالألف المقصورة): أسرف في المعاصي والظلم، وجنى الثمر ونحوه (بالألف المقصورة): قَطَفه وجمعه، ومنه: ﴿ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ﴾ [الرحمن: 54] من الجَنْي والقِطاف، أما جنا عليه (بالألف القائمة) فتأتى بمعنى ارتكب ذنبًا، وكذلك الفعل حبى (بالألف المقصورة) تأتي بمعنى أعطى وحمى، أما حبا الطفل (بالألف القائمة) فبمعنى زحف على يديه وبطنه، وكذلك الفعل حثى عليه التراب (بالألف المقصورة) بمعنى صبَّه، أما حثا الترابُ بضم الباء (بالألف القائمة): فبمعنى انصبَّ، وحفا له في العطاء: أكرمه وزاده، وأعطاه، أما حفى الشاربين (بالألف المقصورة)، فتعني بالَغَ في قصهما، والفعل حنى على الطفل (بالألف المقصورة) بمعنى عَطَف وحَنَّ، أما الفعل حنا (بالألف القائمة)، فيعني لوى وعوج ومال، والفعل أسى بين القوم (بالألف المقصورة) بمعنى أصلح بينهم، أما الفعل أسا الجُرْح (بالألف القائمة)، فبمعنى داواه وعالَجه، وهكذا.

فمعرفة دَلالة الفعل مُفضٍ بالضرورة إلى دقة الرسم في ألفه، وحتى لا نقع - من خلال عدم إدراك معناه - في لَبْس أو خَلط؛ ومن ثم فلابد من القراءة المستمرة في كتب المعاجم، وكتب الفروق اللغوية، مثل كتاب الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري، وكتاب الكليات للكفوي، وكتاب الألفاظ المترادِفة المتقاربة المعنى؛ لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني، وكتاب ما اختلفت ألفاظه واتَّفقت معانيه؛ لعبدالملك بن قريب الأصمعي، وكتاب "اتفاق المباني وافتراق المعاني"؛ لأبي العباس المُبرّد، وهي كتب موجودة على الشبكة الدوليَّة للمعلومات، وفي كثير من المكتبات المنتشِرة عليها؛ كالمكتبة الوقفية، والمكتبة الشاملة، والموسوعة الإلكترونية، وغيرها من المكتبات الكثيرة المتاحة الآن، نسأل الله تعالى أن ينفعني وينفع قرائي الكرام بما يقرؤون، وما يكتبون، وأن يُلهِمنا جميعًا الكتابةَ الدقيقة، والرسم الإملائي السليم، اللهم صحِّح كتاباتِنا، ونقِّ أقلامنا من الأخطاء اللغوية، كما نقيتَ ألسنتنا من الألفاظ النابية، وحولتها إلى حُسْن القول، ونقاء اللفظ، إنك على كل شيء قدير، وبإجابة الدعاء كريم وجدير، إنك نعم المولى، ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

leprence30
2013-09-06, 14:02
مخاطر فرنجة اللغة العربية باستخدام لغة الدردشة

أخذ موضوع (فرنجة اللغة العربية) يثير قلق الكثير من الكتاب، والمثقفين، والمؤسسات المهتمة بالحفاظ على اللغة العربية، وحمايتها من المسخ والتشويه. فقد أشارت الكاتبة الفاضلة ملحة عبدالله - على سبيل المثال لا الحصر - في مقالها الموسوم (فرنجة اللغة)، المنشور في صفحة كتاب اليوم من جريدة الوطن السعودية بتاريخ 1\3\2013،حالة كارثية لما وصل إليه واقع حال تعاطينا مع لغتنا العربية، بإشارتها إلى أن (نظرتنا الدونية لهذه اللغة، هي التي سمحنا نحن لها بالتخلخل ومراوغة اللغة، إن جاز التعبير، فتطور الأمر إلى أن أصبح الفرد منا ينطق كلمة عربية واثنتين إنكليزيتين..).ولعل هذا الأمر يعكس من دون شك خطورة تحديات العامل الذاتي من عوامل مسخ اللغة العربية،التي منها أيضا، إيكال تربية الأطفال إلى المربيات الأجنبيات، الأمر الذي يعمق حجم التأثير السلبي للعامل الذاتي لمسخ اللغة وفرنجتها، (فصرنا نتحدث الإنجليزية بفضل الخادمات الآسيويات اللاتي تحويهن منازلنا)، حتى بتنا نسمع البعض (يتباهى بأنهم تركوا حفيدهم للخادمة، لا يتحدث إلا معها كي يأخذ منها اللغة، فنسوا أن تعليم الطفل اللغة العربية في بداية التكوين هي من أهم مقومات جهاز النطق وبلورة الذاكرة).

على أن شيوع ظاهرة استعمال الأحرف اللاتينية بدل الأحرف العربية في الكتابة مؤخرا، وإسقاط الإعراب في الكتابة والنطق، واصطناع لغة عربية تكتب بحروف لاتينية، سماها البعض (بالعربيزي)، وأطلق عليها اخرون (الفرانكو _ أراب)، وشاعت في الإنترنت باسم لغة الدردشة (الشات). وهي لغة هجينة مصطنعة، مكونة من كلمات عربية، وأخرى إنكليزية، مكتوبة بأحرف لاتينية، وتستخدم الأرقام من (1-9) للتعبير عن بعض الأحرف باللغة العربية غير الموجودة باللغة الإنجليزية، يشكل تحديا ذاتيا خطيرا في مجال مسخ اللغة العربية،حيث يلاحظ أن هذه اللغة المصطنعة انتشرت بسرعة هائلة، وعلى نطاق واسع، بين الشباب العربي اليوم، حيث باتوا يستخدمونها للدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، والرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة، دون التفات إلى مخاطرها في تشويه فصاحة اللغة العربية، وتداعيات إقصائها عن الاستخدام شيئا فشيئا، مما يهددها بفرنجة مقرفة، ورطانة لاحنة، تؤثر على سلامتها بمرور الزمن.

وتأتي دعوات إحلال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية في تقنيات التواصل المعاصرة، والتدريس الجامعي، واعتماد تعليم اللغات الأجنبية منذ الصفوف الأولى في مدارسنا على حساب اللغة العربية، تحت ذريعة الدعاوى المضادة الزائفة بأنها لغة صعبة، ومعقدة وغير سهلة التعلم، وبالتالي فأنها لا تتماشى مع مقتضيات العصرنة، مما يصرف الناس عن تعلمها، والتحدث بها، والركون إلى استخدام لغة بديلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن دعوة البعض إلى التوسع في استخدام اللهجة العامية في التداول بدلا من الفصحى، وخاصة في الخطاب الإعلامي، ونشرات الأخبار، هو عامل ذاتي آخر مضاف من عوامل مسخ اللغة العربية.

على من الضروري الإشارة إلى تحديات العامل الخارجي في التأثير السلبي على تنحية اللغة العربية بالحد من الاستخدام في أوساط الشباب، وفي مقدمتها الظاهرة الاستعمارية. فما إن بدأ احتلال اقطار العالم الإسلامي والوطن العربي، حتى شاع استخدام اللغات الأجنبية للمستعمر، وعلى رأسها اللغة الانكليزية، واللغة الفرنسية في الاقطار المستعمرة، كأحد وسائل الهيمنة الاستعمارية، وفرض الثقافة الغربية على ثقافة تلك الأقطار. ومن هنا بدأ إقصاء اللغة العربية يأخذ شكلا ممنهجا كهدف مركزي للعولمة. وقد تجلى هذا النهج بهيمنة اللغة الإنكليزية، وفرضها في كل مراحل الدراسة في معظم البلدان العربية.

ولعل من المقلق حقا أن وسائل إقصاء اللغة العربية في العصر الراهن في ضوء ثورة الاتصال والمعلوماتية، قد تعددت بشيوع استخدام الفضائيات، والشبكة العنكبوتية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات، مما زاد من مخاطر عزل اللغة العربية بتأثير العامل الخارجي، بشكل أكثر حدة من ذي قبل، باستيراد مصطلحات جديدة شاع تصديرها إلى بيئتنا العربية، وتوسع استخدامها بشكل لافت للنظر في الأوساط المدرسية، والجامعية، بل وتعداها إلى صلب البيئة الاجتماعية العامة، وفي أوساط الشباب بشكل خاص، مما يصب في ذات استراتيجية عولمة الفرنجة، التي بدأت تعبث باللغة العربية في كل مجالات الاستخدام، لصالح ترسيخ استخدام اللغات الاجنبية العالمية، والإنكليزية منها بالذات، ليس فقط كلغة عالمية في تدريس العلوم في المعاهد، والجامعات، بل كلغة فنية في البرمجيات، وشبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي العنكبوتية، والقنوات الفضائية، وغيرها من وسائل الاتصال المعلوماتي المعاصرة.

ولا شك أن التنكر للغتنا بما أفرزه من تحديات ذاتية، وبالتآزر مع تأثير العامل الخارجي، هو ما أدى حدوث هذا التطور المخيف،وهو ظهور لغة (الفرانكو - آراب) بين الشباب العربي، وهو استبدال الأحرف العربية بأحرف لاتينية.

وفي ضوء تلك التحديات، فان الامر يتطلب الانتباه إلى مخاطر تداعيات تنحية اللغة العربية عن الاستخدام في تلك المجالات، وما يعكسه هذا الحال من ضرر فادح على مستقبلها. ولذلك فلا بد من التحرك على عجل، ضمن خطة عربية مركزية مدروسة، لبلورة مشروع قومي للنهوض باللغة العربية يرتكز على قاعدة تعريب الدراسة، والتعليم في المدارس الجامعات والمعاهد العربية، لاسيما وأن امكانات التعريب تبدو اليوم أفضل من ذي قبل بكثير، بسبب توفر الكفاءات العلمية العربية التدريسية والمترجمة، وتراكم خبرتها في هذا المجال، والتركيز على توعية الشباب بمخاطر اعتماد لغة الدردشة في التخاطب بدلا من العربية الفصحى، وتعميق مبدأ الاعتزاز باللغة العربية باعتبارها من أهم مرموزات الهوية العربية والإسلامية، ومن أبرز مقومات الوجود العربي والإسلامي. ولعل من المفيد في هذا المجال، الإشارة إلى أن الإسلام قد رسخ خصوصية اللغة العربية، باعتبارها وعاء التنزيل، ولغة الوحي، فامتلكت بهذا التشريف الإلهي على تأصيل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، نوعا من الرمزية العالية، تحصنها من المسخ، وتحميها من التشويه، طالما وجدت من أبنائها حرصا صادقا، على رعايتها، والاعتزاز بها، والمنافحة عنها.

leprence30
2013-09-06, 14:03
من مجالات الدراسات الاستشراقية
اللغة العربية وآدابها

ومن ضمن اهتمامات المستشرقين أيضًا دراسة اللغة العربية وآدابها، وبخاصة فقه اللغة الذي كان المدخل لكثير من المستشرقين للكتابة في مجالات كثيرة.

ومن الأمثلة على ذلك المستشرق "هاملتون جب"، وكذلك المستشرق "ماسينيون"، والمستشرق "سلفستر دي ساسي"، الذي أسَّس "مدرسة اللغات الشرقية الحية" في باريس، وكانت "قِبلة" المستشرقين في ذلك الزمن، ومن خلال اهتمام المستشرقين باللغة العربية وآدابها نادى بعضهم بالاهتمام باللهجات المحلية، وما يسمى بالفلكلور حتى إنهم أقنعوا كثيرًا من الطلاب العرب والمسلمين بإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه حول اللهجات المحلية والفلكلور، ودعا بعض المستشرقين أيضًا إلى العامية، ووضع قواعد خاصة بها؛ بحجة صعوبة اللغة الفصحى، أو أنها قديمة، أو كلاسيكية غير صالحة في الوقت الحاضر، بل إن بعض المستشرقين نادوا بكتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينية.

إن الاهتمام بالأدب العربي الحديث قد ازداد على مرِّ السنين؛ فهناك أكثر من دورية تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا، تتخصص في الأدب العربي أو الدراسات العربية؛ فهناك مثلاً: (المجلة الدورية للدراسات العربية Arab Studies Quarterly، ومجلة المختار في دراسات الشرق الأوسط Digest of Middle East Studies التي بدأتْ في الصدور منذ ست سنوات، ومجلة آداب الشرق الأوسط (أدبيات) (Middle East Literature(Literary Articles)، التي تتعاون في إصدارها جامعة "أكسفورد" البريطانية، وجامعة "داكوتا" الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت في الصدور منذ عام 1996م.

ومن القضايا التي اهتم بها الاستشراق استخدامُ اللغة الفصحى في الإبداع الأدبي، سواء كانت قصة، أم رواية، أم مسرحية، وقد جعلوا هذه القضية من القضايا التي أولوها اهتمامًا كبيرًا، وقد ناقش "أحمد سمايلوفيتش" هذه القضية في كتابه: (فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي الحديث)، وأكَّد أنها من أخطرِ الهجمات التي تعرَّضت لها اللغة العربية، ونقل عن "عثمان أمين" قوله: "إن حملات التغريب شنَّها النفوذ الغربي وأعوانه في آسيا وإفريقيا، مصوبًا هجماته إلى التراث العربي الإسلامي بوجه عام، وإلى اللغة العربية بوجه خاص"[1].

[1] أحمد سمايلوفيتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر؛ (القاهرة: المؤلف، بدون تاريخ) ص668.

leprence30
2013-09-06, 14:04
لغتنا العربية... هوية وليست هواية


لا أكاد أدخل محلاًّ تِجاريًّا أو مؤسسة عمومية إلا وأُبصِر لغات أجنبية تتراقَص على ألسنة الموجودين هنا وهناك، هي ظاهرة لم تَنشأ اللحظةَ، بل هي وليدة تراكمات عرَفتْها أمتنا الإسلامية، بَدءًا بالاستعمار، ونهاية عند الغزو الثقافي بشتى صُنوفه وألوانه.


لكن الأخطر من هذا وذاك، أن تَجد من أبناء جِلدتنا مَن يُروِّج لهذه الثقافة تحت شعارات عدة، أبرزُها الانفتاح ومواكبة الدول المتقدمة، فيسعى بذلك إلى تنشئة أبنائه تنشئةً مُهجَّنة، ليَعجِز الابنُ فيما بعدُ عن قراءة الفاتحة أمام زملائه في الصفّ، إن كان يدرس المواد الإسلامية أصلاً.


يقول ابن خلدون:
"إن قوة اللغة في أمةٍ ما، تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دَورها بين بقيَّة الأمم؛ لأن غَلَبة اللغة بغَلَبة أهلها، ومنزلتها بين اللغات صورةٌ لمنزلة دولتها بين الأمم"، نعم، تلك الأمة التي تَبني مجدَها بلَبِنات حروفها المشعَّة بنورِ الوحي، وتسعى إلى رفْع مكانتها بين الأمم عن طريق لغتها، التي تعتبرها أساسًا من أُسس النهضة الحضارية، إن مسألة اتخاذ لغتنا العربية كهواية، لا يكون ذلك إلا طَعْنة أخرى في جسد هذه الأمة، سببُها العبثية واللامسؤولية.


كثيرًا ما نسمع بأن اللغة هي قالَب الثقافات وثوبها الشَّفاف، فأي لغة في هذا الكون تحمل من المعاني ما يكفي لفكِّ شفرةِ وعيِها، والترجمة الصحيحة لطريقة عيشِها، وبالتالي فاللغات الأجنبية لا تعكس إلا ثقافاتِها المحليَّةَ الداعية إلى الحرية والانطلاق واللامبالاة هكذا بلا رقيب ولا حسيب، بينما تنام حكومات الدول العربية في سرير اللامسؤولية، لتكتفي بتخصيص بند للغة العربية في دستورٍ يَظَل جامدًا في بطون الصحف، يقول سفير اللغة العربية مصطفى صادق الرافعي في كتاب "وحي القلم" المجلد الثاني: "ما ذلَّتْ لغةُ شعب إلا ذَلَّ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُه في ذَهاب وإدبار، ومَن هنا يفرض الأجنبيُّ المستعمر لغتَه فرضًا على الأمة التي يستعمرها، ويَركَبهم بها، ويُشعِرهم عظمتَه فيها"، فلا تكون اللغة حينها إلا السلاحَ الوحيد الذي تنهار أو تسمو به الأممُ.


إن لغتنا العربية حروفٌ تتراصّ جنبًا إلى جنب لتصيح بصوت الأمة لا بصوت الفرد مُعلِنةً تَميُّزَ هذه الأمة بشخصيتها وحَرْفها الشريف، ومتى كانت اللغة في مكانها اللائق بها إلا وتجلَّى ذلك في دقة التعبير، وتجدُّد صور التفكير وأساليب الإبداع لدى أبنائها، مما يجعل نزعةَ الحرية من المسلَّمات التي لا تغيب رُوحها أبدًا.


أن نُعيد المجد للغتنا، يعني أن نحيا بكل حرف من حروفها، أن نربِّي أبناءنا على تذوُّق طعْم حروف ستُرافقنا إلى الجنة، أن نبدأ بأنفسنا دون انتظار ردَّة فِعل الغير، أن نَعلَم أن سرَّ تفوُّقنا يَكمُن وراء لغة، طالما أهملناها عن قصْد أو عن غير قصد، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3].

leprence30
2013-09-06, 14:05
لغة الدردشة
ظاهرة تستحق التوعية

يُقصَد بلغة الدردشة - وسمِّيت لغةً تجوُّزًا -: اللغة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم بين الشبان العرب، والتي صارت لغتهم التي يَستخدِمونها في برامج التواصل الاجتماعي والدردشة في الشابكة، وهي ظاهرة حديثة، تعدُّ امتدادًا لدعوة كتابة العربية بالعامية المختلطة بالأجنبية وبالأحرف اللاتينية، ومن أسمائها "لغة الإنترنت" أو "لغة الشات" أو "الفرانكو أراب"، وهي لغة هجينَة مُكوَّنة مِن كلمات عربية عامية، وأخرى إنكليزية، مكتوبة بأحرف إنكليزية وأرقامٍ تعبر عن أصوات عربية لا وجود لها في الإنكليزية.

عرَّفتها موسوعة "ويكيبيديا" بأنها أبجدية مُستحدَثة غير رسمية، ظهرت منذ بضع سنوات، أصبحت تُستخدم على نطاق واسع بين الشبان في الكتابة عبر برامج الدردشة على الإنترنت في المنطقة العربية، وتُنطق هذه اللغة مثل العربية تمامًا، إلا أن الأحرف المستخدمة في الكتابة هي الأحرف والأرقام اللاتينية بطريقة تُشبه الشَّفرة.

والرموز المقصودة من الأرقام هي الأحرف الآتية: (2:أ)، (3:ع)، (5:خ)، (6:ط)، (7:ح)، (8:غ)[1].

وتشير الإحصائيات إلى أن هذه اللغة قد أفرزت إلى الآن مئات المدونات الشخصية والنصوص الأدبية والنثرية المكتوبة بها[2]، ويُسوِّغ الشبان اعتمادَهم على هذه اللغة بأنها أصبحت شائعةً ومستعملةً في صفحات الشابكة ومفهومةً من القراء، وأن كثيرًا من أنظمة تشغيل الحواسب ومتصفَّحات الشبكة لا تدعم استعمال اللغة العربية؛ لأسباب تقنيَّة أو جغرافية، وهذا يعود بمسؤولية التعريب إلى الشركات التقنية العربية ومهندسي الحواسيب والمعلوماتية.

وحقيقة الأمر أن المشكلة مرتبطة بأمرَين أكثر عمقًا، هما كون اللغة الإنكليزية اليوم هي اللغة الأولى في مواقع الشبكة العنكبوتية وبرامج الحاسب، وأنها لغة العلم والثقافة، فهذا قضى بأن يكون استعمال الشبان الحرف اللاتيني أكثر مِن استعمالهم الحرف العربي، وهي مرتبطة أيضًا بأزمة الهُوية العربية والإسلامية عند الشبان، وبحجَّة التقارب بين الحضارات الغربية والشرقية والعربية، لاسيما أن أول ظهورها في البلاد العربية كان بين طلاب المدارس الأجنبية الذين لا يُتقنون الإنكليزية ولا العربية، فوجدوا فيها بديلاً عن الإنكليزية التي لم يتمكَّنوا من إتقان قواعدها وأساليبها، فاستكانوا إلى أَحرُفِها فحسب، والمؤسف أن هذه اللغة الهجينة هي أسهل عند بعض الطلاب العرب مِن العربية؛ إذ وجدتُ - مِن خلال تجربتي مع الطلاب - مَن يكتب دروسه وملاحظاته، ويقدِّم امتحاناته بهذه اللغة، وكلُّه على حساب لغتهم الأصلية، وهي اللغة العربية.

ولا تعدو هذه اللغة كونها "تقليعةً شبابيةً"، استغلَّتْها بعض وسائل الإعلام الداعمة للعاميات والتغريب، ووظَّفت لها أهدافًا تجاريةً أيضًا؛ من خلال إعادة نشر أعمال أدبية عربية بهذه اللغة دون احترام لحُقوق كاتبيها، ولن تستمر هذه اللغة؛ لأنها ولدت تَحمل معها بذور انكماشها؛ فقد انتشرت بلا قواعد تَضبِطها، وارتبطت إلى حدٍّ كبير بالطبَقة المُترَفة في المجتمعات العربية، خلافًا للطبقات الأخرى التي تمثِّل أغلبية المجتمع العربي، وقد قامت حملات توعية في الشابكة ضدَّ هذه المُسَخ؛ منها: "اكتب عربي"، "كفاية فرانكو.. اكتب عربي"، "استرجل واكتب عربي"، فالرجولة في هذا السياق تعني: التمسُّك بالهوية[3].

ولم تنل هذه الظاهرة حقَّها من الدراسة إلا في بعض المقالات العامة، ولم تُفرَد لعلاجها بحوثٌ علمية جادة، وزاد الأمر سوءًا أن انتقلت هذه الظاهرة إلى الإعلام المرئي، فصارت بعض البرامج الترفيهيَّة والدينية ذات الجمهور الشبابي تخطُّ عناوينها وأسماء القائمين عليها بهذه الأحرف[4]، وهذا مؤشر سيئ جدًّا؛ لأنه يرسخ هذه الظاهرة بين الشبان، ويَنقلها من الإعلام الإلكتروني إلى الإعلام المرئي ذي الجمهور الأوسع، ولأنه يَشي بعدم تنبُّه الإعلاميِّين إلى خطورة انتشار هذه الظاهرة وشيوعها بين الشبان، وما تَحمله مِن معاوِل لهدم العربية وأَحرُفها وفصاحتها.

ويحزُّ في النفس أن تطَّلع على مدوَّنات الشبان وصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فتراها مكتوبة بأحرف لاتينية، وأرجو أن يتنبَّه الإعلاميُّون واللُّغويُّون إلى هذه الظاهرة، ويُسارعوا في وأدِها في مهدها، قبل أن تستفحل وتتعمَّق أكثر مما هي عليه الآن، وأتوجه إلى مُدرِّسي اللغة العربية وغيرها من المواد في المدارس الإعدادية والثانوية، أن يَنشروا الوعي اللغوي، ويُنبِّهوا طلابهم إلى آثار هذه الظاهرة السلبية؛ فمسؤولية رجال اللغة والإعلام لم تَختلِف عما كانت عليه سابقًا، وإنما تجدَّدت أشكالها؛ فالحرب على الفصحى لم يتغيَّر جَوهرُها وأهدافها؛ وإنما الذي تغيَّر هو أسلوبها ووسائلها.

[1] انظر: ويكيبيديا، عربي، مصطلح: عربيزي.
[2] انظر: مقال إبراهيم فرغلي، مجلة العربي الكويتية، مقال: هل تمحو 3raby لغة الضاد؟ انظر: عدد نوفمبر:2010م، ومقال: نهى قاطرجي، لغة الشات.
[3] عدد المشتركين في هذه الصفحات في موقع (فيسبوك: ********) الاجتماعي، (اكتب عربي: 242)، (استرجل واكتب عربي: 1383)، (كفاية فرانكو.. اكتب عربي: 1536)، وهو عدد متوسِّط ليس بالقليل ولا بالكثير.
[4] مِن أهمِّها برنامج الدكتور عمرو خالد المُسمَّى "بكرة أحلى"، الذي يُعرَض على القناة المصرية الرسمية؛ فإنَّهم أضافوا أسفل الاسم العربي للبرنامج، اسمَه بأحرُف لغة الدردشة، فكتبوا: "bokra a7la"!!

leprence30
2013-09-06, 14:06
أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام

• اللغة هي الوسيلة الأولى للتخاطب بين الناس.
• وهي أهمّ أداةٍ من أدوات التفكير.
• وهي وعاء العلم والمعرفة، تحفظُها الكتابةُ من الضياع.

هذه الأمور الثلاثة تكاد - لوضوحها - تكون من البدهيات، ولكن الناسَ - في حياتهم العملية - لم يعطوا هذه (البدهيات) ما تستحقُّه من الاهتمام! ومع أنها مشتركة بين اللغة العربية وسواها، إلا أن العربية تتميز عن غيرها بأنها لغة الدين الإسلامي، فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2].

وقال: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ، قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3].

والرسول - صلى الله عليه وسلم - خاطب قومه العرب بلسانهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ... ﴾ [إبراهيم: 4].

وهكذا فإن الأساسين الأَوَّلين لهذا الدين - القرآنَ والسنةَ - هما باللغة العربية، ولا يمكن فهمُهما، ومعرفةُ أسرارِهما، واستنباطُ الأحكام منهما لغير المتمكّن من هذه اللغة المباركة.

وقد أدرك الأئمةُ الأقدمون أهميةَ اللغة العربية في فهم كلام الله - سبحانه وتعالى - وكلامِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهذا الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول عنه زوجُ ابنته: "أقام الشافعي علمَ العربية وأيامَ الناس عشرين سنة، فقلنا له في هذا، فقال: ما أردت بهذا إلا استعانةً للفقه"[1]؛ أي: ظلّ عشرين سنة يتبحّر في اللغة العربية وعلومها ليفقه ويفهمَ القرآن والسنة، ولا يستغرب منه هذا، فهو الذي يقول: "أصحاب ُالعربية جِنُّ الإنس، يُبصرون ما لم يبصرْ غيرُهم"[2].

وكان علماء الدين يقولون: "من تكلّم في الفقه بغير لغةٍ تكلم بلسان قصير"! والمقام لا يتسع للتفصيل، وفيما ذُكر كفاية لإثبات المراد.

واللغة العربية بحر لا ساحل له، بعضُ علومها: النحو، والصرف، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع... إلخ، وكانت في الجيل الأول، جيل الصحابة - رضي الله عنهم - ملكةً وسليقة، ثم لما انتشر الإسلام في شتَّى البلاد، واختلط العرب بالمسلمين الجدد بالمصاهرة والمعاملة، والتجارة والتعليم، دخلت في لسانهم العجمةُ وبدأ الخطأ في الكلام، (فخفضوا المرفوعَ، ورفعوا المنصوب، وما إلى ذلك).

وقد بدأ هذا اللحن في وقتٍ مبكر جدًّا، إذ يُروى أن الخليفة الراشد عليًّا - رضي الله عنه - هو الذي وجَّه أبا الأسود الدؤلي إلى أن يضع أصولَ علم النحو حفظًا على اللغة العربية من الضياع[3]، فكيف الحال في زماننا، بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرنًا؟!

ومن العلوم المهمة جدًّا في فَهم كلام الله - سبحانه - وكلام رسوله - عليه الصلاة والسلام - بعد علوم العربية: علم أصول الفقه الذي يُحدِّد قواعد استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية في القرآن والسنة[4]، وهو أيضًا بحر لا ساحل له، وقد كُتِبَ باللغة العربية ونَقْلُهُ إلى لغة أخرى يُخِلُّ بالكثير من مقاصده، وهو إحدى الأدوات المهمة لمن يريد الاجتهاد في الدين.

وغني عن البيان أننا عندما نتكلم عن اللغة العربية، فإننا نعني: اللغة الفصحى، لا اللهجاتِ المحلية العامية التي ابتعدتْ عن أصلها، وتباينت فيما بينها تباينًا كبيرًا، جعل العربي المشرقي لا يكاد يفهم شيئًا مِن عامية العربي المغربي، وبالعكس!!

نخلص مما تقدم إلى نتائجَ من أهمها:
أولًا: العربية الفصحى هي وعاء الإسلام، ومستودع ثقافته، ومادة أكثر ما كُتب عنه على مدى القرون.

ثانيًا: يجب على المسلم الذي لا يعرف العربية أن يقفَ عند حدود علمه، فلا يجاوز تلك الحدودَ عند الحديث عن الإسلام.

ثالثًا: وكذلك المسلم الذي يعرف العربية مؤهل - أيضًا - للفهم في حدود معرفته، أما الاجتهاد، والحكم على أقوال الأئمة بالصواب والخطأ، والقوة والضعف فله أهلُه، وهو مقصورٌ على من يملكُ أدواتِه.

رابعًا: الذي لا يعرف قواعدَ البيان العربي، ومقاصدَ خطاب العرب يقع في أخطاءٍ في الفهم، ويستنبط من القرآن والسنة معانيَ بعيدةً عن مقاصد الشرع.

خامسًا: لا بدّ كذلك من معرفة عادات العرب أيام نزول الوحي؛ لأن القرآن نزل مراعيًا عُرْفَهم في الخطاب[5].

سادسًا: ينبغي بذل الجهد في نشر العربية بين المسلمين الذين لا يعرفونها، وتقويتُها بين الذين يعرفونها، فهذا مِنْ خير ما يُعينهم على فهمٍ أفضلَ للقرآن والسنة والعلوم الإسلامية.

[1] الفقيه والمتفقه؛ الخطيب البغدادي: 2/41.
[2] آداب الشافعي ومناقبه؛ الرازي: 150.
[3] انظر: القواعد الأساسية للغة العربية؛ السيد أحمد الهاشمي: 13، 14.
[4] انظر: أصول الفقه؛ محمد زكريا البرديسي، 21 وما بعدها.
[5] انظر: ضوابط في فهم النص؛ د. عبدالكريم حامدي: 118، وفيه نقل عن كتاب: الموافقات في أصول الشريعة؛ للإمام الشاطبي.

leprence30
2013-09-06, 14:07
ملاحظات حول
(أطلس النحو العربي)
تأليف: رضا سيد محمد عبد الغني - أستاذ اللغة العربية بإدارة قليوب التعليمية
ومراجعة: عبد المعز أحمد داود الغمري - مستشار اللغة العربية

اطلعت على هذا المطبوع فوجدت فيه جهدًا مشكورًا، وعملاً مبرورًا، دفع المؤلف إليه حبه للغة العربية ونحوها وصرفها، وحرصه على أن يذلل قواعدها للطلاب والدارسين في مراحل التعليم المختلفة، لكنه كان في حاجة إلى بعض التنقيح والتصحيح للوصول به نحو الأكمل والأفضل، وفيما يلي بعض الملاحظ التي سجلتها عليه:
1) في صفحة 3 قسَّم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، وفي تفصيله للحروف ذكر حرفين فقط للشرط هما: لو، ولولا، وكان الواجب ذكر حرف الشرط (إن) الذي هو الأصل في الشرط، وكذلك ينبغي ذكر (إذما)؛ لأنها حرف على الراجح.

2) في ص4 فصل القول في علامات الإعراب الأصلية والفرعية في الأسماء والأفعال، وذكر أن علامة الإعراب الأصلية للرفع هي الضمة ظاهرة أو مقدرة، ومثل لذلك في المفرد بثلاثة أمثلة هي: حضر محمد، ذهب مصطفى، من كنايات العدد كذا، والمثال الأول للرفع بالضمة الظاهرة، والثاني للرفع بالضمة المقدرة، وأما الثالث فلا يصح ذكره هنا؛ لأن (كذا) كناية عن العدد مبنية على السكون، وليست من الأسماء المعربة، وقد تكرر التمثيل بهذا المثال الثالث (من كنايات العدد كذا) عند بيان علامة النصب في المفرد، وعلامة الجر في المفرد، و(كذا) في هذا المثال ليست معربة كما ذكرت، وليست في موقع نصب ولا جر، فالأولى حذف هذا المثال من تلك الصفحة. وفي المثال المذكور أيضًا تحولت إلى الاسمية؛ لأن المقصود لفظها؛ كما تقول: "في: حرف جر" فـ(في) هنا مبتدأ، فكذلك في المثال المذكور (كذا) خبر.

3) في ص5 بيان لعلامات الإعراب الأصلية والفرعية أيضًا، وفيها تمثيل للمثنى المبتدأ بالمثال: (محمدان مجتهدان)، وللمفعول به بالمثال: (هنأت محمدين)، ولخبر (كان) بالمثال: (كان محمدان مجتهدين)، ولاسم (إن) بالمثال: (إن محمدين مجتهدان)، وللمجرور بالحرف بالمثال: (سلمت على محمدين)، وللمجرور بالمضاف بالمثال: (جهد محمدين عظيم)، وهذه الأمثلة كلها ليست فصيحة، من جهة عدم اقتران العلم فيها بـ(أل)؛ لأن العلم إذا ثني وجب اقترانه بـ(أل) للتعويض عن زوال تعريفه بسبب التثنية، فالواجب أن يقال في هذه الأمثلة: المحمدان - المحمدين - كان المحمدان - إن المحمدَيْن - على المحمدين - جهد المحمدين.

4) في ص6 وفي بيان إعراب الأسماء الخمسة ينبغي أن ينص على أن المثنى منها يعرب إعراب المثنى، وأن الجمع منها يعرب إعراب الجمع، نحو: هذان أبوان، وأكرمت أبوين، وسلمت على أبوين، ونحو: هؤلاء أبون، وأكرمت أبين، وسلمت على أبين، وهؤلاء آباءٌ.

وكلمة (اصطلاحيا) همزتها همزة وصل مكسورة ولا تكتب، وفي هذه الصفحة أيضًا عبارة (ومن أسماء الاستثناء (بيد أن)، وهي ظرفية منصوبة)، والأولى أن يقال: وهي ظرف منصوب.

5) في ص7 وفي بيان أنواع الحال جاء التمثيل للحال الجملة بهذا المثال: (جاءت المحمدات ينصحن أخاهن)، ولا أدري ما مفرد (المحمدات) في المثال، والأولى أن يقال: (جاءت الفتيات ينصحن أخاهن) أو الأخوات، حتى لا يتوهم أن (محمدا) يجمع جمع المؤنث السالم وهو علم لمذكر.

6) في ص9 جاء في بيان المواضع التي تكسر فيها همزة (إن) موضع يقول: إذا وقعت بعد القول أو التصريح، ولا أدري ما المراد بقول المؤلف: (أو التصريح)، ولعل مراده أن يقول: إذا وقعت بعد القول الصريح.

7) في ص11 جاء تعريف اسم الفاعل بأنه: (اسم مشتق يدل على من قام بالفعل أو صدر منه)، وينبغي أن يضاف إلى التعريف (أو اتصف به) ليدخل فيه نحو: (هالك، ومنكسر)، كما جاء التمثيل لاسم المكان المشتق بهذا المثال: (في المساء مستخرج البترول)، وهذا يصلح تمثيلاً لاسم الزمان، أما اسم المكان فيقال فيه مثلاً: في السويس مستخرج البترول.

8) في ص12 وفي أوزان الصفة المشبهة جاء هذا الوزن (فعلا)، وجاء التمثيل له بالمثال (كحلا)، وهذا خطأ، والصواب أن الوزن (فعلاء)، وأن مثاله (كحلاء).

9) في ص13 في التمثيل لاسم الآلة الجامد جاء المثال (قُدُّوم) مضبوطًا بضم القاف وتشديد الدال مع ضمها، والمشهور في ضبط هذا الاسم (قَدُوم) بفتح القاف وضم الدال من غير تشديد.

وفي بيان صيغ المبالغة التي تصاغ من الثلاثي جاءت الصيغة (فعيل) ومثالها: قدير، وعليم، وبصير، وسميع، ولم يبين بالأمثلة إن كانت هذه الصيغة تؤنث أو تثنى أو تجمع كغيرها من الصيغ، وكان ينبغي بيان ذلك بالتمثيل فيكتب مثلاً: قديران، قديرون، قديرات.

10) في ص14 بعد الدائرة الخضراء جاءت هذه العبارة (كذلك مصادر الفعل السداسي قياسية، وتتشابه مع مصادر الخماسي، وله قاعدة، ويعرب أيضًا على حسب موقعه)، والصواب فيها أن يقال: (ولها قاعدة، وتعرب أيضًا على حسب موقعها).

وبعد الدائرة الخضراء الثانية جاءت هذه العبارة (أما اسم الهيئة شبيه أيضًا بالمصدر الأصلي)، والصواب أن يقال: (أما اسم الهيئة فهو شبيه ...)؛ لأن جواب (أما) لا بد من اقترانه بالفاء.

11) في ص17 وفي الحديث عن (ذا) الموصولة جاء هذا الشرط: (أن يتقدمها نفي أو استفهام)، وهذا خطأ، والصواب في هذا الشرط: أن يتقدم عليها استفهام بـ(ما) أو (من).

12) في ص19 جاء التمثيل للفعل السالم بالفعل (ظفر) مع ضبط الفاء فيه بالفتح، والصواب كسرها، وجاء تعريف الفعل المتصرف بأنه (هو الذي يأتي ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا)، وهذا التعريف غير دقيق، والصواب أن يقال: (هو الذي يأتي ماضيًا ومضارعًا وأمرًا).

13) في صفحة 20 جاء التمثيل للرباعي المزيد بحرف بالفعل (تطمأن)، وهذا الفعل لا وجود له في اللغة، فالصواب التمثيل لذلك بنحو: تدحرج، وتبعثر، وتزخرف.

وفي الصفحة نفسها جاء هذا التعبير (ولكن هناك أفعالا ليس لها فاعل) مع ضبط نون (لكن) بالسكون، وهذا خطأ في التعبير؛ فالصواب أن يكون بفتح نون (لكن) المشددة، أو يكون برفع (أفعال) إذا كانت النون ساكنة.

14) في ص21 لم تذكر في حروف النفي العاملة (لم) و(لَمَّا)، وكلاهما حرف يفيد النفي ويعمل في المضارع الجزم.

وفي الصفحة نفسها جاء التمثيل لـ(إنْ) النافية العاملة بالمثال: (إن هذا إلا بشر)، و(إن) في هذا المثال غير عاملة؛ لانتقاض نفيها بـ(إلا) فالصواب أن يمثل لها بنحو قولنا: إن علي مهملا.

15) في ص22 ذكرت (أمَّا) من جملة حروف التنبيه، ومثل لها بالمثال: (أما زيد فمنطلق)، و(أمَّا) ليست حرف تنبيه، بل هي - كما قال ابن هشام وغيره - حرف شرط وتفصيل وتوكيد.

16) في ص23 ذُكرت (إذما) من جملة حروف الشرط التي لا تعمل، وهذا خطأ؛ لأنها من حروف الشرط الجازمة، كما في قول الشاعر:
وإنك إذما تأت ما أنت آمر
به تلفِ من إياه تأمر آتيا

وفيها ذكرت (كلما) من جملة حروف الشرط، وهذا خطأ؛ لأنها ظرف يدل على التكرار في بعض الأساليب، فهي اسم لا حرف.

وذكرت (هلاَّ) من جملة حروف الاستفهام، وهذا خطأ، بل هي حرف تحضيض، والتحضيض هو الحث على الفعل بقوة.

وذكرت (بيد) من جملة حروف الاستثناء، وهذا خطأ؛ لأنها اسم، وتستعمل أحيانا بمعنى (غير) دالة على الاستثناء.

17) في ص24 جاء التمثيل بالمثال: (نعم صديقي الأمين محمد)، وهذا خطأ لا يتكلم به؛ لأن فاعل (نعم) لا يأتي مضافًا إلى ياء المتكلم.

18) في ص27 جاءت هذه العبارة: (أعذب: فعل ماضي جامد)، والصواب فيها أن يقال: (ماضٍ) بحذف الياء؛ لأن الاسم المنقوص المنون تحذف ياؤه إذا كان مرفوعًا أو مجرورًا.

19) في ص28 جاء في قاعدة النسب إلى الثلاثي الذي حذفت لامه: كل اسم ثلاثي حذفت لامه وبقي على حرفين يرد إليه الحرف المحذوف عند النسب ويفتح ما قبله، وهذه القاعدة لا تشمل ما كان الحرف المحذوف فيه ياء؛ لأن ما كان كذلك نحو (يد) لا ترد إليه الياء، فلا يقال: يديي، وإنما تقلب واوًا بسبب فتح ما قبلها فيقال: يدوي.

وفي هذه الصفحة أيضًا جاء تفسير أو تعريف الياء المشددة بلفظ (يعني اثنين ياء)، وهذه عبارة أعجمية غير فصيحة، والفصيح أن يقال: (أي ياء ساكنة مدغمة في ياء متحركة).

20) في ص29 وفي الحديث عما يعامل معاملة الثلاثي المجرد في التصغير ذكر ثلاثة ألفاظ، وهي: ما لحقته تاء التأنيث، وما لحقته ألف تأنيث مقصورة، وما لحقته ألف تأنيث ممدودة، وهذا الإطلاق خطأ، فلا بد من التقييد بأن تكون التاء أو الألف المقصورة أو الممدودة رابعة، وجاء في هذا الحديث أيضًا ذكر ما لحقته ألف ونون زائدتان، وهذا ينبغي تقييده أيضًا بأن تكون الألف والنون بعد ثلاثة أحرف.

وفي الحديث عما يعامل معاملة الرباعي المجرد في التصغير ذكر ما لحقته تاء التأنيث وما لحقته الألف الممدودة، ولم يذكر ما لحقته الألف المقصورة نحو (قرقرى: اسم موضع)، وهذه كلها ينبغي أن تقيد بأن تكون التاء أو الألف خامسة، كما ذكر فيه ما لحقته ألف ونون زائدتان، وهذا ينبغي تقييده أيضًا بأن تكون الألف والنون بعد أربعة أحرف.

وفي الصفحة نفسها جاء في الحديث عن أغراض التصغير أن (لقيمات) تصغير لقمة، وهذا خطأ، والصواب أنه تصغير (لُقَم)، وهو جمع تكسير على وزن (فُعَل)، والقاعدة أنه يرد إلى المفرد، ويصغر المفرد ثم يجمع.

21) في ص30 جاء تعريف الإبدال بأنه قد يحدث تغيير في بعض حروف الكلمة، كحذف أحدها، أو يحل بعضها مكان بعض، ولكن ذلك في غير حروف العلة، والصواب أن الإبدال هو جعل حرف مكان آخر مطلقًا، أي سواء أكانا صحيحين أم عليلين أم مختلفين، وليس منه التغيير في الكلمة بحذف أحد حروفها.

هذا، وبالله التوفيق

leprence30
2013-09-06, 14:08
من الفوائد اللغوية في ألفية العراقي

الحافظ العراقي من الأئمة المتفننين، وله المنظومات الحِسان التي اشتهرت بين أهل العلم، وتقبَّلوها بقَبول حَسن؛ حتى صارت تضارع مقدمة ابن الصلاح في الشهرة.

ولما كان الحافظ العراقي ينثر فوائدَه اللغوية في أثناء ألفيَّته في الحديث، أردتُ أن أجمع هذه الفوائد في موضع واحد، مع أن بعضها قد ذكره الحافظ ابن الصلاح في الأصل، إلا أن الذين اعتمدوا على كتابه أغفلوا تلك الفوائد، كالسيوطي في "ألفيته"، وابن كثير في "اختصاره"، أما النووي فذكر بعضها في "التقريب".

ولا أذكرُ أنَّ للحافظ العراقي مؤلفاتٍ لُغويةً خاصة؛ إلا أن منظومته في غريب القرآن تشهدُ له بعلم اللغة، ومن تصرفاته أنه استعمل تخفيف الهمزة حين اضطر في القافية كما في قوله:
وَبِفِلَسْطِينَ أَبُو أُبَيِّ
وَمِصْرَ فَابْنُ الحَارِثِ بن جَزْيِ

وأحيانًا يختار لقبًا خفيًّا لأحد العلماء، كقوله في ابن دقيق العيد:
... قُلْتُ اسْتَشْكَلاَ
(الثَّبَجِيُّ) الْقَطْعَ بِالْوَضْعِ عَلَى
مَا اعْتَرْفَ الْوَاضِعُ.....

كما أنه أَكْثَرَ من استعمال طريقة أبي عمرو في الإدغام الكبير، كما في قوله:
وَلَمْ يَعُمَّاهُ وَلَكَنْ قَلَّمَا
عِنْدَ ابْنِ الاَخْرَمْ مِنْهُ قَدْ فَاتَهُمَا

وكذلك فقد يجنح إلى بعض الأوجه النحْوية غير المشهورة؛ اعتمادًا على تسويغها في الضرورة، أو استشهادًا ببعض القراءات الشاذة، كقوله:
وَقَدَّمُوا الجَرْحَ وَقِيلَ إِنْ ظَهَرْ
مَنْ عَدَّلَ الأَكْثَرَ فَهْوَ المُعْتَبَرْ

فقد ذكر في الشرح أنه نصبَ (الأكثر) على الحالية مع التعريف.

وكسر نون (العشرين) في قوله:
وَطَلَبُ الحَدِيثِ فِي العِشْرِينِ
عِنْدَ الزُّبَيْرِيِّ أَحَبُّ حِينِ

اعتمادًا على لغة غير مشهورة جاءت في نحو قول الشاعر:
وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي
وَقَدْ جَاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ

كما أنه ينبِّه على بعض اللغات في مشهور الكلمات؛ إتمامًا للفائدة، كاستعماله (سم) لغة في الاسم، كما في قوله:
وَاعْنَ بِالاَفْرَادِ سُمًا أَوْ لَقَبَا
أَوْ كُنْيَةً نَحْوَ لُبَيِّ بْنِ لَبَا

واستعماله (بغدان) لغة في بغداد كما في قوله:
وَلَهُمُ الجَوْنِي أَبُو عِمْرَانَا
اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا

مَعْلُول:
ومن هذه الفوائد قوله:
وَسَمِّ مَا بِعِلَّةٍ مَشْمُولُ
مُعَلَّلاً وَلاَ تَقُلْ مَعْلُولُ

وقد أطال فضيلة الشيخ سعد الحُمَيِّد - حفظه الله - في بيان هذه المسألة بما لا مزيد عليه هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=141

أجَزْتُه:
ومن هذه الفوائد قوله:
أَجَزْتُهُ ابْنُ فَارِسٍ قَدْ نَقَلَهْ
وَإِنَّمَا المَعْرُوفُ قَدْ أَجَزْتُ لَهْ

يَعني: أن المعروف في كلام أهل اللغة: أجزتُ لفلان، وأما أجزتُ فلانًا، فالمعروف بنقله هو العلاَّمة الإمام ابن فارس صاحب "المقاييس".

السَّلَمِي:
ومن هذه الفوائد قوله:
والسَّلَمِيَّ افْتَحْ فِي الاَنْصَارِ وَمَنْ
يَكْسِرُ لاَمَهُ كَأَصْلِهِ لَحَنْ

يَعني: أن النسب إلى وزن (فَعِل) بفتح فكسر، يكون بفتحتين (فَعَلِيّ)، كما تقول: النَّمَرِي في النسب إلى (نَمِر)، وكذلك النسب إلى (الدُّئِل) يكون بفتح الهمزة (الدؤَلي)، والنسب إلى (الإبل) بفتح الباء (الإبَلِي)، والمحدثون يقولون: السَّلِمي بكسر اللام؛ ولذلك نبَّه عليه، وجرى النووي في "تقريبه" على طريقته، فذكر أنه يجوز في لُغيَّة كسر لام السَّلمي.

الوجادة:
ومن هذه الفوائد قوله:
ثُمَّ الوِجَادَةُ وَتِلْكَ مَصْدَرْ
وَجَدْتُهُ مُولَّدًا لِيَظْهَرْ
تَغَايُرُ المَعْنَى... إلخ.

من عادة أصحاب كل فنٍّ أن يضعوا الاصطلاحات المبينة لمرادهم، والفعل (وَجَد) من الأفعال التي تنوعت معانيها بحسب مصادرها، فيقال: وجد وُجُودًا، ووجد وَجدًا، ووجد مَوْجدة، فوضع المحدِّثون مصدر (الوجادة)؛ ليفيد المعنى الاصطلاحي المعروف عندهم.

غريب ألفاظ الحديث:
ومن ذلك قوله في باب غريب ألفاظ الحديث:
وَالنَّضْرُ أَوْ مَعْمَرُ خُلْفٌ أَوَّلُ
مَنْ صَنَّفَ الغَرِيبَ فِيمَا نَقَلُوا
ثُمَّ تَلاَ أَبُو عُبَيْدٍ وَاقْتَفَى
القُتَبِيُّ ثُمَّ حَمْدٌ صَنَّفَا
فَاعْنَ بِهِ وَلاَ تَخُضْ بِالظَنِّ
وَلاَ تُقَلِّدْ غَيْرَ أَهْلِ الْفَنِّ
وَخَيْرُ مَا فَسَّرْتَهُ بِالوَارِدِ
كَالدُّخِّ بِالدُّخَانِ لابْنِ صَائِدِ
كَذَاكَ عِنْدَ التِّرْمِذِي وَالحَاكِمُ
فَسَّرَهُ الجِمَاعَ وَهْوَ وَاهِمُ

ويا ليتَ إخواننا من طلبة العلم ينتبهون لقوله: (ولا تقلد غير أهل الفن)، فإنه ما من آفة تصيب علمًا من العلوم أشد من دخول غير أهله فيه، وكلام مَن لا يحسنه في مسائله!

التسميع بقراءة اللحان والمصحف:
ومن ذلك قوله:
وَلْيَحْذَرِ اللَّحَّانَ وَالْمُصَحِّفَا
عَلَى حَدِيثِهِ بِأَنْ يُحَرِّفَا
فَيَدْخُلاَ فِي قَوْلِهِ: "مَنْ كَذَبَا"
فَحَقٌّ النَّحْوُ عَلَى مَنْ طَلَبَا
وَالأَخْذُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ لاَ الكُتُبِ
أَدْفَعُ لِلتَّصْحِيفِ فَاسْمَعْ وادْأَبِ

صدق والله ونصح! فالنحو حقٌّ على مَن طلب.

الضبط والشكل:
ومن ذلك قوله في باب كتابة الحديث وضبطه:
وَيَنْبَغِي إِعْجَامُ مَا يُسْتَعْجَمُ
وَشَكْلُ مَا يُشْكِلُ لاَ مَا يُفْهَمُ
وَقِيلَ كُلُّهُ لِذِي ابْتِدَاءِ
وَأَكَّدُوا مُلتَبِسَ الأَسْمَاءِ

أخطاء النسخ:
ومن ذلك قوله في باب إصلاح اللحن والخطأ:
وَإِنْ أَتَى فِي الأَصْلِ لَحْنٌ أوْ خَطَا
فَقِيلَ يُرْوَى كَيْفَ جَاءَ غَلَطَا
وَمَذْهَبُ الْمُحَصِّلِينَ يُصْلَحُ
وَيُقْرَأُ الصَّوَابُ وَهْوَ الأَرْجَحُ
فِي اللَّحْنِ لاَ يَخْتَلِفُ المَعْنَى بِهِ
وَصَوَّبُوا الإِبْقَاءَ مَعْ تَضْبِيبِهِ

ولعل هذه الأبيات وما قبلها واضحة لا تحتاج إلى تعليق.

والحمد لله ربِّ العالمين.

leprence30
2013-09-06, 14:09
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (44/44)
أسئلة على باب المخفوضات

س473: على كم نوعٍ تتنوَّع المخفوضات؟
الجواب:
الاسم المخفوض على ثلاثة أنواع؛ وذلك لأنَّ الخافض له إمَّا أن يكون:
1- حرفًا من حروف الخفْض، وذلك نحو: "خالد" من قولك: أشفقْتُ على خالد؛ فإنه مجرور بـ"على"، وهو حرف من حروف الخفْض.

2- وإمَّا أن يكون الخافض للاسم إضافةَ اسمٍ قبله إليه، ومعنى الإضافة نسبةُ الثاني للأوَّل، وذلك نحو: "محمد" من قولك: جاء غلام محمدٍ؛ فإنه مخفوضٌ بسبب إضافة "غلام" إليه.

3- وإمَّا أن يكون الخافضُ للاسم تبعيَّته لاسمٍ مخفوض: بأن يكون نعتًا له، نحو: "الفاضل" من قولك: أخذتُ العلم من محمدٍ الفاضل.

أو معطوفًا عليه، نحو: "خالد" من قولك: مررْتُ بمحمدٍ وخالد.

أو غير هذَيْن من التوابع.

وزادَ بعض النُّحاة قسمًا رابعًا، وهو: المخفوض بالمجاورة - ويمثِّلون له بقول القائل: هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ، فكلمة "خَرِب" بالجرِّ نعتٌ لـ"جُحْر"، فكان حقُّه الرَّفع، إلاَّ أنه جُرَّ لمجاورته لِمَا خُفِض بالإضافة، وهو المضاف إليه "ضَب"، فهو مرفوع بضمة مقدَّرة على آخره، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المجاوَرة.

إلاَّ أنَّ الجمهور من النحاة يقول: إن كلمة "خَرِب" صفةٌ، فهي داخلة في التوابع.

♦ ♦ ♦
س474: ما المعنى الذي تدلُّ عليه الحروف: مِن، عنْ، في، رُبَّ، الكاف، اللام؟ وما الذي يجرُّه كلُّ واحدٍ منها؟
الجواب:
الحرف الأوَّل: مِنْ:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" (1/ 349 - 354) لهذا الحرف عدَّةَ معانٍ، منها:
1- التبعيض، نحو: ﴿ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 253]، وعلامتها: إمكان سدِّ "بعض" مسدَّها، كقراءة ابن مسعود: ﴿ حَتَّى تُنْفِقُوا بَعْضَ مَا تُحِبُّونَ ﴾.

2- التعليل، نحو قوله تعالى: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا ﴾ [نوح: 25]، ومنه قول الفرزدق في علي بن الحسين:
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضِي مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ [1]

3- مُرَادَفةُ "عن"، نحو قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وقوله تعالى: ﴿ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: 97].

4- مُرَادَفةُ الباء، نحو قوله تعالى: ﴿ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [الشورى: 45]؛ قاله يونس والظاهر أنها للابتداء.

5- ابتداء الغاية: وهو الغالب فيها، حتى ادَّعى جماعة أنَّ سائر معانيها راجعةٌ إليه، وتقع لهذا المعنى في غير الزمان، نحو: ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [الإسراء: 1]، ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30].

قال الكوفيون والأخفش والمبرِّد وابنُ درستوَيه: وفي الزمان أيضًا بدليل: ﴿ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾ [التوبة: 108]، وفي الحديث: ((فمُطِرنا من الجمعة إلى الجمعة))[2].

وقال النابغة:
تُخُيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمَ حَلِيمَةٍ
إِلَى الْيَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ [3]

وقيل: التقدير من مُضِيِّ أزمان يومِ حليمةٍ، ومن تأسيس أوَّل يومٍ، وردَّه السُّهيليُّ بأنه لو قيل هكذا، لاحْتِيجَ إلى تقدير الزمان.

وحرف الجر "مِن" يجرُّ الاسم الظاهر والمضمر أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ﴾ [الأحزاب: 7]، فـ"مِن" في الأوَّل حرف جرٍّ، والكاف في محلِّ جرٍّ، وفي الثاني حرف جر، و"نوح" مجرورٌ بـ"مِن".

الحرف الثاني: عنْ، معناه: المجاوَزة.
ويَجرُّ الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الفتح: 18]، وقوله تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].

فـ"عن" في الآية الأولى حرفُ جرٍّ، و"المؤمنين": اسم مجرور بـ"عن"، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمْع مذكر سالِم و"عن" في الآية الثانية حرف جرٍّ، والهاء في "عنهم" ضميرٌ في محلِّ جرٍّ.

الحرف الثالث: في:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - لهذا الحرف في "مغني اللبيب" عشرةَ معانٍ، منها:
1- الظرفية: وهي؛ إمَّا مكانيَّة، أو زمانيَّة، وقد اجتمعَتا في قوله تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾ [الروم: 1 - 4].

2- المصاحبة، نحو قوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ ﴾ [الأعراف: 38].

3- التعليل، نحو قوله تعالى: ﴿ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ﴾ [يوسف: 32].

4- الاستعلاء، نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71].

5- مُرَادَفةُ "إلى"، نحو قوله تعالى: ﴿ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ﴾ [إبراهيم: 9].

ويجرُّ الحرف "في" الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ﴾ [الذاريات: 22]، وقوله تعالى: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ ﴾ [الصافات: 47]، فـ"في" في الآية الأولى حرفُ جرٍّ، جرَّت اسمًا ظاهرًا، وهو السماء، وفي الآية الثانية جرَّت ضميرًا، وهو الهاء من "فيها".

الحرف الرابع: رُبَّ:
يفيد التقليل - نحو: رُبَّ مجتهدٍ أخْفَق، تُقلِّل إخفاقه - أو التكثيرَ، وأحيانًا يفيد التوقُّع، نحو: رُبَّما يحضُر[4].

ولا تجرُّ "رُبَّ" إلاَّ الاسمَ الظاهر المنكَّر لفظًا ومعنًى، أو معنًى فقط، نحو: رُبَّ رجلٍ وأخيه.

الحرف الخامس: الكاف، ومعناه التشبيه:
ولا تجرُّ الكاف إلاَّ الاسمَ الظاهر، نحو قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ﴾ [النور: 35]، وشذَّ جرُّها للمُضْمر.

الحرف السادس: اللام:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - لها في "مغني اللبيب" (1/233) اثنين وعشرين معنًى، منها:
1- الاستحقاق:
وهي الواقعة بين معنًى وذاتٍ، نحو: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2]، والعِزة لله، والملك لله، والأمر لله، ونحو قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1]، وقوله - سبحانه -: ﴿ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾ [البقرة: 114]، ومنه: للكافرين النار؛ أي: عذابُها.

2- الاختصاص[5]، نحو:
الجنة للمؤمنين، وهذا الحصير للمسجد، والمنبر للخطيب، والسَّرْج للدابَّة، والقميص للعبد، ونحو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ لَهُ أَبًا ﴾ [يوسف: 78]، وقوله - عزَّ وجل -: ﴿ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ ﴾ [النساء: 11]، وقولك: هذا الشعر لحبيبٍ، وقولك: أَدُوم لك ما تَدوم لي.

3- المِلْك:
نحو قوله تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 255]، وبعضهم يَستغني بذِكْر الاختصاص عن ذِكْر المعنَيَيْن الآخَرَين، ويُمثِّل له بالأمثلة المذكورة ونحوها.

ويُرجِّحه أنَّ فيه تقليلاً للاشتراك، وأنه إذا قيل: هذا المال لزيدٍ والمسجد، لزِمَ القولُ بأنها للاختصاص مع كون زيدٍ قابلاً للمِلْك؛ لئلاَّ يَلزم استعمال المشترك في معنَيَيْه دَفعةً، وأكثرهم يَمنعه.

4- التمليك، نحو: وهبتُ لزيدٍ دينارًا.

5- شبهُ التمليك، نحو قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ﴾ [النحل: 72].

6- موافقة "إلى"، نحو قوله تعالى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 5].

وقوله تعالى: ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الرعد: 2]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا ﴾ [الأنعام: 28].

واللام تجرُّ الاسم الظاهر والمضْمَر جميعًا، نحو قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 1]، وقوله - عز وجل -: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 107].

فاللام في الآية الأولى جرَّت اسمًا ظاهرًا، وهو لفظُ الجلالة "الله"، وفي الآية الثانية جرَّت ضميرًا، وهو الهاء من "له".

♦ ♦ ♦
س475: مَثِّلْ بمثالين من إنشائك لاسمٍ مخفوضٍ بكلِّ واحدٍ من الحروف: على، الباء، إلى، واو القسم.
الجواب:
أولاً: مثال "على":
1- قال تعالى: ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 22].
2- قال تعالى: ﴿ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾ [طه: 10].

ثانيًا: الباء:
1- قال تعالى: ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾ [البقرة: 17].
2- قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ﴾ [البقرة: 20].

ثالثًا: إلى:
1- قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].
2- قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1].

رابعًا: واو القسم:
1- قال تعالى: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 2].
2- قال تعالى: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ [التين: 1].

♦ ♦ ♦
س476: على كم نوعٍ تأتي الإضافة، مع التمثيل لكلِّ نوعٍ بمثالَيْن؟
الجواب:
اعلم - رحمك الله - أن المخفوضَ بالإضافة على ثلاثة أنواع:
الأول: ما تكون الإضافة فيه على معنى "من"، وضابطه: أن يكون المضاف جزءًا وبعضًا من المضاف إليه، نحو: جُبَّة صوفٍ، وخاتم حديدٍ، فإن الجُبَّة والخاتَمَ بعض الصوف والحديد، وجزءٌ منهما.

والثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى "في"، وضابطه: أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ ﴾ [سبأ: 33]، فإنَّ الليل ظرْفٌ للمكر، ووقتٌ يقع المكر فيه.

ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: صناعة الليل، فإنَّ الإضافة هنا على تقدير: "في"؛ إذ إنَّ المعنى: صناعة في الليل، يعني: أنه مصنوعٌ في الليل.

والثالث: ما تكون الإضافة فيه على معنى اللام، وهو: كلُّ ما لا يصلح فيه أحدُ النوعين المذكورَيْن، نحو: غلام زيدٍ، وحصير المسجد.

♦ ♦ ♦
س477: ما تقدير الإضافة في الأمثلة التالية:
بيت الضيافة، سرج الدابة، بيت الطين.

الجواب:
1- بيت الضيافة: على تقدير اللام.
2- سَرْج الدابة: على تقدير اللام.
3- بيت الطين: على تقدير "مِن".

♦ ♦ ♦
س478: هات مخفوضًا بالتبعيَّة.
الجواب:
قال تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم:1].

فـ"الحميد" مخفوضٌ؛ لأنه نعتٌ لـ"العزيز".

♦ ♦ ♦
س479: قال تعالى: ﴿ تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾ [الأنبياء: 57]، ما الذي جرَّ لفْظَ الجلالة؟
الجواب:
تاءُ القَسم.

♦ ♦ ♦
س480: أعْرِب الجُمل الآتية:
1-
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي [6]

2- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، وما أنواع المخفوضات في هذه الآية؟ وبيِّن نوع المخفوض بالإضافة.

3- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ [الدخان: 51]، وما أنواع المخفوضات في هذه الآية؟ وما أنواع المنصوبات التي فيها؟

4- قال الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾ [المسد: 1].

5- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1].

6- يا زيدُ أقْبِلْ.

7- قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]، مع بيان ما في هذه الآية من المرفوعات والمنصوبات.

8- قال الله تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا ﴾ [يوسف: 81]، وبيِّن ما في هذه الآية من المرفوعات، والمنصوبات، والمخفوضات، مع بيان نوع المخفوض.

9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ [القمر: 54]، وما الذي في هذه الآية من المرفوعات؟ وما الذي فيها من المنصوبات؟ وما الذي فيها من المخفوضات؟

10- قال تعالى: ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105]، وبيِّن ما في هذه الآية من المرفوعات، والمنصوبات، والمخفوضات.

11- قال الله - عز وجل -: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ [البقرة: 2]، وبيَِّن ما في الآية من المرفوعات، والمخفوضات، والمنصوبات.

12- قَدِم الحُجَّاج حتى المُشاة.

13- أكلتُ السمكة حتى رأْسها، بيِّن أوْجه الإعراب في هذه الجملة، مع إعراب هذه الأوْجُه.

الجواب:
1- قال الشاعر:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي

وَلِيلٍ: الواو واو "رُبَّ" حرْف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، ليل: مبتدأ مرفوع بضمَّة مقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بالحركة التي اقتضتْها "رُبَّ" المحذوفة، مع بقاء عملها.

2- قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾:
• الحمد: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• لله: اللام حرف جر، ولفظُ الجلالة اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: كائن.

• ربِّ: نعت للفظ الجلالة، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، ورب مضاف.

• العالمين: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مُلحَق بجمع المذكر السالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وفي هذه الآية أنواع المخفوضات كلها، وهي:
1- الخفض بالحرف في قوله: ﴿ لله ﴾.
2- والخفض بالإضافة في قوله: ﴿ العالمين ﴾.
3- والخفض بالتبعيَّة في قوله: ﴿ رب ﴾.
4- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾:
• إن: حرف توكيد ونصْب، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، لا محلَّ له من الإعراب.

• المتقين: اسم "إن" منصوب بها، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمْع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

• في: حرف جر مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

• مقام: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف، خبر لـ"إن" في محلِّ رفْع.

• أمين: نعت لـ"مقام"، ونعت المخفوض مخفوض، وعلامة خفْضه الكسرة الظاهرة في آخره.

وفي هذه الآية نوعان من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: ﴿ مقام ﴾.
2- ومخفوض بالتبعيَّة، وهو قوله: ﴿ أمين ﴾.
وفيها من المنصوبات: اسم "إنَّ": ﴿ المتقين ﴾.

4- قال الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾:
• تبَّتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والتاء تاءُ التأنيث الساكنة حرف مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• يدا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، ويدا مضاف.

• أبي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف.

• لهبٍ: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبي"، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

وفي هذه الآية من المخفوضات:
"أبي، ولهب"، وكلاهما مخفوض بالإضافة.

وفيها من المرفوعات: "يدا" وهو فاعل، كما تقدَّم.

5- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾:
• قل: فعْل أمرٍ مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.
• يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
• أيها: أي: منادى مبني على الضمِّ في محل نصب، وها: حرف تنبيه.
• الكافرون: صفة لـ"أي" مرفوعة، وعلامة رفْعها الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمْع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

6- يا زيدُ، أقْبِلْ:
• يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• زيد: منادى مبني على الضمِّ في محل نصب.

• أقبل: فعل أمر مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.

7- قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ :
• إنَّ: حرف توكيد ونصْب.

• الله: لفظ الجلالة اسم "إنَّ" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

• غفور: خبر "إنَّ" أوَّل، مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• رحيم: خبر ثانٍ مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

وفي هذه الآية من المنصوبات: اسم "إنَّ" لفظ الجلالة.

وفيها من المرفوعات: خبراها: "غفورٌ، رحيمٌ".

8- قال الله تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا ﴾:
• ارجعوا: فعْل أمرٍ مبني على حذْف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• إ لى: حرف جر مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• أبيكم: أبي اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف، والكاف ضمير مبني على الضمِّ في محلِّ جرِّ مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمْع، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ارجعوا".

• فقولوا: الفاء حرف عطف، وقولوا: فعل أمرٍ مبني على حذف النون لا محلَّ له من الإعراب، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محلِّ رفْع فاعل.

• يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• أبانا: أبا: منادى منصوب؛ لأنه مضاف، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف ونا ضمير مبني على الفتح في محل جرِّ مضاف إليه.

وفي هذه الآية من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: "أبي" من "أبيكم".

2- مخفوض بالإضافة، وهو: الكاف من "أبيكم"، ونا من "أبانا".

وفي هذه الآية من المرفوعات: واو الجماعة من الفعلين: "ارجعوا، وقولوا".

وفيها من المنصوبات: "أبا" من "أبانا".

9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾:
• إن: حرف توكيد ونصب.

• المتقين: اسم "إن" منصوب بها، وعلامة نصبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عِوَض عن التنوين في الاسم المفرد.

• في: حرف جرٍّ مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• جنات: اسم مجرور، بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

• و: الواو حرف عطف.

• نهر: معطوف على جنات، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

ولا شيء مرفوع في هذه الآية.

وفيها من المنصوبات: اسم "إنَّ": ﴿ المتقين ﴾.

وفيها من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: ﴿ جنات ﴾.
2- ومخفوض بالتبعيَّة، وهو قوله: ﴿ نهر ﴾.

10- قال تعالى: ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾:
• فسيرى: السين حرف تنفيس، يرى: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّر.

• الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

• عملكم: عملَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وعمل مضاف، والكاف ضمير مبني على الضمِّ في محل جرِّ مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع، ورسوله: الواو حرف عطف، رسوله: معطوف على لفظ الجلالة، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره، ورسول: مضاف والهاء ضمير مبني على الضم في محلِّ جرِّ مضاف إليه.

وفي هذه الآية من المرفوعات: الفعل "يرى"، ولفظ الجلالة، و"رسوله".

وفيها من المنصوبات: عملكم.

وفيها من المخفوضات: المخفوض بالإضافة، وهو الكاف من "عملكم"، والهاء من "رسوله".

11- قال الله - عز وجل -: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾:
• ذلك: ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محلِّ رفْع مبتدأ، واللام حرف دالٌّ على البُعد، والكاف حرف دالٌّ على الخطاب.

• الكتاب: بدل من اسم الإشارة "ذا"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• لا: نافية للجنس، تَنصب المبتدأ وترفع الخبر.

• ريب: اسم "لا" مبني على الفتح؛ لأنه مفرد، في محلِّ نصبٍ.

• فيه: في: حرف جر، والهاء ضمير مبني على الكسر في مجل جرِّ اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا ريب كائنٌ فيه.

وفي هذه الآية من المرفوعات: اسم الإشارة "ذا"، و"الكتاب".

وفيها من المنصوبات: اسم "لا": "ريبَ".

وفيها من المخفوضات: المجرور بالحرف؛ الضمير الهاء في "فيه".

12- قَدِم الحُجَّاج حتى المُشاة:
• قَدِم: فعل ماضٍ مبني على الفتح لا محلَّ له من الإعراب.

• الحُجَّاج: فاعل مرفوع وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

• حتى: حرف عطف.

• المشاة: معطوف على الحُجَّاج، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

13- أكلْتُ السمكة حتى رأسها[7].

والحمدلله ربِّ العالمين.

[1] البيت في صُبح الأعشى (14/ 143)، وشرح ديوان المتنبي (1 / 113)، (2 /110)، (2 / 253)، والعِقد الفريد (1/ 46)، والكامل في الأدب (1 / 230)، وديوان المعاني (1 / 143)، وحماسة أبي تمام (2/ 285).
[2]رواه البخاري (1016)، والنسائي (1503)، ومالك في الموطَّأ في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء ص 175، والشافعي في مسنده (1/ 79)، وابن حِبَّان في صحيحه (2857)، والبيهقي في سُننه الكبرى (3/ 343).
[3]البيت في الكامل في الأدب (1/ 338)، وخزانة الأدب (3/ 287).
[4] وإذا أردتَ مزيدَ تفصيلٍ، فانظر: مغني اللبيب (1/ 154 - 155).
[5] لام الاختصاص: هي الداخلة بين اسْمين يدلُّ كلٌّ منهما على الذات، والداخلة عليه لا يَملِك الآخر، وسواء أكان يَملِك غيرَه، أم كان ممن لا يَملِك أصلاً.
[6] هذا البيت من كلام امرئ القيس من معلَّقته، وهو موجود في طبقات فحول الشعراء (1/85)، ومعاهد التنصيص (1/ 264)، وخزانة الأدب؛ للبغدادي (2/ 286)، وديوان المعاني (1/345)، وجمهرة أشعار العرب (1/ 84).
[7] تقدَّمت الإجابة على هذا السؤال في باب العطف.
وبذلك يتم بعون الله وقوَّته الإجابة على ما جاء من أسئلة في كتابي: "التحفة السنيَّة"؛ لفضيلة الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، وشرْح الآجرومية؛ لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
وتَمَّ الفراغ من ذلك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، يوم الثلاثاء في السادس من ربيع الآخر، سنة 1425 هـ، فاللهَ أسأل أن يجعله خالصًا لوجهه، وأن يوفِّقني لخدمة كتابه الكريم، وسُنة نبيِّه المطهَّرة، وأن يهديني لِمَا اخْتُلِف فيه من الحق بإذنه، إنه سميع قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

leprence30
2013-09-06, 14:10
ما ورد في القرآن على وزن (استفعل) وتصاريفه

وزن (استفعل) من الأوزان الصرفية التي تأتي في كلام العرب على عدة أوجهٍ من المعاني؛ أشهرها الطلب، ومنها أيضًا الصيرورة، ومنها الوجدان، وغير ذلك مما تجده في كتب التصريف، كما أنَّ الفعل نفسَه قد يختلف معناه بحسب السياق، مثل (استحيا).

وبعض هذه المواضع يكون معنى الصيغة فيه واضحًا من السياق، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]، وكما في قوله - تعالى -: ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ﴾ [الأنفال: 19]، وأيضًا كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ ﴾ [البقرة: 282]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ ﴾ [يونس: 11]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا... ﴾ [الكهف: 29].

وقد حاولت أن أستقري المواضع التي وردتْ في القرآن على هذه الصيغة بتصاريفها المختلفة في هذا المبحث، وأرجو ألا يكون فاتَنِي منها شيءٌ، وأرحِّب بالاستدراك والتعقيب من الإخوة الكرام، وقد ذكرت مع كلِّ صيغة بعض أمثلة ورودها في القرآن، مع محاولة التنوع في الصيغ قدر الإمكان، فأذكر مثلاً الماضي والمضارع والأمر، واسم الفاعل واسم المفعول، ونحو ذلك إن وُجِد.

وإليكم ما جمعته من المواضع مُرتَّبًا على المواد:
(استأْجَر):
﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26].

(استأْخر):
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [الحجر: 24].

(استأْذن):
﴿ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ﴾ [النور: 62].

(استبْدل):
﴿ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61].

(استبْشر):
﴿ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ﴾ [آل عمران: 171]، ﴿ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ﴾ [التوبة: 111]، ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس: 38، 39].

(استثْنى):
﴿ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 18].

(استجاب):
﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ﴾ [آل عمران: 195]، ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36].

(استجار):
﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾ [التوبة: 6].

(استحبَّ):
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ﴾ [النحل: 107]، ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 3].

(استحسر):
﴿ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19].

(استحفظ):
﴿ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 44].

(استحوذ):
﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ﴾ [المجادلة: 19]، ﴿ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النساء: 141].

(استحيا):
﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53]، وبمعنًى آخر: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4].

(استخرج):
﴿ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ﴾ [يوسف: 76]، ﴿ وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾ [فاطر: 12].

(استخفَّ):
﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا ﴾ [النحل: 80]، وبمعنى آخر: ﴿ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60].

(استخفى):
﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 4]، ﴿ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 10].

(استخلص):
﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ﴾ [يوسف: 54].

(استخلف):
﴿ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [النور: 55]، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7].

(استرهب):
﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ﴾ [الأعراف: 116].

(استزلَّ):
﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾ [آل عمران: 155].

(استسخر):
﴿ وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴾ [الصافات: 14].

(استسقى):
﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾ [البقرة: 160].

(استسلم):
﴿ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات: 26].

(استشهد):
﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ [البقرة: 282].

(استصرخ):
﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ [القصص: 28].

(استضعف):
﴿ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [النساء: 97]، ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ ﴾[الأعراف: 75]، ﴿ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ﴾ [الأعراف: 150].

(استطار):
﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ [الإنسان: 7].

(استطاع):
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].

(استعتب):
﴿ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]، ﴿ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [الجاثية: 35].

(استعجل):
﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ﴾ [الرعد: 6]، ﴿ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 24]، ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ [الأحقاف: 35]، ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس: 11].

(استعصم):
﴿ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ﴾ [يوسف: 32].

(استعفَّ):
﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ﴾ [النساء: 6].

(استعلى):
﴿ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ﴾ [طه: 64].

(استعمر):
﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61].

(استعاذ):
﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36].

(استعان):
﴿ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45].

(استغشى):
﴿ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [هود: 5]، ﴿ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴾ [نوح: 7].

(استغفر):
﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النساء: 74]، ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17]، ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، ﴿ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾ [ص: 24].

(استغلظ):
﴿ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ﴾ [الفتح: 29].

(استغنى):
﴿ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ﴾ [عبس: 5-6].

(استغاث):
﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ ﴾ [القصص: 15]، ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ﴾ [الكهف: 29].

(استفتح):
﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 89]، ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ﴾ [الأنفال: 19]، ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [إبراهيم: 15].

(استفتى):
﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 127]، ﴿ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 22]، ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الصافات: 149].


(استفزَّ):
﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ﴾ [الإسراء: 64]، ﴿ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [الإسراء: 103].

(استقبل):
﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف: 24].

(استقدم):
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [الحجر: 24].

(استقرَّ):
﴿ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36]، ﴿ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ﴾ [الأعراف: 143]، ﴿ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ﴾ [القمر: 3].

(استقام):
﴿ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ﴾ [التوبة: 7]، ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 56]، ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾ [هود: 112]، ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 28].

(استكبر):
﴿ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172]، ﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 21]، ﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 67].

(استكثر):
﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]، ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6].

(استكان):
﴿ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، ﴿ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [المؤمنون: 76].

(استمتع):
﴿ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [النساء: 24]، ﴿ فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ ﴾ [التوبة: 69].

(استمرَّ):
﴿ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 2]، ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ﴾ [القمر: 19].

(استمسك):
﴿ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴾ [الزخرف: 21]، ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ﴾ [الزخرف: 43]، ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [البقرة: 256].

(استنبأ):
﴿ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [يونس: 53].

(استنبط):
﴿ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].

(استنصر):
﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ [القصص: 28].

(استنفر):
﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴾ [المدثر: 50].

(استنقذ):
﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ﴾ [الحج: 73].

(استنكح):
﴿ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا ﴾ [الأحزاب: 50].

(استنكف):
﴿ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172]، ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 173].

(استهزأ):
﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15]، ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]، ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأنعام :10].

(استهوى):
﴿ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ ﴾ [الأنعام: 71].

(استودع):
﴿ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

(استوفى):
﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴾ [المطففين: 2].

(استوقد):
﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ [البقرة: 17].

(استيئس):
﴿ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ﴾ [يوسف: 80].

(استيسر):
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾ [البقرة: 169].

(استيقن):
﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ [النمل: 14]، ﴿ قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴾ [الجاثية: 32]، ﴿ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [المدثر: 31].

وإلى لقاء آخرَ مع صيغة أخرى، والله الموفق.

leprence30
2013-09-06, 14:11
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (43 /44)
أسئلة على باب المفعول معه

س467: ما هو المفعول معه؟
الجواب: المفعول معه عند النحاة:
هو الاسم الفضْلة، المنصوب بالفعل، أو ما فيه معنى الفعل وحروفه، والدال على الذات التي وقَع الفعل بمصاحبتها، المسبوق بواو المعيَّة نصًّا.

• • • •

س468: ما المراد بالاسم والفضْلة هنا؟
الجواب: المراد بالاسم:
الاسم الصريح دون المؤوَّل.
والمراد بالفضْلة؛ أي: إنه ليس رُكنًا في الكلام، فليس فاعلاً، ولا مبتدأً، ولا خبرًا.

• • • •

س469: ما الذي يعمل في المفعول معه؟
الجواب: العامل في المفعول معه على ضرْبين:
الأول: الفعل، نحو: حضر الأمير والجيش.

الثاني: الاسم الدال على معنى الفعل، المشتمِل على حروفه، كاسم الفاعل في نحو: الأمير حاضِرٌ والجيش.

وخرَج بذلك نحو: هذا لك وأباك، فلا يجوز، فإنه وإنْ تقدَّم ما فيه معنى الفعل - وهو اسم الإشارة - فإنه في معنى "أُشير"، والجار والمجرور، فإنه في معنى "استقرَّ"، لكن ليس فيه حروفه.

• • • •

س470: إلى كم قسمٍ ينقسم المفعول معه؟
الجواب: اعْلِم أنَّ الاسم الواقع بعد الواو على قسمين:
ما يتعيَّن نصْبُه على أنه مفعول معه.

ما يجوز نصْبُه على ذلك، وإتْباعه لِمَا قبله في إعرابه معطوفًا عليه.

• • • •

س471: مثِّل لكلٍّ من المفعول معه الذي يجب نصْبُه، والمفعول معه الذي يجوز نصبُه وإتْباعه لِمَا قبله بمثالَيْن.
الجواب:
أولاً: مثال المفعول معه الذي يجب نصبُه:
1- أنا سائرٌ والجبلَ.
2- ذاكرْتُ والمصباحَ.

ثانيًا: مثال المفعول معه الذي يجوز نصبُه وإتْباعه لما قبله:
1- حضَر علي ومحمدٌ.
2- نجا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر من بطْش الكافرين.
• • • •

س472: أعْرِب المثالين اللذَين في كلام المؤلف، وبيِّن في كلِّ مثال منهما من أيِّ نوع هو؟
الجواب:
1- جاء الأمير والجيش:
جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الأمير: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

و: الواو يَصلح في هذا المثال أن تكون عاطفة، ويَصلح أن تكون للمعيَّة؛ وذلك لأنه يصحُّ تشريكُ ما بعد الواو لِمَا قبلها في الحُكم، فيصح نسبة المَجيء لكلٍّ من الأمير والجيش.

الجيش: يجوز رفعه على أنه معطوف على "الأمير" والمعطوف على المرفوع مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

ويجوز نصبه على أنه مفعول معه منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وعليه؛ فهذا المثال من القسم الذي يجوز نصبُه على أنه مفعول معه، وإتْباعه لِمَا قبله في إعرابه معطوفًا عليه.

2- استوى الماءُ والخشبةَ:
استوى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّر، لا محلَّ له من الإعراب.

الماءُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

و: واو المعيَّة، حرف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الخشبة: مفعول معه، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وهذا المثال من النوع الذي يتعيَّن نصبُه على أنه مفعول معه، فلا يجوز عطفُه على ما قبله، فإنه لا يصحُّ تشريك ما بعد الواو "الخشبة" لِما قبلها في الحُكم "الماء"، وأنت لو رفَعت الخشبة بالعطف على الماء، لكنتَ ناسبًا الاستواءَ إليهما، والاستواء إنما يكون للمارِّ على الشيء، الذي هو الماء، دون القارِّ، الذي هو الخشبة.

leprence30
2013-09-06, 14:12
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (42 /44)
أسئلة على باب المفعول من أجله

س462: ما هو المفعول مِن أجْله؟
الجواب: المفعول من أجْلِه - ويقال: المفعول لأجله، والمفعول له - هو في اصطلاح النُّحاةِ: عبارةٌ عنِ الاسم المنصوب الذي يذكر بيانًا لسببِ وقوع الفِعل.

• • • •

س463: ما الذي يُشترَط في الاسمِ الذي يقَع مفعولاً لأجْله؟
الجواب: لا بدَّ في الاسمِ الذي يقَع مفعولاً لأجْله مِن أن يجتمعَ فيه خمسةُ أمور:
الأول: أن يكون مصدرًا.
والثاني: أن يكون قلبيًّا، ومعنى كونه قلبيًّا: ألاَّ يكون دالاًّ على عملٍ مِن أعمال الجوارح، كاليدِ واللِّسان، مِثل: قِراءة، وضرْب.
والثالث: أن يكونَ عِلَّةً لما قبْله.
والرابع: أن يكون متحِدًا مع عاملِه في الوقت.
والخامس: أن يتَّحدَ مع عاملِه في الفاعل.

• • • •

س464: كم حالةً للاسمِ الواقِع مفعولاً له؟
الجواب: اعلم - رحِمَك الله - أنَّ للاسم الذي يقَع مفعولاً لأجْله ثلاثَ حالات:
الأولى: أن يكون مقترنًا بـ"أل".
الثانية: أن يكون مضافًا.
الثالثة: أن يكونَ مجرَّدًا من "أل" ومِن الإضافة.

• • • •

س465: ما حُكم المفعول له المقترِن بـ"أل"، والمضاف، والمجرَّد مِن "أل" والإضافة؟ مع التمثيل؟
الجواب: إنْ كان المفعول له مقترنًا بـ"أل"، فالأكثر فيه أن يجرَّ بحرْف جرٍّ دال على التعليل، نحو: ضربتُ ابني للتأديب، ويقلُّ نصبُه، نحو قول الشاعر:

فَلَيْتَ لِي بِهِمْ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا
شَنُّوا الْإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا[1]

فـ"الإغارة" منصوبٌ على أنَّه مفعول لأجْله.

وإنْ كان مضافًا، جازَ جوازًا مستويًا أن يجرَّ بالحرْف، وأن يُنصَب، نحو: زُرتك محبَّةَ أدبِك، أو زرتك لمحبَّةِ أدبك.

وممَّا جاءَ منصوبًا: قوله تعالى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ [البقرة: 19].

وقال الشاعر:
وَأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الْكَرِيمِ ادِّخَارَهُ
وَأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا[2]

الشاهد فيه: قوله: ادِّخارَه؛ حيث وقَع مفعولاً لأجله منصوبًا، مع أنَّه مضاف للضمير، ولو جرَّه باللام، فقال: لادِّخاره، لكان سائغًا مقبولاً.

وإنْ كان مجردًا مِن "أل" ومِن الإضافة، فالأكثر فيه أن يُنصَب، نحو: قمتُ إجلالاً للأستاذ، ويقلُّ جرُّه بالحرْف، والله أعلم.

• • • •

س466: أعربِ الجمل الآتية:
1. قام أبو زيد إجلالاً لأخي عمرو.
2. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 38].
3. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ﴾ [الرعد: 22].
4. قرأ الطالبُ ابتغاءَ العِلم.
5. قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ﴾ [البقرة: 231].
6. قمتُ إكرامًا للشيخ.
7. حضرتُ هنا حرصًا على العِلم.
8. ذهبتُ إلى المسجد طلبًا للأجْر.
9. جئتُ ترقبًا للأذان.
10. أنْفَق الكفار أموالهم صدًّا عن سبيلِ الله.
11. قام أبو عمرٍو احترامًا لأبي بكْر.
12. قدِم الرجل إلى البلد طلبًا للعِلم.
13. دخَل الرجلُ في مكَّةَ حاجًّا.
14. خرَج القوم مِن البلد هربًا من الغرَق.
15. اغتاظ أبو لهب ردًّا للحق.
16. قدِم المسلمون للمدينة زيارةً للمسجِد.

الجواب:
1. قام أبو زيد إجلالاً لأخي عمرو:
قام: فِعل ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

أبو: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابة عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمْسة، وأبو مضاف.

زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

إجلالاً: مفعول لأجْله، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

لأخي: اللام حرْف جرّ، وأخ: اسمٌ مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ المقدَّرة، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحرَكة المناسبة، وأخ مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السُّكون، في محل جر، مضاف إليه.

عمرو: بدل مِن "أخ"، وبدل المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخره.

2. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 38]:
يُنفقون: ينفق: فعلٌ مضارِع مرفوع، وعلامة رفْعه ثبوت النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجمَاعة ضميرٌ مبني على السُّكون، في محل رفْع، فاعل، والنون علامة الرفْع.

أموالهم: أموال: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخره، وأموال مضاف، والهاء ضمير الغَيبة مبنيٌّ على الضم، في محل جرّ مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمع، والجُملة مِن الفعل والفاعِل والمفعول لا محلَّ لها صلة الموصول.

رئاء: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، ورئاء مضاف.

الناس: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة.

3. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ﴾ [الرعد: 22]:
صبَروا: صبَر: فِعل ماضٍ مبني على الضمّ؛ لاتِّصاله بواو الجَماعة، وواو الجَماعة ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكون، في محل رفْع، فاعل.

ابتغاء: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وابتغاء مُضاف.

وجه: مضاف إلية مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، ووجه مضاف.

ربهم: رب: مضاف إليه مجرور، وعلامَة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره، ورب مضاف، وهاء الغَيبة ضميرٌ مبني على الضم، في محل جرّ، مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمع.

4. قرأ الطالب ابتغاءَ العِلم:
قرأ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

الطالب: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

ابتغاء: مفعول لأجْله، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وابتغاء مضاف.

العلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

5. قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ﴾ [البقرة: 231]:
ولا: الواو حسب ما قبْلها، ولا: حرْف نهي، يجزم الفِعل المضارِع، مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

تُمسكوهنَّ: تمسك: فعل مضارِع مجزوم بـ"لا"، وعلامة جزْمِه حذفُ النون؛ لأنَّه مِن الأفعال الخمْسة، وواو الجماعة ضميرٌ مبني على السُّكون، في محلِّ رفْع، فاعل، وهاء الغائِب ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصْب مفعول به، والنون حرْف دالٌّ على جماعةِ الإناث.

ضرارًا: مفعولٌ لأجْله، منصوب، وعلامَة نصبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

6. قمتُ إكرامًا للشيخ:
قمت: قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبنيٌّ على الضمّ، في محل رفْع فاعِل.

إكرامًا: مفعولٌ لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

للشيخ: اللام حرْف جر، والشيخ: اسم مجرورٌ باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخرِه، والجار والمجرور متعلِّقان بـ"إكرامًا".

7. حضرتُ هنا حرصًا على العِلم:
حضرت: حضر: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضميرِ الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ رفْع فاعل.

هنا: ظرْف مكان، مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصب.

حرصًا: مفعول مِن أجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

على: حرْف جرّ مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

العِلم: اسم مجرور بـ"على"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"حرصًا".

8. ذهبتُ إلى المسجد طلبًا للأجْر:
ذهبت: فعل وفاعل.

إلى: حرْف جر.

المسجد: اسم مجرور، والجار والمجرور متعلِّق بـ"ذهبت".

طلبًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

للأجْر: اللام حرْف جر، والأجر: اسم مجرورٌ باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخرِه، والجار والمجرور متعلِّق بـ"طلبًا".

9. جئتُ ترقبًا للأذان:
جئت: فِعل وفاعل.

ترقبًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

للأذان: جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ"ترقبًا".

10. أنفق الكفَّار أموالهم صدًّا عن سبيلِ الله:
أنفق: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

الكفَّار: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

أموالهم: أموال: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وأموال مضاف، والهاء: ضمير الغائبِ في محلِّ جر مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمْع.

صدًّا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

عن: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

سبيل: اسم مجرور، بـ"عن"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"صدًّا"، وسبيل مضاف.

الله: لفْظ الجَلاَلة، مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

11. قام أبو عمرو احترامًا لأبي بكر:
قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

أبو: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمْسة، وأبو مضاف.

عمرو: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

احترامًا: مفعولٌ لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

لأبي: اللام حرْف جرّ، وأبي: اسم مجرور باللام، وعلامَة جرِّه الياءُ نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمسة، وأبي مضاف.

بكرٍ: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبي"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

12. قدِم الرجلُ إلى البلد طلبًا للعِلم:
قدم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

الرجل: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

إلى: حرْف جر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

البلد: اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِرِه، والجار والمجرور متعلِّق بالفعل "قدم".

طلبًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

للعِلم: اللام حرْف جرّ، والعلم: اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"طلبًا".

13. دخَل الرجلُ في مكةَ حاجًّا:
دخَل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الرجل: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة في آخِره.

في مكة: جار ومجرور متعلِّق بالفِعل "دخل".

حاجًّا: حال مِن الرجل، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره[3].

14. خرَج القوم مِن البلد هربًا مِن الغرق:
خرَج: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

من: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، وإنَّما حرِّك بالفتح؛ لأجْل التخلُّص مِن التقاء الساكنين.

البلد: اسم مجرور بـ"من"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بالفِعل "خرج".

هربًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

مِن: حرْف جر.

الغرق: اسمٌ مجرور بـ"مِن"، وعلامة جرِّه الكسْرة الظاهِرة في آخرِه، والجار والمجرور متعلق بـ"هربًا".

15. اغتاظ أبو لهب ردًّا للحق:
اغتاظ: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محل له مِن الإعراب.

أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمسة، وأبو مضاف.

لهب: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبو"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

ردًّا: مفعول لأجْله، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخرِه.

للحق: جارٌّ ومجرور متعلِّق بقوله: "ردًّا".

16. قدِم المسلمون للمدينة زيارةً للمسجد:
قدِم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

المسلِمون: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالِم، والنون عوض عنِ التنوين في الاسم المفرَد.

للمدينة: جارٌّ ومجرور متعلِّق: بـ"قدم".

زيارة: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتْحة الظاهِرة.

للمسجد: جار ومجرور متعلِّق بـ"زيارة".

[1] البيت في ديوان الحماسة (1/5).
[2] البيت في كتاب "الشعور بالعور" (1/45).
[3] وإنما لم يعرب "حاجًّا" هنا مفعولاً لأجله؛ لأنه - كما سبق - مِن شروط كون الكلمة مفعولاً لأجله أن تكون مصدرًا، وهنا "حاجًّا" اسم فاعل. وبناء على ذلك، فإنَّ قول المؤلف - رحمه الله - في تعريف المفعول لأجله: هو الاسمُ المنصوب، وإنْ كان مطلقًا، فهو مقيَّد بالمثال الذي أتَى به، وهو قام زيد إجلالاً لعمرو؛ لأنَّ "إجلالاً" مصدر، وعليه فلا يكون المفعول لأجْله اسمَ فاعل أو اسم مفعول، أو غير ذلك إلاَّ المصدر.

leprence30
2013-09-06, 14:16
قصة الفعل المضارع

قامت المملكة النحوية بإنشاء عالَمَين: عالم البناء، وعالم الإعراب.

أودَعت المملكة النحوية في عالَم البناء: الأفعال، وفي عالم الإعراب: الأسماء، استجابت الأفعال لهذا؛ فأصبح الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح (ذهبَ، خرجَ، نزلَ)، وأصبح فعل الأمر مبنيًّا على السكون (اذهبْ، اخرجْ، انزلْ)، أما الفعل المضارع، فكان مَغرورًا؛ حيث رفَض البناء، وطلب الرفع، وعلم أنه لن ينال الرفع إلا إذا انتقل إلى عالم الإعراب، فغادَر عالم البناء، وتوجَّه إلى عالم الإعراب، تاركًا أرضه وأصله.

استطاع الفعل المُضارع أن يدخل عالم الإعراب، وأن يكون مرفوعًا.


http://im36.gulfup.com/oRHWw.jpg (http://www.gulfup.com/?0Eghwi)

وبما أن الفِعل المضارع جديد على عالم الإعراب؛ فقد كان يتقلَّب بين الصحَّة والمرض (العِلَّة)؛ لأن أجواء الإعراب تَختلف تمامًا عن أجواء البناء، ومع هذا التقلُّب في الظروف، فإن الفعل المضارع لابدَّ أن يكون صحيحًا حتى يُظهر الضمة، وقد يُصاب الفعل المضارع بمرض (علة) إذا انتهَت حروفه بـ (الواو - الياء - الألف)، فلا يستطيع في هذه الحالة إظهار الضمَّة؛ بسبب ضَعفِه، فتكون الضمَّة مُقدَّرةً عليه (غير ظاهرة)، وذلك على النحو الآتي:
يذهبُ: فعل مُضارع مرفوع بالضمَّة الظاهرة على آخِره؛ لأنه صحيح الآخِر.
يدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمَّة المُقدَّرة على آخِره؛ لأنه مُعتَلُّ الآخِر بالواو.
يرمي: فعل مُضارع مرفوع بالضمَّة المُقدَّرة على آخِره؛ لأنه معتلُّ الآخِر بالياء.
يسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخِره؛ لأنه معتل الآخر بالألف.

عَلمت المملكة النحوية بخبر رحيل الفعل المضارع، فقالت: لا يستحق الرفع مَن ترك أصله وهجَر أهله، فأعلنت الحرب عليه، وأعدَّت جيش النواصب بقيادة الأداتَين (أن - لن)، وقد أوكلت المملكة النحوية إليه مهمَّتَين:
أولاً: تغيير الفعل المضارع من مرفوع إلى منصوب عند وقوعه مسبوقًا بأي من الأداتين.

ثانيًا: إظهار حركة الفتحة على الفعل المضارع الصحيح والمُعتل بالواو والياء.

ولأن المملكة النحوية تَعلم مشقَّة إظهار الحركة على الفعل المضارع المريض (المُعتَل)؛ فقد قامت بتزويد النواصِب بسلاح الإبرة.

http://im37.gulfup.com/7I46I.jpg (http://www.gulfup.com/?gTHhNj)


دخلت النواصب (أن - لن) على الفعل المضارع الصحيح، وتمَّ إظهار حركة النصب (الفتحة) على آخِره، ودخلت أيضًا على الفعل المضارع المعتل الآخر، وهنا قامت النواصب باستخدام سلاح الإبرة؛ فاستطاعت أن تُظهر حركة النصب (الفتحة) على آخر الفعل المضارع المعتل بالواو والياء، أما الألف، فقد عجز سلاح النواصب (الإبرة) عن إظهار الفتحة على الفعل المضاع المُعتلِّ بالألف؛ فأصبحت الفتحة مُقدَّرة، وذلك كله جاء على النحو الآتي:
لن يذهبَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.
لن يدعوَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.
لن يرميَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.
لن يسعى: فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدَّرة على الألف.

عادت النواصب إلى قواعدها سليمةً بعد أن قامت بتطبيق الأوامر الموكَّلة إليها، غير أنها لم تُحرِز النصر الكامل على الفعل المُضارِع؛ بسبب عدم إظهار الفتحة على الفعل المضارع المعتلِّ الآخِر بالألف، كانت النتيجة بالنسبة للمملكة النحوية مُخيِّبةً للآمال، خاصة أن الفعل المضارع لم يتزَحْزح من مكانه.

قررت المملكة النحوية مُواصَلة الحرب عليه، لكن هذه المرة بجيش جديد أسمتْه: (الجوازم)، وهذا الجيش يُشكِّل مجموعة بارِعة مِن الأدوات القوية؛ مثل الأداتين: (لم - لا الناهية)، وقامت المملكة النحوية بتزويد الجيش بسلاح (المقص)، وأوكَلت إليه مهمَّتَين:
أولاً: تغيير الفعل المُضارع مِن مرفوع إلى مجزوم عند وقوعه مسبوقًا بجازم.
ثانيًا: حذف حروف العِلة (الواو - الياء - الألف) مِن الفعل المضارع المعتل باستخدام المقص.

http://im37.gulfup.com/CMkJQ.jpg (http://www.gulfup.com/?Qlj3Fi)

اتجهت الجوازم لمُواجهة الفعل المضارع، فبدأت المعركة مع الفعل المضارع الصحيح، واستطاعت الجوازم تغيير حركة الفعل المضارع مِن مرفوع بالضمة إلى مجزوم بالسكون، ثم اتجهت إلى الفعل المضارع المعتل، وهنا قامت باستخدام سلاح المقص، فبدأت تَحذف حروف العلة حرفًا حرفًا؛ حتى وصلت إلى الألف، الذي أمكنها بواسطة المقص قطعه وحذفه دون عناء، وذلك كله جاء على النحو الآتي:
لم يذهبْ: فعل مضارع مجزوم بالسكون.
لم يدعُ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة (الواو).
لم يرمِ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة (الياء).
لم يسعَ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العِلة (الألف).

عادت الجوازم إلى قواعدها سالمة غانمة، وقد حظيت بالنصر الكامل، وأتمَّت عملياتها الموكلة إليها بنجاح تام.

وبعد كل ما حصل للفعل المضارع، فإنه لا يزال مُصِرًّا على البقاء في عالَم الإعراب، وفي هذه المرة توصَّل إلى حيلة جديدة؛ حيث استعان بعالَم الإعراب على أساس أنه فرد مِن أفراده، وله حقٌّ عليهم، فقام عالم الإعراب بتلبية طلبه وتزويده بثلاثة أعضاء جديدة تنوب عن أعضائه المقطوعة، فزوده بواو الجماعة بدلاً مِن حرف العِلة (الواو)، وألف الاثنين بدلاً مِن حرف العلة (الألف)، وياء المُخاطَبة بدلاً من حرف العلة (الياء)؛ فأصبح الفعل المضارع بذلك يتَّصف بشكل جديد، واسم جديد: (الأفعال الخمسة)، وأصبحت علامة رفعه "ثبوت النون" بدلاً مِن الضمة، وذلك كله على النحو الآتي:
يذهبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
يذهبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
تذهبين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.

وبموجب هذه التطورات عقدت مملكة النحو اجتماعًا طارئًا مع النواصب والجوازم؛ لتوحيد جهودهما في مواجهة الفعل المضارع الجديد، وقد خرج الاجتماع بتوصيات، مِن أهمها:
أولاً: اتحاد النواصب والجوازم تحت راية واحدة، وبسلاح واحد، هو سلاح المقص.
ثانيًا: إلغاء رفعه بثبوت النون، ووجوب نصبه أو جزمه بحذف النون عند سبقه بناصب أو بجازم.

انطلقت النواصب والجوازم لخوض معركة قوية مع الفعل المضارع الذي تضاعَفَت قوته، وبعد احتدام الصراع والْتحام الفريقَين، استطاعت النواصب والجوازم أن تحذف النون مِن آخر الفعل المضارع، وذلك على النحو الآتي:
لن / لم يذهبا: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون.
لن / لم يذهبوا: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون.
لن / لم تذهبي: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون.

وهكذا انتصرت النواصب والجوازم؛ فعادت إلى أدراجها سالمة فَرِحَة بما حقَّقتْه مِن نصر عظيم.


http://im37.gulfup.com/KwF0k.jpg (http://www.gulfup.com/?bAIegc)

وبعد هذه الهزائم المتلاحقة، انقطعت حيلة الفعل المضارع، فرفع طلبًا للمملكة النحوية يَستسمِحها الإذن له بالعودة إلى وطنه الأصلي، لكنه يحتاج إلى مساعدتها في إيقاف نزيفه، فرحت المملكة بهذا؛ فأرسلت له على الفور (نون التوكيد - نون النسوة) بدلاً من النون التي حذفت، وذلك على النحو الآتي:
يذهبَـنَّ: فعل مضارع مبني على الفتحة؛ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.
يذهبْـنَ: فعل مضارع مبنيٌّ على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة.

وهكذا استعاد المضارع عافيته، وقوي على الرجوع إلى عالَمِه الأصلي، بصورة تُرضي أخويه الماضي والأمر، فقد أصبح مبنيًّا على الفتح إرضاءً للماضي، ومبنيًّا على السكون إرضاءً للأمر.

عاد الفعل المضارع إلى عالمه الأم، وأرضه الأصل، فرحَّب به الجميع، وقاموا بتهنئته على سلامة العودة، فعلتْ سماءَ البناء الفرحةُ والسرور.

leprence30
2013-09-06, 14:17
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (41 /44)
أسئلة على باب المنادى

س457: ما هو المُنادَى لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
المُنادَى - بفتْح الدال المهملَة، مع ألْف مقصورة بعدَها - لُغةً: هو المطلوب إقبالُه مطلقًا، تقول: ناديتُ زيدًا، إذا طلبتَ إقباله.

وفي اصطلاح النُّحاة: هو المطلوب إقباله بـ"يا" أو إحْدى أخواتِها.

مثاله: يا زيدُ قم، فكلمة "زيد" منادًى؛ لأنَّه طُلب إقباله بحرْف النِّداء "يا".

• • • •
س458: ما هي أدوات النِّداء؟ مَثِّل لكلِّ أداة بمثال؟
الجواب:
أدوات النِّداء، هي:
1- يا: ومثالها: يا رجل.
2- الهمزة: ومثالها: أزيد أقبل.
3- أي: ومثالها: أي إبراهيم تعلَّم.
4- أيا: ومثالها: قول ليلى بنت طَرِيف الخارجيَّة في أخيها الوليد:
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَا لَكَ مُورِقًا
كَأنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ[1]
5- هيَّا: مثالها: هيَّا محمَّدُ تعال.

• • • •
س459: إلى كم قِسم ينقسِم المنادَى؟
الجواب:
المنادَى على خمسةِ أنواع:
1- المفرَد العَلَم:
وهو ما ليس مُضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف، وعليه؛ فيَشْمل المفردُ هنا في باب المنادَى: المثنَّى، وجمْع المذكَّر السالِم، وجمع المؤنَّث السالِم، وجمْع التكسير، مذكَّرًا، أو مؤنثًا.

ومثاله: يا محمَّدُ، يا فاطمةُ، يا محمَّدان، يا فاطمتان، يا محمَّدون، يا فاطماتُ، يا هنود، يا رجال.

2- النكرة المقصودة:
وهي التي يُقصَد بها من قِبَل المنادِي - بكسر الدال المهملة - واحدٌ معيَّنٌ - مما يصحُّ إطلاقُ لفظها عليه، ومعرفة كونِها مقصودةً يكون بمقتضى القرائِن اللفظيَّة أو الحاليَّة.

ومثالها: أن تقول: يا ظالِمُ؛ تريد واحدًا بعينه.

3- النكرة غير المقصودة:
وهي التي يُقصَد بها واحدٌ غيرُ معيَّن، نحو قول الواعظ: يا غافلاً تنبَّه، فإنَّه لا يُريد واحدًا معينًا، بل يُريد كلَّ مَن يطلق عليه لفظ "غافل".

4- المضاف:
نحو: يا طالبَ العلمِ اجتهِد.

5- الشبيه بالمضاف:
وهو ما اتَّصل به شيءٌ مِن تمام معْناه، سواء أكان هذا المتَّصل به مرفوعًا به، نحو: يا حميدًا فِعلُه، أم كان منصوبًا به نحو: يا حافظًا درْسَه، أم كان مجرورًا بحرْف جر يتعلَّق به، نحو: يا محبًّا للخير.

• • • •
س 460: ما حُكم المنادَى المفرد العَلَم، والمنادَى المضاف؟
الجواب:
أولاً: حُكم المنادَى المفرد العَلَم: إذا كان المنادَى مفردًا، فإنَّه يُبنى على ما يُرفَع به.

فإنْ كان يُرفع بالضمَّة، فإنَّه يُبنى على الضمَّة، نحو: يا محمدُ، يا فاطمةُ.

وإنْ كان يُرفَع بالألِف نيابةً عن الضمَّة - وذلك المثنَّى - فإنَّه يُبنَى على الألِف، نحو: يا محمَّدانِ، يا فاطمتانِ.

وإنْ كان يُرفَع بالواو نيابةً عن الضمَّة - وذلك جمْع المذكَّر السالِم - فإنَّه يُبنَى على الواو، نحو: يا محمَّدون.

وقد يكون البناءُ على الضمِّ لفظًا، نحو: يا زيدُ، فـ"يا" حرْف نِداء، وزيد: منادًى مبنيٌّ على الضمِّ، في محل نصْب بـ"يا"؛ لأنَّها في معنى "أدْعو".

وقدْ يكون تقديرًا، نحو: يا مُوسى، فـ"يا": حرْف نِداء، وموسى: منادًى مبنيٌّ على ضمٍّ مقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّرُ.

ونحو: يا حذامِ، ويا سيبويهِ، ممَّا كان مبنيًّا قبل النِّداء، فـ"حذامِ، وسيبويه" مبنيانِ على ضمٍّ مقدَّر على آخرِهما، منَع من ظهوره اشتغالُ المحلِّ بحرَكة البناء الأصْلي.

والحاصِل: أنَّ المنادَى المفرَد العَلم يُبنَى على ما يُرْفع به لو كان معربًا، فـ"زيد" لو كان معربًا لرُفِع بالضمَّة، فيُبنَى عليها في النِّداء، والزَّيدان والزيدون لو كانا مُعربَيْن لرفعَا بالألِف والواو، فيُبنيان عليهما في النِّداء.

• • • •
س461: أعرِب الجُمل الآتية:
1- يا محمدُ، وهل يصحُّ أن تقول: يا محمدًا، بالنصْب؟
2- يا مسلمُ، تريد مسلمًا بعينه.
3- يا رجلاً أغِثْنِي.
4- أيْ عليُّ قُمْ.
5- يا طالعًا جبلاً، أعنِّي، وهل يصحُّ أن تقول: يا طالِع؟
6- يا عبدَالله اجتهد، وهل يصحُّ أن تقول: يا عبدُالله، برفْع "عبد"؟
7- يا طالِبَ العِلم، اجتهد.
8- يا مُسلِمون.
9- يا رجُلان.
10- يا رجلين.
11- قال تعالى: ﴿ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ﴾ [سبأ: 10].
12- قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً ﴾ [ص: 26].
13- يا فتًى، لا تعْبَثْ، تُريد فتًى بعينه.
14- قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 14]، أعْرِب "يا ويلنا" فقط.
15- يا قاضِيَ الحاجات، اقضِ حاجتي.
16- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1].

الجواب:
1- يا محمد:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• محمَّد: منادًى مبنيٌّ على الضمّ، في محلِّ نصب.
ولا يصحُّ أن تقول: يا محمدًا بالنَّصْب؛ لأن المنادَى هنا مفرَد عَلَم.

2- يا مسلم:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• مسلم: منادًى مبنيٌّ على الضمّ، في محل نصْب؛ لأنَّه نَكِرة مقصودة.

3- يا رجلاً، أغثِني:
• يا: حرف نداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• رجلاً: منادًى منصوب؛ لأنَّه نكِرة غير مقصودة، وعلامَةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
• أغِثْنِي: أغِث: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، والنُّون للوقاية، والياء ضميرُ المتكلِّم مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصْب، مفعول به.

4- أيْ عليُّ قُمْ:
• أي: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• علي: منادًى مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ نصْب؛ لأنَّه مفرَد عَلَم.
• قُم: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت.

5- يا طالعًا جبلاً، أعنِّي:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعْراب.
• طالعًا: منادًى منصوب؛ لأنَّه شبيهٌ بالمضاف، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وفاعله ضميرٌ مستتِر جوازًا، تقديرُه هو[2].
• جبلاً: مفعول به منصوب، وعلامَةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• أعنِّي: أعِن: فعل أمر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، والنون الثانية للوقاية، حرْف مبنيٌّ على الكسْر، لا محلَّ له مِن الإعراب، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
ولا يصح أن تقول: يا طالع بالرفع، لأن المنادى هنا شبيه بالمضاف، والمنادى الشبيه بالمضاف واجب النصب.

6- يا عبدالله، اجتهد:
• يا: حرْف نِداء مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• عبد: منادًى منصوب؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهرة، وعبد مضاف.
• الله: لفْظ الجلالة، مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
• اجتهد: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، ولا يصحُّ أن تقول: يا عبدُ، بالرَّفْع؛ لأنَّ المنادَى هنا مضاف، والمنادَى إذا كان مضافًا وجَب نصبُه.

7- يا طالِبَ العلم، اجتهد:
• يا: حرْف نِداءٍ، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعْراب.
• طالب: منادًى منصوب؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وطالب: مضاف.
• العِلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
• اجتهد: فِعل أمْر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت.

8- يا مسلمون:
• يا: حرْف نِداء: مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• مسلمون: منادًى نكِرة مقصودَة مبنيٌّ على الواو، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه جمْع مذكَّر سالِم، وهو في محلِّ نصْب، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرَد.

9- يا رجلان:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب.
• رجلان: منادًى نكِرة مقصودة، مبنيٌّ على الألِف، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، وهو في محلِّ نصْب، والنون عوضٌ عنِ التنوين في الاسم المفرَد.

10- يا رجلين:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
• رجلين: منادًى نكِرة غير مقصودة منصوبٌ، وعلامة نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرَد.

11- قال تعالى: ﴿ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ﴾ [سبأ: 10]:
• يا: حرْف نِداء مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• جبال: منادًى نكِرة مقصودة، مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصب.
• أوِّبي: أوِّب: فِعل أمر مبنيٌّ على حذْف النون؛ لاتِّصاله بياء المخاطَبة المؤنَّثة، والياء ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع فاعل.
• معه: مع: ظرْف زمان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ومع: مضاف، والهاء ضميرٌ مبني على الضم، في محلِّ جر مضاف إليه.

12- قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً ﴾ [ص: 26]:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• داود: منادًى مبنيٌّ على الضم في محلِّ نصْب؛ لأنَّه مفرد عَلَم.
• إنا: إنَّ: حرْف توكيد ونصْب، ونا ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب، اسم "إنَّ".
• جعلْناك: جعَل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "نا الفاعلين"، ونا الفاعلين ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ رفْع، فاعِل، والكاف ضمير المخاطَب مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ نصْب، مفعول به أوَّل لـ"جعل".
• خليفة: مفعول به ثانٍ لـ"جعل" منصوب، وعلامة نَصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، والجُملة مِن "جعل" وفاعِله ومفعولَيه في محلِّ رفْع، خبر "إن".

13- يا فتى، لا تعبث:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• فتًى: منادًى نكِرة مقصودة مبنيٌّ على الضمَّة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّرُ، في محلِّ نصْب.
• لا: حرْف نهي، مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• تعبث: فِعل مضارِع، مجزوم بـ"لا"، وعلامة جزْمه السُّكون، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: "أنت".

14- قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 14]:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• ويلنا: ويْل: منادًى منصوب بياءِ النِّداء؛ لأنَّها في معنى "أدْعو"، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وويل مضاف، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ جرّ مضاف إليه.
ونوْع المنادَى هنا مضاف.

15- يا قاضِيَ الحاجات، اقضِ حاجتي:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• قاضِي: منادًى منصوب بياءِ النِّداء؛ لأنَّها في معنى "أدعو"، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرةُ في آخِرِه، وقاضي مضاف.
• الحاجات: مضافٌ إليه مجرور بـ"قاضي"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخره.
• اقضِ: فعل أمْر مبنيٌّ على حذْف حرْف العِلَّة "الياء"، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: "أنت".
• حاجتي: حاجَة: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسَبة، والحاجة مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ جر، مضاف إليه.

16- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر ﴾ [المدثر: 1]:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• أيها: أي: منادًى مبنيٌّ على الضم، في محلِّ نصْب، و"ها" حرْف تنبيه.
• المدثِّر: نعت لـ"أي" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة[3].

[1] البيت في "خزانة الأدب" (1/278)، وفي "الأغاني" (12/113)، وقدِ استشهد به ابنُ هِشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" (1/58).
[2] ولا يُقال: إنَّ تقدير الضمير هنا: يا طالعًا أنت؛ وذلك لأنَّه لا يمكن أن يكون تقدير الضمير المستتر: "أنا، أو أنت، أو نحن" إلا في الأفعال، أمَّا اسم الفاعِل واسم المفعول، فإنَّهما لا يتحمَّلان ضميرًا مستترًا وجوبًا، تقديره: "أنا، أو أنت، أو نحْن" حتى إنَّ النحويِّين قالوا: لو قال قائلٌ: أنا قائِم، يكون فاعله مستترًا جوازًا، تقديره: هو.
[3] ورفْع "المدثر" في مِثل هذا التركيب واجبٌ عند الجمهور؛ لأنَّه هو المقصود بالنِّداء، وأجاز المازنيُّ نصبَه؛ قياسًا على جواز نصْب "الظريف" في قولك: يا زيدُ الظريف، بالرفع والنصب، وانظر: "شرْح ابن عقيل" (2/3/269).

leprence30
2013-09-06, 14:18
الرتب المختلفة لصوتي الضاد والظاء

لم يَزَل العرب على مَرِّ الزَّمَن يُعنَون بترتيب حروفهم، مُراعين جُملةً من الاعتبارات، وسأُحاوِل الوقوف على رُتبة كُلٍّ مِن الضاد والظاء في تلك التَّراتيب.

الترتيب الأبجدي:
سَرى ترتيب الحروف الفينيقيَّة الاثنين والعشرين إلى سائر اللغات السَّامية، ومنها العربية، وقد نُعِت هذا الترتيب بالأبجدي؛ نِسبةً إلى أُولى كلماته السِّت (أبجد)، وكان الغرض منه حفظ تلك الحروف، واستخدامها أعدادًا في الحساب المسمَّى بـ(الجُمَّل).

وبعد أَنْ اقتبس السُّريان الأرقام الهندية تداولَتْها العرب فيما بينها[1]، لكنها بقيَتْ محافظةً على الاستعمال الحسابي الأبجدي حتى بعد الإسلام؛ إمَّا لِفَكِّ رُموز بعض النُّصوص والتَّنبُّؤ بالأمور الغَيبِيَّة، وإما في الطَّلاسِم السحريَّة، وإما لتأريخ الوقائع والحوادث المهمَّة.

ولأنَّ في ترتيب حروف الأبجدية روايتَين؛ فقد وُجدت أبجديتان: مَشرقيَّة (هي: أبجد، هَوز، حُطي، كَلَمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ)، ومغربية (هي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش)[2]،وبالعودة إلى الأبجديتَين؛ نجد أن: الضاد تحتل المرتبة السادسة والعشرين في المشرقية، والثامنة عشرة في المغربية، بينما تحتل الظاء في المشرقيَّة المرتبة السابعة والعشرين، والسادسة والعشرين في المغربية.

وباعتبار (حساب الجُمَّل) فرعًا عن الأبجدية، فهو عند المشارقة غيره عند المغاربة؛ فالقيمة العددية لحرف الضاد عند المشارقة هي (800)، وعند المغاربة هي (90)، وفي الجُمَّل المشرقيِّ يُساوي الظاء عدديًّا الرقم (900)، وهو في الجُمَّل المغربي مُساوٍ للرقم (800).

الترتيب الهِجائي:
دَعَت الحاجة العِلمية والتعليمية إلى إصلاح الخطِّ، وتمييز الحروف والحركات، وإعادة النَّظر في ترتيب الحروف العربية[3]؛ فظهر إلى الوجود الترتيب الهِجائي المَشرقيُّ على يد نصر بن عاصم ويحيى بن يَعْمر، زمنَ عبد الملك بن مروان، ومن الاعتباراتِ الَّتي رُوعِيَت في هذا التَّرتيب: تقديم الحروف المُزدَوجة على المُفرَدة، وضَمُّ كُلِّ حَرفٍ إلى شَبِيهِه في الرَّسم[4]؛ لأنَّ جَمعَ ما اتَّفَقَت صُورتُه في موضعٍ واحدٍ يكونُ أنسَبَ وأليقَ بأُصول التَّعليم[5]، وأسهلَ على المُتعلِّم.

ولِكَون الألفبائيَّةِ فرعًا عن الأبجديَّة، فقد كان ترتيب الحروف عند المغاربة بعد ضَمِّ كُلِّ حَرفٍ إلى شبيهِهِ في الشَّكل مختلِفًا عن المشارقة؛ ففي الألفبائية المَشرِقِيَّة أُنزلت الظَّاءالمرتبة السابعة عشرة، وفي المرتبة الخامسة عشرة جاءت الضَّاد، وكان للظَّاء في الألفبائية المغربية المرتبة الثالثة عشرة، تليها الضَّاد في المرتبة الرابعة عشرة[6].

الترتيب الصوتي:
أوَّلُ ترتيبٍ مُدَوَّنٍ معروف للحروف استنادًا إلى تدرُّجِها في الجهاز النُّطقي - يُعزى إلى الخليل، الذي اعتبر ترتيب الحروف على مخارجها الطبيعيَّة ذاهبًا مِن الصَّدر إلى الشَّفتَين، وبنى على هذا الوضع كتابَ "العين" الذي يقول في مُقدمته: "فهذه صورة الحروف التي أُلِّفت منها العربية على الولاء، وهي تِسعةٌ وعشرون حرفًا: ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث ر، ل، ن، ف، ب م، و، الألف، ي، الهمزة"[7]، فأُنزِلت الضاد المرتبة العاشرة في هذه القائمة، وجاءت الظاء في المرتبة السابعة عشرة.

وتوالت القوائم الصَّوتية بعد الخليل؛ ومِن أشهرها: قائمة تلميذه سيبويه[8]، الذي ابتدأ مِن حروف المُعجَم بما يكون مِن أقصى الحلق، وتدرَّج إلى أن ختم بما يكون مخرجه الشَّفة[9]، وقد انتصر لترتيبِه هذا جمعٌ، منهم ابن جني الذي يقول: "ذِكرُ الحروف على مراتبها في الاطِّراد؛ وهي: الهمزة، والألف، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، والقاف، والكاف، والجيم، والشين، والياء، والضاد، واللام، والراء، والنون، والطاء، والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والواو"[10]، فلم يختَلِف ابن جِنِّي مع سيبويه إلاَّ في تقديمه القاف على الكاف، وتأخيره الضاد إلى ما بعد الياء[11]، ويُعلِّل ابن جني مَيلَه إلى هذا الترتيب قائلاً: "فهذا هو ترتيب الحروف على مَذاقِها وتَصعُّدِها، وهو الصَّحيح، فأما ترتيبها في كتاب "العين"، ففيه خَطَلٌ واضطرابٌ، ومُخالَفة لما قدَّمناه آنفًا مما رتَّبه سيبويه وتلاه أصحابُه عليه، وهو الصَّواب"[12]، وفي هذه القائمة تتأخَّرُ الضاد لتحتل المرتبة الثالثة عشرة، وتأتي الظاء في المرتبة الثالثة والعشرين.

أمَّا في التَّرتيب الصَّوتي الحديث، فتأتي الضَّاد في المرتبة الثانية عشرة عند بعضهم، وفي العاشِرة عند أغلب علماء الصوتيات المُعاصِرين، أي: في المرتبة نفسها التي وضعَها فيها الخليل، وللظاء الرتبة الخامسة والعشرون عند معظم علماء الصوتيات المُعاصِرين.

ومع بروز الحاجة إلى كتابة موحَّدة للغات المختلفة، ظهرت (سنة 1888م) الألفبائية الصوتية العالميَّة مُعتمِدةً الحرف الروماني؛ وفيها يُرمز للظاء بالرَّمز ( )، وللضاد الأصلية بالرَّمز ( )، وللضاد الدَّاليَّة بالرَّمز ( ) [13]، وإنما خُصَّ هذا الألوفون بالرَّمز دون غيره؛ لكونه الأكثر شيوعًا واستعمالاً.

ترتيب الشيوع:
هذا النوع مِن الترتيب تُراعى فيه نسبة استعمال صوتٍ بعينه في لغةٍ ما، وتكون رُتبَتُه بحسب كثرة أو قِلَّة توظيفه في المفردات، وبالنسبة للأصوات العربية، يَقتضي المقام النَّظر في نِسبة توظيفها داخل النَّصِّ القُرآني والمُعجم العربي.

1- القرآن الكريم:
لأنَّ بعضَ سُوَرِ القرآن مُفتَتَحٌ بحروف مُقطَّعةٍ، والبعض الآخر خالٍ منها؛ فالبحث يَستوجِبُ الوقوف على نسبة استعمال الأصوات اللغوية في فواتح السُّوَر، ثم في باقي مُفردات المصحف.

أ- في فواتح السوَر: بُدِئَت تسعٌ وعشرون سورةً من القرآن بحروفٍ مقطَّعةٍ، عِدَّتُها أربعةَ عشرَ حَرفًا، جمَعَها بعضُهم في عبارات منثورة منها: "نصٌّ حَكيمٌ قاطعٌ له سِر"، وقد كانت الضاد والظاء ضمن الحروف المتروكة؛ ويُعلِّل الزمخشري تَرْكَها بقوله: "إذا استَقرَيت الكَلِمَ وتراكيبَها، رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرَها من هذه الأجناس المعدودةِ مَكثورةً بالمذكورة منها"[14]، فَانعَكَست قِلَّةُ استعمالها في الكلام العربي على توظيفها القرآني.

ب- في مُفرَدات المصحف: عن ترتيب دوران الحروف في المفردات القرآنية باعتبار الكثرة والقِلة؛ يقول القَلقشَندي: "واعلم أنَّ كلام العرب أكثر ما يقع فيه على ما دَلَّ عليه استقراء القرآن الكريم: الألف، ثم اللام، ثم الميم، ثم الياء المُثناة تحت، ثم الواو، ثم النون، ثم الهاء، ثم الراء المُهملة، ثم الفاء، ثم القاف، ثم الدال المُهمَلة، ثم الذال المعجمة، ثم اللام ألف، ثم الحاء المهمَلة، ثم الجيم، ثم الصاد المهملة، ثم الخاء المعجمة، ثم الشين المُعجمة، ثم الضاد المعجمة، ثم الزاي المعجمة، ثم الثاء المثلَّثة، ثم الطاء المهملة، ثم الغَين المعجمة، ثم الظاء المعجمة"[15]في مؤخِّرة القائمة، في المنزلة الرابعة والعِشرين، بعد الضاد التي أُنزلت المرتبة التاسعة عشرة.

ويَستَطرِد القَلقشَندي؛ فَيقول مُعلِّقًا على هذا التَّرتيب: "وقد جمَع بعضهم أحرف الكثرة في قوله: (اليمونه)، وبعضهم يجمعها في قوله: (اليوم هن)، وجمع الحروف المتوسِّطة في قوله: (رعفت بكدس قحج)، وجمع أحرف القِلة في قوله: (طظغ صخذز ثضش)"[16]، والمُلاحَظ هُنا أنَّ القائمة سالِفة الذِّكرِ أَغفَلَت خمسةً من الحروف المتوسطة الدَّوران، وهي: (الباء والتاء والسين والعين والكاف)؛ فلم تُحدِّد رُتَبَها، وتقدَّمت الذال المُعجَمَة فيها على ثلاثة من الحروف المتوسِّطة، كما أن اللام ألف لم يُنصَّ عليها في العبارة التي تجمع تلك الحروف.

2- المعجم العربيت:
كان الجاحظ من الأوائل الذين تفطَّنوا إلى قضية الشيوع الاستِعمالي، وهو يقول في هذا السِّياق: "ولكُلِّ لغة حروفٌ تدور في أكثر كلامها؛ كنحو استعمال الروم للسِّين، واستعمال الجَرامِقة[17] للعين" [18]، ولعلَّ هذه الإشارة العابرة هي التي دفعت ابنَ دُرَيد إلى استقراء مواقع الحروف في كلام العرب باعتبار الأسباب اللسانية في دورانها، فرأى: "أنَّ أكثر الحروف استعمالاً عند العرب: الواو، والياء، والهمزة[19]، وأقل ما يستعملون - لِثِقَلها على ألسنتهم - الظَّاء ثم الذَّال، ثم الثَّاء ثم الشِّين، ثم القاف ثم الخاء، ثم العين ثم الغين، ثم النُّون ثم اللاَّم، ثم الرَّاء ثم الباء ثم الميم، فأخفُّ هذه الحروف كُلِّها ما استعملته العرب في أصول أبنيتِهم من الزَّوائد لاختلاف المعنى"[20]، وهي حروف الزِّيادة العشرة المجموعة في قولهم (سألتمونيها).

فعلى هذا يكون استعمال صوت الضاد متوسِّطًا في اللسان العربي، وقليلاً في النَّص القرآني، أما الظاء، فأقل الأصوات استعمالاً فيهما معًا؛ لا لِشيءٍ إلا لِثِقَلها البيِّن على اللسان، وقد أشار إلى ذلك الجاحظ فيما حكاه عن يَزيد مولى عون قال: "كان رجلٌ بالبصرة له جاريةٌ تُسمَّى "ظمياء"، فكان إذا دعاها قال: يا ضمياء! بالضاد فقال له ابن المقفَّع: قُل: يا ظمياء! فناداها: يا ضمياء! فلما غَيَّر عليه ابن المقفَّع مرَّتين أو ثلاثًا، قال: هي جاريتي أو جاريتك؟!"[21]، ثم نقل الجاحظ عن نَصر بن سيار قوله: "لا تُسمِّ غلامك إلا باسمٍ يخِفُّ على لسانك"[22]، في إشارةٍ إلى أنَّ صوت الظاء مما يثقُل على اللسان، وهذا ما يُفسِّر إعراض جملة الألسن البشرية عن استعماله، وقِلَّة دَوَرانه على اللِّسان العربي.

وبلُغة الأرقام يُحدِّثُنا مكي درَّار قائلاً: "يحتلُّ صوت الضَّاد المكانة السادسة مِن كل ألف، وهي نسبة تدلُّ على ضعف مكانته في موقعيات الأداء، ولم يبقَ مِن ورائه إلا ستة أصوات"[23]، آخِرها الظاء، التي "لِغَرابتها صارت أقلَّ حروف المُعجَم وجودًا في الكلام، وتصرُّفًا في اللَّفظ، واستعمالاً في ضُروب المنطِق، فهي لا توجد إلاَّ في نحو مائة كلمة من جملة كلام العرب؛ منظومِه ومَنثورِه، وغريبه ومشهورِه" [24]، ولِغرابتِها أيضًا؛ فالغالبُ دخولها في غرائب المُفرَدات العربية؛ كما في: الكعيظ والجنعاظ، والجعظري، والجعظار، والشنظير، والشيظم.

[1] انظر: أنيس فريحة: نظريات في اللغة، دار الكتاب اللبناني، لبنان، ط2، 1981 (ص: 90).
[2] انظر: القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (3: 24).
[3] الرافعي، مصطفى صادق، تاريخ آداب العرب (1: 89).
[4] انظر: إميل بديع يعقوب وجروس برس، الخط العربي، دار الجيل، لبنان، ط: 1، 1986 (ص: 37).
[5] انظر: إميل بديع يعقوب، موسوعة الحروف في اللغة العربية (ص: 445).
[6] مكي درار، الضاد العربية إلى أين؟، مجلة القلم (ص: 87).
[7] الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين (1: 58).
[8] انظر: سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب (4: 433، 434).
[9] الإستراباذي، محمد بن الحسن، شرح شافية ابن الحاجب (3: 251).
[10] ابن جني، عثمان، سر صناعة الإعراب (1: 45).
[11] انظر: أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب، عالم الكتب، مصر، ط: 6، 1988 (ص: 115).
[12] أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب (ص: 115).
[13] انظر: الغامدي، منصور بن محمد، الألفبائية الصوتية الدولية والحرف الروماني، مركز علوم وتقنية الأصوات، السعودية، 2000 (ص: 10).
[14] الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تح: عبدالرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، لبنان، ط: 1، 1993 (1: 71).
[15] القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (9: 237).
[16] القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (9: 237).
[17] الجَرامِقَةُ: قومٌ من العَجَم صارُوا بالمَوْصِل في أَوائل الإِسْلام، وقال اللَّيثُ: جَرامِقَةُ الشام: أنباطُها، الواحِدُ مِنهُم: جرمقانيٌّ، ويُقال أَيضًا في الواحِد منهم: الجرمقيُّ.
انظر: المرتضى الزَّبيدي، محمد بن محمد، تاج العروس من جواهر القاموس (25: 125).
[18] الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين(1: 65).
[19] قد يبدو هذا مُتعارِضًا مع ما تقرَّر من كون: الهمزة مُستَثقَلةً عندهم؛ لذلك دخلها الحذف والبدل في كثير من الكلام، والجواب عن هذا الإشكال مِن وجوه:
أولها: المرونة التي في هذا الصوت؛ فالمتكلِّم قادرٌ على إعلالها وقلبها والتَّلعُّب بها كيفما شاء، ولا يَتأتَّى له هذا في غيرها من الحروف.
والثاني: مُجاوِرة مخرجها لمخرَج أخفِّ الحروف، وهو الألف.
والثالث: توظيفها في الفصل بين الأصوات مُتقارِبة المخارج، بالنظر إلى تباعُدها عن مخارج أكثر الأصوات؛ ففُصِلَ بها بين الدال والباء في نحو: (دأب)، وذلك أحسن مِن الفصل بينهما بالفاء لو جاء عنهم نحو (دفب)، وفُصل بها بين النون واللام في (نأل)، ولو فُصل بينهما بالراء، فقيل: (نرل) لم يكن حسنًا، ويُنظر في هذا: عثمان بن جني، سر صناعة الإعراب (2: 812).
[20] ابن دريد، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة (1: 50).
[21] الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين (2: 211).
[22] المرجع نفسه.
[23] مكي درار، الضاد العربية إلى أين؟، مجلة القلم (ص: 87).
[24] الداني أبو عمرو، عثمان بن سعيد، الفرق بين الضاد والظاء (ص: 34).

leprence30
2013-09-06, 14:19
س وج على شرح المقدمة الآجرومية ( 40/ 44)
أسئلة على باب "لا"

س446: ما الذي تعمله "لا" النافيةُ للجِنس؟
الجواب:
تعمل "لا" النافيةُ للجِنس عمل "إنَّ"، فتنصب الاسمَ لفظًا، أو محلاًّ، وترْفَع الخبر.

♦ ♦ ♦
س447: ما هي شروطُ وجوبِ عمل "لا" النافية للجِنس؟
الجواب:
شروط وجوبِ عمل "لا" النافية للجِنس أربعة، هي:
1- أنْ يكون اسمُها نَكِرةً.
2- أنْ يكون اسمُها متصلاً بها؛ أي: غير مفصول عنها، ولو بالخَبَر.
3- أن يكون خبرُها نكرةً أيضًا.
4- ألاَّ تتكرَّر "لا".

♦ ♦ ♦
س448: إلى كم قسم ينقسِم اسم "لا"؟
الجواب: اسم "لا" على ثلاثةِ أنواع، هي:
1- المفرَد.
2- المضاف إلى نَكِرة.
3- الشبيه بالمضاف.

♦ ♦ ♦
س449: ما حُكم اسم "لا" المفرَد؟
الجواب:
حُكمه أنه يُبنَى على ما يُنصَب به، فإذا كان نصبُه بالفتحة بُني على الفتح، نحو: لا رجلَ في الدار.
وإنْ كان نصبُه بالياء - وذلك المثنى وجمع المذكَّر السالِم - بُني على الياء، نحوَ: لا رجلين في الدار.
وإنْ كان نصبُه بالكسرة، نيابةً عن الفتحة - وذلك جمع المؤنث السالِم - بُنِي على الكسْر، نحو: لا صالحاتِ اليوم.

♦ ♦ ♦
س450: ما هو المفرد في باب "لا" والمنادَى؟
الجواب:
المفرَد في باب "لا" وفي باب المنادَى هو ما ليس مضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف، فيدخُل فيه المثنَّى، وجمْع التكسير، وجمع المذكَّر السالِم، وجمع المؤنَّث السالِم.

♦ ♦ ♦
س451: ما حُكم اسم "لا" إذا كان مضافًا، أو شبيهًا به؟
الجواب:
اسم "لا" المضاف أو الشبيه بالمضاف يُنصَب بالفتحة الظاهِرة، أو بما ناب عنها.
ومثال المضاف: لا طالِبَ علمٍ ممقوت.
ومثال الشبيه بالمضاف: لا مستقيمًا حالُه بيْن الناس مذموم.

♦ ♦ ♦
س452: ما الحُكم إذا تكرَّرت "لا" النافية؟
إذا تكرَّرت "لا" النافية لم يجِب إعمالُها، بل يجوز إعمالها إذا استوفتْ بقية الشروط، ويجوز إهمالها، فتقول على الإعمال: لا رجلَ في الدار، ولا امرأةَ - بفَتْح "رجل، وامرأة"، وتقول على الإهمال: لا رجلٌ في الدَّار، ولا امرأةٌ - برفع "رجل، امرأة".

♦ ♦ ♦
س453: ما الحُكم إذا وقَع بعدَ "لا" النافية معرفة؟
الجواب:
إذا وقَع بعد "لا" معرفة وجَب إلغاء "لا" وتَكْرارها، نحو: لا محمَّد زارني، ولا بَكْر.

♦ ♦ ♦
س454: ما الحُكم إذا فَصَل بين "لا" واسمها فاصلٌ؟
الجواب:
إذا فصَل بين "لا" واسمها فاصلٌ ما، وجَبَ إلغاؤها وتَكْرارها، نحو: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ [الصافات: 47]، فـ"غولٌ" مبتدأ مؤخَّر، و"فيها": متعلِّق بمحذوف خبر مقدَّم، و"لا" نافية مهملة.

♦ ♦ ♦
س455: ما معنى كون "لا" نافية للجِنس؟
الجواب:
المعنى أنها تدلُّ على نفي الخبر عن جميع أفراد جِنس اسمها على سبيلِ التنصيص، لا على سبيلِ الاحتمال.
♦ وإنما قلت: التنصيص: احترازًا مِن التي يقَع الاسم بعدها مرفوعًا، نحو: لا رجلٌ قائمًا، فإنَّها ليستْ نصًّا في نفي الجنس، إنها تحتمل نفيَ الواحد ونفْيَ الجِنس.

فبتقدير إرادة نفْي الجنس لا يجوز: لا رجل قائمًا، بل رجلان.
وبتقدير إرادة نفْي الواحد يجوز: لا رجل قائمًا، بل رجلان.
وأما "لا" هذه، فهي لنفْي الجنس ليس إلاَّ، فلا يجوز لا رجلَ قائمٌ، بل رجلانِ.

♦ ♦ ♦
س456: أعرِب الجمل الآتية:
1- لا إله إلا اللهُ.
2- لا درهمَ عندي ولا دينار.
3- لا ناقةَ لي فيها ولا جمل، بيِّن الأوجه التي تجوز في هذه الجملة، ثم أعرِبْها على هذه الأوجه كلها؟
4- لا رجلين قائمان، وهل يجوز أن تقول: لا رجلان؟
وما هو نوع اسم "لا" في هذا المثال؟
5- لا عِلمَ بدون تعب.
6- لا ساكنًا في البيت غريب.
7- لا حاملَ فقهٍ فقيهٌ.
8- لا في البيت رجل، ولا امرأة.

الجواب:
1- لا إله إلا الله:
♦ لا: نافية للجِنس، تعمل عمل "إنَّ" فتنصب الاسم، وترفَع الخبر.
♦ إله: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، وخبر "لا" محذوف، تقديرُه "حق" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة في آخِره.
♦ إلاَّ: أداة استثناء ملغاةٌ؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفي.
♦ الله: بدَل مِن الخبر المحذوف، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

2- لا درهم عندي، ولا دينار:
♦ لا: نافية للجِنس، تعمل عملَ "إن" فتنصب الاسم، وترفَع الخبر.
♦ درهم: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب.
♦ عندي: عند: ظرْف مكان منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه فتحة مقدَّرة، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسبة، وعند مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السُّكون، في محلِّ جر مضاف إليه، وعندَ متعلق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا دِرْهم كائن عندي.
♦ ولا: الواو حرْف عطف، ولا: نافية للجِنس أيضًا.
♦ دينار: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصب، وخبر "لا" الثانية محذوف، دلَّ عليه ما قَبله.
وجملة "لا" الثانية، مع اسمها وخبرها معطوفةٌ بالواو على جُملة "لا" الأولى واسمها وخَبَرها.

3- لا ناقة لي فيها ولا جَمَل:
اعلم - رحمك الله - أنَّ مِثل هذا التركيب - وهو أن يؤتَى بعد "لا" والاسم الواقِع بعدها بعاطِف ونَكرة، وتتكرَّر "لا" - يجوز فيه خمسةُ أوجه؛ وذلك لأنَّ المعطوف عليه - الاسم الأوَّل - إما أن يُبنى مع "لا" على الفتْح، أو ينصب، أو يُرَفع:
♦ فإنَّ بُنيَ معها على الفتْح، جاز في الثاني ثلاثةُ أوجه، الفتْح، والنَّصْب، والرفْع:
الأولى: البناء على الفتْح: لتركبه مع "لا" الثانية، وتكون "لا" الثانية عامِلة عمل "إن"، فتقول: لا ناقةَ لي فيها، ولا جَمل.
الثاني: النَّصْب: عطفًا على محلِّ اسم "لا"، وتكون "لا" الثانية زائدةً بين العاطِف والمعطوف، فنقول: لا ناقةَ لي فيها، ولا جملاً.

ومنه قول الشاعِر:
لاَ نَسَبَ الْيَوْمَ وَلاَ خُلَّةْ
اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعْ[1]
الثالِث: الرَّفْع، وفيه ثلاثةُ أوجه:
الأوَّل: أن يكون معطوفًا على محلِّ "لا" واسمها؛ لأنَّهما في موضع رفْع بالابتداء عندَ سيبويه، وحينئذٍ تكون "لا" زائدة.
الثاني: أن تكون "لا" الثانية عملتْ عمل "ليس".
الثالث: أن تكون مرفوعًا بالابتداء، وليس لـ"لا" عملٌ فيه، فتقول:لا نَاقةَ لي فيها، ولا جملٌ.

ومنه قول الشاعر:
هَذَا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بِعَيْنِهِ
لاَ أُمَّ لِي - إِنْ كَانَ ذَاكَ - وَلاَ أَبُ[2]

ومنه أيضًا قول المتنبي:
لاَ خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيهَا وَلاَ مَالُ
فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ يُسْعِدِ الْحَالُ[3]

- وإنْ رُفِع الاسم الأوَّل - المعطوف عليه - جاز في الثاني وجهان:
الأوَّل: البِناء على الفتْح: فتقول: لا ناقةَ لي فيها، ولا جملَ.

ومنه قول الشاعر:

فَلاَ لَغْوٌ وَلاَ تَأْثِيمَ فِيهَا
وَمَا فَاهُوا بِهِ أَبَدًا مُقِيمُ[4]

والثاني: الرفع، فتقول: لا ناقةٌ لي فيها ولا جملٌ.

ولا يجوز النَّصْب للثاني؛ لأنَّه إنما جاز فيما تقدَّم للعطف على محلِّ اسم "لا"، و"لا" هنا ليستْ ناصبة، فيسقط النصب؛ ولهذا قال ابن مالك - رحمه الله - في الألفية:
وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلاً لاَ تَنْصِبَا[5]

4- لا رجلين قائمان:
♦ لا: نافية للجِنس، تعمل عمل "إنَّ"، فتنصب الاسمَ، وترفَع الخَبر.
♦ رجلين: اسم "لا" مبنيٌّ على الياء، نيابةً عن الفتحة، في محلِّ نصب، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرد.
♦ قائمان: خبر "لا" مرفوع، وعلامة رفعِه الألِف، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرَد.

ولا يجوز هنا أن تقول: لا رجلان.

ونوع اسم "لا" هنا: مفرد؛ لأنه ليس مضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف.

5- لا عِلمَ بدونِ تعَب:
♦ لا: نافية للجنس، تعمل عمل "إنَّ" فتنصب الاسم، وترفع الخبر.
♦ علم: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتْح، في محل نصب.
♦ بدون: الباء حرْف جرٍّ، ودون: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، ودون مضاف، والجار والمجرور متعلِّق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا عِلم كائنٌ بدون تعب.
♦ تعَب: مضافٌ إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة.

6- لا ساكنًا في البيت غريب:
♦ لا: نافية للجنس.
♦ ساكنًا: اسم "لا" منصوب؛ لأنَّه شبيهٌ بالمضاف، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
♦ في: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
♦ البيت: اسم مجرور بـ"في"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة، والجار والمجرور متعلِّق بـ"ساكنًا".
♦ غريب: خبَر "لا" مرفوع بها، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

7- لا حاملَ فقهٍ فقيهٌ:
♦ لا: نافيةٌ للجنس.
♦ حامل: اسم "لا" منصوب بها؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصبِه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وحامل مضاف.
♦ فقه: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.
♦ فقيه: خبَر "لا" مرفوع بها، وعلامة رفعِه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

8- لا في البيت رجل، ولا امرأة:
♦ لا: نافية للجِنس ملغاةٌ لا عملَ لها.
♦ في البيت: جارٌّ ومجرور متعلِّق بمحذوف خبَر مقدَّم.
♦ رجل: مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.
♦ ولا: الواو حرْف عطْف، لا: زائدة لتأكيدِ النفي.
♦ امرأة: معطوف على "رجل" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

[1] البيت لأنس بن العبَّاس بن مرداس، وقيل: بل هو لأبي عامر جَدِّ العباس بن مرداس، ويُروى عَجُز البيت مِن كلمة عينية، وبعدَه:
كَالثَّوْبِ إِذْ أَنْهَجَ فِيهِ البِلَى
أَعْيَا عَلَى ذِي الحِيلَةِ الصَّانِعِ
ورَوى أبو علي القالي صدْرَ هذا البيت مع عجُز آخَر، وهو:
اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاتِق
من كلمة قافية، وقبله:
لاَ صُلْحَ بَيْنِي - فَاعْلَمُوهُ - وَلاَ
بَيْنَكُمُ مَا حَمَلَتْ عَاتِقِي
سَيْفِي وَمَا كُنَّا بِنَجْدٍ وَمَا
قَرْقَرَ قَمَرُ الوَادِ بِالشَّاهِقِ
وانظر بيت الشاهد في "الكامل في الأدب" (2/53)، و"الكتاب" لسيبويه (2/285)، و"شرْح ابن عقيل" (1/2/12)، و"همْع الهوامع" للسيوطي (3/445).
[2] اختلف العلماءُ في نِسبة هذا البيت اختلافًا كثيرًا، فقِيل: هو لرجلٍ مِن مذحج، وكذلك نسبوه في كتاب سيبويه، وقال أبو رياش: هو لهمام بن مُرَّة أخي جساس بن مرَّة قاتل كليب، وقال ابنُ الأعرابي: هو لرجلٍ مِن بني عبدمناف.
وقال الحاتمي: هو لابن أحمر.
وقال الأصفهاني: هو لضمرةَ بنِ ضمرة.
وقال بعضُهم: إنَّه من الشعر القديم جدًّا، ولا يُعرف له قائل.
وهذا البيت موجودٌ في "الأصول في النحو" (1/386)، و"المقتضب" (4/371)، و"شرح ابن عقيل" (1/2/13)، و"الكتاب" لسيبويه (2/292)، و"مجموعات شعرية" (1/14).
[3] البيت في "ديوان المتنبي"، و"خزانة الأدب" (2/312)، و"مجموعات شعرية" (1/901).
[4] البيت لأُميَّة بن أبي الصَّلْت، وهو موجودٌ في "شرح ديوان المتبني" (2/102)، و"خزانة الأدَب" للبغدادي (4/449)، و"سر صناعة الإعراب" (1/415)، و"شرح ابن عقيل" (1/2/15).
[5] الألفية باب "لا" التي لنفْي الجِنس، البيت رقم (200).

leprence30
2013-09-06, 14:20
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (39/ 44)
أسئلة على باب الاستثناء

س437: ما هو الاستثناء لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
الاستثناء معناه في اللُّغة:
مُطلَق الإخراج، يقال: استثنيتُ كذا مِن كذا؛ أي: أخرجتُه.

وهو في اصطلاح النُّحاة عبارة عن: إخراج بعضِ أفراد العام بـ"إلاَّ" أو إحدى أخواتها، ولولا ذلك الإخراجُ لكان داخلاً فيما قبلَ الأداة.
♦ ♦ ♦ ♦

س438: ما هي أدواتُ الاستثناء؟ وإلى كم قِسم تنقسم أدواتُ الاستثناء؟
الجواب:
اعلم أنَّ أدواتِ الاستثناء كثيرة، وقد ذكَر ابنُ آجروم منها ثمانية، هي: إلا، وغير، وسوى، وسواء، وخلا، وعدَا، وحاشا.

وتنقسم أدوات الاستثناء إلى ثلاثةِ أقسام:
النوع الأوَّل: ما يكون حرفًا دائمًا اتِّفاقًا، وهو "إلا".

والنوع الثاني: ما يكون اسمًا دائمًا اتِّفاقًا، وهو أربعة، وهي: "سِوى" بالقصْر وكَسر السين، و"سُوى" بالقصْر وضمِّ السين، و"سَوَاء" بالمد وفتْح السين، و"غَيْر".

والنوع الثالث: ما يكون حرفًا تارةً، ويكون فعلاً تارةً أخرى، وهو ثلاث أدوات، وهي: خلا، وعدا، وحاشا.
♦ ♦ ♦ ♦

س439: كم حالة للاسم الواقِع بعدَ "إلا"؟ ومتَى يجب نصبُ الاسم الواقِع بعدَ "إلاَّ"؟ ومتى يجوز نصْب الاسم الواقِع بعد "إلا" وإتْباعه لما قبلها؟ وما معنى كون الكلام تامًّا؟ وما معنى كونه منفيًّا؟
الجواب:
للاسم الواقِع بعدَ "إلاَّ" ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى:
وجوب النصْب على الاستثناء.

الحالة الثانية:
جواز إتباعه لما قبل "إلاَّ" على أنَّه بدل منه، مع جواز نصْبه على الاستثناء.

الحالة الثالثة:
وجوب إجْرائه على حسبِ ما يَقتضيه العاملُ المذكور قبلَ "إلا".

ويجب نصْبُ الاسم الواقِع بعدَ "إلا" إنْ كان الكلام السابِق تامًّا موجبًا، سواء كان الاستثناء متصلاً بأنْ كان المستثنى مِن جِنس المستثنى منه، أو منقطعًا بأنْ كان المستثنى مِن غير جِنس المستثنى منه، نحو: قام القوم إلا حمارًا، فإنه تامٌّ موجب، والحمار ليس مِن جنس المستثنى منه.

ويجوز نصبُ الاسم الواقِع بعد "إلا" وإتْباعه لما قبلها إنْ كان الكلام السابق تامًّا منفيًّا.

ومعنى كون الكلام تامًّا: أن يُذكَر فيه المستثنى منه.

ومعنى كون الكلام منفيًّا: أنْ يسبقَه نفيٌ أو شِبهه، وشبه النَّفي هو النهي والاستفهام والدُّعاء.
♦ ♦ ♦ ♦

س440: ما هو حُكم الاسم الواقِع بعد: سِوى، وسُوى، وسَواء، وغير؟
الجواب:
الاسم الواقِع بعدَ سِوى، وسُوى، وسَواء، وغير: يجِب جرُّه بإضافةِ الأداة إليه؛ أي: إنَّه يُعرَب مضافًا إليه دائمًا.
♦ ♦ ♦ ♦

س441: كيف تُعرب "سِوى، وسُوى، وسَوَاء، وغير"؟
الجواب:
تأخذ "سواء، وسِوى، وسُوى، وغير" حكم الاسم الواقع بعد "إلا" على التفصيل الآتي:
1- إنْ كان الكلام تامًّا موجبًا: نصبتها وجوبًا على الاستثناء، نحو: قام القومُ سواءَ زيد.
2- وإنْ كان الكلام تامًّا منفيًّا: أتْبعتها لما قبلها أو نصبْتها، نحو: ما يَزورني أحد غيرُ الأخيار، أو غيرَ الأخيار.
3- وإنْ كان الكلام ناقصًا منفيًّا: أجريتها على حسبِ العوامل، نحو: لا تتَّصل بسواءِ الأخيار.
4- وإنْ كان الكلام منقطعًا وجَب نصبها: نحو: ما قام القومُ سواءَ حمار، فيجب نصب "سواء".
♦ ♦ ♦ ♦

س 442: ما حُكم الاسم الواقِع بعد "خلا، وعدا، وحاشا"؟
الجواب:
الاسم الواقِع بعد "خلا، وعدا، وحاشا" يجوز لك أن تنصبَه، ويجوز لك أن تجرَّه، والسرُّ في ذلك أنَّ "خلا، وعدا، وحاشا" تُستعمل أفعالاً تارة، وتستعمل حروفًا تارةً أخرى.

فإنْ قدرتها أفعالاً[1]، نصبتَ ما بعدها على أنه مفعولٌ به، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

وإنْ قدرتها حروفًا، خفضتَ ما بعدها على أنَّه مجرور بها[2].

قال ابن مالك - رحمه الله - في ألفيته:
وَحَيْثُ جَرَّا فَهُمَا حَرْفَانِ كَمَا هُمَا إِنْ نَصَبَا فِعْلاَنِ[3]

ومحل هذا التردُّد فيما إذا لم تتقدَّم عليها "ما" المصدريَّة، فإن تقدَّمت عليها "ما" هذه، وجَب نصْب ما بعدَها، وسبب ذلك أنَّ "ما" المصدرية لا تدخُل إلاَّ على الأفْعال؛ فهي أفعال ألبتةَ إنْ سبقتهنَّ.

فنحو: قام القوم خلا زيد، يجوز فيه نصب "زيد" وخَفْضه.

ونحو: قام القوم ما خلا زيدًا، لا يجوز فيه إلاَّ نصْب زيد.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم.
♦ ♦ ♦ ♦

س443: أعرب الجمل الآتية:
1- قام القوم إلا زيدًا.
2- ما قام القوم إلا زيدٌ أو: إلا زيدًا.
3- ما مررتُ بطالب إلاَّ زيدٍ.
4- ما قرأت كتبًا إلا متن الآجرومية. وهل تختلف صورة اللفظ في هذا المثال بين نصب المستثنى على البدلية، ونصبه على الاستثناء؟
5- ما قام إلا زيدٌ.
6- مررت بالقوم غير زيدٍ.
7- ما رأيتُ غير زيدٍ.
8- ما قام القومُ غيرُ زيدٍ، أو غيرَ زيدٍ.
9- قام القومُ ما خلا زيدًا.
10- رأيتُ القوم عدَا زيدًا، أو عدَا زيدٍ.
11- أكَل القوم حاشَا زيدٍ.
12- ما رأيتُ أحدًا إلاَّ زيدًا.
13- قام القوم حاشا زيدًا.
14- قام القومُ ما عدا زيدًا، وهل يجوز الجرُّ في مِثل هذا التركيب؟
15- ما قام الرِّجال إلا زيدٌ، وهل يجوز أن تقول: ما قام الرِّجال إلا زيدٍ، بجر "زيد"؟
16- ما قام إلا زيدٌ، وهل يجوز أن تقول: ما قام إلا زيدًا - بنصب "زيد"؟
17- أكَل الغلام رغيفًا إلا نِصْفَه؟
18- ما جاءَ القوم إلا فرسًا، وهل يجوز وجه آخَر في كلمة "فرسًا" غير النَّصْب؟
19- لا يُجيب على السؤال إلا مَن حضَر؟
20- نَجَح الطلبةُ ما عدا المهملَ؟
21- أكْرم الطلبة إلا المهملَ، وهل يجوز أن تقول: إلا المهملُ - بالرفع؟
22- أكرمتُ القومَ كلَّهم إلا زيدًا، وما تقول في الاستثناء هنا: هل هو واجبُ النصب أم لا؟ ولماذا؟
23- خسِر الناس إلا المؤمنين، وهل يجوز أن تقول: إلا المؤمنون - بالرَّفْع؟
24- جاء القومُ غيرَ عمروٍ، وهل يجوز أن تقول: غيرُ عمرو - برفع "غير"؟
25- ما قام القومُ غيرُ زيد، أو: غيرَ زيد؟
26- ما قام غيرُ زيد؟

الجواب:
1- قام القوم إلاَّ زيدًا:
• قام: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• إلا: أداة استثناء، حرْف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيدًا: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخره، وهو هنا واجبُ النصب؛ لأن الكلام تامٌّ مثبَت.

2- ما قام القوم إلا زيدٌ، أو: إلا زيدًا:
• ما: نافية، حرْف مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• قام: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• إلا: أداة استثناء، حرْف مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيدٌ: بدلٌ مِن "القوم"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة في آخِره.

والوجه الثاني: زيدًا: بالنصب، إعْرابه: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

ووجه جواز الوجهين - الإتْباع على البدليَّة، والنصب على الاستثناء - في هذا المثال: أنَّ الكلام تامٌّ منفي.

3- ما مررت بطالب إلا زيدٍ:
• ما: نافية.

• مررتُ: فِعل، وفاعل.

• بطالب: جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ"مررت".

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• زيد: بدل مِن "طالب"، وبدل المجرور مجرور، وعلامَة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخره.

4- ما قرأتُ كتابًا إلا متْنَ الآجرومية:
• ما: حرْف نفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

• قرأتُ: فِعل وفاعِل.

• كتابًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهرة.

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• متن: بدل مِن "كتابًا" وبدلُ المنصوب منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة في آخره، أو: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ومتْن مضاف.

وصورة اللفْظ - كما هو ظاهِر - لم تختلفْ بيْن النصب على البدليَّة، والنَّصب على الاستثناء، وإنَّما الذي اختَلف هو الإعراب.

• الآجروميَّة: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

5- ما قام إلا زيدٌ:
• ما: نافية.

• قام: فعْل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• زيد: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

والمستثنى هنا أُعرِب حسبَ موقعه في الجملة؛ لأنَّ الكلام ناقصٌ منفيٌّ، فهو استثناء مفرَّغ.

6- مررتُ بالقومِ غيرَ زيد:
• مررت: فِعل وفاعِل.

• بالقوم: جار ومجرور متعلق بـ"مررت".

• غير: أداةُ استثناء منصوبةٌ على الاستثناء مِن "القوم"، وعلامة نصبها الفتحةُ الظاهِرة، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

و "غير" هنا واجبةُ النصب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجَب.

7- ما رأيتُ غيرَ زيد:
• ما: نافية.

• رأيتُ: فعل وفاعل.

• غيرَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

و"غير" هنا أُعرِبت حسبَ موقعها مِن الجملة؛ لأنَّ الكلام ناقصٌ منفيّ.

8- ما قامَ القومُ غيرُ زيد، أو: غيرَ زيد:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• غيرُ: بدَل من القوم، وبدلُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

أو تقول: غيرَ زيد بنَصْب "غير".
• غير: أداة استثناء، منصوبةٌ على الاستثناء مِن "القوم"، وعلامة نصْبِها الفتحةُ الظاهِرة.
فجاز في هذا المثال: رفْع "غير" على البدليَّة، ونصْبُها على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفي.

9- قام القوم ما خلا زيدًا:
• قام: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• ما: مصدرية، حرْف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• خلا: فِعل ماضٍ للاستثناء، جامِد مبنيٌّ على الفتْح المقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّر، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

• زيدًا: مفعول به منصوبٌ، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

والجملة مِن الفِعل والفاعِل في محلِّ نصْب على الحال؛ أي:"مجاوزين زيدًا" أو على الظرفيَّة؛ أي: وقت خلو زيدٍ.

10- رأيتُ القوم عدَا زيدًا، أو: عدَا زيدٍ.
• رأيت: فِعل وفاعِل.

• القوم: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة.

• عدَا: فِعل ماضٍ جامد، وفاعلُه ضميرٌ مستتر وجوبًا، وتقديره: "هو"، أو حرْف جر.

• زيدًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، والجملةُ مِن الفعل والفاعِل في محلِّ نصْب على الحال، مجاوزين زيدًا، أو الظرفيَّة؛ أي: وقت مجاوزته.

• زيدٍ: اسم مجرور بـ"عدا"، والجار والمجرور لا متعلّق له؛ لأنَّ ما استثني به كحَرْف الجر الزائد، لا يتعلَّق بشيء.

11- أكَل القومُ حاشا زيدٍ:
• أكَل: فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهِرة في آخِره.

• حاشا: حرْف جر، مَبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيد: اسم مجرور بـ"حاشا"، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.

12- ما رأيتُ أحدًا إلا زيدًا:
• ما: نافية.

• رأيت: فِعل وفاعِل.

• أحدًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

• إلا: أداه استثناء.

• زيدًا: بدلٌ مِن "أحدًا"، والبَدل مِن المنصوب منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

أو نقول: مستثنًى، منصوب على الاستثناء.

ووجه جواز الوجهين: أنَّ الكلام تامٌّ منفي.

13- قام القوم حاشا زيدًا:
• قام: فِعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• حاشا: فِعْل ماضٍ جامد دالٌّ على الاستثناء، مبنيٌّ على الفتْح المقدر، منَع من ظهوره التعذُّرُ، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: هو.

• زيدًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

14- قام القوم ما عدا زيدًا:
• قام: فِعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامةُ رفعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• ما: حرْف مصدري، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• عدا: فِعل ماضٍ دالٌّ على الاستثناء جامِد، مبنيٌّ على الفتْح المقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

• زيدًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

ولا يجوز أن تَقول في مِثل هذا التركيب: "زيدٍ" بالخفْض؛ لتقدُّم "ما" المصدريَّة على "عدا"، وهي لا تدخل إلاَّ على الأفْعال، وإذا كانتْ "عدا" فعلاً، تعيَّن نصبُ ما بعدَها على المفعوليَّة.

15- ما قام الرِّجال إلاَّ زيد:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• الرِّجال: فاعل مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• زيْد: بدلٌ مِن "الرجال"، وبدلُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

ويجوز في هذا المثال أيضًا: نصْب "زيد" على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفي، ولا يجوز خفْض "زيد"؛ إذ لا وجهَ لذلك.

16- ما قامَ إلا زيدٌ:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• إلاَّ: أداة استثناء مُلْغاة.

• زيد: فاعلٌ مرفوع، وعلامةُ رفعِه الضمَّةُ الظاهِرة.

ولا يجوز أن تقول: إلا زيدًا؛ لأنَّ الكلام هنا ناقص منفي، فهو استثناء مفرَّغ، لا يجوز فيه إلا أن يُعربَ حسب موقعه مِن الجملة، وهو هنا مرفوعٌ على الفاعلية، كما رأيت.

17- أكَل الغلامُ رغيفًا إلا نصفَه:
• أكَل: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

• الغلام: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهرة في آخِره.

• رغيفًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• نِصفَه: نصف: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ونِصف مضاف، والهاء ضميرٌ مبنيٌّ على الضمّ، في محل خفْض، مضاف إليه.

18- ما جاء القومُ إلا فرسًا:
• ما: نافية.

• جاءَ: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب
.
• القوم: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهِرة في آخِره.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• فرسًا: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

وأما جواز وجْه آخَر في كلمة "فرسًا" غير النصب، فهذا موضعُ خِلاف بيْن العرَب، فجمهور العرَب على أنَّه إذا كان الاستثناء منقطعًا تعيَّن النصب، فتقول: ما قام القومُ إلا حمارًا، ولا يجوز الإتْباع.

وأما بنو تميم، فقد ذَهَبوا إلى جوازِ الإتْباع، فتقول: قام القوم إلا حمارٌ، وما ضربتُ القوم إلا حمارًا، وما مررتُ بالقوم إلا حمارٍ.

وخلاصة القول في هذه المسألة:
1- أنَّه إذا كان الكلام تامًّا موجبًا وجَب نصب المستثنى مطلقًا؛ أي: سواء كان متَّصلاً أم منقطعًا.

2- أنَّه إذا كان الكلام تامًّا منفيًّا - وهو الذي فيه نفْي أو شبهه - اختير إتْباع ما اتَّصل، ووجَب نصبُ ما انقطع عندَ غير بني تميم، وأما بنو تميم فيُجيزون إتْباعَ المنقطِع[4]، والله أعلم.

19- لا يُجيب عن السُّؤال إلا مَن حضَر:
• لا: حرْف نفْي مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• يجيب: فِعل مضارِع مرفوع؛ لتجرُّدِه من الناصِب والجازم، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• عن: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، وحرِّك بالكسر للتخلُّص مِن التقاء الساكنين، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• السؤال: اسمٌ مجرور بـ"عن"، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• مَن: اسم موصول، مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع، فاعل.

• حضَر: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، والفاعِل ضمير مستتِر جوازًا، تقديره: هو، والجُملة مِن الفعل والفاعل صِلة الموصول، لا محلَّ لها مِن الإعراب.

20- نجَح الطلبة ما عدا المهمل:
• نجح: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• الطلبة: فاعلٌ مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• ما: حرْف مصدريٌّ، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• عدا: فِعل ماضٍ جامد، دالٌّ على الاستثناء، مبنيٌّ على الفتْح المقدَّر، منع مِن ظهوره التعذُّر، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

• المهمل: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة.

21- أكْرِم الطلبة إلا المهمل:
• أكرم: فعْل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، وحرِّك بالكسر؛ لأجْل التخلُّص من التِقاء الساكنين، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

• الطَّلَبة: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخره.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• المهمل: مُستثنى منصوب على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخره.

والمستثنى هنا واجبُ النصب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجب.

22- أكرمت القوم كلهم إلا زيدًا:
• أكرمت: أكرَم: فِعْل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرُ المتكلِّم مبنيٌّ على الضمّ، في محلِّ رفْع، فاعل.

• القوم: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

• كلهم: كل: توكيدٌ معنوي، لـ"القوم"، وتوكيدُ المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وكل: مضاف، والهاء: ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جرّ، مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمع.

• إلا: أداة استثناء.

• زيدًا: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخِره.

والاستثناء هنا واجبُ النصْب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجب.

23- خسِر الناس إلا المؤمنين:
• خسِر: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• الناس: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.

• إلا: أداة استثناء.

• المؤمنين: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامَةُ نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالِم.

ولا يجوز أن نقول هنا: إلاَّ المؤمنون؛ لأنَّ المستثنى واجبُ النصْب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجَب.

24- جاء القوم غير عمرو:
• جاء: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهِرة في آخرِه.

• غير: أداة استثناء، منصوبةٌ على الاستثناء، وعلامَة نصْبها الفتحةُ الظاهرة، و"غير" مضاف.

• عمرو: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخره.

و "غير" هنا واجبة النصْب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجب.

25- ما قام القوم غيرُ زيد، أو: غيرَ زيدٍ:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• غيرَ: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامَة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

ويجوز إعراب "غير" هكذا: بدل مِن القوم، وبدَل المرفوع مرفوعٌ، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

وإنَّما جاز في إعراب "غير" هذان الوجهان: الإتْباع على البدليَّة، والنصْب على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفيّ.

26- ما قام غيرُ زيد:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

• غير: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهِرةُ في آخِره، و"غير" مضاف.

• زيد: مضافٌ إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
♦ ♦ ♦ ♦

س444: ما هو الكلام الناقِص؟ مع التمثيل؟
الجواب:
الكلام الناقِص هو ما لم يُذكَرْ فيه المستثنى منه.
ومثاله: قال تعالى: ﴿ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [هود: 40]، فالكلام هنا ناقِص؛ لأنَّه لم يذكر فيه المستثَنى منه.
♦ ♦ ♦ ♦

س445: هاتِ مثالاً لكلام تامٍّ موجَب.
الجواب: مثال ذلك: جاءَ القومُ إلاَّ زيدًا.

[1] وتكون هذه الأفعال حينئذٍ أفعالاً ماضية.
[2] ويكون الجار والمجرور لا متعلّق له؛ لأنَّ ما استُثني به كحَرف الجر الزائد، لا يتعلَّق بشيء.
[3] الألفية - باب الاستثناء، البيت رقم (330).
[4] انظر: "شرح ابن عقيل" (1/2/215).

leprence30
2013-09-06, 14:21
ملخص الرسالة
رسالة ابن أم قاسم المرادي في الجمل التي لها محل من الإعراب


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

الحمد لله وحْده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم.

أمَّا بعد:
فهذه رسالة في الجُمل لابن أُمِّ قاسم المرادي، اختَرتها كبحثٍ أُقدِّمه في السنة التمهيدية للماجستير، وأنا أخطو أُولى خُطواتي في ميدان البحث العلمي، وقد تردَّدت كثيرًا قبل أن أتَّخذ ميدان التحقيق منطلقًا لي، فالطريق شاقٌّ والزاد قليل، لكنَّ المرادي لم يترك لي خيارًا، فلقد عايَشته من قبل في كتابَيه "الجنى الداني"، و"شرح التسهيل"، فلمستُ غزارة علمه وقوَّة حُجته، فأحببتُ أن أُقدِّم لقارئ العربية عملاً مهمًّا من أعماله، وهو رسالته في الجُمل.

موضوع الرسالة وأهميتها:
وهي رسالة تدور حول الجمل وأنواعها، ومواقعها الإعرابية...، وقد فصَّل الكلام في أنواع الجمل السبع التي لها محل من الإعراب، ثم بيَّن أنواع الجمل التسع التي لا محلَّ لها، وعرَض لأدلة هذه المسائل.

وتَبرُز أهمية هذه الرسالة في كونها أولَ رسالة مستقلة في إعراب الجمل - على ما نما إليه علمي - فإن اهتمامات العلماء الأوائل قد انصبَّت في الأساس على المنصوبات والمرفوعات والمجرورات؛ لاستحواذ قضية العامل على أذهانهم، غير مُلتفتين إلى الجمل وما يُمكن أن تمثِّله من ثِقَلٍ في البحث النحوي.

وقد بدأ العلماء يَلتفتون رُويدًا إلى الجمل بعد ابن هشام، وما أعطاه للجملة من اهتمامٍ في كتابه "المغني".

ومن ثَمَّ فإن اهتمامات النحاة بالجمل جاء منثورًا في كُتبهم، أو موجزًا بالنسبة لغيره من الموضوعات.

• • •

الصعوبات التي واجهتني في البحث:
ومن الصعوبات التي واجَهتني في إخراج هذا العمل: عَزْو الآراء إلى مصادرها، أو نِسبتها إلى أصحابها؛ حيث كان المرادي أحيانًا يذكر رأي الرجل من العلماء، ولا يذكر المؤلَّف الذي قيل فيه ذلك، أو يقول: "قال بعضهم"، و"قيل"، ولكنني لم أدَّخِر في التغلُّب على ذلك جهدًا، فأَسندتُ ما استَطعت من الآراء إلى أصحابها.

النُّسَخ التي اعتمدتُ عليها:
وجدت لرسالة المرادي نُسختين: واحدة في الأزهرية، والأخرى في المكتبة المركزية لجامعة القاهرة، وقد اعتمدت على نسخة الأزهرية فقط؛ لعدم قدرتي على الحصول على نسخة المركزية؛ لخضوع المكتبة للترميم، فاكتفيتُ بنسخة الأزهرية، واعتمدت عليها في إخراج العمل؛ لما تميَّزت به من وضوحٍ.

وصْف النسخة:
تقع هذه النسخة في مكتبة الأزهرية تحت رقم (1790) خاص، (20739) عام نحو، وهي في سبع لوحات (89 - 95)، ومسطرتها 23 سطرًا، وقد كُتِبتْ بخطٍّ واضح جميل، وتبدأ بقول الناسخ: "قال الشيخ العلاَّمة المُتقن"، وقد جاء في خاتمتها: "وقد تَمَّ الكلام على الجمل المذكورة....، وصلى الله على سيدنا محمد الذي لا نبيَّ بعده".

والرسالة تَخلو من اسم الناسخ وتاريخ النَّسخ، إلا أنه كتب على صفحة العنوان: "هذه رسالة في الجمل؛ لابن أُمِّ قاسم في النحو، نفَع الله بها، آمين!" وعليها أيضًا: "دخلتُ في نوبة الفقير أحمد السبرطلي سنه 1268هجرية"؛ كذا كُتِب عليها: "الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث لسيدنا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أوله: "ما من عبدٍ يدعو إلى الله في يوم عرفة بهذه الدعوات....".

وواضحٌ أن ناسخها أحد تلاميذ المرادي، وليس المرادي نفسه؛ لأنه بدأها بقوله: "قال العلاَّمة المُتقن ...."، ولا يوجد من أهل العلم من يقول عن نفسه هكذا، إنما كانوا يقولون: "قال الفقير إلى عفو ربه ...."، وهي نسخة مُعقبة.

تحقيق نسبة المخطوط للمرادي:
لا شكَّ أن الرسالة مشهورة، ومعلوم نسبتها إلى المرادي، ومما يؤكِّد نسبتها:
1- وجودها في (فهرس الأزهرية) منسوبةً للمرادي.

2- نِسبتها إلى المرادي على صفحة العنوان، وفي أُولى صفحات المخطوط.

3- نِسبة السيوطي أبيات الرسالة للمرادي.

4- نصَّ على نسبتها أ. د. عبدالرحمن علي سليمان في تحقيقه لشرح المرادي على الألفية[1].

5- أسلوب المؤلف كما في كُتبه، وخاصة في "التسهيل، والجنى الداني".

منهجي في التحقيق:
1- نسبة الآراء إلى أصحابها ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً.
2- تخريج الشواهد القرآنية والشعرية.
3- ضبْط ما يُشكل فَهْمه من النص.
4- ترجمتُ للأعلام الواردة في الرسالة من مصادر الترجمة المعروفة.
5- وضعتُ فهرسًا للآيات والأعلام في آخر البحث.

• • •

التعريف بابن أُمِّ قاسم:
نسَبه:
هو الحسن بن قاسم بن عبدالله بن علي أبو محمد بدر الدين المعروف بابن أم قاسم المرادي المصري، المغربي الفقيه المالكي النحوي اللغوي[2].

تَسميته بابن أم قاسم:
نِسبة إلى جدته أم أبيه التي كانت تعيش في بلاد المغرب، وانتقَلت إلى مصر في صُحبة ولدها، وكانت على جانب كبيرٍ من الخلق والدين والصلاح، فقد رآها الناس واحترموها، وكانت تسمَّى "زهراء"، فسمَّوها بالشيخة، ولَما وُلِد الحسن في مصر وشبَّ، كان شديد الصلة بها، فقُرِن اسمها باسمه، فصار شهرته تابعة لها.

عِلمه:
اشتَهر ابن أم قاسم بنبوغه في اللغة والنحو، وتَشهد على ذلك مصنَّفاته فيهما، ولعل أبرز ما يُميِّز ابن أم قاسم، إكثاره من الاحتجاج بالحديث والقرآن الكريم، وذلك الحشد الكبير لآراء النحاة في مختلف القضايا.

وكيف لا وقد أخذ العربية عن أبي عبدالله الطنجي، والسراج الدمنهوري، وأبي زكريا الغماري وأبي حيان؛ ولذلك نالَت مؤلَّفاته إعجاب الجميع، ونَهِلوا منها.

وفي الدُّرر؛ لابن حجر: "ورأيت بخطِّ العلامة شهاب الدين الأبذي ما صورته: قال محمد بن أحمد بن حيدر الأنصاري، مُعرفًا الشيخ المرادي أنه شرَح الجزولية، والكافية الشافية، والتسهيل، والفصول؛ لابن معط، والحاجبية النحوية والعروضية".

وأما عن باعه في الفقه، فقد كان فقيهًا على المذهب المالكي، ودرَس الفقه وأتقَنه على شيخه شرف الدين المغيلي المالكي، وصار إليه أُناس للفُتيا، ولكن لم يَثبُت أنه ألَّف كتابًا في الفقه المالكي.

كذا الأصول، فقد أخذها عن الشيخ شمس الدين بن اللبان.

وقد امتدَّ نبوغه إلى القراءات، فقد قرأ القراءات على العلاَّمة مجد الدين إسماعيل، وثبَت أنه ألَّف كتابًا صغير الحجم في وقف حمزة وهشام على الهمز على الشاطبية، وكان له مجلس لتعلُّم القراءات، وعمومًا فقد صنَّف وتفنَّن وأجاد.

رؤيته للنبي - صلى الله عليه وسلم:
ولما كان تقيًّا صالحًا، فقد كانت له كرامات كثيرة؛ منها: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقال له: "يا حسن، اجلِس، انفَع الناس بمكان المِحراب بجامع مصر العتيق بجوار المصحف"[3].

• • •

ترجمة موجزة عن مشايخه:
1- أبو زكريا الغماري: يحيى بن أبي بكر بن عبدالله الغماري التونسي الصوفي، (643هـ - 724هـ)، تعلَّم العربية وبرَع فيها، وقرأ العربية بتونس على أبي الحسن بن العصفور، وبدمشق على ابن مالك صاحب الألفيَّة، وكان عالِمًا بالقراءة مُتقنًا لها، مُتفنِّنًا فيها.

2- أبو حيَّان الأندلسي (654هـ - 745هـ): محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيَّان، الأندلسي الغرناطي المولد والمنشأ، والمصري الدار، نحْوي عصره ولغويُّه، ومُفسِّرُه ومُحدِّثه، وأديبُه ومؤرِّخُه.

3- الشرف المغيلي: وهو عيسى بن مخلوف بن عيسى المغيلي الشيخ شرف الدين، كان من علماء المالكية وفُضلائهم وأعيانهم بالديار المصرية، وكان من أعلام الأصول والفروع.

4- المجد إسماعيل الششتري: هو إسماعيل بن محمد بن عبدالله الششتري، النحوي المُقرئ.

5- شمس الدين بن اللبان: محمد بن أحمد بن عبدالمؤمن، الدمشقي ثم المصري الشافعي (685هـ - 749هـ).

كان عارفًا بالفقه والأصول والعربية، أديبًا شاعرًا، وكان لَسِنًا فَطِنًا، ذا همَّة وقوة، وصَرامة وحزْمٍ، وله مؤلفات كثيرة في الفقه والحديث، والتفسير والتصوُّف، وغيرها.

6- سراج الدين الدمنهوري: هو عمر بن محمد بن علي بن فتوح، سراج الدين أبو حفص العزي الدمنهوري المصري الشافعي (680 - 752هـ)، العلامة الأوحد، المُقرئ الفقيه المفتي، شيخ القرَّاء.

7- أبو عبدالله الطنجي: هو شيخ من أهل النحو، نقَل عنه أبو حيان في الارتشاف.

• • •

تلاميذه:
1- ابن هشام: ويكفي في التعريف به كلمة ابن خلدون "ما زلنا ونحن بالمغرب...".

2- جلال التباني: هو جلال بن أحمد بن يوسف التيزني، وله ترجمة في البُغيَة.

• • •

مؤلفاته:
1- الجنى الداني في حروف المعاني.
2- توضيح المقاصد والمسالك، (شرح ألفية ابن مالك).
3- شرح التسهيل.
4- شرح الكافية الشافية.
5- شرح الاستعاذة والبسملة؛ (قال السيوطي: كراس ملَكته بخطه).
6- شرح المفيد على عمدة التجويد للسخاوي، وغير ذلك كثير.

• • •

وفاته:
توفِّي المرادي يوم عيد الفطر سنة 749هـ، وقال ابن حجر: "وقد رأيتُ بخطي، ولا أدري من أين نقَلته، وكانت وفاته سنة 755هـ - والله أعلم - ودُفِن بسرياقوس"[4].


رسالة ابن أم قاسم المرادي
في الجمل التي لها محل من الإعراب
(النص المحقق):

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، قال الشيخ الإمام العلامة المُتقن بدر الدين حسن بن الشيخ الزاهد قاسم بن عبدالله بن علي، نفَع الله به: سألت - وَفَّقك الله - عن بيان الجمل التي يكون لها محل من الإعراب، فاعلَم أن أصل الجملة ألاَّ يكون لها محل من الإعراب؛ لأن أصلها أن تكون مستقلة لا تتقدَّر بمفرد، ولا تقع موقعه، وما كان من الجمل له محل من الإعراب، فإنما ذلك لوقوعه موقع المفرد، وسدِّه مسدَّه، فتصير الجملة الواقعة موقع الفرد جزءًا لِما قبلها، فنحكم على موضعها بما يستحقه المفرد الواقع في ذلك الموضع؛ مثال ذلك: أنك إذا قلت: (زيد أبوه قائم)، فـ(أبوه قائم) جملة وقعت خبرًا للمبتدأ، وأصل خبر المبتدأ أن يكون مفردًا، فالجملة المذكورة واقعة موقعَ المفرد، فيُحكَم على موضعها بالرفع، كما يُحكَم على رمز المفرد لو حلَّ محلها.

إذا فَهِمت هذا، فتقول: كل جملة يسدُّ المفرد مسدَّها، فلها موقعٌ من الإعراب، وكل جملة لا يسد المفرد مسدَّها، فلا موضعَ لها من الإعراب، وها أنا أذكرُها مفصَّلة - إن شاء الله تعالى -: فالجمل التي لها محلٌّ من الإعراب سبع: الخبرية والحالية، والمحكيَّة بالقول، والمضاف إليها، والمعلَّق عنها العامل، والتابعة لما هو مُعرب، أو له محل من الإعراب، والواقعة جواب أداة شرط جازمة مُصدَّرة بالفاء، أو بـ(إذا)، وقد جمعت في هذين البيتين:
خبريةٌ حاليَّةٌ مَحكيةٌ
بالقولِ ذاتُ إضافةٍ ومُعلَّقُ
وجوابُ ذي جزمٍ بفاءٍ أَوْ إِذا
ولتابعٍ حُكمَ المُقدَّم أطْلَقوا[5]

وجمعت أيضًا في هذه الأبيات:

جُمَلٌ أتَتْ ولها محلٌّ مُعربٌ
سَبْعٌ لأن حلَّتْ محلَّ المُفردِ
خَبريَّةٌ حاليَّة مَحكيةٌ
وكذا المُضافُ لَها بغير تردُّدِ
ومُعلَّقٌ عنها وتابعةٌ لِما
هو مُعربٌ أو ذو محلٍّ فاعْدُدِ
وجوابُ شرطٍ جازمٍ بالفاءِ أَوْ
بإِذا وبعضٌ قال: غير مُقيدِ

أما الخبرية، فيُحكم على موضعها بما يستحقُّه الخبر الذي سدَّت مسدَّه، فتكون تارة في موضع رفعٍ، كالجملة الواقعة خبر المبتدأ، أو خبر "إن" وأخواتها، وخبر "لا" التي لنفى الجنس، وتكون تارة في موضع نصبٍ، كالجملة الواقعة خبر "كان" وأخواتها، وخبر "ما" الحجازية وأخواتها، ويَندرج في قولنا: "الخبرية" الجملُ الواقعة مفعولاً ثانيًا لظننتُ وأخواتها، وثالثًا لـ"أعلمت" وأخواتها؛ لأنها كانت خبرًا للمبتدأ قبل دخول الناسخ، وخَطْبُ التمثيل سهلٌ، فلا نُطيل فيه.


وأما الحاليَّة، فلا تكون إلا في موضع نصبٍ على اختلاف أنواعها؛ لأن الحال منصوبة دائمًا؛ مثال ذلك: جاء زيد ويده على رأسه، وكذا ما أشبه ذلك من الجمل الواقعة بعد معرفة.


وأما الجملة الواقعة بعد النكرة، فهي صفة لها.


وفي الجملة الواقعة بعد "أل" الجنسية وجهان؛ كقوله تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ﴾ [يس: 37]، ففي (نَسلخ) وجهان:

أحدهما: أن يكون صفةً؛ نظرًا إلى المعنى؛ إذ لم يُرد ليلاً مُعيَّنًا.


والثاني: أن تكون حالاً نظرًا إلى اللفظ؛ لأنه مُعرَّف بـ "أل"، وهو الأظهر[6]، ونظير الآية في احتمال الوجهين قول الشاعر:

ولقد أَمُرُّ على اللئيمِ يَسُبُّني
...................... [7]
وإذا وقعت الجملة بعد النكرة، وتصدَّرت بواو الحال، فهي جملة حاليَّة، وليست بصفة؛ كقوله تعال: ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ﴾ [الحجر: 4]، وسوَّغ ذلك تقدُّم النفي[8].


وزعَم الزمخشري[9] أن الجملة صفة واعتذر عن دخول الواو، وردَّه ابن مالك[10]، وليس هذا موضع بسْط الكلام على ذلك، واختلف النحاة في الجمل المصدَّرة بـ "مذ ، منذ"، فذهب السيرافي[11] إلى أنها في موضع نصبٍ على الحال، وذهب الجمهور إلى أنها لا موضع لها من الإعراب[12]، واختلفوا في الجملة الواقعة في الاستثناء بالفعل، فقيل: لا موضعَ لها من الإعراب[13]، وقيل في موضع نصبٍ[14].


وأما المحكية بالقول، فلها حالان:

إحداهما: أن يكون مصوغًا للمفعول؛ نحو: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا ﴾ [البقرة: 13]، فهذا فيه خلاف، ذهَب بعضهم إلى أن مرفوع "قيل" ضمير تُفسِّره الجملة بعده، وهي "آمنوا"، فلا موضعَ لها من الإعراب، والتقدير: وإذا قيل لهم: هو؛ أي: يقول: هو آمنوا، وكذلك يُقدَّر في نظائر هذه الآية، وهذا من باب "فعل" نظير قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ﴾ [يوسف: 35]، في باب "فعل".


قيل وهذا هو مذهب البصريين[15]، وذهب الكوفيون إلى أن الجملة في موضع المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله، فهي على هذا في موضع رفعٍ، وقيل: القائم مقام الفاعل: (لهم)، ورُدَّ بأن الكلام لا يتمُّ به، والجملة على هذا في موضع نصبٍ.


وزعم الزمخشري أن الجملة قائمة مقام الفاعل، وقد رُدَّ بأن الإسناد إلى لفظه؛ كأنه قيل: "وإذا قيل لهم هذا اللفظ"، قال: وهذا الكلام نحو قولك: "ألف" ضرب من ثلاثة أحرف"، ومنه : "زعموا مطيَّة الكذب"[16]، وهذا قول حسن.


وأما المضاف إليها، فهي في موضع جرٍّ، لأن إعراب المضاف إليه هو الجر، وذلك قسمان: قسم متَّفق عليه، وقسم مختلَف فيه:

• فالمتَّفق عليه فإنه في موضع جرِّ الجملة المضاف إليها أسماء الزمان غير الشرطية[17]؛ مثل: حين ويوم وليلة؛ كقول الشاعر:

عَلي حِينَ عَاتبْتُ المَشيبَ على الصِّبَا
........................[18]

واحترَزتُ بقولي: غير الشرطية من "إذا"، ففي الجملة بعدها خلاف، فقد ذهَب الأكثرون[19] إلى أنها في موضع جرٍّ بإضافة "إذا"، وذهب قوم إلى أنها لا محلَّ لها[20]، وهو خلاف مشهور.

• والمختلف فيه الجملة الواقعة بعد "إذا" كما سبَق، وبعد "آية" بمعنى: "علامة"؛ كقوله:

بآية تُقدِمون الخيلَ شُعثًا
......................[21]
فمحل الجملة جُرَّ بإضافة "آية" إليها، وهو مُطَّرد[22]، وذهب أبو الفتح[23] إلى أن ذلك على تقدير "ما" المصدرية، وليس إضافةً للجملة؛ كما جاء في قوله:

........................
بآيةِ ما يُحبُّون الطعامَا[24]

فعلى هذا لا محل للجملة بعدها؛ لأنها صلة "ما" المقدَّرة[25].

• ومن المختلَف فيه: الجملة الواقعة بعد "ذي"؛ كقولهم: "اذهب بذي تَسلَم"، فقد ذهب الجمهور إلى أنها بمعنى "صاحب"، والجملة في موضع جرٍّ بالإضافة، والمعنى: اذهب وقتَ ذي سلامة، وذهب بعضهم إلى أن "ذي" موصولة على لغة طيء[26]، وأُعرِبت على لغة بعضهم، و"تَسلم" صلة لـ"ذي"، والمعنى: اذهَب في الوقت الذي تَسلَم فيه؛ فلا محلَّ للجملة على هذا، وهو مذهب ابن الطراوة[27].

• ومن المختلف فيه: الجملة الواقعة بعد "لَمَّا" التي هي حرف وجوب لوجوب، فذهب سيبويه إلى أنها لا محلَّ لها من الإعراب؛ لأن "لَمَّا" عنده حرف، وذهب الفارسي[28] إلى أنها في موضع جرٍّ بالإضافة؛ لأن "لَمَّا" عنده ظرف بمعنى "حين".

وأما الجمل التي عُلِّق عنها العامل، فهي في موضع نصبٍ، ولا يكون التعليق إلا في الأفعال القلبية وما أُلحِق بها، والجملة بعد المعلَّق في موضع نصبٍ بإسقاط حرف الجر إن تعدَّى به؛ نحو: "فكَّرت[29] أصحيح هذا أم لا؟"، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ﴾ [الكهف: 19].

وفي موضع مفعوله إذا تعدَّى إلى واحد؛ نحو: "عرف أيهم عندك"، ومنه: أمَا ترى أي برق ها هنا"، وسادة مسدَّ مفعوليه إن تعدَّى إلى اثنين؛ نحو: علِمت أزيد عندك أم عمرو؟، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].

وبدل من المتوسط بينه وبينها إن تعدَّى إلى واحدٍ بعدما أخذ مفعوله؛ نحو: "عرَفت زيدًا أبو مَن هو"، فالجملة بدل من "زيد"، وهي بدل شيء من شيءٍ؛ أي: عرَفت قصة زيد أبو من هو، وقيل: بدل اشتمالٍ، وذهب بعضهم إلى أن هذه الجملة في موضع نصبٍ على الحال[30]، وهو مذهب المبرد[31]، والأول للسيرافي، واختاره ابن عصفور[32].

وأما الجملة الواقعة تبعًا، فحكمُها في الإعراب حكم المتبوع، إن كان معربَ اللفظ أو المحل، وإلاَّ فلا محلَّ لها، وهي أقسام:

منها الوصفية، وهي الجملة التي لها محلٌّ من الإعراب دائمًا؛ لأنه لا يُوصَف بها إلا ما هو معرب، أو له محل من الإعراب، وتكون في موضع رفعٍ ونصبٍ وجرٍّ بحسب المنعوت؛ مثالها في موضع رفعٍ: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 92]، فـ"أنزلناه": جملة في موضع رفع؛ فإنها صفة "كتاب"؛ لأن الجمل بعد النكرة صفة كما تقدَّم، ومثالها في موضع نصبٍ: "رأيت رجلاً أبوه عالِمٌ"، ومثالها في موضع جر: "مررتُ برجلٍ أبوه عالم"؛ ولذلك عُطِف عليها بالجر في قوله:

يَا رُبَّ بيضاءَ مِن العَواهجِ
أُمِّ صَبِيٍّ قد حبَا أَوْ دَارجِ[33]

فعطَف "دارجِ" على موضع "قد حبا"؛ لأنه في موضع جرٍّ؛ لكونه صفةً لـ"صبي".

ومنها المعطوفة، وهي بحسب المعطوف عليه؛ إن كان مرفوعًا أو في موضع رفعٍ، فهي مرفوعة، وإن كان منصوبًا أو في موضع نصبٍ، فهي منصوبة، وإن كان مجرورًا أو في موضع جرٍّ، فهي مجرورة، وإن كان مجزومًا أو في موضع جزمٍ، فهي مجزومة، وإن لم يكن لها محلٌّ من الإعراب، فلا محلَّ لها، وهذه خمسة أحوال.
• مثال الرفع: "جاء رجل أبوه فاضل، وأخوه عالم"، فـ"أبوه فاضل": جملة في موضع رفعٍ؛ لأنها صفة رجل، و"أخوه عالم" كذلك؛ لأنها معطوفة عليها.

• ومثال النصب: "رأيت رجلاً أبوه فاضل، وأخوه عالم".

• ومثال الجر: "مررتُ برجلٍ أبوه فاضل، وأخوه عالم".

• ومثال الجزم: "إن جاء زيد، فأنا أُكرمه، وأنت تُحسن إليه"، فقولك: "أنا أُكرمه" جملة في موضع جزمٍ، و"أنت تُحسن إليه" معطوفة عليها، فهي أيضًا في موضع جزمٍ.

• ومثال المعطوفة على ما لا محلَّ له من الإعراب: "زيد قائم وعمرو ذاهب"، فإن قولك: "زيد قائم" جملة مستأنَفة لا موضعَ لها، وقولك: "عمرو ذاهب" جملة معطوفة عليها، فلا موضعَ لها أيضًا، وكل ذلك واضحٌ لا يحتاج إلى بسْط الأسئلة.

• ومنها الجملة المؤكدة، ولا يكون إلا في التوكيد اللفظي، فإن أكَّدت ما له موضعٌ من الإعراب، فلها موضع من الإعراب، وإلاَّ فلا.

مثال الأول:
"زيد أبوه قائم، أبوه قائم".

مثال الثاني :

.............
أتاكَ أتاكَ اللاحقون احْبِسِ احْبِسْ[34]
ومنها الواقعة بدلاً، فإن كانت بدلاً من معربٍ أو من شيء له محلٌّ من الإعراب، فلها محل، وإلاَّ فلا، ومن أمثلة الجملة الواقعة بدلاً ولها محل: قولك: "عرَفتُ زيدًا أبو من هو"[35] على ما سبَق بيانه، ولا تقع الجملة عطفَ بيانٍ[36].

وأما الجملة الواقعة أداةَ شرط جازمة مصدَّرة بـ"الفاء" أو بـ"إذا"، فإنها في موضع جزمٍ.

• مثال المصدَّرة بالفاء: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18]، فقوله: "فما له من مُكرمٍ" جملة في موضع جزمٍ؛ لأنها جواب أداة شرط جازمة.

• ومثال المصدَّرة بـ"إذا" الفجائية: ﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾ [الروم: 36]، فـ﴿ إذا هم يقنطون ﴾ جملة في موضع جزمٍ.

وإنما قلت: "جواب أداة"؛ ليشمل الحرف وغير الحرف، وإنما قلت: "جازمة"؛ احترازًا من نحو: "إذا، وكيف، وحيث، ولَمَّا، ولم"، فإنها من أدوات الشرط والتعليق، ولكنها لا تعمل الجزم، فليس للجملة الواقعة جوابًا موضعٌ من الإعراب، و"مصدرة بالفاء أو بإذا"؛ احترازًا من المصدرة بالفعل؛ لأنها لا محلَّ لها؛ وذلك لأن المصدَّرة بالفعل على قسمين:

قسم ظهَر فيه الجزم؛ نحو: إن تَقُم، أقُم معك، فظاهر أنه لا محلَّ له من الإعراب؛ لظهوره في لفظه.

وقسم لم يَظهر فيه جزمٌ؛ لأنه مبني، فهو مقدَّر في محله؛ نحو: إن قمتَ، قمتُ، فـ"قمتُ" جملة لا محلَّ لها، ولكنَّ الفعل وحْده مجزوم المحلِّ.

فإن قلت: ما الفرق بين الجملة المصدَّرة بالفاء أو[37] إذا، وبين المصدَّرة بالفعل الماضي؟

قلت: المصدَّرة بـ"الفاء" أو "إذا"، لم تُصدَّر بما يَقبل أن يكون مجزومًا، لا لفظًا ولا محلاًّ، وأما المصدَّرة بالفعل الماضي، فهي قد صُدِّرت بما يقبل الجزم محلاًّ، ولو كان مُعربًا، لقَبِله لفظًا، فهي كالاسم المبني، لما لم يمكن ظهور الإعراب في لفظه، حُكِم على محلِّه بالإعراب، ويدل على صحة ذلك أنه لو حُكِم على الجملة المصدَّرة بالفعل الماضي أنها في موضع جزمٍ، لزِم أن يكون الفعل الذي في أوَّلها لا محلَّ له؛ لأن المحكوم على موضعه بالجزم هو مجموع الجملة[38].

وحينئذ لا يصِح العطف عليه بالجزم قبل ذِكر فاعله؛ لأنه لا موضعَ له، إنما الموضع له مع الفاعل، فعلى هذا يمتنع "إن قام ويذهب زيد، أُحسن إليه"، على إعمال "قام"، وإضمار الفاعل في "يذهب"، وهذا من التنازع، وهذا التركيب غير مُمتنع، فدلَّ عطف الفعل المضارع بالجزم على الماضي الواقع جوابَ الشرط - قبل أخْذ فاعله - أنه مجزوم المحل، وأن الجملة ليس لها محل من الإعراب، والله أعلم بالصواب.

وقد فُهِم مما تقدَّم أن جملة الشرط ليس لها موضعٌ مجزوم، بل الفعل الذي صُدِّرت به له محل جزمٍ؛ كما تقرَّر في جملة الجزاء.

وقد جعَل بعضهم[39] الجمل الشرطية في موضع جزمٍ، إذا[40] لم يظهر فيها الجزم، وذلك إذا كان فعلها ماضيًا.

وكذلك أطلق في جملة الجواب ولم يُقيد بأن تكون مُصدَّرة بـ"الفاء" أو "إذا".

والظاهر أن جملة الشرط والجزاء في مثل: "إن قام زيد، قام عمرو"، لا موضع لهما، لكن الفعل وحْده في موضع جزم[41]، وفي كلام بعضهم أن الواقعة موضعَ جزمٍ هي الواقعة غير مجزومة جوابًا للشرط العامل، أو عُطِفت على مجزومٍ، أو على ما موضعه جزم، فلم يذكر الشرطيَّة، ولكنه أطلَق في الواقعة جوابًا، وإلى هذا أشرت بقولي في الأبيات:

وجوابُ شرطٍ جازمٍ ب "الفاء" أوْ
ب "إذا" وبعضٌ قال: غير مُقيَّدِ
فهذا تمام الكلام على الجمل التي لها محلٌّ من الإعراب.

وأما الجمل التي لا محلَّ لها من الإعراب، فتسع[42]، وهي الابتدائية، (والصلة)[43]، والاعتراضية، والتفسيرية، وجواب القسم، والواقعة بعد أدوات التخصيص، والواقعة بعد أدوات التعليق غير العاملة، والواقعة جوابًا لها، والتابعة لما لا موضعَ له، ويَجمعها هذه الأبيات، وهي تَتمة الأبيات المتقدمة:

وأتَتكَ تِسعٌ ما لَها من موضعٍ
صِلةٌ وعارضةٌ وجملةُ مُبتدي
وجوابُ أقسامٍ وما قد فُسِّرتْ
في أشهرٍ والخلف غير مُبعّدي
وبُعيد تَخصيصٍ وبعد مُعلَّقٍ
لا جازم، وجوابُ ذلك أوْرِدِ
وكذاك تابعةٌ لشيءٍ ما له
من موضعٍ فاحْفَظه غيرَ مُفندِ[44]

وها أنا أذكرها مفصَّلة:
فأما الابتدائية، فلا محل لها بإجماع، وهي ثلاثة أقسام:
• مبتدئة لفظًا؛ نحو: زيد قائم، ومبتدئة نيَّة؛ نحو: راكبًا جاء زيد؛ لأن الجملة في نيَّة التقديم، والحال في نية التأخير، ومبتدئة حُكمًا، وهي الواقعة بعد أدوات الابتداء، وهي "إن"، وأخواتها إذا كُفَّت بـ "ما"، وبـ"إذا" الفجائية، و"هل"، و"بل"، و"لكن"، "ألا" الاستفتاحية، و"أمَا" أختها، و"ما" النافية غير الحجازية، و"بينما"، و"حتى" الابتدائية، فالجملة بعدها لا موضعَ لها من الإعراب.

وذهب الزجاج[45] وابن دُرستويه[46] إلى أن الجملة بعد "حتى" في موضع جر بـ"حتى"، وذلك خلاف الجمهور[47]، ومثال الجملة الواقعة بعد "حتى" الابتدائية في قول الشاعر:

فما زالت القَتلى تَمُجُّ دماءَها
بدِجلةَ حتى ماءُ دِجلةَ أشكَلُ[48]

ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا ﴾ [الأعراف: 95]، ونحو ذلك كثير.

وأما الجملة الواقعة صلةً، فهي أيضًا لا محل لها باتفاق، وهي قسمان:
• صلة موصول اسمي، وصلة موصول حرفي، فالأول؛ نحو: "جاء الذي أبوه عالم"، والثاني؛ نحو: "يُعجبني أن يذهب زيد"، فـ "أن" مع صلتها في موضع رفعٍ؛ لأنها مؤولة بمصدر، هو فاعل "يُعجبني"، و"يذهب زيد" لا محلَّ لها؛ لأنها صلة موصول حرفي، وكذلك الجملة الواقعة صلة "ما" المصدرية، وغيرها من الحروف المصدرية، ومن ذلك: الجملة الواقعة بعد لام "كي"؛ لأنها صلة "أن" المُقدرة الناصبة، فلا موضعَ لها، ولكن "أن" مع صلتها في موضع جرٍّ بلام "كي".

• وأما الاعتراضية، فقال ابن مالك[49] هي المُفيدة تَقوية المعنى بين جزْأي صلةٍ؛ نحو: جاءني الذي جوده - والكرم زين - مبذول، وإسنادٍ كقوله:

وقد أدرَكتني - والحوادثُ جَمَّةٌ
أَسِنَّةُ قومٍ لا ضِعافٍ ولا عُزْلِ[50]

أو مجازاةٍ؛ كقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].

أو نحو ذلك، ووقوعها بين نعت ومنعوت؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ [الواقعة: 76].

وقال غيره[51]:
جملة الاعتراض هي المناسبة للمقصود؛ بحيث يكون كالتوكيد له، أو التنبيه على حالٍ من أحواله، وجملة الاعتراض تُشبه الجملة الحاليَّة، ويُميزها عن الحالية امتناعُ قيام مفرد مقامها؛ ولذلك كانت لا محلَّ لها، وجواز اقترانها بالفاء ولن وحرف التنفيس، وكونها طلبيةً؛ كقوله:

إن سُليمى - واللهُ يَكلؤُها
ضنَّت بشيءٍ ما كان يَرزؤُها[52]

• وأما التفسيرية، فهي الكاشفة لحقيقة ما [تليه][53] مما يَفتقر إلى ذلك، وتُفسر الجملة كثيرًا، وقد تُفسر المفرد؛ كقوله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴾ [آل عمران: 59]، وقوله: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ ﴾ [الصف: 10]، ثم قال: ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الصف: 11].

والمشهور أنه لا موضعَ للجملة المفسرة من الإعراب[54]، وقال الأستاذ أبو علي[55]: التحقيق أنها على حسب ما يُفسر، فإن كان لها محلٌّ من الإعراب، كان لها موضع من الإعراب، وإلاَّ، فلا، فمثل "زيدًا ضربته"، لا موضع لها من الإعراب، ومثل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49] له موضع من الإعراب"؛ لأن المفسرة في موضع خبر "إن"، فالمفسرة في موضع رفعٍ، ويدل على ذلك مسألة أبي علي، وهي "زيد الخبز آكله"، و"آكله" مفسر للعامل في الخبر، وله موضع؛ لكونه خبرًا عن "زيد"، فكذلك مُفسره، وبيَّن ذلك ظهور الرفع في المفسر، وكذلك مسألة الكتاب: "إن زيدًا تُكرمه، يُكرمك"، فـ "تُكرمه" تفسير للعامل في "زيد"، وقد ظهَر الجزم[56].

فإن قلت: على هذا يَلزم أن تكون أداة الشرط عمِلت الجزم في فعلين قبل الجواب، ليس الثاني تابعًا للأول.
فالجواب: قال ابن مالك: إن المحذوف في مثل هذا لَمَّا التزمَ حذْفه، وجعل المتأخر عوضًا منه، صار نَسيًا منسيًّا، فلم يَلزم من نسبة العمل إليه وجود جَزمين قبل الجواب، على أنه لو جمعَ بينهما على سبيل التوكيد، لم يكن في ذلك محذورٌ في تعليق الذهن بهما، وأحدهما غير منطوق به ولا محكوم بجواز النُّطق به أحق وأولى؛ انتهى.

وأما الجملة الواقعة بعد القسم، فلا محلَّ لها؛ كقوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر ﴾ [العصر: 1 - 2]، جملة لا موضع لها من الإعراب، وكذلك ما أشبهها؛ لأنها في محلٍّ لا يحله المفرد.

فإن قلت: "قد وقعت الجملة القسَمية خبرًا للمبتدأ في نحو قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69].
فالجواب: أن الذي وقَع موقع الخبر هو مجموع الجملتين: جملة القسم، وجملة الجواب، فمجموعهما في موضع رفع "لا " الجوابية وحْدها، وهذا واضح[57].

وأما الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض، فلا محلَّ لها أيضًا، وأدوات التحضيض: "هلا، ألا، ولولا، ولوما"؛ نحو: "هلا تَنزل عندنا"، فلا محل لهذه الجملة؛ لأن أدوات التحضيض لا عملَ لها، وقد تُحذف الجملة بعد أدوات التحضيض ويبقى عملها؛ كقوله:

تَعَدُّون عَقْرَ النِّيبِ أفضلَ مَجْدكمْ
بَني ضَوْطَرَى لولا الكَميَّ المُقَنَّعَا[58]

وأما الجملة الواقعة بعد أدوات التعليق غير العاملة، فنحو الواقعة بعد "لولا" التي هي لامتناع الشيء لوجود غيره، وبعد "لو" الامتناعية، وبعد "لما" التي هي حرف وجوب لوجوب على مذهب سيبويه، فهذه لا محلَّ لها؛ إذ لا عمل لهذه الحروف.

وأما الجملة الواقعة جوابًا لأدوات التعليق غير العاملة، فنحو الجملة الواقعة جوابًا لـ"لولا"، و"لو"، و"لما" المتقدِّم ذِكرُها آنفًا، وجواب "إذا" الشرطية، فإنها لا تجزم إلا في الشعر، فلا موضع لجوابها من الإعراب.

وأما الجملة الواقعة بعد "إذا"، فقد تقدَّم الخلاف فيها، كذلك الجملة الواقعة جوابًا لـ "حيث" لا محلَّ لها؛ لأنها لا تجزم إلا مع "ما".

وأما التابعة لما لا موضعَ له، فقد تكون توكيدًا لما لا موضع له؛ نحو: "قام زيد، قام زيد"، وقد تكون معطوفة على ما لا موضع له؛ نحو: " قام زيد، وجاء عمرو".

ولا يتأتَّى ذلك إلا في النعت؛ لأن الجملة الوصفية لها موضع من الإعراب دائمًا، ولا تكون الجملة عطفَ بيانٍ.

وقد تَمَّ الكلام على الجمل التي لا محلَّ لها من الإعراب على سبيل الاختصار دون الإكثار، والكلام على هذه الجمل المذكورة مبسوط في موضعه في كتب العربية، وهذا القدر كافٍ ها هنا، والله - سبحانه وتعالى - أعلم، وهو حسبُنا ونِعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيِّدنا محمد الذي لا نبيَّ بعده وسلَّم.

• • •

قائمة المصادر و المراجع:
• الأشباه والنظائر؛ للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان.
• إعراب الجمل؛ د .شوقي المعرور، دار الحارث، دمشق - سوريا، ط الأولى 1997م.
• إعراب الجمل وأشباه الجمل؛ فخرالدين قباوة، دار القلم العربي - بحلب سوريا، ط 5 1409 / 1989م.
• إنباه الرواة؛ تحقيق: محمد أبو الفضل، دار الفكر العربي، القاهرة، ط الأولى 1496 / 1986م.
• أوضح المسالك؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت.
• بغية الوعاة؛ تحقيق: محمد أبو الفضل، دار الفكر العربي، ط 2.
• التصريح على التوضيح؛ للأزهري؛ تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط الأولى 1421 / 2000م.
• توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك؛ للمرادي؛ تحقيق: أ. د. عبدالرحمن علي سليمان، دار الفكر العربي، ط 1، 1422 / 2001.
• الدُّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة؛ لابن حجر العسقلاني؛ تحقيق: محمد سيد جاد الحق، مطبعة المدني، ط2، 1385 /1966م.
• ديوان الأعشى؛ شرح د. يوسف فكري فرحات، دار الجيل، بيروت - لبنان، ط الأولى 1413 / 1992م.
• ديوان جرير؛ شرح د. يوسف عيد، دار الجيل، بيروت - لبنان، ط الأولى 1413 / 1992م.
• ديوان الشمَّاخ؛ تحقيق: د. صلاح الدين الهادي، دار المعارف - القاهرة.
• ديوان النابغة، دار الجيل.
• شرح ابن عقيل؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، دار التراث القاهرة، ط 2، 1426 / 2005م.
• شرح التسهيل؛ لابن مالك؛ تحقيق: د. عبدالرحمن السيد، ود. محمد بدوي المختون، دار هجر، ط الأولى 1410 / 1990م.
• شرح التسهيل؛ للمرادي، رسالة ماجستير؛ إعداد محمد عبدالنبي محمد أحمد، 2003م.
• شرح الكافية الشافية؛ لابن مالك؛ تحقيق: د. عبدالمنعم أحمد هريدي، دار المأمون للتراث - مكة.
• الكتاب؛ تحقيق: عبدالسلام هارون، الخانجي ط 2، 1402 / 1982م.
• الكشَّاف، دار الفكر.
• مغني اللبيب وبهامشه حاشية الأمير، ط الحلبي.
• الوافي بالوفيات؛ للصفدي؛ تحقيق: أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى، ط. دار إحياء التراث العربي الطبعة الأولى 1420 / 2000.
• نزهة الألباء، مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن، ط3، 1405 / 1985م.

• • •

الفهارس
فهرس الأعلام
• ابن جني.
• ابن درستويه.
• ابن الطراوة.
• ابن عصفور.
• ابن مالك.
• أبو علي الشلوبين.
• أبو علي الفارسي.
• الزجاج.
• الزمخشري.
• سيبويه.
• السيرافي.
• المبرد.

فهرس الموضوعات

الموضوع
رقم الصفحة
المقدمة
2
التعريف بابن أم قاسم
5
النص المحقَّق
8
قائمة المصادر و المراجع
23
فهرس الآيات
25
فهرس الأعلام
26
فهرس الموضوعات
27

[1] توضيح المقاصد والمسالك (111).
[2] بغية الوعاة (1/ 517).
[3] السابق.
[4] الدرر الكامنة (2/ 116).
[5] الأشباه والنظائر؛ للسيوطي (2/30) برواية (ومعلق - أطلقوا).
[6] شرح التسهيل؛ للمرادي (868).
[7] البيت من الكامل، لرجل سلولي غير معيَّن اسمُه، وعَجُزه: "فمَضيتُ ثُمَّت قلتُ: لا يَعنيني؛ "شرح الكافية الشافية (3 / 1271)، وانظر: شرح ابن عقيل (432).
[8] شرح الكافية الشافية (2 / 739).
[9] محمود بن عمر بن محمد أبو القاسم جاد الله الزمخشري (467 - 538هـ)، وانظر ترجمته في بغية الوعاة (2 / 279)، وإنباه الرواة (3 / 265)، ونزهة الألباء (290)، وله الكشاف، الفائق في غريب الحديث، ونكت الأعراب في غريب الإعراب، وانظر: الكشَّاف (2 / 387).
[10] جمال الدين محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك الطائي الجياني الشافعي النحوي (600 - 672 هـ)، انظر ترجمته في البغية، ج (1)، ص (130).
* ردَّ ابن مالك هذا الكلام في شرحه للتسهيل (2/ 202 - 232)، وانظر: التوضيح على التصريح (1)، ص (587).
[11] أبو سعيد الحسن بن عبدالله بن المرزبان (284 - 368 هـ)، وانظر ترجمته في الوافي بالوفَيات (12/ 47)، وله شرح على الكتاب، والإقناع في النحو، وأخبار النحاة، وصناعة الشعر والبلاغة.
[12] شرح التسهيل؛ للمرادي، ص (517)، والمغني (2/ 48)، والأشباه والنظائر (2/ 28).
[13] رأي ابن عصفور؛ انظر: المغني (2/ 49)، التسهيل؛ للمرادي (578، 582)، وشرح الألفية؛ للمرادي (684).
[14] التصريح على التوضيح (1 / 562).
[15] المغني، ص (63).
[16] الكشاف (1/181).
[17] إعراب الجمل وأشباه الجمل (202)، شرح التسهيل؛ لابن مالك، (3/ 253).
[18] صدر البيت من الطويل؛ للنابغة في ديوانه (79)، وعَجُزه:
...........................
وقلتُ: ألَمَّا أصحُ والشيبُ وازعُ
وانظر: التسهيل؛ لابن مالك (3/ 255)، التسهيل؛ للمرادي، ص (834).
[19] الجمهور المغني (2/ 67)، التسهيل؛ للمرادي (512).
[20] الشيخ أثير الدين؛ المغني (2/ 67).
[21] الكتاب (3 / 118)، وهو صدر بيت من الوافر، وعَجُزه: " كأنَّ على سَنابِكها مُدامَا "؛ منسوب للأعشى في ديوانه وليس فيه، فقد رجعتُ للديوان ولم أجده، وقال البغدادي في الخزانة : "لم أجده منسوبًا للأعشى إلا في الكتاب"، وانظر: شرح الكافية الشافية (2 / 947).
[22] يُطرد عند سيبويه بخلاف المبرِّد؛ انظر: الكتاب (3 / 118)، والتسهيل؛ للمرادي (836).
[23] أبو الفتح عثمان بن جني (320 - 392هـ)، وانظر: الوافي بالوفيات (19/ 311)، ونزهة الألباء (244)، له الخصائص والمنصف، والمحتسب.
[24] الكتاب (3 / 118)، شرح الكافية (2 / 947)، المغني (2 / 67)، وهو من الوافر، وصدره:
ألا مِن مُبْلِغٍ عني تَميمًا
....................
وقائله: يزيد بن عمرو بن الصعق، فاستدلَّ ابن جني على إضافة "آية" للمفرد؛ كما جاء في كتاب الله تعالى: ﴿ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ...... ﴾ [البقرة: 248]، وردَّه ابن مالك تبعًا لسيبويه.
[25] الكتاب (3/ 118)، التسهيل؛ لابن مالك (3 / 259)، وردهما لكلام ابن جني.
[26] السابق (3 / 118).
[27] أبو الحسين سليمان بن محمد بن عبدالله المالقي (ت 528)؛ انظر ترجمته في البغية (1 / 602)، الوفيات (15 / 275)، كتاب المقدمات على كتاب سيبويه.
[28] الحسن بن أحمد بن عبدالغفار الفارسي ( 288 - 377هـ)، الوافي بالوفيات (11 / 290)، ونزهة الألباء (232)، له "الإيضاح" في النحو، والحجة في القراءات السبع، والمقصور والممدود.
[29] في الأصل "فكرب"، والسياق يتلاءَم مع ما وضَعنا.
[30] المغني (2 / 65).
[31] أبو العباس بن يزيد الثمالي (210 - 282هـ)، وانظر ترجمته في نزهة الألباء (164)، له المقتضب والكامل.
[32] أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي (597 - 663هـ)؛ البغية (2/ 210)، من مؤلَّفاته: المُمتع، والمغرب، وشرح الجزولية.
[33] من الرجز؛ لعمرو بن جندب، وفي ديوان الشماخ (363)، لكن الشطر الأخير فقط، وبأكمله في شرح الكافية (3 / 1272)، وانظر: أوضح المسالك (3 / 394).
[34] عَجُز بيتٍ من الطويل، مجهول النِّسبة؛ انظر: شرح الكافية (2 / 642)، (النجاء بدلاً من النجاة)، أوضح المسالك (4 / 194)، وابن عقيل (441)، وصدره:
فأينَ إلى أين النجاة ببَغلتي
.......................
[35] كلمة: "هو" ساقطة وأضَفناها.
[36] المغني (2 / 69).
[37] في المخطوط "و"، وفي التسهيل؛ للمرادي "أو" (626).
[38] المرادي (626).
[39] إعراب الجمل وأشباه الجمل (238).
[40] في المخطوط "إذ"، والسياق يلائم ما وضَعناه.
[41] المغني (2 / 69).
[42] في المخطوط على يمين هذه العبارة جملة مكتوبة، وهي: "طلب الجمل التي لا محل لها، تسع"، وأظنُّها (مطلب).
[43] ساقطة من المخطوط، وانظر: شرح التسهيل؛ للمرادي (626).
[44] شرح التسهيل؛ للمرادي (626).
[45] إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج (ت 311هـ)، وانظر ترجمته في البغية (1 / 411)، ونزهة الألباء (183)، وله معاني القرآن، والاشتقاق، وخلق الإنسان، وشرح أبيات سيبويه.
[46] عبدالله بن جعفر بن درستويه (ت 347)، وفي بغية الوعاة (2 / 36)، ونزهة الألباء (213)، وله الإرشاد في النحو، شرح كتاب الجرمي، وكتاب في الهجاء، وشرح الفصيح.
[47] المغني (2 / 49).
[48] البيت من الطويل، وهو لجرير في ديوانه (570)، برواية "تمور دماؤها"، والمغني (2 / 49).
[49] شرح التسهيل؛ للمرادي (624).
[50] البيت من الطويل؛ لجويرية بنت الحارث؛ المغني (2 / 49).
[51] شرح التسهيل؛ للمرادي (624).
[52] البيت من المنسرح، وهو لإبراهيم بن هرمة؛ المغني (2 / 51).
[53] في المخطوط "يليه"، والسياق يتلاءَم مع ما ذكَرنا.
[54] شرح التسهيل؛ للمرادي (624)، والمغني (2 / 54).
[55] أبو علي عمر بن محمد بن عمر بن عبدالله الأستاذ أبو علي الأزدي الشلوبيني، البغية (2 / 224)، له التوطئة، وشرحان للجزولية، وتعليق على الكتاب لسيبويه.
[56] شرح التسهيل؛ للمرادي (625).
[57] المغني (2 / 55).
[58] البيت من الطويل؛ لجرير، وهو في الديوان (415).

leprence30
2013-09-06, 14:22
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (38 /44)
أسئلة على باب التمييز

س421: بيِّن أنواع التمييز تفصيلاً في الجُمَل الآتية:
1- شربتُ كوبًا ماءً.
2- اشتريتُ قنطارًا عسلاً.
3- ملكتُ عشرةَ مثاقيلَ ذهبًا.
4- زرعتُ فدانًا قطنًا.
5- رأيتُ أحدَ عشرَ فرسًا.
6- رَكِب القطارَ خمسون مسافرًا.
7- محمَّد أكملُ مِن خالد خُلقًا، وأشرفُ نفْسًا، وأطْهَر ذيلاً.
8- امتلأ إبراهيمُ كبرًا.

الجواب:
1- تمييز محوَّل عن المفعولِ به.
2- تمييز الذات.
3- تمييز الذات.
4- تمييز الذات.
5- تمييز الذات.
6- تمييز الذات.
7- تمييز مُحوَّل عن مبتدأ.
8- تمييز غير محوَّل، مبيِّن لإبهام نِسبة الامتلاء.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س422: ضعْ في كل مِن الأمكنة الخالية مِن الأمثلة الآتية تمييزًا مناسبًا؟
(أ) الذهب أغلى........... مِن الفِضة.
(ب) الحديد أقْوى........... مِن الرصاص.
(ج) العلماء أصدقُ الناس...........
(د) طالِب العلم أكرمُ........... مِن الجهَّال.
(هـ) الزرافة أطولُ الحيوانات...........
(و) الشمس أكبر......... مِن الأرض.
(ز) أكلتُ خمسةَ عشرَ.........
(ح) شربتُ قدحًا..............

الجواب:
(أ) ثمنًا.
(ب) صلابةً.
(ج) قولاً.
(د) حالاً.
(هـ) يدًا.
(و) حجمًا.
(ز) رغيفًا.
(ح) ماءً.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س423: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية تمييزًا في جُملة مفيدة:
شعيرًا، قصبًا، خُلُقًا، أدبًا، شربًا، ضحكًا، بأسًا، بسالةً.
الجواب:
1- اشتريتُ إرْدبًّا شعيرًا.
2- بعتُ محصولَ فدان قصبًا.
3- محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكرمُ الناس خُلُقًا، وأكملُهم أدبًا.
4- أنا أكثرُ أصحابي شربًا للماء.
5- أشرفُ أكثر ضَحِكًا مِن زملائه.
6- المسلمون أشدُّ بأسًا من الكفَّار.
7- المسلِم أشدُّ بسالةً في الحرْب من المشرك.

س424: هاتِ ثلاثَ جُمل، يكون في كلِّ جملة منها تمييزٌ مسبوق باسم عدد، بشرْط أن يكون اسم العدد مرفوعًا في واحِدة، ومنصوبًا في الثانية، ومخفوضًا في الثالِثة؟
الجواب:
1- مِثال اسم العدَد المرفوع: قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾ [ص: 23].
2- مِثال اسم العدَد المنصوب: قال تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4].
3- مِثال اسم العدَد المجرور: مررتُ باثنين وعشرين رجلاً من رِجال الدِّين.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س425: أعْرِبِ الجمل الآتية؟
1- محمَّد أكرمُ مِن خالد نفسًا.
2- عندي عِشرون ذراعًا حريرًا.
3- تصبَّب زيد عرقًا.
4- قال تعالى: ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾ [القمر: 12].
5- قال تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4].
6- فتحتُ عشرين بابًا، وهل يصحُّ أن تقول: فتحتُ عشرون بابًا، أو أن تقول: فتحتُ عشرين بابٌ؟
7- زيدٌ أكثرُ مِنك مالاً، وهل قولك: زيد أكرم الناس، مِن باب التمييز؟
8- اشتريتُ ملءَ الصاع ذُرة.
9- وهبتُك تسعةَ عشرَ كتابًا.
10- عندي مائة درهم.
11- قال تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34].
12- اشتريتُ عشرين كتابًا.
الجواب:
1- محمَّد أكرمُ من خالد نفسًا:
• محمَّد: مبتدأ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهرة في آخِره.
• أكرم: خبَر المبتدأ، مرفوعٌ بالمبتدأ، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهِرة في آخره.
• من: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• خالد: اسمٌ مجرور بـ"من"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"أكرم".
• نفسًا: تمييز نِسبة، محوَّل عن المبتدأ، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

2- عندي عشرون ذراعًا حريرًا:
• عندي: عند: ظرف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسبة، وهو متعلِّق بمحذوف، خبر مقدَّم، وعند مضاف، وياء المتكلِّم ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكون في محلِّ جر، مضاف إليه.
• عشرون: مبتدأ مؤخَّر، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعِه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه ملحقٌ بجمع المذكَّر السالِم.
• ذراعًا: تمييز لـ"عشرون" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
• حريرًا: تمييز لـ"ذراعًا" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخره.

3- تصبَّب زيد عرقًا:
• تصبَّب: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• زيد: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.
• عرقًا: تمييز نسبة، محوَّل عنِ الفاعل، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة.

4- قال تعالى: ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾[القمر: 12]:
• وفجرنا: فجر: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بضمير الرفع المتحرك "نا الفاعلين"، ونا ضمير مبني على الفتح، في محل رفع، فاعل.
• الأرض: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• عيونًا: تمييز نسبة، محول عن المفعول به؛ لأن أصل الكلام، وفجرنا عيون الأرض، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

5- قال تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]:
• إني: إن: حرْف توكيد ونصْب، مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب، والياء ياءُ المتكلِّم، ضميرٌ مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصب، اسم "إن".
• رأيت: رأى: فعْل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفْع، فاعل.
• أحد عشر: مفعولٌ به، مبنيٌّ على فتْح الجزأين، في محلِّ نصب.
• كوكبًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

6- فتحتُ عشرين بابًا:
• فتحت: فتَح: فعْل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفْع، فاعل.
• عشرين: مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصْبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه ملحق بجمْع المذكَّر السالِم.
• بابًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
ولا يصح أن تقول: فتحت عشرون بابًا؛ لأن "عشرين" مفعول به، والمفعول به لا يكون مرفوعًا، وإنَّما هو مِن منصوبات الأسماء.
وكذلك لا يصحُّ أن تقول: فتحتُ عشرين بابٌ، برفع "باب"؛ لأن "باب" هنا تمييز، والتمييز مِن منصوبات الأسماء، فلا يكون مرفوعًا.

7- زيد أكثر منك مالاً:
• زيد: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداء، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهِرةُ في آخِره.
• أكثر: خبَر المبتدأ، مرفوعٌ بالمبتدأ، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهرة.
• منك: مِن: حرْف جر مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جرٍّ، اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بـ"أكثر".
• مالاً: تمييز نِسبة، محوَّل عن المبتدأ، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
وقول: زيد أكرمُ الناس، هذا ليس تمييزًا؛ لأن كلمة "الناس" أُضيف إليها اسمُ التفصيل، فأصبحتْ مضافًا إليه مجرورًا، لا تمييزًا منصوبًا.

8- اشتريتُ ملءَ الصاع ذُرةً:
• اشتريت: اشترى: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ رفْع، فاعل.
• ملء: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وملء مضاف.
• الصاع: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف "ملء"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.
• ذرةً: تمييز غير محوَّل، مبيِّن لإبهام نِسبة الامتلاء، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة.

9- وهبتُك تسعة عشر كتابًا:
• وهبتك: وهب: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتصاله بضميرِ الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعِل، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محل نصب، مفعول به أوَّل.
• تسعة عشر: مفعول به ثانٍ مبنيٌّ على فتْح الجزأين، في محلِّ نصْب.
• كتابًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخره.

10- عندي مائة درهم:
• عندي: عند: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحة المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسبة، وعند: مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جر مضاف إليه، وعند: متعلق بمحذوف خبْر مقدَّم.
• مائة: مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالابتداء، وعلامةُ رفْعِه ضمةٌ ظاهرة في آخِره، ومائة: مضاف.
• درهم: مضاف إليه مجرور بالمضاف "مائة"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

11- قال تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾[الكهف: 34]:
• أنا: ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع، مبتدأ.
• أكثر: خبر المبتدأ، مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة.
• منك: جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ"أكثر".
• مالاً: تمييز نِسبة محوَّل عن المبتدأ، منصوب، وعلامةُ نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة.
• وأعز: الواو حرْف عطْف، أعز: معطوف على "أكثر"، والمعطوف على المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخره.
• نفرًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

12- اشتريت عشرين كتابًا:
• اشتريتُ: فعل وفاعل.
• عشرين: مفعول به منصوب، وعلامةُ نصبِه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه مُلحَق بجمع المذكَّر السالِم.
• كتابًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س426: ما هو التمييزُ لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
أولاً: التمييز لغةً، للتمييز في اللُّغة معنيان:
الأول: التفسيرُ مطلقًا، تقول: ميزْتُ كذا، تريد أنَّك فسَّرته.
والثاني: فصْلُ بعض الأمور عن بعض، تقول: ميَّزتُ القوم، تريد أنَّك فصلتَ بعضهم عن بعض.
ثانيًا: التمييز في اصطلاح النُّحاة: هو عبارة عنِ الاسم الصريح، المنصوب، المفسِّر لما استبهم مِن الذوات أو النِّسب.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س427: إلى كم قسم ينقسِم التمييز؟ وما هو تمييزُ الذات؟ وما هو تمييزُ النِّسْبة؟ وبماذا يُسمَّى تمييز الذات؟ وبماذا يُسمَّى تمييز النِّسبة؟ وما الذي يقَع قبل تمييز الذات؟
الجواب:
أولاً: ينقسم التمييز إلى قسمين:
الأوَّل: تمييز الذات.
والثاني: تمييز النِّسبة.
ثانيًا تمييز الذات هو: ما رَفَع إبهام اسم مذكور قبْلَه مجْمَل الحقيقة.
ثالثًا: تمييز النِّسبة هو: ما رَفَع إبهام نِسبة في جُملة سابِقة عليه.
رابعًا: يُسمَّى تمييز الذات: تمييز المفرَد.
خامسًا: يُسمَّى تمييز النِّسبة: تمييز الجُملة.
سادسًا: يقَع تمييز الذات بعدَ العدد، نحو قوله تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ﴾ [التوبة: 36]، أو بعدَ المقادير مِن الموزونات، نحو: اشتريت رطلاً زيتًا، أو المكيلات، نحو: اشتريت إردبًّا قمحًا، أو المساحات: نحو، اشتريتُ فدانًا أرضًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س428: مَثِّل لتمييز الذات بثلاثة أمثلة مختلفة، وأعرِبْ كلَّ واحد منها؟
الجواب:
13- اشتريتُ رطلاً زيتًا، وإعرابه هكذا:
• اشتريتُ: فعل وفاعل.
• رطلاً: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة.
• زيتًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

14- اشتريت إردبًّا قمحًا:
• اشتريت: فعل فاعل.
• إردبًّا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• قمحًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

15- اشتريتُ فدانًا أرضًا:
• اشتريتُ: فعل وفاعل.
• فدانًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• أرضًا: تمييزٌ منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س429: إلى كم قِسم ينقسِم تمييز النِّسبة المحول؟ مع التمثيل؟
الجواب: تمييز النِّسبة المحول ينقسِم إلى ثلاثة أقسام، هي:
1- المحوَّل عنِ الفاعل: وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾ [مريم: 4].
فكلمة "شيبًا" الواقِعة في هذا التركيب تمييزًا كان أصلُها فاعلاً؛ إذ أصل الجملة عندَ النحاة: اشتعل شيبُ الرأس، ثم جُعِل الفاعل - وهو كلمة "شيب" - تمييزًا، ثم جُعِل المضاف إليه - وهو كلمة "الرأس" - فاعلاً.

2- تمييز محوَّل عن المفعول: وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾ [القمر: 12]، فـ"عيونًا" تمييز، وأصْل الجُملة: وفجَّرْنا عيون الأرْض، ثم حُوِّل المفعول به - وهو "عيون" - إلى تمييز، وجُعِل المضاف إليه "الأرض" مفعولاً به.

3- تمييز محوَّل عن المبتدأ: وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا ﴾ [الكهف: 34]. والتقدير: مالي أكثرُ منك، جعل المبتدأ - وهو "مال" تمييزًا، ثم جعل المضاف إليه - وهو ياء المتكلم - مبتدأً، فصارتْ ياء المتكلِّم ضميرًا، هو "أنا".

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س430: مَثِّل لتمييز النسبة غير المحوَّل؟
الجواب:
مثال تمييز النِّسبة غير المحوَّل؛ قال تعالى: ﴿ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا ﴾ [آل عمران: 91] فـ"ذهبًا" هنا تمييز؛ لأنَّها فسرتْ هذا الملء، ما هو؟ هل هو تُراب، أم شجر، أم ذهب؟ وهو غير محوَّل.

ومِثال التمييز غير المحوَّل أيضًا: لله درُّه فارسًا، فـ"لله": جار ومجرور خبَر مقدَّم، ودرُّه: مبتدأ مؤخَّر، وفارسًا: تمييز غير محوَّل، مبيِّن لإبهام نِسبة التعجب، والجملة خبرٌ في معنى الإنشاء.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س431: ما هي شروط التمييز؟ وما معنى أنَّ التمييز لا يَجيء إلا بعدَ تمام الكلام؟
الجواب: شروط التمييز هي:
1- أن يكونَ نَكِرة، فلا يجوز أن يكون معرِفةً.
2- ألاَّ يجيء إلاَّ بعدَ تمام الكلام؛ أي: بعد ما يتمُّ أصلُ الكلام به، مِن الفاعِل للفعل، والخبر للمبتدأ، ونحوهما.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س432: مَثِّل لتمييز، له تمييز؟
الجواب:
مِثال ذلك: اشتريت عشرين فدانًا قمحًا.
فـ"فدانًا" تمييزٌ لـ"عشرين"، وله تمييز، وهو "قمحًا".
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س433: هل يكون التمييز فعلاً؟
الجواب:
لا يكون التمييز فعلاً؛ لأنَّ المؤلِّف - رحمه الله تعالى - يقول في تعريفه: هو الاسم، فخرَج بذلك الفِعل.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س434: هل يكون التمييزُ مرفوعًا؟
الجواب:
لا يكون التمييز مرفوعًا؛ لأنَّ المؤلف - رحمه الله - يقول في تعريفه:
هو الاسمُ المنصوب، فخرج بذلك المرفوع، فلا يكون التمييزُ مرفوعًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س435: ما الفرْق بيْن التمييز والحال؟
الجواب:
الفرق بينهما: أنَّ التمييز هو الاسمُ المفسِّر لما استبهِم مِن الذوات، بينما الحالُ هو الاسم المفسِّر لما استبهِم مِن الهيئات.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س436: ما هو العددُ الذي يُنصب تمييزُه؟
الجواب:
العددُ الذي يُنصب تمييزه هو الأحد عشر والتِّسعة والتِّسعون، وما بينهما، نحو: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]، ﴿ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ﴾ [المائدة: 12]، ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]، ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾ [ص: 23] [1].

[1] والملاحَظ في هذه الآيات أنَّ التمييزَ أتى مفردًا، وهكذا دائمًا تمييز الأعداد مِن أحدَ عشرَ إلى تسعة وتسعين يكون مفردًا منصوبًا؛ انظر: "شرح شذور الذهب" (ص: 461 - 463).

leprence30
2013-09-06, 14:23
الواو في القرآن الكريم وفي النقوش القديمة

قال الله - تعالى - في سورة البقرة: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 258-259].

قيل في (أو) في قوله - تعالى -: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى ﴾: "الجمهورُ على سكون واو (أوْ)، وهي هنا للتفصيل، وقيل: للتخيير بين التعجب من شأنهما، وقرأ أبو سفيان بن حسين "أوَ" بفتحِها، على أنها واوُ العطفِ، والهمزةُ قبلها للاستفهام" [1].

ولكن إذا نظرنا إلى السياق، فهي إن أفادتِ العطف، فسيكونُ معها تقدير محذوف، وهو: "وَأَلَمْ تَرَ إلى كالذي مرَّ على قرية"، والكاف في (كالذي) لن نجد لها معنى، ولقد فسَّرها الأخفش على أنها زائدة[2]، وسيكون معطوفًا على أمرٍ لا يشاكله، فالأول رجلٌ كافر لا يؤمن بالله، والثاني نَبِي يؤمن بالله؛ ولكنه تعجب من كيفية إحياء هذا الخراب، والمعنى من السياق - في رأيي - هو: ﴿ أَلَمْ تَرَ إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه ﴾... أهو كالذي مرَّ على قرية وهي خاوية...؟ أو: أَيكُون كالذي مرَّ...؟ وتكون الواو بمعنى (هو) أو (يكون)، ولقد جاءتْ (هو) بمعنى (يكون) في اللغة السريانية، وفي شعر عربي قديم؛ حيث قال لَبِيد- من الطويل -:[3].
وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا كَالشِّهَابِ وَضَوْئِهِ
يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ

وسياق الآية السابقة مثل قوله - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 76].

وتكون (الواو) بمعنى هو، والدليل الأول على صحة هذا الكلام قولُ ألفرد بيستون: "الفعل لا يَرِدُ في مستهلِّ النقوش في أول الجملة ألبتة؛ إذ يغلب أن يسبقه فاعله، وربما تقدمه عنصر إشاري... هذا ما أمر به فلان، أو تقدمته الواو الإشارية"[4].

وقال أيضًا:
"ثَمَّة نص أو اثنان وَرَدَا تامَّينِ، ومن المؤكد أنه لا يوجد نقص في بداية أي منهما، وبالرغم من ذلك فإن كلاًّ منهما يستهلُّ بالواو، فينبغي أن تكون للواو هنا دلالة إشارة"[5].

وقال أيضًا:
"صيغ ضمائر الغَيبة هي نفسُها صيغ أدوات الإشارة للبعيد"[6].

وأعتقد أن الدليل السابق يكفي، ولكن سأورد بعض الأدلة الأخرى - وإن كانت أقل في القوة - منها: قول الدكتور رمضان عبدالتواب: "وضمائر الغائب... تشارك أسماء الإشارة في أنه يكنى بها عن الأسماء... والكناية قريبة من الإشارة ومشتقة منها، ومما يدل على ذلك أن hu العبرية المطابقة لـ(هو) العربية، معناها (ذلك) في كثير من الحالات"[7].

وإن كانت (هو) اسم إشارة في اللغة العبرية، فإنها مع أخواتها (هاذا، وهاذه، وهاؤلاء) تكون مركَّبة من (ها) مع الكلمة الثانية منها، وتكون هو وهي مركَّبة من (ها) و(الواو) في (هو)، و(ها) و(الياء) في هي، والكلمة المركَّبة من كلمتين ربما كانتْ تستخدم إحداها فقط في مرحلة قديمة، "وفي الحبشية ضمير الغائب (ويتو) والغائبة (ويتي)... وفي الحبشية والفينيقية أكد الضمير بأحد عناصر الإشارة وهو (التاء)، وقد اختفتِ الهاء في الحبشية"[8].

يقول د. رمضان عبدالتواب:
"الأصل في ضمير الغائب (وا)؛ لأنه هو الجزء المساوي للضمير (هوا) في اللغة العبرية بعد سقوط الهاء منه، أما التاء فهي إضافة حديثة"[9].

ولقد قُرِئت (أيُّه) بضم الهاء في قراءة لابن عامر في سورة المؤمنون [10]، وقال السمين الحلبي: "(ها) زائدةٌللتنبيه لازمةٌ لها، والمشهورُ فتحُ هائِها، ويجوزُ ضَمُّها إتباعًا للياء، وقد قرأ عامر بذلك في بعض المواضع نحو: ﴿ أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [النور: 31]، والمرسُوم يساعده.[11].

فإن كانت (ها) وَرَدتْ في قراءةٍ بالضمِّ، فما المانع أنها كانتْ لهجة قديمة؛ أي: إن (هو)مع (وا) معًا نشأ عنهما (هوَ) بفتح الواو، ولقد استخدم العربُ (هذا) اسم إشارة للغائب؛ كما جاء في الدر المصون:
"وقال المبردُ: "العربُ تُشير بـ (هذا) إلى الغائب، وأنشد لجَرِيرٍ - منالكامل:
هَذَا ابْنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيفَةً
لَوْ شِئْتُ سَاقَكُمُ إِلَيَّ قَطِينَا" [12]

أمثلة من الشعر الجاهلي:
ذكر المرادي مثالين للواو الزائدة؛ وهما:
فَإِذَا وَذَلِكَ يَا كُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ
إِلَّا كَلَمَّةِ بَارِقٍ بِخَيَالِ [13].

وقول أبي كبير:
فَإِذَا وَذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا ذِكْرُهُ
وَإِذَا مَضَى شَيْءٌ كَأَنْ لَمْ يُفْعَلِ[14]

وفي أول القصيدة كان الشاعر يتحسَّر على الشباب، فقال:
أَزُهَيْرُ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَعْدِلِ
أَمْ لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبَابِ الْأَوَّلِ
أَمْ لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبَابِ، وَذِكْرُهُ
أَشْهَى إِلَيَّ مِنَ الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

وأتى البيت الآخرُ آخرَ القصيدة بعدما تذكر مقابلتَه لامرأة جليلة النسب، ووصف مجلسه معها، والمعنى كان هذا وقت الشباب، والواو تعود على الذكرى؛ أي: فإذا هو التذكر ليس إلا الذكرى[15].

أما بيت ابن مقبل، فكان من قصيدةٍ أولُها يسأل الأطلال عن كَبْشَة، قال:
سَائِلْ بِكَبْشَةَ دَارِسَ الْأَطْلَالِ
قَدْ هَيَّجَتْكَ رُسُومُهَا لِسُؤَالِ

بعد ذلك تحسَّر عليها وتذكر ليلة معها، ثم قال البيت:
فَإِذَا وَذَلِكَ يَاكُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ
إِلَّا كَلَمَّةِ بَارِقٍ بِخَيَالِ

أي: فإذا هو الطلل، ولم يكن الأمر إلا خيالاً، وما سبق فسرته قياسًا على قول المرقش الأصغر - (الطويل) -:
أَمِنْ بِنْتِ عَجْلاَنَ الخَيالُ المُطَرَّحُ
أَلَمَّ وَرَحْلِي سَاقِطٌ مُتَزَحْزَحُ
فَلَمَّا انْتَبَهْتُ بِالْخَيَالِ وَرَاعَنِي
إِذَا هُوَ رَحْلِي وَالْبِلَادُ تَوَضَّحُ [16]

الشاعر كان يتخيل محبوبته، فلما انتبه لم يجد أمامه إلا رَحْله.

وأما قول ربيعة بن مقروم الضبي من قصيدة - الكامل -:
فَإِذَا وَذَاكَ كَأَنَّهُ مَا لَمْ يَكُنْ
إِلَّا تَذَكُّرَهُ لِمَنْ لَمْ يَجْهَلِ [17]

وقبل هذا البيت يصف بَعِيره المُجهَد بعد أن كان مكتنزًا وقويًّا، ثم قال: فَإِذَا وَذَلِكَ؛ أي: فإذا هو ذلك من الكلال، وكذلك نفس اللفظ (فإذا وذلك) جاء في قصيدة للأسود بن يعفر بعدما تحسَّر على شبابه[18].

ويلاحظ أن سياق كل الأبيات السابقة واحد، خيال ثم إفاقة على الواقع الذي أمامه، ويلاحظ أيضًا أن الشعراء السابقين من قبائل عاشتْ في نَجْد، وكلهم مخضرمون إلا المرقش الأصغر والأسود بن يعفر توفِّيا في الجاهلي.[19].

ومما سبق يكون شرح الآية الآتية على تقدير (أهو) على أن الواو بمعنى ضمير شأن: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]؛ أي: أهو يتوب عليهم أو يعذبهم.

[1] الدر المصون 3/93 - 98.
[2] معاني القرآن للأخفش 197.
[3] ديوان لبيد 88.
[4] قواعد النقوش العربية الجنوبية كتابات المسند 29.
[5] قواعد النقوش العربية الجنوبية 87.
[6] قواعد النقوش العربية الجنوبية 68.
[7] التطور النحوي للغة العربية 79.
[8] فقه اللغات السامية لبروكلمان 83 - 84.
[9] في قواعد الساميات 308
[10] مصحف القراءات العشر المتواترة 353.
[11] الدر المصون 1/136.
[12] الدر المصون 11/311.
[13] في خزانة الأدب (حَالِم) بدل (بارق)، وفي الديوان (كَحَلْمة حالمٍ بخيال) 189، والبيت من الكامل، والبيت لتميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة، ت بعد 37 هـ، وعدَّ في المخضرمين، عاش نيفًا ومائة سنة الأعلام 2/87.
[14] الجنى الداني 48، والبيت في ديوان الهذليين (حينَه) بدل (ذكرُه) 2/100، والبيت من الكامل، وأبو كبير الهذلي عامر بن الحليس قيل: أدرك الإسلام وأسلم؛ الأعلام 3/250.
[15] انظر: خزانة الأدب 11/58 -60.
[16] المفضليات 242، ربيعة بن سفيان المرقش الأصغر ت نحو 50 ق هـ، من أهل نجد؛ الأعلام 3/16.
[17] انظر: خزانة الأدب 11/59، وانظر: ديوانه 46، ربيعة بن مقروم الضبي ت بعد 16 هـ؛ الأعلام 3/17.
[18] ديوان الأسود بن يعفر 31، والشاعر من سادات تميم، جاهلي ت 22 ق هـ، من أهل العراق؛ الأعلام 1/330.
[19] انظر: فهرس القبائل والبلدان "ضبة بن أد" 2/661، وعامر بن صعصعة 2/708، وهذيل 3/1213، وتميم بن مر 1/126.

leprence30
2013-09-06, 14:24
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (37 /44)
أسئلة على باب الحال

س409: ضعْ في كلِّ مكان مِن الأمكنة الخالية الآتية حالاً مناسبًا؟
(أ) يعود الطالِب المجتهد إلى بلدِه.............
(ب) لا تأكُل الطَّعام....................
(ج) لا تَسِرْ في الطريق...................
(د) البسْ ثوبَك.......................
(هـ) لا تنمْ في اللَّيْل....................
(و) رجَع أخِي مِن ديوانه..................
(ز) لا تَمْشِ في الأرض..................
(ح) رأيتُ خالدًا......................

الجواب:
(أ) محصلاً للعِلم.
(ب) متكئًا.
(ج) فخورًا.
(د) متيمنًا.
(هـ) عريانًا.
(و) مترجلاً.
(ز) متكبرًا.
(ح) مبتسمًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س410: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئة الفاعِل في جملة مفيدة:
مسرورًا، مختالاً، عريانًا، متعبًا، حارًّا، حافيًا، مجتهدًا.

الجواب:
1- قدم محمَّد مسرورًا.
2- قَدِم المتكبِّر مختالاً.
3- جاء الكافِر عريانًا.
4- لا تعملْ متعبًا.
5- جاءَ الجوُّ اليوم حارًّا.
6- لا تَمْشِ في الأرْض حافيًا.
7- مكَث خالد مجتهدًا في طلبِ العِلم.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س411: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئةِ المفعول به في جملةٍ مفيدة:
مكتوفًا، كئيبًا، سريعًا، صافيًا، نظيفًا، جديدًا، ضاحكًا، لامعًا، ناضرًا، مستبشرات.

الجواب:
1- رأيتُ الأسير مكتوفًا.
2- رأيتُ إسماعيل كئيبًا.
3- رأيتُ محمدًا سريعًا.
4- رأيتُ الماء صافيًا.
5- لبستُ الثوب نظيفًا.
6- بعتُ الثوب جديدًا.
7- رأيتُ التلميذَ ضاحكًا.
8- لبستُ الثوب لامعًا.
9- قطفتُ الوردَ ناضرًا.
10- رأيتُ المسلمات مستبشرات[1].

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س412: صِفِ الفرس بأربع جُمل، بشرْط أن تجيء في كلِّ جملة بحال.

الجواب:
1- رأيتُ فرسًا طويلَ القدمين.
2- جاءَ الفَرَس متبخترًا.
3- ركبتُ الفرَسَ مسرجًا.
4- قدِم الفرس عطشان.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س413: أعرب ما يلي:
1- لَقِيَتني هند باكيةً.
2- لبستُ الثوب جديدًا.
3- شربتُ اللبن ساخنًا.
4- شربتُ ماءً باردًا.
5- ركبتُ الفرس مسرجًا.
6- ولا نعبُدُ إلاَّ إيَّاه مخلصين.

الجواب:
1- لَقِيَتْني هند باكيةً:
• لقيتني: لَقِي: فِعل ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب، والتاء علامة التأنيث حرْف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
والنون نونُ الوقاية، حرْف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له مِن الإعراب، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السُّكون، في محلِّ نصب، مفعول به.
• هند: فاعِل "لقِي" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمةُ الظاهرة، وهو غيرُ مصروف للعلمية والتأنيث[2].
• باكية: حال مبيِّن لهيئة الفاعل، منصوب وعلامة نصبه الفتحةُ الظاهرة.

2- لَبِستُ الثوبَ جديدًا:
• لبست: لبِس، فعْل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضمير مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعل.
• الثوب: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
• جديدًا: حال مبيِّن لهيئة المفعول به، منصوب، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

3- شربتُ اللبن ساخِنًا:
• شربت: فعْل وفاعل.
• اللبن: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصِبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
• ساخنًا: حال مِن "اللبن" منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

4- شربتُ ماءً باردًا:
• شربتُ: فعل وفاعل.
• ماءً: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخره.
• باردًا: صِفة لـ"ماء"، ونعتُ المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
ولا يصحُّ أن تعرب "باردًا" هنا حالاً؛ لأنَّ صاحب الحال لا يكون إلا معْرفة، وهنا صاحِب الحال "ماء" نكِرة.

5- ركبت الفرس مسرجًا:
• ركبتُ: ركب: فعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضمير مبني على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعل.
• الفرس: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
• مسرجًا: حال مبيِّن لهيئة المفعول به "الفرس"، منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة في آخِره.

6- ولا نعبد إلاَّ إيَّاه مخلصين:
• ولا: الواو بحسبِ ما قبلها، لا: حرْف نفي، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• نعبُد: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده مِن الناصب والجازم، وعلامة رفْعه الضمة الظاهِرة في آخِره، والفاعِل ضميرٌ مستتر وجوبًا، تقديره: "نحن".
• إلاَّ: أداة استثناء مُلغاة.
• إيَّاه: إيا: ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصْب، مفعول به، والهاء حرْف دالٌّ على الغَيبة.
• مخلصين: حال مبيِّن لهيئة الفاعل "الضمير المستتر" نحن " في الفِعل نعبُد"، منصوب، وعلامَة نصبه الياء نيابةً عن الفتْحة؛ لأنَّه جمع مذكر سالِم، والنون عوض عنِ التنوين في الاسم المفرد.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س414: ما هو الحال لغةً واصطلاحًا؟
الحال في اللُّغة: ما عليه الإنسان مِن خير أو شرّ.

وهو في اصطلاح النُّحاة: عبارة عن الاسمِ الفَضْلة، المنصوب، المفسِّر لما استبهِم مِن الهيئات.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س415: ما الذي تأتي الحال منه؟ وهل تأتي الحال من المضاف إليه؟

الجواب: يأتي الحال مِن:
1- الفاعل نصًّا: كقولك: جاءَ عبدالله راكبًا.
2- المفعول به نصًّا أيضًا: كقولك: ركبتُ الفرس مسرجًا.
3- وقد يكون محتملاً للأمرين جميعًا: كقولك: لقيت عبدالله راكبًا.

فـ"راكبًا" حال، لكن مِن ماذا؟ هل مِن الملاقِي، أم مِن الملاقَى؟
يعني: هل المراد: لقيت أنا عبدالله، وأنا راكِب، أو: لقيت عبدالله، وهو راكِب؟
الجواب:
يحتمل الاثنين، فإنْ كانت الأوَّل - أنَّ هذا القائِل كان راكبًا، فمر بعبدالله - صارت "راكبًا" حالاً مِن الفاعل "التاء" من "لقيت".

وإنْ كان المعنى أنَّ هذا الملاقي مرَّ بعبدالله، وهو راكِب، فهي حالٌ مِن المفعول به "عبدالله".

4- يجيء الحال مِن الخبر: نحو قوله تعالى: ﴿ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا ﴾ [فاطر: 31].

فـ"هو" مبتدأ، والحقُّ خبره، ومصدقًا حالٌ منه.

5- وقد يجيء مِن المجرور بحرْف الجر، نحو: مررتُ بهند راكبة، "راكبة" حال مِن "هند" المجرور بالباء.

6- وقد يجيء مِن المجرور بالإضافة، نحو قوله تعالى: ﴿ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النحل: 123]، فـ"حنيفًا" حال مِن "إبراهيم" وإبراهيم مجرور بالفتحةِ نيابةً عن الكسرة، وهو مجرورٌ بإضافة "ملة".

ونحو قوله تعالى: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ [الحجرات: 12]، و"ميتًا"، حال مِن الأخ المضاف إليه، المجرور بـ"لحم" المضاف.

ونحو قوله تعالى: ﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ﴾ [يونس: 4]، فـ"إليه" جار ومجرور خبر مقدَّم، ومرجِع: مبتدأ مؤخَّر مرفوع، ومرجِع مضاف، والكاف مضافٌ إليه مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جر، وجميعًا حال منه.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س416: ما الذي يُشترط في الحال؟ وما الذي يُشترَط في صاحبِ الحال؟ وما الذي يُسوِّغ مجيء الحال مِن النَّكِرة؟

أولاً: يشترط في الحال ما يلي:
1- أن يكون نكرةً، فلا يجوز أن يكون الحالُ معرفةً؛ دفعًا لتوهم أنَّه نعْت عندَ نصْب صاحبها، أو خفاء إعْرابه.

وإذا جاء تركيبٌ فيه الحال معرفةً في الظاهر، فإنَّه يجب تأويلُ هذه المعرفة بنكرة، مثل قولهم: جاء الأميرُ وحْده، فإنَّ "وحْدَه" حال مِن الأمير، وهو معرفة بالإضافةِ إلى الضمير، ولكنَّه في تأويل نكرة: هي قولك: "منفردًا"، فكأنك قلت: جاء الأميرُ منفردًا.

ومثل ذلك قولهم: أرسلها العراك؛ أي: معتركةً، وجاؤوا الأوَّلَ فالأول؛ أي: مترتِّبين، وجاؤوا الجماءَ الغفير؛ أي: جميعًا.

2- أن تجيءَ بعدَ تمام الكلام: هذا هو الأصلُ في الحال؛ وذلك لأنَّها فَضْلة، فيأتي بعدَ استيفاء المبتدأ خبره، والفعل فاعله، وإن توقَّف حصول الفائدة عليه، نحو قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ [الدخان: 38] فـ"لاعبين" حال مِن فاعل "خلق"، منصوب، وعلامة نصْبِه الياءُ نيابةَ عن الفتحة؛ لأنه جمعُ مذكَّر سالِم.

ونحو قول الشاعر:
إِنَّمَا الْمَيْتُ مَنْ يَعِيشُ كَئِيبًا
كَاسِفًا بَالُهُ قَلِيلَ الرَّجَاءِ

فـ"كئيبًا" و"كاسفًا"، و"قليل" أحوال مِن فاعل "يعيش".

وربَّما وجَب تقديم الحال على جميعِ أجزاء الكلام، إنْ كان لها صدر الكلام، كما إذا كان الحالُ اسمَ استفهام، نحو: كيف قدِم علي؟ فـ"كيف" اسم استفهام مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب، حال مِن "علي"، مقدمة عليه، ولا يجوز تأخيرُ اسم الاستفهام.

ثانيًا: يشترط في صاحِب الحال المتَّصف بها في المعنى أن يكونَ معرفة، فلا يجوز أن يكون نكرةً بغير مسوِّغ.

ومثال ذلك: قولك: جاء زيدًا راكبًا، فـ"راكبًا" حال نَكِرة واقعة بعدَ تمام الكلام، وصاحبها "زيد"، وهو معرفةٌ بالعلميَّة.

ثالثًا: مسوِّغات مجيء الحال مِن النكرة:
1- أن تتقدَّم الحال عليها، كقول الشاعر:
لِمَيَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ
يَلُوحُ كَأَنَّهُ خِلَلُ

فـ"موحشًا" حال مِن "طَلَل"، و"طلل" نَكِرة، وسوغ مجيء الحال منه تقدُّمها عليه.

2- أن تُخصَّص هذه النكرة بإضافةٍ أو وصْف:
فمثال الأوَّل قوله تعالى: ﴿ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10] فـ"سواءً" حال مِن "أربعة"، وهو نَكِرة، وصاغ مجيءُ الحال منها؛ لكونِها مخصَّصة بإضافتها إلى "أيام".

ومثال الثاني: قول الشاعر:
نَجَّيْتَ يَا رَبِّ نُوحًا وَاسَتَجَبْتَ لَهُ
فِي فُلُكٍ مَاخِرٍ فِي الْيَمِّ مَشْحُونَا
وَعَاشَ يَدْعُو بِآيَاتٍ مُبَيِّنَةٍ
فِي قَوْمِهِ أَلْفَ عَامٍ غَيْرَ خَمْسِينَا

الشاهِد فيه: قوله: "مشحونًا"، فإنَّه حال مِن النكرة التي هي "فلك"، والذي صوَّغ مجيءَ الحال مِن النكرة هنا أنَّ هذه النكرةَ وصفتْ قبل مجيء الحال منها بقوله: ماخِر.

والسرُّ في ذلك أنَّ الحال يُشبه الحُكم، والحُكم على المجهول غير ميسور، ولكن النَّكِرة إذا وصفتْ تخصَّصت، فلم تعُدْ مِن الإبهام والشيوع بحيث تُعتبر مجهولةً، فافهمْ ذلك وتدبَّره.

3- أن تقَع بعدَ نفي أو شِبهه مِن النهي، الاستفهام:
مثال النفي: قول الشاعر:
مَا حُمَّ مِنْ مَوْتٍ حِمًى وَاقِيًا
وَلاَ تَرَى مِنْ أَحَدٍ بَاقِيَا

الشاهِد فيه: قوله "واقيًا" و"باقيًا"؛ حيث وقَع كلٌّ منهما حالاً مِن النكرة، وهي "حمى" بالنسبة لـ"واقيًا"، و"أحد" بالنسبة "باقيًا"، والذي سوَّغ ذلك أنَّ النَّكرة مسبوقةٌ بالنفي في الموضعين.

وإنَّما يكون الاستشهادُ بقوله: "باقيًا" إذا جعلنا "ترى" بصريَّة؛ لأنها تحتاج حينئذٍ إلى مفعول واحد، وقد استوفتْه، فالمنصوبُ الآخَر يكون حالاً.

إذا جعلت "ترى" علمية، فإنَّ قوله: "باقيًا" يكون مفعولاً ثانيًا.

ومثال النهي: لا يَبغِ امرؤٌ على امرئٍ مستسهلاً، فـ"مستسهلاً" حال مِن "امرؤ" المسبوق بالنهي.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س417: مَثِّل للحال بثلاثة أمثلة، وطبِّق على كلِّ واحد منها شروطَ الحال كلها، وأعرِبْها؟

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ [الدخان: 38].
• فـ"لاعبين" حال مِن فاعل "خلق"، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء الفِعل خلق فاعِلَه "نا"، وصاحِب الحال هنا معرِفة، وهو الضمير "نا"، والضمائر مِن المعارف، كما هو معلوم.

• وإعراب "لاعبين": حال مِن الضمير "نا" منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمعُ مذكَّر سالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

2- وقال تعالى: ﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ [النساء: 71].
• فـ"ثبات" حال مِن واو الجماعة، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء الفِعل "انفر" فاعلَه "واو الجماعة"، وصاحِب الحال هنا معرفة، فهو الضمير "واو الجماعة".

• وإعراب "ثبات" حال مبيِّن لهيئة الفاعل، منصوب، وعلامة نصْبه الكسرةُ نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمعُ مؤنَّث سالِم.

3- وقال تعالى: ﴿ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا ﴾ [فاطر: 31].
• فـ"مصدِّقًا" حال مِن الخبر "الحق"، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء المبتدأ خبرَه، وصاحِب الحال هنا هو "الحق"، وهو معرَّف بالألِف واللام.

• وإعراب "مصدِّقًا": حال مبيِّن لهيئة الخبر "الحق" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س418: لو قال قائل لك: أليس يجوز لغةً أن تقول: جاء زيدٌ يضحك: "يضحك" حال؟
الجواب:
لا، فالصواب أنَّ جملة "يضحك" المكوَّنة من الفعل "يضحك"، والفاعل الضمير المستتر "هو" كلها هي التي في موضِع نصْب حال.

وإعراب هذه الجملة يكون هكذا:
• جاء: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيد: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• يَضْحَك: فعْل مضارعٌ مرفوع؛ لتجرُّده مِن الناصب والجازم، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهرة في آخِره، والفاعل ضميرٌ مستتر جوازًا، تقديره: "هو"، والجملة مِن الفعل والفاعِل في محلِّ نصب، حال.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س419: ما هو ضابط الحال؟
الجواب:
ضابط الحال أنَّها هي التي تقَع في جواب "كيف"، فإنَّك لو قلت: جاء زيد، قال لك المخاطب: كيف جاء؟ تقول: راكبًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س420: مِن المعلوم أنَّ الحال لا تكون إلا نَكِرة، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يُجاب عن التركيب الذي تكون فيه الحال معرفة، كقولك: جاءَ الأمير وحْدَه؟

الجواب:
إذا جاء تركيبٌ فيه الحال معرفةً في الظاهر، فإنه يجب تأويلُ هذه المعرفة بنكِرة، مثل قولهم: جاء الأمير وحْده، فإنَّ "وحده" حال مِن الأمير، وهو معرفةٌ بالإضافة إلى الضمير، ولكنَّه في تأويل نَكِرة، هي قولك: "منفردًا"، فكأنَّك قلت: جاءَ الأمير منفردًا.

ومِثل ذلك قولهم: أرْسَلها العراك؛ أي: معتركة، وجاؤوا الأوَّلَ فالأول؛ أي: مترتِّبين، وجاؤوا الجماءَ الغفير؛ أي: جميعًا.

[1] الفعل "رأى" يكون بمعنى "عَلِم"، ويكون بمعنى "ظن"، ويكون بمعنى "حلم"، وبهذه المعاني الثلاثة يكون متعديًا لمفعولين.
ويكون بمعنى "أبْصَر"، ويكون بمعنى "ضرب رِئته"، وبهذين المعنيين يكون متعديًا لمفعول واحد.
وهو في هذه الأمثلة كلِّها بمعنى "أبْصَر"، فكان متعديًا لمفعول واحِد، وكان ما يأتي بعدَ هذا المفعول حالاً.
[2] ويجوز فيها الصرفُ أيضًا؛ لأنَّها علم مؤنَّث، ساكن الوسط، ثلاثي، عربي، والمنْع أولى، وانظر شرْح ابن عقيل (331).

leprence30
2013-09-06, 14:26
الابتداء بهمز الوصل

عند الابتداء بألف الوصل يجب تحويلها إلى ألف قطع مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، نطقًا لا كتابة.

وإليك أحوالها الثلاثة:
أولاً: التحويل إلى ألف قطع مضمومة:
♦ إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر ثالثة مضموم ضمًّا لازمًا، وأمثلة ذلك:
﴿ اتْلُ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ اضْطُرَّ ﴾ [البقرة: 173]، ﴿ انْظُرْ ﴾ [النساء: 50]، ﴿ اقْتُلُوا ﴾ [يوسف: 9]، ﴿ اخْرُجُوا ﴾ [النساء: 66].

قال الإمام ابن الجزري في مقدمته:
وابدأ بهمزِ الوصلِ من فعلٍ بضم
إن كان ثالثٌ من الفعلِ يُضَم.

قال شيخنا د.سعيد بن صالح - حفظه الله -: "كان من الأولى أن يقول:
وابدأ بهمز الوصلِ من فعل بضَم
إن كان ثالثُه على الأصلِ يُضَم.

ثانيًا: التحويل إلى ألف قطع مفتوحة:
♦ إذا وقعت همزة الوصل في المعرف بأل؛ نحو: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

ثالثًا: التحويل إلى ألف قطع مكسورة:
1 - إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر، ثالثة مكسور أو مفتوح؛ وأمثلة ذلك: ﴿ اذْهَبْ ﴾ [الإسراء: 63]، ﴿ ارْجِعْ ﴾ [يوسف: 50]، الأولى أن يأتي بمثال بدون الواو؛ لتظهر حركة ألف الوصل؛ نحو: ﴿ اضْرِبْ ﴾ [البقرة: 60].

2 - إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر، ثالثه مضموم ضمًّا عارضًا؛ فيبدأ بالكسر؛ نظرًا لأصله، وأمثلة ذلك: ﴿امْشُوا ﴾ [ص: 6]، ﴿ ابْنُوا ﴾ [الكهف: 21]، ﴿ اقْضُوا ﴾ [يونس: 71].

فإن أصل هذه الكلمات عند الأمر بالإفراد: "امشِ، ابنِ، اقضِ[1].

3 - إذا وقعت همزة الوصل في ماضي الفعل الخماسي أو السداسي، أو أمرهما، أو مصدرهما.

أمثلة في:
ماضي، وأمر، ومصدر الخماسي: ﴿ وَانْطَلَقَ ﴾ [ص: 6]، ﴿ انْطَلِقُوا ﴾ [المرسلات: 29]، ﴿ اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 7].

أمثلة لماضي وأمر ومصدر السداسي: ﴿ اسْتَنْصَرُوكُمْ ﴾ [الأنفال: 72]، الأولى أن يأتي بمثال بدون الواو؛ لتظهر حركة ألف الوصل؛ نحو: ﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 80]، ﴿ اسْتِغْفَارُ ﴾ [التوبة: 114].

4- إذا وقعت همزة الوصل في الاسم المنكر، وذلك في سبعة ألفاظ في القرآن الكريم، وهي:
♦ "ابن"؛ نحو: ﴿ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [البقرة: 87].

♦ "ابنت"؛ نحو: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ﴾ [التحريم: 12]، ﴿ ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27].

♦ "امرئ"؛ نحو: ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ ﴾ [النور: 11]، ﴿ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ﴾[النساء: 176]، ﴿ امْرَأَ سَوْءٍ ﴾ [مريم: 28].

♦ "اثنين"؛ نحو: ﴿ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ [النحل: 51].

♦ "امرأة"؛ نحو: ﴿ امْرَأَتُ ﴾ [آل عمران: 35]، ﴿ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ﴾ [القصص: 23].

♦ "اسم"؛ نحو: ﴿ اسْمَ رَبِّكَ ﴾ [المزمل: 8]، ﴿ اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].

♦ "اثنتين"؛ نحو: ﴿ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ﴾ [النساء: 176]، ﴿ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [البقرة: 60].

قال صاحب المقدمة:
واكسره حالَ الكسرِ والفتحِ وفي
لاسماءِ غير اللام كسرها وَفِي
ابنٍ مع ابنة امرئ واثنينِ
وامرأةٍ واسمٍ مع اثنتينِ

ملاحظات هامة:
♦ يبدأ باللام أو بهمزة الوصل في كلمة: ﴿ الِاسْمُ ﴾ [الحجرات: 11]، من قوله - تعالى -: ﴿ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ [الحجرات: 11]، كذا كلمة: ﴿ الْأَيْكَةِ ﴾
[سورة الشعراء آية 176، سورة ص آية 13].

ويتعين النقل عند البَدء باللام، هكذا (ليكة)؛ كذا قال شيخنا د. سعيد بن صالح - حفظه الله.
♦ كلمة:﴿ ائْتُونِي ﴾ في قوله - تعالى -: ﴿ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ ﴾ [سورة الأحقاف آية 4].

تقرأ ابتداء بها هكذا: ﴿ ائْتُونِي ﴾، مع مد كلٍّ من الياءين مدًّا طبيعيًّا بمقدار حركتين.

♦ كلمة: ﴿ اؤْتُمِنَ ﴾، في قوله - تعالى -: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ [البقرة: 283] ، تقرأ ابتداء بها هكذا: ﴿ اؤْتُمِنَ ﴾ مع مد الواو مدًّا طبيعيًّا بمقدار حركتين.

♦ إذا وقعت الواو، وقد رسمت فوقها ألف صغيرة؛ فحينئذٍ تنطق الألف المدية، ولا تنطق الواو؛ نحو: {ہ}، {ہ}.

(س): للدلالة على السكتة اللطيفة، وتفيد جواز السكت من غير تنفس بمقدار حركتين على الحرف الذي يحمل السين، ويجوز لجميع طرق حفص - بما فيها الشاطبية - وجهان وصلاً، في قوله - تعالى -: ﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 28-29].

الأول: السكت على الهاء الأولى.
والثاني: إدغام المثلين الصغير؛ أي: إدغام الهاء الأولى في الثانية مع تشديد الثانية.

وقد سبق في باب أوجه البسملة بين السورتين ما يجوز لحفص من السكت على آخر الأنفال، ثم الوصل بأول التوبة، ويجوز مع السكت "الرَّوم والإشمام"؛ فتلك خمسة عشر وجهًا، كذا قال شيخنا د. سعيد بن صالح - حفظه الله.

وأما طريق الشاطبية، فقد اختص بالسكت وجهًا واحدًا وصلاً، في المواضع التالية[2]:
أ - قوله - تعالى -: ﴿ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ﴾ [الكهف: 1- 2].

ب - قوله - تعالى -: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ﴾ [يس: 52].

ج - ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ [القيامة: 27].

د - قوله - تعالى -: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14][3].

باب السكت على الساكن قبل الهمز:
جاء في بعض طرق الطيِّبة نوع آخر للسكت، وهو السكت على الساكن قبل الهمز؛ وفيه نوعان: السكت العام، والسكت الخاص.

النوع الأول: السكت العام:
وهو السكت على اللام الساكنة قبل الهمز في (أل) كالسكت عليها في كلمة: ﴿ الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 11]، أو في كلمة: ﴿ الْآخِرَةُ ﴾ [البقرة: 94].

والسكت على الياء الساكنة قبل الهمز في كلمة: ﴿ شَيْءٍ ﴾ [البقرة: 20]، في المرفوع منها والمجرور، وفي المنصوب، وهو كلمة: ﴿ شَيْئًا ﴾ [البقرة: 48].

والسكت على المفصول، كالسكت على النون الساكنة في:
﴿ مَنْ ﴾، في قوله: ﴿ مَنْ آمَنَ ﴾ [البقرة: 126].

أو السكت على الميم الساكنة في كلمة: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ في قوله: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ ﴾ [البقرة: 6].

والسكت على الموصول، غير المد المتصل والمنفصل؛ كالسكت على الراء الساكنة في قوله: ﴿ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].

أو السكت على السين الساكنة من قوله: ﴿ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34].

وقد ورد هذا السكت من ثلاثة طرق وردت عن أبي طاهر: من روضة المالكي، ومن كتاب التذكار بالوجهين باختلاف، وورد عن زرعان من كتاب التذكار أيضًا باختلاف.

النوع الثاني: السكت الخاص:
وهو السكت على اللام الساكنة قبل الهمز في (أل)؛ كالسكت عليها في كلمة: ﴿ الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 11]، أو في كلمة: ﴿ الْآخِرَةُ ﴾ [البقرة: 94].

والسكت على الياء الساكنة قبل الهمز في كلمة: ﴿ شَيْءٍ ﴾ [البقرة: 20]، في المرفوع منها والمجرور، وفي المنصوب، وهو كلمة: ﴿ شَيْئًا ﴾ [البقرة: 48].

والسكت على المفصول، كالسكت على النون الساكنة في:
﴿ مَنْ ﴾، في قوله: ﴿ مَنْ آمَنَ ﴾ [البقرة: 126].

أو السكت على الميم الساكنة في كلمة: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ في قوله: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ ﴾ [البقرة: 6].

وقد ورد هذا السكت من طريق واحد فقط، وهو طريق الفارسي عن أبي طاهر من كتاب التجريد.

ملاحظة:
لم يَرِد السكت مع القصر أبدًا، ويشترط في السكت العام الإشباع في المتصل؛ أي: المد بمقدار ست حركات، ولا يجتمع السكت مع الغنة في اللام والراء أبدًا.

تنبيه هام:
السكت يكون بمقدار حركتين بغير تنفس باتفاق، وأما ما شاع عند كثير من القراء من السكت السريع مع أخذ النفس، ويسمونه سرقة النَّفََس؛ فهو حرام عند أهل الأداء من الأئمة والعلماء، لا ريب في ذلك؛ لأن الأصل في القراءة التوقيف، وهذا الفعل الغريب لم يثبت بسند صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما الثابت الصحيح ما ذكر، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.

♦ ♦ ♦ ♦
تتمة هامة:
♦ الشدة على أول الكلمة تعنى النطق بالحرف مشددًا عند اتصاله بما قبله، ولا تعني البَدء به مشددًا؛ نحو قوله - تعالى -:
﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ﴾ [الغاشية: 5- 6].

♦ إذا وقع همز الوصل في اسم أو فعل بعد حرف ساكن، فإن هذا الحرف يكسر غالبًا عند الوصل؛ لالتقاء الساكنين؛ كقوله - تعالى -:﴿ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 2]، ﴿ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النساء: 66]، ﴿ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ﴾ [الملك: 13].

هذا بخلاف ميم الجمع، فإنها تحرك بالضم؛ كقوله - تعالى -: ﴿ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ﴾ [النساء: 77].

كذا "واو اللين الدالة على الجمع"، فإنها تحرَّك بالضم أيضًا؛ كقوله - تعالى -: ﴿ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ﴾ [البقرة: 94].

وأما (مِن) الجارة، فإنها تحرَّك بالفتح؛ كقوله - تعالى -: ﴿ مِنَ الْقَوْمِ ﴾ [الأنعام: 77].

♦ عند الوقف على أي كلمة، يجب تحويل الحركة المرسومة على آخرها إلى سكون؛ نحو: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]، ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 2]، ﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾ [البلد: 3].

هذا باستثناء الأحوال الآتية:
1- أن يكون آخر الكلمة حرف مد، فإنه يمد مدًّا طبيعيًّا؛ نحو: ﴿ تَلَاهَا ﴾ [الشمس: 2]، ﴿ قَبْلِي ﴾ [آل عمران: 183]، ﴿ قَالُوا ﴾ [البقرة: 11].

وأما إن كان آخر الكلمة واوًا غير مشكولة، ووقع بعدها واو مشدَّدة، وهو ما يسمى بإدغام المثلين الصغير؛ فإن الواو الأولى يوقف عليها بالسكون؛ نحو: ﴿ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ ﴾ [المؤمنون: 60]

2 - إن كان آخر الكلمة ياءً مفتوحة، أو واوًا مفتوحة، وسُبِقا بمتحرك؛ فالوقف عليهما يكون بمدهما مدًّا طبيعيًّا؛ نحو: ﴿ يَأْتِيَ ﴾[البقرة: 109]، ﴿ هُوَ ﴾ [البقرة: 29].

3 - إن كان آخر الكلمة تنوينًا منصوبًا، فإنه يأخذ حكمه من مد العوض؛ نحو: ﴿ زَرْعًا ﴾ [الكهف: 32]، ﴿نَهَرًا ﴾ [الكهف: 33]، ﴿ أَحَدًا ﴾ [المائدة: 20]، ﴿ نَبِيًّا ﴾ [مريم: 30]، ﴿ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، ﴿خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].

4 - إن كان آخر الكلمة تاء مربوطة، فإنها تحول إلى هاء؛ ساكنة نحو: ﴿ نِعْمَةً ﴾ [الأنفال: 53]، ﴿ رَحْمَةً ﴾ [يونس: 21].

وأما التاء المفتوحة، فيوقف عليها بتسكين التاء حيثما كانت، كذلك في رسم المصحف؛ نحو: ﴿ نِعْمَتَ ﴾ [البقرة: 231]، ﴿ رَحْمَتَ ﴾ [البقرة: 218].




[1] قال الشيخ محمود بن أمين طنطاوي - حفظه الله -: " قال العلماء: أصل "امشوا: امشِيوا"، و"ابنوا: ابنِيوا"، و"ايتوا: ايتِيوا"؛ لأنك إذا أمرت المخاطب الواحد؛ قلت: "امشِ، اقضِ"، وإذا أمرت الاثنين؛ قلت: "امشيا"؛ فإذا أمرت الجمع قلت: "امشيوا"، وهكذا.
[2] هذه المواضع لرواية حفص من طريق الشاطبية، وأما الطيبة ففيها خلف بين الإدراج والسكت، كما سترى في الجداول المبينة للطرق والأوجه في آخر الكتاب.
[3] بخلاف تواتر الرواية، قيل في توجيه هذه السكتات: الوصل يوهم خلاف المعنى المراد؛ لذا وجب السكت.
﴿ قيمًا * عوجًا ﴾: الوصل يوهم أن عوجًا صفة لـ (قيمًا).
﴿ مرقدنا هذا ﴾: الوصل يوهم أن هذا اسم الإشارة يعود على المرقد، لا من رد الملائكة.
﴿ من راق ﴾: الوصل يوهم "مراق" من المروق: الخروج من شيء من غير مدخله، وتقال في الهروب.
﴿ بل ران ﴾: الوصل يوهم أنها تثنية لكلمة بر.

leprence30
2013-09-06, 14:27
التحليل اللغوي: فكرة عامة، وتطبيق

الحمد لله الذي علَّم بالقلَم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلم، وصلاةً وسلامًا دائمَين متلازمَين على مَن أُرسِل بالخير بشيرا وهاديا للأمم، سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير من وطِئ الأرضَ بقدَم..

وبعد؛ فَلِكَيْ لا تكون اللغة "العربيةُ لغةَ الموتى"[1]، ولأننا مطالَبون جميعًا "بحماية العالم كله من خسارةٍ فادحةٍ تصيبه بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أن بلغت مبلغها الرفيعَ من التطور والكمال"[2]، ولكي أؤكِّد بجلاء على أن بداخل كل نص أدبي إبداعاتٍ لغويةً حيةً تعيش فيه، هذه الإبداعات باقية ببقائه خالدًا تُمِدُّه بروافد الجمال، إذا استطعنا البحث فيها بأدواتنا القاصرة "أدركناها معرفةً ولم نحط بها صفةً"[3]، إنها إبداعات على جميع المستويات اللغوية، صوتية كانت أو صرفية أو نحوية أو دلالية، تشكِّل "كواليس" النص الأدبـي أو تمثِّل "المسوَّدة" الفكرية للنص الأدبـي إن جاز تعبيري.

عزيزي القارئ الكريم، بدأت تجربتي مع "التحليل اللغوي" مع أساتذتي في المرحلة الجامعية الأولى التي رزقني الله فيها بأساتذة كرام[4] من أقسام النحو والصرف والعروض، والبلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بجامعة القاهرة، غرسوا بذور هذا الاتجاه في طلابهم جميعًا، وأسعدُ دائمًا بأنني كنت واحدًا من هؤلاء، ثم توالت الأيام وسَجَّلْتُ للدرجة العلمية التي يجب أن أحلِّل النصوص فيها تحليلاً لغويا يكشف عن تعانق الدلالة والنحو وتأثير كل منها في الآخر.

ثم كان ما كان من أمر أستاذي الدكتور صابر عبدالمنعم - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بجامعة القاهرة - الذي استطاع أن يُلفِتَ نظري بـ"ذائقته اللغوية" إلى أن كل صوت له معنى خاص يُضفيه على المعنى العام للكلمات داخل النص، وهذا الصوت ربما يتحكم في اختيار الكلمات في بعض الأحيان بحيث يَعدِل المبدع عن استخدام مفردة لأجل استخدام أخرى تبَعًا لوقعها الصوتي الخاص، وربما سنرى هذا واضحا من خلال المثال الذي اخترتُه للتحليل بعد قليل.

وإذا أردنا أن نتكلم عن "التحليل اللغوي" فمن الجدير أن ننتبه جميعًا إلى ثلاثة منطلقات رئيسية يجب على من يقوم بالدخول إلى النص بهذا النوع من التحاليل أن يكون على وعيٍ بها:
أولاً: لا يجب أن يكون المبدع أو منشئ النص الأدبي على علم بقواعد "التحليل اللغوي" التي يستخدمها المحلِّل أو حتى قواعد اللغة التي تحكم نصه؛ فمرحلة الإحاطة بالقواعد أو مرحلة إصدار الأحكام مرحلةٌ تالية على مرحلة الإبداع ذاتها.

ثانيًا: إن "التحليل اللغوي" هو أداة مثل أيِّ أداة للدخول إلى الجانب غير المرئي من النص الأدبي، تحلله وتفصله، وتعيد تركيبه لتَسْتَكْنِهَ مَاهِيَّتَه، وهذه الأداة - في الحقيقة - أداة وهْمية، ليست لها أي صفة في الحقيقة كالساحر الذي يُقطِّع جسم صاحبه على المسرح إلى قسمين فما يلبث هذا الصاحب حتى يقف محيِّيًا جمهورَه كاملاً غير منقوص وكَأنْ لم يحدث فيه أيُّ خدْش.

ثالثًا: إن اللغة التي نستخدمها في "التحليل اللغوي" تختلف بالضرورة عن اللغة التي يستخدمها مُنشِئ النص؛ فلغة المبدع فِطرية، وهي الموضوع Object-********، وتعتبر لغة التحليل لغة علمية علوية[5] ****-********، وهذا لا يعني أن تكون لغة التحليل أضعف من اللغة المستخدمة في النص؛ وإلا لا يعقل أن تكون لغة النص جزلة وتتمتع بقدر كبير من الفصاحة، ولغة التحليل ركيكة هشة، وأرجو أن يكون الله قد مَنَّ عليَّ بما يوافق كلامي من تطبيقي.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي مادحًا المعلِّمَ ومُشيدًا بدوره في بناء حضارة عظيمة:

قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا
كادَ المعلّمُ أنْ يَكُونَ رَسُولا
أعَلِمْتَ أشْرَفَ أوْ أجَلَّ مِن الَّذِي
يَبْنِي وَيُنْشِئُ أنْفُسًا وَعُقُولا
سُبْحَانَكَ، اللَّهُمَّ، خَيْرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمْتَ بِالْقَلَمِ الْقُرُونَ الأولَى
أخْرَجْتَ هَذَا الْعَقْلَ مِنْ ظُلُمَاتِهِ
وَهَدَيْتَهُ النُّورَ الْمُبِينَ سَبِيلا
وَطَبَعْتَهُ بِيَدِ الْمُعَلِّمِ، تارةً
صَدِئَ الْحَدِيدِ، وَتَارَةً مَصْقُولا
أرْسَلْتَ بِالتَّوْرَاةِ مُوسَى مُرْشِدًا
وَابْنَ الْبَتُولِ فَعَلَّمَ الإنْجِيلا

التحليل على المستوى الصوتي:
• أول ما يطالعنا به الشاعر هو تلك الدَّنة الصوتية القوية من "قُـ" المجهورة والشديدة والمضمومة و"ـمْ" المجهورةِ بِغنَّةٍ، وكأنه يوقظ نيامًا من سبات عميق مُفزِعا إياهم.

• حتى إذا ما وجدَ المخاطب قد فزع فعلاً فإنه يرجع ليخفف عنه ما أصابه من الفزع بما في الفعل "وَفِّهِ" من قيمة صوتية: واو تتميز بالجهر (وكأنه يقول: كن منتبهًا لأنني سوف أُرجِعكَ لطبيعتك الهادئة) والرخاوة، وفاء مهموسة رخوة مكرَّرة، وهاء بنفس سمات الفاء إلا أنَّ الكسرة تضعنا أمام إشارة يدوية من الشاعر أنْ اهدأ لتمنحَنِي طلبي.

• وفي البيت الثاني، وكأنَّ الشاعر قد أمسك كتِفَي مخاطَبه بيديه وحاول أن يهزه ست مرات، إن صوت الهمزة هنا يشعرنا بأشياء منها أبوية الشاعر لمخاطبه ودلالُه عليه لدرجةِ أنْ يُمسك بكتفيه ويهزه هزات حانية، ومنها أن الشاعر قد أحس من مخاطبه استنكارا لإيقاظه بهذا الشكل، وتبريره الذي لم يرتقِ عنده لدرجة القبول "كاد المعلم أن يكون رسولا"؛ وكأن المخاطب يقول: فكيف بك أيها الشاعر الأب الكريم توقظني من نومي بهذه الطريقة ثم تقول لي: "كاد المعلم أن يكون رسولا"!

• إذا تأملنا صوت الجيم وجدنا أنه هنا يدل على الفخامة، ولا يوجد صوت آخر يتناسب مع هذا المكان غير هذا الصوت، وتستطيع - أيها القارئ الكريم - أن تضع مكانه "أعزَّ" مثلا، وانظرْ ماذا تحس، ينضاف إلى ذلك صوت الشين في الصفة "أشرف" مع الراء التكرارية.

• ويدخل صوت السين لأسماعنا من "سبحانك" لنتوقع أن الشاعر في موقفه التمثيلي قد هدأ وهدأ مخاطَبُة المسكين بعد أن أجاب بإجابةٍ دُفِع إليها مرتضيا "نَعَمْ"، كما نتوقع أن يتحول الحديث من المخاطب إلى من بيده عِلْمُ المعلِّم وكينونتُه.. الله سبحانه وتعالى.

• ومن الملاحظ في هذا البيت كثرة التشديد (4 مرَّات) للتأكيد في إطار من الإذعان والامتنان يبدو من أصوات النون[6] (3 مرَّات) والميم (6 مرَّات) واللام (12 مرَّة).

• وأجدني مشدودا بإحساسي إلى تلك الواو التي في كلمة "القرون"، وكأنها تحكي قصة تلك القرون الطويلة على مدار تاريخها الطويل أيامًا ولياليَ، وأسابيع وشهورًا، وفصولاً وسنواتٍ، ثم يأتي صوت النون في نفس الكلمة، وكأنَّ السبات قد خيَّم على تلك القرون التي تطالب بإزالة هذا السبات عنها (يظهر هذا من خلال فتحة النون = نَ)، وهذا مما يحتاج إلى قوة وجهد كبيرين لإزالته، وبالتالي، يأتي دور اللام من كلمة "الأولى" التي من خصائصها الإذلاق والانحراف، وكأنها حلقة الوصل بين المشكلة وطريقة حلها، وفجأة نسقط مع الهمزة في عملية تطهيرها الطويلة أيضًا (الواو) لنخرج أيضا بسهولة وكأننا نرى معاول التطهير ونسمع صوتها (في اللام وصوت الإطلاق).

• ثم يعود الشاعر لصوت الهمزة من جديد بادئًا به، وكأنه يقول: إنك - يا ربي - حينما أردتَ أن تمحو عن العقل غياهب الجهل فلا مقدمات ولا دوافع، وإنما هي إرادةٌ إلهية تسير بقانون "كُنْ فيكون"، ولا أحدَ يستطيع أن يسبق علمك إلى ما تريدُ.

• ولكننا مؤمنون بكرمكَ وإحسانكَ - يا رب العالمين - فمن المتوقع، وقد أخرجته من ظلمات الجهل، أن تحسن إليه وتهديه صراطك المستقيم (ومحور تلك الدلالة هو صوت الهاء في "هَدَيْتَه").

• ويؤكد لنا صوت الطاء في على مدى قوة الطبع وعصيانه على المحو في "طَبَعْتَه".

• ومن الملاحظ على النص عمومًا من جانب الدلالات الصوتية أنَّ صوت اللام كان غالبا (41 مرَّة) بما يُشِيع في النص جوًّا من التماسك والالتصاق والذوق في تكوين أجزائه لأن هذا من دلالات صوت اللام أصلاً.

• ويأتي صوت الميم (22 مرَّة) بما فيه من جهر وغنة ليعطي قيمة موسيقية شعورية تتناسب والأبيات وجوها المفعَم بالاحترام والتبجيل.

• وهذا بيان بالأصوات الواردة بالنص:
الصوت
عدد المرات
الهمزة
12
الباء
11
التاء
16
الثاء
0
الجيم
3
الحاء
2
الخاء
2
الدال
7
الذال
1
الراء
11
الزاي
0
السين
6
الشين
3
الصاد
2
الضاد
0
الطاء
1
الظاء
1
العين
10
الغين
0
الفاء
5
القاف
6
الكاف
2
اللام
41
الميم
22
النون
18
الهاء
7
الواو (اللين)
8
الواو (المد)
8
الياء (اللين)
6
الياء (المد)
7
ألف المد
12

التحليل على المستوى الصرفي:
• وكأن الشاعر الكريم قد اعتاد على الأمر المباشر؛ فلم يستخدم المضارع المسبوق بلام الأمر مثلاً للتخفيف من حِدَّة فعل الأمر المباشر أوَّلاً، ولم يستخدم الفعل المثال (وَقَفَ) بدلاً من الفعل الأجوف (قَامَ) ثانيًا، وكأنه ضنَّ على مخاطَبِه بأن تكون له حال أو على الأقل استنكر ما تحمله الحال من معنى التغير والتَّبَدُّل (مُوَفِّيًا) ثانيًا؛ إنه استخدم (وَفِّ).

• وبينما ينتابه شعور بأحقيَّة هذا المخاطب المسكين في تبرير إيقاظه بهذه الطريقة أيًّا كان السبب (قم - وفِّ) بما يجعله مقتنعًا، وبينما يؤكد على أهميًّة العلم المشتق منه صفة من يقوم بهذه المهنة المقدسة (عَلِمَ)، فإنني أرى شوقي مُتَلَجْلِجًا بين وصف المعلم بالشرف أو الجلال في إشارة إلى أن أحلى الوصفين عَسَلٌ (أو)، ويزيد على ذلك استخدام المفاضلة (أشرَف - أجَلّ)، وربما يناسب المعلِّمَ صاحبَ هذه الأوصاف أن يُنشِئَ ويُربِّي أعدادًا قليلةً من الطلاب (أنفسًا)، ولكن هذه الأعداد القليلة تحمل (عقولاً) كبيرة وكثيرة.

وإلى اللقاء..

[1] ينظر الأستاذ أحمد العمراوي في مقاله "العربية لغة الموتى" المنشور بالشبكة الدولية (الإنترنت).
[2] ينظر: الأستاذ عباس العقاد في كتابه "اللغة الشاعرة".
[3] ينظر: الدكتور تمام حسان في كتابه "البيان في روائع القرآن".
[4] أذكر منهم الأساتذة الكرام: د. عبدالواحد علام ود. عبدالفتاح عثمان والدكتور على عشري والدكتور محمد أبو الأنوار - رحم الله الجميع - والدكتور محمد حماسة والدكتور أحمد كشك والدكتور شفيع السيد والدكتور أحمد درويش وغيرهم من الكبار.
[5] ينظر: الدكتور ياسين خليل في بحثه "منطق اللغة: نظرية عامة في التحليل اللغوي".
[6] في التحليل الصوتي، يكون التنوين ضمن القيم الصوتية أيضا.

leprence30
2013-09-06, 14:28
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (36 /44)
أسئلة على باب ظرف الزمان، وظرف المكان

س401: ما هو الظَّرْف؟
الجواب:
الظَّرْف معناه في اللُّغة: الوِعاء، تقول: هذا الإناء ظَرْفُ الماء؛ أي: وعاؤه.
والمراد به في عُرْف النُّحاة: المفعول فيه.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س402: ما هو ظَرْف الزَّمان؟ وإلى كم قِسم ينقسِم؟
الجواب:
ظرْفُ الزَّمان عبارة عنِ الاسم الذي يدلُّ على الزمان، المنصوب باللفْظِ الدالّ على المعنى الواقِع ذلك المعنى فيه، بملاحظةِ معنى "في" الدالَّة على الظرفيَّة.

وينقسم ظرف الزمان إلى قِسمين:
الأول: المختص: وهو ما دلَّ على مقدار معيَّن محدود مِن الزمان.

والثاني: المُبْهَم: وهو ما دلَّ على مقدارٍ غير معيَّن، ولا محدود.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س403: مَثِّل بثلاثةِ أمثلة في جُمل مفيدة لظرْف الزَّمان المختصِّ، وبثلاثة أمثلة أخرى لظرْف الزمانِ المُبهَم؟
الجواب:
أولاً: مثال ظرْف الزَّمان المختصّ:
1- مكثتُ شهرَ رمضان في مكَّة.
2- عشتُ أسبوعًا جميلاً في المدينة النبويَّة.
3- سرتُ يومَ الجمعة.

ثانيًا: مثال ظرْف الزمان المبهم:
1- سرتُ لحظةً.
2- مكثتُ ساعةً.
3- انتظرتُ القطار حينًا.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س404: هل يَنصب على أنَّه مفعول فيه كل ظرْف زَمان؟
الجواب: نعم.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س405: اجعلْ كل واحد مِن الألفاظ الآتية مفعولاً فيه في جملةٍ مفيدة، وبيِّن معناه: عَتمةً، صباحًا، زمانًا، لحظةً، ضحوةً، غدًا.
الجواب:
1- عتمةً:.
هي اسمٌ لثُلث الليل الأوَّل، ومثالها: سأزورك عتمةً.

2- صباحًا:
هو اسمٌ للوقت الذي يَبتدِئ من أوَّل نِصف الليل الثاني إلى الزَّوال.
ومثاله: سافَر أخي صباحًا.

3- زمانًا:
هو اسمٌ لزمان مُبهَم، غير معلوم الابتداء، ولا الانتهاء.
ومثاله: صاحبت محمدًا زمانًا.

4- لحظةً:
هي اسمٌ لزمان مُبهَم، غير معلوم الابتداء، ولا الانتهاء.
ومثاله: انتظرت محمدًا لحظةً.

5- ضحوةً:
أي: ضُحًى.
ومثاله: أتيتك ضحوةَ الأحد.

6- غدًا:
هو اسمٌ لليوم الذي بعدَ يومك الذي أنتَ فيه.
ومثاله: إذا جئتَني غدًا أكرمتُك.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س406: ما هو ظرْف المكان؟ وما هو ظرْف المكان المُبهَم؟ وما هو ظرْف المكان المختصّ؟ مَثِّل بثلاثة أمثلة لكلٍّ مِن ظرْف المكان المبهَم وظرْف المكان المختصّ، وهل يُنصَب على أنَّه مفعولٌ فيه كلُّ ظرْف مكان؟
الجواب:
أولاً: ظَرْف المكان هو عبارة عن الاسم الدالِّ على المكان المبهَم، المنصوب بلفظ عامِله، الدال على ما وقَع فيه، على معنى "في" الظرفيَّة.

ثانيًا: ظرْف المكان المبهَم هو: ما ليس له صُورة، ولا حدود محصورة.

ثالثًا: ظرْف المكان المختصُّ هو: ما له صورةٌ وحدودٌ محصورة.

رابعًا: مثال ظرْف المكان المبهم:
1- جلستُ أمامَ الأستاذ مؤدبًا.

2- سار المشاةُ خلْف الرُّكبان.

3- مشَى الشرطي قُدَّامَ الأمير.

خامسًا: مثال ظرْف المكان المختصّ:
1- اعتكفتُ في المسجد.

2- زرتُ عليًّا في داره.

3- صليتُ الظهر في البيت لمَرَضي الشديد.

سادسًا: لا يجوز أن يُنصب على أنَّه مفعول فيه إلا ظرْفُ المكان المبهَم، أما ظرْف المكان المختص، فإنَّه يجب جرُّه بحرف جر يدلُّ على المراد.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س407: اذكُر سبع جُمل تصِف فيها عملك يومَ الجُمُعة، بشرْط أن تشتمل كلُّ جملة على مفعولٍ فيه؟
الجواب:
1- استيقظتُ صباحًا لأداءِ صلاة الفجْر في جماعة.
2- اغتسلتُ غدوة.
3- ذهبتُ إلى المسجد ضُحًى.
4- جلستُ أمامَ الخطيب.
5- قرأتُ حينًا سورةَ الكهف حتى أتى الخطيب.
6- صليتُ الجُمُعة ركعتَين خلْفَ الخطيب.
7- سرتُ قدَّامَ الخطيب عندَ خروجنا من المسجد.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س408: أعرب الجمل الآتية:
1- وقفتُ خلفَ الباب.
2- صليتُ قدَّامَ المأمومين إمامًا.
3- جلستُ وراء الشيخ.
4- صعدتُ فوقَ البيت.
5- جلستُ تحتَ الشجرة.
6- عندَ الشجرةِ عُصفور.
7- ذهبتُ مع والدي.
8- نِمتُ إزاءَ البيت.
9- بيتنا حذاءَ المسجد.
10- وقفتُ تلقاءَ البيت.
11- قال تعالى: ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 64].
12- تعلمتُ هنا.

الجواب:
1- وقفتُ خلفَ الباب:
• وقفت: وقَف: فعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرٌ مبني على السكون في محلِّ رفْع، فاعل.

• خلف: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، وخلْف مضاف.

• الباب: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخِره.

2- صليتُ قدَّامَ المأمومين إمامًا:
• صليت: صلى: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرٌ مبنيٌ على الضمِّ في محلِّ رفْع، فاعل.

• قدَّام: ظرْف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وقدَّام مضاف.

• المأمومين: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياءُ نيابةً عنِ الكسرة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالم، والنون عوض عنِ التنوين في الاسمِ المفرد.

• إمامًا: حال منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة.

3- جلستُ وراءَ الشيخ:
• جلست: جلس: فِعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبني على الضمِّ، في محلِّ رفْع فاعل.

• وراء: ظرْف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، ووراء: مضاف.

• الشيخ: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

4- صَعِدتُ فوق البيت:
• صَعِدت: فِعل وفاعل.

• فوق: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وفوق مضاف.

• البيت: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

5- جلستُ تحتَ الشجرة:
• جلست: فِعل وفاعل.

• تحت: ظرْف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وتحت مضاف.

• الشجرة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

6- عندَ الشجرة عصفور:
• عند: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، وهو متعلِّق بمحذوف تقديره: "كائن" خبر مقدَّم، وعند مضاف.

• الشجرة: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

• عصفور: مبتدأ مؤخَّر مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.

7- ذهبتُ مع والدي:
• ذهبتُ: فعل وفاعل.

• مع: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة المكانيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، ومع مضاف.

• والدي: والد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسَبة، ووالد مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السكون في محلِّ جر، مضاف إليه.

8- نِمتُ إزاءَ البيت:
• نِمت: فعل وفاعل.

• إزاء: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وإزاء مضاف.

• البيت: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

9- بيتنا حُذاءَ المسجد:
• بيتنا: بيت: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعه ضمةٌ ظاهرة في آخِره، وبيت مضاف، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ جرِّ مضاف إليه.

• حذاء: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وهو متعلِّق بمحذوفٍ خبر، تقديرُه: كائن، والتقدير: بيتُنا كائنٌ حذاءَ المسجد، وحذاء مضاف.

• المسجد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة.

10- وَقَفْتُ تلقاءَ البيت:
• وقفت: وقَف: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبني على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعل.

• تلقاء: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرةُ في آخِره، وتِلقاء مضاف.

• البيت: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

11- قال تعالى: ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 64]:
• أزْلَفْنا: أزلف: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرك "نا الفاعلين"، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ رفْع، فاعل.

• ثمَّ: ظرْف مكان، مبنيٌّ على الفتْح، في محل نصب.

• الآخرين: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمْع مذكَّر سالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

12- تعلمت هنا:
• تعلمتُ: فعل وفاعل.

• هنا: ظرف مكان، مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصْب على الظرفيَّة.

leprence30
2013-09-06, 14:32
العلة النحوية في رفع المبتدأ والخبر

كان الخوف من ظهور اللحن في القرآن، هو الباعثَ الأوَّل على العناية بالنحو وما إليه، ولا شك أنَّه سينشأ النحو في ظلال لغة القرآن، وسيتأثر به، وقد يتَّبع خطاه، ويَسلُك سبيله، وهذا ما حصل فعلاً، حين نشأ النحو العربي في ظلال القرآن[1].

ولَما كان من طبيعة الإنسان منذ طفولته، أن يسأل عن السبب لكل ما يَراه ويسمعه، وجَدناه يعكس ذلك على كل ما يمرُّ به، وعلى مدى سِني حياته، وتطوُّر إدراكه، وعلى اختلاف العلوم التي يتعلَّمها؛ لذلك نجد أن دارس اللغة العربية قد ذهب إلى إيجاد علَّة لكلِّ ما يراه من أحكام وقواعد، "فللمرفوع سببٌ، وللمنصوب علَّة، وللمجرور غاية، وللمجزوم هدف"[2].

وقد عدَّ الباحثون (مبدأ العلة) العمود الفقري الذي تدور حوله الكثير من أبحاث النحو الرئيسة والفرعية، فما العلة النحوية؟ وكيف نشأتْ؟
أولاً: تعريف العلة لغةً واصطلاحًا:
1 - العلة لغةً:
العلة: تأتي بفتح العين وكسرها.

أما بالفتح، فتأتي بمعنى الشَّربة الثانية، والفعل: علَّ القوم إبلهم يَعلُّونها عَلاًّ وعلَلاً، والإبل تَعُل نفسها علَلاً[3].

وتأتي بمعنى التشاغل: تعلَّل بالأمر، واعتلَّ: تشاغَل، وعلَّله بطعامٍ وحديث ونحوهما: شغَله بهما، وتعلَّلتُ بالمرأة: لَهوتُ بها[4].

أما بالكسر، فإنها تأتي بمعنى المرض: عَل يَعِل واعتلَّ؛ أي: مرِضَ، فهو عليلٌ، وأعلَّه الله، ولا أعلَّك الله؛ أي: لا أصابك بعلَّة[5].

وتأتي بمعنى الحدث يَشغل صاحبَه عن حاجته، كأن تلك العلة صارَت شُغلاً ثابتًا منَعه من شُغله الأول[6].

وتأتي بمعنى السبب: هذا علةٌ لهذا؛ أي: سببٌ[7].

وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: "فكان عبدالرحمن[8] يَضرب بعِلة الراحلة؛ أي: بسببها، يُظهِر أنه يَضرب جَنب البعير برِجله، وإنما يَضرب رجلي"[9].

وقال الكفوي (ت1094هـ) في الكليات: العلة عبارة عن معنى يَحل بالمحل، فيتغيَّر به حال المحل، ومنه سُمِّي المرض علةً، وهي ما يتوقَّف عليه الشيء[10].

2 - العلة في الاصطلاح النحوي:
معنى التعليل عند النحويين:
النظر في مختلف الأحكام النحوية، وما يَرونه من الأسباب الداعية لتلك الأحكام، وهو أمرٌ ضروري في كل قياس؛ لذلك كانت العلة هي الركن الرابع من أركان القياس[11]؛ لأن القياس: "هو حمْل غير المنقول على المنقول، إذا كان في معناه"[12]، وقياس العلة معمول به بالإجماع عند العلماء كافة[13]، فهي عند الرماني (ت 384هـ): "تغيير المعلول عما كان عليه"[14]؛ أي: خروج عن الأصل.

إذًا للعلة ارتباط بالأصل؛ لأن ما جاء على أصله لا يُسأل عن علَّته، ولأن "مَن عدَل عن الأصل، افتقَر إلى إقامة الدليل؛ لعدوله عن الأصل"[15].

وعرَّفها الجرجاني (ت 816هـ) بقوله: "هي ما يتوقَّف عليه وجود الشيء، ويكون خارجًا مؤثِّرًا فيه"[16].

وعرَّفها الدكتور مازن المبارك بـ"الوصف الذي يكون مظنَّة وجه الحِكمة في اتخاذ الحُكم"[17].

وعرَّفها الدكتور علي أبو المكارم بأنها: "السبب الذي تحقَّق في المَقيس عليه، فأوجَب له حكمًا، وتحقَّق في المقيس أيضًا، فأُلْحِق به، فأخَذ حُكمه"[18].

وعرَّفها الدكتور محمد الحلواني:
"يُراد بالعلة النحوية: تفسير الظاهرة اللغوية، والنفوذ إلى ما وراءها، وشرْح الأسباب التي جعلتها على ما هي عليه، وكثيرًا ما يتجاوز الأمر الحقائق اللغوية، ويصل إلى المحاكمة الذهنية الصرفة[19].

وبيَّن الدكتور تمام حسان أن الفرق بين العلة والسبب، فرقٌ في التأثير؛ "فالحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا، ولكنه لا يدور مع السبب"[20].

قبل البَدء ببيان العلة في رفع المبتدأ والخبر، لا بد أن نذكر تعريف الإعراب والبناء لغة واصطلاحًا عند النحاة.

الإعراب لغة:
هو الإبانة والوضوح[21]، وفي شرح الأُشموني: "هو مصدر أعرَب؛ أي: أبان؛ أي: أظهر، أو أجالَ، أو حسَّنَ أو غيَّر، أو أزال عرَبَ الشيءِ، وهو فسادُه، أو تكلَّم بالعربية، أو أعطى العربون، أو وُلِد له ولدٌ عربي اللون، أو تكلَّم بالفُحش، أو لم يَلحن في الكلام، أوصار له خيل عِراب، أو تحبَّب إلى غيره، ومنه العَرُوبُ المتحبِّبة إلى زوجها"[22].

وفي الاصطلاح:
"هو ما جِيء به لبيان مقتضى العامل؛ من حركة أو حرفٍ، أو سكون، أو حذفٍ"[23].

والإعراب عند سيبويه:
"هو ما يُحدثه العامل؛ من نصبٍ وجرٍّ، ورفْع وجزْمٍ، وفتْحٍ وكسرٍ وضمٍّ، وهذه المجاري الثمانية يَجمعهنَّ في اللفظ أربعةُ أضرب … ما يدخله ضربٌ من هذه الأربعة لما يُحدِثُ فيه العامل، وليس شيء منها إلا وهو يَزول عنه"[24].

وحدَّه ابن جني في الخصائص بقوله: "هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ، ألا ترى أنك إذا سمعت: (أكرم سعيدٌ أباه)، و(شكر سعيدًا أبوه)، علِمت - برفْع أحدهما ونصب الآخر - الفاعل من المفعول؟ ولو كان الكلام شرحًا واحدًا، لاستُبْهِم أحدهما من صاحبه"[25].

وحدَّه أبو البركات الأنباري بقوله: "إن الإعراب اختلاف أواخر الكَلِم باختلاف العوامل لفظًا أو تقديرًا"[26].

وحدَّه الفاكهي (ت972 هـ) بقوله: "أثرٌ ظاهر أو مقدَّر، يَجلبه العامل في آخر الكلمة حقيقة أو مجازًا"[27].

أما ابن السراج، فحدَّه بقوله:
"هو ما يَلحق الاسم والفعل بعد تسليم بنائهما، ونَضد حروفهما؛ نحو قولك: (هذا حكم وأحمر)، و(رأيت حكمًا وأحمر)، و(مررت بحكم وأحمر)…، فسمَّوا هذا الصِّنف من التغيير الذي يقع لفروق ومعانٍ تَحدث: إعرابًا"[28].

وذكر الزجاجي (ت 337 هـ) في الإيضاح أن علة دخول الإعراب في الكلام الفرقُ بين المعاني، قال:
"إن الأسماء لَمَّا كانت تَعتورها المعاني، فتكون فاعلة ومفعولة، ومضافة ومضافًا إليها، ولم تكن في صُورها وأبنيتها أدلَّة على هذه المعاني، بل كانت مشتركة - جُعلت حركات الإعراب فيها تُنبئ عن هذه المعاني، فقالوا: (ضربَ زيدٌ عمرًا)، فدلوا برفْع زيد على أن الفعل له، وبنصْب عمرو على أن الفعل واقعٌ به، وقالوا: (ضُرِبَ زيدٌ)، فدلوا بتغيير أول الفعل ورفْع زيد، على أن الفعل ما لم يُسمَّ فاعله، وإن المفعول قد ناب منابه، وقالوا: (هذا غلامُ زيدٍ)، فدلوا بخفْض زيد على إضافة الغلام إليه، وكذلك سائر المعاني، جعلوا هذه الحركات دلائلَ عليها؛ ليتَّسعوا في كلامهم، ويقدِّموا الفاعل إن أرادوا ذلك، أو المفعول عند الحاجة إلى تقديمه، وتكون الحركات دالَّة على المعاني"[29].

ولم يؤيِّد قطربٌ[30]ما ذهب إليه الزجاجيُّ من أن الإعراب دخَل في الكلام للدَّلالة على المعاني، وللفرق بين بعضها وبعض: "لأنَّا نجد في كلامهم أسماء متَّفقة في الإعراب مختلفة المعاني، وأسماء مختلفة الإعراب متَّفقة المعاني …."[31]، وذكر سبب إعراب العرب كلامها: "لأن الاسم في حال الوقف يَلزمه السكون للوقف، فلو جعلوا وصْله بالسكون أيضًا، لكان يلزمه الإسكان في الوقف والوصل، وكانوا يُبطئون عند الإدراج، فلما وصَلوا وأمكنهم التحريك، جعلوا التحريك معاقبًا للإسكان؛ ليعتدل الكلام، ألا تراهم بنَوا كلامهم على متحرِّك وساكن، ومتحرِّكين وساكن، ولم يَجمعوا بين ساكنين في حشْو الكلمة ولا في حشو بيتٍ، ولا بين أربعة أحرف متحرِّكة؛ لأنهم في اجتماع الساكنين يُبطئون، وفي كثرة الحروف المتحرِّكة يستعجلون، وتَذهب المُهلة في كلامهم، فجعلوا الحركة عَقِب الإسكان"[32].

أما البناء لغة:
"فهو وضْع شيء على صفة يُراد بها الثبوت"[33].

والبناء اصطلاحًا:
"هو ما لم يتغيَّر آخره بدخول العوامل عليه؛ نحو: (هؤلاءِ، وحَذامِ، وقَطامِ)"[34].

وحدَّه ابن جني بقوله: "هو لزوم آخر الكلمة ضربًا واحدًا من السكون أو الحركة، لا لشيءٍ أحدَثَ ذلك من العوامل"[35].

وحدَّه أبو علي (ت 377 هـ) في الإيضاح بقوله: "البناء خلاف الإعراب، وهو ألا يختلف الآخر باختلاف العامل، ولا يخلو البناءُ من أن يكون على سكونٍ أو حركة"[36].

وفي أسرار العربية: "هو لزوم أواخر الكلم بحركة وسكونٍ"[37].

وحدَّه ابن هشام (ت 761 هـ) بقوله: "هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لفظًا أو تقديرًا، وذلك كلزوم "هؤلاءِ" للكسرة، و(منذُ) للضمة، و(أينَ) للفتحة"[38].

وقال الأشموني: "قال في التسهيل: البناء هو ما جِيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه الإعراب، وليس حكاية أو إتْباعًا، أو نقلاً أو تخلُّصًا من سكونين... وقيل: هو لزوم آخر الكلمة حركة أو سكونًا لغير عاملٍ أو اعتلال"[39].

وفرَّق سيبويه بين حركات الإعراب والبناء؛ إذ يقول:
"وهي تجري على ثمانية مجارٍ: (على النصب، والجر، والرفع، والجزم، والفتح، والكسر، والضم، والوقف)، وإنما ذكرتُ لك ثمانية مجارٍ؛ لأُفرِّق بين ما يَدخلُه ضربٌ من هذه الأربعة لِما يُحدِثُ فيه العاملُ - وليس شيء منها إلا وهو يزول عنه - وبين ما يُبنى عليه الحرف بناء لا يزول عنه"[40].

أما ابن السراج، فقد تابَع سيبويه في التفريق بين حركات الإعراب والبناء، معلِّلاً ذلك بقوله: "فإن كانت الحركات ملازمة، سُمِّي الاسم مبنيًّا، فإن كان مضمومًا نحو (منذُ)، قيل: مضموم، ولم يُقَل: مرفوع؛ ليُفرَّق بينه وبين المُعرب، وإن كان مفتوحًا نحو: (أينَ)، قيل: مفتوح، ولم يُقَل: منصوب، وإن كان مكسورًا نحو (أمسِ) و(حَذامِ)، قيل: مكسور، ولم يُقَل: مجرور"[41]، والعلة علة تفريقٍ.

وذكر الرَّضي في شرح الكافية:
أن التمييز بين ألقاب حركات الإعراب وحركات البناء وسكونها في اصطلاح البصريين - متقدِّميهم ومتأخِّريهم - حصَل؛ تقريبًا للمعنى إلى السامع، وأما الكوفيون، فيطلقون ألقاب أحد النوعين على الآخر مطلقًا، ولا يفرِّقون بينهما[42]، والتفريق بين حركات الإعراب وحركات البناء هو مذهب البصريين[43].

ثم يذكر ابن السراج تعليلاً دقيقًا، مُبينًا فيه أن أصل الإعراب للأسماء، وأصل البناء للأفعال والحروف، وأن البناء الذي حصَل في الأسماء إنما هو لمشابهة الحرف، مُعلِّلاً ذلك بقوله: "واعلَم: أن الإعراب عندهم إنما حقه أن يكون للأسماء دون الأفعال والحروف، وأن السكون والبناء حقُّهما أن يكونا لكلِّ فعلٍ أو حرف، وأن البناء الذي وقع في الأسماء، عارِضٌ فيها لعلة، وأن الإعراب الذي دخل على الأفعال المستقبلة، إنما دخل فيها لعلة، فالعلة التي بُنِيت لها الأسماء: هي وقوعها موقع الحروف ومضارعتها لها"[44]، والعلة علة أصلٍ.

وكما قرَّر ابن السراج، قال المبرد من قبله: إن الإعراب أصل في الأسماء، فرْعٌ في الأفعال[45].

وذكر الزجاجي علة دخول الإعراب في الأسماء أن ذلك وقَع؛ ليفرَّق به بين الفاعل والمفعول، والمالك والمملوك، والمضاف والمضاف إليه[46].

وذكر السيوطي أن الأصل في الإعراب أن يكون للفرق بين المعاني[47].

وعلَّل ابن جني سبب بناء الاسم بشبهه بالحرف؛ إذ قال: "إن سبب البناء … مشابهة الاسم للحرف لا غير"[48].

ثم يذكر ابن السراج علَّة إعراب المعرب من الأفعال؛ إذ يقول: "وأما الفعل المُعرب، فقد بيَّنا أنه الذي يكون في أوله الحروف الزوائد التي تسمَّى حروف المضارعة، وهذا الفعل إنما أُعرب لمضارعته الأسماء وشبهه بها، والإعراب في الأصل للأسماء، وما أشبهها من الأفعال أُعرب، كما أنه إنما أُعرب من أسماء الفاعلين ما جرى على الأفعال المضارعة وأشباهها"[49]، والعلة علة مُشابَهةٍ.

ويذكر تعليلاً آخر، وهو أن الإعراب الذي وقع في الأفعال، إنما وقَع في المضارع منها للأسماء، فأما الرفع خاصة، فإنما هو لوقوعه موقع الأسماء، فالمعنى الذي رفعت به، غير المعنى الذي أعربت به[50].

نَستنتج من هذا أن ابن السراج قرَّر مذهب البصريين في أن البناء أصل في الأفعال، فرْع في الأسماء، والإعراب أصل في الأسماء، فرْع في الأفعال، وذلك بذِكر علة إعراب الفعل المضارع، وهي مشابهة الأسماء وشبهه بها، والإعراب في الأصل للأسماء وما أشبهها من الأفعال[51].

ثم يذكر في موضع آخرَ علة امتناع الفعل المُعتل من دخول الإعراب عليه إلا النصب، فالمعتل الذي آخره ياء، أو واو، أو ألف، فإن الإعراب يَمتنع من الدخول عليه إلا النصب، فإنه يدخل على ما لامه واو أو ياء خاصة دون الألف؛ لأن الألف لا يمكن تحرُّكها[52].

أولاً: رفْع الاسم:
المرفوعات في العربية نوعان: مرفوعٌ أصالةً، ومرفوع تبعًا، أما المرفوعات أصالة، فهما: الفاعل والمبتدأ، وأما المرفوعات تبعًا، فهي خبر المبتدأ، وخبر إن، وهو في الحقيقة خبر المبتدأ، واسم كان، والنعت، وعطف البيان، إذا كان متبوعهما مرفوعًا[53].

1- المبتدأ والخبر:
أ - المبتدأ:
حدَّ سيبويه المبتدأ بقوله: "فالمبتدأ كل اسم ابْتُدئ ليُبنى عليه كلام، والمبتدأ والمبني عليه رفعٌ، فالابتداء لا يكون إلا بمبني عليه، فالمبتدأ الأول والمبني ما بعده عليه، فهو مسند ومسند إليه"[54].

وحدَّه أبو علي الفارسي بقوله: "الابتداء وصْف في الاسم المبتدأ، يَرتفع به، وصفة المبتدأ أن يكون مُعرًّى من العوامل الظاهرة ومسندًا إليه شيءٌ، مثال ذلك: (زيدٌ منطلقٌ)"[55].

وجاء في شرح الجمل لابن عصفور: "هو جعْل الاسم أوَّل الكلام لفظًا أو تقديرًا، معرًّى من العوامل اللفظية؛ لتُخبر عنه"[56].

وجاء في شرح الأشموني: "المبتدأ: هو الاسم العاري عن العوامل اللفظية غير الزائدة، مُخبرًا عنه، أو وصفًا رافعًا لمستغنى به"[57].

وحدَّه الفاكهي بقوله: "الاسم المجرَّد عن عامل لفظي، لفظًا أو حكمًا، مخبرًا عنه، أو وصفًا رافعًا لِما انفصل وأغنى"[58].

أما ابن السراج، فحدَّه بقوله: "المبتدأ هو ما جرَّدته من عوامل الأسماء ومن الأفعال والحروف، وكان القصد فيه أن تَجعله أولاً لثانٍ، مبتدئًا به دون الفعل، ويكون ثانيه خبرَه، ولا يَستغني واحد منهما عن صاحبه"[59].

ب - الخبر:
حدَّه ابن السراج بقوله: "هو الاسم الذي هو خبر المبتدأ: هو الذي يستفيده السامع، ويَصير به المبتدأ كلامًا، وبالخبر يقع التصديق والتكذيب"[60].

أما ابن جني، فحدَّه بقوله: "هو كل ما أسندتَه إلى المبتدأ، وحدَّثت به عنه"[61].

وفي شرح الجمل: "الجزء المستفاد من الجملة، وذلك أنك إذا قلت: (زيدٌ قائمٌ)، فإن المستفاد من هذه الجملة، إنما هو الإخبار عن زيد بالقيام"[62].

وفي شرح ابن عقيل الخبر: "هو الجزء المكمِّل للفائدة، ويَرِدُ عليه الفاعلُ؛ نحو (قامَ زيدٌ)، فإنه يَصدق على زيد أنه الجزء المُتِمُّ للفائدة"[63].

ثم يذكر ابن السراج علَّة رفع المبتدأ والخبر، بأن المبتدأ مرفوع بالابتداء، وأن الخبر مرفوع بهما، فإذا قلت: (عبدالله أخوك)، فعبدالله: مرتفع بأنه أوَّل مبتدأ، فاقدٌ للعوامل، ابتدأتَه لتبني عليه ما يكون حديثًا عنه، (وأخوك): مرتفع بأنه الحديث المبني على الاسم الأول المبتدأ"[64].

وهما مرفوعان أبدًا، فالمبتدأ رُفِع بالابتداء، والخبر رُفِع بهما؛ نحو قولك: "الله ربُّنا، ومحمد نبيُّنا"، والمبتدأ لا يكون كلامًا تامًّا إلا بخبره[65].

وعند رجوع الباحث إلى سيبويه والمبرد، وجَد أن ابن السراج قد خالف سيبويه في هذه المسألة؛ إذ إن الرافع للخبر عند سيبويه المبتدأ وحْده[66].

وقد تابَع ابنُ السراج المبردَ في أن العامل في رفْع الخبر هو الابتداء والمبتدأ؛ إذ قال المبرد: "فأما رفْع المبتدأ، فبالابتداء، ومعنى الابتداء: التنبيه والتَّعْرية عن العوامل غيره، وهو أول الكلام....، والابتداء والمبتدأ يَرفعان الخبر"[67].

ونقَل الأنباري في "الإنصاف" الخلافَ في هذه المسألة بين البصريين والكوفيين، فقد ذهب الكوفيون إلى أن المبتدأ يرفع الخبر، والخبر يرفع المبتدأ، فهما يترافعان، وذلك نحو: (زيدٌ أخوك)، و(عمر غُلامك).

وذهب البصريون إلى أن المبتدأ يرتفع بالابتداء، وأما الخبر، فاختلفوا فيه، فذهب قومٌ إلى أنه يُرفع بالابتداء وحْده، وذهب آخرون إلى أنه يَرتفع بالابتداء والمبتدأ معًا، ونقَل ابن الأنباري حُجج كلٍّ من الفريقين[68].

وقد رجَّح ابنُ يعيشَ قول سيبويه في أن رافع الخبر هو الابتداء وحْده، واستدل بقوله:
"والذي أراه أن العامل في الخبر هو الابتداء وحْده، كما كان عاملاً في المبتدأ، إلا أن عمله في المبتدأ بلا واسطة، وعمله في الخبر بواسطة المبتدأ، فالابتداء يعمل في الخبر عند وجود المبتدأ، وإن لم يكن للمبتدأ أثرٌ في العمل، إلا أنه كالشرط في عمله، كما لو وضَعت ماء في قدرٍ، ووضَعتها على النار، فإن النار تُسخن الماء، فالتسخين حصل بالنار عند وجود القِدْر، لا بها، فكذلك ها هنا"[69].

إذًا مذهب سيبويه أن الخبر يرتفع بالمبتدأ[70]، ومذهب المبرِّد وابن السراج أن الخبر يرتفع بالمبتدأ والابتداء[71].

ومذهب الكوفيين أنهما تَرافعا، فالمبتدأ رفَع الخبر، والخبر رفع المبتدأ؛ لأن كلاًّ منهما طالبٌ الآخر، ومحتاج له، وبه صار عمدة[72].

ومذهب سيبويه وجمهور البصريين أن المبتدأ مرفوع بالابتداء؛ لأنه بُنِي عليه، ورافعُ الخبرِ المبتدأُ؛ لأنه مبني عليه وارتفَع به، كما ارتفع هو بالابتداء، وهذا أعدل المذاهب، وهو مذهب سيبويه، وهو الأول، وهذا الخلاف مما لا طائلَ وراءه[73]، واختار السيوطي مذهب الكوفيين[74].

وعلَّل ابن السراج أن المبتدأ لا يَستغني عن الخبر، كما أن الفعل لا يستغني عن الفاعل، فكلٌّ منهما لا يستغني عن صاحبه[75]، والعلة علة استغناءٍ.

وقد تابَع ابنُ السراج سيبويهِ في تعليل ذلك؛ إذ قال سيبويه في باب المسند والمسند إليه: "وهما ما لا يَستغني واحد منهما عن الآخر، ولا يجد المتكلم منه بُدًّا، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه، وهو قولك: (عبدالله أخوك، وهذا أخوك)، ومثل ذلك قولك: (يذهب زيدٌ)، فلا بدَّ للفعل من الاسم، كما لم يكن للاسم الأول بُدٌّ من الآخر في الابتداء"[76].

وفي موضع آخرَ يُعلِّل ابن السراج رفْع المبتدأ بمشابهته الفاعل؛ من أجْل أن الفاعل يبدأ بالفعل قبله، والمبتدأ يبدأ فيه الاسم المحدَّث عنه قبل الحديث، وكذلك حُكم كلِّ مُخبر، والفرق بينه وبين الفاعل، أن الفاعل مُبتدأ بالحديث قبْله، ألا ترى أنك إذا قلت: زيدٌ منطلقٌ، فإنما بدأت (بزيد)، وهو الذي حدَّثت عنه بالانطلاق، والحديث عنه بعده، وإذا قلت: ينطلق زيدٌ، فقد بدأ بالحديث وهو انطلاقه، ثم ذكرت زيدًا المحدَّث عنه بالانطلاق بعد أن ذكرتَ الحديث، فالفاعل مضارع للمبتدأ؛ من أجل أنهما جميعًا محدَّث عنهما، وأنهما لا يُستغنى عنهما في الجملة؛ لأن كلاًّ منهما عمدة[77]، والعلة علة مشابهةٍ.

وفي موضع آخرَ يُعلل ابن السراج لعلة تعريف المبتدأ، أن حقَّ المبتدأ أن يكون معرفة، أو ما قارَب المعرفة، فإذا اجتمع اسمان معرفة ونكرة، فحقُّ المعرفة أن تكون هي المبتدأ؛ إذ قال ابن السراج في تعليل ذلك: "وقد يجوز أن تقول: رجل قائم، إذا سألك سائلٌ، فقال: أرجلٌ قائمٌ أم امرأة؟ فتُجيبه فتقول: رجل قائم، وجملة هذا: أنه إنما ينظر إلى ما فيه فائدة، فمتى كانت فائدة بوجهٍ من الوجوه، فهو جائز، وإلاَّ فلا، فإذا اجتمع اسمان معرفة ونكرة، فحق المعرفة أن تكون هي المبتدأ، وأن تكون النكرة الخبر؛ لأنك إذا ابتدَأت فإنما قصدُك تنبيه السامع بذِكر الاسم الذي تُحدِّثه عنه؛ ليتوقَّع الخبر بعده، فالخبر هو الذي يُنكِره، ولا يَعرِفه، ويَستفيده، والاسم لا فائدة له؛ لمعرفته به، وإنما ذكَرته لتُسند إليه الخبر"[78].

من عبارة ابن السراج نَستنتج أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا حصَلت الفائدة، فمتى حصلت الفائدة في الكلام، جازَ الابتداء بالنكرة.

ثم يُعلِّل في موضع آخرَ أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة المفردة المحضة؛ لأنه لا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه، فلا معنى للتكلُّم به إلا إذا وُصِف، فإذا قلت: رجلٌ قائمٌ، أو رجلٌ عالم، لم يكن في هذا الكلام فائدة؛ لأنه لا يستنكر أن يكون في الناس رجل قائمٌ أو عالم، فإذا قلت: رجل من بني فلان، أو رجل من إخوانك، أو وصَفته بأي صفةٍ كانت تُقرِّبه من معرفتك، حسُن؛ لِما في ذلك من الفائدة[79].

ويبدو أن ابن السراج تابَع سيبويه والمبرد في مجيء المبتدأ معرفةً، ولا يجوز الابتداء به نكرةً إلا إذا سُوِّغ[80].

وبعد رجوع الباحث إلى المتأخرين ممن يهتمُّ بهذه العلل، وجَد الكثير قد سار في الحديث عن هذه العلة على وَفْق ما ذكره ابن السراج[81].

وفي موضع آخرَ يُعلل ابن السراج أن المعارف أَولى بالابتداء من غيرها، فإذا قلت: (زيد هذا)، فزيد مبتدأ و(هذا) خبره، والأحسن أن تبدأ (بهذا)؛ لأن الأعرف أَوْلى بأن يكون مبتدأً[82]، والعلة علة أَولى.

ونقل الأنباري في "الإنصاف" علة اختلاف مراتب المعارف، فذهب الكوفيون إلى أن الاسم المُبهم - نحو: (هذا وذاك) - أعرفُ من الاسم العلم؛ نحو: (زيد وعمرو)، وذهب البصريون إلى أن الاسم العلم أعرفُ من الاسم المُبهم، واختلفوا في مراتب المعارف[83]. في موضع آخر يُعلل ابن السراج علة ظهور وإسناد الضمير العائد على المبتدأ تعليلاً دقيقًا، أنه إذا جرى خبر المُشتق على مَن هو له، استَتر الضمير فيه، فلا يجوز إبرازه إلا مؤكدًا؛ لأن المبتدأ هو الفاعل في المعنى؛ إذ يقول ابن السراج في تعليل ذلك: "واعلَم أن خبر المبتدأ إذا كان اسمًا من أسماء الفاعلين، وكان المبتدأ هو الفاعل في المعنى، وكان جاريًا عليه إلى جَنبه - أُضمِر فيه ما يرجع إليه، وانستَر؛ نحو قولك: عمرو قائم، وأنت منطلق، فأنت وعمرو الفاعلان في المعنى؛ لأن عمرًا هو الذي قام، وقائم جارٍ على (عمرو)، وموضوع إلى جانبه، لم يَحُلْ بينه وبينه حائلٌ، فمتى كان الخبر بهذه الصفة، لم يحتجْ إلى أن يظهر الضمير إلا مؤكدًا، فإن أردت التأكيد، قلت: زيد قائمٌ هو، وإن لم تُرد التأكيد، فأنت مستغنٍ عن ذلك"[84]، والعلة علة استغناءٍ.

وهذا مذهب سيبويه، فقد جوَّز سيبويه فيه وجهين: أن يكون (هو) تأكيدًا للضمير المستتر في (قائم)، أو أن يكون فاعلاً بـ(قائم)[85]، واختار ابن مالك مذهب البصريين[86].

ويُعلل ابن السراج تعليلاً دقيقًا عدمَ صحة وقوع خبر الجثة زمانًا، وهي أنه إذا كان المبتدأ جثَّةً، لم يَجز أن يكون خبره ظرفًا لزمان، وإنما امتنَع من ذلك؛ لأن الغرض من الخبر إفادة المخاطب، وما لا فائدة فيه لا يجوز استعمال الكلام به؛ فلهذا لم يَجز أن تكون ظروف الزمان خبرًا للجُثث، فإن كان الظرف مكانًا، صحَّ الإخبار به؛ نحو: (زيدٌ أمامك)، أما إذا أفاد؛ نحو: (الليلة الهلال)، فهي على تأويل: الليلة طلوع الهلال، أو حدوث الهلال، فإنه يجوز؛ يقول ابن السراج في تعليل ذلك: "واعلَم أنه لا يجوز أن تقول: زيدٌ يوم الخميس، ولا عمرو في شهر كذا؛ لأن ظروف الزمان لا تتضمَّن الجُثث، وإنما يجوز ذلك في الأحداث؛ نحو: الضرب والحمد، وما أشبه ذلك، وعلة ذلك أنك لو قلت: زيدٌ اليوم، لم تكن فيه فائدة؛ لأنه لا يخلو أحدٌ من أهل عصرك من اليوم؛ إذ كان الزمان لا يتضمن واحدًا دون الآخر...، والأماكن ينتقل عنها، فيجوز أن تكون خبرًا عن الجثث"[87].

بعد رجوع الباحث إلى سيبويه والمبرد، وجَد أن ابن السراج قد تابَعهما في تعليل ذلك[88]، وهذا مذهب جمهور البصريين[89].

وعند رجوع الباحث إلى المتأخرين ممن يهتمُّ بهذه العلل، وجَد الكثير منهم قد سار في الحديث عن هذه العلة على وَفْق ما ذكره ابن السراج[90].

وفي موضعٍ آخرَ يُعلل ابن السراج أن الأصل في الخبر أن يكون اسمًا، ومنع الخبر الواقع بعد "إلا" أن يكون فعلاً ماضيًا، واختار أن يكون مضارعًا؛ لأن الأصل في الخبر أن يكون اسمًا، والمضارع مشابهٌ للاسم في التأويل؛ إذ يقول ابن السراج في تعليل ذلك: "لا يجوز أن تقول: ما زيدٌ إلا قام، فإن قلت: ما زيدٌ إلا يقوم، كان جيدًا؛ وذلك أن الموضع موضعُ خبرٍ، والخبر اسم، فلو كان: ما زيد إلا يقوم، كان جيِّدًا؛ لمضارعة (يفعل) الأسماءَ"[91].

وفي الباب نفسه يذكر ابن السراج أن الأصل في الخبر والمبتدأ أن يتطابَقا، فإن لم يتطابقا، لم يَجز، فلم يَجز أن تقول: (الضارب عمرًا الزيدان)؛ لأن المبتدأ قد نقَص عدده عن الخبر، والضارب عمرًا واحد، وليس في الصلة دليل على أن الألف واللام لجماعةٍ، فإذا ثنَّيت وجَمعت، قامَ الدليل[92].

المصادر والمراجع:
1- النحو العربي، العلة النحوية، نشأتها وتطوُّرها؛ الدكتور مازن المبارك، الطبعة الأولى، 1965م.
2- دراسات في كتاب سيبويه؛ الدكتورة خديجة عبدالرزاق الحديثي، وكالة المطبوعات، الكويت (ب - ت).
3- لسان العرب؛ جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري، (ت 711هـ)، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر (ب - ت).
4- كتاب العين؛ الخليل بن أحمد الفراهيدي، (ت 170هـ)، الجزء الأول؛ تحقيق: الدكتور عبدالله درويش، دار الرشيد، بغداد 1980م، الجزء الرابع؛ تحقيق الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي، دار الرشيد للنشر، 1982م.
5- الكليات، معجم في المصطلحات والفروق اللغوية؛ أبو البقاء أيوب بن موسى الكفوي، (ت 1094هـ)؛ تحقيق: الدكتور عدنان درويش ومحمد المصري، دار الكتب الثقافية، دمشق، 1976.
6- الاقتراح في علم أصول النحو؛ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي، (ت911هـ)؛ تحقيق أحمد محمد قاسم، مطبعة السعادة، الطبعة الأولى، 1976م.
7- لُمع الأدلة في أصول النحو؛ أبو البركات الأنباري؛ تحقيق سعيد الأفغاني، مطبعة الجامعة السورية، 1957م.
8- الحدود في النحو، ضمن "رسالتان في اللغة"؛ أبو الحسن علي بن عيسى الرماني، (ت 384هـ)؛ تحقيق وشرح الدكتور مصطفى جواد، ويوسف يعقوب مسكوني، دار الجمهورية، بغداد، 1969م.
9- الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين؛ كمال الدين أبو البركات الأنباري، (ت 577هـ)؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، الطبعة الرابعة، 1961م.
10- التعريفات؛ على بن محمد بن علي الجرجاني، (ت 816هـ)، 1983م.
11- أصول التفكير النحوي؛ الدكتور علي أبو المكارم، منشورات الجامعة الليبية، 1973م.
12- أصول النحو العربي؛ الدكتور محمد خير الحلواني، 1979م.
13- تهذيب اللغة؛ أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، (ت 370هـ)؛ تحقيق: علي النجار، الدار المصرية للتأليف والترجمة (ب - ت).
14 - شرح الأُشموني على ألفيَّة ابن مالك المسمَّى: (منهج السالك إلى ألفية ابن مالك)؛ أبو الحسن علي نور الدين بن محمد الأُشموني، (ت929هـ)؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، 1939م.
15- الكتاب؛ سيبويه: أبو بشر عمرو بن عثمان، (ت 180هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق، الطبعة الأولى، 1316هـ.
16- الخصائص؛ أبو الفتح عثمان بن جني، (ت 392هـ)؛ تحقيق محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1952م.
17- أسرار العربية؛ كمال الدين أبو البركات: عبدالرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري، (ت 577هـ)، طُبِع في مدينة ليدن، 1886هـ.
18 - شرح الحدود النحوية؛ عبدالله بن أحمد بن علي الفاكهي، (ت 972هـ)؛ دراسة وتحقيق الدكتور زكي فهمي الآلوسي، 1988م.
19- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب؛ عبدالله بن هشام الأنصاري، ومعه كتاب "منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب"؛ تأليف محمد محيي الدين عبدالحميد، مطبعة السعادة، الطبعة الرابعة، 1948م.
20- الأصول، دراسة إبيستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب؛ الدكتور تمام حسان، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1988 م.
21- الإيضاح في علل النحو؛ أبو القاسم الزجاجي، (ت 337هـ)؛ تحقيق الدكتور مازن المبارك، دار النفائس، الطبعة الخامسة، 1986م.
22- الإيضاح العضدي؛ أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي، (ت 377هـ)؛ حقَّقه وقدَّم له الدكتور حسن شاذلي فرهود، الطبعة الأولى، 1969م.
23- المقتضب؛ أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، (ت 285هـ)؛ تحقيق محمد عبدالخالق عضيمة، دار التحرير للطباعة والنشر (ب - ت).
24- الجمل في النحو؛ أبو القاسم الزجاجي (337هـ)؛ تحقيق: الدكتور علي توفيق الحمد، مؤسسة الرسالة، دار الأمل، إربد - الأردن، الطبعة الأولى، 1984م.
25- المطالع السعيدة في شرح الفريدة؛ جلال الدين السيوطي، (ت911هـ) في النحو والصرف والخط؛ تحقيق الدكتور نبهان ياسين حسين، دار الرسالة للطباعة، بغداد، 1977م.
26- اللمع في العربية؛ أبو الفتح عثمان بن جني؛ تحقيق حامد المؤمن، مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى، 1982م.
27- أوضح المسالك إلى ألفيَّة ابن مالك؛ جمال الدين بن هشام الأنصاري، (ت761هـ)، ومعه كتاب هداية السالك إلى تحقيق أوضح المسالك؛ تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الخامسة، 1966م.
28- ضياء السالك إلى أوضح المسالك، وهو صفوة الكلام على توضيح ابن هشام؛ تأليف محمد عبدالعزيز النجار، مطبعة السعادة، الطبعة الثانية، 1973م.
29- شرح ابن عقيل على ألفيَّة ابن مالك؛ بهاء الدين عبدالله بن عقيل العقيلي المصري الهمداني، (ت 769هـ)؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان (ب - ت).
30- المفصل في علم العربية؛ لجار الله محمود بن عمر الزمخشري، (ت 538هـ)، ومعه كتاب الفيصل بشرح المفصل، محمد محيي الدين عبد الحميد؛ عني بنشره محمود توفيق، مطبعة حجازي بالقاهرة (ب - ت).
31 - المقتصد في شرح الإيضاح؛ عبدالقاهر الجرجاني، (ت 471هـ)؛ تحقيق الدكتور كاظم بحر المرجان، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، المطبعة الوطنية، عمان - الأردن، 1982م.
32- إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي (ت 337هـ)؛ عبدالله بن السِّيد البطليوسي، (ت 521 هـ)؛ تحقيق الدكتور حمزة عبدالله النشرتي، دار المريخ، الرياض، الطبعة الأولى، 1979م.
33- شرح الكافية للرَّضي الإستراباذي، (ت 686هـ)، المطبعة العامرة، 1275هـ، بالآستانة.

[1] ينظر: النحو العربي، العلة النحوية، (79).
[2] دراسات في كتاب سيبويه (155).
[3] العين (1/ 88)، وينظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 12)، القاموس المحيط (4/ 20).
[4] العين (1/ 88)، وينظر: تهذيب اللغة (1/ 105)، لسان العرب (11/ 468)، القاموس المحيط (4/ 20).
[5] لسان العرب (11/ 471)، وينظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 14)، القاموس المحيط (4/ 21).
[6] لسان العرب (11/ 471)، وينظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 13).
[7] لسان العرب (11/ 472)، مادة (علَل).
[8] عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - ت 53هـ، أسلم في هُدنة الحديبية، وحَسُن إسلامه، وكان اسمه عبدالكعبة، فسمَّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدالرحمن، وقيل: كان اسمه عبدالعزى، وشهِد اليمامة مع خالد بن الوليد، فقتَل سبعًا من أكابرهم؛ أُسد الغابة (3/ 466 - 469)، وينظر: صحيح مسلم (2/ 880).
[9] لسان العرب (11/ 471).
[10] الكليات (3/ 220 - 221).
[11] الاقتراح: 96.
[12] المصدر نفسه (94)، وينظر: لُمع الأدلة (93).
[13] لُمع الأدلة (105).
[14] لُمع الأدلة (105).
[15] الإنصاف في مسائل الخلاف، مسألة (40)، وينظر: الأصول؛ تمام حسان (177).
[16] التعريفات (88).
[17] النحو العربي: العلة النحوية (90).
[18] أصول التفكير النحوي (111).
[19] أصول النحو العربي (108).
[20] الأصول؛ د. تمام حسان (182)، وينظر: أسلوب التعليل وطرائقه في القرآن الكريم، أُطروحة دكتوراه قُدِّمت لمجلس كلية الآداب جامعة بغداد؛ للطالب يونس عبد مرزوك، بإشراف الدكتورة هدى محمد صالح الحديثي، 2001، (15).
[21] تهذيب اللغة (2/ 362).
[22] شرح الأُشموني (1/ 29).
[23] المصدر نفسه (1/ 29).
[24] الكتاب (1/ 3).
[25] الخصائص (1/ 35).
[26] أسرار العربية (10)، وينظر: الجُمل (260)، المُقرب (1/ 47).
[27] شرح الحدود النحوية (76)، وينظر: شرح شذور الذهب (34).
[28] الأصول (1/ 44).
[29] الإيضاح في علل النحو (69 - 70).
[30] هو محمد بن المستنير، تلميذ سيبويه، مات سنة (206 هـ)؛ إنباه الرواة (3/ 219)، الوافي بالوفَيَات (5/ 19)، شذرات الذهب (2/ 15 - 16).
[31] الإيضاح في علل النحو (70).
[32] الإيضاح في علل النحو (70 - 71).
[33] شرح الأشموني (1/ 29).
[34] الجمل (260).
[35] الخصائص (1/ 37).
[36] الإيضاح العضدي (1/ 15)، وينظر: المقتصد (1/ 125).
[37] أسرار العربية (10).
[38] شرح شذور الذهب (71).
[39] شرح الأشموني (1/ 29)، وينظر: شرح الحدود النحوية (78).
[40] الكتاب (1/ 3).
[41] الأصول (1/ 45)، وينظر: المقتضب (1/ 4)، العلة النحوية: تاريخ وتطوُّر (18).
[42] ينظر: شرح الكافية (2/ 3)، وينظر: الأشباه والنظائر (1/ 162).
[43] ينظر: الأصول (1/45).
[44] المصدر نفسه (1/ 50)، وينظر: شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 102)، المقتصد (1/ 107).
[45] ينظر: المقتضب (2/ 1).
[46] ينظر: الجمل (260)، وينظر: مسائل خلافية في النحو؛ العكبري (95).
[47] ينظر: المطالع السعيدة (1/ 252).
[48] الخصائص (1/ 179).
[49] الأصول (2/ 146).
[50] ينظر: المصدر نفسه (1/50، 2/ 146 - 147).
[51] ينظر: المصدر نفسه (2/ 146).
[52] ينظر: الأصول (1/ 48).
[53] ينظر: في النحو العربي نقد وتوجيه (71).
[54] الكتاب (1/ 278)، وينظر: اللمع (79).
[55] الإيضاح العضدي (1/ 29)، وينظر: أسرار العربية (29).
[56] شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 340).
[57] شرح الأشموني (1/ 236)، وينظر: شرح عمدة الحافظ (156).
[58] شرح الحدود النحوية (95).
[59] الأصول (1/ 58).
[60] المصدر نفسه (1/ 62)، وينظر: التعريفات (85).
[61] اللمع (80).
[62] شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 340).
[63] شرح ابن عقيل (1/ 201).
[64] ينظر: الأصول (1/ 52).
[65] ينظر: الأصول (1/ 58)، شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 355 - 357).
[66] ينظر الكتاب (1/ 278)، الرماني النحوي في ضوء شرح كتاب سيبويه (290).
[67] المقتضب (2/ 49، 4/126).
[68]ينظر: الإنصاف (1/ 44)، مسألة (5)، أسرار العربية (33 - 34)، المغني في النحو (1/ 151).
[69] الأشباه والنظائر (1/ 243، 252)، نقلاً عن شرح المفصل؛ لابن يعيش.
[70] ينظر: الكتاب (1/ 278).
[71] ينظر: المقتضب (2/ 49، 4/ 126)، الأصول (1/ 58).
[72] ينظر: الإنصاف (1/ 44)، مسألة (5)، أوضح المسالك (1/ 137).
[73] ينظر: شرح ابن عقيل (1/ 201 - 202)، الهُمع (2/ 8)، والمطالع السعيدة (1/ 256).
[74] ينظر: المطالع السعيدة (1/ 256).
[75] ينظر: الأصول (1/ 58).
[76] الكتاب (1/ 7).
[77] ينظر: الأصول (1/ 58 - 59)، الجمل (36)، شرح الجمل؛ ابن عصفور (132).
[78] الأصول (1/ 59)، ينظر: الكتاب (1/ 165)، الأشباه والنظائر (2/ 51).
[79] ينظر: الأصول (1/ 59).
[80] ينظر: الكتاب (1/ 165)، المقتضب (4/ 127).
[81] ينظر: شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 342 - 343)، شرح ابن عقيل (1/ 216)، أوضح المسالك (1/ 143)، ضياء السالك إلى أوضح المسالك (1/ 212).
[82] ينظر: الأصول (1/ 154).
[83] ينظر: الإنصاف (2/ 77)، مسألة (101).
[84] الأصول (1/ 70).
[85] ينظر: شرح ابن عقيل (1/ 207).
[86] ينظر: المصدر نفسه (1/ 208).
[87] الأصول (1/ 63)، وينظر: الإيضاح العضدي (1/ 31)، اللمع (84).
[88] ينظر: الكتاب (1/ 69)، المقتضب (3/ 274، 4/132، 172، 329، 351).
[89] ينظر: شرح ابن عقيل (1/ 214).
[90] ينظر: الجمل (38)، العلة النحوية: تاريخ وتطوُّر (101، 102، 137)، المقتصد (1/ 228 - 229)، إصلاح الخلل (127 - 128)، أسرار العربية (33)، شرح الكافية (1/ 84، 2/109)، ضياء السالك إلى أوضح المسالك (1/ 210 - 211)، شرح الأشموني (1/ 266).
[91] الأصول (1/ 299).
[92] ينظر: الأصول (2/ 280).

leprence30
2013-09-06, 14:34
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (35 /44)
(أسئلة على باب المصدر)

س393: اجعلْ كلَّ فِعل من الأفعال الآتية في جملتين مفيدتين، وهاتِ لكلِّ فعل بمصدره منصوبًا على أنَّه مفعول مطلق مؤكِّد لعامله مرَّةً، ومبيِّن لنوعه مرةً أخرى؟
حَفِظ، شَرِب، لَعِب، استغَفَر، باع، سار.
الجواب:
1- حفظ:
• مثال المفعول المطلق المؤكِّد لعامله: حَفِظ محمد الدرسَ حِفْظًا.
• مثال المفعول المطلق المبيِّن لنوع العامل: حَفِظ محمد الدرس حفظًا جيِّدًا.

2- شرب:
• مثال المفعول المطلق المؤكِّد لعامله: شَرِب إبراهيم الماءَ شُربًا.
• مثال المفعول المطلق المبيِّن لنوع العامل: شَرِب الكافر يومَ القيامة شُرْبَ الهِيم[1].

3- لعب:
• مثال المفعول المطلق المؤكِّد لعامله: لَعِب أحمد بالكرة لَعِبًا.
• مثال المفعول المطلق المبيِّن لنوع العامل: لَعِب المسلمون بالكفَّار لَعِبَ المستهزئين.

4- استغفر:
• مثال المفعول المطلق لمؤكِّد لعامله: استغفرت ربِّي استغفارًا.
• مثال المفعول المطلق المبين لنوع العامل: استغفر المذنب ربَّه استغفارًا شديدًا.

5- باع:
• مثال المفعول المطلق المؤكِّد لعامله: باع الرَّجل السلعة بيعًا.
• مثال المفعول المطلق المبيِّن لنوع العامل: باع الرجل السلعة بيعًا مباركًا.

6- سار:
• مثال المفعول المطلق المؤكِّد لعامله: سار الجيش إلى أرْض المعركة سيرًا.
• مثال المفعول المطلق المبيِّن لنوع العامل: سار المسلمون نحوَ عدوِّهم سيرَ الأسود.

••••
س394: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية مفعولاً مطلقًا في جملة مفيدة:
حفظًا، لعبًا هادئًا، بيع المضطر، سيرًا سريعًا، سهرًا طويلاً، غضبةَ الأسد، وثبةَ النمر، اختصارًا.

الجواب:
1- حفظًا: حفظت الدرْس حفظًا.
2- لعبًا هادئًا: لعب التلميذ بالكرة لعبًا هادئًا.
3- بيع المضطر: بعتُ كتابي بيعَ المضطر.
4- سيرًا سريعًا: سرتُ إلى العمل سيرًا سريعًا.
5- سهرًا طويلاً: يسهَر الطالب في مذاكرة دُروسه سهرًا طويلاً.
6- غضبةَ الأسد: يغضَب المسلم في الحرْبِ غضبةَ الأسد.
7- وثبة النمر: وثَب المسلم على الكافر وثبةَ النمر.
8- اختصارًا: لقد اختصرتُ لك الحديث اختصارًا.

••••
س395: ضع مفعولاً مطلقًا مناسبًا في كلِّ مكان مِن الأماكن الخالية الآتية:
(أ) يخاف عليَّ.......
(ب) ظهَر البدر........
(ج) يثور البركان.......
(د) اترك الهذر........
(هـ) تجنب المزاح.......
(و) غلت المرجل.......
(ز) فاض النيل........
(ح) صرخ الطفل.......
الجواب:
(أ) خوفًا شديدًا.
(ب) ظهورًا.
(ج) ثورانًا.
(د) تَرْكَ العقلاء.
(هـ) تجنبًا.
(و) غليانًا.
(ز) فيضًا.
(ح) صراخًا.

••••
س396: ما هو المصدر؟ وما هو المفعول المطلق؟
الجواب:
أولاً: تعريف المصدر:
المصدر لغةً: هو المنْبَع.

وفي الاصطلاح عرَّفه ابن آجروم - رحمه الله تعالى - بقوله: المصدرُ هو الاسم المنصوب، الذي يجيء ثالثًا في تصريفِ الفِعل.

ثانيًا: تعريف المفعول المطلق:
المفعول المطلق: هو عبارة عمَّا ليس خبرًا، مما دلَّ على تأكيدِ عامله، أو نوْعه، أو عددِه.

••••
س397: إلى كم قِسم ينقسم المفعولُ المطلَق، مِن جهة ما يُراد منه؟ وإلى كم قِسم ينقسم مِن حيث موافقته لعامله وعدمها؟
الجواب:
أولاً: ينقسم المفعول المطلق، مِن جهة ما يراد منه إلى ثلاثة أقسام:
الأول: المؤكِّد لعامله، نحو:
حفظتُ الدرس حفظًا، ونحو: فرحتُ بقدومك جذلاً، فقد أُكِّد الفعلان "حفظ، وفرح" بالمصدرين:"حفظًا، وجذلاً".

والثاني: المبيِّن لنوع العامل:
نحو: أحببتُ أستاذي حبَّ الولد أباه، ونحو، وقفتُ للأستاذ وقوفَ المؤدَّب.
ففي هذين المثالين بيَّن المصدر نوعيةَ العامل: بأنه كحبِّ الولد أباه، وكوقوف المؤدَّب.

والثالث: المبيِّن للعدد:
نحو: ضربت الكسولَ ضربتَيْن، ونحو: ضربتُه ثلاثَ ضربات.
فقد بيَّن المصدر في هذين المثالين عددَ مرات وقوع العامل.

ثانيًا: ينقسم المفعول المطلق من حيث موافقتُه لعامله وعدمها إلى قسمين، وهما:
القسم الأول:
ما يُوافق الفعل الناصب له في لفْظه، بأن يكون مشتملاً على حروفه، وفي معناه أيضًا بأنْ يكونَ المعنى المراد مِن الفعل هو المعنى المراد مِن المصدر.

القسم الثاني:
ما يُوافق الفِعل الناصِب له في معناه، ولا يُوافقه في حروفه بأنْ تكون حروف المصدر غير حروف الفِعل.

••••
س398: مَثِّل لكلٍّ ممَّا يلي بثلاثة أمثلة:
1- المفعول المطلَق المؤكِّد لعامله.
2- المفعول المطلق المبيِّن لنوْع العامِل.
3- المفعول المطلَق المبيِّن للعدَد.
4- مفعول مطلَق منصوب بعامِل مِن لفْظه.
5- مفعول مطلَق منصوب بعامِل مِن معناه.

الجواب:
1- مثال المفعول المطلَق المؤكِّد لعامله:
• قال تعالى: ﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴾ [المزمل: 8].
• وقال تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164].
• وقال تعالى: ﴿ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

2- مثال المفعول المطلَق المبيِّن لنوع العامل:
• اعمل عملَ الصالحين.
• سرتُ سيرًا وئيدًا.
• جِدَّ جِدَّ الحريصِ على بلوغ الغاية.

3- مثال المفعول المطلق المبيِّن للعدد:
• قال تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ [الحاقة: 13].
• وقال تعالى: ﴿ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة ﴾ [الحاقة: 14].
• وقال تعالى: ﴿ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ﴾ [النور: 4].

4- مثال مفعول مطلق منصوب بعامل من لفظه:
• قال تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ [الذاريات: 1].
• وقال تعالى: ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ﴾ [الصافات: 1 - 2].
• وقال تعالى: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴾ [النازعات: 2 - 4].

5- مثال مفعول مطلَق منصوب بعامِل من معناه:
• قعدت جلوسًا.
• قُمت وقوفًا.
• افْرَحِ الجَذَلَ.

••••
س399: أعربِ الجُمل الآتية:
1- ضربتُ الرجل ضربًا شديدًا.
2- جلستُ قعودًا.
3- قام الرجلُ أحسنَ قيام.
4- ركَض الرَّجل سعيًا.
5- اجتَهَد الرجلُ الاجتهادَ كلَّه.
6- بطَش الرجلُ بالمُجرِم أشدَّ البطش.
7- أعْجَبني أخوك إعجابًا.
8- قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴾ [نوح: 17 - 18].

الجواب:
1- ضربتُ الرَّجلَ ضربًا شديدًا:
• ضَرَبْت: ضرَب: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتصاله بضميرِ الرَّفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفْع فاعل.
• الرجل: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة.
• ضربًا: مفعول مُطلَق، مبيِّن للنوع، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهرة.
• شديدًا: صفة لـ"ضربًا"، ونعت المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهرة.

2- جلست قعودًا:
• جَلَسْت: جلَس: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفْع فاعل.
• قعودًا: مفعول مطلَق، مؤكِّد لعاملِه، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهرة، وهو مصدرٌ معنوي[2].

3- قامَ الرَّجُلُ أحسنَ قِيام:
• قام: فِعْل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.
• الرَّجُل: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهرة.
• أحْسَنَ: نائب عن المفعول المطلَق منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة في آخِره، وأحسن مضاف.
• قيام: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكَسْرة الظاهِرة.

4- ركَض الرَّجُل سَعيًا:
• رَكَض: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.
• الرَّجُل: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.
• سعيًا: مفعولٌ مطلق، مؤكِّد لعامِله، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، وهو مصدرٌ معنوي.

5- اجتهد الرَّجُلُ الاجتهادَ كلَّه.
• اجتَهَد: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• الرَّجُل: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهِرة.
• الاجتهاد: مفعول مطلَق، مبيِّن لنوْع عامله، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
• كله: كل: توكيد لـ"الاجتهاد" وتوكيدُ المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة، وكلُّ مضاف، والهاء ضميرٌ مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جرِّ مضاف إليه.

6- بطَشَ الرَّجُل بالمجرِم أشَدَّ البَطْش:
•بطَشَ: فِعل ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• الرَّجُل: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.
• بالمجرِم: الباء حَرْف جر، والمجرِم اسمٌ مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.
• أشَدَّ: نائب عنِ المفعول المطلَق، منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخِره، وأشَد مضاف.
• البَطْشَ: مضافٌ إليه مجرور بالمضاف[3]، وعلامة جرِّه الكسْرة الظاهِرة.

7- أَعْجَبَني أَخوك إِعْجابًا:
• أَعْجَبني: أعْجَب: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب، والنون نونُ الوقاية حرفٌ مبنيٌّ على الكسْر، لا محلَّ له مِن الإعراب، وياء المتكلِّم ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصْب، مفعول به.
• أخوك: أخو: فاعِل مرفوع، وعلامَة رفْعِه الواو نيابةً عن الضمَّة، وأخو مُضاف، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ جرٍّ مضاف إليه.
• إعْجابًا: مفعولٌ مطلَق، مؤكَّد لعاملِه، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

8- قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴾ [نوح: 17 - 18]:
• والله: الواو بحسبِ ما قبلها، ولفْظ الجلالة مبتدأٌ مرفوع بالابتداء، وعلامَة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.
• أنبتكم: أنْبَت: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتر جوازًا تقديرُه: "هو" يعود على لفْظ الجلالة، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ نصْب، مفعول به، والميم حرْف دالٌّ على الجمْع، والجملة مِن الفعل والفاعل والمفعول في محلِّ رفْع، خبر المبتدأ "الله".
• مِنَ الأرض: مِن: حرْف جر، والأرض: اسمٌ مجرور بـ"من"، وعلامة جرِّه الكسْرَة الظاهِرة.
• نباتًا: مفعول مطلَق منصوب[4]، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة.
• ثم: حرْف عطْف.
• يُعيدكم: يُعيد: فعْل مضارعٌ مرفوع؛ لتجرُّدِه مِن الناصب والجازم، وعلامَة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره، والفاعِل ضمير مستتر جوازًا، تقديره:"هو" يعود على لفْظ الجلالة، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصْب مفعول به، والميم حرْف دالٌّ على الجمع.
• فيها: جار ومجرور متعلِّق بالفعل "يعيدكم".
• ويُخرِجكم: الواو حرْف عطف، ويُخرجكم نفْس إعراب "يعيدكم".
• إخراجًا: مفعول مطلَق، مؤكِّد لعامله، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهرة.

••••
س400: هاتِ مثالاً لمصدر معنوي، وآخَر لنائب مناب المْصدر؟
الجواب:
أولاً - مثال المصدر المعنوي: قتلته ذَبْحًا.
ثانيًا - مثال النائب مناب المصدر: ضربته كلَّ الضَّرْب.

[1] الهيم: مع "أهيم"، والأهيم مِن الرِّجال هو العطشان أشدَّ العطش؛ "المعجم الوسيط" (هـ ي م).
[2] قال الشيخ محمَّد محيى الدين - رحمه الله تعالى - في تعليقه على شرْح ابن عقيل (1/2/173): "اعلم أنَّه إذا وقع المصدرُ المنصوب بعدَ فعل مِن معناه لا مِن لفظه، فلك في إعرابه ثلاثة أوجه:
الأول: أن تجعله مفعولاً مطلقًا، والنحاة في هذا الوجه مِن الإعراب على مذهبين.
فذهَب المازنيُّ والسِّيرافي والمبرِّد إلى أنَّ العامل فيه هو نفْس الفعل السابق عليه، واختار ابنُ مالك هذا القول.
وذهَب سيبويه والجمهور إلى أنَّ العامل فيه فعلٌ آخَر من لفْظ المصدر، وهذا الفِعل المذكور دليلٌ على المحذوف.
الثاني: أن تجعل المصدرَ مفعولاً لأجْله، إنْ كان مستكملاً لشروط المفعول لأجْله.
الثالث: أن تجعل المصدر حالاً، بتأويل المشتق.
فإذا قلت: فرحتُ جذَلاً "جَذَلاً" عندَ المازني ومَن معه مفعول مطلَق منصوب بـ"فرحت"، وعندَ سيبويه مفعول مطلق منصوب بفِعل محذوف، وتقدير الكلام على هذا: فرحتُ وجَذَلتُ جذلاً.
وعلى الوجه الثاني هو مفعولٌ لأجله، بتقدير: فرحت لأجْل الجذل.
وعلى الوجه الثالث حال، بتقدير: فرحت حالَ كوني جذلاً". اهـ.
[3] قال الهاشمي - رحمه الله - في كِتابه القواعد الأساسية (ص:41): وأمَّا قول المعرِبين في المضاف إليه، إنَّه مجرور بالإضافة فخطأ، والصواب أنَّه مجرور بالمضاف.
[4] ويُقال في "نباتُا" هنا: إنَّه اسم مصدر، وليس مصدرًا؛ وذلك لأنَّه دلَّ على معنى المصدر "إنبات"، ونقَص عن حروف فِعله، بدون تقديرٍ للمحذوف، ولا تعويض منه، وانظُر القواعد الأساسية للهاشمي (ص: 306).

leprence30
2013-09-06, 14:36
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (34 /44)
أسئلة على باب المفعول به

س376: ضع ضميرًا منفصِلاً مناسبًا في كلِّ مكانٍ من الأمكنة الخالية؛ ليكون مفعولاً به، ثم بيِّن معناه بعد أن تَضبطه بالشَّكل:
(أ) أيُّها الطَّلبة. ............ ينتظر المستقبَلُ.
(ب) يا أيَّتها الفتيات. ......... تَرتقب البلادُ.
(ج) أيها المتَّقي. ............ يرجو المُصلِحون.
(د) أيتها الفتاة. ........... ينتظر أبوك.
(هـ) أيُّها المؤمنون. .......... يثبت الله.
(و) إنَّ محمدًا قد تأخَّر،. ....... انتظرت طويلاً.
(ز) هؤلاء الفتيات. ....... يرجو المصلحون.
(ح) يا محمَّد، ما انتظرتُ إلا. ...........

الجواب:
(أ) إيَّاكم.
ومعناه: لجماعة الذُّكور المُخاطَبين.
(ب) إيَّاكن.
ومعناه: لجماعة الإناث المخاطَبات.
(ج) إياكَ.
ومعناه: للمفرد المذكر المخاطب.
(د) إياكِ.
ومعناه: للمفردة المؤنثة المخاطبة.
(هـ) إيَّاكم.
ومعناه: لِجماعة الذُّكور المخاطبين.
(و) إيَّاه.
ومعناه: للمفرد المذكَّر الغائب.
(ز) إيَّاهن.
ومعناه: لجماعة الإناث الغائبات.
(ح) إيَّاكَ.
ومعناه: للمفرد المذكر المخاطب.

• • •
س377: ضع كلَّ اسمٍ من الأسماء الآتية في جملة مفيدة، بحيث يكون مفعولاً به:
الكتاب، الشَّجر، القلم، الجبل، الفرس، حذاء، النَّافذة، البيت.

الجواب:
• قرأتُ الكتابَ.
• رأيت الشجرَ.
• برَيْت القلمَ.
• صعدتُ الجبلَ.
• ركبت الفرسَ.
• لبست الحذاءَ.
• أغلقت النافذةَ.
• دخلت البيتَ.

• • •
س378: حوِّل الضمائر الآتية إلى ضمائر متَّصِلة، ثم اجعل كل واحد منها مفعولاً به في جملة مفيدة:
إيَّاهما، إيَّاكم، إياي، إياكُنَّ، إياه، إياكُما، إيانا.
• رأيت اللَّذَيْنِ ضربَهما المدرس.
• كيف حبسَكم الكفار؟
• لقد ضربني المدرِّس ضربًا مبرِّحًا.
• متى ضربَكُنَّ أبوكن؟
• أينما توجِّه الكافِرَ لا يأتِ بِخَير.
• لقد انتظركما محمَّدٌ طويلاً.
• قد ضربَنا العدوُّ بالطَّائرات.

• • •
س379: هاتِ لكلِّ فعل من الأفعال الآتية فاعلاً ومفعولاً به مناسِبَيْن:
قرأ، يرى، تسلَّق، ركب، اشترى، سكن، فتَح، قتل، صعد.

الجواب:
• قرأ التلميذُ الدرسَ.
• يرى محمَّدٌ زيدًا كلَّ يوم.
• تسلَّق زيدٌ الشجرةَ.
• ركب محمدٌ الفرسَ.
• اشترى إبراهيمُ مصحفًا.
• سكن عمرٌو البيتَ.
• فتحَ عمرُو بنُ العاصِ مصرَ.
• قتل المسلمون الكفارَ.
• صعد أشرفُ الجبلَ.

• • •
س380: كوِّن ستَّ جمل، واجعل في كلِّ جملة اسمَيْن من الأسماء الآتية، بحيث يكون أحدُ الاسمين فاعلاً، والآخَرُ مفعولاً به: محمد، الكتاب، علي، الشجرة، إبراهيم، الحبل، خليل، الماء، أحمد، الرسالة، بكر، المسألة.

الجواب:
• قرأ محمدٌ الكتابَ.
• صعد عليٌّ الشجرةَ.
• صنع إبراهيمُ الحبلَ.
• شَرب خليلٌ الماءَ.
• أحضر أحمدُ الرسالةَ.
• حلَّ بكرٌ المسألةَ.

• • •
س381: هات سبع جملٍ مفيدة، بحيث تكون كلُّ جملة مؤلَّفةً من فعل وفاعل ومفعول به، ويكون المفعول به ضميرًا منفصلاً، بشرط ألاَّ تَذكر الضمير الواحد مرَّتَيْن:

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23].
2- قال تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5].
3- قال تعالى: ﴿ ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾ [سبأ: 40].
4- قال تعالى: ﴿ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴾ [القصص: 63].
5- قال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40].
6- إياكنَّ خاطَبَ الإمامُ.
7- إياها تزوَّج أحمدُ.

• • •
س382: هاتِ سبع جمل مفيدة، بحيث تكون كلُّ جملة مؤلَّفةً من فعل وفاعل ومفعول به، ويكون المفعول ضميرًا متصلاً، بشرط أن يكون الضمير في كل واحدة مخالفًا لإخوانه؟

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ﴾ [الأنعام: 102].
2- قال تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [فاطر: 3].
3، 4 - قال تعالى: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: 28].
في هذه الآية مثالان هما: ﴿ لتقتلني ﴾، و﴿ لأقتلك ﴾.
5- قال تعالى: ﴿ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ﴾ [الأعراف: 22].
6- قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 14].
7- قال تعالى: ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 51].

• • •
س383: ما المفعولُ به؟

الجواب:
المفعول به لغةً هو: من وقع عليه الفعل، حسِّيًّا كان الفعل أو معنويًّا، نحو: ضربت زيدًا، وتعلَّمت المسألة؛ فإنَّ الضرب حسِّي، والتعلُّمَ معنوي.
وأمَّا في اصطلاح النَّحْويين، فهو الاسم المنصوب الذي يقع عليه فعل الفاعل.

• • •
س384: إلى كم قسم ينقسم المفعول به؟

الجواب:
ينقسم المفعول به إلى قسمين: ظاهر ومُضمَر.

• • •
س385: ما الظَّاهر؟ مَثِّل بثلاثة أمثلةٍ للمفعول به الظَّاهر؟

الجواب:
الظاهر مأخوذ من الظُّهور، وهو الواضح؛ لدلالته على مُسَمَّاه من غير توقُّف على قرينةِ تكلُّم، أو خِطاب، أو غيبية.

ومثاله:
1- ضربت زيدًا.
2- ركبت الفرسَ.
3- صلَّيتُ المغربَ.
فكلٌّ من "زيدًا، والفرسَ، والمغربَ" مفعولٌ به، وهو اسم ظاهر، لدلالة كلٍّ منها على مُسمَّاه من غير توقُّف على قرينة، من تكلُّم، أو خطابٍ، أو غيبة.

• • •
س386: ما المُضْمَر؟ وإلى كم قسم يَنقسم؟

الجواب:
المضمر مأخوذ من الإضمار، وهو الخفاء؛ لخفاء دلالته على مسمَّاه إلا بقرينةِ تكلُّم، أو خطاب، أو غيبة.
أو من الضمور، وهو الْهُزال؛ لقلَّة حروفه عن الظاهر غالبًا.
وينقسم المفعول به المضمر إلى قسمين: ضمير متَّصِل، وضمير منفصل.

• • •
س387: ما المضمر المتَّصِل؟ وكم لفظًا للمضمر المتَّصِل الذي يقع مفعولاً به؟

الجواب:
المضمر المتصل: هو ما لا يُبتدَأ به الكلام، ولا يصحُّ وقوعه بعد "إلا" في الاختيار.
وللضمير المتَّصِل اثنا عشر لفظًا:
الأول:
الياء: وهي للمتكلم الواحد، ويجب أن يفصل بينها وبين الفعل بنون، تسمى نون الوقاية، نحو: أطاعني محمدٌ، ويطيعني بكرٌ، وأطعني يا بكرُ.

والثانِي:
نا: وهو للمتكلِّم المعظِّم نفسه، أو معه غيره، نحو: أطاعَنا أبناؤُنا.

والثالث:
الكاف المفتوحة: وهي للمخاطب المفرد المذكَّر: أطاعك ابنُك.

والرابع:
الكاف المكسورة: وهي للمخاطبة المفردة المؤنثة، نحو: أطاعكِ ابنُكِ.

والخامس:
الكاف المتَّصل بِها الميم والألف: وهي للمثنَّى المخاطَب مطلقًا، نحو: أطاعكما.

والسادس:
الكاف المتَّصِل بها الميم وحْدَها: وهي لجماعة الذُّكور المخاطَبين، نحو: أطاعكم.

والسابع:
الكاف المتَّصِل بها النُّون المشدَّدة: وهي لِجماعة الإناث المخاطَبات، نحو: أطاعكنَّ.

والثامن:
الهاء المضمومة: وهي للغائب المفرد المذكَّر، نحو: أطاعه.

والتاسع:
الهاء المتصل بها الألف: وهي للغائبة المفردة المؤنَّثة، نحو: أطاعها.

والعاشر:
الهاء المتَّصل بها الميم والألف: وهي للمثنَّى الغائب مطلقًا، نحو: أطاعهما.

والحادي عشر:
الهاء المتَّصِل بها الميم وحدها: وهي لجماعة الذُّكور الغائبين، نحو: أطاعهم.

والثاني عشر:
الهاء المتَّصِل بها النُّون المشدَّدة: وهي لجماعة الإناث الغائبات، نحو: أطاعهن.

• • •
س388: ما المضمر المنفصِل؟ وكم لفظًا له يقع مفعولاً به؟

الجواب:
الضمير المنفصل: هو ما يُبتدأ به الكلام، ويصحُّ وقوعه بعد "إلا" في الاختيار.

وللمنفصل اثنا عشر لفظًا: هي: "إيَّا" مُرْدَفةً بالياء للمتكلِّم وحده، أو "نا" للمعظِّم نفسَه، أو مع غيره، أو بالكاف مفتوحةً للمخاطب المفرد المذكَّر، أو بالكاف مكسورةً للمخاطبة المفردة المؤنَّثة، أو بالكاف المتصل بها الميم والألف للمثنَّى مطلقًا، أو بالكاف المتصل بها الميم وحدها، وهي لجماعة الذُّكور المخاطبين، أو بالكاف المتصل بها النون المشددة، وهي لجماعة الإناث المخاطبات، وبالهاء المضمومة، وهي للغائب المفرد المذكر، أو بالهاء المتصل بها الألف، وهي للغائبة المُفْرَدة المؤنَّثة، أو بالهاء المتصل بها الميم والألف، وهي للمثنى الغائب مطلقًا، أو بالهاء المتَّصِلِ بها الميمُ وحْدَها، وهي لجماعة الذُّكور الغائبين، أو بالهاء المتَّصِل بها النُّون المشدَّدة، وهي لجماعة الإناث الغائبات.

• • •
س389: مَثِّل بثلاثة أمثلة للمضمر المنفصِل الواقع مفعولاً به؟

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].
2- قال تعالى: ﴿ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ ﴾ [الأنعام: 41].
3- قال تعالى: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ﴾ [العنكبوت: 56].

• • •
س390: ما الذي يجب أن يُفصَل به بين الفعل وياء المتكلِّم؟
الجواب:
يجب أن يُفصَل بين الفعل وياء المتكلم بنون، تسمَّى نونَ الوقاية.

• • •
س391: أعرب الأمثلة الآتية:
1- قال تعالى: ﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 3].
2- قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].
3- قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 2 - 3].
4-
يَجْزُونَ مِنْ ظُلْمِ أَهْلِ الظُّلْمِ مَغْفِرَةً
وَمِنْ إِسَاءَةِ أَهْلِ السُّوءِ إِحْسَانَا[1]

5- أعطيتُكنَّ المال.
6- قرأتُ الكتاب.
7- إيَّاهما أكرمت.
8- إياهُنَّ رأيت.
9- قال الشاعر:
إِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ[2]
10- أكرمتُكِ.
11- زيدًا أكرمتُ.
12- قال تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5].
13- لا نعبد إلا إياك.

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 3]:
• فلا: الفاء حسب ما قَبْلَها، ولا: حرف نَهي، يجزم الفعل المضارع، مبنِيٌّ على السُّكون، لا محل له من الإعراب.

• تخشوهم: تخشَ: فعل مضارع مجزوم بـ"لا" الناهية، وعلامة جزمه حذف النُّون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون، في محلِّ رفع فاعل، وهاء الغائب ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم حرف دالٌّ على الجمع.

• واخشون: الواو حرف عطف، واخشَ: فعل أمر، مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون، في محل رفع، فاعل، والنون نون الوقاية، حرف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وياء المتكلم المحذوفة - لِرَسم المصحف - ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصبٍ مفعولٌ به.

2- قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]:
• واعبدوا: فعل أمر، مبنيٌّ على حذف النون، والواو واو الجماعة، ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، فاعل.

• الله: لفظ الجلالة، مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
• ولا: الواو حرف عطف، و"لا": حرف نَهي وجزم.
• تشركوا: فعل مضارع مجزوم بـ"لا" وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.
• به: الباء حرف جر، والهاء ضمير مبنيٌّ على الكسر، في محل خفض، اسم مجرور، والجارُّ والمجرور متعلقان بالفعل "تشركوا".
• شيئًا: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

3- قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 2 - 3]:
• ذلك: ذا: اسم إشارة، مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، مبتدأ، واللام لام البعد، والكاف حرف خِطاب، مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.
• الكتاب: بدل من اسم الإشارة "ذا"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
• لا: نافية للجِنس، تعمل عمل "إنَّ" فتنصب المبتدأ، ويُسمَّى اسمها، وترفع الخبر، ويسمَّى خبرها.
• ريب: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب.
• فيه: جار ومجرور، متعلق بمحذوف خبر "لا"، والجملة من "لا" واسمها وخبرها في محل رفع، خبَرُ "ذلك".
• هُدًى: خبرٌ ثانٍ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر.
• للمتقين: اللام حرف جر، والمتقين: اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الياء؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالم، والجار والمجرور متعلق بقوله: "هدى".
• الذين: اسم موصول مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، صفة لـ"للمتقين".
• يؤمنون: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النُّون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والنون علامة الرفع، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.
• بالغيب: الباء حرف جر، والغيب اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول، لا محلَّ لها من الإعراب.
• ويقيمون: الواو حرف عطف، ويقيمون: فعل مضارع مرفوعٌ؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النُّون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون في محل رفع، فاعل.
• الصلاةَ: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• ومما: الواو حرف عطف، ومما جارٌّ ومجرور متعلِّق بالفعل الآتي.
• رزقناهم: رزق: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "نا"، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل رفع، فاعل، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل نصب، مفعولٌ به، والميم حرف دالٌّ على الجمع.
• ينفقون: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النُّون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والنون علامة الرفع، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، فاعل.

4 - يَجْزُونَ مِنْ ظُلْمِ أَهْلِ الظُّلْمِ مَغْفِرَةً
وَمِنْ إِسَاءَةِ أَهْلِ السُّوءِ إِحْسَانَا
• يَجزون: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، فاعل، والنون علامة الرَّفع.
• مِن ظلم: جار ومجرور، متعلق بالفعل "يجزون"، وظلم مضاف.
• أهل: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة، وأهل مضاف.
• الظُّلم: مضافٌ إليه، مجرور، وعلامة جره الكَسْرة الظاهرة.
• مغفرةً: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.
•ومِن إساءة أهل السوء إحسانًا: نفس إعراب الشَّطْر السابق.

5- أعطيتكن المال:
• أعطيتكن: أعطى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضَّم، في محل رفع، فاعل، والكاف ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ نصب، مفعول به أوَّل، والنون حرف دالٌّ على جماعة الإناث.
• المال: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

6- قرأت الكتاب:
• قرأت: قرأ: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع فاعل.
• الكتابَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

7- إيَّاهما أكرمت:
• إياهما: إيَّا: ضمير منفصل، مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعولٌ به مقدَّم، وهُما: الهاء حرف دالٌّ على الغيبة، والميم حرفُ عِماد، والألف حرف دال على التَّثنية.
• أكرمت: أكرم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم في محل رفع، فاعل.

8- إياهنَّ رأيت:
• إياهن: إيَّا: ضمير منفصِل، مبنيٌّ على السكون، في محل نصبٍ، مفعول به مقدَّم، والهاء حرف دالٌّ على الغيبة، والنُّون حرف دال على جَماعة الإناث.
• رأيت: رأى: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل.

9 - قال الشاعر:
إِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ
• إيَّاك: إيا: ضميرٌ منفصل، مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به مقدم، والكاف حرف دال على خطاب المؤنَّث.
• أعنِي: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منع من ظهورها الثِّقَل، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.
• واسمعي: فعل أمر، مبنيٌّ على حذف النون، وياء المخاطبة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، فاعل.
• يا: حرفُ نداء، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.
• جارةْ: منادًى، مبنيٌّ على الضم، في محل نصب، وإنما سُكِّن من أجل الرَّوِيِّ.

10- أكرمتُكَ:
• أكرمتُك: أكرم: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

11 - زيدًا أكرمت:
• زيدًا: مفعول به مقدَّم، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• أكرمت: فعل، وفاعل.

12 - قال تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5]:
•إياك: إيا: ضمير منفصل مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به مقدَّم، والكاف حرف دالٌّ على الخطاب[3].
• نعبد: فعل مضارعٌ مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: نحن.

13- لا نعبد إلا إياك:
• لا: حرف نفي، لا محل له من الإعراب.
• نعبد: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: نحن.
• إلا: أداة استثناء مُلغاة.
• إياك: إيا: ضمير منفصل، مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصب مفعول به، والكاف حرفٌ دال على الخطاب.

• • •
س392: هل يجوز أن يقول القائل:
1- رأيتُ إيَّاهم.
2- أكرمتَ إيَّاي.
3- ضربتُ إيَّاك.
4- ضربت إياهنَّ.
5- هم رأيت.
وما الصَّحيح في صياغة هذه العبارات؟

الجواب:
لا يجوز أن تقول: رأيت إيَّاهم، ولا أن تقول: أكرمتَ إيَّاي، ولا أن تقول: ضربت إياك، ولا أن تقول: ضربت إياهنَّ؛ وذلك لأنَّه يمكن الإتيان بالضمير المتصل، وإذا أمكن الإتيانُ بالضمير المتَّصِل، امتنَعَ الإتيانُ بالضمير المنفصل، قال ابن مالك - رحمه الله - في "ألفيَّتِه":
وَفِي اخْتِيَارٍ لاَ يَجِيءُ الْمُنْفَصِلْ
إِذَا تَأَتَّى أَنْ يَجِيءَ الْمُتَّصِلْ[4]

والصحيح في صياغة هذه العبارات الأربعة أن تقول: إيَّاهم رأيتُ، أو رأيتُهم، وأن تقول: إيايَّ أكرمتَ، أو أكرمتَنِي، وأن تقول: إياك ضربتُ، أو ضربتُك، وأن تقول: إيَّاهن ضربتُ، أو ضربتُهن.
وأما الجملة الخامسة: "هم رأيت"، فلا يجوز كذلك؛ لأنَّ المتصل لا يقوم مقام المنفصل.

[1] البيت في "خزانة الأدب" للحمَويِّ 1/261، و"خزانة الأدب" للبغدادي 7/414، و"حماسة أبي تَمَّام" 1/5، و"العِقْد الفريد" 2/314.
[2] أورده أبو هلالٍ العسكريُّ في كتاب "جمهرة الأمثال" 1/29، وأبو عبيد البكريُّ في "فَصْل المَقال في شرح كتاب الأمثال" 1/76 دُونَ عزْوٍ لقائل معيَّن.
[3] ولا نقول: حرف دالٌّ على خطاب المذكَّر؛ لأن الله - سبحانه وتبارك وتقدَّس - لا يوصف بتذكير أو تأنيث.
[4] "الألفيَّة"، باب النَّكِرة والمعرفة، البيت رقم 63.

leprence30
2013-09-06, 14:37
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (33/44)
أسئلة على باب البدل

س363: ميِّز أنواع البَدلِ الواردةَ في الجمل الآتية:
• سرَّتْنِي أخلاقُ محمدٍ جارِنا.
• رأيت السفينةَ شِرَاعَها.
• بشَّرتْني أختي فاطمةُ بِمَجيء أبي.
• أعجبتني الحديقةُ أزهارُها.
• هالني الأسد زئيرُه.
• شربت ماءً عسلاً.
• ذهبت إلى البيتِ المسجدِ.
• ركبت القطارَ الفرسَ.

الجواب:
سرَّتني أخلاق محمد جارنا:
• "جارنا" بدَلٌ من "محمد" بدل كلٍّ مِن كُل.

رأيت السفينة شراعَها:
• "شراعها" بدل من "السفينة" بدل بعضٍ من كُل.

بشرتني أختي فاطمة بمجيء أبي:
• "فاطمة" بدل من "أختي" بدل كُلٍّ من كل.

أعجبتني الحديقةُ أزهارُها:
• "أزهارها" بدلٌ من "الحديقة" بدل اشتمالٍ.

هالني الأسدُ زئيره:
• "زئيره" بدل من "الأسد" بدل اشتِمال.

شربت ماءً عسلاً:
• "عسلاً" بدل من "ماء" بدَل غلَط.

ذهبت إلى البيت المسجد:
• "المسجد" بدل من "البيتِ" بدل غلَط.

ركبت القطار الفرس:
• "الفرَس" بدل من "القطار" بدل غلط.

• • • •

س364: ضع في كل مكان من الأمكنة الخالية بدلاً مناسبًا، واضْبِطه بالشَّكل:
(أ) أكرَمْتُ إخوتَك ............. وكبيرهم.
(ب) جاء الحُجَّاج .............. ومُشاتهم.
(ج) احتَرِم جميعَ أهلِك .......... ونساءهم.
(د) اجتمعَتْ كلمة الأُمَّة ......... وشِيبِها.

الجواب:
(أ) صغيرَهم.
(ب) رُكَّابُهم.
(ج) أطفالَهم.
(د) شبابِها.
• • • •

س365: ضع في كلِّ مكانٍ من الأمكنة الخالية بدلاً مطابقًا مناسِبًا، واضبطه بالشكل؟
(أ) كان أميرُ المؤمنين .... مثالاً للعدل.
(ب) اشتهر خليفةُ النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ...... برِقَّة القلب.
(ج) يَسُرُّ الحاكِمَ ..... أن ترقى أُمَّتُه.
(د) سافر أخي ......... إلى الإسكندرية.

الجواب:
(أ) عمرُ.
(ب) أبو بكرٍ
(ج) أحمدَ.
(د) محمدٌ.

• • • •

س366: ضع في كلِّ مكان من الأمكنة الخالية بدلَ اشتمالٍ مُناسبًا، واضبطه بالشكل:
(أ) راقَتْني حديقةُ دارِك ......
(ب) أعجبني الأستاذُ ........
(ج) وثِقتُ بصديقِك ........
(د) فرحت بهذا الطَّالب ....
(هـ) أحببتُ محمدًا .......
(و) رضيتُ خالدًا .......

الجواب:
(أ) أزهارُها.
(ب) شرحُه.
(ج) إخلاصِه.
(د) اجتهادِه.
(هـ) عِلْمَه.
(و) شجاعتَه.

• • • •

س367: ضع في كل مكان من الأمكنة الخالية مبدلاً منه مناسبًا، واضبطه بالشكل:
(أ) نفعَنِي ..... عِلْمُه.
(ب) اشتريتُ ....... نِصْفَها.
(ج) زارني ....... محمدٌ.
(د) إن ......... أباكَ تُكْرِمْه تفلح.
(هـ) شاقَتْنِي ........أزهارُها.
(و) رحلتُ رحلة طويلة، ركبت فيها ......... سيارةً.

الجواب:
(أ) محمدٌ.
(ب) حديقةً.
(ج) أخوك.
(د) تُطِعْ.
(هـ) الحديقةُ.
(و) فرسًا.

• • • •

س368: ما البدَلُ؟
الجواب: البدل لغةً هو: العوض، تقول: استبدلْتُ بالسلعة الفلانيَّة غيرَها، إذا أخَذْتَ غيرها عوضًا عنها، وقال تعالى: ﴿ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا ﴾ [القلم: 32].

وهو في اصطلاح النَّحْويين: التَّابعُ المقصود بالحُكم، بلا واسطةٍ بينه وبين متبوعه.

• • • •

س369: فيم يتبع البدلُ المبدلَ منه؟
الجواب:
يتبع البدلُ المبدل منه في جميع إعرابه:
• فإن كان المبدلُ منه مرفوعًا، كان البدل مرفوعًا، نحو: حضر إبراهيمُ أخوك.

• وإن كان المبدل منه منصوبًا، كان البدل منصوبًا نحو: قابلتُ إبراهيمَ أخاك.

• وإن كان المبدل منه مخفوضًا، كان البدل مخفوضًا، نحو: أعجبتني أخلاقُ محمدٍ خالِك.

• وإن كان المبدل منه مجزومًا، كان البدل مجزومًا، نحو: من يَشكرْ ربَّه يسجدْ له يفزْ.

• • • •

س370: إلى كم قسمٍ ينقسم البدل؟ وما الذي يُشترط في بدلِ البعض وبدل الاشتمال؟ وما ضابِطُ كلٍّ مِن بدل الكلِّ، وبدل البعض، وبدل الاشتمال؟
الجواب:
أوَّلاً: ينقسم البدل إلى أربعة أقسام، هي:
1- بدَلُ كلٍّ من كُل.
2- بدل بعضٍ من كل.
3- بدل اشتمال.
4- بدل غلط.

ثانيًا: يشترط في بدل البعض وبدل الاشتمال أن يُضاف إلى ضمير عائد إلى المبدل منه.

ثالثًا: ضابط كلٍّ من بدل الكلِّ، وبدل البعض، وبدل الاشتمال:
أ- ضابطُ بدلِ كلٍّ من كل هو: أن يكون البدَلُ عيْنَ المُبْدَل منه.

ب- ضابط بدل بعض من كل هو: أن يكون البدلُ جزءًا من المبدَلِ منه، سواءٌ أكان أقلَّ من الباقي، أم مُساويًا له، أم أكثر منه.

ج- ضابط بدل الاشتمال هو: أن يكون بين البدلِ والمبدل منه علاقةٌ بغير الكُلِّية والجزئية.

• • • •

س371: ما هو بدل الغلط، وما أقسامه؟ وما ضابط كل قسم؟
الجواب: بدل الغلط هو: أن يكون المبدلُ منه قد غلط فيه، فأتي بالبدل تصحيحًا.

وهو على ثلاثة أقسام:
1- بدل البَدَاء:
وضابطه: أن تَقصد شيئًا، فتقوله، ثم يظهر لك أنَّ غيره أفضلُ منه، فتَعْدِل إليه، وذلك كما لو قلت: هذه الجارية بَدر، ثم قلتَ بعد ذلك: شَمس.

2- بدل النسيان:
وضابطه: أن تَبني كلامَك في الأول على ظنٍّ، ثم تَعلم خطأه، فتعدل عنه، كما لو رأيت شبحًا من بعيد، فظننتَه إنسانًا، فقلت: رأيتُ إنسانًا، ثم قرب منك، فوجدتَه، فرسًا، فقلت: فرسًا. نحو: "صليت أمس العصر، الظهر، في الحقل"، فقد قصد المتكلم النص على صلاة العصر، ثم تبين له أنه نسي حقيقة الوقت الذي صلاه، وأنه ليس العصر؛ فبادر إلى ذكر الحقيقة التي تذكرها، وهي: "الظهر"، فكلمة: "الظهر" بدل مقصود من كلمة: "العصر" بدل نسيان.

3- بدل الغلط:
وضابطه: أن تريد كلامًا، فيسبق لسانُك إلى غيره، وبعد النُّطق تعدل إلى ما أردتَ أولاً، نحو: "رأيت محمدًا الفرسَ".

• • • •

س372: من أيِّ أنواع البدل قولُه تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ﴾ [البقرة: 217] ؟ ولماذا؟
الجواب: هو بدل اشتمال؛ لأنَّ فيه ضميرًا يعود على المبدل منه، وهو قوله: الشَّهر.

• • • •

س373:كيف تعرب كلمة "ابن" في مثل قولك: محمد بن عبدالله؟
الجواب: كلمة "ابن" في مثل هذا التركيب يجوز فيها إعرابان:
1- أن تكون عطفَ بيانٍ؛ وذلك لأنَّ محمدًا فيه إبهام؛ إذْ يُقال: محمَّد ابن من؟
فإذا جاءت "ابن عبدالله" أزالت هذا الإبْهام، فصارت بِهذا عطفَ بيان.

2- أن تكون بدلاً؛ لأنك تريد أن تبيِّن نسبتَه إلى أبيه فقط.

• • • •

س374: أعرب الأمثلة الآتية؟
• رسولُ الله محمدٌ خاتمُ النبيين.
• عَجز العربُ عن الإتيان بالقرآن عشرِ آياتٍ منه.
• أعجبَتْني السماءُ نجومُها.
• أعتَقْتُ العبد نِصفَه.
• قدم زيدٌ عمُّك.
• اشتريت العبدَ فتَاك.
• اشتريت سكِّينًا سيفًا.
• قابلني زيدٌ خالُك.
• قال تعالى: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ ﴾ [المزمل:2 - 3].

الجواب:
رسول الله محمد خاتم النبيين:
• رسولُ: مبتدأٌ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.
• اللهِ: لفظ الجلالة مضافٌ إليه، مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
• محمدُ: بدل من "رسول" بدل كلٍّ من كل، وبدلُ المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
• خاتم: خبَرُ المبتدأ، مرفوعٌ به، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، وهو مضاف.
• النبيِّين: مضافٌ إليه، مَجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التَّنوين في الاسم المفرد.

عجز العرب عن الإتيان بالقرآن عشر آيات منه:
• عجز: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.
• العربُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
• عن: حرف جر مبنِيٌّ على السكون، وحُرِّك بالكسر؛ للتخلُّص من التقاء الساكنين.
• الإتيان: اسم مجرور بـ"عن" وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلِّقان بالفعل "عجز".
• بالقرآن: الباء حرف جر، والقرآن: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والجارُّ والمجرور متعلقان بقوله:"الإتيان".
• عشر: بدل من "القرآن"، بدل بعض من كل، وبدل المخفوض مخفوض، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة في آخره، وعشر مضاف.
• آيات: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
• منه: من: حرف جر، والهاء ضمير مبنِيٌّ على الضم في محل جر، اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بمحذوفٍ، تقديره: "كائنة".

أعجبتني السماء نجومها:
• أعجبتني: أعجب: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.
• والتاء تاء التأنيث حرف مبنِيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والنون نون الوقاية، حرف مبنِيٌّ على الكسر لا محل له من الإعراب، والياء ياء المتكلم ضمير مبنِيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.
• السماءُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
• نجومها: نجوم: بدل من "السَّماء" بدل اشتمال، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ونجوم مضاف، وها ضمير مبنِيٌّ على السكون، في محل جر، مضاف إليه.

أعتقت العبد نِصْفَه:
• أعتقت: أعتق: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنِيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل.
• العبد: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• نصفه: نصف: بدل من العبد، بدل بعض من كل، وبدل المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء ضمير مبنِيٌّ على الضم، في محل جر مضاف إليه.

قَدِم زيدٌ عمُّك:
• قدم: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.
• زيدٌ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
• عمُّك: عمُّ: بدل من "زيد" بدل كل من كل، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و"عم" مضاف، والكاف ضمير مبنِيٌّ على الفتح، في محل جر مضاف إليه.

اشتريت العبد فتاكَ:
• اشتريت: اشترى: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبنِيٌّ على الضم، في محل رفع فاعل.
• العبد: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• فتاك: فتى: بدل من العبد، بدل كل من كل، وبدل المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر، وفتى مضاف، والكاف ضمير مبنِيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.

اشتريت سكينًا سيفًا:
• اشتريت: اشترى: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنِيٌّ على الضم، في محل رفع فاعل.
• سكينًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
• سيفًا: بدل من "سكِّينًا" بدل غلَط، وبدل المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

قابلني زيدٌ خالُك:
• قابلني: قابل: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، والنون نون الوقاية، حرف مبنِيٌّ على الكسر، لا محل له من الإعراب، والياء ياء المتكلم، ضمير مبنِيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.
• زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
• خالك: خال: بدل من "زيد" بدل كل من كل، وبدل المرفوعِ مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، وخال مضاف، والكاف ضمير مبنِيٌّ على الفتح، في محل جر مضاف إليه.

قال الله تعالى: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ ﴾:
• قم: فعل أمر مبنِيٌّ على السكون، وإنما حُرِّك بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "أنت".

• الليلَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

• إلاَّ: أداة استثناء، حرف مبنِيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

• قليلاً: مستثنى من الليل منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

• نصفه: نصف: بدل من "الليل" بدل بعض من كل، وبدل المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، ونصف مضاف، والهاء ضمير مبنِيٌّ على الضم في محل جر مضاف إليه.

• • • •

س375: ما نوعُ البدل في هذه العبارة؟ ولماذا؟
"اشتريت الكتاب بدينارٍ درهم".
الجواب:
هذا بدل غلط؛ لأنَّك أردتَ أن تقول: درهم، فغلطت، فأبدلت الدِّينار منه، وهذا جنس، وهذا جنس، فالدِّينار من الذَّهب، والدِّرهم من الفضة.

leprence30
2013-09-06, 14:38
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (32 /44)
أسئلة على باب التوكيد

س356: أعرب الجمل الآتية:
• قرأت الكتابَ كلَّه.
• زارنا الوزيرُ نفسُه.
• سلمت على أخيك عينِه.
• جاء رجال الجيش كلُّهم أجمعون.
• جاء زيدٌ نفسُه.
• رأيت عَمرًا نفسَه.
• رأيت زيدًا كلَّه.
• رأيت القوم أجمعين.
• قام القوم أجمعون أبتَعُون.
• أكَلَ زيد الرغيفَ كلَّه.
• قال الله تعالى: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ [الحجر: 30].
• أيُّ إنسان تُرضى سجاياه كلُّها؟
• الطلاَّب جميعهم فائزون.
• رأيت عليًّا نفسَه.
• زرت الشَّيخين أنفسَهما.

الجواب:
قرأت الكتاب كله:
• قرأتُ: قرأ، فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرَّفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء المتكلم ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفعٍ، فاعل.

• الكتاب: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.

• كلَّه: كل: توكيد للكتاب، وتوكيد المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وكل مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليه.

زارنا الوزيرُ نفسُه:
• زارنا: زار: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، ونا المفعولين: ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.

• الوزير: فاعل مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة.

• نفسه: نفس: توكيد للوزير، وتوكيدُ المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ونفس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، مضاف إليه.

سلَّمت على أخيك عينِه:
• سلمت: سلَّم فعل ماض مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرَّفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل: ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفع، فاعل.

• على: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

• أخيك: أخي: اسم مجرورٌ بـ"على"، وعلامة جرِّه الياء نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأخي مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ جر، مضاف إليه.

عينِه: عين: توكيد لـ"أخيك"، وتوكيد المخفوض مَخفوض، وعلامة خفضه الكسرة الظَّاهرة، وعين مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الكسر، في محلِّ خفض، مضافٌ إليه.

جاء رجال الجيش كلُّهم أجمعون:
• جاء: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

• رجال: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره، ورجال مضاف.

• الجيش: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة.

• كلُّهم: كل: توكيد: لـ"رجال"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، وكل مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع.

• أجمعون: توكيد ثانٍ، مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.

جاء زيدٌ نفسُه:
• جاء: فعل ماض مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.

• زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

• نفسه: نفس: توكيد لـ"زيد"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ونفس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر مضاف إليه.

رأيت عمرًا نفسَه:
• رأيت: رأى: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم في محل رفع، فاعل.

• عمرًا: مفعولٌ به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

• نفسه: نفس: توكيد لـ"عمرو"، وتوكيد المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، ونفس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جر، مضاف إليه.

رأيت زيدًا كلَّه[1]:
• رأيت: نفس إعراب "رأيت" في المثال السابق.

• زيدًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

• كلَّه: كل توكيد لـ"زيد"، وتوكيد المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وكل مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، مضاف إليه.

رأيت القوم أجمعين:
• رأيت: كما سبق.

• القومَ: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.

• أجمعين: توكيدٌ لـ"القوم"، وتوكيد المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مذكَّرٍ سالِمٌ، والنون عِوَضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.

قام القوم أجمعون أبتعون[2]:
• قام: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.

• القوم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• أجمعون: توكيد لـ"القوم"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

• أبتعون: توكيد ثانٍ لـ"القوم"، تابع لـ"أجمعون"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.

أكل زيدٌ الرغيفَ كلَّه:
• أكل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

• زيد: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

• الرغيفَ: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

• كلَّه: توكيد لـ"الرغيف"، وتوكيد المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وكل مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر مضاف إليه.

قال تعالى: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ [الحجر: 30]:
• فسجد: الفاء بِحَسب ما قبلها، وسجد: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

• الملائكة: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

• كلهم: كل: توكيد لـ"الملائكة"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وكل مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محلِّ جر، مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع.

• أجمعون: توكيد ثانٍ لـ"الملائكة"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنُّون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

أي إنسان تُرضى سجاياه كلُّها؟
• أي: اسم استفهام، مبتدأٌ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وأيُّ مضاف.

• إنسانٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

• تُرْضَى: فعل مضارع مبنيٌّ على المجهول، وهو مرفوع؛ لتجرُّدِه من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر.

• سجاياه: سجايا: نائبُ فاعلٍ، مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّرُ، وسجايا مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر مضاف إليه.

• كلها: كل: توكيد لـ"سجايا" وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وكل مضاف، و "ها" ضمير مبنيٌّ على السكون في محل جر، مضاف إليه.

الطلاب جميعهم فائزون:
• الطلاب: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• جميعهم: جميع: توكيد لـ"الطلاب"، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وجميع مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، مضاف إليه، والميم حرف دال على الجمع.

• فائزون: خبر المبتدأ، مرفوعٌ به، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

رأيت عليًّا نفسَه:
• رأيت: رأى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير التكلم، مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل.

• عليًّا: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

• نفسه: توكيد لـ"عليًّا"، وتوكيد المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، ونفس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر، مضاف إليه.

زرت الشيخين أنفسَهما:
• زرت: زار: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل" والتاء: ضمير مبنيٌّ على الضم في محل رفع، فاعل.

• الشيخين: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

• أنفسَهما: أنفس: توكيد لـ"الشيخين"، وتوكيد المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأنفس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جر مضاف إليه، والميم حرفُ عمادٍ، والألف علامة التَّثنية.

• • •

س357: ما هو التوكيد، وإلى كم قسم ينقسم؟
الجواب:
أولاً: معنى التوكيد:
التوكيد لغةً هو: التَّقوية والتَّثبيت، تقول: أكَّدت الشَّيء، وتقول: وكَّدْتُه أيضًا، إذا قوَّيته.

وهو في الاصطلاح:
التابع المقوِّي لمتبوعه.

ثانيًا: أقسام التوكيد:
التوكيد على قسمين: توكيد لفظي، وتوكيد معنوي.

• • •

س358: مَثِّل بثلاثة أمثلة مختلفة للتوكيد اللفظي؟
الجواب: التوكيد اللَّفظي يكون بِتَكرار لفظ المؤكَّد، وإعادته بعينه، أو بِمُرادفه.
• سواء كان اسمًا، نحو: جاء مُحمدٌ محمدٌ.
• أم كان فعلاً، نحو: جَاء جاء محمد.
• أم كان حرفًا، نحو: نعَم نعم جاء محمد.

ونحو: جاء حضر أبو بكر؛ حيث إنَّ "جاء" يُرادِفُها في المعنى "حضر"، ونحو: نعَم جَيْرِ جاء محمَّد.

• • •

س359: ما هي الألفاظ التي تُستعمل في التَّوكيد المعنوي؟
الجواب: التوكيد المعنويُّ يكون بألفاظٍ معلومة، وهي: النَّفس، والعين، وكل، وأجمع، وتوابع "أجمع"، وهي: أكتع، وأبْتَع، وأبْصَع.

• • •

س360: ما الذي يُشترط للتوكيد بالنفس والعين؟
الجواب: يشترط للتوكيد بالنفس والعين أن يضاف كل واحد منهما إلى ضمير عائد على المؤكَّد - بفتح الكاف، مع تشديدها - فإن كان المؤكد مفردًا، كان الضمير مفردًا، ولفظ التوكيد مفردًا أيضًا، تقول: جاء علي نفسه، وحضر بكر عينه.

• وإن كان المؤكد جمعًا، كان الضمير هو الجمع، ولفظ التوكيد مجموعًا أيضًا، تقول: جاء الرِّجال أنفسُهم، وحضَر الكُتَّاب أعينُهم.

• وإن كان المؤكد مثنًّى، فالأصَحُّ أن يكون الضمير مثنًّى، ولفظ التوكيد مجموعًا، تقول: حضر الرَّجُلان أنفسُهما، وجاء الكاتبان أعينهما.

• • •

س361: ما الذي يشترط للتوكيد بـ"كل، وجميع"؟
الجواب:
يشترط للتوكيد بـ"كل، وجميع" إضافةُ كلٍّ منهما إلى ضميرٍ مطابِق للمؤكد، نحو: جاء الجيش كلُّه، وحضر الرجال جميعُهم.

• • •

س362: هل يستعمل "أجمعون" في التوكيد غير مسبوق بـ"كل"؟
الجواب: اعلم - رحمك الله - أنه لا يؤكَّد بهذا اللفظ غالبًا إلاَّ بعد لفظ "كل"، فتتبع كله بـ"أجمع"، وكلها بـ"جَمْعاء"، وكلهم بـ"أجمعين"، وكلهن بـ"جُمَع"، ويكون ذلك تقويةً للتَّوكيد.

وأمثلة ذلك:
• قال الله تعالى: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾.
• فرح الجيشُ الإسلاميُّ كلُّه أجْمَع بانتصارهم في موقعة بدر.
• واستقبلَت الأُمَّةُ الإسلامية كلُّها جمعاءُ هذا النصر بما يستحقُّ من ثناء.
• جلست الطالباتُ كلُّهن جُمَع في المدرَّج.

وقد يؤكد بهن وإن لم يتقدَّم "كل"، نحو قوله تعالى: ﴿ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82]، وقوله تعالى: ﴿ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الحجر: 43].

[1] هذا المثال إنَّما يَصلح إن كان زيدٌ - على سبيل المثال - يطل من النافذة؛ لأنَّه يتجزَّأ باعتبار النَّظَر.
[2] ولا يصِحُّ أن تقول: "قام القوم أبتعون" من غير ذِكر "أجمعون"؛ وذلك لأنَّ "أبتعون" تابعٌ لـ"أجمعون"، فلا يؤكَّد بها وحْدَها؛ ولذلك قال المؤلِّف - رحمه الله -: وتوابع أجمع.

leprence30
2013-09-06, 14:40
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (31/ 44)
أسئلة على باب العطف

س342: ضع معطوفًا مناسبًا بعد حروف العطف المذكورة في الأمثلة الآتية:
(أ) ما اشتريت كتابًا، بل.. .....
(ب) ما أكلت تفاحًا، لكن.. ....
(ج) بنَى أخي بيتًا، و......
(د) حضر الطلاب، فـ.. ...
(هـ) سافرت يوم الخميس، و.....
(و) خرج من بالمعهد حتى.. ...
(ز) صاحِبِ الأخيار، لا.. .....
(ح) ما زرتُ أخي، لكن.. ....

الجواب:
(أ) ثوبًا.
(ب) بطيخًا.
(ج) مسجدًا.
(د) الأساتذةُ.
(هـ) الجمعةِ.
(و) الفراشون.
(ز) الأشرار.
(ح) أختي.

• • •
س343: ضع معطوفًا عليه مناسبًا في الأماكن الخالية من الأمثلة الآتية:
(أ) كُلْ من الفاكهة.. .... لا الفج[1].
(ب) بقي عندك أبوك.. ... أو بعض يوم.
(ج) ما قرأت الكتاب.. .. بل بعضه.
(د) ما رأيت.. ... بل وكيله.
(هـ) نظِّم.. .... وأدواتك.
(و) رحلت إلى.. .. فالإسكندرية.
(ز) يعجبني.. .. لا قوله.
(ح) أيهما تفضل.. .... أم الشتاء؟

الجواب:
(أ) الناضجَ.
(ب) يومًا.
(ج) كلَّه.
(د) المديرَ.
(هـ) كتبَك.
(و) القاهرةِ.
(ز) فعلُه.
(ح) الصيفَ.

• • •
س344: اجعل كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جُملتين، بحيث تكون في إحداهما معطوفًا، وفي الثانية معطوفًا عليه؟
العلماء، العنب، القصر، القاهرة، يُسافر، يَأكل، المجتهدون، الأتقياء، أحمد، عُمر، أبو بكر، اقرأ، كتب.

العلماء:
• مثال كونِها معطوفًا: حضر العلماءُ وأبناؤهم.
• مثال كونها معطوفًا عليه: حضر عامَّةُ الناس والعلماء.

العنب:
• مثالُ كونِها معطوفًا: أُحبُّ العنب والبِطِّيخ.
• مثال كونها معطوفًا عليه: أكلت البِطِّيخَ والعنبَ.

القصر:
• مثال كونها معطوفًا: بنى محمدٌ القصر والمسجد.
• مثال كونها معطوفًا عليه: ما رأيت البيت، بل القصر.

القاهرة:
• مثال كونها معطوفًا: ذهبت إلى القاهرة، فالشرقيةِ.
• مثال كونها معطوفًا عليه: ما رأيت الشرقيَّة، لكنِ القاهرةَ.

يسافر:
• مثال كونها معطوفًا: لم يسافر إبراهيم، أو يَجِئْ.
• مثال كونها معطوفًا عليه: سيخرج محمد من هذا البلد، ويسافرُ إلى غيرها.

يأكل:
• مثال كونها معطوفًا: محمد يأكل السمك، ويشرب اللَّبن.
• مثال كونها معطوفًا عليه: لا تشرب اللبنَ، وتأكل السمكَ.

المجتهدون:
• مثال كونها معطوفًا: فاز المجتهدون، لا الكُسالى.
• مثال كونها معطوفًا عليه: لم يُكرَّم الكسالى، لكن المُجتهدون.

الأتقياء:
• مثال كونها معطوفًا: دخل الأتقياءُ الجنة، لا الكافرون.
• مثال كونها معطوفًا عليه: لن يدخلَ الكافرون الجنة، بل الأتقياءُ.

أحمد:
• مثال كونها معطوفًا: حضر أحمد وأشرفُ الخطبة.
• مثال كونها معطوفًا عليه: ما أَفضل إبراهيمَ وأحمدَ!

عمر:
• مثال كونها معطوفًا: خلَفَ أبا بكر عمرُ ثم عثمانُ.
• مثال كونها معطوفًا عليه: علمت أبا بكرٍ خيرَ هذه الأمة بعد نبيِّها، ثم عُمرَ.

أبو بكر:
• مثال كونها معطوفًا: جاء أبو بكر ثم عمر.
• مثال كونها معطوفًا عليه: هاجر النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكرٍ إلى المدينة.

اقرأ:
• مثال كونها معطوفًا: اقرأ الكتاب أولاً، ثم اكتبه.
• مثال كونها معطوفًا عليه: افتح الرسالة واقرأها.

كتب:
• مثال كونها معطوفًا: كتب الله العزة للمؤمنين، وكتب الذلة على الكافرين.
• مثال كونها معطوفًا عليه: ذاكر علِيٌّ الدرس ثم كتبه.

• • •
س345: أعرب ما يلي:
• ما رأيت محمدًا، لكن وكيله.
• زارنا أخوك وصديقُه.
• أخي يأكل ويشرب كثيرًا.
• أقبل زيدٌ وعمرو.
• أقبل الرَّجُل والفتى.
• أقام زيد أم عمرو؟
• أكلت السمكة حتَّى رأسها.
• فهم الطلبةُ درس النَّحو حتَّى عبدالرحمن.
• قام زيدٌ، لا عمرٌو.
• ما فهم درسَ النَّحو، لكن درس الفقه.
• ما مررتُ بزيد، بل عمرو.
• قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 109].
• قال تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [يونس: 75].
• أكرمتُ زيدًا فأباه.
• قامت هند، ثم أخوها.
• قال الله تعالى: ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ﴾ [محمد: 4].

الجواب:
• ما رأيتُ محمدًا، لكن وكيله:
ما: حرف نَفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
رأيت: رأى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل".
وتاء الفاعل: ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفع، فاعل.
محمدًا: مفعول به لـ"رأى"، منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.
لكن: حرف عطف، معناه الاستدراك، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
وكيله: وكيل: معطوف على "محمدًا"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و"وكيل" مضاف، والهاء ضميرُ الغائب مضافٌ إليه، مبنيٌّ على الضم في محل جر.

زارنا أخوك وصديقه:
زارنا: زار: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، ونا: ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.

أخوك: أخو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و"أخو" مضاف، والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه، مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ خفض.

وصديقه: الواو: حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، صديقه: صديق: معطوف على "أخو"، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وصديق مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، مضاف إليه.

أخي يأكل ويشرب كثيرًا:
أخي: أخ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسبة، وأخ: مضاف، وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ جر، مضافٌ إليه.

يأكل: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، والفاعل ضمير مستترٌ فيه جوازًا، تقديره: "هو"، يعود على "أخي".

والجملة من الفعل والفاعل، في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط بين جملة الخبر والمبتدأ هو الضمير المستتر في "يأكل".

ويشرب: الواو حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

يشرب: فعل مضارع معطوفٌ على "يأكل"، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

كثيرًا: نائب عن المفعول المطلق، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

أقبل زيدٌ وعمروٌ:
أقبل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
وعمرو: الواو حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
عمرو: اسم معطوفٌ على "زيد"، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

أقبل الرجل والفتى:
أقبل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
الرجل: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
و: حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
الفتى: معطوف على "الرجل" والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّةٌ مقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر.

أقام زيد، أم عمرو؟
أقام: الهمزة: حرف استفهام، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

أم: حرف عطف، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

عمرو: معطوف على "زيد" والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.

أكلت السمكة حتَّى رأسها:
أكلتُ: أكل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفعٍ، فاعل.

السمكةَ: مفعول به لـ"أكل"، منصوبٌ، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخرِه.

حتى: يجوز أن تكون حرفَ جرٍّ، ويجوز أن تكون حرف عطف، وهي في كلا الحالَين: حرفٌ مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

رأسها: إذا كانت "حتى" حرف جر، فإعراب "رأسها" يكون هكذا:
رأسِها: رأس: اسم مجرور بـ"حتَّى"، وعلامة جرِّه الكسرة الظَّاهرة، ورأس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ جر، مضافٌ إليه.

وإذا كانت "حتى" حرف عطف، فإعراب "رأسها" يكون هكذا:
رأس: معطوف على "السمكة"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة في آخرها، ورأس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل جر، مضاف إليه.

وانظر "شرح الآجرُّومية"، ص 308، 566.

فهم الطَّلبةُ درس النحو، حتَّى عبدُالرحمن:
فهم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
الطلبة: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
درس: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و"درْسَ" مضاف.
النحو: مضاف إليه مجرورٌ، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخرِه.
حتَّى: حرف عطف، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
عبد: معطوفٌ على الطلبة، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره، و"عبد" مضاف.
الرحمن: مضافٌ إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

قام زيد لا عمرو:
قام: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.
لا: حرف عطف، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
عمرو: معطوف على "زيد"، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

ما فهم درس النحو، لكن درس الفقه:
ما: حرف نفي، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب.
فهم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره هو.
درسَ: مفعولٌ به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة، ودرس مضاف.
النَّحو: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة.
لكن: حرف عطف للاستدراك، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
درس: معطوف على "درس"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبه فتحةٌ ظاهرة في آخرِه.
الفقه: مضافٌ إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

ما مررتُ بزيد، بل عمرو:
ما: حرف نَفي، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب.
مررت: مرَّ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل.
بزيد: الباء حرف جر، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وزيد اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
بل: حرف عطف.
عمرو: معطوف على "زيد"، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

• قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 109]:
أقريبٌ: الهمزة: حرف استفهام.

وقريب: القاعدة أنَّك إذا وجدْتَ اسمًا مرفوعًا لم يسبقه شيءٌ، فإنَّك تحكم بأنه إمَّا مبتدأ، أو خبَر مقدَّم، وقريب هنا خبر مقدَّم، مرفوع بالمبتدأ "ما" الموصولة، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

أم: حرف عطف، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

بعيدٌ: معطوف على "قريب"، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

ما: اسم موصول، مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، مبتدأ مؤخر.

توعدون: توعد: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ رفع، نائب فاعل، والنون علامة الرَّفع، والجملة من الفعل ونائب الفاعل، لا محلَّ لها من الإعراب، صلة الموصول.

• قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [يونس: 75]:
بعثنا: بعث: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "نا الفاعلين"، ونا: ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل رفع فاعل.

موسى: مفعولٌ به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر.

وهارون: الواو حرف عطف، وهارون: معطوف على "موسى"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخرِه.

ولم يقل سبحانه: "وهارونًا"، كما قال: نوحًا، وشعيبًا، وهودًا؛ لأنَّ "هارونَ" مَمنوعٌ من الصرف، والمانع له من الصَّرف العلميةُ والعُجمة.

أكرمت زيدًا فأباه:
أكرمتُ: أكرم، فعل ماضٍ، مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرَّفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرُ المتكلِّم، مبنيٌّ على الضَّم، في محلِّ رفع، فاعل.

زيدًا: مفعولٌ به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.

فأباه: الفاء حرف عطف، تفيد التَّرتيب والتعقيب، وأباه: معطوف على "زيدًا"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر، مضافٌ إليه.

قامت هند، ثم أخوها:
قامت: قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، وتاء التأنيث حرف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

هند: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

ثم: حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

أخوها: أخو: معطوف على "هند"، والمعطوف على المرفوعِ مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأخو مضاف، والهاء ضميرٌ مبنيٌّ على السكون، في محل جر، مضافٌ إليه.

• قال الله تعالى:﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ﴾ [محمد: 4]:
فإمَّا: الفاء فاءُ الفصيحة، إمَّا: حرفُ تخيير.

مَنًّا: منصوب بفِعل محذوفٍ، تقديره: تمنُّون منًّا، فـ"تمنون": فعل مضارع، مرفوعٌ بثبوت النُّون، والواو فاعل، و"منًّا" مفعول مُطْلَق، منصوب بـ"تمنون"، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.

وإما: الواو حرف عطف، إما: حرف تخيير، وقال ابن آجرُّوم: حرف عطف، وهو ضعيف.

فداءً: منصوب بفعل محذوف، تقديره: تفدون فداءً، فـ"تفدون": فعل مضارع، مرفوعٌ بثبوت النون، والواو فاعل، وفداءً: مفعول مطلق، منصوب بـ"تفدون".

• • •
س346: ما هو العطف؟
الجواب:
للعطف معنيان: أحدهما لُغَوي، والآخر اصطلاحيٌّ:
أولاً: المعنَى اللغوي:
يُطلَق العطف في اللُّغة على المعنيَين الآتيين:
1 - المَيل: تقول: عطف فلانٌ على فلان يعطف عطفًا، تريد أنَّه مال إليه، وأشفق عليه.

2 - الرُّجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه: تقول: مرَرْتُ بالسُّوق، ثم عطَفْتُ عليه، إذا رجعتَ إليه بعد انصرافِك عنه.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
العطف في الاصطلاح قسمان:
الأوَّل: عطف البيان.
والثاني: عطف النَّسَق.

أولاً: عطف البيان:
وهو التابع الجامد، الموضِّح لِمَتبوعه في المَعارف، المخصِّص له في النَّكِرات.
فكلمة "التابع" تعني: أنَّه من التوابع الخمسة التي تتبع متبوعَها في الإعراب، وكلمة "الجامد" ضد المشتقِّ، وتشمل معنيين:
الأول: كل اسمٍ دلَّ على ذاتٍ معيَّنة، كـ"إبراهيم، ومحمد" ونحوهما.

والثاني: كل معنًى لم يُنظر فيه إلى صفته، التي اشتُقَّ منها.

مثاله: أسماء الأجناس المحسوسة، ككلمة "الإنسان"، فإنَّ إطلاقها في الاستعمال العربي جرى لمعنًى، يُقال: هو النوس - والنَّوْس: الحرَكة - لكن لا يلتفت إلى اشتقاقه من "النوس".

وكلمة: الموضح لمتبوعه في المعارف، والمخصِّص له في النَّكرات، يؤخذ منها أنَّ المعطوف يأتي لإحدى فائدتين:
الأولى: توضيحُه لمعرفةٍ عُطِف عليها.

مثاله: "جاء محمدٌ أبوك"، فكلمة "أبو" عطفُ بيانٍ على "محمد"، وكلاهما معرفة، وهي قد أفادت توضيحًا للمعطوف عليه، وهو كلمة "محمد".

وإعرابُها أن يُقال:
محمد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

أبوك: أبو: عطف بيان على "محمد"، يَأخذ حُكمَه، وهو مرفوع، وهو مضاف، والكاف مضاف إليه، مبنيٌّ على الفتح.

والثانية: تخصيصُ المعطوف عليه إن كان نكرةً.

مثاله: قوله تعالى:﴿ مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ﴾ [إبراهيم: 16]؛ حيث إنَّ كلمة "صديد" عَطْف بيانٍ على كلمة "ماء"، خصَّصه من أجناس المياه، وكلاهما نَكِرة.

وإعرابه أن يقال:
من ماء: جارٌّ ومَجرور.

صديدٍ: عطفُ بيانٍ على كلمة "ماء"، ويأخذ حكمها، وهو الخفض.

ثانيًا: عطف النَّسَق:
كلمة "النَّسَق" معناها في اللُّغة: عَطْفُ شيءٍ على شيء، أو كونُ شيئين فأكثر في نظامٍ واحد، وهذان المعنَيان اللُّغويان مقصودان هنا.

وعطف النسَق في الاصطلاح هو: التابع الذي يتوسَّط بينه وبين متبوعه أحَدُ حروف العطف العشرة.

مثاله: "جاء محمدٌ وزيد"؛ حيث إنَّ كلمة "زيد" تابعةٌ لكلمة "محمد" في حكم المَجيء، وفي الإعراب، توسَّط بينها وبين متبوعها - وهو كلمة "محمد" - حرفُ الواو، وهو حرف العطف.

• • •
س347: ما هي حروف العطف؟
الجواب: حروف العطف هي: الواو، والفاء، وثُمَّ، وأو، وأَمْ، وإمَّا، وبل، ولا، ولكن، وحتَّى في بعض المواضع.

• • •
س348: ما هو معنى حروف العطف التالية: الفاء، وثم، وأو، وبل، ولا، ولكن؟ مع التَّمثيل؟
الجواب:
أولاً: الفاء:
اعلم - رَحِمك الله - أن حرف الفاء يدلُّ على ثلاثة معانٍ:
أولها: التشريك.
وثانيها: الترتيب، ومعناه: أن الثاني بعد الأول.
وثالثها: التعقيب، ومعناه: أنه عَقِيبه بلا مُهلة، وكونه بلا مهلةٍ بِحسب الشيء المعطوف.

مثال ذلك: "جاء زيدٌ فعمرو".
فكلمة "فعمرو" فيها معنى التَّشريك - في حكم الإعراب - لكلمةِ "زيد"، وفيها معنى الترتيب؛ لأنَّ مجيء "عمرو" بعد "زيد"، وفيها معنى التعقيب؛ لأنَّ مجيء "عمرو" كان عقب مجيء "زيد"؛ أيْ: بلا مُهلة.

والترتيب في الفاء والتعقيب، يكون بحسب ما تقتضيه الحال؛ يعني: أنَّه قد لا يكون فوريًّا؛ ففي قوله تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ﴾ [الحج: 63]، فهُنا صباح الأرض مخضرَّةً ليس فورَ نُـزول المطر، لكن المعنى أنَّه لم يتأخَّر عن الوقت المعتاد.

وتقول: "تزوَّج زيدٌ فوُلِد له"، هل ولد له في تلك الليلة التي تزوَّج فيها؟ الجواب: لا، ولكن بعد تسعة أشهر، لكنَّ المعنى أنه لم تتأخَّر الولادة عن الوقت المعتاد، فالتعقيب في كلِّ شيء بِحَسَبِه.

ثانيًا: ثُمَّ: حرف العطف "ثم" يشمَلُ ثلاثة معانٍ:
أوَّلُها: معنى التَّشريك في الحكم الإعرابيِّ بين المعطوف والمعطوف عليه.
وثانيها: معنى التَّرتيب.
وثالثها: معنى التَّراخي.

والتراخي معناه: أنَّ بين الأول والثاني مُهلةً، نحو: أرسل الله موسى، ثُمَّ عيسى، ثم محمَّدًا - عليهم الصَّلاة والسَّلام.

ونحو: جاء زيدٌ ثُمَّ عمرو، إذا كان مجيءُ عمرٍو بعد مجيء زيدٍ بِمُهلة.

ثالثًا: أو: لها عدَّة معان، منها الشَّك، والتخيير، والإباحة.

الشكُّ من المتكلم، والتخيير باعتبار المخاطَب، والإباحة باعتبار المخاطب أيضًا.

المعنى الأول: الشك: فإذا كنت لا تدري فقلتَ: "قَدِم زيدٌ أو عمرو"، فهذا شكٌّ، وكثيرًا ما يرد في الحديث "أو"، فيُقال: شكٌّ من الرَّاوي، مثل قوله في الحديث حين نـزل قولُه تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا ﴾ [الأنعام: 65]، قال النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الثالثة: ((هذه أيسر)) أو ((أهوَنُ))[2].

فـ"أو" هنا شكٌّ من الرَّاوي؛ لأنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يُمكن أن يقول: "أيسر أو أهون"، لكن الراوي شكَّ هل قال: أيسر، أو أهون، وهذا هو الشك.

والثانِي: التخيير: ومثاله قوله تعالى:﴿ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ ﴾ [المائدة: 89] فـ"أو" هذه للتخيير، يعني: لا تجمع بينهما، ولكن خذ هذا، أو هذا.

ومثاله أيضًا أن تقول: تزوج هندًا أو أختها فـ"أو" هنا للتخيير، يعني: تخير من شئت، أما أن تجمع بينهما فلا يمكن.

والثالث: الإباحة: ومثال ذلك أن تقول: "كُلْ فولاً أو عسلاً"، فـ"أو" هنا للإباحة.

يقول العلماءُ: والفرق بين التخيير والإباحة: أنَّه إنْ جاز الجمع بينهما، فهو للإباحة، وإن لم يَجُز الجمع، فهو للتخيير، فالتخيير معناه: "ما لكَ إلا هذا، أو هذا" والإباحة معناها: لك الأمران.

إذًا: هذا الذي قلناه: "كُلْ عسلاً أو فولاً"، "أو" فيه للإباحة؛ لأنه يجوز الجمع بينهما، فيجوز لك أن تأكل الفول، وأن تأكل العسل، وأن تجمع بينهما في لقمة واحدة.

وتأتي "أو" أيضًا للإبهام: والإبهام يسمَّى تَحييرًا، ومثالها أن يقول لك إنسان: من الذي قدم؟ قلت: "زيدٌ أو عمرو"، وأنت تدري من هو، لكن أردتَ أن تُحيِّره.

إذًا تأتي "أو" لأربعة معانٍ: التَّخيير، والتَّحيير، والشَّك، والإباحة.

رابعًا: بل: تفيد الإضراب، يعني: أنك أضرَبْتَ عن الأول، وأثبَتَّ الحكم للثاني.

ومثالُها: "قَدِم زيدٌ، بل عمرو"، فالذي قدم الآن هو عمرو؛ لأنَّنا أضربنا عن زيد.

إذًا: "بل" للإضراب؛ أيْ: إنَّك تُضْرِب صفحًا عمَّا سبق، فتجعله في حكم المسكوت عنه؛ لِتُثبت ما بعدها، فهي تبطل ما سبق، وتثبت ما لَحق.

خامسًا: لا: وهي تأتي لِنَفي ما سبق، فهي تنفي عمَّا بعدها نفسَ الحكم الذي ثبت لِما قبْلَها، فهي عكس "بل"؛ ولِهذا لا تأتي إلاَّ في الإثبات، تقول: "قام زيدٌ، لا عمرو"، فتنفي القيام عن عمرٍو.

سادسًا: لكنْ: معناها الاستدراك، فهي تدلُّ على تقرير حُكمِ ما قبلها، وإثبات ضدِّه لما بعدها.

ومثال العطف بها أن تقول: "ما قام زيدٌ، لكنْ عمرٌو".

• • •
س349: ما معنى حروف العطف التالية: الواو، وأم، وإما؟
الجواب:
أولاً: حرف الواو: ذكر النحاة أن حرف الواو يدل على ثلاثة معانٍ:
أولها: التشريك - أي: في الحُكم - بين المعطوف والمعطوف عليه.

وثانيها: التَّسوية بين المعطوف والمعطوف عليه.

وثالثها: العطف: إلاَّ أن معنى العطف معلومٌ بوروده في باب العطف؛ ولذا لا يذكره جمهورُ النُّحاة، وهم يقصدون بالعطف هنا التشريكَ في الإعراب.

ولا تستلزم الواوُ الترتيب؛ فهي لِمُطلق الجمع، فلا تدلُّ على معيَّة، ولا ترتيب، نحو: "جاء زيد وعمرو"، سواء كان مجيء زيد قبل مجيء عمرو، أو بعده، أو معه.

ثانيًا: معنى "أم":
إنَّ "أم" إمَّا أن تكون متَّصِلة، وإما أن تكون منقطِعة، والمتصلة منحصرة في نوعين؛ وذلك لأنَّها إما أن تتقدَّم عليها همزةُ التسوية، نحو: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ [المنافقون: 6]، ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا ﴾ [إبراهيم: 21].

أو تتقدَّم عليها همزةٌ يُطلَب بها وبـ"أم" التَّعيين، نحو: "أزَيدٌ في الدَّار، أم عمرو"؟
وإنَّما سُمِّيت في النوعين متَّصلة؛ لأنَّ ما قبلها وما بعدها لا يُستغنَى بأحدهما عن الآخَر، وتسمَّى أيضًا معادِلة؛ لِمُعادلتها للهمزة في إفادة التَّسوية في النَّوع الأول، والاستفهام في النوع الثاني.

ويَفترق النَّوعان من أربعة أوجُه:
أوَّلُها وثانيها: أنَّ الواقعة بعد همزة التَّسوية لا تستحقُّ جوابًا؛ لأنَّ المعنى معها ليس على الاستفهام، وأنَّ الكلام معها قابِلٌ للتَّصديق والتكذيب؛ لأنَّه خبَر، وليست تلك كذلك؛ لأنَّ الاستفهام معها على حقيقته.

والثالث والرابع: أنَّ الواقعة بعد همزة التَّسوية لا تقع إلاَّ بين جُملتين، ولا تكون الجملتان معها إلاَّ في تأويل المُفْردَين، وتكونان فعليَّتين، كما تقدَّم، واسميتين، كقوله:
وَلَسْتُ أُبَالِي بَعْدَ فَقْدِيَ مَالِكًا
أَمَوْتِيَ نَاءٍ أَمْ هُوَ الآنَ وَاقِعُ [3]

ومُختلفتَين، نحو: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ ﴾ [الأعراف: 193].

و"أم" الأخرى تقع بين المفردَين، وذلك هو الغالب فيها، نحو: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ﴾ [النازعات: 27]، وبين جملتين ليستا في تأويل المفردين، وتكونان أيضًا فعليتين، كقوله:
فَقُمْتُ لِلطَّيْفِ مُرْتَاعًا فَأَرَّقَنِي
فَقُلْتُ: أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عَادَنِي حُلُمُ [4]

وذلك على الأرجح في "هي" من أنَّها فاعلٌ بِمحذوف يفسِّره "سرَت".
واسميَّتين كقوله:
لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ دَارِيًا
شُعَيْثُ ابْنُ سَهْمٍ أَمْ شُعَيْثُ ابْنُ مِنْقَرِ [5]

الأصل: "أَشُعيث" بالهمزة في أوَّلِه، والتنوينِ في آخره، فحذَفَهما للضَّرورة، والمعنى: ما أدري أيُّ النَّسَبين هو الصحيح؟
وبين المختلفين، نحو:﴿ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الواقعة: 59]؛ وذلك أيضًا على الأرجح من كون "أنتم" فاعلاً.

مسألة: "أم" المتصلة التي تستحقُّ الجواب إنَّما تُجاب بالتعيين؛ لأنَّها سؤالٌ عنه، فإذا قيل: "أزيدٌ عندك أم عمرو؟"، قيل في الجواب: زيد، أو قيل: عمرو، ولا يُقال: "لا"، ولا "نعَم".

ومعنَى "أم" المنقطعة التي لا يُفارقها الإضراب، ثم تارةً تكون له مجردًا، وتارة تتضمَّن مع ذلك استفهامًا إنكاريًّا، أو استفهامًا طلَبِيًّا.

فمِن الأول: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ ﴾ [الرعد: 16].

أما الأولى؛ فلأنَّ الاستفهام لا يدخل على الاستفهام، وأمَّا الثانية؛ فلأن المعنى على الإخبار عنهم باعتقاد الشُّركاء، قال الفرَّاء: يقولون: "هل لك قِبَلَنا حقٌّ، أم أنت رجلٌ ظالم"، يريدون: بل أنت.

ومن الثاني: ﴿ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الطور: 39]، تقديره: بل أله البَنات ولكم البنون؛ إذْ لو قُدِّرت للإضراب المَحْض لزم المُحال.

ومن الثالث: قولهم: "إنَّها لَإِبِل أم شاء"، التقدير: "بل أهي شاء".

ولا تدخل "أم" المنقطعة على مفرد؛ ولِهَذا قدَّروا المبتدأ في "إنَّها لإبل أم شاءٌ".

وخرق ابنُ مالكٍ في بعض كتبه إجماعَ النَّحويين، فقال: لا حاجة إلى تقدير مبتدأ، وزعم أنَّها تعطف المفردات كـ"بل" وقدرها ها بـ"بل" دون الهمزة، واستدلَّ بقول بعضهم: "إنَّ هناك لَإِبلاً أم شاءً" بالنَّصب، فإنْ صحَّت روايتُه، فالأولى أن يُقدَّر لـ"شاء" ناصبٌ؛ أيْ: أم أرى شاءً.

تنبيه: قد تَرِدُ "أم" مُحتمِلةً للاتِّصال والانقطاع: فمِن ذلك قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 80].

قال الزَّمخشري: "يجوز في "أم" أن تكون معادِلة؛ بمعنى: أيُّ الأمرين كائنٌ؟ على سبيل التقرير؛ لحصول العلم بكون أحدهما، ويجوز أن تكون منقطعة"؛ انتهى.

ثالثًا: معنى "إمَّا": اعلم أنَّ النُّحاة قد اتَّفقوا على أن "إما" لا تأتي بمعنى الواو، ولا بمعنى "بل"، وإنَّما تأتي بما له "أو" من المعاني المشهورة المتَّفَق عليها، وهي: التخيير، والإباحة بعد الطَّلب، والشَّك، والإبهام بعد الخبَر.

• • •
س350: ما الذي يُشترط للعطف بـ"بل"، و"لكن"؟
الجواب:
أولاً: يشترط للعطف بـ"بل" شرطان، هما:
الأول: أن يكون المعطوف بها "الاسم الذي يليها" مفردًا، لا جُملة.

والثاني: ألاَّ يسبقها استفهامٌ.

ثانيًا: يُشترط للعطف بـ"لكن" ثلاثةُ شروط، هي:
1 - أن يكون المعطوف بها مفردًا.

2 - أن يتقدَّمها نفيٌ أو نَهي، نحو: ما قام زيد، لكنْ عمرو، ولا يقم زيدٌ، لكن عمرو.

وأجاز الكوفيُّون "لكن عمرو" على العطف، وليس بِمَسموع.

3 - ألاَّ تقترن بالواو؛ قاله الفارسي، وأكثر النَّحويين.

• • •
س351: فيم يشترك المعطوف والمعطوف عليه؟
الجواب: يشترك المعطوف والمعطوفُ عليه في الحكم الإعرابي، فالمعطوف تابعٌ للمعطوف عليه في الإعراب، فإنْ كان المعطوفُ عليه مرفوعًا، كان المعطوفُ مرفوعًا، وإن كان منصوبًا فهو منصوب، وإن كان مخفوضًا فهو مخفوض، وإن كان مجزومًا فهو مَجزوم.

• • •
س352: ما هو الفرق بين "لكنْ" بتخفيف النون، و"لكنَّ" بتشديدها؟
الجواب: الفرق بينهما أن "لكنَّ" بتشديد النون من أخوات "إنَّ"، فهي تنصب المبتدأ، وترفع الخبر.

بِخلاف "لكنْ" الخفيفة بأصل الوضع؛ فإنَّها لا عمل لها فيما بعدها، وهي إمَّا أن تكون حرف ابتداء لِمجرَّد إفادة الاستدراك، إنْ ولِيَها جملةٌ، وإما أن تكون عاطفة، إن وليها اسمٌ مفرد.

• • •
س353: ما معنى قول المؤلِّف - رحمه الله -: "وحتى في بعض المواضع"؟
الجواب:
يعني - رحمه الله -: أنَّ "حتَّى" من حروف العطف، لكن ليس في كلِّ موضع، بل في بعض المواضع، فـ"حتَّى" ترد في اللُّغة العربية على ثلاثة أوجه، هي:
1 - أن تكون حرفَ عطف.

2 - أن تكون حرف ابتداء.

3 - أن تكون حرف جرٍّ[6].

• • •
س354: ما الفرقُ بين قولك: أكَلتُ السَّمكة حتَّى رأسَها - بفتح السِّين - وبين قولك: أكلت السَّمكة حتى رأسِها - بكسر السِّين -؟
الجواب: الفرق بينهما أنَّ "حتَّى" في المثال الأول حرف عطف، فتكون "رأسها" معطوفة على السمكة، ويكون المعنى: تدرَّجْتُ في أكل السَّمكة، حتَّى أكلت الرَّأس، فتكون الرأس مأكولةً، كما أنَّ السمكة مأكولة.

وهي في المثال الثاني: حرف جر، بمعنى "إلى"؛ يعني: إلى رأسها، ويكون الرأس غير مأكول - يعني: وصلت إلى الرأس وتركته - لأنَّ القاعدة أنَّ ابتداء الغاية داخل، لا انتهاؤه.

• • •
س355: أعرِب الأمثلة الآتية، وبيِّن المعطوف والمعطوف عليه، وأداةَ العطف:
• قال الله تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ ﴾ [يونس: 90].

• قال الله تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾ [الروم: 38].

• قال الله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحديد: 1].

• قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [آل عمران: 199].

• قال الله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ [الضحى: 5 - 8].

• قال الله تعالى: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 30 - 32].
الجواب:
• قال الله تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ ﴾ [يونس: 90].

جاوزنا: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "نا الفاعلين"، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل رفع فاعل.

ببني: الباء حرف جر، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب.

وبني: اسم مجرورٌ بالباء، وعلامة جرِّه الياء؛ لأنَّه ملحَقٌ بِجمع المذكر السالم، والجار والمجرور متعلِّقان بالفعل "جاوز" وبني مضاف.

إسرائيل: مضافٌ إليه، مَجرور، وعلامة جرِّه الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه ممنوع من الصَّرف، والمانع له من الصرف العلَمِيَّةُ والعُجمة.

البحرَ: مفعول به منصوب بـ"جاوز"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

فأتبعَهم: الفاء حرف عطف، وأتبع: فعل ماضٍ، معطوف على "جاوزنا"، مبنيٌّ على الفتح، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضمِّ في محل نصب، مفعولٌ به، والميم حرف دالٌّ على الجمع.

فرعون: فاعل مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

وجنوده: الواو حرف عطف، وجنود: معطوف على "فرعون" والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، وجنود مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر، مضاف إليه.

والمعطوف في هذه الآية هو أتبعهم، والمعطوف عليه هو "جاوزنا" وأداة العطف الفاء.

• قال تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾ [الروم: 38].

آت: فعل أمر مبنيٌّ على حذف حرف الياء؛ لأنَّه معتلُّ الآخر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره أنت.
ذا: مفعول به أول منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وذا مضاف.
القربى: مضافٌ إليه، مَجرور، وعلامة جرِّه الكسرة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر.

حقه: حقَّ: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وحق مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، مضاف إليه.

و: حرف عطف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
المسكين: معطوف على "ذا"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
و: حرف عطف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
ابن: معطوف على "ذا"، والمعطوف على المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وابن مضاف.
السبيل: مضافٌ إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسر الظاهرة.
المعطوف في هذه الآية هو المسكين وابن السبيل، والمعطوف عليه ذا، وأداة العطف الواو.

• قال الله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحديد: 1].

سبَّح: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

لله: اللاَّم حرف جرٍّ، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، ولفظ الجلالة اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بالفعل "سبح".

ما: اسم موصول بِمعنى "الذي" في محل رفع فاعل.

في: حرف جر مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

السَّموات: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بمحذوف، تقديره: يستقرُّ.

والأرض: الواو حرف عطف، والأرض معطوف على السَّموات، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

وهو: الواو استئنافيَّة، لا محل لها من الإعراب، وهو ضمير مبنيٌّ على الفتح في محل رفع مبتدأ.

العزيزُ: خبر أوَّل للمبتدأ "هو"، مرفوعٌ به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الحكيم: خبر ثانٍ للمبتدأ "هو"، مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

والمعطوف في هذه الآية الأرض، والمعطوف عليه السموات، وأداة العطف الواو.

• قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنـزلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنـزلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [آل عمران: 199].

إنَّ: حرف توكيدٍ ونصب، ينصب المبتدأَ، ويرفع الخبَر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

مِن: حرف جرٍّ، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

أهلِ: اسم مجرور بـ"مِن" وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بِمَحذوف، خبر مقدَّم، وأهل مضاف.

الكتابِ: مضافٌ إليه، مَجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة.

لَمَن: اللام لام التَّوكيد، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، ومَن: اسم موصولٌ، بِمعنى الذي، في محلِّ نصب، اسم "إنَّ" مؤخر.

يؤمن: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، والفاعل ضمير مستترٌ جوازًا، تقديره: هو، والجملة من الفعل والفاعل، لا محلَّ لها من الإعراب، صلة الموصول.

بالله: الباء حرف جر مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، و"الله" لفظ الجلالة، اسم مجرورٌ بالباء، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بالفعل "يؤمن".

و: الواو حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ما: اسمٌ موصول بمعنى الذي، معطوفٌ على لفظ الجلالة "الله"، والمعطوف على المجرور مجرور.

أُنـزل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، وهو مبنيٌّ للمجهول، ونائب الفاعل ضميرٌ مستتر جوازًا، تقديره: هو، والجملة من الفعل ونائب الفاعل، لا محلَّ لها من الإعراب، صلة الموصول.

إليكم: إلى: حرف جرٍّ مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الضَّم، في محلِّ جر، اسمٌ مجرور، والميم حرف دالٌّ على الجمع.

وما أنـزل إليهم: تُعرَب كقوله سبحانه: ﴿ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ﴾ [آل عمران: 199].

المعطوف قوله: "ما"، والمعطوف عليه: لفظ الجلالة "الله"، وأداة العطف: الواو.

• قال الله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ [الضحى: 5 - 8].

لسوف: اللاَّم لام الابتداء، وسوف: حرف تنفيس، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

يعطيك: يعطي: فعل مضارعٌ مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها الثِّقَل، وكاف المخاطب ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب مفعول به.

ربك: ربُّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ورب مضاف، وكاف المخاطب ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلِّ جر، مضاف إليه.

فترضى: الفاء حرف عطف، وتَرضى: فعل مضارع، معطوف على "يعطيك"، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة المقدَّرة، منع من ظهورها التعذُّر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

ألَم: الهمزة حرف استفهام، ولم: حرف نفْيٍ وجزم وقلب.

يَجِدْك: يجدْ: فعل مضارع، مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه السُّكون، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به أول.

يتيمًا: مفعول به ثانٍ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

فآوى: الفاء حرف استئناف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، وآوى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على فتح مقدر، منع من ظهوره التعذر.

ووجدك: الواو حرف عطف، وجد: فعل ماضٍ من أخوات "ظن" ينصب مفعولين، الأول مبتدأ، والثاني خبر، وهو معطوف على "يجد"، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، والضمير "الكاف" مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب مفعول به أول.

ضالاًّ: مفعول به ثانٍ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

فهدى: الفاء حرف استئناف، وهدى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المقدر، منع من ظهوره التعذر.

ووجدك عائلاً فأغنى: كسابقتها.

المعطوف: ترضى، ووجدك، والمعطوف عليه: يعطيك، ويجدك، وأداة العطف: الفاء، والواو.

• قال الله تعالى: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 30 - 32].

خذوه: فعل أمر مبنيٌّ على حذف النون؛ لاتِّصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محل رفع فاعل، وهاء الغائب ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل نصب، مفعول به.

فغُلُّوه: الفاء حرف عطف، وغلُّوه معطوف على خذوه، فعل أمر مبنيٌّ على حذف النون؛ لاتِّصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، فاعل، وهاء الغائب ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل نصب، مفعولٌ به.

ثم: حرف عطف.

الجحيم: مفعول به ثانٍ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

صلُّوه: معطوف على "خذوه"، وإعرابه مثل إعراب "خذوه، وغلوه".

ثم: حرف عطف.

في: حرف جر.

سلسلة: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فاسلكوه".

ذرعُها: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وذرع مضاف، وها ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل جر مضاف إليه.

سبعون: خبر المبتدأ مرفوع به، وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر، صفة لـ"سلسلة".

ذراعًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

فاسلكوه: الفاء حرف عطف، واسلكوه معطوف على خذوه، وإعرابها نفس إعرابها.

المعطوف: غلوه، وصلوه، واسلكوه، والمعطوف عليه: خذوه، وأداة العطف: الواو، والفاء.

[1] الفِجُّ - بالكسر -: كلُّ شيء من البِطِّيخ والفواكه، لم يَنْضج؛ "مختار الصحاح" (ف ج ج).
[2] البخاريُّ (4628، 7313) والترمذي (3065).
[3] البيت لمُتَمِّم بن نُوَيرة في "ديوانه" ص105، وبلا نسبةٍ في "الأشباه والنظائر" 7/ 51، و"جواهر الأدب" ص 187، و"الدرر" 6/ 97، و"شرح التصريح" 2/ 142، و"شرح شواهد المغني" 1/ 134، و"مغني اللبيب" 1/ 52.
[4] البيت في "مغني اللبيب" 1/ 52، و"الخصائص" 1/ 305، 2/ 330.
[5] البيت من الطويل، وهو للأَسْود بن يَعْفُر، "الكتاب" 3/ 175، و"العين" 4/ 138، و"خزانة الأدب" 4/ 450، و"مغني اللبيب" 1/ 52، و"شرح ديوان المتنبي" 1/ 353، 2/ 282، و"الكامل في الأدب" 2/ 97 و"شرح التسهيل" لابن مالك 3/ 360.
[6] انظر "شرح الآجرومية" لفضيلة الشيخ العثيمين - رحمه الله - ص 308، 309، بتحقيقنا.

leprence30
2013-09-06, 14:42
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (30 /44)
أسئلة على باب النعت

س331: ضع كلَّ اسمٍ من الأسماء الآتية في ثلاث جمل مفيدة، بحيث يكون مرفوعًا في واحدة، ومنصوبًا في الثانية، ومخفوضًا في الثالثة، وانْعَت ذلك الاسم في كل جملة بنعتٍ حقيقيٍّ مناسب:
الرجلان، محمد، العصفور، الأستاذ، فتاة، زهرة، المسلمون، أبوك.

الجواب:
الرجلان:
• جاء الرَّجُلان الصادقان.
• رأيت الرجلَيْن الصادقَين.
• مررتُ بالرجلين الصادقين.

محمد:
• هذا محمدٌ الكريمُ.
• إنَّ محمدًا الكريمَ يحبُّه الناس.
• نظرت إلى محمدٍ الكريمِ يعطي الفقراء.

العصفور:
• العصفورُ المحبوسُ طار بالأمسِ.
• رأيت العصفورَ المحبوسَ.
• نظرت إلى العصفورِ المحبوسِ.

الأستاذ:
• حضر الأستاذُ المجتهدُ.
• لعلَّ الأستاذَ المجتهدَ يأتي الآن.
• استمعتُ إلى شرحِ الأستاذِ المجتهدِ، فأعجبني.

فتاة:
• هذه فتاةٌ جميلةٌ.
• تزوجت فتاةً جميلةً.
• مررت بفتاةٍ جميلةٍ.

زهرة:
• هذه زهرةٌ حمراءُ.
• رأيت زهرةً حمراءَ.
• نظرت إلى زهرةٍ حمراءَ.

المسلمون:
• انتصر المسلمون الصادقون على عدُوِّهم.
• إن المسلمين الصادقين لا يهزمهم أحد.
• أحببتُ رؤية المسلمين الصادقين.

أبوك:
• حضر أبوك المخلصُ.
• رأيت أباك المخلصَ.
• مررت بأبيك المخلصِ.

• • •
س332: ضع نعتًا مناسبًا في كل مكان من الأمكنة الخالية في الأمثلة الآتية، واضبطه بالشكل:
(أ) الطالب.... يحبُّه أستاذه.
(ب) الفتاة..... تُرضي والدَيْها.
(ج) النِّيل.... يخصب الأرض.
(د) أنا أحبُّ الكتب.....
(هـ) وطني مصر.....
(و) الطلاب.... يخدمون بلادهم.
(ز) الحدائق... للتنـزُّه.
(ح) لقيت رجلاً.... فتصدَّقتُ عليه.
(ط) سكنت في بيتٍ.....
(ي) ما أحسن الغُرفَ.....
(ك) عند أخي عصًا....
(ل) أهديتُ إلى أخي كتابًا.....
(م) الثياب... لَبُوس الصَّيف.

الجواب:
(أ) المجتهدُ.
(ب) المؤمنةُ.
(ج) المصريُّ.
(د) الدِّينيةَ.
(هـ) المسلمةُ.
(و) العالِمُون.
(ز) الواسعةُ.
(ح) فقيرًا.
(ط) صغيرٍ.
(ي) الواسعةَ.
(ك) غليظةٌ.
(ل) نافعًا.
(م) الخفيفةُ.

• • •
س333: ضع منعوتًا مناسبًا في كل مكان من الأماكن الآتية، واضبطه بالشكل:
(أ) .... المجتهد يحبُّه أستاذه.
(ب) ...... العالِمون يخدمون أمتهم.
(ج) أنا أحب.... النافعة.
(د) ... الأمين ينجح نجاحًا باهرًا.
(هـ) .... الشديدة تقلع الأشجار.
(و) قطفْتُ... ناضرة.
(ز) رأيت... بائسة فتصدقت عليها.
(ح) .... القارس لا يحتمله الجسم.
(ط) .... المجتهدون خَدموا الشريعة الإسلاميَّة.
(ي) أفدْتُ من آثار..... المتقدمين.
(ك) ... العزيزة وطني.

الجواب:
(أ) الطالبُ.
(ب) الطلابُ.
(ج) الكتبَ.
(د) المسلمُ.
(هـ) الرِّياحُ.
(و) زهرةً.
(ز) فتاةً.
(ح) البردُ.
(ط) العلماءُ.
(ي) المسلمين.
(ك) مكةُ.

• • •
س334: أَوجِد منعوتًا مناسبًا لكلٍّ من النُّعوت الآتية، ثم استعمل النعت والمنعوت جميعًا في جملة مفيدة، واضبط آخِرَهما بالشكل:
الضَّخم، المؤدَّبات، الشاهقة، العَذْبة، النَّاضرة، العُقَلاء، البعيدة، الكريم، الأمين، العاقلات، المهذَّبين، شاسع، واسعة.

الجواب:
• رأيت الفيلَ الضخمَ.
• ما أجْملَ الفتياتِ المؤدَّباتِ!
• نظرت إلى الجبالِ الشاهقةِ.
• الأنْهارُ العذبةُ تجري في أنحاء العالَم.
• قطفت الزَّهرةَ الناضرةَ.
• الرِّجالُ العقلاءُ هم أساس المجتمع.
• ذهبتُ إلى المدينةِ البعيدةِ.
• إنَّ الرجلَ الكريمَ يحبه الناس.
• المسلمُ الأمينُ يحبه الله - عزَّ وجلَّ -.
• النِّسوةُ العاقلاتُ يُطِعْنَ أزواجهن.
• إنَّ الرجلين المهذبين يحترمهما الناس.
• نظرت إلى مصرٍ شاسعٍ.
• مررت ببلدةٍ واسعةٍ.

• • •
س335: أعرب الجمل الآتية:
• الكتابُ جليسٌ ممتعٌ.
• الطالبُ المجتهدُ يحبه أستاذه.
• الفتياتُ المهذباتُ يخدمن بلادهن.
• شربت من الماءِ العذبِ.
• أكرمت الرجلَ العاقلَ.
• جاء الفتَى الشجاعُ.
• مررتُ بالقاضي العادلِ.
• أكرمتُ الطالبَ المجتهدَ.
• مررت بطالبٍ مجتهدٍ.
• مررت بالقارئِ المجيدِ.
• قرأت كتابًا مفيدًا.
• مررت بحَجَّاج الفاضلِ.
• مررت بامرأةٍ قائمٍ أبوها.
• جاء أبو علي الفاضلُ.

الجواب:
الكتابُ جليسٌ ممتعٌ:
الكتابُ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
جليسٌ: خبر المبتدأ، مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
ممتعٌ: نعت لـ"جليس"، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره.

الطالبُ المجتهدُ يحبُّه أستاذه:
الطالبُ: مبتدأٌ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره.
المجتهدُ: نعت لـ"الطالب"، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره.
يحبُّه: يحب: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والهاء ضمير مبنِيٌّ على الضَّم في محل نصب، مفعول به.
أستاذُه: أستاذ: فاعل مرفوع، بـ"يحب"، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وأستاذ: مضاف، والهاء ضمير الغائب مضافٌ إليه، مبني على الضَّم، في محل خفض، والجملة من الفعل وفاعله في محلِّ رفع، خبر المبتدأ، الذي هو الطالب، والرابط بين المبتدأ وجملةِ الخبر هو الضمير المنصوب في "يحبُّه".

الفتياتُ المهذباتُ يخدمن بلادهن:
الفتيات: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
المهذبات: نعت لـ"الفتيات"، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
يخدمن: يخدم: فعل مضارع مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بنون النسوة، ونون النسوة فاعل، ضمير مبني على الفتح، في محل رفع.
بلادَهنَّ: بلاد: مفعول به لـ"يخدم" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وبلاد مضاف، والهاء ضمير جماعة الإناث الغائبات مضاف إليه، مبني على الفتح في محل خفض.
والجملة من الفعل والفاعل في مَحل رفع، خبر المبتدأ الذي هو الفتيات، والرابط بين المبتدأ وجملة الخبر هو نون النسوة في "يخدمن".

شربتُ من الماءِ العذبِ:
شربت: شرب: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، لا محلَّ له من الإعراب، وتاء الفاعل ضمير مبني على الضَّم، في محل رفع، فاعل.
من: حرف جر، مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
الماء: اسم مجرور بـ"من"، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجارُّ والمجرور متعلِّق بـ"شرب".
العذب: نعت للماء، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

أكرمتُ الرجلَ العاقلَ:
أكرمت: أكرم: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك تاء "الفاعل"، والتاء: ضمير المتكلم مبني على الضَّم، في محل رفع، فاعل.
الرجل: مفعول به لـ"أكرم"، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
العاقل: نعت للرجل، ونعت المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

ولا يصح أن تقول: أكرمت الرجل العاقلِ - بكسر "العاقل" - لأنه يجب أن يكون النعت تابعًا للمنعوت في الإعراب، إن كان مرفوعًا فمرفوع، وإن كان منصوبًا فمنصوب، وإن كان مجرورًا فمجرور.

جاء الفتى الشجاعُ:
جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
الفتى: فاعل "جاء"، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.
الشجاعُ: نعت للفتى، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخِره.

مررت بالقاضي العادلِ:
مررْتُ: مَرَّ: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك "تاء الفاعل"، والتاء: ضمير المتكلم متصل مبني على الضمِّ، في محل رفع، فاعل.
بالقاضي: الباء: حرف جر، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، والقاضي: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة المقدَّرة، منع من ظهورها الثقل، والجار والمجرور متعلِّقان بالفعل "مررت".
العادل: نعت للقاضي، ونعت المجرور مجرورٌ، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

ولا يصحُّ أن تقول: مررت بالقاضي العادلُ، برفع "العادل"؛ لأنَّها نعت لِمَجرور، ونعت المجرور مجرور.

مررتُ بطالبٍ مجتهدٍ:
مرَّ: فعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير المتكلم مبني على الضمِّ في محلِّ رفع فاعل.
بطالب: الباء: جرف جر مبني على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وطالب: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلِّقان بالفعل "مررتُ".
مجتهدٍ: نعت لطالب، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
ولا يصحُّ أن تقول: مررت بطالبٍ المجتهدِ، بتعريف كلمة "المجتهد"؛ لأن "المجتهد" مَعْرفة، والواجب أن يتبع النعت المنعوت في التعريف والتنكير.

مررت بالقارئ المُجيد:
انظر - في إعراب هذا - المثالَ السابق.

قرأت كتابًا مفيدًا:
قرأت: قرأ: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك التاء، والتاء ضمير المتكلم مبني على الضم في محل رفع، فاعل.
كتابًا: مفعول به لـ"قرأ" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
مفيدًا: نعت لـ"كتابًا"، ونعت المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ولا يصح أن تقول: "قرأت كتابًا مفيدٌ" برفع "مفيد"؛ لأنَّها يجب أن تكون منصوبة؛ لأنَّها نعت لـ"كتابًا"، وهو منصوب، ونعت المنصوب يجب أن يكون منصوبًا.

مررت بحجاج الفاضل:
هذا المثال يحتمل أن يكون المراد بـ"حجاج" العلَم؛ أيْ: شخصًا اسمه حجَّاج.
ويحتمل أن يكون المراد به الوصف، فتكون صيغة مُبالغة؛ أيْ: شخصًا كثيرَ الحجِّ.
فإذا كان المراد العلم كان هذا المثال هكذا صحيحًا؛ لأنَّ "الفاضل"، معرفة، نُعت به معرفة.
وإذا كان المراد الوصف وجب تنكير كلمة "الفاضل" النَّعت؛ حتَّى تُوافق "حجَّاج" المنعوتَ في التنكير.
ولإعراب هذا المثال؛ انظر ما سبق من الأمثلة.

مررت بامرأة قائمٍ أبوها:
مررتُ: تقدَّم إعرابه كثيرًا.
بامرأة: الباء حرف جر، مبني على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وامرأة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بالفعل مررت.
قائمٍ: نعت لامرأة، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
أبوها: أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأبو مضاف، والهاء ضمير مبني على السكون، في محل جر، مضاف إليه.

جاء أبو عليٍّ الفاضل:
اعلم - رحمك الله - أن كلمة "الفاضل" في هذا المثال تَحْتمل أن تكون نعتًا لـ"أبو"، وتَحتمل أن تكون نعتًا لـ"علي".
فإن كانت نعتًا لـ"أبو" قلت: الفاضلُ، بالرَّفع، وإن كانت نعتًا لـ"علي" قلت: الفاضلِ، بالجر.

وإعراب هذا المثال على أن كلمة "الفاضل" نعتٌ لـ"أبو" يكون هكذا:
جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
أبو: فاعِلُ "جاء" مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأبو مضاف.
علي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
الفاضلُ: نعت لـ"أبو" ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

• • •
س336: هاتِ مثالاً لنعت لمنعوت مذكَّر، موصوفٍ به غيْرُ المنعوت، وهو مؤنَّث، ثم أعرب هذا المثال؟

الجواب:
المثال هو أن تقول: مررت بمحمدٍ القائمةِ أمُّه.

وإعراب هذا المثال هكذا:
مررت: فعل وفاعل.
بمحمد: جار ومجرور متعلقان بـ"مررت".
القائمة: نعت سببِي لِمُحمد، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
أمُّه: فاعلٌ لـ"القائمة" مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، و"أم" مضاف، والهاء ضمير مبني على الضمِّ في محل جرٍّ، مضاف إليه.

• • •
س337: ما النَّعت؟

الجواب:
النَّعت لغةً: هو الوصف، يُقال: نعتَه؛ أيْ: وصفَه.
وهو في الاصطلاح: التَّابع المشتقُّ أو المؤوَّل بالمشتق، لاسْم يتبعه في الإعراب والتَّعريف والتنكير، وهو موضِّح لِمَتبوعه في المعارف، مخصِّص له في النَّكِرات.

• • •
س338: إلى كم قسم ينقسم النَّعت؟ وما النعت الحقيقي؟ وما النعت السببِيُّ؟

الجواب:
ينقسم النعت إلى قسمين:
القسم الأول:
النعت الحقيقي.

والقسم الثانِي:
النعت السببِي.

أما النعت الحقيقي، فهو:
الاسم التَّابع للمنعوت، الرَّافع لضمير مستترٍ يعود إلى المنعوت أو الموصوف، نحو: جاء محمد العاقل؛ فـ"محمَّد" فاعل لـ"جاء"، والعاقل: نعت لـ"محمد"، وهو اسم فاعل، يعمل عمل فعله، فيرفع فاعلاً، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره "هو" يعود إلى "محمد".

وأما النعت السببِيُّ، فهو:
الاسم التابع لموصوفه، الرافع لاسم ظاهرٍ اتَّصل به - أيِ: الاسم الظاهر - ضميرٌ يعود إلى المنعوت، نحو "جاء محمَّد العاقل أبوه"، فـ"محمد" فاعل لـ"جاء"، والعاقل: نعت لـ"محمد"، نعت سببي.
وأبوه: فاعل لـ"العاقل" مرفوع بالواو، نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف إلى الهاء التي هي ضمير عائد إلى "محمد".

ووجه كونه سببيًّا هو أنه تسبَّب في رفع اسم ظاهر، وهو "أبوه"، وذلك الاسم مشتمل على ضمير يعود على المنعوت، وهو الهاء من "أبوه".

تنبيه:
في كلا القسمين يَرفع النَّعت - الذي هو كلمة "العاقل" في المثالين السابقين - ضميرًا مستترًا أو اسمًا ظاهرًا اتَّصل به ضميرٌ، ويكون النَّعت حينئذٍ كالفعل، يُقَدَّر له فعلٌ من لفظه، وما بعده يكون فاعلاً.

فكلمة "العاقل" في المثالين السابقين هي في تقدير فعل، لا أنَّها فعل.

وكلمة "هو" في المثال الأول: فاعل في محلِّ رفع.

وكلمة "أبوه": أبو: فاعل مرفوع بالواو؛ لأنَّه من الأسماء السِّتة أو الخمسة، وهو مضاف، والهاء مضافٌ إليه.

• • •
س339: ما الأشياءُ التي يتبع فيها النَّعتُ الحقيقيُّ منعوتَه؟ وما الأشياء التي يتبع فيها النعت السببيُّ منعوته؟

الجواب:
أولاً: النعت الحقيقي:
يتبع منعوته في أربعةٍ من عشرة: واحد من الإفراد والتَّثنية والجمع، وواحد من ألقاب الإعراب الثَّلاثة الَّتي هي: الرَّفع والنَّصب والخفض، وواحد من التذكير والتأنيث، وواحد من التعريف والتنكير.

ثانيًاً: النعت السببي:
يتبع منعوته في اثنين من خمسة: واحد من الرفع والنَّصب والخفض، وواحد من التعريف والتنكير، ويتبع مرفوعه الذي بعده في واحدٍ من اثنين، وهما التذكير والتأنيث، ولا يتبع شيئًا في الإفراد والتثنية والجمع، بل يكون مفردًا دائمًا وأبدًا، والله أعلم.

• • •
س340: ما المعرفة؟ وما الضَّمير؟ وما العَلَم؟ وما اسم الإشارة، وما الاسْمُ الموصول؟

الجواب:
أولاً- المعرفةُ:
1- تعريفها من حيث اللُّغة: ترجع كلمة "معرفة" إلى مادَّة العين والراء والفاء، ومنها قولُهم: عرفت الشيء معرفةً، إذا عَلِمت به.
2- تعريفها من حيث الاصطلاحُ: تعرَّف بأنَّها كلُّ اسم دلَّ على شيء معيَّن، بواسطة قرينة من القرائن، قد تكون هذه القرينة لفظيَّة، وقد تكون معنوية.

ثانيًا- الضمير:
وهو ما دلَّ على متكلم، نحو: أنا، أو مخاطبٍ، نحو: أنت، أو غائبٍ، نحو: هو.

ثالثًا- العلم:
العلم لغةً هو الشيء الظاهر البيِّن، كالجبال مثلاً: قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ﴾ [الشورى: 32]؛ أيْ: كالجبال.

وأما في الاصطلاح، فهو: ما يدلُّ على معيَّن بدون احتياجٍ إلى قرينة لفظيَّة، أو معنويَّة لتعيين مسمَّاه؛ وذلك بِخلاف بقيَّة المعارف التي تحتاج إلى قرائن لِهذا التعيين.

رابعًا- اسم الإشارة:
اسم الإشارة هو ما وُضِع ليدلَّ على معيَّن بواسطة إشارةٍ حسِّية أو معنوية.

خامسًا- الاسم الموصول:
الاسم الموصول هو: ما يدلُّ على معيَّن بواسطة جملة أو شِبْهها، تُذْكر بعده، وتسمَّى صِلَة، وتكون مشتمِلةً على ضمير يُطابق الموصول، ويسمى عائدًا.

• • •
س341: مَثِّل لكلٍّ مِن الضمير، والعلَم، واسم الإشارة، والاسم الموصول، بثلاثة أمثلةٍ في جُمَل مفيدة؟

أولاً: الضمير:
1- قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [يونس: 22].
2- قال تعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ﴾ [غافر: 16].
3- قال تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ﴾ [طه: 14].

ثانيًاً: العلم:
1- قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245].
2- قال تعالى: ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 112].
3- قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ ﴾ [النحل: 120].

ثالثًا: اسم الإشارة:
1- قال تعالى: ﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 50].
2- قال تعالى: ﴿ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ﴾ [القصص: 32].
3- قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ [هود: 78].

رابعًا: الاسم الموصول:
1- قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾ [فصلت: 29].
2- قال تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ ﴾ [النساء: 34].
3- قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33].

leprence30
2013-09-06, 14:43
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (29/44)
أسئلة على نواسخ المبتدأ والخبر

س309: أدخِل "كان" أو إحدى أخواتِها على كلِّ جُملة من الجُمَل الآتية، ثُم اضْبِط آخِرَ كلِّ كلمة بالشَّكل؟
• الجوُّ صحوٌ.
• الحارسُ مستيقظٌ.
• الهواءُ طلقٌ.
• الحديقةُ مثمرةٌ.
• البستانِيُّ منتبهٌ.
• القراءةُ مفيدةٌ.
• الصدقُ نافعٌ.
• الزكاةُ واجبةٌ.
• الشمسُ حارةٌ.
• البردُ قارسٌ.

الجواب:
• كان الجوُّ صحوًا.
• ما برح الحارسُ مستيقظًا.
• أصبح الهواءُ طلقًا.
• ما زالت الحديقةُ مثمرةً.
• ما فَتِئَ البستانِيُّ منتبهًا.
• ما انفكَّت القراءةُ مفيدةً.
• ظلَّ الصدقُ نافعًا.
• صارت الزكاةُ واجبةً.
• أضحت الشمسُ حارةً.
• أمسى البردُ قارسًا.

• • • •
س310: أدخل "إنَّ" أو إحدى أخواتها على كلِّ جملة من الجمل الآتية، ثم اضبط بالشكل آخرَ كل كلمة؟
• أبي حاضرٌ.
• كتابُك جديدٌ.
• محبرتُك قذرةٌ.
• قلمُك مكسورٌ.
• يدُك نظيفةٌ.
• الكتابُ خيرُ رفيقٍ.
• الأدبُ حميدٌ.
• البِطِّيخُ يظهرُ في الصيفِ.
• البرتقالُ من فواكهِ الشتاءِ.
• القطنُ سببُ ثروةِ مصر.
• النيلُ عذبُ الماءِ.
• مصرُ تربتُها صالحةٌ للزراعة.

الجواب:
• ليت أبي حاضرٌ.
• لعلَّ كتابَك جديدٌ.
• لعل محبرتَك قذرةٌ.
• كأنَّ قلمَك مكسورٌ.
• ليت يدَك نظيفةٌ.
• علمت أنَّ الكتابَ خيرُ رفيقٍ.
• علمت أنَّ الأدبَ حميدٌ.
• إنَّ البِطِّيخَ يظهرُ في الصيفِ.
• إنَّ البرتقالَ من فواكهِ الشتاءِ.
• لعلَّ القطنَ سببُ ثروة مصر.
• البحرُ الأحمرِ ماؤُه مالحٌ، لكنَّ النيلَ عذبُ الماءِ.
• المملكةُ العربية السعودية تربتُها غير صالحة للزراعة، لكنَّ مصرَ تربتُها صالحةٌ للزراعة.

• • • •
س311: أدخِل "ظنَّ" أو إحدى أخواتها على كل جملة من الجمل الآتية، ثم اضبط بالشَّكل آخر كل كلمة؟
• محمدٌ صديقُك.
• أبوك أحبُّ الناس إليك.
• أمُّك أرأفُ الناس بك.
• الحقلُ ناضرٌ.
• البستانُ مثمرٌ.
• الصيفُ قائظٌ.
• الأصدقاءُ أعوانُك عند الشدة.
• الصمتُ زينٌ.
• الثيابُ البيضاءُ لبوسُ الصيف.
• عثرةُ اللسانِ أشدُّ من عثرة الرِّجْل.

الجواب:
• حسبت محمدًا صديقَك.
• علمتُ أباك أحبَّ الناسِ إليك.
• رأيت أمَّك أرأفَ الناس بك.
• ظننت الحقلَ ناضرًا.
• خِلْتُ البستانَ مثمرًا.
• علمت الصيفَ قائظًا.
• رأيت الأصدقاءَ أعوانَك عند الشِّدة.
• زعمت الصمتَ زينًا.
• اتخذت الثيابَ البيضاءَ لبوسَ الصيف.
• وجدت عثرةَ اللسان أشدَّ من عثرة الرِّجل.

• • • •
س312: ضع في المكان الخالي من كل مثال من الأمثلة الآتية كلمة مناسبة واضبطها بالشكل:
(أ) إنَّ الحارسَ .....
(ب) صارت الزكاةُ .....
(ج) أضحت الشمسُ .....
(د) رأيت الأصدقاءَ ......
(هـ) إنَّ عثرةَ اللسان ......
(و) علمت أنَّ الكتاب .....
(ز) محمدٌ صديقُك، لكنَّ أخاه ....
(ح) حسبت أباك ............
(ط) ظلَّ الجوُّ ......
(ي) كأنَّ الحقلَ .....
(ك) رأيت عمَّك .....
(ل) أعتقد أنَّ القطنَ ....
(م) أمسى الهواءُ .....
(ن) سمعت أخاك ........
(س) ما فتئ إبراهيمُ ......
(ع) لأصحبُك ما دمت .......
(ف) حسنُ المنطق من دلائل النجاح، لكنَّ الصمتَ .........

الجواب:
(أ) مستيقظٌ.
(ب) واجبةً.
(ج) حارةً.
(د) خيرَ عونٍ عند الشدة.
(هـ) قبيحةٌ.
(و) خيرُ صديق.
(ز) عدُوُّك.
(ح) تقيًّا.
(ط) صحوًا.
(ي) ناضرٌ.
(ك) طيبَ القلب.
(ل) سببُ ثروة مصر.
(م) باردًا.
(ن) يسبِّحُ.
(س) مخلصًا.
(ع) مصليًا.
(ف) زينٌ.

• • • •
س313: ضع أداة من الأدوات الناسخة تناسب المقام، في كل مكان خال من الأمثلة الآتية؟
(أ) .... الكتابَ خيرُ سميرٍ.
(ب) ...... الجوُّ ملبدًا بالغيوم.
(ج) ...... الصدقُ منجيًا.
(د) ..... أخاك صديقًا لي.
(هـ) ........ أخوك زميلي في المدرسة.
(و) ....... الحارسُ مستيقظًا.
(ز) ....... المعلِّمُ مرشدًا.
(ح) ....... الجنةَ تحتَ أقدام الأمهات.
(ط) ....... البنتَ مدرِّسةً.
(ي) ....... الكتابَ سميري.
(ك) ...... الأصدقاءُ عونَك في الشدة.

الجواب:
(أ) إنَّ.
(ب) أصبح.
(ج) ما زال.
(د) خلت.
(هـ) كان.
(و) ما فتئ.
(ز) ما برح.
(ح) إنَّ.
(ط) رأيت.
(ي) علمت.
(ك) صار.

• • • •
س314: ضع في المكان الخالي من كل مثال من الأمثلة الآتية اسْمًا، واضبطه بالشكل الكامل؟
(أ) كان .... جبارًا.
(ب) يبيت .... كئيبًا.
(ج) رأيت .... مكفهرًا.
(د) علمت أنَّ العدل .....
(هـ) صار .... خبزًا.
(و) ليس ..... عارًا.
(ز) أمسى ...... فرِحًا.
(ح) إنَّ ....... ناضرةٌ.
(ط) ليت ..... طالعٌ.
(ي) كأنَّ ..... معلِّمٌ.
(ك) ما زال .... صديقي.
(ل) إنَّ ..... واجبةٌ.

الجواب:
(أ) اللهُ.
(ب) الكافرُ.
(ج) عَمرًا.
(د) محمودٌ.
(هـ) الدقيقُ.
(و) الحجابُ.
(ز) زيدٌ.
(ح) وجوهَ المؤمنين.
(ط) البدرَ.
(ي) الطفلَ.
(ك) الكتابُ.
(ل) الصلاةَ.

• • • •
س315: كوِّن ثلاث جمل في وصف الكتاب، كل واحدة مشتملة على مبتدأٍ وخبَر، ثُمَّ أدخل على كلِّ جملة منها "كان"، واضبط كلماتِها بالشَّكل:

الجواب:
أولاً - الجمل الثلاث في وصف الكتاب هي:
الجملة الأولى:
الكتابُ خيرُ صديقٍ.

الجملة الثانية:
الكتابُ سببُ نشرِ العلمِ بين الناس.

الجملة الثالثة:
الكتابُ نورٌ يستضاءُ به.

ثانيًا - إدخال "كان" على هذه الجمل الثلاث، مع ضبط كلماتها بالشكل:
الجملة الأولى:
كان الكتابُ خيرَ صديقٍ.

الجملة الثانية:
كان الكتابُ سببَ نشر العلم بين الناس.

الجملة الثالثة:
كان الكتابُ نورًا يستضاءُ به.

• • • •
س316: كوِّن ثلاث جمل في وصف المطر، كل واحدة تشتمل على مبتدأ وخبر، ثم أدخل على كل جملة منها "إنَّ" واضبط كلماتها بالشكل؟

الجواب:
أولاً - الجمل الثلاث في وصف المطر هي:
الجملة الأولى:
المطرُ رزقٌ من الله - عزَّ وجلَّ.

الجملة الثانية:
المطرُ نادرُ السقوط في أرض الحجاز.

الجملة الثالثة:
المطرُ سببٌ في نبات الزرع.

ثانيًا - إدخال "إنَّ" على هذه الجمل الثلاث، مع ضبط كلماتها بالشكل:
الجملة الأولى:
إنَّ المطرَ رزقٌ من الله - عزَّ وجلَّ.

الجملة الثانية:
إنَّ المطرَ نادرُ السقوط في أرض الحجاز.

الجملة الثالثة:
إنَّ المطرَ سببٌ في نبات الزرع.

• • • •
س317: كوِّن ثلاث جمل في وصف النهر، كل واحدة تشتمل على مبتدأ وخبر، ثم أدخل على كل جملة منها "رأيت"، واضبط كلماتها بالشكل:

الجواب:
أولاً- الجمل الثلاث في وصف النهر، هي:
الجملة الأولى:
النهرُ عذبُ الماء.

الجملة الثانية:
النهرُ يسقي الزرع.

الجملة الثالثة:
النهرُ عميقٌ.

ثانيًا- إدخال "رأيت" على هذه الجمل الثلاث، مع ضبط كلماتها بالشكل:
الجملة الأولى:
رأيتُ النهرَ عذبَ الماء.

الجملة الثانية:
رأيتُ النهرَ يَسقي الزرع.

الجملة الثالثة:
رأيتُ النهرَ عميقًا.

• • • •
س318: أعرب الجمل الآتية:
1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ [النحل: 120].
2- كأنَّ القمرَ مصباحٌ.
3- حسبت المالَ نافعًا.
4- ما زال الكتابُ رفيقي.
5- كان المسجلُ سليمًا.
6- ما زال المطرُ نازلاً.
7- قال تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118].
8- قال تعالى: ﴿ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ﴾ [طه: 91].
9- ليس الْحَرُّ شديدًا.
10- بات الرجلُ ساهرًا.
11- ما برح السارقُ نادمًا.
12- ظلَّ الطفلُ ضاحكًا.
13- أضحت الشمسُ ضاحيةً.
14- صار النساءُ مسلماتٍ.
15- قال الله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 96].
16- أصبح المريضُ بارئًا.
17- قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173].
18- كأنَّ المطرَ لؤلؤٌ.
19- قال الله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 98].
20- لعل الحبيبَ هالكٌ.
21- ليتني كنتُ معهم.
22- قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].
23- قال تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ﴾ [مريم: 23].
24- قال تعالى: ﴿ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ [غافر: 36].
25- قال الله تعالى: ﴿ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [النحل: 58].

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ [النحل: 120]:
إنًَّ: حرف توكيد ونصب، ينصب الاسمَ، ويَرفع الخبر.

إبراهيم: اسم "إنَّ" منصوبٌ بِها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

كان: فعل ماضٍ ناقص، يرفع الاسم، وينصب الخبر، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره "هو" يعود على إبراهيم.

أمَّةً: خبر "كان" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والجملة من "كان" واسمها وخبرها في محل رفع، خبر "إنَّ".

2- كأنَّ القمرَ مصباحٌ:
كأنَّ: حرف تشبيه ونصب، ينصب الاسم، ويرفع الخبر.

القمرَ: اسم "كأنَّ" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

مصباح: خبر "كأنَّ" مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

3- حسبتُ المالَ نافعًا:
حسبت: حَسِب: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، وهو من أخوات "ظن" ينصب مفعولين، والتاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل رفعٍ، فاعل.

المالَ: مفعول به أوَّل لـ"حسب"، منصوب به، وعلامة نصبه الفتحةُ الظاهرة.

نافعًا: مفعول به ثانٍ لـ"حسب" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

4- ما زال الكتاب رفيقي:
ما: حرف نفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

زال: فعل ماضٍ ناقص، يرفع الاسم، وينصب الخبر، وهو مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الكتاب: اسم "زال" مرفوع به، وعلامة رفعه ضمةٌ ظاهرة في آخره.

رفيقي: خبر "زال" منصوب به، وعلامة نصبه فتحةٌ مقدَّرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم، ورفيق مضاف، وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل جر مضاف إليه.

5- كان المسجِّلُ سليمًا:
كان: فعل ماضٍ ناقص يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

المسجلُ: اسم "كان" مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

سليمًا: خبر "كان" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

6- ما زال المطرُ نازلاً:
ما: حرف نفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

زال: فعل ماضٍ ناقص، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، وهو مبنيٌّ على الفتح لا محلَّ له من الإعراب.

المطر: اسم "زال" مرفوع به، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.

نازلاً: خبر "زال" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

7- قال تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]:
ولا: الواو بحسب ما قبلها، و"لا": حرف نفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

يزالون: فعل مضارع ناقص، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، مرفوع؛ لتجَرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النُّون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، اسم "زال".

مختلفين: خبر "زال" منصوب به، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

8- قال تعالى: ﴿ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ﴾ [طه: 91]:
لن: حرف نفي ونصب واستقبال، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

نبرح: فعل مضارع ناقص، يرفع الاسم، وينصب الخبر، وهو منصوب بـ"لن"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، واسم "نبرح" ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "نحن".

عليه: على: حرف جر مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والهاء ضمير مبنيٌّ على الكسر، في محل جر، اسم مجرور.

عاكفين: خبر "نبرح" منصوب به، وعلامة نصبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

9- ليس الحرُّ شديدًا:
ليس: فعل ماضٍ ناقص، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر.

الحرُّ: اسم "ليس" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

شديدًا: خبر "ليس" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

10- بات الرجلُ ساهرًا:
بات: فعل ماضٍ ناقص، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، يرفع الاسم، وينصب الخبر.

الرجلُ: اسم "بات" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

ساهرًا: خبر "بات" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

11- ما برح السارقُ نادمًا:
ما: حرف نفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

برح: فعل ماضٍ ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

السارقُ: اسم "برح" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

نادمًا: خبر "برح" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

12- ظل الطفلُ ضاحكًا:
ظل: فعل ماضٍ ناقص، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الطفلُ: اسم "ظل" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

ضاحكًا: خبر "ظل" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

13- أضحت الشمسُ ضاحيةً:
أضحت: أضحى: فعل ماضٍ ناقص مبنيٌّ على الفتح المقدر، منع من ظهوره التعذر، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، والتاء: تاء التأنيث، حرف مبنيٌّ على السكون، وحرِّك بالكسر من أجل التخلُّص من التقاء الساكنين.

الشمسُ: اسم "أضحى" مرفوعٌ به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

ضاحيةً: خبر "أضحى" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

14- صار النِّساءُ مسلماتٍ:
صار: فعل ماضٍ ناقص، يرفع الاسم، وينصب الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

النساء: اسم "صار" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

مسلمات: خبر "صار" منصوبٌ بِه، وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة في آخره، نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مؤنث سالم.

15- قال الله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 96]:
كان: فعل ماضٍ ناقص، يرفع الاسم، وينصب الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الله: لفظ الجلالة اسم "كان" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

غفورًا: خبر "كان" أول منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

رحيمًا: خبر "كان" ثانٍ منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

16- أصبح المريضُ بارئًا:
أصبح: فعل ماضٍ ناقص مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر.

المريضُ: اسم "أصبح" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

بارئًا: خبر "أصبح" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

17- قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]:
إنَّ: حرف توكيد ونصب، ينصب الاسم، ويرفع الخبر.

اللهَ: لفظ الجلالة، اسم "إن" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

غفورٌ: خبر "إن" أول، مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

رحيمٌ: خبر "إن" ثانٍ، مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

وهذه الآية والآية الخامسة عشرة دليلٌ على أن الخبر قد يتعدد.

ومن أمثلة ذلك أيضًا: قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 14 - 16].

18- كأنَّ المطرَ لؤلؤٌ:
كأنَّ: حرف تشبيه ونصب، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر.

المطرَ: اسم "كأنَّ" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

لؤلؤٌ: خبر "كأنَّ" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

19- قال الله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 98]:
اعلموا: فعل أمر مبنيٌّ على حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، فاعل.

أن: حرف توكيد ونصب، ينصب الاسم، ويرفع الخبر.

اللهَ: الاسْمُ الكريم، اسمُ "أنَّ" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

شديدُ: خبر "أن" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و"أن" مع اسمه وخبره سدَّ مسَدَّ مفعولَيِ "اعلموا".

و"شديد" مضاف، و"العقاب": مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

20- لعل الحبيبَ هالكٌ:
لعل: حرف إشفاقٍ[1] ونصبٍ، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر.

الحبيب: اسم "لعل" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

هالك: خبر "لعل" مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

21- ليتني كنت معهم:
ليتني: ليت: حرف تمنٍّ ونصب، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، والنون: حرف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وهي نون الوقاية، والياء ضمير متصل مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، اسم "ليت".

كنت: كان: فعل ماضٍ ناقص مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، لا محلَّ له من الإعراب، يرفع المبتدأ، ينصب الخبر، والتاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع اسم "كان".

معهم: مع: ظرف مكان، منصوب على الظرفية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو متعلِّق بمحذوف خبر "كان"، تقديره: كائن.

و"مع" مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، مضاف إليه، والميم حرف دال على الجمع، والجملة من "كان" واسمها وخبرها، في محل رفع خبر "ليت".

22- قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125]:
اتخذ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، وهو ينصب مفعولين؛ أوَّلُهما المبتدأ، والثاني الخبر.

الله: لفظ الجلالة، فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

إبراهيم: مفعول به أول منصوب بـ"اتَّخَذ" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

خليلاً: مفعول به ثانٍ منصوب بـ"اتخذ" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

23- قال تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ﴾ [مريم: 23]:
يا: حرف تنبيه[2]، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

ليتني: ليت: حرف تَمنٍّ ونصب، ينصب الاسم، ويرفع الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

والنون نون الوقاية، حرف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، اسم "ليت".

مِتُّ: مات: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، وتاء المتكلم ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع، خبر "ليت".

قبل: ظرف زمان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وقبل مضاف.

هذا: الهاء حرف تنبيه، وذا: اسم إشارة مبنيٌّ على السكون، في محل جرٍّ، مضاف إليه.

24- قال تعالى: ﴿ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ [غافر: 36]:
لعلِّى: لعل: حرف ترجٍّ ونصب، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، اسم "لعل".

أبلغ: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

الأسباب: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل رفع، خبر "لعل".

25- قال الله تعالى: ﴿ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [النحل: 58]:
ظلَّ: فعل ماضٍ ناقص، يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وجهه: وجه: اسم "ظل" مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ووجه مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر، مضاف إليه.

مسودًّا: خبر "ظل" منصوب به، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

• • • •
س319: إلى كم قسم تنقسم النَّواسخ؟
الجواب: العوامل التي تدخل على المبتدأ والخبر، فتغيِّر إعرابَهما - بعد تتَبُّع كلام العرب الموثوق به، كما قال السيوطيُّ في "الأشباه" - على ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
يرفع المبتدأ، ويسمى اسْمَها، وينصب الخبر، ويسمى خبَرها، وذلك "كان" وأخواتها، وهذا القسم كلُّه أفعال، نحو: كان الجوُّ صافيًا.

القسم الثانِي:
ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، عكس الأول، وذلك "إنَّ" وأخواتها، وهذا القسم كله أحرف، نحو: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 220].

والقسم الثالث:
ينصب المبتدأ والخبر جميعًا، ويسمَّيان مفعولَيْن له، وذلك "ظننت" وأخواتها، وهذا القسم كله أفعال، نحو: ظننت الصديقَ أخًا.

• • • •
س320: ما الذي تعمله "كان" وأخواتُها؟
الجواب: "كان" وأخواتها ترفع المبتدأ، ويسمَّى اسمها، وتنصب الخبر، ويسمى خبرَها.

• • • •
س321: إلى كم قسم تنقسم أخوات "كان" من جهة العمل؟
الجواب: "كان" وأخواتها عدَّتُها ثلاثة عشر فعلاً: ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر، وهي تنقسم بحسب عملها إلى ثلاثة أقسام، وهي:
1- القسم الأول:
ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر بلا شرطٍ، وهو ثَمانية أفعال، هي: كان - أمسى - أصبح - أضحى - ظلَّ - بات - صار - ليس.

2- القسم الثانِي:
ما يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، بشرط أن يَسْبقه نفي، أو شِبْهُ نفي[3]، وهو أربعة أفعال: هي: زال - برح - فتئ - انفكَّ.

3- القسم الثالث:
ما يرفع المبتدأ، وينصب الخبر، بشرط أن يسبقه "ما" المصدرية الظرفيَّة، وهو الفعل "دام" والمقصود بـ"ما" المصدرية الظرفية؛ أيِ: التي تُؤوَّل مع الفعل بعدها بمصدر وظرفٍ معًا.

• • • •
س322: وإلى كم قسم تنقسم من جهة التصرُّف؟
الجواب: بدايةً؛ معنى التصرُّف هو: مجيء تلك الأفعال ماضيةً ومضارعةً وأمرًا.

وتنقسم هذه الأفعال من جهة التصرف إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
ما يتصرَّف في الفعلية تصرُّفًا مطلقًا، بمعنى أنه يأتي منه الماضي والمضارع والأمر، وهو سبعة أفعال، وهي: كان، وأمسى، وأصبح، وأضحى، وظلَّ، وبات، وصار.

القسم الثانِي:
ما يتصرف في الفعلية تصرفًا ناقصًا، بمعنى أنه يأتي منه الماضي والمضارع، ليس غير، وهو أربعة أفعال، وهي: فَتِئ، وانفك، وبرح، وزال.

والقسم الثالث:
ما لا يتصرَّف أصلاً، وإنما يأتي ماضيًا فقط، وهو فعلان: أحدهما: "ليس" اتِّفاقًا، والثاني: "دام" على الأصحِّ، وهو قول الجمهور.

• • • •
س323: ما الذي تعمله "إنَّ" وأخواتها؟
الجواب:
"إنَّ" وأخواتها تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر - بمعنى: أنَّها تجدِّد له رفعًا غير الذي كان له قبل دخولها - ويسمَّى خبرها.

• • • •
س324: ما الذي تدل عليه "كأنَّ" و "ليت"؟
الجواب:
أولاً - كأنَّ: تفيد "كأنَّ" تشبيه اسمها بِخَبرها، ومثالها: قوله تعالى: ﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾ [المنافقون: 4].
وتكون للتشبيه الأكيد، إذا كان خبرها جامدًا، نحو: كأنَّ زيدًا أسدٌ.

وقد تأتي للشكِّ والظن، إذا كان خبرها مشتقًّا أو ظرفًا، نحو: كأنَّ زيدًا قائمٌ، أو عندك.

ثانيًا- ليت: تفيد التمنِّي، وهو طلب الشيء المستحيل حدوثه، أو العسير حدوثه.

فمثال المستحيل حدوثه قول الشاعر:
أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا
فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ الْمَشِيبُ[4]

الشاهد: قوله: "ليت الشبابَ يعود"، حيث دلَّت "ليت" على التمنِّي، وعملت في الاسم النصب، وهو قوله: الشباب، وعلمت الرفع في خبرها، وهو جملة "يعود".

و "ليت" هنا تدلُّ على طلب شيء مستحيل تحَقُّقُه، وهو عودة الشباب إلى الشيخ العجوز.

ومثال الطلب العسير أو الصعب تحققه: كقول من يريد الحج، وليس لديه مال: "ليت لي مالاً فأحجَّ منه"؛ فإن حصول المال ممكن، ولكن فيه عسر.

والخلاصة الآن أنَّ التمني يكون في الممنوع والممكن.

• • • •
س325: ما هو معنى الاستدراك، والترجِّي، والتوقُّع؟
الجواب:
أولاً - معنى الاستدراك:
الاستدراك هو: إتْباع الكلام السابقِ نفْيَ ما يُتَوهَّم ثبوته، أو إثبات ما يُتوهَّم نفيُه، كأنْ يقال: "محمد عالِم"، فيوهم ذلك أنَّه صالح، فتقول: "لكنه فاسق"، وكأنْ يُقال كذلك: "خالد غنِي"، فيوهم ذلك أنه كريم، فتقول: "لكنه بخيل".

وبِهذا يكون المثالان السابقان على هذه الصورة.

• خالد غني لكنه بخيل.
• محمد عالم لكنه فاسق.

ثانيًا- معنى الترجِّي: الترجي هو طلب الأمر المحبوب، ولا يكون إلا في الممكن ميسور التحقُّق، نحو: لعلَّ اللهَ يرحمني.

ثالثًا- معنى التوقُّع: التوقع هو انتظار وقوع الأمر المكروه في ذاته، نحو: لعلَّ زيدًا هالكٌ.

• • • •
س326: ما الذي تعمله "ظننت" وأخواتها؟
الجواب: "ظنَّ" وأخواتها لها عمل في المبتدأ والخبر، فهي تنصب المبتدأ، ويسمى مفعولَها الأوَّل، وتنصب الخبر، ويسمى مفعولها الثاني.

ولذا فإنَّ "ظن" وأخواتِها تشتمل على أمور ثلاثة:
أوَّلها: الفاعل؛ لأنَّها فعل تام[5].
مثالها: ظننت زيدًا شاخصًا.

إعرابه:
ظنَّ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرك، والتاء ضمير متصل، مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعلٌ.

وثانيها: مفعول أول.

وثالثها: مفعول ثانٍ.

ومثال ذلك: ظننت زيدًا شاخصًا.
إعرابه:
ظننتُ: سبقَتْ.

زيدًا: مفعول أول لـ"ظن" منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.

شاخصًا: مفعول ثان لـ"ظن" منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.

• • • •
س327: إلى كم قسم تنقسم أخوات "ظننت"؟
الجواب: ذكر النُّحاة أنَّ أخوات "ظننت" تنقسم من حيث معناها إلى أربعة أقسام:
القسم الأول:
يفيد ترجيح وقوع الخبر "المفعول الثاني"، وهو أربعة أفعال، وهي: ظننت، وحَسبت، وخِلْت، وزعمت.
والقسم الثانِي:
يفيد اليقين، وتحقيقَ وقوع الخبر "المفعول الثاني"، وهو ثلاثة أفعال، وهي: رأيتُ، وعلمتُ، ووجدتُ.

القسم الثالث:
يفيد التَّصيير والانتقال من حالة إلى حالة أخرى، وهو فعلان، وهما: اتَّخذت، جعَلْت.

والقسم الرابع:
يفيد حصول النسبة في السمع، وهو فعل واحد، وهو "سمعت".

• • • •
س328: هات ثلاث جمل، مكوَّنة من مبتدأ وخبر، بحيث تكون الأولى من مبتدأ ظاهر وخبر جملةٍ فعلية، والثَّانية من مبتدأ ضمير لِجماعة الذُّكور وخبر مفرد، والثالثة من مبتدأ ظاهر وخبَرٍ جملة اسميَّة، ثم أدخل على كلِّ واحدة من هذه الجمل "كان" و"لعلَّ" و"زعمت"؟
الجواب:
أوَّلاً - الإتيان بالجمل:
الجملة الأولى: قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ﴾ [غافر: 20].
المبتدأ الظاهر: لفظ الجلالة "الله".
والخبر الجملة الفعلية: ﴿ يَقْضِي بِالْحَقِّ ﴾.

الجملة الثانية: قال النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث دعاء زيارة المقابر: ((أنتم أصحابي))[6].
المبتدأ: الضمير لجماعة الذُّكور: أنتم.
والخبر المفرد: أصحابي.

الجملة الثالثة: الظُّلم مرتَعُه وخيم.
المبتدأ: الظُّلم "اسم ظاهر".
والخبر: جملة "مرتعه وخيم" وهي جملة اسمية.

ثانيًا- إدخال "كان" على كل واحدة من هذه الجمل:
الجملة الأولى:
كان اللهُ يقضي بالحق.

الجملة الثانية:
كنتم أصحابي.

الجملة الثالثة:
كان الظلمُ مرتعه وخيم.

ثالثًا - إدخال "لعلَّ" على كل واحدة من هذه الجمل:
الجملة الأولى:
لعلَّ عبدالله يقضي بالحق.

الجملة الثانية:
لعلَّكم أصحابي

الجملة الثالثة:
لعل الظلمَ مرتعه وخيم.

رابعًا - إدخال "زعمت" على كل واحدة من هذه الجمل:
الجملة الأولى:
زعمت عبدالله يقضي الحق.

الجملة الثانية:
زعمْتُكم أصحابي.

الجملة الثالثة:
زعمت الظلمَ مرتعه وخيم.

• • • •
س329: ما الذي يُشترط في "رأَى" حتَّى تنصب مفعولين؟
الجواب: يشترط في "رأى" حتَّى تنصب مفعولين أن تكون بِمَعنى "علم" أو ظنَّ[7]، أو حَلُم؛ أيْ: رأى في منامه، وتسمى الحُلْمِيَّةَ.
ومثال "رأى" بِمعنى "علم" قول الشاعر:
رَأَيْتُ اللَّهَ أَكْبَرَ كُلِّ شَيْءٍ
مُحَاوَلَةً وَأَكْثَرَهُمْ جُنُودَا[8]

فهنا "رأى" بمعنى "علم".
ومثال "رأى" بمعنى "ظنَّ" قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴾ [المعارج: 6]؛ أيْ: يظنُّونه.

ومثال "رأى" بِمعنى "حلم" قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 36].

فإذا كانت "رأى" بمعنى "أبصر"، أو بمعنى "اعتقد"، أو بِمعنى "ضربت رِئَته"، فإنَّها تنصب مفعولاً واحدًا فقط.

ومثال "رأى" بِمعنى "أبصر": أن تقول: رأيتُ الكواكب.

ومثال "رأى بمعنى "اعتقد": أن تقول: رأى أبو حنيفة حلَّ كذا.

ومثال "رأى" بمعنى "أصاب رئته": أن تقول: "رأيت الكافر"؛ تريد: ضرَبْته، فأَصبت رئتَه.

فهي بِهذه المعاني الثلاثة تتعدى لمفعول واحد، وقد تتعدى التي بمعنى "اعتقد" إلى مفعولين، كقول الشاعر:
رَأَى النَّاسَ - إِلاَّ مَنْ رَأَى مِثْلَ رَأْيِهِ
خَوَارِجَ تَرَّاكِينَ قَصْدَ الْخَوَارِجِ[9]

وقد جَمع الشاعر في هذا البيت بين تعديتها لواحد، وتعديتها لاثنين:
فأما تعديتها لواحد، ففي قوله: "رأى مِثْل رأيه".

وأما تعديتها لاثنين، ففي قوله: "رأى الناس خوارِجَ"، هكذا.

قيل: ولو قلت: إنَّ "خوارج" حالٌ من الناس، لَم تكن قد أَبْعدت[10].

• • • •
س330: مَثِّل لكلِّ فعل من الأفعال الآتية بمثال نصبت فيه مفعولين:
خال - اتَّخذ - جعل - سمع.

الجواب:
مثال "خال": خِلْتُ زيدًا أخاك.
ومثال "اتخذ": قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الجاثية: 23].

ومثال "جعل": قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾ [النبأ: 10].

ومثال "سمع": سمعت الأذان واضحًا.

فـ"الأذان" مفعول به أوَّل، و"واضحًا" مفعول به ثانٍ، وأمَّا على القول بأنَّها لا تَنْصب إلاَّ مفعولاً واحدًا فإنَّ "واضحًا" تُعرب حالاً، وهذا هو الراجح.

[1] الإشفاق هو توَقُّع المكروه.
واعلم - رَحِمك الله - أنَّ الحرف "لعلَّ" قد ذكر النُّحاة له أكثر من معنًى، ومن هذه المعاني:
1 - الترجي والتوقُّع: وهو انتظار حصول أمر مرغوب فيه، ميسور التحقُّق، مثل قوله تعالى: ﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]، ومثل قولنا: لعلَّ الله يرحَمُنا.
2 - الإشفاق: وهو توقُّع المكروه، مثل قوله تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ﴾ [الكهف: 6]؛ أيْ: قاتِلُها غمًّا، أو حَسْرة، والمعنى: أشفق على نفسك أن تُهْلكها حسرةً على ما فاتك من إسلام قومك.
ومثل قولنا: لعلَّ النهر يُغْرق الزَّرع.
وخبر "لعلَّ" في هذه الحالة غير مقطوع بوقوعه، ولا متيقَّن، فهو موضع شكٍّ، بخلاف خبر "إنَّ، وأنَّ".
3 - وقد تأتي "لعلَّ" للتعليل: كقوله تعالى: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]؛ أيْ: ليتذكَّر، نصَّ على ذلك الأخفشُ والكسائي، وتَبِعَهما ابنُ مالك؛ إذْ قال الأخفش: يقول الرجل لصاحبه: أفرغ عملك؛ لعلَّنا نتغذَّى، واعمل عملَك؛ لعلَّك تأخذ أجرك؛ أيْ: لِنَتغذى ولتأخذ أجرك، ومنه قول الشاعر:
وَقُلْتُمْ لَنَا كُفُّوا الْحُرُوبَ لَعَلَّنَا
نَكُفُّ وَوَثَّقْتُمْ لَنَا كُلَّ مَوْثِقِ
أيْ: لِنَكفَّ.
4 - وقد تأتي "لعلَّ" للاستفهام، وإليه ذهب الكوفيُّون، كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾ [عبس: 3]، وقولِ الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - لأحد أصحابه - رضي الله عنهم - وقد خرج إليه متعجِّلاً: ((لعلَّنا أعجلناك))*؛ أيْ: وما يدريك أيزَّكى؟ وهل أعجلناك؟
انظر كتاب "نحو الفصحى"، ص 13، 14 للدكتور صلاح روَّاي.
* أخرجه البخاريُّ (180)، ومسلم (1/269) (345)، وابن ماجه (606)، والطيالسي في "مسنده" (2185) وابن أبي شيبة في "مصنَّفه" (1/89)، وأبو عوانة (1/286)، والطَّحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/54)، وابن حبان (1071)، والبيهقي في "السُّنن" (1/165).
[2] قال ابن مالك - رحمه الله -: إن جاء بعد "يا" التي للنداء "ليت" و"رُبَّ"، و"حبَّذا"، فهي للتنبيه، لا للنِّداء، وانظر: "اللُّباب" 310، و"تسهيل الفوائد" 179، و"الجامع" 103، و"حاشية الخضري" 2/71، 72 و"دراسات لأسلوب القرآن الكريم" 1/3/624، 637، 638 و"النحو الوافي" 4/6، 7.
[3] شِبْهُ النَّفي شيئان: النَّهي والدُّعاء، وأضاف بعضُهم الاستفهامَ.
[4] البيت من الوافر التام، وقائله أبو العتاهية، وانظر: "البيان والتبيين" 1/429، و"المستَطْرَف" 2/71، و"محاضرات الأدباء" 2/357، و"ديوان المعاني" 1/155، و"مغني اللبيب" 1/314.
[5] فليست فعلاً ناقصًا، الذي يكون مرفوعه اسمًا له، لا فاعلاً، كما في "كان" وأخواتها.
[6] رواه مسلم 1/218 (249)، وابن ماجه (4306).
[7] ويكون المقصود بها هنا رؤيةَ القلب، لا رؤية العين الباصرة.
[8] البيت لخداش بن زهير في "المقاصد النحوية" 2/371: وبلا نسبة في "تلخيص الشواهد" ص 425، و"شرح ابن عقيل" 1/2/29، و"المقتضب" 4/97.
[9] "همع الهوامع" 1/543، 3/76.
[10] انظر "شرح ابن عقيل" 1/2/30 حاشية.

leprence30
2013-09-06, 14:45
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (28/ 44)
أسئلة على باب المبتدأ والخبر

س293: أعرب الجمل الآتية:
• محمدٌ قائمٌ.
• محمدٌ حضرَ أبوه.
• محمدٌ أبوه مسافرٌ.
• محمدٌ في الدارِ.
• محمدٌ عندَك.
• الزيدان قائمان.
• الزيدون قائمون.
• زيدٌ أخوك.
• الكافرون هم الظالمون.

الجواب:
الجملة الأولى: محمدٌ قائمٌ:
محمدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
قائمٌ: خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.

الجملة الثانية: محمدٌ حضر أبوه:
محمدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.
حضر: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

أبوه: أبو: فاعل، "حضر" مرفوعٌ، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأبو: مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليه.

والجملة من الفعل والفاعل في محلِّ رفع، خبَرُ المبتدأ "محمد"، والرابط بين الخبر والمبتدأ هو الضمير الواقع مضافًا إليه في قولك: "أبوه".

الجملة الثالثة: محمدٌ أبوه مسافر:
محمد: مبتدأٌ أوَّل مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمَّة ظاهرة في آخره.

أبوه: أبو: مبتدأ ثانٍ، مرفوعٌ بالواو نيابة عن الضمَّة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و"أبو" مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضمِّ، في محل جر، مضافٌ إليه.

مسافرٌ: خبَرُ المبتدأ الثاني، مرفوعٌ به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع، خبر المبتدأ الأول، والرابط بين هذه الجملة والمبتدأ الأول الضمير الذي في قولك: "أبوه".

الجملة الرابعة: محمدٌ في الدارِ:
محمدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمةٌ ظاهرة في آخره.

في: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

الدارِ: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بمحذوفٍ؛ خبَر المبتدأ، تقديره: كائنٌ في الدار.

الجملة الخامسة: محمدٌ عندك:
محمدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمة ظاهرةٌ في آخره.

عندَك: عند: ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو متعلِّق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: كائنٌ، وعند مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ جر مضاف إليه.

الجملة السادسة: الزيدان قائمان:
الزيدان: مبتدأ مرفوعٌ بالابتداء، وعلامة رفعه الألف؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عِوَض عن التنوين في الاسم المفرد.

قائمان: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

الجملة السابعة: الزيدون قائمون:
الزيدون: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

قائمون: خبر المبتدأ مرفوع به، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

الجملة الثامنة: زيدٌ أخوك:
زيدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

أخوك: أخو: خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأخو: مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح في محل جر، مضاف إليه.

الجملة التاسعة: الكافرون هم الظالمون:
الكافرون: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

هم: ضمير فصل[1]، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

الظالمون: خبر المبتدأ مرفوع به، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكَّرٍ سالِمٌ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

• • •
س294: بيِّن المبتدأ والخبر، ونوع كل واحد منهما، من بين الكلمات الواقعات في الجمل الآتية، وإذا كان الخبر جملة، فبيِّن الرابط بينها وبين مبتدَئها:
• المُجتهدُ يفوزُ بغايته.

• السَّائقان يشتدَّان في السير.

• النخلةُ تؤتي أكلَها كلَّ عام مرة.

• المؤمناتُ يُسبِّحن الله.

• كتابُك نظيفٌ.

• هذا القلمُ من خشب.

• الصوفُ يُؤخذُ من الغنم، والوَبرُ من الجِمال.

• الأحذيةُ تصنعُ من جلد الماعز وغيره.

• القِدْرُ على النارِ.

• النيلُ يسقي أرض مصر.

• أنت أعرفُ بما ينفعك.

• أبوك الذي ينفق عليك.

• أمُّك أحقُّ الناس ببِرِّك.

• العصفورُ يغرِّدُ فوق الشجرة.

• البرقُ يعقبُ المطر.

• المسكينُ من حرم نفسه وهو واجد.

• صديقي أبوه عنده.

• والدي عنده حصان.

• أخي له سيارةٌ.

الجواب:
المجتهدُ يفوزُ بغايته:
المبتدأ: المجتهد، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يفوز بغايته، ونوعه: جملة فعليَّة.
والرابط: الضمير المستَتِر في "يفوز".

السائقان يشتدان في السير:
المبتدأ: السائقان، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يشتدَّان، ونوعه: جملة فعلية.
والرَّابط: ألف الاثنين.

النخلة تؤتي أكلها كل عام مرة:
المبتدأ: النخلة، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبَرُ: تؤتي أكلها، ونوعه: جملة فعلية.
والرابط: الضمير المستتر في "تؤتي".

المؤمنات يسبحن الله:
المبتدأ: المؤمنات، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يسبِّحن الله، ونوعه: جملة فعلية.
والرابط: الضمير نون النسوة.

كتابك نظيف:
المبتدأ: كتابك، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: نظيف، ونوعه: مُفْرَد.

هذا القلم من خشب:
المبتدأ: هذا، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: مِن خشب، ونوعه: شِبْه جملة.

الصوف يؤخذ من الغنم، والوبر من الجِمال:
المبتدأ: الصُّوف، والوبر، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يؤخذ، ومن الجمال، ونوعه: جملة فعلية، وشبه جملة.
والرابط: الضمير المستتر في "يؤخذ".

الأحذيةُ تُصْنَعُ من جلد الماعز وغيره:
المبتدأ: الأحذية، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: تُصْنع، ونوعه: جملة فعلية.
والرابط: الضَّمير المستتر في "تصنع".

القِدْرُ على النارِ:
المبتدأ: القدر، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: على النار، ونوعه: شبه جملة.

النيلُ يسقي أرض مصر:
المبتدأ: النيل، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يَسْقي أرض مصر، ونوعه: جملة فعلية.
والرابط: الضمير المستتر في الفعل "يسقي".

أنت أعْرَفُ بما ينفعك:
المبتدأ: أنت، ونوعه، اسم مضْمَر.
والخبر: أعرف، ونوعه: اسمٌ مفرد.

أبوك الذي ينفق عليك:
المبتدأ: أبوك: ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: الَّذي، ونوعه: اسم مفرد.

أمُّك أحق الناس ببرك:
المبتدأ: أمُّك، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: أحَقُّ، ونوعه: اسم مفرد.

العصفور يغرِّد فوق الشجرة:
المبتدأ: العُصفور، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يغرِّد، ونوعه: جملة فعلية.
والرابط: الضمير المستتر في الفعل "يغرد".

البرق يعقب المطر:
المبتدأ: البَرْق، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: يعقب المطَر، ونوعه: جملة فعلية.
والرابط: الضمير المستتر في "يعْقب".

المسكين من حرم نفسه وهو واجد:
المبتدأ: المسكين، هو، ونوعه: اسم ظاهر، اسم مضمر.
والخبر: مَن، واجد، ونوعه: اسم مفرد.

صديقي أبوه عنده:
المبتدأ: صديقي، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: أبوه عنده، ونوعه: جملة اسميَّة.
والرابط: الضمير الهاء في "أبوه".

والدي عنده حصان:
المبتدأ: والدي، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: عنده حصان، ونوعه: جملة اسمية.
والرابط: الضمير الهاء في "عنده".

أخي له سيارة:
المبتدأ: أخي، ونوعه: اسم ظاهر.
والخبر: له سيارة، ونوعه: جملة اسمية.
والرابط: الضمير الهاء في "له".

• • •
س295: استعمِل كلَّ اسم من الأسماء الآتية مبتدأً في جملتين مفيدتَيْن، بحيث يكون خبَرُه في واحدة منهما مفردًا، وفي الثانية جملةً؟
التلميذان، محمَّد، الثمرة، البِطِّيخ، القلَم، الكتاب، المعهد، النِّيل، عائشة، الفتيات.

الجواب:
التلميذان:
وضْعُها في جملة مفيدة، خبَرُها مفرد: التلميذان مجتهدان.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: التلميذان يذاكران دروسَهما.

محمد:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: محمَّد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: محمد أُرْسِل إلى الناس كافَّة.

الثمرة:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: الثَّمرة كبيرة.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: الثَّمرة سقطت على الأرض.

البِطِّيخ:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: البطِّيخ حلو المذاق.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: البطِّيخ يحبه الناس.

القلم:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: القلم سلاح الكاتب.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: القلم يتسلَّح به الكاتب.

الكتاب:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: الكتاب موجود في المكتبة.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: الكتاب أوراقه مُقطَّعة.

المعهد:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: المعهد مفتوح منذ الصباح.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: المعهد سقطت حوائطه.

النيل:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: النِّيل شِرْيان الحياة في مصر.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: النيل يَمْلأ الأرض بالخيرات.

عائشة:
وضْعُها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: عائشة هي زوج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: عائشة تُحِبُّ الخير.

الفتيات:
وضعها في جملة مفيدة، خبرها مفرد: الفتيات مؤدَّبات.
وضعها في جملة مفيدة، خبرها جملة: الفتيات يطلُبْن العلم بحرص شديد.

• • •
س296: أخبِرْ عن كلِّ اسمٍ من الأسماء الآتية بشِبْه جُملة:
العصفور، الجوخ[2]، الإسكندرية، القاهرة، الكتاب، الكرسي، نَهر النيل.

الجواب:
• العصفورُ في الحديقة.

• الجوخُ من الصوف.

• الإسكندريَّةُ على شاطئ البحر.

• القاهرةُ عند جبل المقطَّم.

• الكتابُ في القِمَطْر.

• الكرسيُّ من الخشب.

• نهرُ النيلِ في الجهة الغربية من القاهرة.

• • •
س297: ضع لكلِّ جارٍّ ومَجرور مِمَّا يأتي مبتدأً مناسبًا، يتِمُّ به معه الكلام: في القفصِ، عند جبل المُقَطَّمِ، من الخشبِ، على شاطئ البحر، من الصوفِ، في القِمَطرِ، في الجهةِ الغربية من القاهرة؟

الجواب:
• العصفورُ في القفصِ.

• القاهرةُ عند جبلِ المقطم.

• الكرسيُّ من الخشبِ.

• الإسكندريةُ على شاطئ البحر.

• الجوخُ من الصوفِ.

• الكتابُ في القِمَطْر[3].

• نَهر ُالنيلِ في الجهةِ الغربيةِ من القاهرةِ.

• • •
س298: كوِّن ثلاث جُمَل في وصف الجَمَلِ، تشتمل كلُّ واحدة منها على مبتدأ وخبر؟
الجواب:
الجملة الأولى: الجمل سفينة الصحراء.

الجملة الثانية: الجمل يُتوضَّأ مِن أكْلِ لَحمه.

الجملة الثالثة: الجملُ في مَبْرَكِه.

• • •
س299: ما المبتدأ؟ وما الخبَر؟

الجواب:
المبتدأ لغةً: مشتقٌّ من الابتداء، تقول: ابتدأْتُ الشيء؛ أيْ: دون معالَجة سابقةٍ -معالجة بِمعنى مُفاعلةٍ- للشَّيء، قاله الأزهريُّ في "التهذيب".

واصطلاحًا: هو الاسم المرفوع، العاري عن العوامل اللفظية.

والخبر لغةً: مشتقٌّ من الإخبار، من مادة "خبَر"، ولَها معانٍ، منها: الإنباء، تقول: أخبَرْتُ فلانًا بما في نفسي، إذا أنبأتَه به.

واصطلاحًا هو: الاسم المرفوع المسند إليه.

• • •
س300: إلى كم قسم ينقسم المبتدأ؟

الجواب:
ينقسم المبتدأ إلى قسمين: ظاهر ومضمر.
والمراد بالظاهر: ما دلَّ لفظه على مسمَّاه بلا قرينة، نحو: "زيد"، فإنه يدلُّ على الذات الموضوع عليها بلا قرينة.
والمراد بالمضمر: ما دلَّ على مسماه بقرينةِ تكلُّم، أو خطابٍ، أو غيبة.

• • •
س301: مَثِّل لكل من المبتدأ الظاهر والمبتدأ المضمر؟

الجواب:
أولاً: مثال المبتدأ الظاهر: قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 29].
ثانيًا: مثال المبتدأ المضمر: قال تعالى: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ﴾ [الإنسان: 28].

• • •
س302: إلى كم قسم ينقسم المضمر الذي يقع مبتدأً؟

الجواب:
ينقسم المضمر الذي يقع مبتدأ إلى اثنَي عشر ضميرًا، هي: أنا، ونحن، وأنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتُنَّ، وهو، وهي، وهما، وهم، هنَّ.

والمراد هنا: ألفاظ هذه الضمائر، بخلاف ما مضى في باب الفاعل ونائب الفاعل من إرادة النَّوع؛ ولذا لا يوجد سوى هذه الألفاظ الاثني عشر من الضمائر تقع مبتدأ.

فلا تقع تاءُ الفاعل، و"نا" الفاعلين، ونون النِّسوة، وواو الجماعة، وألفُ الاثنين، وياء المخاطبة المؤنَّثة -لا تقع هذه الضَّمائرُ- مبتدأً أبدًا؛ لأنَّها ضمائرُ متَّصِلة، والمبتدأ إذا كان ضميرًا فإنه لا يكون إلا بارزًا منفصلاً.

وهذه الضمائر الاثنا عشر التي ذكَرها المؤلِّف -رحمه الله- ترجع إلى ثلاثة أشياء:
أوَّلُها: ضمير التكلُّم، وهو: أنا، ونحن.

وثانيها: ضمير المخاطَبة، وهو: أنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتن.

وثالثها: ضمير الغيبة، وهو: هو، وهي، وهما، وهم، وهن.

• • •
س303: إلى كم قسم ينقسم الخبر الجملة؟

الجواب:
ينقسم الخبر الجملة إلى قسمين:
1 - جملة اسميَّة: وهي ما تألَّفَت من مبتدأٍ وخبر، نحو: أبوه كريم، من قولك: "محمد أبوه كريم".

2 - جملة فعلية: وهي مركبة من الفعل مع فاعله، أو الفعل مع نائب فاعله، نحو: سافر أبوه، من قولك: "محمد سافر أبوه"، ونحو: يُضْرَب غلامُه، من قولك: "خالدٌ يُضْرَبُ غلامُه".

• • •
س304: إلى كم قسم ينقسم الخبَر شبْهُ الجملة؟

الجواب:
ينقسم الخبر شبه الجملة إلى قسمين:
القسم الأول:
الجارُّ والمجرور، نحو: في المسجد، من قولك: "عليٌّ في المسجدِ".

القسم الثانِي:
الظرف، نحو: فوق الغصن، من قولك: "الطائرُ فوقَ الغصنِ".

• • •
س305: ما الذي يربط الخبر الجملة بالمبتدأ؟

الجواب:
اعلم - رحمك الله - أن الجملة الواقعة خبرًا تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن تكون الجملة الواقعة خبرًا هي نفْسُ المبتدأ في المعنى:
وفي هذه الحالة لا تَحتاج جملةُ الخبر إلى رابطٍ يربطها بالمبتدأ، كالأمثلة التالية:
• نُطْقي: الله حسْبِي.

فـ"نطقي" مبتدأٌ أوَّل، ولفظ الجلالة "الله": مبتدأ ثانٍ، و"حسبي" خبَرٌ عن المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبرٌ عن المبتدأ الأول.

وسبب استغناء الخبَر الجملة عن الرَّابط، هو أن قولنا: "الله حسبي" هو نفس المبتدأ في المعنى.

مثالٌ آخر: قولي: لا إله إلا الله.

فجملة "لا إله الله" في محل رفع، خبر المبتدأ "قولي" وليس فيها رابطٌ يربطها بالمبتدأ، لأنَّ الخبر هو نفس المبتدأ في المعنى.

مثال ثالث: اعتقادنا: الله واحد، ومحمد رسول.

فجملة "الله واحد" و"محمد رسول"، في محلِّ رفع، خبر المبتدأ "اعتقادُنا"، وليس فيها رابط يربطها بالمبتدأ؛ لأنَّها هي نفس المبتدأ في المعنى.

ولْيُعْلَم أنَّ الاستغناء عن الرابط في هذه الحالة جائز، لا واجب؛ إذْ لا مانع أن يكون في هذه الجملة -التي هي نفس المبتدأ في المعنى- رابطٌ يربطها بالمبتدأ، سواء أكان ضميرًا -وهو الغالب- أم غيْرَ ضمير.

القسم الثانِي: ألاَّ تكون الجملة الواقعة خبرًا هي نفس المبتدأ في المعنى:
وفي هذه الحالة لا بدَّ أن تشتمل جملة الخبر على رابط يربطها بالمبتدأ؛ إذْ بدونه تكون جملة الخبر أجنبيَّةً عن المبتدأ، ويكون الكلام لا معنى له، فلا يصحُّ أن تقول: محمَّد يشتدُّ الْحَر، أو سعاد يحضر القطار؛ لأنَّ الجملة خاليةٌ من الرَّبط.

وهذا الرابط قد يكون أحدَ الأمور الآتية:
1 - الضمير الذي يعود على المبتدأ من جملة الخبر، ومن أمثلته:
قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 73].

الخبر هنا هو الجملة الاسمية ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾، والرابط فيها هو الضَّمير "هم" في كلمة "بعضهم"، وهو يعود على المبتدأ "الذين".

وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ [النور: 39].

الخبر هنا هو جملة الاسمية ﴿ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ ﴾، والرابط فيها هو الضمير "هم" في كلمة "أعمالهم"، وهو يعود على المبتدأ.

وفي الآيتين السابقتين جاء الرابط ضميرًا ظاهرًا.

ويُمكن أن يكون هذا الضمير الرابط مستترًا "مقدَّرًا"، كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213].

فالخبر هنا هو الجملة الفعلية ﴿ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾، والرابط هو الضمير المستتر في الفعل "يهدي"؛ إذْ إنَّ التقدير: يهدي هو، و"هو" ضمير مستتر يعود على المبتدأ "الله".

وقد يكون الضمير الرابط محذوفًا للعلم به، مع ملاحظته ونيَّته، كقول العرب: "السمنُ مَنَوَانِ بدرهم، والثوب متران بدينار".

فالخبر هنا هو الجملة الاسمية "منَوان بدرهم، ومِتْران بدينار"، والرابط في هاتين الجملتين هو الضمير المحذوف؛ للعِلْم به، والتقدير: "منوانِ مِنْه بدرهم، متران منه بدينار" وهذا الضمير "الهاء في كلمة منه" يعود على المبتدأ الأوَّل: "السمن والثوب".

2 - أن يكون في الخبر إشارة إلى المبتدأ، كالأمثلة الآتية:
قوله تعالى: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26]، في قراءةِ مَن رفَع "اللِّباس"[4].

فـ"لباس" مبتدأٌ مرفوع بالضَّمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.

و"التقوى": مضاف إليه، مخفوضٌ بالكسرة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّر.

وجملة "ذلك خير" مكوَّنة من مبتدأ ثانٍ، وهو "ذلك" وخبَرٍ له، وهو "خير"، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفعٍ، خبَرٌ للمبتدأ الأول، وهو "لباس".

والرابط بين هذه الجملة والمبتدأ موجود في كلمة "ذلك"، هو ما يُسمَّى عند النُّحاة برابط الإشارة؛ لأن كلمة "ذلك" اسم إشارةٍ إلى المبتدأ "لباس"، فحصل الرابط.

وقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا ﴾ [الفرقان: 34].

جملة: ﴿ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا ﴾ هي خبر المبتدأ، والرابط اسم الإشارة "أولئك".

3 - إعادة المبتدأ بلفظه في الخبر، كالأمثلة التالية:
قوله تعالى: ﴿ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴾ [الواقعة: 8 - 9].

فكلمة "أصحاب" الأولى مبتدأٌ مرفوع، و "ما" اسم استفهام مبتدأ ثانٍ، و "أصحاب" الثانية خبَرُ المبتدأ الثاني "ما" والجملة الاسمية ﴿ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ في محل رفع، خبر المبتدأ الأول.

والرابط هنا هو إعادة المبتدأ بلفظه في الخبر، وهذا يحدث في مقام التهويل والتعظيم غالبًا، وقد يُستعمل في غيرهما، كالتَّحقير، مثل: زيدٌ، ما زيد، وسعاد، ما سعاد.

• ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿ الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ ﴾ [الحاقة: 1 - 2].

فكلمة "الحاقَّة" الأولى: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره، "ما الحاقة" جملة اسمية مكوَّنة من مبتدأ ثانٍ، وهو "ما"، وخبر، وهو "الحاقة"، وهذه الجملة الاسمية في محل رفع، خبرٌ للمبتدأ الأول، والرابط بينها وبين المبتدأ الأول هو إعادة المبتدأ بِلَفظه في الخبر.

• ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1 - 2].

4 - أن يكون في الجملة الواقعة خبرًا لفظ عام يشتمل على المبتدأ وغيره، ومن ذلك قولنا:
• محمد نِعْم الرَّجل.

• الكافر بئس الرَّجُل.

• الإخلاص نعم الخُلُق.

• النفاق بئس الخلق.

في هذه الأمثلة جاءت جُمَل الخبر "نِعْم الرجل - بئس الرجل - نعم الخلق - بئس الخلق" مشتملةً على عمومٍ يَدْخل تحته المبتدأ؛ إذْ إنَّ الممدوح بـ"نِعْم"، وهو الرجل في المثال الأول مثلاً، يشتمل على المبتدأ "محمد" وغيره؛ لأنَّ "محمدًا" واحد من جنس الرجال.... وهكذا.

وهذا العموم مستفاد من "أل" الجنسيَّة؛ لاستغراق جميع أفراد الجنس، الداخلة على رجل.

ومن ذلك أيضًا: قول الشاعر:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ إِلَى أُمِّ مَعْمَرٍ
سَبِيلٌ؟ فَأَمَّا الصَّبْرُ عَنْهَا فَلاَ صَبْرَا[5]

والشاهد في هذا البيت في قوله: "لا صبرا"؛ فإنه خبَرٌ عن المبتدأ "الصَّبْر"، والرابط بينهما العموم؛ لأنَّ النكرة الواقعة بعد النَّفي تفيد العموم، فقد نفى بِجُملة الخبر "لا صبرا" الصبْرَ بِجميع أنواعه، ومنه "الصبر عنها" الواقع مبتدأً.

فهذه أربعة من الروابط التي يجب أن تشتمل عليها جملة الخبر؛ للرَّبط بينها وبين المبتدأ، وهناك روابط أخرى أعرضنا عن ذكرها؛ نظرًا لأنَّ الكتاب للمبتدئين، وإذا أردتَ المزيد فانظر "النَّحو الوافي" (1/468، 469).

تنبيه: إنَّما يكون الرابط متيقَّنًا وجوده بشرطَيْن سبَق الإشارة إليهما:
أوَّلُهما: أن يكون الخبر جملةً اسميَّة أو فعلية، فإذا لم يكن جملةً، فلا رابط حينئذٍ.

والثاني: ألاَّ يكون الخبر في معنى المبتدأ؛ إذْ لو كان في معنى المبتدأ فلا رابط بينهما؛ لأنَّ الجميع بمعنى.

مثاله: قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1].

• • •
س306: في أيِّ شيء تَجِب مطابقة الخبر للمبتدأ؟

الجواب:
يجب أن يطابق الخبَرُ المبتدأَ في تذكيره وتأنيثه، وفي جمعه وإفراده وتثنيته.

في الإفراد نحو: محمَّد قائم.

والتثنية نحو: المحمدان قائمان.

والجمع نحو: المحمَّدون قائمون.

وفي التذكير كهذه الأمثلة.

وفي التأنيث نحو: هند قائمة، والهندان قائمتان، والهندات قائمات.

• • •
س307: مَثِّل لكل نوع من أنواع الخبر بِمثالين؟

الجواب:
اعْلَم -رَحِمك الله- أنَّ الخبر على التفصيل خمسةُ أنواع: مفردٌ، وجملةٌ فعليَّة، وجملة اسميَّة، وجارٌّ مع مجرور، وظرف.

أوَّلاً: مثال الخبر المفرد:
1 - قال تعالى: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 223].

2 - وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].

فكل من "حَرْث"، و"عليم" خبَرٌ مفرد.

ثانيًا: مثال الخبر الجملة الفعلية:
1 - قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ﴾ [المجادلة: 1].

2 - وقال تعالى: ﴿ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [الشورى: 15].

فكلٌّ من الجملتين الفعليَّتين: "يسمع تَحاوركما"، و"يجمع بيننا" خبَرٌ عن لفظ الجلالة "الله" في الآيتَيْن.

ثالثًا: مثال الخبر الجملة الاسمية:
1 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 73].

2 - وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ [النور: 39].

فكل من قوله سبحانه "بعضهم أولياء بعض"، و"أعمالهم كسراب بقيعة" خبر جملة اسمية، مكوَّنة من مبتدأ وخبر.

رابعًا: مثال الخبر الجار والمجرور:
1 - قال تعالى: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ﴾ [الفتح: 29].

2 - وقال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22].

فكلٌّ من قوله سبحانه: "في وجوههم" و"في السماء" جارٌّ ومَجرور، متعلِّق بمحذوف خبر المبتدأ "سيماهم"، و"رزقكم".

خامسًا: مثال الخبر الظرف:
1 - قال تعالى: ﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾ [الأنفال: 42].

2 - والقول المأثور: الجنَّة تحت أقدام الأمَّهات.

فكلٌّ من "أسفل"، و"تحت" شِبْه جملة ظرف، متعلِّق بمحذوف، خبر المبتدأ "الرَّكْب"، و"الجنَّة".
• • •
س308: كيف تعرب كلمة "زيد" في الجملتين الآتيتَيْن، ولماذا؟
1 - زيدٌ قائمٌ.
2 - قامَ زيدٌ.

الجواب:
الجملة الأولى: زيدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة في آخره.

الجملة الثانية: زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره.

والسبب في اختلاف إعرابِهما هو: اختلاف العامل فيهما.

فالعامل في الجملة الأولى عامل معنويٌّ، وهو الابتداء.

والعامل في الجملة الثانية عامل لفظي، وهو الفِعل "قام".


[1] من الضَّمائر ما يسمَّى باسم ضمير الفصل، ويسميه بعض النُّحاة أيضًا: ضمير العماد أو الدعامة، وهو ضميرٌ يُؤتَى به للفصل بين الصفة والخبر وإزالة اللَّبس بينهما.
فهناك بعض التراكيب التي يَحْدث نوعٌ من اللَّبس والإبْهام في إعراب بعض كلماتِها؛ إذْ يُمكن أن توجَّه على أنَّها صفة، ولكنها في الحقيقة خبر، ومن ثَمَّ يَرِد ضمير الفصل هذا لِيَحسم الأمر، ويزيل اللبس، ويقطع بِكَون هذه الكلمات أخبارًا لما قبلها، وليست صفاتٍ، مثل: العلم الشرعيُّ هو المهذِّب للأخلاق.
فكلمة "المهذِّب" هذه: إذا لم تَأْت بضمير الفصل "هو"، يمكن أن يعتبرها صفة، لـ "العِلْم" وليست خبرًا، ولكنَّ مَجيءَ ضمير الفصل "هو" منَع هذا اللبس، وأوجب كون "المهذِّب" خبَرًا للمبتدأ، وليس صفة.
فالحرص - إذًا - على ضمير الفصل في بعض التراكيب حرصٌ على أمْن اللَّبس بين وظيفتَيْن نحوِيَّتَيْن هما: الخبر، والصِّفة، إذ إنَّهما يتساويان في المعنى، فالخبر صفةٌ في المعنى، لكن الخبر ركنٌ أساسي في التركيب، والصفة في الأصل فَضْلة، وتَعيُّن الخبرية لمثل هذه الكلمات يجعلها ركنًا أساسيًّا في التركيب، وليست مكملاً يمكن الاستغناء عنه.
ويَرِدُ ضمير الفصل أحيانًا في التركيب، ولا يكون الهدفُ منه الفصْلَ وإزالة اللَّبس؛ إذْ إنَّه حينئذٍ لا يقع بين ما يَحْتمل الشكَّ واللبس، وإنَّما يرد في هذه الحال لتقوية الاسم السَّابق عليه، وتأكيد معناه، ويغلب حينئذٍ أن يكون الاسمُ السابق ضميرًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58]، وقولِه تعالى: ﴿ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ﴾ [المائدة: 117].
وقد اشترط النُّحاة لاعتبار الضميرِ ضميرَ فصلٍ ستَّة شروط، وليس هذا موضِعَ ذكْرِها.
[2] الجوخ: نسيجٌ صفيقٌ من الصُّوف؛ "المعجم الوسيط" (ج و خ).
[3] القِمَطر - بوزن الْهِزَبْر: ما يُصان فيه الكتب؛ "مختار الصحاح" (ق م ط ر).
[4] قُرِئ قولُه تعالى: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26] على وجهين:
أحدهما: بالنَّصب عطفًا على "لباسًا" الأوَّل، أو إضمار فِعْل؛ أيْ: وأنـزلنا لباسَ التَّقْوى.
وهي قِراءة أهل المدينة والكسائي.
والثانِي: بالرَّفع على الابتداء، وهي قراءة الباقين، وانظر "التِّبيان في إعراب القرآن" 1/271، و"حُجَّة القراءات" 1/280 و"الحجة في القراءات السبع" 1/154 و"تفسير القرطبي" 7/185.
[5] البيت من الطويل، وقائِلُه ابن ميادة، راجع "خزانة الأدب" للبغدادي 1/421، و"الكتاب" لسيبويه 1/386.

leprence30
2013-09-06, 14:46
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (27/44)
أسئلة على باب النائب عن الفاعل

س284: أعرب الجملتين الآتيتين: يُحْتَرَمُ العالِمُ، أُهِينَ الجاهلُ؟
الجواب:
الجملة الأولى: يُحْتَرَمُ العالِمُ:
يُحْتَرَمُ: فعل مضارع مبنِيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، مرفوعٌ؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
العالِمُ: نائبُ فاعلٍ، مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الجملة الثانية: أُهِينَ الجاهلُ:
أهين: فعل ماضٍ مبني لما لم يسمَّ فاعله، مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الجاهل: نائب فاعل، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.


• • •

س285: كلُّ جملة من الجمل الآتية مؤلَّفة من فعل وفاعل ومفعول، فاحذف الفاعل، واجعل المفعول نائبًا عنه، واضبط الفعل بالشكل الكامل:
قطع محمودٌ زهرة، اشترى أخي كتابًا، قرأ إبراهيم درسه، يعطي أبي الفقراء، يكرم الأستاذ المجتهد، يتعلَّم ابني الرماية، يَستغفر التائبُ ربَّنا.

الجواب:
1- قُطِعَتِ الزهرةُ.
2- اشْتُرِي كتابٌ.
3- قُرِئَ الدرسُ.
4- يُعْطَى الفقراءُ.
5- يُكْرَمُ المجتهدُ.
6- تُتَعَلَّمُ الرِّمايةُ.
7- يُسْتَغْفَرُ ربُّنا.

• • •
س286: اجعل كلَّ اسم من الأسماء الآتية نائبًا عن الفاعل في جملة مفيدة:
الطبيب، النَّمر، النَّهر، الفأر، الحصان، الكتاب، القلم.

الجواب:
1- أُكْرِمَ الطبيبُ المجتهدُ.
2- رُؤِيَ النمرُ في حديقة الحيوان.
3- عُبِر النهرُ.
4- قُتِلَ الفأرُ.
5- رُكِبَ الحصانُ.
6- قُرِئَ الكتابُ.
7- كُسِرَ القلمُ.

• • •
س287: ابْنِ كلَّ فعل من الأفعال الآتية للمجهول، واضبطه بالشَّكل، وضُمَّ إليه نائب فاعل يتم به معه الكلام؟
يُكْرِم، يَقطع، يعبر، يَأكل، يركب، يقرأ، يَبْري.

الجواب:
1- يُكْرَمُ الطالبُ المجتهدُ.
2- يُقْطَعُ غُصْنُ الشجرةِ.
3- يُعْبَرُ النهرُ.
4- يُؤْكَلُ الثمرُ.
5- يُرْكَبُ الجملُ.
6- يُقْرَأُ الكتابُ.
7- يُبْرَى القلمُ.

• • •
س288: عيِّن الفاعل ونائبه، والفعل المبنِيَّ للمعلوم، والمبني للمجهول، من بين الكلمات التي في العبارات الآتية:
• ((لا خاب من استخار، ولا ندم من استشار))[1].

• إذا عزَّ أخوك فهُنْ.

• من لَم يَحْذر العواقب لَم يجد له صاحبًا.

• كان جعفر بن يحيي يقول: الخراج عمود الملك، وما استُعْزِز بِمثل العدل، ولا استُنـزر بِمثل الظُّلم.

• كلَّم الناسُ عبدالرحمن بنَ عوف أن يكلِّم عمر بن الخطاب في أن يَلِين لَهم؛ فإنَّه قد أخافهم حتَّى إنه أخاف الأبكار في خُدورهن، فقال عمر: إنِّي لا أجد لهم إلاَّ ذلك، إنَّهم لو يعلمون ما لهم عندي أخذوا ثوبَيَّ عن عاتقي[2].

• لا يُلام من احتاط لنفسه.

• من يُوقَ شحَّ نفسه يَسْلم.

الجواب:
الفاعل
نائب الفعل
الفعل المبني للمعلوم
الفعل المبني للمجهول
مَن

خاب



استخار

مَن

ندم



استشار

أخوك

عزَّ



هُن



يحذر



يجد



كان
استْتُعْزِزَ


يقول
استنـزر
الناس

كلم

عمر
من
يكلم



يلين



أخافهم



أخاف



أجد

واو لجماعة في "يعلمون"

يَعلمون

واو الجماعة في "أخذوا"

أَخذوا
يلام


يَسلم
يوق
• • •
س289: هل تعرف له اسمًا آخر؟
الجواب: نعم، فهذا الباب له تسميتان:
الأُولى: وعليها أكثر المتقدِّمين: باب المفعول الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه، والثانية: وعليها أكثر المتأخِّرين: باب نائب الفاعل.

• • •
س290: ما الذي تفعله في الفعل عند إسناده للنَّائب عن الفاعل؟
الجواب: إذا كان الفعل ماضيًا ضُمَّ أوَّلُه، وكُسِر الحرف الذي قبل آخره، فتقول: قُطِع الغصنُ، وحُفِظ الدرسُ.
وهذا التغيير الذي يَلْحق الفعل الماضي عند بنائه لِما لم يسمَّ فاعله، إما أن يكون تحقيقًا، نحو: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].

وإمَّا أن يكون تقديرًا: كـ"بِيعَ الطعام"، والأصل بُيِع الطعامُ، بضمِّ الباء الموحدة، وكسر الياء المثنَّاة تحت، فنقلت حركة الياء إلى ما قبلها، بعد سلْبِ حركتها، فصار "بِيعَ" بكسر الباء الموحَّدة، وسكون الياء التحتية.

وكذلك "شُدَّ الحبلُ" أصله: شُدِدَ، بضم الأول، وكسر ما قبل الآخر، فأدغمت الدال في الدال، فصار "شُدَّ".

وإن كان الفعل مضارعًا، ضُمَّ أوله، وفتح الحرف الذي قبل آخره، فتقول: يُقْطَعُ الغصنُ، ويُحْفَظُ الدرسُ.

ولْيُعْلَم أنَّ التغيير الذي يلحق الفعل المضارع عند بنائه لما لم يسم فاعله، إمَّا أن يكون تحقيقًا، نحو ذلك: يُضْرَب زيدٌ، بضم الأول، وفتح ما قبل الآخر.

وإما أن يكون تقديرًا: نحو: يُبَاعُ الطعامُ؛ إذْ أصله: يُبْيَع، بضم أوله، وفتح ما قبل الآخر، فنُقِلت حركة ما قبل الآخر إلى الساكن قبله، فصار الحرف الثاني مفتوحًا، وما قبل الآخر ساكنًا، وتحركت الياء بحسب الأصل، وانفتح ما قبلها بحسب الآن فقُلِبت ألفًا، فصار "يُبَاعُ".

وكذلك "يُشَدُّ الحبلُ" وأصله: يُشْدَدُ الحبلُ، بدالين، فأدغمت إحداهما في الأخرى، فصار "يُشَدُّ".

• • •
س291: ما الذي تفعله في المفعول إذا أقَمتَه مقام الفاعل؟
الجواب: إذا أقمت المفعول به مقام الفاعل، فإنَّك ترفعه بعد أنْ كان منصوبًا، وتُعطيه أحكام الفاعل؛ من وجوب تأخيره عن الفعل، وتأنيث فعله له إن كان هو مؤنَّثًا، وغير ذلك، ويسمَّى حينئذٍ نائبَ الفاعل، أو المفعول الذي لم يسمَّ فاعله.

• • •
س292: مَثِّل بثلاثة أمثلة لنائب الفاعل الظاهر؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ﴾ [الرحمن: 35].

المثال الثالث: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الجمعة: 10].

فكلٌّ من "الإنسان، وشُواظ، والصَّلاة" نائِبُ فاعل، وهي أسماءٌ ظاهرة.

[1] هذا لفظ حديث رواه الطبراني في "الأوسط"، 6/365 (6627)، وفي "الصغير"، 2/175 (980) والقضاعيُّ في "مسند الشهاب" 2/7 (774)، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه.
وقال الهيثَميُّ في "مَجْمع الزَّوائد" 8/96 رواه الطَّبَراني في "الأوسط" و"الصَّغير"، من طريق عبدالسلام بن عبدالقدوس، وكلاهما ضعيف جدًّا.
وقال العجلوني في "كشف الخفا" 2/242: رواه الطبراني في "الصغير"، والقضاعي، عن أنس رفعه، وسنده ضعيف جدًّا.
[2] أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 44/270.

leprence30
2013-09-06, 14:53
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (26/44)
أسئلة على باب الفاعل

س271: اجعل كلَّ اسم من الأسماء الآتية فاعلاً في جُملتين، بشرط أن يكون الفعل ماضيًا في إحداهما، ومضارعًا في الأخرى:
أبوك، صديقك، التُّجار، المخلصون، ابني، الأستاذ، الشَّجرة، الربيع، الحِصان.


الجواب:
الكلمة مثال الفعل الماضي مثال الفعل المضارع


أبوك جاءَ أبوك يُصَلِّي أبوك في المسجدِ

صديقك أكلَ صديقُك التفاحةَ يَشْرَبُ صديقُك اللبنَ


التجار ذهبَ التجارُ مع اللهِ بالأجرِ يذهبُ التجارُ إلى السوقِ في الصباحِ


المخلصون أَحبَّ المخلصون ربهم يصلي المخلصون لربهم فقط


ابني صلى ابني العصر في جماعة يأكل ابني الفول في الصباح


الأستاذ حَضرَ الأستاذُ إلى المدرسةِ مبكرًا يشرحُ الأستاذُ الدَّرسَ جيدًا


الشجرة أثمرت الشجرةُ تفاحًا تسقطُ الشجرةُ أوراقَها في فصل الخريف


الربيع جاءَ الربيعُ وأثمرَ الشجرُ يجيء الربيع بالخير


الحصان وقع الحصان في الحفرة يجر الحصان العربة بقوة

س: هاتِ مع كلِّ فعل من الأفعال الآتية اسمَيْن، واجعل كلَّ واحد منهما فاعلاً له في جملة مناسبة: حضر، اشترى، يربح، ينجو، نجح، أدى، أثمرت، أقبل، صهل.

الجواب:
حضر:
المثال الأول: حضر الخطيبُ يوم الجمعة بعد الأذان.

المثال الثاني: حضر أحمد درس النَّحو في المسجد.

اشترى:
المثال الأوَّل: اشترى الرجل السَّمك من السوق.

المثال الثانِي: اشترى محمد لبنًا ليشربه.

يربح:
المثال الأول: يربح المسلم الجنة بتوحيده لربِّه.

المثال الثاني: يربح التاجر ربحًا كثيرًا في السِّلعة.

ينجو:
المثال الأول: لن ينجو الكافر من النار أبدًا.

المثال الثاني: ينجو المسلم من النار يوم القيامة بتوحيده.

نجح:
المثال الأول: نجح أحمد في الامتحان.

المثال الثاني: نجح الإسلام في نشر العدل بين الناس.

أدى:
المثال الأول: أدَّى محمد واجبه بنجاح.

المثال الثانِي: أدى إسماعيل الامتحان.

أثْمرت:
المثال الأول: أثمرت الشجرة تفاحًا.

المثال الثاني: أثمرت تقوى الله الجنة.

أقبل:
المثال الأول: أقبل التِّلميذ بالبشرى إلى أستاذه.

المثال الثاني: أقبل الشتاء بالبرد.

صهل:
المثال الأول: صهل الفرس بشدة.

المثال الثاني: صهل الحصان في الحظيرة.

• • •

س272: أجب عن كل سؤال من الأسئلة الآتية بجملة مفيدة مشتمِلة على فعل وفاعل؟
أ- متَى تسافر؟
ب- أين يذهب صاحبُك؟
ج- هل حضر أخوك؟
د- كيف وجدتَ الكتاب؟
هـ- ماذا تصنع؟
و- متى ألقاك؟
ز- أين تقضي فصل الصيف؟
ح- ما الذي تدرسه؟

الجواب:
أ- أسافرُ غدًا.
ب- يذهب صاحبي إلى المسجد.
ج- نعم، حضر أخي أمس.
د- وجدت الكتاب قديمًا جدًّا.
هـ- أصنع مكتبًا لأذاكر عليه.
و- تلقاني في المسجد بعد صلاة العصر.
ز- أقضي فصل الصيف في مكَّة والمدينة.
ح- أدرس علم النَّحو.

• • •

س273: كوِّن من الكلمات الآتية جملاً، تشتمل كل واحدة منها على فعل وفاعل:
نَجح، فاز، فاض، أينع، المُجتهد، المخلص، الزَّهر، النِّيل، التاجر.

الجواب:
نجح المجتهد، فاز المخلص والتاجر، فاض النيل، أينع الزهر.

• • •

س274: أعْرِب الجمل الآتية:
حضر محمد، سافر المرتَضى، سيزورنا القاضي، أقبَل أخي.

الجواب:
المثال الأول: حضر محمد:
حضر: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.

محمد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة في آخره.

المثال الثاني: سافر المرتضى:
سافر: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

المرتضى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.

المثال الثالث: سيزورنا القاضي:
سيزورنا: السين: حرف دالٌّ على التنفيس، يزور: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّدِه من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

ونا: ضميرٌ مفعول به، مبني على السُّكون في محل نصب.

القاضي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمةٌ مقدَّرة على الياء، منع من ظهورها الثِّقل.

المثال الرابع: أقبَل أخي:
أقبل: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

أخي: أخ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة على آخره، منع من ظهورها اشتغالُ المَحلِّ بحركة مناسبة، وأخ مضاف، وياء المتكلم ضمير مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر.

• • •
س275: ما الفاعل لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
الفاعل: في اللُّغة هو: من قام به الفعل، سواء كان مبتدأ، أو اسم كان، أو فاعلاً، أو اسم "إن".

وأما في الاصطلاح: فهو الاسم المرفوع المذكور قبْلَه فعْلُه.

• • •
س276: هل يكون الفعل أو الحرف فاعلاًً؟ ومن أين تأخذ جوابك من كلام المؤلِّف؟
الجواب:
لا، لا يكون الفعل أو الحرف فاعلاً، ونأخذ هذا من قول المؤلِّف: الفاعل هو الاسم، فيخرج بذلك الفعل والحرف، فلا يكون أيٌّ منهما فاعلاً.

• • •
س277: هل يمكن أن يكون الفاعل منصوبًا؟
الجواب:
لا، لا يمكن أن يكون الفاعل منصوبًا؛ لأنَّ المؤلِّف يقول في تعريف الفاعل: هو الاسم المرفوع، فيكون هذا مُخْرِجًا للمنصوب، فلا يكون فاعلاً، إلاَّ على لغة قليلة، فإنه يجوز نصب الفاعل ورفع المفعول عند تمييزهما، نحو: "خرق الثوبُ المسمارَ" برفع الثوب على المفعوليَّة، ونَصْب المسمار على الفاعليَّة؛ إذْ من المعلوم أن المسمار هو الخارق، فهو الفاعل، وإن كان منصوبًا، والثوب هو المخروق، فهو المفعول، وإن كان مرفوعًا.

فإن لَم يتميَّز، تعيَّن رفعُ الفاعل ونصب المفعول، نحو: ضرب زيدٌ عمرًا؛ إذْ لا يُعرف الفاعل من المفعول إلا برفع الأول، ونصب الثاني.

س287: ما الصَّواب من هاتَيْن الجملتين:
الجملة الأولى: "قام زيدٍ" بجر "زيد".

والجملة الثانية: "قام زيدٌ" برفع "زيد"؟ ولماذا؟

الجواب:
الصواب بلا شكٍّ هو الجملة الثانية؛ لأنَّ الفاعل لا بد أن يكون مرفوعًا، ويؤخذ هذا من قول المؤلف - رحمه الله -: "الفاعل هو الاسم المرفوع".

فقوله: المرفوع: مُخْرِج للمجرور بالإضافة، أو بحرف الجرِّ الأصلي، فلا يكون فاعلاً.

وقولنا: بحرف جرٍّ أصلي: مُخْرِج لِحَرف الجر الزَّائد، فيجوز جرُّ الفاعل به، نحو: ﴿ مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ ﴾ [المائدة: 19]، فـ"من" حرف جر زائد، و"بشير": فاعلُ "جاء"، مرفوعٌ بضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة حرف الجرِّ الزائد.

• • •
س279: هل يمكن أن يتقدَّم الفاعل على الفعل؟
الجواب:
لا يمكن أن يتقدَّم الفاعل على فعله.

ونأخذ هذا من قول المؤلف - رحمه الله -: المذكور قبله فعله.

فإن تقدَّم الفاعل على فعله، كان مبتدأً، لا فاعلاً.

مثاله: جاء زيد؛ حيث إنَّ كلمة "زيد" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره، وخبَره الجملة الفعلية، وهي "جاء"، يعني: "زيد".

فقوله: "المذكور قبله فعله" يُخْرِج المبتدأ، ويُخْرِج أيضًا اسمَ "إنَّ" وأخواتِها؛ فإنَّهما لم يتقدمها فعلٌ ألبتَّة.

ويُخْرج أيضًا: اسم "كان" وأخواتِها، واسمَ "كاد" وأخواتها، فإنَّهما وإن تقدمهما فعل، فإن هذا الفعل ليس فعلَ واحدٍ منهما.

• • •
س280: مَثِّل لكلٍّ مِمَّا يأتي بِمثالين؟
1- الفاعل الصَّريح.

2- الفاعل المؤوَّل بالصريح.

3- الفاعل المرفوع باسم فعل.

4- الفاعل المرفوع باسم فاعل.

الجواب:
أولاً: مثال الفاعل الصريح: "نوح" و "إبراهيم" في قوله تعالى: ﴿ قَالَ نُوحٌ ﴾ [نوح: 21]، وقوله سبحانه: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

ثانيًا: الفاعل المؤول بالصريح:
1- قوله تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا ﴾ [العنكبوت: 51].

فـ"أن": حرف توكيد ونَصْب.

و "نا": اسْمُه، ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصب.

وأنـزلنا: فعل ماضٍ، وفاعله.

والجملة في محل رفع خبر "أنَّ".

و "أنَّ" وما دخلت عليه في تأويل مصدر من جنس الفعل الموجود، وهو "أنـزلنا"، فاعل "يكفي"، والتقدير: أولم يكفهم إنـزالُنا.

2- يسرُّني أن تتمسَّك بالفضائل.

حيث إنَّ "أنْ" تُسْبَك مع الفعل الداخلة عليه بِمصدر، بنحو ما سبق، فيكون التقدير: يسرُّنِي تَمسُّكُك بالفضائل، والفاعل كلمة "تَمسُّك" وهي مضاف، والكاف مضاف إليه.

ثالثًا: مثال الفاعل المرفوع باسم فعل:
1- هيهات العَقيق.

2- شتَّان زيد وعمرو.

رابعًا: مثال الفاعل المرفوع باسْم فاعل:
1- أقادِمٌ أبوك؟

2- ما نافِعٌ البخلُ صاحِبَه.

س281: إلى كم قسم ينقسم الفاعل؟ وما الظَّاهر؟ وما المُضْمَر؟ وإلى كم قسم ينقسم المضمَر؟
الجواب:
ينقسم الفاعل إلى قسمين:
الأول: الظاهر: وهو ما دلَّ على مسمَّاه، بدون حاجة إلى قرينة.

والثاني: المضمر: وهو ما دل على مسمَّاه بقرينة تكلُّم، أو خطابٍ، أو غيبة.

وينقسم المضمر إلى قسمين:
1- متَّصل: وهو الذي لا يُبتَدأ به الكلام[1]، ولا يقع بعد "إلاَّ" في حالة الاختيار.

2- منفصل: وهو الذي يُبتدأ به، ويقع بعد "إلا" في حالة الاختيار.

س282: على كَمْ نوع يتنوَّع الضمير المتصل؟ ومَثِّل لكلِّ نوع من أنواع الضمير المتصل بمثالين؟ ومَثِّل للضمير المنفصل الواقع فاعلاً باثني عشر مثالاً منوَّعًا؟ وبيِّن ما يدل الضمير عليه في كلٍّ منها؟
الجواب:
أوَّلاً: يتنوَّع الضمير المتصل على اثني عشر نوعًا؛ وذلك لأنَّه إمَّا أن يدلُّ على متكلِّم، وإما أن يدل على مخاطَب، وإما أن يدل على غائب، والذي يدلُّ على متكلِّمٍ يتنوَّع إلى نوعين؛ لأنَّه إما أن يكون المتكلِّم واحدًا، وإمَّا أن يكون أكثر من واحد.

والذي يدلُّ على مخاطَب أو غائب يتنوَّع كلٌّ منهما إلى خمسة أنواع؛ لأنَّه إمَّا أن يدلَّ على مفرد مذكَّر، وإما أن يدلُّ على مفردة مؤنَّثة، وإما أن يدلُّ على مثَنًّى مطلقًا، وإما أن يدل على جمع مذكَّر، وإما أن يدل على جمع مؤنَّث، فيكون المجموع اثنَيْ عشر.

ثانيًا: التمثيل لكل نوع من أنواع الضمير المتصل بِمثالين:
مثال ضمير المتكلم الواحد، مذكرًا كان أو مؤنثًا: ضَربتُ وحفظتُ، واجتهدتُ.

ومثال ضمير المتكلِّم المتعدد، أو الواحد الذي يعظِّم نفْسَه وينـزلُها منـزلة الجماعة:

ضربْنا، وحفظْنا، واجتهدْنا.

ومثال ضمير المخاطب الواحد المذكَّر: ضربْتَ، وحفظْتَ، واجتهدْتَ.

ومثال ضمير المخاطبة الواحدة المؤنثة: ضربْتِ، وحفظْتِ، واجتهدْتِ.

ومثال ضمير المخاطبَيْنِ الاثنين مذكَّرينِ أو مؤنثتين: ضربْتُما، وحفظتُما، واجتهدْتُما.

ومثال ضمير المخاطَبِين من جمع الذكور: ضربتم، وحَفِظتم، واجتهدتم.

ومثال ضمير المخاطَبات من جمع المؤنثات: ضربتُنَّ، حفظتُن، واجتهدتُن.

ومثال ضمير الواحد المذكر الغائب: "ضرب" في قولك: محمد ضرب أخاه، "وحفظ" في قولك: إبراهيم حفظ درسَه، و"اجتهد" في قولك: خالدٌ اجتهد في عمله.

ومثال ضمير الواحدة المؤنثة الغائبة: "ضربَتْ" في قولك: هند ضربت أختها، و"حفظَتْ" في قولك: سعادُ حفظت درسها، و"اجتهدت" في قولك: زينب اجتهدتْ في عملها.

ومثال ضمير الاثنين مذكرين كانا أو مؤنَّثتَيْن: "ضربَا" في قولك: المحمَّدان ضربَا بَكرًا، أو قولك: الهندان ضربتَا عامرًا.

و"حفظا" في قولك: المحمدان حفظا درسهما، أو قولك: الهندان حفظَتا درسهما.

و"اجتهدا" من نحو قولك: البَكْران اجتهدا، أو قولك: الزَّينبان اجتهدتا.

و"قاما" في نحو قولك: المحمَّدان قاما بواجبهما، أو قولك: الهندان قامتا بواجبهما.

ومثال ضمير الغائبين من جمع الذكور: "ضربوا" من نحو قولك: الرِّجال ضربوا أعداءهم، و"حفظوا" من نحو قولك: التلاميذ حفظوا دروسهم، و"اجتهدوا" من نحو قولك: التلاميذ اجتهدوا.

ومثال ضمير الغائبات من جمع الإناث: "ضربن" من نحو قولك: الفتيات ضربن عدوَّاتِهن، وكذا "حفظن" من نحو قولك: النساء حفظن أماناتهن، وكذا "اجتهدن" من نحو قولك: البنات اجتهدن.

ثالثًا: التمثيل للضمير المنفصل الواقع فاعلاً باثنَيْ عشر مثالاً منوَّعًا، مع بيان ما يدلُّ عليه الضمير في كلٍّ منها:
1- "ما يَضْرب إلاَّ أنا"، للمتكلم المفرد، مذكرًا كان أو مؤنثًا.

2- "ما يضرب إلا نحن"، للمتكلم المتعدِّد، أو الواحد الذي يعظم نفسه وينزلها منزلة الجماعة.

3- "ما يضرب إلا أنتَ"، بفتح التاء، للمفرد المخاطب المذكر.

4- "ما يضرب إلا أنتِ" بكسر التاء، للمفردة المخاطبة المؤنَّثة.

5- "ما يضرب إلا أنتما" للمثنى للمخاطب، مذكرًا أو مؤنثًا.

6- "ما يضرب إلا أنتم" لجمع الذكور المخاطبين.

7- "ما يضرب إلا أنتُن" لجمع الإناث المخاطبات.

8- "ما يضرب إلا هو" للمفرد المذكر الغائب.

9- "ما يضرب إلا هي" للمفردة المؤنثة الغائبة.

10- "ما يضرب إلا هما" للمثنى الغائب، مذكرًا أو مؤنثًا.

11- "ما يضرب إلا هم" لجمع الذكور الغائبين.

12- "ما يضرب إلا هن" لجمع الإناث الغائبات.

• • •

س283: أعرب الجمل الآتية:
1- كتب محمودٌ درسه.

2- اشترى عليٌّ كتابًا.

3- ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ﴾ [الأحقاف: 31].

4- ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ﴾ [فصلت: 46].

5- قام الرَّجُلان.

الجواب:
المثال الأول: كتب محمودٌ درسَه:
كتب: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

محمود: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

درْسَه: درس: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، و"درس" مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جر، مضاف إليه.

المثال الثاني: اشترى عليٌّ كتابًا:
اشترى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المقدر، منع من ظهوره التعذُّرُ.

عليٌّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

كتابًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

المثال الثالث: قوله تعالى: ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ﴾ [الأحقاف: 31]:
يا: حرف نداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محل له من الإعراب.

قومنا: قوم: منادًى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره؛ لأنَّه مضاف، و "قوم" مضاف، و"نا" ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل جر، مضاف إليه.

أجيبوا: فعل أمر مبنيٌّ على حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.

داعِيَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وداعي: مضاف.

والله: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

المثال الرابع: قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ﴾ [فصلت: 46]:
مَن: اسم شرط جازمٌ، يَجزم فعلين، مبنيٌّ على السكون، في محلِّ رفع، مبتدأ.

عمل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، في محل جزم، فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره "هو" يعود على "من".

صالِحًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

فلنفسه: الفاء واقعة في جواب "مَن"، واللام حرف جر مبنيٌّ على الكسر، لا محل له من الإعراب، ونفس: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، ونفس مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الكسر، في محل جر، مضاف إليه.

المثال الخامس: قام الرجلان:
قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب.

الرجلان: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنَّه مثنى.

[1] فالضمير المتَّصل يقع في آخر الكلمة دائمًا، كالتاء في "ضرَبت"، ولا يُمكن أن يكون في صدْرِها، ولا في صدر جُملتها؛ إذْ لا يمكن النُّطق به وحده.

leprence30
2013-09-06, 14:54
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (25/ 44)
أسئلة على باب مرفوعات الأسماء

س269: أعرب الأمثلة الآتية:
1- إبراهيمُ مخلصٌ.

2- ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].

3- إن اللهَ سميعُ الدعاء.

الجواب:

المثال الأول: إبراهيمُ مخلصٌ:
إبراهيم: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

مخلص: خبر المبتدأ، مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

المثال الثاني: ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54]:

كان: فعل ماضٍ ناقص، يرفع الاسم، وينصب الخبر.

ربُّك: رب: اسم "كان" مرفوع بِها، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، و "رب" مضاف، والكاف ضمير المخاطب مضافٌ إليه، مبني على الفَتْح في محل خفض.

قديرًا: خبَر "كان" منصوبٌ بِها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

المثال الثالث: إنَّ الله سميع الدعاء:
إنَّ: حرف توكيد ونصب.

اللهَ: اسم "إن" منصوبٌ بِها، وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة.

سميعُ: خبر "إنَّ" مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و "سميع" مضاف.

و"الدعاء" مضافٌ إليه، مَخفوض بالإضافة، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة.

• • •

س270: في كم موضع يكون الاسم مرفوعًا؟ وما أنواع التَّوابع؟ وإذا اجتمع التوكيد وعطف البيان والنَّعت، فكيف ترتِّبُها؟ وإذا اجتمعَت التوابع كلُّها، فما الذي تقدِّمه منها؟ ومَثِّل للمبتدأ وخبره بِمثالين، ولكلٍّ مِن اسم "كان"، وخبر "إنَّ"، والفاعل، ونائبه، بِمثالين أيضًا؟

الجواب:

يكون الاسم، مرفوعًا في سبعة مواضع:
1- إذا كان فاعلاً: وبدأ المؤلِّف به؛ لكونه أصل المرفوعات عند الجمهور، ولكون عامله لفظًا.

ومثاله: "علي"، و "محمد" في قولك: حضر عليٌّ، وسافر محمد.

2- أن يكون نائبًا عن الفاعل، وهو الذي سَمَّاه ابن آجرُّوم المفعولَ الذي لَم يُسَمَّ فاعله؛ أيْ: لَم يذكر معه فاعله، وذكره ابن آجرُّوم بعد الفاعل؛ لكونه نائبًا عنه.

ومثاله: الغصن والمتاع في قولك: قُطِعَ الغصنُ، وسُرِقَ المتاعُ.

وإعراب: قُطِعَ الغصنُ.
قُطِع: فعل ماضٍ مبني لما لم يسمَّ فاعله.
الغصنُ: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

3، 4- المبتدأ والخبر: وقدمهما على ما بعدهما؛ لأنَّهما منسوخان ومتبوعان، وذلك مقدم على الناسخ والتابع.

ومثاله: محمدٌ مسافرٌ، عليٌّ مجتهدٌ.

إعراب: زيد والفتى والقاضي وغلامي قائمون.

زيد: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

والفتى والقاضي وغلامي: معطوفاتٌ على "زيد"، والمعطوف على المبتدأ مبتدأٌ، فيكون المبتدأ جمعًا؛ فلذا أُخْبِر عنه بالجمع، بقوله: قائمون.

قائمون: خبر المبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.

5- اسم "كان" أو إحدى أخواتها: نحو: "إبراهيم، و "البرد"، من قولك: كان إبراهيمُ مجتهدًا، وأصبح البردُ شديدًا.

6- خبر "إنَّ" أو إحدى أخواتها: وأخَّرَه هو وما قبله؛ لأنَّ عاملهما ناسخ، وهو مؤخَّر كما تقدَّم.

ومثاله: "فاضل" و "قدير" من قولك: إن محمدًا فاضلٌ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 20].

7- تابع المرفوع، والتابع أربعة أنواع:
الأول: النعت:
وذلك نحو: الفاضل، وكريم، من قولك: زارني محمدٌ الفاضلُ، وقابلني رجلٌ كريمٌ.

فـ"الفاضل" و "كريم" نعتان لـ"محمد" و"رجل"، ونعت المرفوع مرفوع.

والثانِي: العطف: وهو على صفتين:
1- عطف بيان: وهو ما كان موضحًا لما قبله بلا حرف.
ومثاله: "عمر" من قولك:
أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ

وإعرابه:
أقسم: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

بالله: الباء حرف قسَمٍ وجر، والله مُقْسَم به، مجرور بالكسرة الظاهرة.

أبو: فاعل مرفوع بالواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و"أبو" مضاف، و"حفص" مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

عمر: معطوف على "أبو" عطف بيان مرفوع بالضمة الظاهرة.

2- عطف نسَق: وهو كان بحرف، كالواو.

ومثاله: "خالد" من قولك: تَشارك محمد وخالد.

الثالث: التوكيد:
ومثاله "نفسه" من قولك: جاء زيدٌ نفسُه.

وإعرابه:
جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.

زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

نفسه: "نفس" توكيد لـ"زيد" وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و "نفس" مضاف، والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر، مضاف إليه.

والرابع: البدل:
ومثاله: "أخوك" من قولك: جاء زيد أخوك.

وإعرابه:
جاء: فعل ماضٍ.

زيد: فاعل مرفوعٌ بالضمة الظاهرة.

أخوك: "أخو" بدل من "زيد"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و"أخو" مضاف، والكاف ضمير مضاف إليه، مبني على الفتح، في محل جر.

وإذا اجتمعت هذه التوابع كلُّها، أو بعضها، في كلامٍ قدَّمْتَ النَّعت، ثم عطف البيان، ثم التوكيد، ثم البدل، ثم عطف النَّسق، تقول: جاء الرَّجلُ الفاضلُ، عمرُ نفسه، أخوك، وعمرو.

وإعرابه:
جاء: فعل ماضٍ، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.

الرجل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

الفاضل: نعت للرجل، ونعت المرفوع مرفوع.

عمرُ: عطف بيان على "الرجل" مرفوع بالضمة الظاهرة.

نفسه: توكيد للرجل، وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و "نفس" مضاف، والهاء ضمير مبني على الضَّم، في محل جر، مضاف إليه.

أخوك: بدل من "الرجل" مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و "أخو" مضاف، والكاف ضمير مضاف إليه، مبني على الفتح في محل جر.

وعمرو: الواو حرف عطف، وعمرو: معطوف على الرجل، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظَّاهرة في آخره.

leprence30
2013-09-06, 14:55
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (24/44)
أسئلة على جواز المضارع

س258: عيِّن الأفعالَ المضارعة الواقعةَ في الجُمَل الآتية، ثم بيِّن المرفوع منها، والمنصوب والمَجزوم، وبيِّن علامة إعرابه؟
• من يزرعِ الخيرَ يحصدِ الخيرَ.

• لا تتوانَ في واجبك.

• إيَّاك أن تشربَ وأنت تعِبٌ.

• كثرةُ الضحكِ تُميتُ القلبَ.

• من يُعرضْ عن اللهِ يعرض اللهُ عنه.

• إن تثابرْ على العمل تَفُزْ.

• من لَم يعرفْ حقَّ الناسِ عليه لَم يعرف الناسُ حقَّه عليهم.

• أينما تسْعَ تجدْ رزقًا.

• حيثما يذهب العالِمُ يحترمْه الناسُ.

• لا يَجملُ بذي المروءةِ أن يُكثرَ المزاحَ.

• كيفما تكونوا يُولَّ عليكم.

• إن تدَّخِرِ المالَ ينفعْك.

• إن تكنْ مهملاً تَسُؤْ حالُك.

• مهما تبطنْ تظهرْه الأيامُ.

• لا تكنْ مهذارًا فتشقَى.

الجواب:

الجُملة الأولى: من يزرعِ الخيرَ يحصدِ الخيرَ:
في هذه الجملة فِعْلان مضارعان مَجزومان، هُما: يزرع، يحصد.

وعلامة إعرابِهما: السكون، ولكن حُرِّك بالكسر؛ لالتقاء ساكنين.

الجملة الثانية: لا تتوانَ في واجبك:
في هذه الجملة فعل مضارع واحد مجزوم، وهو تتوان، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الألف".

الجملة الثالثة: إيَّاك أن تشربَ وأنت تعِبٌ:
في هذه الجملة فعل مضارع منصوب، وهو: تشربَ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الجملة الرابعة: كثرة الضحك تميتُ القلب:
في هذه الجملة فعل مضارع مرفوع، وهو "تُميت"، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

الجملة الخامسة: من يعرضْ عن الله يعرضِ الله عنه:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: يُعرضْ، يُعرضِ.

وعلامة جزم "يعرضْ" الأولى: السكون.

وعلامة جزم "يعرضِ" الثانية: السكون أيضًا، ولكنه حُرِّك بالكسر، للتخلُّص من التقاء الساكنين.

الجملة السادسة: إن تثابرْ على العمل تفزْ:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: تثابر، وتَفُز، وعلامة جزمهما السكون.

الجملة السابعة: من لم يعرفْ حقَّ الناس عليه لم يعرفِ الناسُ حقَّه عليهم:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: يَعرفْ، ويعرفِ.

وعلامة جزمهما السكون، ولكنه حرِّك بالكسر في "يعرفِ" الثانية؛ للتخلص من التقاء الساكنين.

الجملة الثامنة: أينما تَسْعَ تجدْ رزقًا:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: تسعَ، وتَجِدْ.

وعلامة جزم "تسْعَ": حذف حرف العلة الألف.

وعلامة جزم "تجدْ": السكون.

الجملة التاسعة: حيثما يذهبِ العالمُ يحترمْه الناس:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: يذهبِ، ويحترمه.

وعلامة جزم كل واحد منهما: السكون، ولكنه حرِّك بالكسر في "يذهبِ"؛ للتخلُّص من التقاء الساكنين.

الجملة العاشرة: لا يجملُ بذي المروءة أن يكثرَ المزاح:
في هذه الجملة فعلان مضارعان: أحدهما مرفوع، وهو: يَجملُ، والآخر منصوب، وهو: يكثرَ.

وعلامة رفع "يجملُ": الضمَّة.

وعلامة نصب "يكثرَ": الفتحة.

الجملة الحادية عشرة: كيفما تكونوا يوَلَّ عليكم:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: تكونوا، ويوَلَّ.

وعلامة جزم "تكونوا" حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة.

وعلامة جزم "يولَّ": حذف حرف العلة "الألف"[1].

الجملة الثانية عشرة: إن تدِّخرِ المال ينفعْك:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: تدخرِ، وينفعْك، وعلامة جزمهما السكون، إلاَّ أنه حرِّك بالكسر في "تدَّخِر" للتخلُّص من التقاء الساكنين.

الجملة الثالثة عشرة: إن تكنْ مهملاً تَسُؤْ حالك:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان، هما: تكن، وتسؤ، وعلامة جزمهما السكون.

الجملة الرابعة عشرة: مهما تبطنْ تظهرْه الأيام:
في هذه الجملة فعلان مضارعان مجزومان هما: تبطنْ، وتظهرْه.

وعلامة جزمهما: السكون.

الجملة الخامسة عشرة: لا تكنْ مِهذارًا فتَشْقى:
في هذه الجملة فعلان مضارعان أحدهما مجزوم، وهو: تكنْ، وعلامة جزمه السكون، والآخر منصوب، وهو "تشقى"، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.

• • •

س259: أدخِلْ كلَّ فعل من الأفعال المضارعة الآتية في ثلاث جُمل: بشرط أن يكون مرفوعًا في واحدة منها، ومنصوبًا في الثانية، ومجزومًا في الثالثة: تزرعُ، تسافرُ، تلعبُ، تظهرُ، تحبونَ، تشربينَ، تذهبانِ، ترجو، يَهْذي، ترضى؟
الجواب:
أولاً: تزرعُ:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: أنت يا محمَّد تزرعُ الخير، ولن تحصدَ إلاَّ الخيرَ.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ الفلاَّح لن يَزرعَ القمح مرَّة ثانية.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: محمد لم يزرعِ الشرَّ أبدًا.

ثانيًا: تسافر:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: إنَّ محمدًا سيسافرُ غدًا.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ محمدًا لن يسافرَ إلى بلاد الكفر.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنَّ محمدًا لم يسافرْ قطُّ إلى بلاد الكفر.

ثالثًا: تلعب:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: سعادُ تلعبُ مع أخيها أحمد بالكرة.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ سعاد لن تلعبَ بالشِّطْرنج ثانية.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنَّ سعادَ لم تلعبْ بالكرة في الشارع.

رابعًا: تظهر:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: إنَّ الإسلام سيظهرُ على مِلَل الكفر كلها.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: لن تظهرَ مللُ الكفر على الإسلام.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنَّ الهلال لَم يظهرْ بالأمس.

خامسًا: تحبون:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: إنَّ المسلمين يحبون نبيَّهم أكثر من أولادهم وأنفسهم.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ الكفار لم يعرفوا ربَّهم حتَّى يُحبوه.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنكم لم تحبُّوا معصية ربكم.

سادسًا: تشربين:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: "لا تأكلي السمكَ وتشربين اللبن"؛ على أنَّ الواو استئنافية.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: "لا تأكلي السمك وتشربي اللبن"؛ على أنَّ الواو للمعيَّة.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: "لا تأكلي السمك وتشربي اللبن"؛ على أنَّ الواو عاطفة.

سابعًا: تذهبان:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: إلى أين تذهبان هذه الليلة؟

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ المسلمين لن يذهبا إلى بلاد الكفر.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: لِمَ لَم تذهبا إلى المدرسة اليوم؟

ثامنًا: ترجو:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: أترجو من الله الرحمة، وأنت تعصيه؟

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ المسلم العزيز لن يرجوَ العزَّةَ إلا مِن خالقه.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنَّ محمدًا لم يرجُ إلا الله.

تاسعًا: يهذي:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: إنَّ المجنون يهْذي بكلام غير مفهوم.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: إنَّ المريض لن يهذيَ مرة ثانية.

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنَّ إسماعيل لم يهذِ في مرضه.

عاشرًا: يرضى:
الجملة التي يكون فيها مرفوعًا: إنَّ الله لا يرضى عن القوم الكافرين.

الجملة التي يكون فيها منصوبًا: قال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

الجملة التي يكون فيها مجزومًا: إنَّ الأم لم ترضَ عن ولدها؛ لعِصْيانه.

• • •

س260: ضع في كلِّ مكان من الأماكن الخالية من الأمثلة الآتية أداةَ شرطٍ مناسِبة:
(أ) ..... تَحضرْ يحضرْ أخوك.

(ب) ...... تُصاحبْ أُصاحبْه.

(ج) ..... تلعبْ تندمْ.

(د) ...... تُخْفِ تُظْهِرْه أفعالُك.

(هـ) .... تذهبْ أذهبْ معك.

(و) .... تذاكرْ فيه ينفعْك.

الجواب:
(أ) متى

(ب) مَنْ

(ج) مهما

(د) حيثما

(هـ) إِنْ

(و) ما

• • •

س261: أكمل الجمل الآتية بوضع فعل مضارع مناسب، واضبط آخره:
(أ) إِنْ تذنبْ ......

(ب) إِنْ يسقطِ الزجاجُ .....

(ج) مهما تفعلوا .....

(د) أيَّ إنسانٍ تصاحبْه .....

(هـ) إِنْ تضع الملحَ في الماء ....

(و) أينما تَسِرْ .....

(ز) كيفما يكنِ المرءُ .....

(ح) مَنْ يَزُرْني .....

(ط) أيَّانَ يكنِ العالِمُ ....

(ي) أنَّى يذهبِ العالِمُ ....

الجواب:
(أ) تدخلِ النار. (ب) ينكسرْ
(ج) من خيرٍ يعلمْه الله. (د) يُحِبَّك.
(هـ) يملحْ. (و) أَسِرْ.
(ز) يكنْ خليلُه. (ح) أزُرْه.
(ط) يحترمْه الناسُ. (ي) يجدْ طلبَةً للعلمِ.

• • •

س262: كوِّن من كل جملتين متناسبتَيْن من الجُمَل الآتية جملةً مبدوءة بأداة شرط تُناسبهما:
تنتبهْ إلى الدرس، تُمْسكْ سلك الكهرباء، تصلْ بسرعة، تستفدْ منه، تركبْ سيارة، تُصعقْ، تغلقْ نوافذَ حجرتِك، تؤدِّ واجبَك، يسقطِ المطرُ، يفسدِ الْهواءُ، يفزْ برضاءِ الناس، افتحِ المظلَّة.

الجواب:
• متى تَنْتَبِهْ إلى الدرسِ تَسْتَفِدْ منه.

• إِنْ تُمْسِكْ سِلْكَ الكهْرَباءِ تُصْعَقْ.

• حيثما تركبْ سيارةً تصلْ بسرعةٍ.

• إذْما تغلقْ نوافذَ حجرتِك يَفسدِ الهواءُ.

• أيَّان تؤدِّ واجبَك تَفُزْ برضاءِ الناسِ.

• أينما يسقطِ المطرُ فافتح المظلةَ.

• • •

س263: إلى كم قسمٍ تنقسم الجوازم؟
الجواب: تنقسم الجوازم إلى قسمين:
القسم الأول: كلُّ واحد منه يجزم فعلاً واحدًا.

والقسم الثانِي: كل واحد منه يجزم فعلَيْن.

• • •

س264: ما الجوازم التي تجزم فعلاً واحدًا؟ وبيِّن الفرق بين لَم ولَمَّا، وبين الدعاء والنهي؟
الجواب:
الجوازم التي تجزم فعلاً واحدًا ستة أحرف، هي: لَم، ولَمَّا، وألَم، وألَمَّا، ولام الأمر والدُّعاء، و "لا" في النَّهي والدُّعاء، وكلها حروفٌ بإجماع النُّحاة.

وأما الفرق بين "لَم"، و "لَمَّا" فإنَّهما قد يختلفان من جهتين؛ من جهة المعنى، ومن جهة الاستعمال:
أ- الاختلاف من جِهَة المعنى:
وهو يتمثَّل فيما يلي:
1- أن المنفيَّ بـ"لما" مستمِرُّ الانتفاء إلى زمَنِ الحال "التكلُّم"، بِخلاف المنفيِّ بـ"لَم"، فإنَّه قد يكون مستمِرًّا، مثل قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3].

وقد يكون منقطعًا، مثل قوله تعالى:﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1]؛ لأنَّ المعنى أنَّه كان بعد ذلك شيئًا مذكورًا.

ومن ثَمَّ امتنع أن تقول: لَمَّا يقمْ، ثم قام[2].

وجاز: لَم يقمْ، ثم قام.

2- أنَّ النفي بـ"لَم" لا شأن له بالمستقبل، أمَّا "لَمَّا" فإنَّها تنفي الماضي، مع توقُّع حدوث نفْيِها في المستقبَل[3].

ولذلك قيل: "لَمَّا تظهر نتيجة الامتحان"؛ فالنتيجة لَم تظهر حتَّى زمنِ التكلُّم، فالنفي مستمرٌّ إلى زمن التكلُّم، والطلاب يتوقعون ظهورها في المستقبل.

ومثالٌ على ذلك أيضًا:
• قوله تعالى: ﴿ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾ [ص: 8]؛ أيْ: إلى الآن ما ذاقوه، وسوف يذوقونه، و"لَم" لا تقتضي ذلك.

• وقوله تعالى:﴿ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾[الحجرات: 14]، فالنَّفي في قوله تعالى: ﴿ لَمَّا يَدْخُلِ ﴾ مستمرٌّ إلى وقت التكلُّم، ويُتوقَّع أن يؤمنوا فيما بعد.

• وقول الشاعر:
فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولاً فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ
وَإِلَّا فَأَدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ[4]

فهو إلى وقت إنشاده البيتَ لَم يُمَزَّق؛ أيْ: لَم يُقْتَل، وهو يتوقَّع أن يقتل فيما بعد، إن لَم يُخَلِّصه المستغاثُ به، ومِن ثَمَّ امتنع: "لَمَّا يجتمع الضدَّان"[5].

ب- الاختلاف من جهة الاستعمال:
وهو يتمثَّل فيما يلي:
1- أنَّ المضارع المنفيَّ بـ"لَم" لا يجوز حذفه، أما منفيُّ "لمَّا" فهو جائز الحذف؛ لدليل؛ يُقال: هل دخلْتَ البلد؟ فتقول: قاربتُها ولَمَّا، تريد: ولمَّا أدخُلْها، ولا يجوز: قاربتُها ولَم.

2- أنَّ "لمَّا" لا تقترن بحرف الشَّرط، بخلاف "لَم"؛ تقول: إن لَم تَقُم قُمت، ولا يجوز: إن لَمَّا تقم قمت.

ومثال دخول حرف الشرط على "لَم" مِن القرآن: قولُه تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ [البقرة: 24]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ [المائدة: 67].

وأمَّا الفرق بين النَّهي والدُّعاء، فأنَّ النَّهي يكون من الأعلى إلى الأدنى.

بِخلاف الدُّعاء، فإنَّه من الأدنى إلى الأعلى؛ ولذلك كان الطَّلب الموجَّه من الله إلى العبد نَهيًا؛ لأنَّه من الأعلى إلى الأدنى، وكان الطلب الموجَّه من العبد إلى ربِّه سبحانه دعاءً؛ لأنَّه من الأدنى إلى الأعلى، والعبد لا يَنهى ربَّه - عزَّ وجلَّ.

• • •

س265: ما الجوازم التي تَجْزم فعلين؟
الجواب:
الجوازم التي تجزم فعلَيْن اثنتا عشرةأداةً، هي:
1- إِنْ.

2- ما.

3- مَهْما.

4- إذْما.

5- أيّ.

6- متَى.

7- أين.

8- أيَّان.

9- أنَّى.

10- حيثما.

11- كيفما.

12- مَنْ.

س266: بيِّن الأسماء المتفق على اسْميَّتها، والحروفَ المتَّفق على حرفيتها من الجوازم التي تجزم فعلَيْن؟
الجواب:
ذكر ابن هشام - رحمه الله - في "أوضح المسالك" (4/185) أنَّ أدوات الشرط من حيث الاسميَّةُ والحرفية تنقسم إلى أربعة أنواع:
النَّوع الأول: ما هو حرفٌ بالاتِّفاق، وهو "إنْ".

النوع الثانِي: ما اختُلِف في أنه اسم أو حرف، والأصحُّ أنه حرف، وهو "إذْما".

النوع الثالث: ما اتُّفِق على أنه اسم، وهو تسعة أسماء، وهي: مَنْ، وما، وأيّ، ومتى، وأيَّان، وأين، وأنَّى، وحيثُما، وكيفَما.

النوع الرابع: ما اختلف في أنه اسم أو حرف، والأصحُّ أنه اسم، وهو كلمة واحدة، وهي "مهما".

والقول بأنَّها اسم هو: مذهب جُمهور النُّحاة، وذهب السُّهيلي وابن يَسْعَون إلى أنَّ "مَهْما" حرف، فأمَّا الجمهور فاستدلُّوا على اسْميَّتِها بِعَود الضمير عليها في نحو قوله تعالى: ﴿ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ ﴾ [الأعراف: 132]، وقد عَلِمنا أنَّ الضمير لا يعود إلاَّ على اسم.

س267: مَثِّل لكلِّ جازم يجزم فعلاً واحدًا بِمثالين، ومَثِّل لكلِّ جازم يجزم فعلين بمثال واحد، مبيِّنًا فيه فعْلَ الشرطِ وجوابَه؟
الجواب:
أوَّلاً: التمثيل للجوازم التي تجزم فعلاً واحدًا:
الحرف الأول: لَم:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1].

المثال الثانِي: قال تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3].

الحرف الثانِي: لما:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ﴾ [آل عمران: 142].

المثال الثانِي: ﴿ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾ [ص: 8].

الحرف الثالث: ألَم:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الحديد: 16].

المثال الثانِي: قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾ [القيامة: 37].

الحرف الرابع: ألَمَّا:
المثال الأول: ألَمَّا تصْحُ والشَّيب وازع.

المثال الثانِي: ألما يقلْ زيدٌ؟

الحرف الخامس: لام الأمر والدعاء:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7]، هذا مثال لام الأمر.

المثال الثانِي: قال تعالى: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، وهذا مثال لام الدُّعاء.

الحرف السَّادس: "لا" في النَّهي والدُّعاء؛ أيْ: "لا" الناهية، و"لا" الدُّعائية:
مثال "لا" الناهية: قال تعالى: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40].

ومثال "لا" الدعائية: قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8].

ثانيًا: التمثيل للجوازم التي تجزم فعلين:
الأداة الأولى: إنْ:
ومثالُها: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ﴾ [الكهف: 29].

فِعل الشَّرط هو: يستغيثوا، وجواب الشرط هو: يُغاثوا.

الأداة الثانية: ما:
ومثالُها: قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 110].

فعل الشرط: تُقَدِّموا.

وجواب الشرط: تَجدوه.

الأداة الثالثة: مَنْ:
ومثالها: قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7].

فعل الشرط: يَعمل.

جواب الشرط: يرَه.

الأداة الرابعة: مهما:
ومثالُها: قال الشَّاعر:
أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ [6]

فعل الشرط: تأمري.

وجواب الشرط: يَفْعل.

الأداة الخامسة: إذما:
ومثالها: إذْما تَقُمْ أَقمْ.

فعل الشرط: تقم.

وجواب الشرط: أقم.

الأداة السادسة: أي:
ومثالُها: أيَّ يومٍ تَعِشْه تَزْدَدْ تَجرِبةً.

فعل الشرط: تعِشه.

وجواب الشرط: تزدد.

الأداة السابعة: متى:
ومثالها: قول الشاعر:
مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ
تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَها خَيْرُ مُوقِدِ [7]

فعل الشرط: تأته.

وجواب الشرط: تجدْ.

الأداة الثامنة: أيَّانَ:
ومثالها: قول الشاعر:
أَيَّانَ نُؤْمِنْكَ تَأْمَنْ غَيْرَنَا وَإِذَا
لَمْ تُدْرِكِ الأَمْنَ مِنَّا لَمْ تَزَلْ حَذِرَا[8]

فعل الشرط: نؤمنك.

وجواب الشرط: تأمن.

الأداة التاسعة: أينَ:
ومثالها: قال تعالى: ﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ ﴾[البقرة: 148].

فعل الشرط: تكونوا.

وجواب الشرط: يأت.

الأداة العاشرة: أنَّى:
ومثالها: قول الشاعر:
فَأَصْبَحْتَ أَنَّى تَأْتِهَا تَلْتَبِسْ بِهَا
كِلاَ مَرْكَبَيْهَا تَحْتَ رِجْلِكَ شَاجِرُ [9]

فعل الشرط: تأتها.

وجواب الشرط: تلتبس.

الأداة الحادية عشرة: حيثما:
ومثالها: قول الشاعر:
حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ
هُ نَجَاحًا فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ [10]

فعل الشرط: تستقم

وجواب الشرط: يقدِّر.

الأداة الثانية عشرة: كيفما:
ومثالُها: كيفما تجلسْ أجلسْ.

فعل الشرط: تجلسْ.

وجواب الشرط: أجلسْ.

• • •

س268: أعرب ما يلي:
(1) لَم يضربْ.

(2) قال تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1].

(3) لَمَّا يذهبْ زيد.

(4) ألما يأتِ المدرِّس؟

(5) قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7].

(6) قال تعالى: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77].

(7) لا تضربْ.

(8) قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا ﴾ [البقرة: 286].

(9) إن تجلسْ أجلسْ.

(10) قال تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].

(11) إذا يجتهدُ الطَّالب ينجحُ.

(12) متى تقمْ يقمْ زيدٌ.

(13) إن سافرت فهل تودع إخوانك؟

(14) إن أساءَ الطالبُ الأدبَ فعزِّرْه.

(15) قال تعالى: ﴿ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾ [ص: 8].


(16) قال تعالى: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ [الحج: 29].

(17) إن ترمِ أرمِ.

(18) متى تدعُ أدعُ.

(19) من يخشَ الله يلقَ خيرًا.

(20)
حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ
هُ نَجَاحًا فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ [11]

(21) قال تعالى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ ﴾ [النساء: 78].

(22) قال الشاعر:
فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهِ الرِّيحُ تَنْـزِلِ[12].

(23) وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَحَمَّلِ[13].

(24) إذا يقم زيدٌ يقمْ عمروٌ.

الجواب:
المثال الأول: لم يضربْ:
لَم: حرف نفْيٍ وجزْم وقَلْب.

يَضربْ: فعل مضارع مجزوم بـ"لَم"، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو.

المثال الثانِي: قال تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾[الشرح: 1]:
ألم: الهمزة للإنكار الإبطالِيِّ، أو التقرير، على خلافٍ بين النُّحاة، و"لَم": حرف نفي وجزم وقلب[14].

نشرحْ: فِعل مضارع مَجزوم بـ"لَم"، وعلامة جزمه السُّكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: نحن.

ولا يصحُّ أن يُقال: ألَم نشرحُ - بالضم - ولا ألم نشرحَ - بالفتح - لأنَّ "لَم" تجزم الفعل المضارع.

لك: اللام حرف جر، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ جر، اسمٌ مَجرور باللام، والجارُّ والمَجرور متعلِّقان بـ"نشرح".

صدرَك: صدر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و"صدْرَ" مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، مضاف إليه.

المثال الثالث: لما يذهبْ زيدٌ:
لما: حرف نفْيٍ وجزم وقلب.

يذهب: فعل مضارع، مَجزوم بـ"لَمَّا" وعلامة جزمه السكون.

زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره.

المثال الرابع: ألما يأت المدرِّس؟
ألما: الهمزة للاستفهام، ولَمَّا: حرف نفي وجزم وقلب.

يأتِ: فعل مضارع مجزوم بـ"لَمَّا"، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الياء"، والكسرة قبلها دليلٌ عليها.

المدرس: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

المثال الخامس: قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ ﴾ [الطلاق:7]:
لينفق: اللام لام الأمر، حرف مبنيٌّ على الكسر، لا محل له من الإعراب، وينفقْ: فعل مضارع مجزوم باللاَّم، وعلامة جزمه السُّكون.

ذو: فاعل مرفوع بالواو، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و"ذو" مضاف.

وسعة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

المثال السادس: قال تعالى: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف:77]:
ليقض: اللام لام الدعاء[15]، حرف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يجزم الفعل المضارع.

ويقضِ: فعل مضارع مجزوم باللام، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الياء"، والكسرة قبلها دليل عليها.

علينا: "على" حرف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، و "نا" ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جرٍّ، اسم مجرور، والجار والمجرور متعلِّقان بالفعل "يقض".

ربك: ربُّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، مضاف إليه.

المثال السابع: لا تضرب:
لا: حرف نَهي، ويَجزم الفعل المضارع، وهو مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

تضربْ: فعل مضارع مجزوم بـ"لا" وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "أنت".

ولا يصح أن تقول: لا تضربُ بالضم، ولكن لو قال: لا تضربوا، فهذا صحيح؛ لأنَّ الفعل يكون حينئذٍ للجمع، ويكون مجزومًا بحذف النون.

المثال الثامن: قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا ﴾ [البقرة:286]:
ربنا: رب: منادى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، "رب" مضاف، و "نا": ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، مضاف إليه.

لا: حرف دعاء[16]، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يجزم الفعل المضارع.

تؤاخذنا: تؤاخذ: فعل مضارع مجزوم بـ"لا" وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

و "نا" ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.

المثال التاسع: إن تجلسْ أجلسْ:
إنْ: حرف شرطٍ جازمٌ باتِّفاق النُّحاة، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤُه.

تجلسْ: فعل مضارع مجزوم بـ"إنْ" فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره أنت.

أجلسْ: فعل مضارع مجزوم بـ"إنْ" جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال العاشر: قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء:123]:
مَنْ: اسم شرط جازم، يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط: والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه، وهو مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، مبتدأ.

يعمل: فعل مضارع مجزوم بـ"مَنْ" فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود على "مَنْ".

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع، خبر المبتدأ، وهو "مَنْ" على القول بأن جملة الشرط هي الخبر، وسيأتِي - إن شاء الله - أنَّ الراجح خلاف ذلك.

سُوءًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

يُجزَ: فعل مضارع مبني لما لم يُسَمَّ فاعله، مجزوم بـ"مَنْ"، جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الألف"، والفتحة قبلها دليل عليها، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: "هو"، يعود على "مَنْ".

به: الباء حرف جر، والهاء ضمير مبنيٌّ على الكسر، في محل جر، اسم مجرور.

والجارُّ والمجرور متعلقان بقوله: "يُجْز".

المثال الحادي عشر: إذا يجتهدُ الطالب ينجحُ:
إذا: ظرفٌ لِما يُستقبَل من الزمان، وفيه معنى الشَّرط، وهو غير جازم، واختُلِف في ناصبه، فقيل: الجواب، وقيل: الشرط، واعترض الأول بأنَّ الجواب قد يقترن بالفاء، وما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها.

واعترض الثاني بأنَّها مضافة للشرط، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، وأجيب عن هذا الثاني بأن القائلين: إنَّ العمل بالشرط لا يقولون بإضافته إليه، فكان هذا الثاني أرجحَ من الأول، وإن كان الأوَّل هو الأشهرَ، فقول بعض المُعْرِبين: خافِضٌ لشرطه، منصوب بجوابه، جرى على غير الأرجح[17].

يجتهدُ: فعل مضارع مرفوع، فعل الشرط، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

الطالب: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

ينجحُ: فعل مضارع مرفوع، جواب الشرط، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الطالب.

المثال الثاني عشر: متى تقم يقم زيد:
متَى: اسم شرط جازم، يَجزم فعلين: الأوَّل: فعل الشرط، والثاني: جوابه وجزاؤه، وهي في مَحلِّ نصب بـ"تَقُم" على الظرفية الزمانيَّة.

تقم: فعل مضارع مجزوم بـ"متَى" فعل الشرط، وعلامة جزمه السُّكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

يقم: فعل مضارع مَجزوم بـ"متى" جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه السُّكون.

زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

المثال الثالث عشر: إن سافرت فهل تودِّع إخوانك؟
إن: حرف شرط جازم باتِّفاق النُّحاة، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه.

سافرت: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "تاء الفاعل" في محلِّ جزم؛ لأنَّه فعل الشرط، والتاء: تاء الفاعل، ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع فاعل.

فهل: الفاء واقعة في جواب "إن".

وهل: حرف استفهام، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

تودِّع: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

إخوانك: إخوانَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وإخوان مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، مضاف إليه.

والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل جزم، جواب الشرط.

المثال الرَّابع عشر: إن أساء الطالب الأدب فعزِّره:
إن: حرف شرط جازم باتِّفاق النُّحاة، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يَجزم فعلَيْن، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه.

أساء: فعل ماض مبني على الفتح، في محل جزم؛ لأنَّه فعل الشرط.

الطالب: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

الأدب: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

فعزره: الفاء واقعة في جواب "إن".

وعزر: فعل أمر مبنيٌّ على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل نصب، مفعول به.

والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل جزم، جواب الشرط.

المثال الخامس عشر: قال الله تعالى: ﴿ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾ [ص:8]:
بل: حرف مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو للإضراب الانتقالي.

لما: حرف نفي وجزم وقلب، يجزم فعلاً واحدًا.

يذوقوا: فعل مضارع مجزوم بـ"لمَّا" وعلامة جزمه حذف النون، واو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.

عذاب: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الباء، منع من ظهورها اشتغال المَحلِّ بحركة المناسَبة.

وعذاب مضاف، وياء المتكلم المحذوفة لرسم المصحف ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل خفض، مضاف إليه، والأصل: عذابي.

المثال السادس عشر: قال تعالى: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ [الحج:29][18]:
ثُمَّ: حرف عطف، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ليقضوا: اللاَّم لام الأمر[19]، ويقضوا: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، علامة جزمه حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفعٍ فاعلٌ.

تفثهم: تفَثَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و "تفث" مضاف، والْهاء ضمير مبنيٌّ على الضم في محل جر، مضاف إليه، والميم: حرف دالٌّ على الجمع.

المثال السابع عشر: إن تَرْمِ أرْمِ:
إن: حرف شرط جازم باتفاق النُّحاة، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يجزم فعلين[20]، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه.

ترم: فعل مضارع مجزوم بـ"إن" فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الياء" والكسرة دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.

أرم: فعل مضارع مجزوم بـ"إن" جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الياء" والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال الثامن عشر: متى تدعُ أدعُ:
متَى: اسم شرط جازم، يَجزم فعلين: أحدهما: فعل الشَّرط، والآخر: جواب الشرط، وهي في محل نصب بـ"تَدْع" على الظرفية الزمانية.

تدْع: فعل مضارع مجزوم بـ"متى" فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الواو"، والضمَّة قبْلها دليلٌ عليها، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

أدْعُ: فعل مضارع مجزوم بـ"متَى" جواب الشَّرط وجزاؤه، وعلامة جزمه حذف حرف العلَّة "الواو"، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال التاسع عشر: من يَخشَ الله يلقَ خيرًا:
من: اسم شرط جازم، يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه، وهو مبنيٌّ على السكون، في محل رفع، مبتدأ.

يخش: فعل مضارع مجزوم بـ"من" فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلَّة "الألف"، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود على "مَن".

الله: لفظ الجلالة، مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

يلقَ: فعل مضارع مجزوم بـ"من" جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الألف" والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود على "من".

خيرًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وجُمْلتا الشرط وجوابه في محلِّ رفع، خبر المبتدأ، الذي هو اسم الشرط "من"[21].

المثال العشرون:
حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ
هُ نَجَاحًا فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ[22]

حيثُما: اسم شرط جازمٌ، يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط، والثاني: جوابه وجزاؤه، وهو مبنيٌّ على الضم في محل نصب؛ لأنَّه ظرف زمان، والعامل فيه النصبَ هو قوله: "يقدِّر" الذي هو جوابه، وما: زائدة.

تستقم: فعل مضارع، فعل الشرط، مجزوم بـ"حيثما"، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

يقدِّر: فعل مضارع، جواب الشرط مجزوم أيضًا بـ"حيثما"، وعلامة جزمه السُّكون.

لك: اللام حرف جر، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ"يقدِّر".

الله: لفظ الجلالة فاعل "يقدر" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

نجاحًا: مفعول به لـ"يقدر" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

في غابر: جارٌّ ومَجرور متعلِّق، إما بقوله: "يقدِّر"، وإما بمحذوف منصوب يقع صفة لـ"نجاحًا"، و "غابر" مضاف، وقوله: "الأزمان" مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

المثال الحادي والعشرون: قال تعالى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ﴾ [النساء:78]:
أينما: أين: اسم شرط جازم، يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه، وهو مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب على الظرفية المكانية، وما: زائدة.

تكونوا: فعل مضارع مجزوم بـ"أين" فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.

وكان هنا تامَّة؛ لكونِها دالَّة على مجرد حصول حدث؛ أيْ: أينما توجدوا؛ ولذا فهي لا تَحتاج إلى مفعول به.

يدركْكُم: يدرك: فعل مضارع مجزوم بـ"أينما"، جواب الشرط وجزاؤه.

والكاف الثانية ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

والميم حرف دال على الجمع.

الموت: فاعل "يدرك" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

المثال الثاني والعشرون: قال الشاعر:
فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهِ الرِّيحُ تَنْـزِلِ[23]
أيَّان: اسم شرط جازم، يجزم فعلين، الأول: فعل الشرط، والثانِي: جواب الشرط وجزاؤه، مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب على الظرفية الزمانيَّة بـ"تعدل".

ما: زائدة.

تعدل: فعل مضارع مجزوم بـ "أيان" فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون.

به: جار ومجرور متعلق بقوله: تعدل.

الريح: فاعل "تعدل" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

تنـزل: فعل مضارع مجزوم بـ"أيان" جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه السكون، وإنما حُرِّك بالكسر لأجل الرَّوِي.

المثال الثالث والعشرون: قال الشاعر:
وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَحَمَّلِ[24]

وإذا: الواو: للاستئناف، و"إذا" اسم شرط جازمٌ[25]، مبنيٌّ على السكون، في محل نصب على الظرفية الزمانية بـ"تصبك".

تصبك: تصب: فعل مضارع مجزوم بـ"إذا"، فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح في محل نصب، مفعول به.

خصاصةٌ: فاعل "تصب" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

فتحمَّل: الفاء واقعة في جواب الشرط، وتحمل: فعل أمر مبنيٌّ على السكون، وحرِّك بالكسر لأجل الرويِّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم، جواب الشرط.

المثال الرابع والعشرون: إذا يقم زيد يقم عمرو:
هذا المثال غير صحيح؛ لأنَّ "إذا" لا تَجْزم إلا في الشعر، كما تقدم.

وصواب هذا المثال: إذا يقوم زيدٌ يقوم عمرو.

فـ"إذا" تدخل على الفعل المضارع في الشعر وغير الشعر، ولكنها لا تَجزمه إلا في الشعر، وفي حالة الضرورة فقط.

إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط، خافض لشرطه، منصوب بجوابه[26]، وهو غير جازم.

يقوم: فعل مضارع مرفوع، فعل الشرط، وعلامة رفعه الضمة الظَّاهرة في آخره.

زيد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

يقوم: فعل مضارع مرفوع، جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره.

عمرو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

[1] انظر خلاف النُّحاة في "كيفما" هل هي جازمة، أم لا؟ في "شرح الآجرومية" للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ص 363 حاشية1، بتحقيقنا.
[2] إنَّما لم يَجُز أن يُقال: لَمَّا يقم ثم قام؛ لأنَّ هذا كلامٌ يناقض عجَزُه صدْرَه؛ وذلك لأنَّ معنى "لَمَّا يقم" أنَّ عدم وجود هذا الشيء مستمرٌّ إلى زمن التكلُّم، ومعنى "ثم قام" أنه وجد في بعض أجزاء الزَّمن الماضي.
ولا ريب أنَّ في هذا من التناقض ما ليس يَخفى عليك؛ ولِهذا لو قلت: "لما يقم، ثم إنه سيقوم" كان كلامًا صحيحًا سائغًا، لأن نفي حصول الشَّيء في الزمن الماضي، واستمرار هذا النَّفي إلى زمن التكلم، لا يُنافي ولا يَتناقض مع حصوله في الزمن المستقبل الذي تنبئ عنه السِّين في "سيقوم".
[3] قال ابن هشام - رحمه الله - في "شرح القَطْر" ص 82: "ذكر هذا المعنى الزمخشريُّ، والاستعمال والذَّوق يَشْهدان به"؛ اهـ.
[4] البيت للممزق العبدي في "الاشتقاق" ص 330، و"الأصمعيات" ص 166، و"جمهرة اللغة العربية" ص 823، و"خزانة الأدب" 7/ 280، و"شرح شواهد المغني" 2/ 680.
[5] قد عرَفْت السرَّ في هذا كله، وهو أنَّ "لَم" لنفي الفعل غير المقترن بـ "قد"، وأنت لو قلت: لم يحضر عليٌّ، وقد علمت أنك تنفي قولَ من قال: "حضر علي" لَم يكن في اللفظ المُثْبَت ولا مَنْفيِّه، شيءٌ يدل على التوقُّع.
وإذا قلت: "لَمَّا يحضر علي"، وأنت تعلم أنَّك تنفي قولَ من قال: "قد حضر علي" ففي الإثبات ما يدلُّ على توقُّع الأمر، وهو "قد" فيكون نفْيُه دالاًّ على توقُّع حصوله.
ولا شكَّ أنك لو قلت: لَمَّا يَجتمع الضِّدان تكون غالطًا؛ لأنَّك جئتَ بلفظ يدلُّ على توقُّع حصول ما بعد "لَمَّا"، وتوقُّعُ اجتماع الضدِّين مُحال؛ لأنَّ من أحكام المتضادَّيْن أنه لا يَجوز اجتماعهما.
[6] هذا البيت من كلام امرئ القيس بن حجر الكنديِّ، وهو من "معلَّقته" 1/ 442، وقبْلَه قولُه:
أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ
فَسُلَّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِي
والبيت موجود أيضًا في "الصِّناعتَيْن؛ الكتابة والشعر" 1/ 73، و"الأصول في النُّحو" 2/ 392، و"الكتاب" لسيبويه 4/ 215، و"الحماسة المغربية" 2/ 898، و"خزانة الأدب" للحموي 1/ 421، و"العِقْد الفريد" 5/ 310.
[7] البيت للحطيئة، من قصيدةٍ يَمدح فيها بغيض بن عامر، ومطلعها:
وَآثَرْتُ إدْلاَجِي عَلَى لَيْلِ حُرَّةٍ
هَضِيمِ الْحَشَا حُسَّانَةِ الْمُتَجَرَّدِ
وهو موجود في "البيان والتبيين" 1/ 227، و"الأمالي" 1/ 115، و"الأغاني" 2/ 193، و"شرح ديوان المتنبي" 2/ 213، و"العقد الفريد" 5/ 236، 257، و"خزانة الأدب" للبغدادي 5/ 207، 7/ 143، 9/ 94، و"محاضرات الأدباء" 1/ 621، 75 و"ديوان المعاني" 1/ 43، و"شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 27، و"المقتضب" 2/ 65، و"الكتاب" لسيبويه 3/ 86.
[8] هذا البيت من الشَّواهد التي لَم نعْثُر لَها على نسبةٍ إلى قائلٍ معيَّن، وانظر "شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 28.
[9] البيت للبيد بن ربيعة العامريِّ، وهو موجود في "خزانة الأدب" للبغدادي 7/ 83، و"المقتضب"، و"الكتاب" لسيبويه 3/ 58.
[10] البيت في "الكامل في الأدب" 1/ 148، و"خزانة الأدب" للبغدادي 7/ 19، و"شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 30.
[11] تقدَّم تخريجه.
[12] البيت في "هَمْع الهوامع" 2/ 565.
[13] البيت في "مُغْنِي اللبيب" 1/ 108، 112، و"همع الهوامع" 2/ 180.
[14] انظر "شرح الآجروميَّة" ص 341/ 342.
[15] لام الدُّعاء هذه هي لام الأَمْر، ولكن سُمِّيت دُعائيَّةً تأدُّبًا.
[16] "لا" الدُّعائية هي "لا" النَّاهية، لكن إذا وُجِّه الخطاب إلى الربِّ - عزَّ وجل - فلا تقل: ناهية؛ لأنَّك لا تنْهَى اللهَ، اللهُ هو الذي ينهاك.
[17] انظر شرح الكفراوي - رحمه الله - للآجرومية ص 88.
[18] معنى هذه الآية، كما ذكر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعديُّ - رحمه الله - في "تفسيره" ص 579: "يَقْضوا نسُكَهم، ويُزِيلوا الوسخ والأذى الذي لَحِقهم في حال الإحرام"؛ اهـ.
[19] قال ابن هشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" 1، 249: "حركة لام الأمر الكَسْر، وإسكانُها بعد الفاء والواو أكثرُ من تَحريكها، نحو: ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ﴾ [البقرة: 186]، وقد تُسَكَّن بعد "ثُمَّ" نحو: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ [الحج: 29] في قراءة الكوفيِّين وقالون والبزِّي، وفي ذلك ردٌّ على مَن قال: إنَّه خاصٌّ بالشِّعر"؛ اهـ.
[20] وليس هناك حاجةٌ أن تقول: مضارعَيْن؛ لأنَّه قد يكون فعلاً ماضيًا.
[21] قال الشيخ محمد مُحْيِى الدِّين في "شرح شذور الذَّهب" ص 106: "وخبَرُ المبتدأ الذي هو اسْمُ الشرط: قيل: هو جُملة الشَّرط وحدها، وقيل: هو جملة الجواب وحْدَها، وقيل: هو الجملتان معًا، وهذا الأخير هو الذي نَذْهب إليه ونرجِّحه، وإن كان العلماء قد رجَّحوا خلافه"؛ اهـ.
[22] تقدَّم تخريجه.
[23] تقدم تخريجه.
[24] تقدم تخريجه.
[25] اعلم - رحمك الله - أنَّه لا يُجْزَم بـ "إذا" إلاَّ في النَّظم دون النَّثر، وذلك ضرورة، وإلاَّ فهي غيْرُ عاملةٍ الجزْم، لا في الشِّعر، ولا في النثر.
[26] تقدم بيان الخلاف في ناصبه.

leprence30
2013-09-06, 15:03
أسئلة على باب نواصب المضارع

س240: أجِبْ عن كلِّ جملة من الجُمل الآتية بِجُملتين في كلِّ واحدةٍ منهما فعلٌ مضارع؟

أ - ما الذي يؤخِّرُك عن واجبك؟

ب - هل تسافِرُ غدًا؟

ج - كيف تَصْنع إذا أردْتَ المذاكرة؟

د - أيَّ الأطعمةِ تُحِبُّ؟

هـ - أين يَسْكن خليلٌ؟

و - في أيِّ مَتُنـزَّه تقضي يوم العطلة؟

ز - من الذي ينفِق عليك؟

ح - كم ساعةً تَقْضيها في المذاكرة كلَّ يوم؟

الجواب:

أ - ما الذي يؤخِّرك عن واجبك؟
الجواب الأول: يؤخِّرني عن واجبي اللَّعبُ مع زملائي.

الجواب الثانِي: يؤخرني عن واجبي أنَّني لا أجِدُ مَن يعاونني على أدائه.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: يؤخِّرني - أجد - يُعاوِنُني.

ب - هل تسافر غدًا؟
الجواب الأول: نعَم، سأُسافر غدًا.

الجواب الثانِي: لا، لَنْ أُسافر إلاَّ بعد أؤدِّي الامتحانات.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: سأسافر - أسافر - أُؤدِّي.

جـ - كيف تصنع إذا أردتَ المذاكرة؟
الجواب الأول: إذا أردْتُ المذاكرة أصنع كوبًا من الشاي.

الجواب الثانِي: إذا أردتُ المذاكرة أستعين بالله - عزَّ وجلَّ.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أصنع - أستعين.

د - أيَّ الأطعمة تحب؟
الجواب الأول: أحبُّ الحلوى والعسَل.

الجواب الثانِي: أُحِبُّ ما كان النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُحِبُّه.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أحبُّ - يحبُّه.

هـ - أين يسكن خليل؟
الجواب الأول: يسكن خليلٌ في شارع الجمهورية.

الجواب الثانِي: يسكن خليل حيث يعيش أبوه.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: يسكن، يعيش.

و - في أيِّ متنزَّه تقضي يوم العطلة؟
الجواب الأول: أقضي يوم العطلة في حديقة الحيوانات.

الجواب الثانِي: أقضي يوم العطلة في الحديقة الدوليَّة، وألعب مع زملائي.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أقضي، ألعب.

ز - من الذي ينفق عليك؟
الجواب الأول: الذي ينفق عليَّ هو أبي.

الجواب الثانِي: الذي يتكفَّلُني هو أبي.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: ينفق، يتكفَّلُني.

ح - كم ساعة تقضيها في المذاكرة كلَّ يوم؟
الجواب الأول: أقضي عشر ساعات يوميًّا في المذاكرة.

الجواب الثانِي: أمْكُث خَمس ساعات كل يوم في المذاكرة.

الفعل المضارع الذي في كلا الجوابين: أقضي، وأمكث.

• • •

س241: ضع في كلِّ مكانٍ من الأماكن الخالية فعلاً مضارعًا، ثُم بيِّن موضعه من الإعراب، وعلامة إعرابه؟
(أ) جئْتُ أمْسِ.... فلم أجدك.

(ب) يسرُّني أن.....

(ج) أحببت عَلِيًّا؛ لأنَّه....

(د) لن... عمل اليوم إلى غد.

(هـ) أنتما..... خالدًا.

(و) زرتكما لكي.... معي إلى المتنـزه.

(ز) ها أنتم هؤلاء.... الواجب.

(ح) لا تكونون مُخْلصين حتَّى.... أعمالكم.

(ط) من أراد.... نفسه فلا يقصِّر في واجبه.

(ي) يعز عليَّ أن......

(ك) أسرع السير كي... أول العمل.

(ل) لن.... المسيء من العقاب.

(م) ثابري على عملك كي....

(ن) أدوا واجباتكم كي.... على رضا الله.

(س) اتركوا اللعب حتَّى.....

(ع) لولا أن.... عليكم لكلَّفتُكم إدمان العمل.

الجواب:

الفعل المضارع
موضعه من الإعراب
علامة إعرابه
(أ) أزورُك
الرفع
الضمة
(ب) تزورَنِي
النصب
الفتحة
(ج) يصلِّي
الرفع
الضمة المقدَّرة
(د) أؤخِّرَ
النصب
الفتحة
(هـ) تُحبَّان
الرفع
ثُبوت النُّون
(و) تذهبا
النصب
حذف النون
(ز) تكتبون
الرفع
ثبوت النون
(ح) تؤدُّوا
النصب
حذف النون
(ط) ألاَّ يُهِينَ
النصب
الفتحة
(ي) أَقْتُلَك
النصب
الفتحة
(ك) تُدْرِكَ
النصب
الفتحة
(ل) يَهْرب
النصب
الفتحة
(م) تنجَحِي
النصب
حذف النون
(ن) تَحْصلوا
النصب
حذف النون
(س) تنجحوا
النصب
حذف النون
(ع) أضغَطَ
النصب
الفتحة

س242: ما الأدواتُ التي تَنْصب الْمُضارع بنفسها؟
الجواب: الأدوات التي تنصب بنفسها هي: أنْ، ولنْ، وإِذَن، وكي.

• • •

س243: ما معنى "أن"؟ وما معنى "لن"؟ وما معنى "إذنْ"؟ وما معنى "كي"؟

الجواب:
أولاً: معنى "أن":
المصدرية والاستقبال، فهي مصدرية؛ لأنَّها تُسْبَك مع الفعل الذي تَدْخل عليه بِمَصدر، وهي تفيد الاستقبال؛ لأنَّها تُخَلِّص الفعل المضارع للاستقبال.

ثانيًا: معنى "لن":
النَّفي والاستقبال.

فهي حرْفُ نفْي؛ لأنَّها تَنْفي الفعل المضارع.

وهي حرف استقبال؛ لأنَّها تُحوِّل الفعل المضارع للاستقبال، بعد أن كان مُحْتَمِلاً للحال.

ثالثًا: معنى "إذن":
الْجَواب والجزاء.

فهي حرف جواب؛ لأنَّها تأتي في صَدْر الجواب.

وهي حرف جزاء؛ لأنَّها يُؤْتَى بها جزاء الشيء.

رابعًا: معنى "كي":
مذهب جمهور البصريِّين، ومعهم سيبويه: أنَّ "كي" تكون أحيانًا مصدريَّة، فتنصب الفعل المضارع بنفسها، وأحيانًا تكون تعليليَّة، بمعنى لام التعليل، والناصِبُ للمضارع حينئذٍ: "أنْ"، مضْمَرةً وجوبًا بعد "كي".

• • •

س244: هل يصحُّ أن تقول: "يُعْجِبني أن تَفْهمُ"، بضم الميم؟
الجواب: لا؛ لأنَّ "أنْ" تنصب الفعل المضارع، فالصواب أن تقول: "يعجبني أن تفهمَ"، بفتح الميم

فإن قيل: فلماذا إذًا صحَّحْتُم قولَنا: "يعجبني أن تفهموا" وهي مضمومة الميم؟
فالجواب: لأنَّك إذا قلت: يعجبني أن تَفْهمُ - وأنت تُخاطِبُ واحدًا - فإنك لا بُدَّ أن تنصب بالفتحة، بِخِلاف ما إذا قلت: "يعجبني أن تفهموا" - وأنت تخاطب جماعةً - فإنك تَنْصِب بِحَذف النُّون.

• • •

س245: ما الذي يشترط لِنَصب المضارع بعد "إذن" وبعد "كي"؟
الجواب:
أولاً: يُشترط لنصب الفعل المضارع بعد "إذن" ثلاثةُ شروط:

1- أن تكون "إذن" في صَدْر جملة الجواب.

2- أن تكون مُتَّصلةً بالفعل، بحيث لا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل إلاَّ اليمين، أو "لا" النافية.

3- أن يكون الفعل المضارع الواقع بعدها دالاًّ على الاستقبال.

قال ابن مالك - رحمه الله - في "الألفيَّة"، باب إعراب الفعل، البيتين رقم (680، 681):

وَنَصَبُوا بِإِذَنِ الْمُسْتَقْبَلاَ
إِنْ صُدِّرَتْ وَالفِعْلُ بَعْدُ مُوصَلاَ

أَوْ قَبْلَهُ اليَمِينُ....

ثانيًا: يشترط لنصب الفعل المضارع بعد "كي" أن تتقدَّمَها لامُ التعليل لفظًا، نحو قوله تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا ﴾ [الحديد: 23]، أو تتقدَّمَها هذه اللام تقديرًا، نحو قوله تعالى: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً ﴾ [الحشر: 7].

فإذا لَم تتقدَّمْها اللامُ لفظًا ولا تقديرًا، كان النَّصب بـ"أنْ" مُضْمرةً، وكانت "كي" نفْسُها حرْفَ تعليل.

• • •

س246: مَثِّل بمثالٍ على "إذن"، تكون فيه مستكمِلَةً لشروط النَّصب، وأعربه؟

الجواب:
مثال "إذن" المستوفية للشُّروط: أن يقول لك أحَدُ إخوانك: "سأجتهد في دروسي"، فتقولَ له: "إِذَنْ تنجحَ".

ففي هذا المثال استوفَتْ "إذن" شروطَ النَّصب: فقد أتت في صدْر جملة الجواب، وكانت متَّصِلةً بالفعل، وكان الفعل المضارعُ الواقع بعدها دالاًّ على الاستقبال.

وإعراب هذا المثال هكذا:
إِذَنْ: حرْفُ نصْبٍ وجوابٍ وجزاءٍ، مبْنِيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

تنجَحَ: فعل مضارعٌ منصوب بـ"إذن"، وعلامة نصْبِه الفتحة الظَّاهرة على آخره، والفاعل ضميرٌ مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.

• • •

س247: ما الأشياء التي لا يضرُّ الفَصْل بِها بين "إذن" النَّاصبة، والْمُضارع؟

الجواب: لا يُغْتفَر الفصل بين "إذن" النَّاصبة والفعل المضارع، إلاَّ إذا كان الفاصِلُ القسَمَ، أو "لا" النَّافية، وهذا هو الذي أصرَّ عليه ابنُ هشام - رحمه الله - في جميع كتبه.

لكن بعض العلماء جعل الفصل بين "إذن" والمضارع مغتفرًا في مواضِعَ أخرى غير هذين، فجوَّز ابنُ عصفورٍ الفَصْل بالظَّرف أو الجارِّ والمَجْرور، نَحْوُ قولِك: إِذَن - أمامَ الأستاذ، أو في البيت - أُكْرِمَك.

وجوَّز ابنُ باشاذ الفصْلَ بالنِّداء أو بالدعاء.
فالأول كقولك: إذن - يا مُحمَّد - أكرِمَك.
والثانِي: كقولك: إذن - غفر الله لك - أكرمَك.

وجوز الكسائيُّ وهشامٌ الفصلَ بِمَعمول الفعل المضارع، نَحْو قولك: إذن صديقَك أُكْرِمَ.

ولكن قال الشيخ محمد محيي الدِّين - رحمه الله - في "شرح شذور الذَّهَب" ص 274، حاشية: "والذي ذهب إليه المؤلِّف - رحمه الله - أيِ: ابن هشام - من عدم اغتفار الفصل إلاَّ في الحالتين اللَّتَيْن ذكرَهُما، خيْرٌ مِمَّا ذهب إليه هؤلاء جميعًا؛ إذْ لَم يُسْمَع عن العرب الذين يُحْتَجُّ بكلامهم إعمالُ "إذن" مع الفصل بشيءٍ مِمَّا ذكَروه، زيادةً على ما ذكرَه هو.

وإنَّما زادوا هم هذه الأشياء، قياسًا على ما ذكَره الْمُؤلِّف؛ لأنَّهم وجدوها مِمَّا يكثر الاعتراض به بين العامل والمعمول، نحو قولك: أرأيتَ - يا زيد - ما فعَل مُحمَّد؟ وقولك: أسمعت - غفر الله لك - ما قال خالد؟

فأجازوا الاعتراض بِها بين "إذن" ومعمولها؛ من أجْل ذلك، والاعتماد في اللُّغة على النَّص أقوى من الاعتماد على القياس"؛ اهـ.

• • •

س248: هل تنصب الفعل إذا قلتَ مُجيبًا: إنِّي إِذَن أكرمك؟ ولماذا؟
الجواب: لا ينصب الفعل "أكرمك" هنا في هذا المثال، ولا تؤثِّر فيه "إذن" النَّصب؛ لأنَّها لَم تأْتِ في صدر جملة الجواب، ولكنَّها جاءت في أثناء الجملة.
• • •

س249: ما الصَّوابُ من هاتَيْن العبارتين: إِذَن أكرمَك الآن، بنصب "أُكرمَك"، أم: إذن أكرمُك الآن، برفع "أكرمُك"؟ لماذا؟
الجواب: الصواب من هاتين العبارتين أن تقول: إذن أكرمُك الآن، برفع "أكرمُك"؛ وذلك لأنَّ من شرط نصب "إذن" للفعل المضارع أن يكون دالاًّ على الاستقبال، وهو هنا دالٌّ على الوقت الحاضر، بدلالة قوله في المثال: "الآن".

• • •

س250: متى تَنْصِب "أن" مضمرةً جوازًا؟
الجواب: تنصب "أن" مضمرةً جوازًا بعد حرفٍ واحد، وهو لام "كَي".

• • •

س251: متَى تنصب "أن" مضمرة وجوبًا؟
الجواب: تنصب "أن" مضمرة وجوبًا إذا جاءت بعد حرفٍ من حروفٍ خَمسة، هي: لامُ الْجُحود، وحتَّى، وفاء السَّببية، وواو المعيَّة، وأو.

• • •

س252: ما ضابط لام الجحود؟
الجواب: لام الجحود ضابِطُها أنَّها هي الَّتي تأتي بعد ما يفيد النَّفْي، لكن في "كان" ومشتقَّاتِها، يعني: هي التي تأتي بعد كونٍ منفيٍّ، يعني: تأتي بَعْد "ما كان"، أو "لَم يكن"، أو "غير كائن"، أو ما أشبه ذلك.

فهذه تُسمَّى لامَ الْجُحود، يعني: لام النَّفي.

• • •

س253: ما معنى "حتَّى" الناصبة؟
الجواب: اتَّفقَتْ كلمة العلماء على أنَّ "حتى" التي ينتصب بعدها المضارع تأتي بمعنيَيْن:
1- أن تأتي بمعنى "كي"؛ أيْ: أن تُفِيد التعليل، ومعنى التعليل كونُ ما قبل "حتَّى" علَّةً في حصول ما بعدها، نحو قولنا: "أسْلِم؛ حتَّى تدخل الجنَّة"، فإنَّ الإسلام علَّةٌ لدخول الجنَّة.

ونحو: "سأجتهد؛ حتَّى أتفوقَّ"؛ أيْ: كي أتفوق.

2- أن تأتي بمعنى "إلى"؛ أيْ: أن تكون بِمَعنى الغاية، ومعنى الغاية:

كون ما قبل "حتَّى" غايةُ انقضائه - أيِ: انتهائه - ما بعْدَها.

ومثاله: قوله تعالى: ﴿ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91]، وقوله تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187].

فالتقدير فيهما: إلى أن يَرْجع إلينا موسى، وإلى أن يتبيَّن لكم الخيط الأبيض.

• • •

س254: ما الأشياء التي يَجِب أن يَسبق واحِدٌ منها فاءَ السَّببية أو واوَ المعية؟ مَثِّل لكلِّ ما تذكره؟
الجواب: الأشياء التي يجب أن يسبق واحد منها فاء السببية أو واو المعية تسعة، وهي مجموعة في قول الناظم:
مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وَسَلْ وَاعْرِضْ لِحَضِّهِمُ
تَمَنَّ وَارْجُ كَذَاكَ النَّفْيُ قَدْ كَمَلاَ

أوَّلاً - مُرْ: والمُراد به الأمر، والأمر هو الطَّلَب الصادر من العظيم لِمَن هو دونه.

فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب الأمر، فإنَّ الفعل يُنْصَب بـ"أنْ" مضمرةً بعدَهُما.

ومثال ذلك في الفاء: قول الشاعر:
يَا نَاقُ سِيرِي عَنَقًا فَسِيحَا
إِلَى سُلَيْمانَ فَنَسْتَرِيحَا[1]

والشَّاهد في هذا البيت: قوله: "فنستريحا" حيث نصب الفعلَ المضارع - الذي هو "نستريح" - بـ"أنْ" مُضْمرةً وجوبًا، بعد فاء السببية في جواب الأمر، وهذا على مذهب البصريين.

ومثال ذلك في الواو: قول الشاعر:
فَقُلْتُ: ادْعِي وَأَدْعُوَ إِنَّ أَنْدَى
لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ دَاعِيَانِ [2]

والشاهد في هذا البيت: قوله: "وأدعو"؛ حيث نصب الفعل المضارع - الذي هو "أدعو" - بـ"أن" المضمرةِ وجوبًا بعد واو المعيَّة، في جواب الأمر "ادْعِي"، وهذا أيضًا على مذهب البصريين.

ثانيًا - ادْعُ: والمراد به الدُّعاء، والدعاء هو الطَّلَب المُوجَّه من الصغير إلى العظيم.

فإذا وقعت الفاء أو الواو في جواب الدُّعاء، فإنَّ الفعل يُنصب بـ"أن" مضمرةً بعدَهما.

ومثال ذلك في الفاء: قول الشاعر:
رَبِّ وَفِّقْنِي فَلاَ أَعْدِلَ عَنْ
سَنَنِ السَّاعِينَ فِي خَيْرِ سَنَنْ [3]

الشاهد فيه: قوله: "فلا أعدلَ" حيث نصب الفعل المضارع، وهو قوله: "أعدل"، بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببيَّة، الواقعة في جواب فعل الدُّعاء، وهو قوله: "وفِّقْ".

ومنه يتبيَّن لك أيضًا أنَّ الفصل بـ"لا" النافية بين الفاء والفعل لا يَمْنع من عمل النصب.

ومثاله في الواو: أن تقول: "ربِّ اهدني، وأعملَ الخير".

ثالثًا - وانْهَ: المراد به النَّهي، والنَّهي هو طلب الكفِّ عن الفعل مِمَّن هو دون الطَّالب، على وجه الاستعلاء.

فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب الأمر، فإنَّ الفعل ينصب بـ"أن" مضمرةً بعدهما.

ومثال ذلك في الفاء: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ﴾ [طه: 81].

ومن أمثلة نصب الفعل المضارع بعد واو المعيَّة في جواب النَّهي: قول أبي الأسود الدُّؤلِي:
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ [4]

والشاهد فيه: قوله: وتأتيَ، حيث نصب الفعل المضارع الذي هو "تأتي" بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد الواو الدالة على المعية - أيْ: مصاحَبةِ ما بعدها لِما قبلها - في جواب النَّهي المدلول عليه بقوله: "لا تَنْه عن خلُق".

ألسْتَ ترى أنَّ غرض الشاعر أن ينهاك عن أن تنهى أحدًا عن فِعْل أمر قبيح، وأنت تأتي مثل هذا الأمر الذي تنهى عنه؟

رابعًا - سَلْ: والمراد به الاستفهام، فإذا وقعت فاء السببيَّة، أو واو المعية جوابًا لاستفهام فإنَّ الفعل ينصب بـ"أن" مضمرة بعدها.

مثال ذلك في الفاء: قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ﴾[الأعراف: 53].

ومثاله في الواو: قول الحُطَيْئةِ:
أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونَ بَيْنِي
وَبَيْنَكمُ الْمَوَدَّةُ وَالإِخَاءُ[5]

الشَّاهد فيه: قوله "ويكونَ" حيث نصب الفعل المضارع، الذي هو قوله "يكون"، بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد واو المعية الواقعة في جواب الاستفهام.

خامسًا وسادسًا - واعْرِضْ لحَضِّهِمُ:
قوله: اعرض، يعني: العَرْض.

وقوله: لِحَضِّهم: يعني: الحث.

والفرق بين التحضيض والعرض: أن التحضيض طلَبٌ بِحَثٍّ وإزعاج وقوة، والعرْض طلب برفق ولين؛ ولِهذا يعرض عليك عرضًا، فيقول: ألاَ تتفضل عندنا فنُكْرِمَك.

أما هذا فيقول: هلاَّ أدبَّتَ ولدك فيستقيم، فبينهما فرق؛ التحضيض حث ٌّبإزعاج وقوة، بعكس العرض.

فإذا وقعت الفاء أو الواو في جواب العرض أو التَّحضيض، فإن الفعل ينصب بـ"أن" مضمرة بعدَهُما.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية في جواب العَرْض: قولُ الشاعر:
يَا بْنَ الكِرامِ أَلاَ تَدْنُو فتُبْصِرَ مَا
قَدْ حَدَّثُوكَ فَمَا رَاءٍ كَمَنْ سَمِعَا [6]

الشاهد فيه: قوله: "فتبصرَ"، حيث نصب الفعل المضارع، الذي هو "تُبْصر"، بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية، الواقعة في جواب العَرْض، المدلول عليه بقول: "ألا تدنو".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية في جواب العرض: أن تقول: "ألا تَنْزل عندنا وتصيبَ خيرًا".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية في جواب التحضيض: قولك: "هلاَّ اتَّقيت الله تعالى فيغفرَ لك".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية في جواب التحضيض: أن تقول: "هلاَّ أكرمت زيدًا ويَشْكرَ".

فالفعلان "يغفرَ، ويشكرَ" فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعية، الواقعتين في جواب التحضيض، المدلول عليه بقول "هلا اتقيت"، و"هلا أكرمت".

سابعًا - تَمَنَّ: المراد به التمنِّي، والتمنِّي هو طلب ما يتعذَّر، أو يتعسَّر الحصولُ عليه.

فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب التمنِّي، فإنَّ الفعل يُنصب بـ"أن" مضمرةً بعدَهُما.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببيَّة في جواب التمنِّي: قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[النساء: 73].

ومثال نصْب الفعل المضارع بعد واو المعيَّة في جواب التمنِّي: قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27].

فالفعلان "أفوزَ، ونكذِّبَ" فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعيَّة، الواقعتَيْن في جواب التمنِّي، المدلول عليه بقول: "يا ليتني، ويا ليتنا".

فائدةٌ: نَصْب الفعل "نكذِّبَ" في الآية السابقة يدلُّ على أنَّ الفصل بين الواو والفعل لا يَمْنع من عمل النَّصب.

ثامنًا - وارْجُ: المراد به الرجاء، والرجاء هو طلب ما يَقْرب حصوله وهو مرغوب فيه ومَحبوب.

فإذا وقعت الفاء أو الواو في جواب الترجِّي، فإن الفعل ينصب بـ"أن" مضمرة بعدهما.

والفرق بين التمني والترجِّي: أنه إذا كان التعلُّق بأمر مستحيل أو متعسِّر، فهذا تَمنٍّ، وإذا كان بأمر قريب، فهذا ترَجٍّ.

وقد يكون الترجي في الشيء المستحيل، حسب السياق، مثل قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 99 - 100]، وهذا غير ممكن.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية في جواب الترجي: أن تقول: "لعلَّ الله يشفيني فأزوركَ".

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية في جواب الترجي: أن تقول: "لعلي أراجع الشيخ، ويفهِّمَني المسألة".

فالفعلان "أزورك، ويفهمني" فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعية، الواقعتين في جواب الترجِّي، المدلول عليه بقول: "لعل الله، ولعلِّي".

تاسعًا - النفي: فإذا وقعَت الفاء أو الواو في جواب النَّفي، فإنَّ الفعل يُنصب بـ"أنْ" مضمرة وجوبًا بعدهما.

ومثال نصب الفعل المضارع بعد فاء السَّببية في جواب النَّفي: قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾[فاطر: 36].

ومثال نصب الفعل المضارع بعد واو المعية بعد النفي: قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾[آل عمران: 142].

فالفعلان "فيموتوا، ويعلم": فعلان مضارعان منصوبان بـ"أن" المضمرة وجوبًا بعد فاء السببية وواو المعية، الواقعتَيْن في جواب النَّفي، المدلول عليه بقول: "لا يُقضى، ولَمَّا يَعلم".

وبِهذا ينتهي الكلام على الأمور التسعة التي يُنصب الفعلُ المضارع بـ"أن" مضمرة وجوبًا، إذا وقع جوابًا لواحد منها، بعد فاء السببيَّة، أو واو المعية.
• • •

س255: أعرب ما يلي:
1- أحبُّ أن تكتبَ.

2- لن تنالَ المَجد حتَّى تلعق الصَّبِر[7].

3- أسلمتُ كي أدخلَ الجنة.

4- جئتُ المسجد لأدرسَ.

5- قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179].

6- قال الله تعالى:﴿ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91].

7- ربِّ وفِّقني فأعملَ صالحًا.

8- هل تأتي إلى البيت فأُعلِّمَكَ؟

9- ألا تزورني فأُكْرمَك.

10- هلاَّ أدَّبْت ولدَك فيحترمَك.

11- ليت لي مالاً فأنفقَ منه في سبيل الله.

12- لعل البضائعَ تكثرُ فأشتريَ.

13- قال تعالى: ﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾ [فاطر: 36].

14- قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17].

15- لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ.

16- راجع دروسك فتنجحَ.

الجواب:
المثال الأول: أحبُّ أن تكتبَ:
أحبُّ: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظَّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

أنْ: حرف نصب ومصدَرٍ واستقبال.

تكتب: فعل مضارع منصوب بـ"أن" وعلامة نصبه الفتحة الظَّاهرة، والفاعل ضمير مستترٌ وجوبًا، تقديره: أنت.

و "أن" والفعل بعدها في تأويل مصدرٍ، في محلِّ نصب، مفعولٌ به، والتقدير: أحبُّ كتابتَك.

المثال الثانِي: لن تنالَ المجد حتى تلعق الصبِر:
لن: حرف نصب ونفي واستقبال.

تنالَ: فعل مضارع منصوب بـ"لن" وعلامة نصْبِه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

المَجدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

حتَّى: حرف غاية وجر، بمعنى "إلى".

تلعقَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد "حتى" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

و "أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدرٍ مجرور بـ"حتَّى"، والتقدير: حتى لَعْقِه الصبِرَ.

الصبِرَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

المثال الثالث: أسلمت كي أدخلَ الجنة:
أسلمتُ: أسلم: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل.
كي: حرف مصدر ونصب.

أدخلَ: فعل مضارع منصوب بـ"كي" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

الجنةَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

المثال الرابع: جئت المسجد لأدرسَ:
جئتُ: جاء: فعل ماض مبني على السكون، والتاء تاء الفاعل ضمير مبني على الضم في محل رفعٍ، فاعل.

المسجدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

لأدرس: اللام لام "كي"، وأدرسَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة - أو مقدرة - جوازًا، بعد لام "كي" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال الخامس: قال الله تعالى: { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [آل عمران: 179]

ما: حرف نفْيٍ، مبنِيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

كان: فعل ماض مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يَرفع الاسم، وينصب الخبَر.

الله: لفظ الجلالة، اسم "كان" مرفوعٌ بِها، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة في آخره.

ليذرَ: اللاَّم لام الجحود، وهي حرف جرٍّ مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب.

ويذَر: فعل مضارعٌ منصوب بـ"أنْ" مضمرة وجوبًا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود على الله.

و"أن" المحذوفة مع مدخولها في تأويل مصدر، مجرور باللام.

والجار والمجرور متعلِّق بمحذوف، خبر "كان".

وتقدير الكلام عندهم: ما كان الله مريدًا لِتَرك المؤمنين[8].

المؤمنين: مفعول به منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء؛ لأنَّه جمعُ مذكَّرٍ سالِم.

المثال السادس: قال الله تعالى: ﴿ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91]
حتَّى: حرف غاية وجر، بمعنى "إلى".

يرجع: فعل مضارع منصوبٌ بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد "حتَّى"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، و"أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بـ"حتَّى" والتقدير: حتَّى رجوعِه، والجار والمجرور متعلِّق بـ"نَبْرحَ".

إلينا: إلى: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب، و "نا" ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ جر، اسم مجرور، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بالفعل "يرجع".

موسى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمَّة المقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.

المثال السابع: ربِّ وفقني فأعملَ صالحًا:
ربِّ: منادى حُذِف منه ياء النِّداء، والأصل: "يا ربِّ" وهو منصوبٌ بفتحة مقدَّرة على ما قبْلَ ياء المتكلِّم المَحذوفة؛ اكتفاءً بكسر ما قبلها، منع من ظهورها اشتغالُ المَحلِّ بِحَركة المُناسَبة.

و"ربِّ" مضاف، وياء المتكلم المحذوفة مضافٌ إليه، ضمير مبنيٌّ على السكون في محل جر؛ لأنَّه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب، والأصل: يا ربِّي.

وفِّقني: فعل دعاء[9]، مبنيٌّ على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "أنت"، والنون حرف مبنيٌّ على الكسر، وهي نون الوقاية، وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون في محل نصب، مفعول به.

فأعملَ: الفاء فاء السببيَّة.

وأعمل: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

صالِحًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

المثال الثامن: هل تأتي إلى البيت فأعلِّمكَ؟
هل: حرف استفهام مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

تأتي: فعل مضارع مرفوع؛ لأنَّه لَم يُسبق بناصبٍ، ولا جازم، علامة رفعه الضمَّة المقدَّرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "أنت".

إلى: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

البيت: اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

فأعلِّمَك: الفاء فاء السببيَّة، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأُعَلِّمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

المثال التاسع: ألا تزورني فأكرمَك:
ألاَ: حرف دالٌّ على العَرْض، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له منه الإعراب.

تزورني: تزور: فعل مضارع مرفوع؛ لأنه لم يُسبق بناصب، ولا جازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، وتقديره: أنت.

والنون حرف مبنيٌّ على الكسر، وهي نون الوقاية.

وياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.

فأُكْرمَك: الفاء فاء السببية، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأكرمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

المثال العاشر: هلاَّ أدَّبتَ ولدك فيحترمَك:
هلا: أداة تَحضيض.

أدبتَ: أدَّب: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "التاء".

والتاء تاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ولدك: ولدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضافٌ، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح في محل جرٍّ، مضافٌ إليه.

فيحترمَك: الفاء فاء السببيَّة، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ويحترمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو.

والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، مفعول به.

المثال الحادي عشر: ليت لي مالاً فأنفق منه في سبيل الله:
ليت: حرف تَمنٍّ ونَصْب، ينصب الاسم، ويرفع الخبَر.

لي: اللام حرف جر مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب.

والياء ياء المتكلم ضمير مبنيٌّ على السكون في محل جر، اسم مجرور باللام.

والجار والمجرور متعلقان بمحذوف، في محل رفع، خبر "ليت" مقدَّم.

مالاً: اسم "ليت" مؤخَّرٌ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

فأنفقَ: الفاء فاء السببيَّة، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأُنفقَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

منه: من: حرف جر مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

والْهَاء: ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جر، اسم مجرور.

والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أنفق".

في: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

سبيل: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.

والله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

المثال الثاني عشر: لعل البضائع تكثر فأشتريَ:
لعل: حرف ترجٍّ ونَصْب، يَرفع الخبَر، وينصب الاسم.

البضائع: اسم "لعل" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

تكثر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضَّمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي، يعود على البضائع.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع، خبر "لعل".

فأشتريَ: الفاء فاء السببية، حرف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

وأشتريَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره[10].

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

المثال الثالث عشر: قال الله تعالى: ﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾:
لا: حرف نفي مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

يقضى: فعل مضارع مبني لما لَم يُسَمَّ فاعله، مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذُّر.

عليهم: جارٌّ ومجرور، في محل رفع، نائب فاعل "يقضى"، والميم علامة الجمع.

فيموتوا: الفاء فاء السببية.

ويموتوا: فعل مضارع منصوب، بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة.

والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل رفع فاعل.

المثال الرابع عشر: قال الله تعالى: ﴿ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17]
لن: حرف نفي ونصب واستقبال.

أكونَ: فعل مضارع منصوب بـ"لن" وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو يرفع الاسم، وينصب الخبر.

واسمها ضميرٌ مستتر وجوبًا، تقديره: أنا.

ظهيرًا: خبر "كان" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

للمجرمين: اللاَّم حرف جر.

والمجرمين: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء؛ لأنَّه جمع مذكر سالم، والجار والمجرور متعلقان بقوله سبحانه: "ظهيرًا".

المثال الخامس عشر: لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللَّبَن:
لا: حرف نَهي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يَجزم الفعلَ المُضارع.

تأكلِ: فعل مضارع مجزومٌ بـ"لا"، وعلامة جزمه السكون، وإنما حُرِّك بالكسر؛ لالتِقاء الساكنَيْن.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا؛ تقديره: أنت.

السمكَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

و: واو المعية، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

تشربَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد واو المعية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

اللبنَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وهذا المثال يأتي على ثلاثة أوجه، ويختلف المعنى في كل وجه:
أولاً: إذا قلتُ لك: لا تأكلِ السمك وتشربَ اللبنَ:
فأكلت السَّمك في الصَّباح، وشربت اللَّبن في المساء، فأنت لست عاصيًا؛ لأنِّي إنَّما نَهيتُك عن الجمع بينهما، لأنَّ الواو هنا واو المعيَّة، يعني: لا تأكل هذا مع هذا؛ لا تأكل السَّمك مع شرب اللبن.

ثانيًا: إذا قلتُ لك: لا تأكلِ السمكَ وتشربِ اللبنَ:
فأكلتَ وشربت، فأنت عاصٍ، سواءٌ أكلتَ وشربت في الحال، أو أكلت وشربت بعد مدَّة؛ لأنَّ الواو هنا عاطفة، فالفعلان منهيٌّ عنهما.

ثالثًا: إذا قلتُ لك: لا تأكلِ السمكَ وتشربُ اللبنَ:
فأكلت وشربتَ فأنت عاصٍ في الأول، وهو أكل السمك، ولست عاصيًا في الثاني، وهو شرب اللبن؛ لأنك إذا قلت: لا تأكلِ السمكَ وتشربُ اللبنَ، صارت الواو استئنافية، وتشرب: فعل مضارع مستأنف مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.

وعليه؛ فإنك لو قلت لولدك: يا ولد، لا تأكلِ السمك، وتشربِ اللبن، فأكَل السمك اليوم، وشَرِب اللبن غدًا، فإنك تعاقبه.

ولو قلت له: لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ، فأكل السمك اليوم، وشرب اللبن غدًا، فليس عاصيًا؛ لأنَّ النهي إنَّما هو عن الجمع بينهما.

المثال السادس عشر: راجع دروسك فتنجحَ:
راجِع: فعل أمر مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

دروسَك: دروس: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ودروس مضاف، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جر، مضاف إليه.

فتنجحَ: الفاء فاء السببية، حرف مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

تنجحَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

• • •
س256: ما الفرق بين قولك: "لا تذهب إلى البيت فتنامَ"، بالنَّصب، وبين قولك: "لا تذهب إلى البيت فتنمْ"، بالجزم - في الإعراب والمعنى؟
الجواب:
أولاً: الفرق من جهة المعنى:
الفاء في قولك: "فتنامَ" للسببيَّة، وعليه فالمعنى أنَّك منهِيٌّ عن الذهاب؛ لأنه سبب النوم.

أما معناها في قولك: "فتنَمْ" فهو العطف، فتكون أنت منهيًّا عن الذهاب والنوم، فليس الذهاب هنا سببًا للنوم؛ لأنه قد يذهب إلى البيت ويأكل ويشرب، ثُم ينام.

ثانيًا: من جهة الإعراب:
فقولك: فتنام: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وجوبًا، بعد فاء السببية.

وقولك: فتنم: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون؛ لأنَّه معطوفٌ على "تذهب"، والمعطوف على المَجزوم مجزوم.

• • •
س257: ما معنى "أو" في هذين المثالين:
المثال الأول: لأقتلنَّ الكافرَ أو يُسْلِمَ.

المثال الثانِي: لألْزمنَّك أو تَقْضِيَني حقِّي.

وما ضابِطُ ما ذكَرْت؟

الجواب:
"أو" في المثال الأوَّل بِمعنى "إلاَّ".

وأما في المثال الثاني، فقد ذكر النُّحاة أنَّ "أو" في هذا المثال يصلح أن تكون بمعنى "كي"، وبمعنى "إلاَّ"، وبمعنى "إلَى".

فتكون: بمعنى "كي"؛ لأنَّ ما بعد "أو" في هذا المثال يصح أن يكون علَّةً لِما قبلها، بدليل أنه يصح أن تقول: لألزمنك كي تقضيني حقِّي.

وتكون بمعنى "إلى"؛ لأنه يصح أن يكون ما بعد "أو" غايةً ينتهي إليها ما قبلها؛ بدليل أنه يجوز لك أن تقول: لألزمنك إلى أن تقضيني حقِّي.

وتكون بمعنى "إلاَّ"؛ لأنَّه يصحُّ أن يكون ما بعد "أو" مستثنًى من استمرار ما قبلها في الأزمنة المستقبليَّة، بدليل أنَّه يصح لك أن تقول: لألْزمنك إلاَّ أن تقضيني حقِّي؛ أيْ: ليكوننَّ لزومي إيَّاك مستمِرًّا في جميع أوقات المستقبل، وينقطع في الزمن الذي تقضيني فيه حقِّي.

وقد وضع العلماءُ ضابطًا للفرق بين "أو" التي بِمَعنى "إلى"، و "أو" التي بمعنى "إلاَّ"، وحاصله أنَّ ما قبل "أو" إن كان ينقضي شيئًا فشيئًا، كانت "أو" بِمعنى "إلى"، وإن كان ما قبل "أو" ينقضي دفعة واحدة، كانت "أو" بمعنى "إلاَّ".

فقولك: "لأقتلن الكافر أو يسلم"، "أو" هنا - كما سبق - بِمعنى "إلاَّ"؛ لأنَّ القتل ينقضي دفعة واحدة.

وقولك: "لألزمنك أو تقضيني حقِّي"، قد سبق توجيهُه، مما يُغني عن إعادته مرَّة ثانية.

ومن أمثلة "أو" التي بمعنى "إلى" أن تقول: "لأسيرَنَّ أو أدخل البلد"، فالمعنى: إلى أن أدخل البلد، "لأقيمن عندك أو تطلع الشمسُ"، فالمعنى: إلى أن تَطْلع الشمس.

ومثال "أو" التي بمعنى "إلا" أن تقول: "لأوبخنَّك أو تَصْدقني القول".

فالمعنى: إلا أن تصدقني القول؛ لأنه يتكلَّم مرة واحدة، أما لو كان يتكلم مرارًا، فإنَّ التوبيخ يكون في كلِّ مرة، فيكون مُمتدًّا، وتكون "أو" بمعنى "إلى".

[1] البيت لأبي النجم العجلي، واسمه الفَضْل بن قُدَامة، وقد استَشْهد بِهذا البيتِ ابنُ هشامٍ في "أوضح الْمَسالك"، 4/ 165، والشاهد رقم (501)، والأشموني في شرحه على الألفيَّة 3/ 208، الشاهد رقم (1031)، وابن عقيل في شرحه على الألفيَّة 2/ 4/ 12، الشاهد رقم (324)، والبيت موجود في الرجز لأبي النَّجم في "الدُّرر" 3/ 52، 4، 79، و"الكتاب" 3/ 35، و"المقتضب" 4/ 14.
[2] البيت للأعشى في "الدُّرر" 4/ 85، و"الرد على النُّحاة" ص 128، و"الكتاب" 3/ 45، وليس في ديوانه، وللفرزدق في "أمالي الغالي" 2/ 90، وليس في ديوانه، ولدثار بن شيبان النمري في "الأغاني" 2/ 159، و"سمْط اللآلئ" ص 726، انظر تخريجه بأكثر من هذا في "شرح الأشموني" 3/ 216.
[3] البيت بلا نسبة في "الدُّرر" 4/ 80، و"شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 12، و"شرح قطر النَّدى" ص 69، و"المقاصد النحوية" 4/ 338، و"همع الهوامع" 2/ 11.
[4] في "ديوانه" ص 404، والبيت الرابع، وهو موضع الشاهد لأبي الأسود في "الأزهية" ص 234، و"شرح التصريح" 2/ 283، و"هَمْع الهوامع" 2/ 13 وانظر "شرح الأشموني" 3/ 216.
[5] في ديوانه ص 54، و"الدرر" 4/ 88، و"الرد على النحاة" ص 128، و"شرح أبيات سيبويه" 2/ 73، وانظر "شرح الأشموني" 3/ 218.
[6] البيت بلا نسبة في "الدرر" 4/ 82 و"شرح التصريح" 2/ 239 و"شرح ابن عقيل" 2/ 4/ 13 و"شرح قطر الندى" ص72 و"المقاصد النحوية" 4/ 389 و"همع الهوامع" 2/ 12 .
[7] الصَّبِر - بكسر الباء -: الدَّواء الْمُرُّ، ولا يُسَكَّن إلا في ضرورة الشِّعر؛ "مختار الصّحاح" (ص ب ر).
[8] ولا يُقال: لوَذر المؤمنين.
قال ابن الأثير - رحمه الله - في "النهاية" مادة (وذر): "وحكم "يذَر" في التصرُّف حكم "يدَعُ" وأصْلُه: وَذِرَهُ يذَرُه كوَسِعَه يسَعُه، وقد أُمِيتَ ماضيه ومصْدَرُه، فلا يقال: وذِرَه، ولا وذْرًا، ولا واذِرًا، ولكنْ ترَكَه تركًا، وهو تارِك"؛ اهـ.
[9] ولا يُقال: فِعْل أمر؛ لأنَّ الأمر لا يوجَّه إلى الْخَالق، فالخالق آمِرٌ، وليس بِمَأمور.
[10] ظهرَت الفتحة هنا على الياء؛ لِخِفَّتِها.

leprence30
2013-09-06, 15:04
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (22/44)
أسئلة على باب الأفعال، وأنواعها، وأحكام الفعل

س218: لماذا قال المؤلِّفُ - رحمه الله - هنا: "باب الأفعال"، وفي أوَّل الكتاب قال: "الفعل"؟
الجواب: أفْرَد في أوَّل الكتاب؛ لأنَّ المقصود الْجِنس، وجَمَع هنا؛ لأنَّ المقصود النَّوع، فهنا سيَذْكر أنواع الأفعال؛ ولذلك قال - رحمه الله - بعد قوله: "باب الأفعال"، قال: "الأفعال ثلاثة: ماضٍ، ومضارعٌ، وأمر".

أمَّا هناك: فإنَّما أراد ذِكْر الجِنْس فقط، والجنس يشمل كلَّ الأنواع.

• • • •
س219: إلى كَمْ قِسْم ينقسم الفعل؟ وما وَجْهُ انْحِصاره في هذا العدد؟
الجواب: الأفعال ثلاثةٌ: ماضٍ، ومضارعٌ، وأمر.

ووجه انحصار الأفعال في ثلاثةٍ دليلان:
أوَّلاً: دليل الاستقراء التامِّ، حيث استَقْرأ أئمَّةُ اللُّغة أنواعَ الأفعال، وتتبَّعوا كلام العرب، فوجَدُوها لا تَخْرج عن ثلاثةٍ: ماضٍ، ومضارعٌ، وأمر، وهذا أمر مُجْمَع عليه.

قال السيوطيُّ في "الأشباه والنظائر": ولكن اختلفوا في الأمر: هل هو مستَقِلٌّ بِنَفسه أم لا؟

ثانيًا: دليل النظر؛ حيث إنَّ الفعل حدَثٌ يتعلَّق بزمنٍ، والأزمان ثلاثة حقيقةً واستقراءً بإجماع العُقَلاء:
فأوَّلُها: زمَنُ الماضي؛ حيث إنَّ الفعل يتعلَّق به، كـ"ضَرَبَ".

والثاني: زمن الحال؛ حيث إن الفعل يتعلق به، كـ"يَضْرِبُ".

والثالث: زمن الاستقبال؛ حيث إن الفعل يطلب إيقاعه فيه، كـ"اضْرِبْ".

• • • •
س220: ما الفِعْل الماضي؟
الجواب: الفعل الماضي هو ما يَدُلُّ على حصول شيءٍ قبل زمَنِ التكلُّم، نَحْو: ضرَبَ، ونصَر، وفتح، وعَلِم، وحسب، وكَرُم.

• • • •
س221: ما الفِعْل المضارع؟
الجواب: المضارع لغةً: قال في "اللِّسان": "الْمُضارِع: المُشْبِهُ، والمضارَعة المشابَهة"[1]، ومن ثَمَّ قيل للفعل المضارع: مضارع؛ لِشَبَهِه بالاسم، من حيثُ كونُه معْرَبًا في أكثر أحواله.

والفعل المضارع من حيث الزَّمن: هو ما يدلُّ على حصول شيء في زمن التكلُّم "الحال"، أو بَعْدَه "المستقبل".

وهذا هو مذهب جُمهور النحاة، وبه جزم سيبويه: أنَّ زمن المضارع يشمل زمن الْحَال، وزمن الاستقبال.

فكلمة "يأكل" مِن جُمْلة: "يأكل محمد التفاحة" تتعلَّق بالزَّمن الحاضر: وهو عند إيقاع تلك الجملة، وبَعْدَها: وهو زمن الاستقبال.

• • • •
س222: ما هو فعل الأمر؟
الجواب: الفعل الأمر هو ما يُطْلَب به حصول شيءٍ بعد زمن التكلُّم؛ يعني: في المستقبل، نحو: اضْرِب، وانْصُر، وافْتَح، واعْلَم، واحْسب، وأَكْرِم.

• • • •
س223: مَثِّل لكل قسمٍ من أقسام الفعل بِخَمسة أمثلة؟
الجواب:
أولاً: مثال الفعل الماضي:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ [النحل: 1].

المثال الثَّالث: قال - تعالى -: ﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ ﴾ [النحل: 26].

المثال الرَّابع: قال - تعالى -: ﴿ فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ﴾ [طه: 60].

المثال الخامس: قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].

فالأفعال: "سجَدُوا، أبَى، استكبر،كان، أتَى، مكَر، أتى، تولَّى، جَمَع، أتى، صنَعوا، أتى": أفعالٌ ماضية؛ لأنَّها دلَّت على حصول شيءٍ قبل زمن التكلُّم.

ثانيًا: مثال الفعل المضارع:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴾ [الدخان: 55].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ ﴾ [الفتح: 27].

المثال الثَّالث: قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ ﴾ [النساء: 58].

المثال الرَّابع: قال - تعالى -: ﴿ لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ﴾ [الأنفال: 27].

المثال الخامس: قال - تعالى -: ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ﴾ [الأنعام: 81].

فالأفعال: "يَدْعون، لتَدْخُلنَّ، يأمركم، تؤدُّوا، تخونوا، تعلمون" أفعالٌ مضارعة؛ لأنَّها تدلُّ على حصول شيءٍ في زمن التكلُّم "الحال"، أو بعْده "المستقبل".

ثالثًا: مثال الفعل الأمر:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الطور: 19].

المثال الثَّالث: قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ﴾ [الملك: 15].

المثال الرَّابع: قال - تعالى -: ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ﴾ [المرسلات: 46].

المثال الخامس: قال - تعالى -: ﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ﴾ [النحل: 69].

فالأفعال: "انتشروا، ابتغوا، كلوا، اشربوا، امشوا، كلوا، تمتعوا": أفعالُ أمر؛ لأنَّها يُطْلَب بِها حصولُ شيءٍ بعد زمن التكلُّم؛ يعني: في المستقبل.

• • • •

س224: متى يكون الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح الظاهر؟
الجواب:
يكون الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح الظَّاهر في موضعين:
1- الموضع الأول: الفِعْل الماضي الصَّحيح الآخِر، الذي لَم يتَّصِل به واوُ جماعة، ولا ضميرُ رفْعٍ متحرِّك[2]، نَحْوُ: أكرمَ، قدَّمَ، سافرَ.

ونَحْوُ: سافرَتْ زينب، والرَّجُلان قالاَ[3] الْحَق.

2- الموضع الثاني: وفي كلِّ فعل ماضٍ، كان آخِرُه واوًا، أو ياءً، نحو: رَضِيَ، شقِيَ، سَرُوَ[4]، بَذُوَ[5].

• • • •
س225: مَثِّل لكل موضع يُبنى فيه الفِعْلُ الماضي على الفتح الظَّاهر بِمِثالين؟
الجواب:
مثالُ الموضع الأول:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 7 - 9].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78].

مثال الموضع الثاني:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 278].

فالأفعال: "بَرِقَ، خَسَف، جُمِع، تَبارَك، رَضِيَ، بَقِي": أفعالٌ ماضية مبنيَّة على الفتح الظَّاهر.

• • • •
س226: متَى يكون الفعل الماضي مبنيًّا على فتْحٍ مقدَّر؟ ومَثِّل لكلِّ موضعٍ يُبْنَى فيه الفِعْل الماضي على فتْحٍ مقدَّر بِمِثالين، وبيِّن سبب التقدير فيهما؟
الجواب: يكون الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح المقدَّر في ثلاثة مواضع، هي:
1- إذا كان آخِرُه ألفًا، نحو: دعا، وسَعى، فكلٌّ منهما فعلٌ ماضٍ مبنِيٌّ على فتْحٍ مقدَّر على الألف، منَعَ من ظهُورِه التعذُّر.

2- إذا اتَّصلتْ به واوُ الجماعة، نَحو: كتَبوا، وسَعِدُوا، فكلٌّ منهما فعل ماضٍ مبني على فتح مقدَّرٍ على آخره، منع من ظهورِه اشتغالُ المَحلِّ بِحَركة الْمُناسَبة، وإنَّما كانت حركةَ مُناسَبةٍ؛ لأنَّ الواو لا يُناسبها إلاَّ ضَمُّ ما قبْلَها، وواو الجماعة مع كلٍّ منهما فاعلٌ مبنِيٌّ على السُّكون في مَحَلِّ رفع.

3- إذا اتَّصل بالفعل الماضي ضميرُ رفْعٍ متحرِّك، كـ"تاء الفاعل، ونون النِّسوة، ونا الفاعلين"[6]، نحو: "كتَبْتُ، وكتبْتَ، وكتبْتِ، وكتبْنَا، وكتبْنَ": بِسُكون الباء الموحَّدة.

فكلُّ واحدٍ من هذه الأفعال: فعل ماضٍ مبني على فتْحٍ مقدَّر على آخره، منع من ظُهوره اشتغالُ المَحَلِّ بالسُّكون العارض؛ لِدَفْعِ كراهة توالِي أربعة متحرِّكات، فيما هو كالكلمة الواحدة.

و"التاء" أو "نا" أو "النون" فاعلٌ مبني على الضَّم، أو الفتح، أو الكسر، أو السُّكون، في مَحلِّ رفْع.

وهذا الذي ذكرناه من مواضعِ بناء الفعل الماضي على الفتح المقدَّر: هو مذهب الكوفيِّين، وهو الذي مشى عليه ابن آجرُّوم - رحمه الله - ومذهب جُمهور النُّحاة أنَّ الفعل الماضي مبنِيٌّ على الفتح، ويُستثْنَى من ذلك مسألَتان:
1- إذا اتَّصلَت به واوُ الجماعة بُنِيَ على الضَّم.

2- إذا اتَّصل به ضميرُ رفع متحرِّك بُنِي على السكون.

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في "شرح الآجرُّومية" ص 267:
وهذا القول أصَحُّ؛ لأنَّ هذا لا يَحْتاج إلى تكلُّف، ولا يَحْتاج إلى تقدير، والأصل هو عدم التقدير.

فعلى سبيل الْمِثال: الفعل "ضربوا" هكذا نطَقَه العرب، ليس فيه تقدير، فلم يَدُرْ في خلَدِهم أنَّ هناك فتْحةً في هذا السِّياق.

وعليه؛ فإنَّنا نقول في إعراب الفعل "ضَربُوا": "ضرَبَ": فعل ماضٍ مبني على الضَّم؛ لاتِّصاله بواو الجماعة.

• • • •
س227: ما الفرق بين قولنا: "أكرمْنا الرَّجُلَ" - بسكون الميم من "أكرَمْنا" وفَتْح اللام من "الرجلَ" - وبين قولنا: "أكرمَنا الرجلُ"، بفتح الميم من "أكرمَنا" وضَمِّ اللام من "الرجلُ"؟
الجواب: أمَّا بالنِّسبة للكتابة: فلا فرق كما ترى، وأمَّا بالنِّسبة لِلَّفْظ فإنَّه يَخْتلف، كما رأيتَ، واختلاف اللَّفظ أثَّرَ في اختلاف المعنى.

ويُمْكِننا أن نَحْصر الخلافَ اللَّفظي والخلافَ المعنوي فيما يلي:
أولاً: الخلاف اللفظي، وهو:
1- آخِر الفعل "أكرَمنا" فهو في المثال الأول مبنِيٌّ على السُّكون، وفي المثال الثاني مبني على الفَتْح.

2- اللام في كلمة "الرَّجُل" فهي في المثال الأول مفتوحة، وفي المثال الثاني مضمومة.

ثانيًا: الخلاف المعنوي، وهو:
1- أنَّ الضمير "نا" في المثال الأول كان ضميرَ رفْعٍ؛ أيْ: إنَّ الذي قام بالفعل هو المتكلِّم، الذي يعود عليه الضمير "نا".

أمَّا في المثال الثاني: فإنَّ الضمير "نا" كان ضميرَ نصْب، فكان هو الذي وقع عليه الفعل.

2- أنَّ "الرجل" كان في المثال الأوَّل مفعولاً به؛ لأنَّه هو الذي وقَعَ عليه الإكرامُ، بينما كان في المثال الثاني هو الفاعل؛ لأنَّه هو الذي قام بالإكرام.

• • • •
س228: أعرب ما يلي:
1- قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا ﴾ [البقرة: 253].

2- أكرمَنا زيدٌ.

3- الرَّجُلان قاما.

الجواب:
1- قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا ﴾ [البقرة: 253].

تلك "تِي": اسم إشارة مبتدأ، مبني على السُّكون في مَحلِّ رفع، واللام لام البُعْد، والكاف حرف خِطَاب.

الرُّسلُ: بدَلٌ من اسم الإشارة مرفوع، وعلامة رفْعِه الضَّمة الظاهرة.

فضَّلْنا: فضَّل: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفع المتحرِّك "نا"، و "نا" ضميرٌ مبني على السُّكون، في محلِّ رفع، فاعل.

2- أكرمَنا زيدٌ.
أكرمَنا: أكرم: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، و"نا" ضميرٌ مبني على السُّكون في مَحلِّ نصب، مفعولٌ به.

زيدٌ: فاعل مرفوع، وعلامةُ رفْعِه الضمَّة الظاهرة.

3- الرَّجُلان قاما:
الرَّجُلان: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الألف نيابةً عن الضمة؛ لأنه مُثنًّى، والنون عِوَض عن التنوين في الاسم الْمُفرد.

قامَا: قام: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، وألِفُ الاثنين ضميرٌ مبني على السكون في محلِّ رفع، فاعل، والجملة من الفعل "قام" والفاعل "الألف" في محلِّ رفع، خبَرُ المبتدأ "الرجلان".

• • • •
س229: متَى يكون فعل الأمر مبنيًّا على السُّكون الظَّاهر؟ ومَثِّل لكلِّ موضع يُبنَى فيه فعل الأمر على السُّكون الظَّاهر بِمِثالين؟
الجواب:
يكون فعل الأمر مبنيًّا على السُّكون الظَّاهر في موضعين:
أحدهما: أن يكون صحيحَ الآخِر، ولَم يتَّصِل به شيء.

والثاني: أن تتَّصِل به نون النِّسوة.

وأمَّا مثال بناء الفعل الأمر على السُّكون، فنقول:
مثال الموضع الأول:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 13].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ﴾ [ص: 44].

مثال الموضع الثاني:
المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [الأحزاب: 34].

المثال الثانِي: قال - تعالى -: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33].

فالأفعال: "اضرب، وخذ، واذكرن، وقرن" أفعال أمر، مبنية على السُّكون الظاهر.

• • • •
س230: متَى يُبنَى فعل الأمر على سكونٍ مُقدَّر؟ مَثِّل لذلك بمثالين؟
الجواب: يبنى فِعْل الأمر على سكون مقدَّر في موضع واحد، وهو إذا اتَّصلَتْ به نونُ التَّوكيد، خفيفةً أو ثقيلةً، وذلك نحو: "اضرِبَنْ، واكتُبَنْ، واضربَنَّ، واكتُبَنَّ".

كذا ذكر الشيخ محمد مُحْيي الدِّين - رحمه الله - في شرح الآجرُّومية ص 51: وهذا - والله أعلم - قولٌ مرجوح؛ إذْ إنَّ فِعْل الأمر إذا اتَّصلتْ به نون التَّوكيد بنوعَيْها يُفتح آخِرُه، وبالتالي يُبْنَى على الفتح.

وقد سبق أنْ ذكَرْنا أنَّ ما لا يَحْتاج إلى تقديرٍ أوْلَى مِمَّا يَحتاج إلى تقدير، ونحن إذا بنَيْنا فعل الأمر على السُّكون عند اتِّصاله بنون التَّوكيد نكون قد قدَّرنا السُّكون على الحرف الأخير من الفعل، ولكن إذا بنَيْناه على الفتح لَم نَحْتج إلى تقديرٍ، والله أعلم.

• • • •
س231: هات مثالاً لفِعْل أمرٍ مبنِيّ على الفتح، ثم أعربه؟
الجواب: مثال فِعْل أمر مبني على الفتح: افْهَمنَّ.

وإعرابه: افْهَم: فعل أمر مبنِيٌّ على الفتح؛ لاتِّصاله بنون التوكيد، ونون التوكيد حرفٌ مبني على الفتح، لا مَحلَّ له من الإعراب، والفاعل ضميرٌ مستتر وجوبًا، تقديره "أنت".

• • • •
س232: متَى يُبْنَى فعل الأمر على حذف حرف العِلَّة؟ ومتى يبنى على حذف النُّون؟ مع التمثيل؟
الجواب:
يُبْنَى فعل الأمر على حذف حرف العِلَّة إذا كان آخِرُه حرْفَ علَّة.

ويبنى على حذف النُّون إذا اتَّصَل به ألِفُ الاثنين، أو ياء المخاطبة المؤنَّثة، أو واو الجماعة.

ومثال بنائه على حذف حرف العلَّة: قال - تعالى -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125].

فالفعل "ادْعُ" فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف حرف العلة "الواو".

ومثال بنائه على حذف النون: قال - تعالى -: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 43].

فالفعل "اذهبا" فعْلُ أمْرٍ اتَّصلتْ به ألِفُ الاثنين؛ ولذلك بُنِيَ على حذف النون.

• • • •
س233: مَثِّل لما يلي، ثم أعرب هذه الأمثلة؟
• فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف النُّون؛ لاتِّصاله بألف الاثنين.

• فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف النون؛ لاتصاله بواو الْجَماعة.

• فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف النون؛ لاتصاله بياء الْمُخاطبة المؤنثة.

• فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف حرف الألف.

• فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف حرف الياء.

• فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف حرف الواو.

الجواب:
أولاً: مثال فعل الأمر المبني على حذف النُّون؛ لاتِّصاله بألف الاثنين: قال - تعالى -: ﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا ﴾ [البقرة: 35].

فالفعل "كُلا" فِعْلُ أمرٍ مبنِيٌّ على حذف النون؛ لاتصاله بألف الاثنين، والألف ضمير مبني على السكون في محل رفع، فاعل.

ثانيًا: مثال فعل الأمر المبني على حذف النون؛ لاتِّصاله بواو الجماعة: قال - تعالى -: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الطور: 19].

فالفعلان "كلوا: واشربوا" فِعْلا أمر، مبنِيَّان على حذف النُّون؛ لاتِّصالِهما بواو الجماعة، وواوُ الجماعة ضمير مبني على السُّكون، في مَحلِّ رفعٍ، فاعلٌ.

ثالثًا: مثال فعل الأمر المبنيِّ على حذف النون؛ لاتِّصاله بياء المخاطبة المؤنَّثة: قال - تعالى -: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43].

فالأفعال "اقْنُتِي، واسجُدي، واركَعي" أفعال أمر، مبنية على حذف النون؛ لاتِّصالِها بياء المخاطبة المؤنَّثة، وياء المخاطبة ضمير مبني على السكون في محلِّ رفع فاعل.

رابعًا: مثال فِعْلِ أمرٍ مبنِيٍّ على حذف الألف: ((ارْضَ بِما قسَم الله لك)).

فالفعل "ارضَ": فعْلُ أمر، مبنِيٌّ على حذف حرف العلَّة "الألف"، والفتحة قبْلَها دليلٌ عليها، والفاعل ضمير مستترٌ وجوبًا، تقديره "أنت".

خامسًا: مثال فِعْلِ أمرٍ مبنِيٍّ على حذف حرف العلة "الياء": قال - تعالى -: ﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ﴾ [طه: 72].

فالفعل "اقضِ": فعل أمر، مبني على حذف حرف العلة "الياء"، والكسرة قبْلَها دليلٌ عليها، والفاعل ضميرٌ مستتر وجوبًا، تقديره أنت.

سادسًا: مثال فِعْلِ أمرٍ مبنِيٍّ على حذف حرف العلة "الواو": قال - تعالى -: ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [البقرة: 286].

فالفعل "اعف": فعل أمر، مبني على حذف حرف العلة "الواو"، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتِرٌ وجوبًا، تقديره أنت.

• • • •
س234: ما هي علامة الفعل المضارع؟
الجواب: الفعل المضارع له علامتان:
1- علامة متَّصِلة بِلَفْظِه.

2- علامة منفصلةٌ عنه.

أولاً: العلامة المنفصلة: وهي:
1- لَم.
2- والسِّين.
3- وسوف.

ثانيًا: العلامة المتصلة، وهي:
أن يكون في أول الفعل المضارع إحدى الزَّوائدِ الأربع، التي يَجْمعها قولُك: "أنَيْتُ".

• • • •
س235: ما المعاني التي تأتي لَها هَمْزة الْمُضارَعة؟
الجواب: تأتي هَمْزة الْمضارعة للمتكلِّم مذكَّرًا أو مؤنثًا.

• • • •
س236: ما المعاني التي تأتي لَها نون الْمُضارعة؟
الجواب: تأتي نون المضارعة للمتكلِّم الذي يُعظِّم نفسه، أو المتكلِّم الذي يكون معه غيره.

• • • •
س237: ما حكم الفعل المضارع؟
الجواب: حكم الفعل المضارع أنَّه معْرَب ما لَم تتَّصِل به نون التَّوكيد، ثقيلةً كانت أو خفيفةً، أو نون النِّسوة.

• • • •
س238: متَى يُبْنَى الفعل المضارع على الفتح؟ ومتى يُبنى على السُّكون؟ ومتى يكون مرفوعًا؟
الجواب: يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصلَتْ به نون التَّوكيد، ثقيلةً كانت أو خفيفة.

ويبنى على السكون: إذا اتَّصلتْ به نون النِّسوة.

ويكون الفعل المضارع مرفوعًا: ما لَم يَدْخل عليه ناصبٌ أو جازم، فإنْ دخَل عليه ناصبٌ نصبَه، وإن دخل عليه جازم جزمه.

• • • •
س239: أعْرِب ما يلي:
• نَرقدُ.
• أخَذَ.
• نبعَ الماءُ.
• يَبِسَ الثمرُ.
• نأكلُ الخبزَ.
• نرى.

الجواب:
أوَّلاً: نرقدُ: فعل مضارع مرفوع؛ لِتَجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: نحن.

ثانيًا: أخذَ: فعل ماضٍ[7] مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره "هو"[8].

ثالثًا: نبعَ الماءُ.
نبعَ: فعل ماض[9]، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
الماءُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

رابعًا: يبس الثمر.
يَبِسَ: فعل ماضٍ، مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.
الثمرُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

خامسًا: نأكل الخبز.
نأكلُ: فعل مضارع[10] مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: نحن.
الْخُبزَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

سادسًا: نرى.
فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذُّر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: نحن.

[1] "اللسان" لابن منظور: (ض ر ع).
[2] الضَّمير الذي يكون في محلِّ رفع: إمَّا أن يكون متحرِّكًا، وإما أن يكون ساكنًا.
أولاً: ضمائر الرَّفع المتحرِّكة، وهي:
1- تاء الفاعل: وأشكالُها مع الفعل الماضي هكذا:
فهمتُ "للمتكلم" فهِمْتَ "للمخاطب المذكَّر"، فَهِمْتِ "للمخاطبة المؤنثة، فهمتُما "للمثنى بنوعيه"، فهمتم "لجماعة الذكور"، فهمتُنَّ "لجماعة الإناث".
2- نون النِّسوة، نحو: النِّسوة فهِمْن الدرس.
وهذان الضَّميران لا يكونان إلاَّ في مَحلِّ رفع، إمَّا فاعلاً، أو نائب فاعل، أو اسمًا للنَّواسخ الفعليَّة: (كاد وأخواتها، وكان وأخواتها).
3- نا الفاعلين، نحو: نِلْنا الْمُنَى، ونا الفاعلين قد تكون في محلِّ رفع، أو نصب، أو خفْضٍ، والذي يعنينا هنا نا الفاعلين التي تكون في محلِّ رفع.
ثانيًا: ضمائر الرفع الساكنة، وهي:
1- ألف الاثنين أو الاثنتَيْن، نحو: فَهِمَا، فهِمَتَا.
2- واو الجماعة، نحو: فهموا.
3- ياء المخاطبة: وهي لا تتصل بالفعل الماضي.
وهذه الضمائر لا تكون إلا في مَحلِّ رفع.
[3] فالفعلان "سافرَتْ، وقالا" اتَّصَلا بتاء التأنيث السَّاكنة، وأَلِفِ الاثنين، وهُما ليسا من ضمائر الرَّفع المتحرِّكة، ولا واو جماعة، فبُنِيَ الفعل الماضي المتَّصِل بِهما على الفتح الظاهر.
[4] سَرُوَ يَسْرو سرَاوَةً، وسَرْوًا: شَرُف، فهو سَرِيٌّ؛ "المعجم الوسيط" (س ر و).
[5] بَذُوَ يَبْذُو بَذَاوَةً، وبَذَاءً، وبذاءةً: ساء خلُقُه، فهو بَذِيٌّ؛ "المعجم الوسيط" (ب ذ و).
[6] وإنَّما كانت "نا" ضميرَ رفْعٍ متحرِّكًا، على الرغم من كونِ آخرِها ساكنًا - لأنَّ الألف دائمًا ساكنة - لأنَّ هذه الألف ليست من أصل الضَّمير، إنَّما أُتِيَ بِها للفصل بينها وبين نون النِّسوة، والله أعلم.
[7] فهو وإن كان مبدوءًا بالْهمزة، إلا أنَّها فيه أصلية، من بِنْيَة الكلمة.
[8] فالقاعدة: أنه إذا كان تقدير الضمير المستتر: "أنا - نحن - أنت"، فإنَّ الاستتار يكون واجبًا، أمَّا إذا كان تقديره "هو - هي"، فيغلب أن يكون الاستِتارُ جائزًا.
وإنَّما قلت في الأخير: "يغلب"؛ لأنَّه قد يكون تقدير الضمير المستتر: "هو"، ويكون الاستتار واجبًا، كما في مرفوع "أفعل" التعجُّب، ومرفوع أفعال الاستثناء "خلا - عدا - حاشا"، ومرفوع "أفعل" التفضيل.
[9] فهو وإن كان مبدوءًا بالنون، إلا أنَّها فيه أصليَّة، من بنية الكلمة.
[10] لأنَّ أوَّلَه نونٌ زائدة.

leprence30
2013-09-06, 15:06
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (21/44)
أسئلة على باب المعربات

س193: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملةٍ مفيدة، بحيث تكون منصوبةً، وبيِّن علامة نصبِها:
الجوُّ، الغبار، الطريق، الحَبل، مشتَعِلة، القُطن، المدرسة، الثَّوبان، المُخْلصون، المسلمات، أبي، العُلا، الراضي.
الجواب:
الكلمة
الجملة
علامة النصب
الجوُّ
رأيتُ الجوَّ مليئًا بالأتربةِ
الفتحة
الغبار
إنَّ الغبارَ يضر جهاز التنفس
الفتحة
الطريق
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168]
الفتحة
الحبل
﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ ﴾ [الشعراء: 44]
الفتحة
مشتعلة
ظلت النارُ مشتعلةً في الدار حتى أتى رجال الإطفاء
الفتحة
القطن
إنَّ القطنَ المصري من أفضل أنواع القطن في العالَم.
الفتحة
المدرسة
إنَّ المدرسةَ من أهم حقول التعليم
الفتحة
الثوبان
لبست ثوبَيْن جديدين في العيد
الياء

الكلمة
الجملة
علامة النصب
المخلصون
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الصافات: 127 - 128]
الياء
المسلمات
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35]
الكسرة
أبي
﴿ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25]
الفتحة المقدَّرة
العُلا
من طلب العُلا سهر الليالي
الفتحة المقدَّرة
الراضي
إنَّ الراضيَ بقضاء الله يحبُّه الله
الفتحة



س194: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون مخفوضةً، وبيِّن علامة خفضِها:
أبوك، المهذَّبون، القائمات بواجبهن، المفترس، أحمد، مستديرة، الباب، النَّخلتان، الفأرتان، القاضي، الورى.
الجواب:
الكلمة
الجملة
علامة الخفض
أبوك
﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ ﴾ [يوسف: 81]
الياء
المهذَّبون
إنَّ على المهذَّبين أن يَحترموا آباءهم
الياء
القائمات بواجبهن
مررت بالقائماتِ بواجبهنَّ
الكسرة
المفترس
نظرت إلى الأسد المفترسِ في القفَص
الكسرة
أحمد
نظرت إلى أحمدَ وهو يُذاكِر دروسَه
الفتحة
مستديرة
جلست على منضدةٍ مستديرةٍ
الكسرة
الباب
﴿ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ﴾ [يوسف: 25]
الكسرة
النخلتان
نظرت إلى نخلتَيْن طويلتين
الياء
الفأرتان
نظرت إلى الفأرتين في الحجرة
الياء
القاضي
على القاضي أن يراقب ربَّه فيما يصدره من أحكام
الكسرة المقدَّرة
الورى
إن محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أفضل الورى[1]
الكسرة المقدرة



س195: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة، بحيث تكون مرفوعةً، وبيِّن علامة رفعها.
أبويه، المصلحين، المرشد، الغزاة، الآباء، الأمهات، الباقي، ابني، أخيك.
الجواب:
الكلمة
الجملة
علامة رفعها
أبويه
﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ [الكهف: 80]
الألف
المصلحين
المُصْلِحون هم خيرُ الناس
الواو
المرشد
المرشدُ إلى الخير يُحِبُّه الله - عزَّ وجلَّ -
الضمة
الغزاة
المسلمون الغزاةُ فتحوا مشارق الأرض ومغاربها
الضمة
الآباء
﴿ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ﴾ [هود: 109]
الضمة
الأمهات
﴿ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ﴾ [المجادلة: 2]
الضمة
الباقي
ليس الباقي من أسماء الله الحسنى
الضمة المقدرة
ابني
يلعب ابني بالكرة في الحجرة
الضمة المقدرة
أخيك
﴿ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [يوسف: 69]
الواو



س196: بيِّن في العبارات الآتية المرفوعَ والمنصوب والمجزوم من الأفعال، والمرفوعَ والمنصوب والمخفوضَ من الأسماء، وبيِّن مع كلِّ واحدٍ علامةَ إعرابه:
• استشار عمرُ بن عبدالعزيز في قومٍ يَستعملهم، فقال له بعضُ أصحابه: عليك بأهل العُذْر، قال: ومَن هم؟ قال: الذين إنْ عدَلُوا فهو ما رجوت، وإن قصَّروا قال الناس: قد اجتَهد عُمَر.

• أحضر الرَّشيدُ رجلاً لِيُوَلِّيَه القضاء، فقال له: إنِّي لا أُحْسِن القضاء، ولا أنا فقيه، فقال الرشيد: فيك ثلاث خلال: لك شرَفٌ، والشَّرَف يَمنع صاحبه من الدَّناءة، ولك حِلْم يَمنعك من العجلة، ومن لم يَعْجل قلَّ خطؤه، وأنت رجلٌ تُشاوِر في أمرك، ومن شاور كثر صوابه، وأمَّا الفقه، فسيَنضمُّ إليك مَن تتفقَّه به، فوَلِيَ فما وجدوا فيه مَطعنًا.

الجواب:
الاسم
الفعل
بيان نوع الإعراب
بيان علامة الإعراب
عمر

الرفع
الضمة
ابن

الرفع
الضمة
عبد

الخفض
الكسرة
العزيز

الخفض
الكسرة
قوم

الخفض
الكسرة
بعض

الرفع
الضمة

يَستعملهم
الرفع
الضمة
أصحابه

الخفض
الكسرة
أهل

الخفض
الكسرة
العُذر

الخفض
الكسرة
الناس

الرفع
الضمة
عمر

الرفع
الضمة
الرَّشيد

الرفع
الضمة
رجلاً

النصب
الفتحة

يولِّيَه
النصب
الفتحة
القضاء

النصب
الفتحة

أُحْسِنُ
الرفع
الضمة
القضاء

النصب
الفتحة

الاسم
الفعل
بيان نوع الإعراب
بيان علامة الإعراب
فقيهٌ

الرفع
الضمة
الرَّشيد

الرفع
الضمة
ثلاثُ

الرفع
الضمة
خلالٍ

الخفض
الكسرة
شرف

الرفع
الضمة
الشَّرف

الرفع
الضمة

يمنع
الرفع
الضمة
صاحبه

النصب
الفتحة
الدناءة

الخفض
الكسرة
حلم

الرفع
الضمة

يمنعك
الرفع
الضمة
العجلة

الخفض
الكسرة

يعجَلْ
الجزم
السكون
خطؤه

الرفع
الضمة
رجل

الرفع
الضمة

تشاور
الرفع
الضمة
أمرك

الخفض
الكسرة
صوابه

الرفع
الضمة
الفقه

الرفع
الضمة

فسينضمُّ
الرفع
الضمة

تتفقَّه
الرفع
الضمة
مطعنًا

النصب
الفتحة



س197: ثَنِّ الكلمات الآتية، ثم استعمِل كلَّ مثنًّى في جملتين مفيدتين، بحيث يكون في واحدة من الجملتين مرفوعًا، وفي الثانية مخفوضًا:
الدَّواة، الوالد، الحديقة، القلم، الكتاب، البلد، المعهَد.

الجواب:
الكلمة
تثنيتها
وضعها في جملة تكون فيها مرفوعة
وضعها في جملة تكون فيها مخفوضة
الدواة
الدَّواتان
هاتان الدَّواتان أكتُب بِهما
نظرت إلى الدواتين على المكتب
الوالد
الوالدان
﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ﴾ [النساء: 7]
﴿ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83]
الحديقة
الحديقتان
هاتان الحديقتان جَميلتان
مررت بحديقتين جميلتين
القلم
القلمان
هذان القلَمان لك
نظرت إلى قلمين جميلين
الكتاب
الكتابان
هذان الكتابان روحي
قرأت في الكتابين بحثًا جيدًا
البلد
البلدان
كان هذان البلدان مسلمين
أهل هذين البلدين من أفضل الناس
المعهد
المعهدان
هذان المعهدان يعلِّمان العلوم الشرعيَّة
التحقت بالمعهدين؛ حتَّى أحفظ القرآن



س198: اجمع الكلمات الآتية جمْعَ مذكَّرٍ سالمًا، واستعمل كلَّ جمع في جملتين مفيدتين، بشرط أن يكون مرفوعًا في إحداهما، ومنصوبًا في الأخرى:
الصالح، المذاكر، الكسل[2]، المتَّقي، الراضي، محمد.
الجواب:
الكلمة
جمع مذكر سالمًا
وضع هذا الجمع في جملة يكون فيها مرفوعًا
وضع هذا الجمع في جملة يكون فيها منصوبًا
الصالح
الصالحون
﴿ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]
﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]
المذاكر
المذاكرون
هؤلاء المذاكِرون سيَنجحون في الامتحان - إن شاء الله -

رأيت المذاكرين يجتهدون في طلب العلم الشرعي
الكسل
الكَسِلُون
هؤلاء الكَسِلون
لن ينجحوا في الامتحان
إنَّ هؤلاء الكَسِلين عن أداء واجبهم من شرِّ الناس
المتقي
المتقون
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [الدخان: 51 - 52]
الراضي
الراضون
الراضون بقضاء الله يحبهم الله
إن الرَّاضين بقضاء الله لهم مقامٌ طيِّب عنده سبحانه
محمد
محمَّدون
جاء المحمدون
رأيت المحمَّدِين يصلون في المسجد



س199: ضع كلَّ فعلٍ من الأفعال المُضارِعة الآتية في ثلاث جملٍ مفيدة؛ بشرطِ أن يكون مرفوعًا في إحداها، ومنصوبًا في الثانية، ومجزومًا في الثالثة: يلعب، يؤدِّي واجبه، يسأمون، تحضرين، يرجو الثواب، يسافران.
الجواب:
الفعل المضارع
وضْعه في جملة يكون فيها مرفوعًا
وضْعه في جملة يكون فيها منصوبًا
وضعه في جملة يكون فيها مجزومًا
يلعب
محمدٌ يلعبُ أمامَ منـزلِه
محمدٌ لن يلعبَ بالشطرنج[3]
محمدٌ لم يلعبْ بالأمس
يؤدي واجبه
إبراهيم يؤدي واجبه جيدًا
الكَسِلُ لن يؤدِّيَ واجبَه
الكسلان لم يؤدِّ واجبه
يسأمون
المسلمون يسأمون الظُّلم
الكفار لن يسأموا الظلم
الكفار لم يسأموا بغض الإسلام وأهله
تحضرين
متى تحضرين إلى المسجد؟
سعاد، لماذا أبيت أن تحضري إلى المسجد؟
أنت لم تحضري الاجتماع
يرجو الثواب
المسلم يرجو الثواب من ربِّه
الكافر لن يرجو الثواب من ربِّه
الكافر لَم يرجُ الجنة في حياته
يسافران
الصديقان يسافران معًا لطلب العلم الشرعي
المسلمان لن يسافرا لارتكاب المعاصي في بلاد الكفر
المسلمان لم يسافرا إلى بلاد الكفر



س200: إلى كم قسمٍ تَنقسم المُعْرَبات؟
الجواب: المعربات قسمان: قسم يُعرَب بالحركات، وقسمٌ يعرَب بالحروف.



س201: ما المعرَبات التي تُعرب بالحركات؟
الجواب: الذي يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسمُ المفرد، وجمع التَّكسير، وجمع المؤنَّثِ السالِمُ، والفعل المضارعُ الذي لم يتَّصِل بآخره شيءٌ.

وكلُّها تُرفَع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتُجزم بالسكون.

وخرج عن ذلك ثلاثةُ أشياء: جمعُ المؤنث السالم، يُنصَب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يُخفَض بالفتحة، والفعل المضارع المعتلَّ الآخر يُجزم بحذف آخره.



س202: ما المعربات التي تعرب بالحروف؟
الجواب: المعربات التي تعرب بالحروف أربعة أنواع: التَّثنية، وجمع المذكَّر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، وهي: يَفْعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتَفعلون، وتفعَلِين.



س203: مَثِّل للاسم المفرد المنصَرِف في حالة الرَّفع والنصب والخفض، ومَثِّل لجمع التكسير كذلك؟
الجواب:
أوَّلاً: مثال الاسم المفرد المنصَرِف:
1 - في حالة الرَّفع: قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144].
فـ"محمد، ورسول " اسمان مفرَدان منصَرِفان مرفوعان.

2 - في حالة النَّصب: قال تعالى: ﴿ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴾ [المعارج: 10].
فـ"حميمًا" اسم مفرد منصرِفٌ منصوب.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [الرعد: 14].
فـ"ضلال" اسم مفرد منصرف مجرور.

ثانيًا: مثال جمع التكسير المنصرف:
1 - في حالة الرفع قال تعالى: ﴿ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39].
فـ"أرباب" جمع تكسير منصرف مرفوع.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ﴾ [المائدة: 70].
فـ"رسلاً" جمع تكسير منصرف منصوب.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾ [الأعراف: 38]
فـ"أمم" جمع تكسير منصرف مجرور.



س204: بِمَاذا ينصب جمع المؤنث السالم؟
الجواب: ينصب جمع المؤنث السالم بالكسرة، نيابةً عن الفتحة.



س205: مَثِّل لجمع المؤنث السالم في حالة النصب والخفض؟
الجواب:
أولاً: مثال جمع المؤنث السالم في حالة النَّصب: قال تعالى: ﴿ فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ﴾ [فاطر: 27].
فـ"ثمرات" جمع مؤنَّث سالم منصوب بالكسرة، نيابة عن الفتحة.

ثانيًا: مثال جمع المؤنث السالم في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 168].
فـ"الحسنات، والسيئات" جمعا مؤنث سالمان مجروران بالكسرة.



س206: بماذا يخفض الاسم الذي لا ينصرف؟ ثم مَثِّل للاسم الذي لا ينصرف في حالة الخفض والرفع والنصب؟
الجواب:
• يخفض الاسم الذي لا ينصرف بالفتحة، نيابة عن الكسرة.
أولاً: مثال الاسم الذي لا ينصرف في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ [البقرة: 126].
فـ"إبراهيم" اسمٌ لا يَنصرف، للعلميَّة والعُجمة، وهو مرفوع على الفاعلية.

ثانيًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف في حالة النَّصب: قال تعالى: ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ﴾ [البقرة: 140].
فكلٌّ من: "إبراهيم، إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب" ممنوع من الصرف؛ للعلمية والعجمة، وهي منصوبة.

ثالثًا: مثال الاسم الذي لا يَنصرف في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ ﴾ [سبأ: 13].
فكلٌّ من: "محاريبَ، وتماثيل" ممنوعٌ من الصرف؛ لأنَّه جاء على صيغة منتهى الجُموع، وهما مَجروران بالفتحة، نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّهما مَمنوعان من الصَّرف.


س207: بِماذا يُجزم الفعل المضارع المعتلُّ الآخر؟
الجواب: يجزم الفعل المضارع المعتل الآخر بحذف حرف العلة.



س208: مَثِّل للمضارع المعتَلِّ الآخر في حالة الجزم؟
الجواب: مثال الفعل المضارع المعتل في حالة الجزم: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾[المؤمنون: 117].

فالفعل "يَدْعُ" فعلٌ مضارع معتلُّ الآخر؛ فإنَّ أصله "يدعو"، فلمَّا دخلت عليه "مَن" الشرطية الجازمة، جزمَتْه، وعلامة جزمه حذف حرف العلَّة "الواو".



س209: ما هي المعربات التي تُعرب بالحروف؟
الجواب: المعربات التي تعرب بالحروف أربعة أنواع، هي:
1 - التثنية "المثنَّى".
2 - جمع المذكَّر السالم
3 - الأسماء الخَمْسة.
4 - الأفعال الخمسة.



س210: بِماذا يُرفع المثنَّى؟ وبماذا ينصب ويخفض؟
الجواب: حكم المثنَّى: أنَّه يُرفع بالألف، نيابةً عن الضمَّة، وينصب ويُخفض بالياء، المفتوحِ ما قبْلَها، المكسورِ ما بعدَها، نيابةً عن الفتحة أو الكسرة.




س211: بِماذا يُرفع جَمع المذكَّر السالِمُ؟ وبِماذا ينصب ويخفض؟
الجواب: حُكم جمع المذكَّر السالم: أنه يُرفع بالواو، نيابةً عن الضمَّة، وينصب ويُخفض بالياء، المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها، نيابةً عن الفتحة أو الكسرة.



س212: مَثِّل للمثنى في حالة الرَّفع والنَّصب والخفض، ومثِّل لجمع المذكر السَّالم كذلك؟
الجواب:
أولاً: مثال المثنَّى:
1 - في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ ﴾ [المائدة: 23].
فـ"رجلان" مثنى مرفوع، وعلامة رفعه الألف، نيابةً عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾ [الكهف: 80].
فـ"مؤمِنَيْن" مثنًّى منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء، نيابةً عن الفتحة.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى:﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ﴾ [آل عمران: 13].
فـ"فئتين" مثنًّى مخفوض، وعلامة خفضه الياء، نيابةً عن الكسرة.

ثانيًا: مثال جمع المذكر السالم:
1 - في حال الرفع: قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1].
فـ"المؤمنون" جمع مذكَّر سالِم مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء: 145].
فـ"المنافقين" جمع مذكر سالم منصوب، وعلامة نصبه الياء، نيابةً عن الفتحة.

3 - في حالة الخفض: قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23].
فـ"المؤمنين" جمع مذكر سالِم، مَخفوض، وعلامة خفضه الياء، نيابة عن الكسرة.



س213: بِماذا تُعرب الأسماء الخمسة في حالة الرَّفع والنَّصب؟ وبِماذا تخفض؟
الجواب:
تُرفع الأسماء الخمسة بالواو، نيابةً عن الضمة، وتنصب بالألف، نيابةً عن الفتحة، وتُجَرُّ بالياء، نيابة عن الكسرة.



س214: مَثِّل للأسماء الخمسة في حالة الرفع والنصب، ومَثِّل للأفعال الخمسة في أحوالها الثلاثة؟
الجواب:
أولاً: مثال الأسماء الخمسة:
1 - في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ ﴾ [النجم: 5 - 6].
فـ"ذو" من الأسماء الخمسة، وهي مرفوعة بالواو، نيابة عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا ﴾ [الأعراف: 73].
فـ"أخاهم" من الأسماء الخمسة، وهي منصوبة بالألف، نيابة عن الفتحة.

ثانيًا: مثال الأفعال الخمسة:
1 - في حالة الرفع: قال تعالى: ﴿ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ﴾ [طه: 63].
فـ"يريدان" فعل من الأفعال الخمسة، وهو مرفوع بثبوت النون، نيابة عن الضمة.

2 - في حالة النصب: قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].
فالفعلان "تنالوا، وتنفقوا" منصوبان، وعلامة نصبهما حذف النون، نيابة عن الفتحة.

3 - في حالة الجزم: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].
فالفعل "تفعلوا" الأول مَجزوم، وعلامة جزمه حذف النُّون؛ نيابة عن السكون.



س215: في ماذا يشترك المثنَّى وجمع المذكَّر السالم في الإعراب؟
الجواب: يشترك كلٌّ من جمع المذكر السالم والمثنى في حالة الخفض والنَّصب، فكِلاهُما ينصب ويُخفَض بالياء؛ نيابةً عن الفتحة والكسرة.


س216: في ماذا يشترك جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة في الإعراب؟
الجواب:
يَشتركان في حالة الرفع والخفض؛ فكلاهما يرفع بالواو، نيابةً عن الضمة، وكلاهما يُخفض بالياء نيابةً عن الكسرة.



س217: في ماذا تشترك الأسماء الخمسة والمثنَّى؟
الجواب: يَشتركان في حالة الخفض فقط، فكلاهما يخفض بالياء، نيابةً عن الكسرة.

[1] الورى: كفَتَى: الخَلْق؛ "القاموس المحيط" (و ر ى).
فائدة: سُئِل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - كما في لقاءات الباب المفتوح 3/ 163 -: هناك أحد الأساتذة يقول: إنَّ قولنا عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلم -: "أشرف الخلق" لا يَصِحُّ، وإن هذا من عبارات التصوُّف، واستدلَّ بقوله تعالى: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8] يقول: إنَّنا لا نُحْصِي خلْقَ الله تعالى حتَّى ندعو نبِيَّنا محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو من أشرفها؟
فأجاب - رحمه الله -: المشهورُ عند كثيرٍ من العلماء إطلاقُ هذه العبارات أنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضَلُ الخلق، كما قال الناظم:
وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ عَلَى الإِطْلاَقِ
نَبِيُّنَا فَمِلْ عَنِ الشِّقَاقِ
لكنَّ الأحوطَ والأسلم أن نقول: إنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - سيِّدُ ولد آدم، وأفضَلُ البشَر، وأفضل الأنبياء، أو ما أشبه ذلك؛ اتِّباعًا لما جاء به النَّص، ولا أعلم إلى ساعتي هذه أنَّه جاء أن النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضل الخلق مطلقًا في كلِّ شيء.
وأما الاستدلال بالآية: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8] ففي غير محلِّه؛ لأنَّ هذه الآية في المركوبات، قال الله تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8]؛ يعني: مِمَّا تَركبون، وهو أيضًا يَخلق ما لا نعلم من غيْرِ ما نَركب، لكنَّ الاستدلال بِهذه الآية على أنَّه يُمكن أن يَخلق اللهُ تعالى خلقًا خيرًا من محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيه نظَرٌ، الأسلم أنَّ الإنسان في هذه الأمور يتحرَّى ما جاء به النصُّ.
مثلاً لو قال قائل: هل فضَّل الله بني آدم عمومًا على جميع المخلوقات؟ قلنا: لا؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 70] ما قال: على كلِّ ما خلقنا.
فمِثل هذه الإطلاقات ينبغي على الإنسان أن يتقيَّد فيها بِما جاء به النصُّ فقط، ولا يتعدَّى، والحمد لله نعلم أنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - خاتم النبيِّين، وأشرف الرُّسل، وأفضلهم، وأكرمهم عند الله - عزَّ وجلَّ - وأدلة ذلك من القرآن والسُّنة الصحيحة معروفةٌ مشهورة.
وأمَّا ما لم يَرِدْ به دليلٌ صحيح، فإنَّ الاحتياط أن تتورَّع عنه، أمَّا كون هذه من عبارات الصُّوفية أو غير الصوفية، فلا أدري، لكنَّه مشهورٌ عند كثيرٍ من العلماء، تَجِدُهم يقولون: إنَّ محمدًا أشرف الخَلْق.
[2] يُقال: كَسِلَ عن الشَّيء يَكْسَلُ كسَلاً: تثاقل وفتر عمَّا لا ينبغي أن يتثاقل عنه، فهو كَسِلٌ وكَسْلان؛ "المعجم الوسيط" (ك س ل).
و"كَسِلٌ" على وزن "فَعِل" وفعل من صِيَغ المبالغة، وصِيَغُ المُبالَغة إنَّما يُؤتى بها؛ لإفادة المبالَغة والتكثير؛ أي: إنَّه ذو كسَلٍ شديد.
[3] الشِّطْرَنْجُ، ولا يُفتَح أوَّلُه: لعبةٌ معروفة، والسِّين لغة فيه، من الشطارة، أو من التسْطير، أو معرَّب؛ "القاموس المحيط" (ش ط ر ج)، وانظر: "كف الرَّعاع عن مُحَرَّمات اللَّهو والسَّماع، لابن حجر الهيتمي ص 115.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" 32/ 216 عن اللَّعِب بالشِّطْرنج: أحَرامٌ هو، أم مكروه، أم مباح؟ فإن قُلتم: حرامٌ، فما الدَّليل على تَحريمه؟ وإن قلتم: مكروه، فما الدليل على كراهته؟ أو مباح، فما الدليل على إباحته؟
فأجاب - رحمه الله -: الحمد لله ربِّ العالمين، اللعب بِها منه ما هو مُحرَّمٌ متَّفقٌ على تحريمه، ومنه ما هو محرَّم عند الجمهور، ومكروهٌ عند بعضهم، وليس من اللَّعِب بِها ما هو مباحٌ مستوِي الطَّرَفين عند أحَدٍ من أئمَّة المسلمين، فإن اشتمل اللَّعب بها على العوض، كان حرامًا بالاتِّفاق.
قال أبو عمر بن عبدالبَرِّ إمامُ المَغرب: "أجْمَع العلماءُ على أن اللَّعب بها على عوضٍ قمارٌ، لا يَجوز.
وكذلك لو اشتمل اللعب بها على تَرْكِ واجبٍ أو فِعل محرَّمٍ؛ مثل: أن يتضمَّن تأخيرَ الصلاة عن وقتها، أو تَرْكَ ما يجب فيها من أعمالِها الواجبة باطنًا أو ظاهرًا، فإنَّها حينئذٍ تكون حرامًا باتِّفاق العلماء".
ثُمَّ قال - رحمه الله - ص 218:
والمقصود أنَّ "الشِّطرنج" متَى شغل عمَّا يجب باطنًا أو ظاهرًا حَرُم باتِّفاق العلماء، وشغله عن إكمال الواجبات أوضح من أن يَحتاج إلى بَسْط.
وكذلك لو شغل عن واجبٍ من غير الصَّلاة؛ مِن مصلحة النَّفْس، أو الأهل، أو الأمر بالمعروف، أو النَّهي عن المنكر، أو صِلَة الرَّحِم، أو بِرِّ الوالدين، أو ما يجب فعله، من نظرٍ في ولاية، أو إمامة، أو غير ذلك من الأمور.
وقلَّ عبْدٌ اشتغل بها إلا شغلَتْه عن واجبٍ، فينبغي أن يعرف أنَّ التحريم في مثل هذه الصُّورة متَّفَقٌ عليه، وكذلك إذا اشتملت على مُحَرَّم، أو استلزمت مُحرمًا، فإنها تحرم بالاتِّفاق: مثل اشتمالِها على الكذب، واليمين الفاجرة، أو الخيانة التي يسمُّونَها المُقاضاة، أو على الظُّلم، أو الإعانة عليه؛ فإنَّ ذلك حرامٌ باتِّفاق المسلمين، ولو كان ذلك في المسابقة والمناضلة، فكيف إذا كان بالشِّطرنج، والنَّرد، ونحو ذلك؟!
وكذلك إذا قُدِّر أنَّها مستلزِمَةٌ فسادًا غير ذلك: مثل الاجتماع على مقدِّمات الفواحش، أو التعاون على العُدوان، أو غير ذلك، أو مثل أن يُفْضِيَ اللعب بها إلى الكثرة والظُّهور الذي يشتمل معه على ترك واجبٍ، أو فعل مُحرَّم، فهذه الصورة وأمثالها مما يتفق المسلمون على تحريمها فيها.
وإذا قدِّر خلُوُّها عن ذلك كله، فالمنقول عن الصحابة المَنْعُ من ذلك، وصحَّ عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه مرَّ بقوم يلعبون بالشِّطرنج فقال: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]؟ شبَّهَهم بالعاكفين على الأصنام، كما في المُسند عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((شارِبُ الخَمر كعابد الوثَن))، والخمر والمَيْسِر قرينان في كتاب الله تعالى، وكذلك النَّهي عنها معروفٌ عن ابن عمر، وغيره من الصَّحابة.
ثم قال - رحمه الله - ص 219:
قال ابن عبدالبَرِّ: أجمع مالِكٌ وأصحابه على أنَّه لا يجوز اللعب بالنَّرد، ولا بالشِّطرنج، وقالوا: لا يجوز شهادةُ المُدْمِن المواظب على لعب الشِّطرنج.
وقال يحيَى: سمعتُ مالكًا يقول: "لا خَيْر في الشِّطْرنج وغيرها"، وسمعتُه يكره اللعب بها وبِغَيْرِها من الباطل، ويتلو هذه الآية: ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾ [يونس: 32].
ثم قال - رحمه الله - ص 221:
فإنَّ ما في النرد من الصدِّ عن ذِكْر الله، وعن الصَّلاة، ومن إيقاع العداوة والبغضاء، هو في الشِّطرنج أكثر بلا ريب، وهي تفعل في النُّفوس فعل حُميَّا* الكؤوس، فتصدُّ عقولهم وقلوبهم عن ذِكْر الله، وعن الصلاة أكثرَ مِمَّا يفعله بهم كثيرٌ من أنواع الخمور والحشيشة. =
________________________
* "حميا كلِّ شيء: شِدَّتُه وحِدَّته، ومن الخمر: شدَّتُها وسورتها"؛ المعجم الوسيط (ح م ي).
= ثم قال - رحمه الله - ص 227:
"الوجه الثالث" أن يُقال: قول القائل: إن الميسر إنما حُرِّم لِمُجرَّد المقامرة، دعوى مجرَّدة، وظاهر القرآن والسُّنة والاعتبار يدلُّ على فسادها؛ وذلك أنَّ الله تعالى قال: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 91].
فنبَّه على علَّة التحريم، وهي ما في ذلك من حصول المفسدة، وزوال المصلحة الواجبة والمستحبَّة؛ فإنَّ وقوع العداوة والبغضاء من أعظم الفساد، وصدود القلب عن ذكر الله وعن الصلاة - اللَّذَين كلٌّ منهما إمَّا واجب، وإما مستحَبٌّ - من أعظم الفساد.
ومِن المعلوم أن هذا يحصل في اللَّعب بالشطرنج والنرد ونحوهما، وإن لم يكن فيه عوض، وهو في الشِّطرنج أقوى؛ فإنَّ أحدهم يستغرقُ قلبه وعقله وفِكره، فيما فعل خَصْمُه، وفيما يريد أن يفعل هو، وفي لوازم ذلك، ولوازم لوازمه؛ حتَّى لا يُحِس بِجُوعه ولا عطَشِه، ولا بمن يُسَلِّم عليه، ولا بحال أهله، ولا بغير ذلك من ضرورات نفسه وماله، فضلاً أن يذكر ربَّه، أو الصلاة.
وهذا كما يحصل لشارب الخمر، بل كثير من الشُّرَّاب يكون عقلُه أصحى من كثيرٍ من أهل الشِّطرنج والنَّرد، واللاعب بها لا تنقضي نهْمَتُه منها إلاَّ بِدَسْتٍ* بعد دَسْت، كما لا تنقضي نهمة شارب الخمر إلاَّ بِقَدَح بعد قدَح.
وتبقى آثارها في النَّفس بعد انقضائها أكثرَ من آثار شارب الخمر، حتَّى تعرض له في الصلاة، والمرَض، وعند ركوب الدابَّة، بل وعند الموت**، وأمثال ذلك من الأوقات التي يطلب فيها ذِكْره لربِّه، وتوجُّهه إليه.
تعرض له تماثيلُها، وذكر الشاه، والرخِّ***، والفرزان****، ونحو ذلك، فصَدُّها للقلب عن ذكر الله قد يكون أعظم من صدِّ الخمر، وهي إلى الشُّرب أقرب.
كما قال أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - للاعبيها: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52] ؟! وقَلَبَ الرُّقْعة. =
________________________
* "الدَّست: اللُّعبة، ويقُال: فلان حسَنُ الدَّست: شطرنجيٌّ ماهر، والغلبة في الشِّطرنج ونحوه"؛ "المعجم الوسيط" (د س ت).
** قال ابن حجر الهيتميُّ - رحمه الله - في كتابه "كف الرَّعاع عن مُحَرَّمات اللَّهو والسماع" ص 104: قال مُجاهِدٌ: ما من ميِّت يموت إلاَّ مُثِّل له جُلَساؤه الذين كان يُجالسهم، فاحتضر بعض لاعبيها، فقيل له: قُل: لا إله إلا الله، فقال: "شاهك"، ثم مات، فكانت تلك الكلمة الخبيثة هي خاتِمةَ نُطقِه، بدل الكلمة الطيِّبة التي هي: لا إله إلا الله التي وعد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مَن كانت آخر كلامه بأنَّه يدخل الجنَّة؛ أيْ: مع النَّاجين الفائزين السَّابقين؛ اهـ.
*** "الرُّخُّ - بالضم: من أدوات الشِّطرنج"؛ "القاموس المحيط" (ر خ خ).
**** "الفِرْزَان: مِن لُعَبِ الشِّطرنج، أعجميٌّ معرَّب، وجمعه فرازين"؛ "لسان العرب" (ف ر ز ن).

= وكذلك العداوة والبَغضاء بسبب غلَبةِ أحد الشَّخصين للآخَر، وما يدخل في ذلك من التظلُّم والتكاذُبِ، والخيانة التي هي من أقوى أسباب العداوة والبغضاء، وما يكاد لاعِبُها يَسْلَم عن شيءٍ من ذلك.
والفعل إذا اشتَمل كثيرًا على ذلك، وكانت الطِّباعُ تقتضيه، ولم يكن فيه مصلحةٌ راجحة، حرَّمه الشارع قطعًا، فكيف إذا اشتمل على ذلك غالبًا؟! وهذا أصل مستمِرٌّ في أصول الشريعة، كما قد بسَطْناه في "قاعدة سدِّ الذَّرائع" وغيرها، وبيَّنا أنَّ كل فعلٍ أفضى إلى المُحرَّم كثيرًا كان سببًا للشرِّ والفساد.
فإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة شرعيَّة، وكانت مفسدتُه راجحةً، نُهِي عنه، بل كلُّ سببٍ يُفْضِي إلى الفساد نُهِي عنه، إذا لم يكن فيه مصلحةٌ راجحة، فكيف بما كَثُرَ إفضاؤه إلى الفساد؟
ولِهذا نُهِي عن الخلوة بالأجنبيَّة، وأمَّا النظر، فلمَّا كانت الحاجة تدعو إلى بَعضه رُخِّص منه فيما تدعو له الحاجة؛ لأنَّ الحاجة سبب الإباحة، كما أن الفساد والضَّرر سبب التحريم، فإذا اجتمعا رجح أعلاهما، كما رجح عند الضَّرر أكل الميتة؛ لأنَّ مفسدة الموت شرٌّ من مفسدة الاغتِذاء بالخبيث.
والنَّرد والشِّطرنج ونحوهما من المُغالَبات، فيها من المفاسد ما لا يُحصى، وليس فيها مصلحةٌ معتبَرة، فضلاً عن مصلحةٍ مُقاوِمة، غايته أن يُلهي النَّفس ويُريحها، كما يَقصد شارب الخمرِ ذلك.
وفي راحة النَّفس بالمباح الذي لا يَصُدُّ عن المصالح، ولا يَجتلب المفاسد غُنْية، والمؤمن قد أغناه الله بِحَلاله عن حرامه، وبفضله عمَّن سواه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2 - 3].
وفي "سنن ابن ماجه" وغيره، عن أبي ذرٍّ، أنَّ هذه الآية لما نـزلت قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذر، لو أنَّ الناس كُلَّهم عملوا بهذه الآية، لوَسِعَتْهم)).
وقد بيَّن سبحانه في هذه الآية أنَّ المتقي يدفع عنه المضرَّة، وهو أن يجعل له مخرجًا مما ضاق على الناس، ويجلب له المنفعة، ويرزقه من حيث لا يَحتسب، وكلُّ ما يتغذَّى به الحيُّ مما تستريح به النُّفوس، وتحتاج إليه في طيبها وانشراحها، فهو من الرِّزق، والله تعالى يرزق ذلك لمن اتَّقاه بفعل المأمور، وترك المَحظور.
ومن طلب ذلك بالنَّرد والشِّطرنج ونحوهما من الميسر، فهو بِمَنـزلةِ مَن طلب ذلك بالخمر، وصاحب الخمر يطلب الرَّاحة، ولا يزيده إلا تعبًا وغمًّا، وإن كانت تفيد مقدارًا من السُّرور، فما يعقبه من المضارِّ ويفوته من المسارِّ أضعافُ ذلك، كما جرَّب ذلك من جربه، وهكذا سائر المحرَّمات.
ثم قال - رحمه الله - ص 238:
بل في الشِّطرنج قد تبيَّن عذرُ بعضِهم، كما كان الشعبِيُّ يلعب به لما طلبه الحجَّاج لتولية القضاء، رأى أن يَلعب به؛ لِيُفسِّق نفسه، ولا يتولَّى القضاء للحجَّاج، ورأى أن يَحتمل مثل هذا؛ لِيَدفع عن نفسه إعانةَ مِثل الحجَّاج على مَظالمِ المسلمين، وكان هذا أعظم محذورًا عنده، ولَم يمكنه الاعتذار إلاَّ بِمثل ذلك.
وقال أيضًا - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" 32/ 245:
وأمَّا ما يُروى عن سعيد بن جُبَير من اللَّعب بِها، فقد بيَّن سبب ذلك: أنَّ الحجَّاج طلبه للقضاء، فلعب بِها؛ ليكون ذلك قادحًا فيه، فلا يولى القضاء؛ وذلك أنَّه رأى ولاية الحجَّاج أشدَّ ضررًا عليه في دينه من ذلك، والأعمال بالنِّيات، وقد يُباح ما هو أعظم تحريمًا من ذلك؛ لأجل الحاجة.
وهذا يبيِّن أن اللَّعب بالشِّطرنج كان عندهم من المُنكرات، كما نُقِل عن عليٍّ وابن عُمر وغيرهما؛ ولِهذا قال أبو حنيفةَ وأحمدُ وغيرهما: إنَّه لا يُسَلَّم على لاعبِ الشِّطرنج؛ لأنَّه مُظْهِرٌ للمعصية، وسُئِل أيضًا - رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" 32/ 240 عن رجلين اختلفا في "الشِّطرنج" فقال أحدُهُما: هي حرام، وقال الآخر: هي تَرُدُّ عن الغيبة، وعن النَّظر إلى الناس، مع أنَّها حلال، فأيُّهما المصيب؟
فأجاب: الحمد لله ربِّ العالمين، أمَّا إذا كان بِعِوَضٍ، أو يتضمَّن تركَ واجبٍ مثل: تأخير الصلاة عن وقتها، أو تضييع واجباتها، أو ترك ما يجب من مصالح العيال، وغير ذلك مما أوجب على المسلمين، فإنَّه حرام بإجماع المسلمين.
وكذلك إذا تضمن كذبًا، أو ظلمًا، وغير ذلك من المحرَّمات، فإنَّه حرامٌ بالإجماع، وإذا خلا عن ذلك، فجُمهور العلماء، كمالكٍ وأصحابه، وأبي حنيفة وأصحابه، وأحمدَ بن حنبل وأصحابِه، وكثيرٍ من أصحاب الشافعي: أنَّه حرامٌ، وقال هؤلاء: إن الشافعيَّ لَم يقطع بأنَّه حلالٌ، بل كَرِهَه.
وقيل: إنه قال: لم يتبيَّن إليَّ تَحريمه.
والبيهقيُّ أعلم أصحاب الشافعيِّ بالحديث، وأنصَرُهم للشافعيِّ، ذكَر إجماعَ الصَّحابة على المنع منه: عن عليِّ بن أبي طالب، وأبي سعيد، وابن عمر، وابن عبَّاس، وأبي موسى، وعائشة - رضي الله عنهم - ولم يَحْكِ عن الصَّحابة في ذلك نـزاعًا، ومن نقل عن أحد من الصحابة أنه رخَّص فيه، فهو غالِط.
والبيهقيُّ وغيره من أهل الحديث أعلم بأقوال الصحابة مِمَّن ينقل أقوالاً بلا إسناد، قال البيهقيُّ: جعل الشافعيُّ اللعِبَ بالشِّطرنج من المسائل المختلَفِ فيها، في أنَّه لا يوجب ردَّ الشهادة.
فأمَّا كراهيته اللَّعب بِها، فقد صرَّح بها فيما قدَّمنا ذِكْرَه، وهو الأشبه والأولى بِمَذهبه.
فالذين كرهوا أكثر، ومعهم من يحتجُّ بقوله.
وروى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كان يقول: الشِّطرنج مَيْسِرُ العجَم.
وروى بإسناده عن عليٍّ: أنَّه مرَّ بقوم يلعبون بالشِّطرنج، وقال: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]؟! لأَنْ يَمسَّ أحَدُكم جمرًا حتَّى يطفأ خيْرٌ له من أن يَمسَّها.
وعن عليٍّ - رضي الله عنه - أنه مرَّ بِمَجلس من مجالس تيم الله، وهم يلعبون بالشِّطرنج، فقال: أما والله لِغَيْرِ هذا خُلِقتم، أما والله لولا أن يكون سُنَّةً لضرَبْتُ بِها وجوهَكم*. =
________________________
* ورَوى الآجُرَّيُّ - رحمه الله - في كتابه "تحريم النرد والشِّطرنج والملاهي" (22)، باب ذكر تحريم الشطرنج وفساد أهلها عن عليٍّ أيضًا أنه قال: صاحب الشطرنج أكثر الناس كذبًا، يقول أحدهم: قتَلْتُ وما قتل، ومات وما مات.

= وعن مالكٍ قال: بلغَنا أنَّ ابن عباس وَلِيَ مال يتيم، فأحرقها*.
وعن ابن عمر أنه سُئِل عن الشِّطرنج، فقال: هو شرٌّ من النرد**.
وعن أبي موسى الأشعريِّ قال: لا يلعب بالشِّطرنج إلا خاطئ.
وعن عائشة: أنَّها كانت تكره الكيل، وإن لم يُقامر عليها، وأبو سعيد الخدري كان يكره اللَّعِب بها.
فهذه أقوال الصحابة - رضي الله عنهم - ولم يثبت عن صحابِيٍّ خِلافُ ذلك.
ثُمَّ روى البيهقيُّ أيضًا عن أبي جعفر محمد بن علي المعروف بالباقِر: أنه سُئِل عن الشِّطرنج، فقال: دعونا من هذه المَجوسيَّة.
قال البيهقيُّ: رُوِّينا في كراهية اللَّعب بها، عن يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم، ومالك بن أنس.
قلتُ: "والكراهية" في كلام السَّلَف كثيرًا وغالبًا يراد بها التَّحريم، وقد صرَّح هؤلاء بأنَّها كراهَةُ تَحريم، بل صرَّحوا بأنَّها شرٌّ من النَّرد، والنرد حرامٌ، وإن لم يكن فيها عِوَض.
وروى بإسناده عن جامع بن وهب، عن أبي سلمة، قال: قلت للقاسم بن محمد: ما "الميسر"؟ قال: كلُّ ما ألهى عن ذكر الله وعن الصَّلاة، فهو مَيْسِر.
قال يحيَى بن أيُّوب: حدَّثَني عبدالله بن عمر، أنه سمع عمر بن عبدالله يقول: قلتُ للقاسم بن محمد: هذا النرد ميسر، أرأيت الشطرنج، ميسِرٌ هي؟ قال القاسم: كلُّ ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة، فهو ميسر.
وقال ابن وهب: حدثني يحيى بن أيوب، حدَّثَنا أبو قيس، عن عقبة بن عامر، قال: لأَنْ أعبُدَ صنمًا يُعبد في الجاهلية أحَبُّ إلَيَّ من أن ألعب بهذا الميسر ***.
قال القيسيُّ: وهي عيدان كان يلعب بها في الأرض.
وبإسناده عن فَضالة بن عبيد، قال: ما أبالي ألعبت بالكيل، أو توضَّأتُ بِدَمِ خنـزير ثُمَّ قمت إلى الصلاة. =
______________________
* أي: إنَّه - رضي الله عنه - وجد الشِّطرنج في تَرِكَة اليتيم، قال ابن حجر الهيتمي في كتابه "كف الرَّعاع" ص 104: ولو كان اللَّعب بها حلالاً، لما جاز إحراقها؛ لكونِها مالَ يتيمٍ، لكن لما كان اللعب بها حرامًا أحرقها، فتكون مثل الخمر إذا وجدت في مال اليتيم يجب إراقتها، هذا مذهب حَبْرِ الأُمَّة ابن عباس، لكن قال الحُفَّاظ: هذا منقَطِع، بل معضل؛ اهـ.
** قال ابن حجر الهيتميُّ في كتابه: "كف الرعاع" ص 104: وهو الصحيح عنه.
*** قال الهيتميُّ - رحمه الله - في "كف الرعاع" ص 105: وهذا كذبٌ صُرَاحٌ عليه؛ لأنَّ مثل هذه العبارة لا تَصْدُر من مُسلم؛ اهـ.

= وما ذُكِر عن عليِّ بن أبي طالب: أنه مرَّ بقوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾* [الأنبياء: 52] - ثابتٌ عنه؛ يشبِّههم بعباد الأصنام، وذلك كقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90 - 91].
و"الميسر" يَدخل فيه "النَّرْدَشِيرُ" ونحوه، وقد ثبت في الصَّحيح عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((مَن لعب بالنَّردشيرِ، فقد صبَغَ يده في لحم خنـزيرٍ ودَمِه))، وفي "السُّنن" أنَّه قال: ((من لعب بالنردشيرِ فقد عصى الله ورسوله)).
ومذهب الأئمَّة الأربعة أن اللعب بالنرد حرام، وإن لم يكن بعوض، وقد قال ابن عمر ومالك بن أنس وغيرهما: إن الشطرنج شرٌّ من النرد، وقال أبو حنيفة وأحمد بن حنبل والشافعيُّ وغيرهم: النردشيرُ شرٌّ من الشطرنج.
وكِلاَ القولين صحيحٌ باعتبارٍ؛ فإنَّ النرد إذا كان بعوض، والشِّطرنج بغير عوض، فالنَّرد شرٌّ منه، وهو حرامٌ حينئذٍ بالإجماع.
وأمُّا إن كان كلاهما بعوض أو كلاهما بلا عوض، فالشِّطرنج شرٌّ من النرد؛ لأنَّ الشطرنج يشغل القلب، ويصدُّ عن ذكر الله، وعن الصلاة أكثرَ من النرد.
ولِهذا قيل: الشِّطرنج مبنِيٌّ على مذهب القدَر، والنَّرد مبني على مذهب الجَبْر؛ فإنَّ صاحب النرد يومي ويَحسب بعد ذلك، وأمَّا صاحب الشِّطرنج فإنه يقدِّر ويفكِّر، ويحسب حساب النقلات قبل النَّقل. =
_______________________
* وقد أورد الهيتميُّ - رحمه الله - في "كف الرَّعاع" جملةً أخرى من الآثار عن السَّلف، فقال - رحمه الله - ص 104: وقيل لإسحاق بن راهَوَيْهِ: ألا ترى في اللَّعب بالشطرنج بأسًا؟ فقال: البأس كلُّه قيل فيه، قيل له: أهل الثُّغور يلعبون بِها لأجل الحرب؟ فقال: هو فُجور.
وسُئِل محمد بن كعب القُرَظيُّ عن اللعب بها، فقال: أدنى ما يكون فيه أنَّ اللاعب بها يُعْرَض - أو قال: يُحْشَر - يوم القيامة مع أصحاب الباطل.
وقيل لإبراهيم النَّخَعيِّ: ما تقول في اللَّعب بِها؟ فقال: إنَّه ملعون.
وقال وكيعٌ وسفيان في قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ﴾ [المائدة: 3]: هي الشطرنج؛ اهـ.
ونقل ابن حجر - رحمه الله - في "كف الرَّعاع" أيضًا ص 108 عن ابن العربِيِّ - رحمه الله - أنه قال: انتهى مقالُ بعض الشافعية إلى أن يقول: هو مندوبٌ إليه؛ لأنَّ جَمعًا من الصَّحابة والتابعين فعَلوه، وهو يَشحذ الذِّهن، حتَّى اتَّخَذوه في المدارس؛ لِيَلعبوا به عند الأعياد! تالله ما مسَّها يَدُ تقيٍّ، ولا لعب بها صحابِيٌّ ولا غيره، ولا يتمهَّر فيها رجلٌ قَطُّ له ذهن؛ اهـ.

= فإفساد الشِّطرنج للقلب أعظمُ من إفساد النَّرد، ولكن كان معروفًا عند العرب، والشِّطرنج لَم يُعرف إلاَّ بعد أن فُتِحَت البلاد؛ فإنَّ أصله من الهند، وانتقل منهم إلى الفرس؛ فلهذا جاء ذِكْرُ النَّرد في الحديث*، وإلاَّ فالشِّطرنج شرٌّ منه إذا استَوَيا في العوض أو عدمه؛ اهـ.
_______________________
* وأما الشطرنج فلم يُذكر في الحديث، وما ذُكِر من أحاديثَ فيه، فهي باطلةٌ مردودة.
قال ابن حجر الهيتميُّ - رحمه الله - في "كف الرعاع" ص 105 : قال الحُفَّاظ: إن جميع تلك الأحاديث ليس فيها حديث صحيحٌ، ولا حسن، بل أقَلُّها ضعيف، وأكثرها منكَرٌ ساقط، ومن ثَمَّ قال الحافظ المنذريُّ - وقد ورد ذِكْرُ الشِّطرنج في أحاديث -: لا أعلم لشيءٍ منها إسنادًا صحيحًا، ولا حسنًا.
وقال شيخُ الإسلام أبو الفضل العسقلانِيُّ: لا يَثبت في الشِّطرنج عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيءٌ.
وقال تلميذه الحافظ السخاويُّ بعد ذكره لتلك الأحاديث: والكلامُ على كلِّ واحد منها بما يعلم منه أنَّه منكَرٌ ساقط، وهو الأكثر فيها، أو ضعيف، وليس في هذا الباب حديث صحيحٌ، بل ولا حسن.

leprence30
2013-09-06, 15:07
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (20/44)
أسئلة على علامتي الجزم: السكون والحذف، ومواضعهما

س181: استعمِل كلَّ فعل من الأفعال الآتية في ثلاث جمل مفيدة، بحيث يكون في واحدةٍ منها مرفوعًا، وفي الثانية منصوبًا، وفي الثالثة مجزومًا، واضبِطْه بالشكل التامِّ في كل جملة: يضرب، تنصران، تسافرين، يَدنو، تربَحون، يشتري، يبقى، يسبقان.
أولاً - يضرب:
مثاله مرفوعًا: محمد يضربُ الكفار بسيفه.
مثاله منصوبًا: المسلم لن يضربَ زوجه إلاَّ بحق.
مثاله مجزومًا: لم يضربْ محمدٌ أحمد.

ثانيًا - تنصران:
مثاله مرفوعًا: ألاَ تَنصُرانِ أخاكما المسلم!
مثاله منصوبًا: المسلمان لن ينصُرا الكافِرين.
مثاله مجزومًا: إنَّكما لم تنصروا أخاكما المسلم.

ثالثًا - تسافرين:
مثاله مرفوعًا: لعلَّكِ يا هندُ تسافرينَ غدًا.
مثاله منصوبًا: يا هند، لن تسافري وحدك.
مثاله مجزومًا: يا سعاد، ألَم تسافرِي بالأمس؟

رابعًا - يدنو:
مثاله مرفوعًا: محمد يَدنو كثيرًا من الهدف ويصيبُه.
مثاله منصوبًا: إنك لن تَدْنُوَ من تحقيق هدفك إلاَّ بالتعب والسهر.
مثاله مجزومًا: يا إبراهيم، لم تَدْنُ إلى الآن من تحقيق هدفك.

خامسًا - تربحون:
مثاله مرفوعًا: يا هؤلاء، تربحون من الأعمال الصالحة الجنَّة.
مثاله منصوبًا: إخواني، لن تربحوا إذا لم تتَّقوا ربكم.
مثاله مجزومًا: إخواني، احْمَدوا الله أنكم لم تربَحُوا الدنيا.

سادسًا - يشتري:
مثاله مرفوعًا: محمد يشتري الطَّعام لزوجه من السوق.
مثاله منصوبًا: بكر لن يشترِيَ الخمر ثانية.
مثاله مجزومًا: محمد لم يشتَرِ الخمر في حياته.

سابعًا - يبقى:
مثاله مرفوعًا: يبقى الأجْرُ ويزول الألم.
مثاله منصوبًا: لن تَبقى يا إسلامنا مهزومًا.
مثاله مجزومًا: لم يبقَ بين إخواني شحناء.

ثامنًا - يسبقان:
مثاله مرفوعًا: المسلمانِ دائمًا يَسبقان الكافِرَينِ.
مثاله منصوبًا: محمد وإبراهيم لن يَسبقا أحمد وإسماعيل.
مثاله مجزومًا: محمد وإبراهيم لم يسبقا أحمد وإسماعيل.

س182: ضع في المكان الخالي من الجمل الآتية فعلاً مضارعًا مناسبًا، ثم بيِّن علامة إعرابه:
أ - الكَسولُ .... إلى نفسِه ووطنه.
ب - لن ... المَجْدَ إلاَّ بالعمل والمُثابرة.
ج - الصديق المخلِص .... لِفرَحِ صديقه.
د - الفتاتان المُجتهدتان .... أباهما.
هـ - الطلاب المُجِدُّون .... وطنهم.
و - أنتم يا أصدقائي .... بزيارتكم.
ز - من عمل الخير فإنه ....
ح - إذا أساءك بعض إخوانك فلا ....
ط - يسرني أن .... أخواتك.
ي - إن أديت واجبك ....
ك - لم .... أبي بالأمس.
ل - أنت يا زينب .... واجبك.
م - إذا زرتموني .....
ن - مهما أخفيتم ....
الجواب:
أ - يُسيءُ.
وهو مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة.

ب - تَبْلُغَ.
وهو منصوب بـ"لن"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ج - يَفرحُ.
وهو مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

د - تَحترمان.
وهو مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النُّون.

هـ - يُحبُّون.
وهو مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.

و - تَسْعَدون.
وهو مرفوعٌ، وعلامة رفعه ثبوت النون.

ز - يَجِدُه.
وهو مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

ح - تَغضَبْ.
وهو مجزومٌ بـ "لا" الناهية، وعلامة جزمه السُّكون.

ط - تُحِبَّ.
وهو منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ي - تُكْرَمُ[1].
وهو مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

ك - أَزُرْ.
وهو مجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه السكون.

ل - تؤدين.
وهو مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.

م - تكرمون.
وهو مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.

س - يظهر.
وهو مجزوم، وعلامة جزمه حذف الحركة "السكون".


س183: ما علامات الجَزم، ومَثِّل لكلِّ علامة من هذه العلامات، مع إعراب هذه الأمثلة؟
الجواب: للجزم علامَتان: السُّكون، والحذف، والحذف يشمل حذف النُّون في الأفعال الخمسة، وحذف حرف العلَّة في الفعل المعتَلِّ الآخر.

أولاً - مثال السكون: قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ [الفيل: 2].
وإعراب هذه الآية هكذا:
ألَم: الهمزة حرف استفهام، مبنِيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

ولم: حرف نَفْيٍ، وجَزم، وقلب، مبني على السُّكون، لا محل له من الإعراب.

يجعلْ: فعل مضارع، مجزومٌ بـ"لَم"، وعلامة جزمه السُّكون، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو، يعود على الله - عزَّ وجلَّ.

كيدَهم: كيد: مفعولٌ به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و"كيد" مضاف، والهاء ضمير مبني على الضمِّ، في محل جرٍّ، مضافٌ إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع، لا محل له من الإعراب.

في: حرف جر، مبني على السُّكون، لا محل له من الإعراب.

تضليلٍ: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة.

والجارُّ والمجرور متعلِّقان بقوله تعالى: ﴿ يَجْعَلْ ﴾.

ثانيًا - مثال حذف النون: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا ﴾ [الأنفال: 46].
وإعراب هذه الآية هكذا:
لا: حرف جزم ونهي، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

تَنازعوا: فعل مضارع، مَجزوم بـ"لا"، وعلامة جزمه حذف حرف النُّون.

والواو ضمير مبني على السُّكون، في محلِّ رفع، فاعل.

ثالثًا: مثال حذف حرف العلة: قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ﴾ [غافر: 26].

وإعراب هذه الآية هكذا:
ولْيَدع: اللاَّم لام الأمر، حرف مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، وهو يَجزم الفعل المضارع.

ويَدْعُ: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة "الواو"، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو".

ربَّه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضافٌ، والهاء ضمير مبني على الضم، في محل جرٍّ، مضاف إليه.


س184: في كم موضع يكون السُّكون علامةً للجزم؟
الجواب: السُّكون يكون علامة للجزم في موضع واحد فقط، وهذا الموضع هو الفعل المضارع الصحيح الآخر غير المبني.

ومعنى كونه صحيحَ الآخر: أنَّ آخِرَه ليس حرفًا من حروف العلة الثلاثة، التي هي الألف والواو والياء.

وأضفنا قيد "غير المبني"؛ لأنَّ الفعل المضارع قد يكون صحيح الآخر، ولكنه مبني، كما لو قلت: لا تقومَنَّ.

فالفعل "تقومَنَّ": فعل مضارع صحيح الآخر؛ لأنَّ آخره ميم، وهو مبني على الفتح؛ لاتِّصاله بنون التوكيد الثقيلة، بالرَّغم من دخول "لا" الناهية عليه، وهي جازمة.


س185: في كم موضع يكون الحذف علامةً على الجزم؟
الجواب: يكون الحذف علامة على الجَزم في موضعين:
الموضع الأول: الفعل المضارع المعتلُّ الآخرِ، غيرُ المبنيِّ، ويُجزم بحذف حرف العِلَّة.

الموضع الثاني: الأفعال الخمسة، وتُجزم بحذف النُّون.

وكما أضفنا هناك في الفعل الصحيح الآخِر - حتَّى يُجزم بالسكون - قيدَ: ألاَّ يكون مبنيًّا، فكذلك نقيِّد الفعل المضارع المعتلَّ الآخر - حتَّى يُجزم بِحَذف حرف العلة - بألاَّ يكون مبنيًّا، فإن كان مبنيًّا باتِّصاله بنون التوكيد، أو نون النِّسوة، فإنَّه في هذه الحالة لا يُحذف منه حرف العلة، ويُبنَى على الفتح إذا اتَّصل به نون التَّوكيد، وعلى السُّكون إذا اتصل به نون النِّسوة.

ومثال اتِّصاله بنون النسوة: "إنَّ النِّسوة لَم يَسْعَيْن في طلب العِلم الشرعي".

ومثال اتصاله بنون التوكيد: "لا ترضَيَنَّ بالإسلام بديلاً".

فالفعلان "يسْعَيْنَ وترضيَن" مبنيَّان؛ لاتِّصالهما بنون النسوة ونون التوكيد، ولم يُجزَما بحذف حرف العلة، على الرغم من كونهما معتلَّيِ الآخر.


س186: ما الفِعل الصَّحيح الآخر؟
الجواب: سبَق ذِكْر ذلك في الإجابة عن السؤال الرابع.


س187: مَثِّل للفعل الصحيح الآخر بعشرة أمثلة؟
الجواب: يلعب، يَضرب، يذهب، يَجلس، يشرب، يسجد، يعبد، يُسْلِم، يَحْرُم، يَحِلُّ.


ما الفعل المعتلُّ الآخر؟
الجواب: الفعل المعتلُّ الآخِر هو الذي آخِرُه حرف علَّة.

وحروف العلة ثلاثة، هي:
1 - الألِفُ، ولا نقول: المفتوح ما قبلها؛ لأنَّ ما قبلها لا يكون إلاَّ مفتوحًا.

2 - الواو المضمومُ ما قبلها.

3 - الياء المكسورُ ما قبلها.


س188: مَثِّل للفعل المعتَلِّ الذي آخِرُه ألِفٌ بِخمسة أمثلة، وكذلك الفعل الذي آخره واو، ومَثِّل للفعل الذي آخره ياء بِمِثالين، ثم أعرب ما يلي: لَم يرضَ، لم يقضِ، لم يَدْعُ.
الجواب:
أولاً: مثال الفعل المعتَلِّ الذي آخره ألف: يَسعى، يَخشى، يرضى، يَهْوَى، يَرْقَى.

ثانيًا: مثال الفعل المعتل الذي آخره واوٌ: يَدْنو، يَسمو، يعلو، يدعو، يَرجو.

ثالثًا: مثال الفعل المعتل الذي آخره ياء: يرمي، يَرْقِي.

رابعًا: إعراب الأمثلة المذكورة في السؤال:
المثال الأول: لم يرضَ.
لَم: حرف نفي وجزم وقَلب، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

يرض: فعل مضارع مجزوم بـ"لَم"، وعلامة جزمه حذف حرف العلَّة "الألف"، والفتحة قبلها دليلٌ عليها، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره "هو".

المثال الثاني: لم يقضِ.

لَم: كما سبق.

يقضِ: فعل مضارع، مَجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه حذف الياء، والكسرة قبلها دليلٌ عليها، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو.

المثال الثالث: لم يدعُ.

لم: كما سبق.

يدعُ: فعل مضارع، مجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه حذف الواو، والضمة قبلها دليلٌ عليها، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هو.


س189: ما الأفعال الخَمسة؟
الجواب: الأفعال الخمسة هي كلُّ فعلٍ مضارع اتَّصل بآخرِه ألِفُ الاثنين، أو واوُ الجماعة، أو ياء المخاطبة، وهي: تَفعلان - يَفعلان - تفعلون - يفعلون - تَفعلين.


س190: بِما تُجزَم الأفعال الخمسة؟
الجواب: علامة جزمِ الأفعال الخمسة حذف النُّون.


س191: مَثِّل للأفعال الخمسة المَجزومة بخمسة أمثلة؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35].

المثال الثالث: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ﴾ [النساء: 6].

المثال الرابع: قال تعالى: ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: 110].

المثال الخامس: قال تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 54].

فالأفعال: "تَفعلوا، يُرِيدا، تَأكلوها، يُؤمنوا، تُبدوا، تُخفوه" هي من الأفعال الخمسة؛ لأنَّها أفعالٌ مضارِعَة، اتَّصل بآخرِها ألِفُ الاثنين، وواوُ الجماعة، وهي مجزومةٌ بـ"لم" و "إن" و "لا" الناهيةِ، وعلامة جزمها حذف النُّون.


س192: مَثِّل بمثالٍ مع إعرابه لكلٍّ مِن:
1 - فعل من الأفعال الخمسة اتَّصل بألف الاثنين.

2 - فعل من الأفعال الخمسة اتَّصل بواو الجماعة.

3 - فعل من الأفعال الخمسة اتَّصل بياء المخاطبة المؤنثة.
الجواب:
أولاً: المثال على فعل من الأفعال الخمسة اتَّصل بألف الاثنين: لَم يَرْمِيَا.

وإعراب هذا المثال هكذا:
لَم: حرف نفي، وجزم، وقلبٍ، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

يرمِيَا: فعل مضارع مَجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه حذف حرف النون، نيابةً عن السكون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين ضميرٌ مبني على السكون، في محل رفع فاعل.

ثانيًا: المثال على فِعل من الأفعال الخمسة اتَّصل بواو الجماعة: لم يفعلوا.

وإعراب هذا المثال هكذا:
لم: كما تقدَّم.

يفعلوا: فعل مضارع مجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه حذف النون، نيابةً عن السكون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ رفع فاعل.

ثالثًا: المثال على فعل من الأفعال الخمسة اتصل بياء المخاطبة المؤنَّثة: لا تَمشي في الأسواق.

وإعراب هذا المثال هكذا:
لا: حرف نَهي، وجزم، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

تَمشي: فعل مضارع مجزوم بـ"لا" وعلامة جزمه حذف النون، نيابة عن السكون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير مبني على السكون، في محل رفع فاعل.

إذًا: الأفعال الخمسة تجزم بحذف النُّون، سواءٌ اتَّصلت بألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطَبة.

ولكن كيف نجيب عن قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الذاريات: 59] بثبوت النُّون، مع أنَّ "لا" هنا هي النَّاهية الجازمة، فكان حقُّ هذه النون أن تُحذف، فيُقال: يَستعجلوا؟

فالجواب عن ذلك أن يُقال: إنَّ النُّون في "يستعجلون" هي نون الوقاية التي تلحَق الفعل إذا اتَّصل بياء المتكلِّم، وهي - أيِ: الياء - هنا محذوفة خطًّا؛ أيْ: لِخَطِّ المصحف، وليست هي نونَ الإعراب.

ومِمَّا يدلُّ على ذلك: أنَّ هذه النُّونَ جاءت مكسورةً، ونون الإعراب تكون مفتوحةً.

[1] هذا الفِعل يجوز فيه وجهان: الرَّفع والجزم؛ لأنَّ فعل الشَّرط فعلٌ ماضٍ.

leprence30
2013-09-06, 15:09
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (19/44)
أسئلة على نيابة الفتحة عن الكسرة

س156: ما المواضِعُ التي تكون الفتحةُ فيها علامةً على خفض الاسم؟
الجواب: تكون الفتحة علامةً على خفض الاسم في موضعٍ واحد، وهو الاسم الذي لا يَنصرِف.


س157: ما معنى كون الاسم لا ينصرف؟
الجواب: معنى كونه لا ينصرف: أنَّه لا يقبل الصَّرف، وهو التَّنوين.


س158: ما الاسم الذي لا ينصرف؟
الجواب: الاسم الذي لا يَنصرف هو: الذي أشبهَ الفِعل في وجود عِلَّتين فرعيتَيْن: إحداهما تَرجع إلى اللَّفظ، والأخرى ترجع إلى المعنى، أو وُجِد فيه عِلَّة واحدة تقوم مقام العِلَّتين.

س159: ما العلل التي تَرجع إلى المعنى؟
الجواب: العلل التي توجد في الاسم، وتدلُّ على الفرعيَّة، وهي راجعةٌ إلى المعنى - اثنتان، ليس غير[1]:
الأولى: العلَمِيَّة.
والثانية: الوصفِيَّة.

ولا بد من وجود علَّة واحدة من هاتين العِلَّتين في الاسم الممنوع من الصرف بسبب وجود علتين فيه.


س160: ما العلل التي ترجع إلى اللَّفظ؟
الجواب: العلل التي توجد في الاسم، وتدلُّ على الفرعية، وتكون راجعةً إلى اللفظ - سِتُّ علل، وهي:
1 - التَّأنيث بغير ألف.
2 - العُجْمة.
3 - التَّركيب.
4 - زيادة الألف والنون.
5 - وَزن الفعل.
6 - العَدل.


س161: كم علَّةً من العلل اللَّفظية توجد مع الوصفيَّة؟
الجواب: ثلاث علل، وهي:
1 - زيادة الألف والنُّون.
2 - وزن الفعل.
3 - العدل.


س162: كم علةً من العلل اللَّفظية توجد مع العلَمِيَّة؟
الجواب: العلل السِّت كلها، وهي:
1 - التأنيث بغير ألف.
2 - العجمة.
3 - التَّركيب.
4 - زيادة الألف والنون.
5 - وزن الفعل.
6 - العدل.

س163: ما العلتان اللَّتان تقوم الواحدةُ منهما مقام عِلَّتَين؟ وما صيغة منتهى الجموع؟
الجواب:
العلتان اللَّتان تقوم الواحدةُ منهما مقام علتين هما:
1 - صيغة منتهى الجموع.
2 - ألف التَّأنيث الممدودة أو المقصورة.

وصيغة منتهى الجموع هي كلُّ جمع تكسير كان بعد ألفِ الجمع فيه حرفان، أو ثلاثة أحرُف أوسطها ساكن، وتُمنع من الصَّرف، سواءٌ كانت علمًا، أو صفةً، أو اسمًا جامدًا.

وهل يشترط في صيغة منتهى الجموع - حتَّى تُمنع من الصرف - أن تكون على وزن "مَفاعل" أو مفاعيل؟
الجواب: لا؛ فقد تُمنع صيغة منتهى الجموع من الصرف، وإن لم تكن على وزن "مفاعل" أو "مفاعيل"، فالشرط فقط - حتَّى تمنع من الصرف - أن يكون بعد ألفِ الجمع فيها حرفان، أو ثلاثةُ أحرف أوسَطُها ساكن.

ولذلك جاء في القرآن ما ليس على هذا الوزن، وهو من صيغة منتهى الجموع، وهو ممنوع من الصرف، قال تعالى: ﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾ [النمل: 60].

فـ"حدائق" على وزن "فعائل"، ومع ذلك مُنِعت من الصَّرف، ولم تُنوَّن إلى غير ذلك من الأمثلة التي ذكرناها في الشَّرح، فارجِع إليها، والله يرشدك.


س164: مَثِّل لاسمٍ لا يَنصرف لوجود: العلمية والعَدل، والوصفيَّة والعدل، والعلَمية وزيادة الألف والنون، والوصفية وزيادة الألف والنون، والعلَمية والتأنيث، والوصفية ووزن الفعل، والعلمية والعُجمة؟
الجواب:
أوَّلاً: مثال الاسم الذي لا ينصرف لوجود العلميَّة والعدل: أن تقول: تولَّى عمرُ بن الخطَّاب الخلافة بعد أبي بكر.

فكلمة "عمر" اسم ممنوعٌ من الصرف؛ للعلمية والعدل؛ لأنَّ أصل "عمر" "عامر"، فعُدِل من "عامر" إلى "عمر".

ثانيًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف لوجود الوصفية والعدل:
قال تعالى: ﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184].

فكلمة "أُخَر" اسمٌ مَمنوع من الصرف؛ للوصفية والعدل.

ثالثًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف لوجود العلمية وزيادة الألف والنون:
قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ﴾ [آل عمران: 35].

فكلمة "عِمرانَ" اسم ممنوع من الصرف؛ للعلمية وزيادة الألف والنون.

رابعًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف لوجود الوصفية وزيادة الألف والنون: قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ﴾ [الأعراف: 150].

فكلمة "غضبانَ" اسم ممنوع من الصرف؛ للوصفيَّة وزيادة الألف والنُّون.

خامسًا: مثال الاسم الممنوعِ من الصرف لوجود العلمية والتأنيث:
قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ﴾ [يونس: 87].

فكلمة "مصر" اسم ممنوعٌ من الصرف؛ للعلمية والتأنيث.

سادسًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف لوجود الوصفية ووزن الفعل:

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا ﴾ [النساء: 86].

فكلمة "أحسن" اسم ممنوع من الصرف؛ للوصفيَّة ووزن الفعل.

سابعًا: مثال الاسم الذي لا ينصرف لوجود العلمية والعُجمة:
قال تعالى: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ ﴾ [البقرة: 125].

فكلمتا "إبراهيم، وإسماعيل" مَمنوعتان من الصرف؛ للعلميَّة والعجمة.


س165: مَثِّل لما كان على وزن "مفاعيل" من صيغة منتهى الجموع بِمثالٍ من القرآن، ثُم أعرِبْها؟
الجواب: قال تعالى: ﴿ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ﴾ [الملك: 5].

فكلمة "مصابيح" على وزن "مفاعيل"، وهي صيغة منتهى الجموع.

وإعرابُها كالتَّالي: الباء حرف جرٍّ، مبنِيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، ومصابيح: اسم مجرورٌ بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه ممنوع من الصَّرف، والمانع له من الصرف أنَّه جاء على صيغة منتهى الجموع.


س166: هاتِ[2] كلمةً على وزن "مفاعل" في جملة مفيدة تكون فيها مجرورة، وأعربها.
الجواب: مثالُ ما كان على وزن "مفاعل": مساجد، تقول: مررت بِمَساجدَ كثيرة.
وإعرابُها كالتالي:
الباء: حرف خفض، مبنيٌّ على الكسر، لا محل له من الإعراب.

و"مساجد": اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنه اسمٌ لا ينصرف، والمانع له من الصَّرف أنه جاء على صيغة منتهى الجُموع.


س167: ما معنى قول النَّاظم: "وَزْن"؟
الجواب: معنى قول الناظم: "وزن" وزنُ الفِعل.
فإذا جاء الاسم على وزن الفعل، فإنَّه يكون مَمنوعًا من الصرف، سواء كان الاسم عَلَمًا أو صفةً، فإذا كان الاسم جامدًا فإنه ينصرف، فلا بدَّ من وجود العلَمِيَّة أو الوصفية مع وزن الفعل، ولا يكفي وزنُ الفعل وحده لِمَنع الكلمة من الصرف.

ووزن الفعل يُشترط، سواءٌ كان الفعل ماضيًا، أو مضارعًا، أو أمرًا.

س168: مَثِّل لوزن الفعل مع العلميَّة في جملة مفيدة، وأعرب المثال كاملاً.
الجواب: مثال ذلك: أن تقول: مررت بِيَزيدَ.
وإعراب هذا المثال هكذا:
مررت: مرَّ: فعل ماضٍ مبنِيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع، فاعل.

بيزيدَ: الباء حرف خفض، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، ويزيد: اسمٌ مَجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنه اسم ممنوع من الصرف، والمانع له من الصرف العلميَّةُ ووزن الفعل.


س169: مَثِّل لوزن الفعل مع الوصفية في جملةٍ مفيدة، وأعرب المثالَ كاملاً.
الجواب: مثال ذلك: أن تقول: مررتُ بأفضلَ مِن زيد.
وإعراب هذا المثال هكذا:
مررت: كما في المثال السابق.

بأفضلَ: الباء حرف جر، مبنيٌّ على الكسر، لا محل له من الإعراب، وأفضل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة، نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه اسمٌ مَمنوع من الصرف، والمانع له من الصَّرف الوصفية ووزن الفعل، والجارُّ والمجرور متعلِّقان بالفعل "مررت".

من: حرف خفض، مبنيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

زيد: اسم مجرور بـ"من"، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجارُّ والمجرور متعلقان بـ"أفضل".


س170: ما معنى قول الناظم: عادلاً؟
الجواب: قول الناظم: "عادلاً" العَدْل، والعَدْلُ معناه أنه عُدِل من شيء إلى آخر، يعني: من وزْنٍ إلى وزن.

والعَدل يكون في الأعلام: فيكون المانع من الصرف العلميَّةَ والعدل.

ويكون في الأوصاف، فيكون المانع من الصرف الوصفيةَ والعدل.

فلا بدَّ مع العدل من إضافة علةٍ أخرى، وهي العلميَّة أو الوصفية.


س171: هاتِ كلمةً مَمنوعة من الصرف للعلمية والعدل، وضَعْها في جملة مفيدة، ثم أعرب هذه الجملة.
الجواب: الكلمة: هي: عمر، فـ"عُمَر" ممنوعٌ من صرف؛ للعلميَّة والعدل؛ لأنَّ أصل "عمر" "عامر"، فعُدِل من "عامر" إلى "عمر".

ومثالُها في جملة: أن تقول: "تولَّى عثمان الخلافةَ بعد عُمَرَ".

وإعراب هذه الجملة هكذا:
تولَّى: فعل ماض مبنيٌّ على الفتح المقدَّر، لا محلَّ له من الإعراب.

عثمانُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظَّاهرة، وهو ممنوعٌ من الصرف؛ للعلمية وزيادة الألف والنُّون.

الخلافةَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

بعدَ: ظرف زمان، منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

عمر: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الفتحة، نيابة عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف، والمانع له من الصرف العَلَميةُ والعَدل.


س172: هات كلمة ممنوعة من الصرف للوصفية والعدل، وضعها في جملة مفيدة، ثم أعرب هذه الكلمة فقط.
الجواب: الكلمة الممنوعة من الصَّرف للوصفية والعدل: "مَثْنَى"، فهي معدولة عن "اثنينِ اثنين".

ومثالها في جملة: قوله تعالى: ﴿ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [فاطر: 1].

وإعراب "مثنَى": بدلٌ من "أجنحة"، وبدل المجرور مجرورٌ، وعلامة جرِّه الفتحة المقدَّرة على الألف، نيابةً عن الكسرة؛ لأنه اسم لا يَنصرف، والمانع له من الصرف الوصفية والعدل.


س173: إلى أي شيء يشير الناظم بقوله: أنِّث؟
الجواب: يشير - رحمه الله - إلى التأنيث.


س174: ما أقسام التأنيث؟
الجواب:
التأنيث تارةً يكون بالألف، وتارة يكون بالتاء، وتارة يكون بالمَعنى.

فالمؤنَّث بالألف: ممنوعٌ من الصرف، ولا يُشترط فيه إضافةُ علَمِيَّة، ولا وصفيَّة.

والألف إمَّا مقصورةٌ وإما ممدودة.

وألف التأنيث الممدودة هي التي آخِرُها همزة.

وألف التأنيث المقصورة هي التي آخرها ألف.

وألف التأنيث سواءٌ كانت مقصورة أو ممدودة، وسواء كانت الكلمة عَلمًا، أو وصفًا، أو اسمًا جامدًا، فهي مَمنوعة من الصَّرف، وذلك بشرط أن تكون هذه الألفُ زائدةً، مثل: ذِكْرى، حُبلى، سُكارى، عطاشى، صحراء، أصدقاء، أطِبَّاء[3].

فالأسماء السابقة لا تنوَّن، وتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، مثل: كم من أصدقاءٍ فرَّقَتهم شواغلُ الحياة، فصاروا غُرباءَ، ولم يبق من صداقتهم إلاَّ ذكرى!

فـ"أصدقاء": اسم مجرور بالفتحة نيابةً عن الكسرة، وغير منوَّن؛ لأنَّه ممنوع من الصرف.

و"غرباءَ": خبر "صار" منصوب بالفتحة، وهو غير منوَّن؛ لأنَّه ممنوع من الصرف.

و"ذكرى": فاعل مرفوع بالضمَّة المقدرة، وهو غير منوَّن؛ لأنه ممنوع من الصرف.

والقسم الثاني من أقسام التأنيث: التأنيث المعنوي؛ يعني: الاسم الموضوع علمًا على أُنثى، ويكون غيرَ مختومٍ بألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة، أو تاء التَّأنيث، نحو: سعاد، زينب، ابتسام.

والتأنيث المعنوي لا بُدَّ فيه من العلَمِيَّة، فلا يكفي التأنيثُ المعنوي وحده لِمَنع الكلمة من الصَّرف، بل لا بدَّ معه من العلميَّة، فيكون هذا من القسم الذي لا بدَّ فيه من وجود علَّتين للمنع من الصَّرف.

وهذا بِخلاف المؤنَّث بالألف؛ إذْ إنَّ التأنيث بالألف - كما سبق - لا يُشترط فيه العلميَّة، أو الوصفية، بل إنَّه تَكفي فيه علة واحدة، وهي أن تُختم الكلمة بألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة الزَّائدة.

والقسم الثالث من أقسام التأنيث: التأنيث اللَّفظي بالتاء[4].

والتأنيث اللفظيُّ بالتاء لا بد فيه أيضا من العلميَّة[5]، ولا تأتي الوصفيَّة فيه؛ أيْ: لا تُمنع الكلمة من الصرف للوصفيَّة والتأنيث.

فعلى سبيل المثال: "مُسلمة، وقائمة" صِفَتان، وهما مَصروفَتان، بالرَّغم من كونِهما مؤنَّثتَين؛ وذلك لأنَّهما ليستا علَمين، تقول: "مررتُ بامرأةٍ مسلمةٍ قائمةٍ"، فيُنوَّنان ويُجرَّان.

وبذلك ينتهي الكلام على أقسام التأنيث، ونلخِّصها لك فيما يلي:
1 - المؤنث يشمل المؤنَّث بالألف، والمؤنَّث المعنوي، والمؤنث اللَّفظي بغير ألف؛ يعني: بالتَّاء.

2 - ما كان مؤنَّثًا بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة، فهو مَمنوع من الصَّرف، سواءٌ كان علَمًا، أو صفةً، أو اسمًا جامدًا.

قال ابن مالكٍ - رحمه الله -:

فَأَلِفُ التَّأْنِيثِ مُطْلَقًا مَنَعْ
صَرْفَ الَّذِي حَوَاهُ كَيْفَمَا وَقَعْ

قوله - رحمه الله -: "مطلقًا"؛ يعني: مقصورةً أو مَمدودة.

وقوله - رحمه الله -:" صرف الذي حواه كيفما وقع"؛ يعني: سواء وقع علمًا، أو وَصفًا، أو اسمًا جامدًا، أو أيَّ شيء كان.

3- ما كان مؤنثًا بغير الألف، فهو ثلاثة أنواع: مؤنث لفظًا، ومؤنث معنًى، ومؤنث لفظًا ومعنًى، وكلٌّ يُشترط فيه العلميَّة؛ حتَّى تُمنع الكلمة من الصرف[6].

فلو كان غير علم، فإنَّه يَنصرف، سواء كان صفةً، أو اسمًا جامدًا.


س175: ما تقول في كلمتَيْ "أسماء، وطلحة"؛ هل هما ممنوعتان من الصَّرف؟
الجواب: أما بالنسبة لكلمة "أسماء"، فنقول:
1 - إنَّه إنْ أُريد بها اسمٌ علَم مؤنَّث، فهي ممنوعة من الصَّرف؛ للعلمية والتأنيث.

2 - وإن كان المقصود بها جمع كلمة "اسم" فهي مصروفة؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا ﴾ [النجم: 23]، فأتَتْ في الآية منوَّنة.

فإن قال قائلٌ: كيف تكون "أسماء" مصروفة، وهي قد خُتمت بألف التأنيث الممدودة؟

فالجواب أن نقول: إنَّها وإن كانت مختومةً بألف التأنيث الممدودة، ولكنَّها ليست زائدةً، فهي مُنقلبة عن أصل، هو الواو، فأصل كلمة "أسماء" "سمو"، وقد تقدَّم أنْ ذكَرْنا أنَّ شرط المنع من الصَّرف لِما خُتِم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة أن تكون هذه الألف زائدةً.

* ومثل كلمة "أسماء": عصًا، وهُدًى "مصدر الفعل هَدَى"، ومستشفى، وأعداءٌ، وأبناءٌ، وأنباءٌ، وآراءٌ.

فالألف فيها ليست زائدةً كذلك؛ ولذلك فهي منصرفة.

وأمَّا بالنسبة لكلمة "طلحة"، فنقول فيها مثلما قلنا في كلمة "أسماء":
1 - إن كان المرادُ بها اسمًا علمًا، فهي ممنوعة من الصرف؛ للعلمية والتأنيث، تقول: مررْتُ بـ"طلحةَ بن عبيدالله"، فتجرّها بالفتحة؛ لأنَّها ممنوعةٌ من الصَّرف.

2 - وإن كان المراد بها الشَّجرة المعروفة، فهي غير ممنوعة؛ لأنَّها حينئذٍ ليست علَمًا، ونحن نشترط في المؤنَّث بغير الألف أن يكون علَمًا.


س176: كلمة "ليلى" هل هي مصروفة أم غير مصروفة؟ ولماذا؟ ثم هاتِها في جملةٍ مفيدة، وأعرِبْها.
الجواب:
كلمة "ليلى" ممنوعةٌ من الصَّرف؛ لأنَّها مَختومة بألف التأنيث المقصورة الزَّائدة.

ومثالُها في جملةٍ: "مررتُ بليلى".

وإعراب هذا الجملة هكذا:
مررت: مرَّ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم في محل رفع فاعل.

بليلى: الباء حرف خفض، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، و"ليلى" اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة المقدَّرة على آخره، نيابةً عن الكسرة؛ لأنه اسم ممنوعٌ من الصرف، والمانع له من الصرف ألف التأنيث المقصورة.


س177: مَثِّل لاسمٍ لا يَنصرف لوجود العلَمِيَّة والتأنيث اللَّفظي المعنويِّ، والعلميَّة والتأنيث المعنوي فقط، ثُمَّ أعرب هذين المثالين؟
الجواب:
أوَّلاً: مثال الاسم الذي لا يَنصرف لوجود العلميَّة والتأنيث اللَّفظي المعنوي: تقول: جاءني غلامُ عائشةَ.

وإعراب هذا المثال كالتالي:
جاءني: جاء: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والنُّون نون الوقاية، حرف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، والياء ياء المتكلِّم، ضمير مبنيٌّ على السكون، في محل نصب، مفعول به.

غلام: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.

وعائشة: مضافٌ إليه، مَجرور، وعلامة جرِّه الفتحة، نيابةً عن الكسرة؛ لأنه ممنوعٌ من الصَّرف، والمانع له من الصَّرف العلميَّة والتأنيث المعنويُّ اللَّفظي.

ثانيًا: مثال الاسم الذي لا يَنصرف لوجود العلميَّة والتأنيث المعنوي:
تقول: "رويتُ الحديثَ عن زينبَ بنتِ جحشٍ".

وإعراب هذا المثال هكذا:
رويتُ: روى: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم في محل رفع فاعل.

الحديثَ: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

عن: حرف جرٍّ مبنيٌّ على السُّكون، لا محل له من الإعراب.

زينبَ: اسمٌ مَجرور بـ"عن"، وعلامة جره الفتحة، نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه اسم ممنوعٌ من الصَّرف، والمانع له من الصرف العلميَّة والتأنيث المعنوي، والجارُّ والمَجرور متعلِّقان بالفعل "رويت".

بنتِ: صفة لـ"زينب" مجرورة؛ لأنَّ صفة المجرور مجرورة، وعلامة جرِّها الكسرة الظاهرة على آخرها، وهي مضاف.

وجحش: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره.


س178: بيِّن الأسباب التي تُوجب منع الصَّرف في كلِّ كلمة من الكلمات الآتية:
زينب، مُضَر، يوسف، إبراهيم، أكرمُ من أحمدَ، بعلبكَّ، ريَّان، مغاليق، حسَّان، عاشوراء، دنيا.
الجواب:
الكلمة
السبب المانع لها من الصرف
زينب
العلمية والتأنيث
مُضَر
العلمية والعدل
يوسف
العلمية والعجمة
إبراهيم
العلمية والعجمة
أكرم
الوصفية ووزن الفعل
أحمد
العلمية ووزن الفعل
بعلبك
العلمية والتركيب المَزْجي
ريان
الوصفية وزيادة الألف والنُّون
مغاليق
صيغة منتهى الجُموع
حسان
العلمية وزيادة الألف النون
عاشوراء
ألف التأنيث الممدودة الزائدة
دنيا
ألف التأنيث المقصورة الزائدة


س179: ضع كلَّ كلمة من الكلمات الآتية في جملتين، بحيث تكون في إحداهما مجرورةً بالفتحة نيابةً عن الكسرة، وفي الثانية مجرورة بالكسرة الظَّاهرة:
دعجاء[7]، أماثل، أَجْمل، يقظان.
الجواب:
أولاً: دَعجاء:
مثالُها مجرورةً بالفتحة نيابةً عن الكسرة: نظرتُ إلى عينٍ دعجاءَ.

فـ"دعجاء" هنا صفةٌ لـ"عين" مجرورة، وعلامة جرِّها الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّها ممنوعة من الصَّرف، والمانع لها من الصرف زيادةُ ألف التأنيث الممدودة.

مثالها مَجرورةً بالكسرة الظاهرة: نظرت إلى عينٍ دعجاءِ اللون.

فـ"دعجاء" هنا صفة لـ"عين" مجرورة، وعلامة جرِّها الكسرة الظاهرة، وإنما جُرَّت بالكسرة، لا بالفتحة؛ لأنَّها أضيفَت.

ثانيًا: أماثل[8]: مثالُها مجرورةً بالفتحة نيابةً عن الكسرة: "مررتُ بأماثلَ من الناس".

فـ"أماثل" هنا: مَجرورة بالباء، وعلامة جرِّها الفتحة، نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّها اسمٌ مَمنوع من الصَّرف، والمانع له من الصرف أنه جاء على صيغة منتهى الجُموع.

مثالها مَجرورةً بالكسرة الظَّاهرة: مررت بأماثلِ الناس.

فـ"أماثل" هنا: مجرورةٌ بالباء، وعلامة جرِّها الكسرة الظاهرة، فهي، وإن كانت ممنوعة من الصرف، ولكنها جُرَّت بالكسرة؛ لأنَّها أضيفت.

ثالثًا: أجْمَل.

مثالها مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة: نظرت إلى أجملَ مِنك خَلْقًَا.

فـ"أجمل": اسم مجرورٌ بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه اسمٌ مَمنوع من الصرف، والمانع له من الصرف الوصفيَّة ووزن الفعل.

مثالها مجرورةً بالكسرة الظاهرة: يوسف النبِيُّ كان مِن أجملِ البشر.

فـ"أجمل" اسم مجرور بـ"من"، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة، ولم يُجَرَّ هنا بالفتحة، على الرغم من كونه اسمًا لا ينصرف؛ لأنَّه أضيف.

رابعًا: يقظان:
مثالُها مجرورةً بالفتحة نيابةً عن الكسرة: مررتُ بيقظانَ في البيت.

فـ"يقظان" اسمٌ مَجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنه اسم ممنوع من الصرف، والمانع له من الصرف الوصفيةُ ووزن الفعل.

ومثالها مجرورة بالكسرة الظاهرة: مررتُ باليقظانِ.

فـ"اليقظان" اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة، ولم يُجَرَّ هنا بالفتحة، على الرغم من كونه ممنوعًا من الصرف؛ لأنَّه دخلته "أل".


س180: ضع في المكان الخالي من الجُمَل الآتية اسمًا ممنوعًا من الصَّرف، واضبِطْه بالشكل، ثم بيِّن السبب في منعه.
أ - سافِرْ ..... مع أخيك
ب - .... خير من .....
ج - كانت عند ... زائرة من .....
د - مسجد عمرو أقدمُ ما بمصر من .....
هـ - هذه الفتاة .............
و - ...... يظهر بعد المطر.
ز - مررت بمسكين .... فتصدقت عليه.
ح - الإحسان إلى المسيء .... إلى النجاة.
ط - ... نعطف على الفقراء.

أ - إسماعيلُ[9].
والسبب في منعه من الصرف العلمية والعجمة.

ب - أحمدُ خير من أشرفَ.
والسبب في منعهما من الصرف: العلَمِيَّة ووزن الفعل.

ج - كانت عند سعادَ زائرةٌ من مصرَ.
والسبب في منعها من الصرف: العلمية والتأنيث.

د - مساجدَ.
والسبب في منعها من الصرف: أنَّها جاءت على صيغة منتهى الجموع.

هـ - بيضاءُ.
والسبب في منعها من الصرف ألفُ التأنيث الممدودة الزائدة.

و - عمر.
والسبب في منعها من الصرف: العلَمِيَّة والعدل.

ز - جوعان.
والسبب في منعها من الصرف: الوصفية وزيادة الألف والنون.

ح - أقرب.
والسبب في منعها من الصرف: الوصفية ووزن الفعل.

ط - في مصر.
والسبب في منعها من الصرف: العلمية والتأنيث.

[1] اعلم - رَحِمَك الله - أنَّ "غير" إذا وقعت بعد "ليس"، فإنَّها إمَّا أن يُذْكَر معها المضافُ إليه، وإمَّا ألاَّ يُذكر؛ فإن ذُكِر معها المضاف إليه، نحو: "قبضتُ عشرة ليس غيْرها"، جاز فيها وجهان: الضَّم، والنَّصب:
1 - الضمُّ: على أنَّها اسم "ليس"، وخبرها محذوف، والتقدير: ليس غيرُها.

2 - النصب: على أنها خبر "ليس"، واسمها هو المحذوف، والتقدير، ليس المقبوضُ غيرَها.

فإن لم يُذكر معها المضافُ إليه، نحو: "قبضت عشرة ليس غير"، جاز في "غير" هذه ثلاثةُ اعتبارات:

الاعتبار الأول: أن تكون مقطوعةً عن الإضافة لفظًا ومعنًى؛ نعني: أنك لا تقدِّر معها مضافًا إليه أصلاً، لا لَفْظه، ولا معناه.

والاعتبار الثاني: أن تقدِّرها مقطوعةً عن الإضافة لفظًا فقط، ولكن تقدِّر معنى المضاف إليه.

والاعتبار الثالث: أن تعتبر لفظ المضاف محذوفًا؛ للعِلم به، وهو منويٌّ، فتكون كأن "غير" مضاف.

فأمَّا على الاعتبار الأوَّل: وهو تقدير قطع "غير" عن الإضافة لفظًا ومعنى، فإنَّ "غير" حينئذٍ اسمٌ معرَب، ويَجوز فيها وجهان: الضَّم، والنصب مع التنوين، فإن رفَعْت فهي اسم "ليس"، وإن نصَبت فهي خبَرُ "ليس"، والجزء الثاني من معمولَيْ "ليس" على الوجهين محذوفٌ.

وأما على الاعتبار الثاني: وهو تقدير "غير" مقطوعًا عن الإضافة إلى لفظ المضاف إليه، مع أنَّه مضافٌ إلى معنى المضاف إليه تقديرًا، فإنَّ "غير" حينئذ يُضمُّ من غير تنوين.

وللنُّحاة فيه حينئذٍ ثلاثة مذهب:
الأول: وهو مذهب المُبَرِّد* والجرمي، وأكثر المتأخِّرين، ونسبَوه إلى سيبويه - وحاصله أنَّ لُقِّب - رحمه الله - بالمبرد؛ لأنه لما صنَّف المازنِيُّ كتاب "الألف واللام"، سأله عن دقيقِه وعويصه، فأجابه بأحسن جواب: فقال له المازني: قم، فأنت المُبَرِّد؛ أيِ: (المُثبت للحقِّ)، فحرَّفه الكوفيُّون، وفتحوا الرَّاء، وانظر "السِّيَر" 13/ 577، وكتاب "نشأة النحو وتاريخ أشهر النُّحاة" ص 86.

ونقل ابن خَلِّكان في "الوفَيَات" 4/ 231 عن ابن الجوزي في "الألقاب" أنَّه قال: سُئِل المُبَرِّد: لم لُقِّبت بهذا اللقب؟ فقال: كان سببُ ذلك أنَّ صاحب الشرطة طلبني للمُنادمة والمذاكرة، فكرهتُ الذَّهاب إليه، فدخلتُ إلى أبي حاتم السِّجستانيِّ، فجاء رسولُ الوالي يطلبني، فقال لي أبو حاتم: ادخل في هذا - يعني: غلافَ مُزَمَّلةٍ فارغًا - فدخلتُ فيه، وغطَّى رأسه، ثم خرج إلى الرَّسول، وقال: ليس هو عندي، فقال: أخبرت أنَّه دخل إليك، فقال: ادخل الدار، وفَتِّشها فدخل، فطاف كلَّ موضع في الدار، ولَم يفطن لغلاف المزمَّلة، ثم خرج، فجعل أبو حاتم يصفق، وينادي على المزمَّلة: "المبرِّد، المبرد"، وتسامع الناسُ بذلك، فلَهِجوا به؛ اهـ.

والمُزمَّلة - بِضَمِّ الميم، وفتح الزَّاي، والميم المشدَّدة المفتوحة -: جرَّة خضراء يبرد فيها الماء "عراقيَّة"؛ المعجم الوسيط (ز م ل). "غير" اسم يُشبه "قبل، وبعد" في الإبْهَام، وفي القطع عن الإضافة لفظًا، مع نيَّة معناه، فهو مبنِيٌّ على الضم، ويجوز أن يكون في محلِّ رفعٍ، اسمَ "ليس"، وأن يكون في محلِّ نصب، خبَرَ "ليس"، والجزءُ الثاني من معمولَيْ "ليس" مَحذوف.

والمذهب الثاني - وهو مذهب الأخفش -: أنَّ "غير" حينئذٍ اسمٌ غير ظرفٍ، منويُّ الإضافة، مثل "كل، وبعض" فهو معرَب، وهذه الضمة ضمَّة الإعراب، وحذف التنوين؛ لأنَّ المضاف إليه منويٌّ، وعليه يكون "غير" اسمَ "ليس" مرفوعًا بالضمَّة الظاهرة، ولا يجوز أن يكون خبَرَ "ليس".

والمذهب الثالث - وهو مذهب ابن خروف -: وحاصله أنَّه رأى أنَّ ما نُسِب إلى المبرِّد وسيبويه أمرٌ محتمَلٌ، ليس عليه إنكار، وما نسب إلى الأخفش كذلك أمر محتمل، ليس من قبوله بُدٌّ.

وعلى ذلك أجاز أن تكون هذه الضمَّةُ ضمَّةَ بناء، فيكون "غير" مبنيًّا على الضَّم في محلِّ رفع؛ لأنَّه اسمُ "ليس"، أو مبنيًّا على الضم في محل نصب؛ لأنه خبَرُ "ليس"، ويجوز أن تكون الضمَّة ضمة إعراب، فيكون "غير" اسمَ "ليس"، مرفوعًا بالضمة الظاهرة.

وعلى وجه الإجمال نقول: إنِّ ابن خروف رأى تكافُؤَ الأدلة في قول المبرِّد وفي قول سيبويه، فلم يتخيَّر أحدَ القولين، وأجاز كلَّ واحد منهما.

وأما على الاعتبار الثالث - وهو تقدير "غير" مضافةً إلى محذوف، يُرشِد إليه المقام -: فلا خِلاف في أنَّ "غير" في هذه الحال اسمٌ معرب، وفي أنَّ حركته حركةُ إعراب، وفي أنَّ تنوينه يحذف؛ لأنَّ المضاف إليه مقدَّر، ويجوز فيه الرفع على أنه اسم "ليس"، والنَّصبُ على أنه خبر "ليس"، والجزء الثاني من معمولَي "ليس" محذوف.

بقي ما يتعلق بهذه المسألة أن نقول لك: إنَّ ابن هشام - رحمه الله - مَثَّل على هذه المسألة في "أوضح المسالك" 3/ 136 بقوله: "ليس غير"، وقد صرَّح في كتابه "مغني اللَّبيب" 1/ 179 بأنه لا يُقال: "لا غير" بوضع "لا" موضع "ليس"، وبالغ في بعض كتُبِه في الإنكار على من يقول ذلك.

لكن هذا الإنكار غيرُ مسلَّمٍ له؛ فإنَّ ابن مالك حكى في "شرح التسهيل" صحَّةَ هذه العبارة، واستشهد لذلك، وحكاه أيضًا ابنُ الحاجب، وأقرَّه على صحته الرَّضِيُّ في "شرح الكافية"، كما أقرَّه المجدُ الفيروز آبادي في كتابه "القاموس المحيط" (مادة غ ي ر).

ومن شواهده: قولُ الشاعر - وأنشده ابنُ مالكٍ في باب القسَم، من "شرح التسهيل" -:

جَوَابًا بِهِ تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَا
لَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ، لاَ غَيْرَ، تُسْأَلُ

وانظر: "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" حاشية 3/ 136 - 138.
[2] قال ابن هشام - رحمه الله - في "شرح القَطْر" ص 24: "اعلم أن آخر "هات" مكسورٌ أبدًا، إلاَّ إذا كان لجماعة المذكَّرين فإنه يُضَم، فتقول: "هات يا زيد، وهاتي يا هند، وهاتيا يا زيدان، أو يا هندان، وهاتين يا هندات"، كل ذلك بكسر التَّاء.

وتقول: هاتوا يا قوم بضمِّها، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 111]"؛ اهـ.

واعلم - رحمك الله - أنَّه قد اختُلِف في "هات"؛ هل هي اسمُ فِعل، أم فعل أمر؟ ورجَّح ابنُ هشام في "شرح القطر" ص24 أنَّها فعل أمر، بدليل أنَّها دالَّةٌ على الطلب، وتَلحقها ياءُ المخاطبة المؤنَّثة، تقول: هاتي.
[3] ويعلم أنَّ الألف زائدةٌ أو أصلية، عن طريق الرُّجوع إلى أصل الكلمة "الفعل الثلاثيّ" الذي صيغَتْ منه الكلمة، فإن كانت الألِفُ منقلبةً عن أصل "الياء أو الواو" من الكلمة، لم تكن الألِفُ زائدةً، وإن لم تكن من أصل الكلمة، فهي زائدة.

فعلى سبيل المثال: لو أتينا بالأصل من الكلمات السابقة لوَجدنا أنَّ الألف ليست أصليَّة، وإنَّما هي زائدة؛ وذلك لأنَّ الأصل من الكلمات المذكورة على الترتيب هو: ذكر - حبل - جرح - سكر - عطش - صحر - حمر - صدق - طبب.
[4] نحو: طَلحة، أسامة، حَمزة، معاوية، شعبة.
فهذه أعلامٌ مؤنَّثة تأنيثًا لفظيًّا فقط؛ لأنَّها لِمُذكَّر، لكنَّ لفظها مؤنث.

وأما نحو: فاطمة، عائشة، خديجة، فهذا من قبيل المؤنث اللَّفظي المعنوي.

وبذلك يتبيَّن أن التأنيث ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - تأنيث لفظي: وهذا إمَّا أن يكون بالألف، وإمَّا أن يكون بالتاء.

2 - تأنيث معنوي: وهذا يكون خاليًا من الألف والتاء، وإنَّما يكون تأنيثه في المعنى فقط.

3 - تأنيث لفظي معنوي، مثل: فاطمة، خديجة، عائشة، ليلى، سلمى.
[5] كالتأنيث المعنوي تمامًا، فلا يكفي التأنيث اللفظيُّ بالتاء وحده لِمَنع الكلمة من الصرف، بل لابد معه من العلَمِيَّة.
وبذلك يتبيَّن أن التَّأنيث كَعِلَّة مانعة من الصَّرف ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يَكفي التأنيثُ وحْدَه فيه للمنع من الصَّرف، فلا يشترط فيه لا العلميَّة ولا الوصفية، بل قد يكون اسمًا جامدًا، نحو: صحراء، شتَّى، وهو المؤنث بألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة الزَّائدة.

القسم الثاني: ما لا بُدَّ معه من العلمية؛ حتَّى تمنع الكلمة من الصَّرف، وهو المؤنث تأنيثًا معنويًّا، والمؤنث تأنيثًا لفظيًّا بالتاء.

فعلى سبيل المثال: كلمة "نَخلة" اسم جامد، ليست علَمًا، فلا تمنع من الصرف، بالرغم من كونِها مؤنَّثة، تقول: هذه نخلةٌ كبيرة، جلست تحت نخلةٍ كبيرة، فتُنوَّن وتُجَر.

ولكن لو سُمِّي بهذه الكلمة، كأن تسمِّي ابنتك "نخلة"؛ بأنْ كانت طويلة جدًّا، فسميتها "نخلة"، فإنَّها تُمنع من الصرف؛ للعلمية والتأنيث.
[6] وعليه فإنَّنا نقول: إنَّ كل الأعلام المؤنَّثة ممنوعةٌ من الصَّرف؛ للعلمية والتأنيث*.
ويُستثنى من ذلك الأعلامُ المؤنثة الثُّلاثية، ساكِنةُ الوسَط، العربية، مثل: "هند - مصر - دَعد"، فهذه الأعلام سُمِع فيها الصَّرف والمنع من الصرف، والمنع أولى.

ومن شواهد جواز الصَّرف والمنع من الصَّرف في تلك الأعلام:
قال تعالى: ﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ [يوسف: 99]، وقال تعالى: ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة: 61].

فقد جاءت كلمة "مِصْر" في الآية الأولى ممنوعةً من الصَّرف، وفي الثانية مصروفةً، وهذا جائزٌ في الأعلام المؤنَّثة الثُّلاثية، ساكنةِ الوسط، العربيَّة.

أمَّا الأعلام : "حِمص - كرك - بلخ"**، فهي على منعها من الصَّرف؛ لأنَّها ليست عربيَّةَ الأصل، بل هي أعجمية.

والأعلام "سحَر، ملَك، سقَر" على منعها من الصَّرف أيضًا؛ لأنَّها محركة الوسط.

* حتَّى لو كانت علمًا على مذكَّر، ولكنه مؤنث لفظًا بالتاء، فإنه يُمنع من الصرف أيضًا، نحو: طَلْحة، أُسامة، شعبة، معاوية، حَمزة، وقد تقدَّم ذِكْرُ ذلك.

** حمص: بلد بين دمشق وحلب؛ "معجم البلدان" 2/ 334 وكرك: قرية بِلِحْف جبل لبنان؛ "القاموس المحيط" (ك ر ك) وبَلْخ: مدينة مشهورة بِخراسان؛ "معجم البلدان" 1/ 713.
[7] الدَّعَج - بفتحتين -: شِدَّة سواد العين، مع سعَتِها، ويقال: عين دَعْجاء، وشفة دعجاء، ولثة دعجاء: سوداء.
وانظر: "لسان العرب"، و"مُختار الصحاح"، و"المعجم الوسيط" (د ع ج).
[8] أماثل النَّاس: خيارهم؛ "اللِّسان" (م ث ل).
[9] إسماعيل هنا ليست مُعْرَبة، ولكنها مبنيَّة على الضمِّ في محلِّ نصب؛ لأنَّها منادى علَمٌ مُفرد.

leprence30
2013-09-06, 15:10
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (18/44)
أسئلة على نيابة الياء عن الكسرة

س149: ما المواضعُ التي تكون الياء فيها علامةً على خفض الاسم؟
الجواب: تكون الياء علامةً للخفض في ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: الأسماء الخمسة.
الموضع الثانِي: المثنَّى.
الموضع الثالث: جمع المذكر السالم.

• • • •
س150: ما الفرق بين المثنَّى وجمع المذكر السالم في حال الخفض؟
الجواب: الفرق بينهما: أنَّ ياء المثنَّى يكون الحرف الذي قبلها مفتوحًا، وتكون النون التي بعدها مكسورةً.

وأما ياء جمع المذكر السالم، فإنَّ ما قبلها يكون مكسورًا، وتكون النون التي بعدها مفتوحة.

ويستثنَى من ذلك جمعُ الاسم المقصور؛ فإنه - كما تقدَّم - عند جمعه يبقى الحرف الذي قبل الياء مفتوحًا للدلالة على الألف المحذوفة، ومثَّلنا لذلك بـ"مصطفى، ومصطفَينَ".

وعليه؛ فإنَّ الفرق بينه وبين المثنَّى يكون محصورًا في حركة النون فقط، فنون هذا الجمع مفتوحةٌ، بعكس نون المثنَّى، فهي - كما سبق - مكسورة[1].

س151: مَثِّل للمثنى المخفوض بثلاثة أمثلة:
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [الكهف: 33].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ﴾ [التحريم: 10].

المثال الثالث: قال تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ [الأحزاب: 4].

فكل من "الجنتين، وعبدين، وصالحين، وقلبين" مثنى مخفوض، وعلامة خفضه الياء، نيابة عن الكسرة.

س152: ومَثِّل لجمع المذكر المخفوض بثلاثة أمثلة أيضًا:
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143 - 144].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ [الشعراء: 153].

المثال الثالث: قال تعالى: ﴿ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ﴾ [فصلت: 29].

فكل من "المسبحين، والمسحرين، والأسفلين" جمع مذكر سالم، وهي مخفوضة بالياء، نيابةً عن الكسرة.

• • •
س153: مَثِّل للأسماء الخمسة بثلاثة أمثلة، يكون الاسم في كلِّ واحد منها مخفوضًا.
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ ﴾ [يوسف: 63].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 178].

المثال الثالث: قال تعالى: ﴿ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3].

فكل من "أبيهم، وأخيه، وذي" من الأسماء الخمسة، وهي مَخفوضة، وعلامة خفضها الياء، نيابةً عن الكسرة.

س154: هل "أهلون" جمع مذكَّرٍ سالِمٌ، أم ملحَقٌ به؟
الجواب: "أهلون" ملحقة بجمع المذكر السالم؛ لأنَّها ليست علَمًا، ولا صفةً، فمفردها اسم جنس جامد، كـ"رجل".
• • •
س155: أعرب ما يلي:
• قال تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ ﴾ [يوسف: 81].
• مررتُ بِرَجلَين.
• مررت بالمُعلِّمِين.
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ ﴾ [يوسف: 81]:
ارجعوا: ارجع: فعل أمر، مبنِيٌّ على حذف النون؛ لاتِّصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضميرٌ مبنِي على السُّكون، في محل رفع، فاعل.

إلى: حرف جرٍّ، مبنِيٌّ على السكون، لا محل له من الإعراب.

أبيكم: أبي: اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الياء، نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الضَّم، في محل جر، مضافٌ إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع، مبني على السُّكون، لا محل له من الإعراب.

المثال الثاني: مررتُ برجلين:
مررت: مرَّ: فعل ماضٍ، مبني على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل رفع فاعل.

برجلين: الباء: حرف جر، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب، ورجلين: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الياء، نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنًّى.

المثال الثالث: مررت بالمعلِّمِين:
مررت: كما مر في المثال السابق.

بالمعلِّمين: الباء، حرف جر، مبنيٌّ على الكسر، لا محل له من الإعراب، والمعلمين: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الياء، نيابة عن الكسرة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.
[1] فالأصل في نون المثنَّى أنَّها مكسورة، وفي نون جمع المذكر السالم أنها مفتوحة، إلا أنه قد ورد عن العرب فتْحُ نون المثنَّى، وكسر نون الجمع.
قال ابن مالك - رحمه الله - في "الألفيَّة" البيت رقم (39، 40):
وَنُونُ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ
فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ
وَنُونُ مَا ثُنِّيَ وَالْمُلْحَقِ بِهْ
بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فَانْتَبِهْ
وقد نص ابن عقيل - رحمه الله - في "شرح الألفية" 1/67 - 70 على شذوذ كسر نون الجمع، وعلى أنَّ فتح نون المثنَّى لغةٌ.

leprence30
2013-09-06, 15:11
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (17/44)
أسئلة على علامات الخفض، والكسرة ومواضعها

س144: ما المواضع التي تكون الكسرةُ فيها علامةً على خفض الاسم؟
الجواب:
تكون الكسرة علامةً للخفض في ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: الاسم المفرد المنصَرِف.
الموضع الثاني: جمع التَّكسير المنصرف.
الموضع الثالث: جمع المؤنَّث السالم.


س145: ما معنى كون الاسم مفردًا منصرفًا؟
الجواب:
أولاً: معنى كون الاسم مفردًا: ما مر علينا سابقًا، وهو ما ليس مثنًّى، ولا مجموعًا، ولا مُلحَقًا بهما، ولا من الأسماء الخمسة، سواءٌ أكان المراد به مذكَّرًا، مثل: محمد، وعلي، وحمزة، أم كان المراد به مؤنثًا، مثل: فاطمة، وعائشة، وزينب.

ثانيًا: معنى كون الاسم منصرفًا: هو أن يكون خاليًا من موانع الصرف؛ أي: ما يَلحق الصَّرْفُ آخِرَه، والصَّرفُ هو التنوين؛ نحو: سعيتُ إلى محمَّدٍ، ونحو: رضيتُ عن عليٍّ، ونحو: استفدتُ من معاشرة خالدٍ، ونحو: أعجبني خلقُ بكرٍ.

فكل من "محمدٍ، وعليٍّ" مخفوضٌ؛ لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الكسرةُ الظاهرة.

وكلٌّ من "خالد، وبكر" مخفوضٌ؛ لإضافة ما قبله إليه، وعلامة خفضه الكسرة الظَّاهرة أيضًا.

و"محمد، وعلي، وخالد، وبكر" أسماء مفردة، وهي منصرِفة؛ لِلُحوق التَّنوين لها.

والاسم المنصرف هو الاسم المنوَّن تنوين التَّمكين، دون غيره من أنواع التنوين، سواءٌ كان مفردًا أو مجموعًا جمع تكسير.

ويدخل في المراد بالاسم المفرد المنصرِف: ما يكون منصرفًا تقديرًا، نحو: مررتُ بزيدٍ، والفتى، والقاضي، وغلامي.

وإعرابه:
مررتُ: فعل وفاعل.

بزيدٍ: جارٌّ ومَجرور، متعلِّق بـ"مررت".

والفتى: معطوفٌ على "زيد"، مجرور بكسرة مقدَّرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.

والقاضي: معطوف على "زيد"، مجرورٌ، وعلامة جرِّه، كسرة مقدَّرة على الياء، منع من ظهورها الثِّقل.

وغلامي: معطوف أيضًا على "زيد" مجرور بكسرة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغالُ المَحلِّ بحركة المناسبة، و "غلام" مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه.

س146: ما معنى كونِه جمعَ تكسيرٍ منصرفًا؟
الجواب:
أولاً: معنى كون الاسم جمع تكسير: ما مرَّ علينا سابِقًا، وهو ما دلَّ على أكثرَ مِن اثنين أو اثنتين، مع تغيُّرٍ في صورة مفرَدِه.

ثانيًا: معنى كون الاسم منصرفًا: مرَّ علينا هذا في السؤال السابق.


س147: مَثِّل للاسم المفرد المنصرف المجرور بأربعة أمثلة، وكذلك لجمع التكسير المنصرف المجرور.
الجواب:
أولاً: الأمثلة على الاسم المفرد المنصرف المجرور:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ [الحاقة: 40].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ [الرعد: 2].

المال الثالث: قال تعالى: ﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴾ [عبس: 13].

المثال الرابع: قال تعالى: ﴿ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴾ [الطور: 1 - 3].

فكل من "رسول، وكريم، وعمد، وصحف، ومكرمة، وكتاب، ومسطور، ورق، ومنشور" أسماء مفردة منصرفة مجرورة.

ثانيًا: الأمثلة على جمع التَّكسير المنصرِف المَجرور:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأنعام: 10].

المثال الثالث: قال تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

المثال الرابع: قال تعالى: ﴿ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ﴾ [لقمان: 27].

فكل من: "قوم، ونساء، ورسل، ورجال، وأبْحُر" جموع تكسيرٍ، منصرفةٌ، مجرورة.


س148: مَثِّل لجمع المؤنث السالم المجرور بمثالين:
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الإسراء: 101].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ﴾ [فصلت: 12].

فكل من "آيات، وبينات، وسموات" جمع مؤنَّث سالم، مجرور بالكسرة الظاهرة.

leprence30
2013-09-06, 15:13
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (16/ 44)
أسئلة على نيابة حذف النون عن الفتحة

س132: متى تكون الكسرة علامةً للنَّصب؟
الجواب: تكون الكسرة علامةً للنصب - نيابةً عن الفتحة - في موضعٍ واحد فقط، وهو جمع المؤنَّث السالِم.


س133: متى تكون الياء علامة للنصب؟
الجواب: تكون الياء علامةً للنصب في موضعين:
الموضع الأول: التَّثنية، بمعنى المثنَّى.

والموضع الثاني: جمع المذكر السالِم.


س134: في كم موضع يكون حذف النون علامة للنصب؟
الجواب:
حذف النون يكون علامة للنصب - نيابةً عن الفتحة - في الأفعال الخمسة.

س135: مَثِّل لجمع المؤنث المنصوب بمثالين، وأعرب واحدًا منهما؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ [الأعراف: 54].

فقوله سبحانه: ﴿ السَّموات ﴾ مفعول به منصوبٌ، وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة؛ نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنَّث سالم.

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].

فقوله سبحانه: ﴿ الأمانات ﴾ مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة الظَّاهرة، نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مؤنث سالم.

س136: مَثِّل للأفعال الخمسة المنصوبة بثلاثة أمثلة، وأعرب واحدًا منها؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ﴾ [طه: 63]، فقوله سبحانه: ﴿ يُخْرجاكم ﴾ فعل مضارع منصوب بـ"أن"، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة.

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].

فقوله سبحانه: ﴿ تنالوا ﴾ وقوله سبحانه: ﴿ تُنفقوا ﴾ فِعلان من الأفعال الخمسة منصوبان، وعلامة نصبِهما حذف النُّون.

المثال الثالث: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].

فقوله سبحانه: ﴿ تفعلوا ﴾ فعل مضارع منصوب بـ"لن"، وعلامة نصبه حذف النون، نيابةً عن الفتحة؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

س137: مَثِّل لجمع المذكر السالم المنصوب بمثالين؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء: 145].

فكل من ﴿ المقسطين ﴾، و﴿ المنافقين ﴾، منصوبان، وعلامة نصبهما الياء، نيابةً عن الفتحة.


س138: مَثِّل لجمع المذكر السالم المرفوع بمثالين؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 2].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

فكل من ﴿ المؤمنون ﴾، و﴿ خاشعون ﴾، و﴿ الكافرون ﴾ جموع مذكَّر سالمة، وهي مرفوعة، وعلامة رفعها الواو، نيابةً عن الضمة.


س139: مَثِّل للمثنى المنصوب بمثالين؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ﴾ [الإسراء: 12].

فقوله سبحانه: ﴿ آيتين ﴾ مفعولٌ به ثانٍ، منصوب، وعلامة نصبه الياء، نيابة عن الفتحة؛ لأنه مثنًّى.

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ [البقرة: 282].

فـ"شهيدين" منصوب، وعلامة نصبه الياء، نيابة عن الفتحة؛ لأنه مثنى.


س140: مَثِّل للمثنى المرفوع بمثالين؟
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ﴾ [المائدة: 23].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ﴾ [يوسف: 36].

فكل من "رجلان، وفتيان" مثنَّيان مرفوعان؛ لأنَّهما فاعلان، وعلامة رفعهما الألف، نيابة عن الضمة؛ لأنهما مثنى.


س141: مَثِّل للأفعال الخمسة المرفوعة بمثالين:
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ [يوسف: 41].

المثال الثاني: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72].

فالفعلان ﴿ تستفتيان ﴾، و﴿ يشهدون ﴾ فعلان من الأفعال الخمسة، وهما مرفوعان؛ لتجرُّدِهِما من الناصب والجازم، وعلامة رفعهما ثبوت النُّون، نيابة عن الضمة.


س142: استعمل الكلمات الآتية، مرفوعةً مرَّة، ومنصوبةً مرة أخرى في جملة مفيدة، واضبِطْها بالشكل:
الجواب:
الكلمة
مثالها مرفوعة
مثالها منصوبة
الكتاب
﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]
﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10]

القرطاس
هذا قرطاسٌ أكتبُ فيه
خذ هذا القرطاسَ، واكتب فيه بياناتك
القلم
القلمُ رفيق طالب العلم
إن القلمَ أحد اللسانين
الدواة
الدواةُ مملوءة بالحبر
رأيتُ الدواةَ فوق المكتب
النمر
هذا نمرٌ في حديقة الحيوان
رأيت النمرَ يداعب أولاده
النهر
نهرُ النيل شريان الحياة في مصر
﴿ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴾ [الكهف: 33]
الفيل
جرى الفيلُ؛ خوفًا من الأسد
رأيت الفيلَ في حديقة الحيوان
الحديقة
هذه الحديقةُ فيها ثمر كثير
إن الحديقةَ يزورها الناس كل يوم
الجمل
الجملُ سفينة الصحراء
رأيت الجملَ نائمًا على الأرض
البساتين
البساتينُ مملوءةٌ بالأشجار
رأيت بساتينَ كثيرةً، وأنا راكب السيارة
المغانم
﴿ فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ﴾ [النساء: 94]
﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً ﴾ [الفتح: 20]
الآداب
آدابُ الطعام يقولها الإنسان عند تناول الطعام
التَزِم آدابَ النوم إذا نمت
يظهر
تظهرُ النجوم في السماء ليلاً
لن يظهرَ الكفار على المسلمين إذا تمسكوا بالكتاب والسنة
الصادقات
المؤمناتُ الصادقاتُ يُطِعن أزواجهن
إن المؤمناتِ الصادقاتِ يَدخلن الجنة
العفيفات
العفيفاتُ يلبسن الحجاب
إنَّ العفيفاتِ يكرهن التبَرُّج
الوالدات
﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾ [البقرة: 233]
إن الوالداتِ يَخَفن على أولادهن
الإخوان
إخوانُكُم بحاجة إلى زكاتكم
﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27]
الأساتذة
ذهب الأساتذةُ لأداء الصلاة
إن الأساتذةَ يحبون الله ورسوله

الكلمة
مثالها مرفوعة
مثالها منصوبة
المعلمون
المعلِّمونَ حقًّا الذين يعملون بما يعلِّمون
إنَّ المعلمينَ الناس الخير يحبهم الله - عزَّ وجلَّ -
الآباء
﴿ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ﴾ [هود: 109]
﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا ﴾ [الأعراف: 28]
أخوك
﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾ [طه: 42]
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ [النمل: 45]
العَلَم
العَلَمُ لغةً هو الشيء الظاهر البيِّن، كالجبال
إن العَلَمَ يأتي في المرتبة الثانية بعد الضمائر
المروءة
المروءةُ خلقٌ طيب
إنَّ المروءةَ خلقٌ طيب
الصديقان
خرج الصَّديقانِ معًا لأداء الصلاة
رأيت الصديقينِ معًا في الجامعة
أبوك
﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ ﴾ [مريم: 28]
﴿ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 80]
الأصدقاء
أصدقاءُ السُّوءِ سبب للهلاك
إنَّ الأصدقاءَ الصالحين سبب للطاعة
المؤمنون
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 248]
الزراع
أتى الزُّرَّاعُ إلى الحقل صباحًا
﴿ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ [الفتح: 29]
المتقون
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]
تقومان
﴿ فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا ﴾ [المائدة: 107]
الطالبان لن يَقومَا من مجلسهما حتَّى يأكلا.
يلعبان
الطفلان يلعبانِ بالكرة
أيها الطِّفلان لن تلعَبا حتى تذاكرا دروسكما

س143: أعرب ما يلي:
• لن تفعلا.
• لن تفعلوا.
الجواب:
لن: حرف نصبٍ، ونَفي، واستقبال.

تفعلا، وتفعلوا: فعل مضارع منصوب بـ"لن"، وعلامة نصبه حذف النُّون نيابةً عن الفتحة؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وكلٌّ من الألف والواو ضميرٌ مبني على السُّكون، في محل رفع فاعل.

ولا يصح أن تقول: "لن تفعلان"، و"لن تفعلون" بإثبات النون.

ومثال حذف النون من الأفعال الخمسة إذا دخَلَ عليها حرفُ النصب "لن" قول الله تعالى: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ﴾ [آل عمران: 111]، فأصل "يضرُّوكم": "يضرُّونَكم"، فلما دخلت عليها "لن" الناصبة، حذفت النُّون، فصارت: لن يضروكم.

ومثال ذلك أيضًا: قول الله تعالى: في الحديث القدسي: ((يا عبادي إنَّكم لن تَبلغُوا ضَرِّي فتضرُّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني))[1].

فأصل "تَبلغوا": "تبلغون"، فلمَّا دخلت عليها "لن" الناصبة حذفت النُّون.

[1] مسلم 4/1994 (2577).

leprence30
2013-09-06, 15:14
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (15/44)
أسئلة على نيابة الياء عن الفتحة

س129: الكلمات الآتية مفردة، فثنِّها كلها، واجمع منها ما يصح أن يُجمع جمع مذكرٍ سالِمًا، وهي: محمد، فاطمة، بكر، السبع، الكاتب، النمر، القاضي، المصطفى.

الجواب:
الكلمة المفردة
المثنى منها
جمع ما يصح منها أن يجمع جمع مذكر سالمًا

محمد
محمدان
محمدون
فاطمة
فاطمتان
لا يصح جمعها؛ لأنها علم على مؤنث لفظي معنوي
بكر
بكران
بكرون
السبع
السبعان
لا يصح؛ لأنها لغير العاقل
الكاتب
الكاتبان
الكاتبون
النمر
النمران
لا يصح؛ لأنها لغير العاقل
القاضي
القاضيان
القاضون[1]
المصطفى
المصطفيان[2]
المصطفون

س130: استعمل كل مثنى من المثنيات الآتية في جملة مفيدة؛ بحيث يكون مَنصوبًا، واضبطه بالشكل الكامل، وهي: المحمدان، الفاطمتان، البكران، السبعان، الكاتبان، النمران، القاضيان، المصطفيان.

الجواب:
• المحمدان: إنَّ المحمدَيْنِ مطيعان لربهما.
• الفاطمتان: رأيت الفاطمتَيْنِ تلبسان الحجاب.
• البكران: لعل البكرَيْنِ قد عادا من المسجد.
• السَّبُعان: رأيت السَّبُعَيْنِ في حديقة الحيوان.
• الكاتبان: ليت الكاتِبَيْنِ لم يقدحا في القرآن.
• النمران: ضربت النمرينِ بالسوط.
• القاضيان: لعل القاضِيَيْنِ يحكمان بشرع الله.
• المصطفيان: رأيت المصطفَيَيْنِ ساجدَيْن لربهما.

س131: استعمل كل واحد من الجموع الآتية في جملة مُفيدة؛ بحيث يكون منصوبًا، واضبطه بالشكل الكامل، وهي: الراشدون، المفتون، العاقلون، الكاتبون، المصطفون؟

الجواب:
الراشدون: إن الخلفاء الراشدِينَ أفضل هذه الأمة بعد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
المفتون: رأيت المفتِينَ يتحَرَّون الحق عند الإفتاء.
العاقلون: ليت العاقلِينَ يعملون بعقلهم.
الكاتبون: رأيت الكاتبِينَ في مَعْرِض الكتاب.
المصطفون: لعل العلماء المصطفَيْنَ قد حضروا الآن.

[1] اعلم - رحمك الله - أنَّ صورةَ المفرد لا تتغير عند جمعه جمع مذكر سالمًا، إلاَّ إذا كان الاسمُ مقصورًا، أو منقوصًا، أو ممدودًا.
فالمقصور: تحذف ألفه، وتبقى الفتحة قبل الواو والياء دليلاً عليها: نحو: مصطَفَوْن، ومصطَفَيْن، والمنقوص: تحذف ياؤه، ويضم ما قبل الواو، ويكسر ما قبل الياء للمناسبة، نحو: هادون، وهادين، وقاضون، وقاضين، والممدود: يعامل معاملته في التثنية: نحو: الصحراؤون، والإنشاؤون، والعباؤون، أو العلباوون، والسماؤون، أو السماوون، ولا يَجوز جمع هذه الألفاظ جمع مذكر سالمًا، إلا إذا جعلت أعلامًا لذكور عقلاء؛ انظر القواعد الأساسية للهاشمي (ص60).
[2] اعلم - رحمك الله - أنَّ صورةَ الفرد لا تتغير عند تثنيته إلاَّ إذا كان مَقصورًا، أو منقوصًا، أو ممدودًا.
فالمقصور: تقلب ألفه ياء، إن كانت رابعة فصاعدًا، نحو: بشرى - مصطفى - مستقصى، فتقول: بشريان - مصطفيان - مستقصيان.
وترد إلى أصلها إن كانت ثالثة: نحو: فتى، عصا، فتقول: فتيان، وعصوان.
والمنقوص ترد إليه ياؤه في التثنية إن كانت محذوفة، نحو هاد، ومهتد، فتقول: هاديان، ومهتديان.
وكذا كل اسم حذفت لامه، وكانت ترد إليه عند الإضافة، فإنَّها ترد أيضًا في التثنية، نحو: أب، وأخ، فيقال في تثنيتها: أبوان، وأخوان، كما يقال عند إضافتها: أبوك وأخوك.
بخلاف "يد" و"دم" (*) فلا ترد إليهما اللام في التثنية؛ لأنهما لا ترد إليهما عند الإضافة (**).
والممدود تقلب همزته واوًا إن كانت للتَّأنيث، وتبقى على حالِها إن كانت أصلية، ويَجوز الوجهان إن كانت للإلحاق، أو مُنقلبة عن أصل، نحو: صحراوان، وإنشاءان، وعلباءان، أو علباوان، وسماءان، أو سماوان، وانظر القواعد الأساسية للهاشمي (ص 55، 56).
(*) أصل "يد" يَدْيٌ على "فَعْلٌ" ساكنة العين؛ مختار الصحاح (ي د ي).
وأصل "دم" قال الرازي في مختار الصحاح: (د م و) (ص 211): الدم أصله دَمَوٌ بالتحريك، وقال سيبويه: أصله دَمْيٌ بوزن فعل، وقال المبرد: أصله دَمَيٌ - بالتحريك - فالذاهب منه الياء، وهو الأصح؛ اهـ.
(**) ومثال تثنية "دم" مع حذف لامها: ما رواه أحمد في المسند 2/97 (5723)، وابن ماجه في سننه (3314)، والشافعي في ترتيب المسند 2/173 (607)، والدارقطني 4/272 (25)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/254، والبغوي في "شرح السنة" 11/244، وعبد بن حميد في المنتخب (820) من طرق.
وفي التهذيب 7/178: قال عبدالله بن أحمد: سمعت أبي يضعف عبدالرحمن، وقال: روى حديثًا منكرًا: ((أحلت لنا ميتتان ودمان))؛ اهـ.
وقال ابن حجر - رحمه الله - في البلوغ (11): فيه ضعف.
وقال البيهقي في "السنن الكبرى": "إسناده الموقوف صحيح، وهو في معنى المسند"؛ اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح بلوغ المرام ص 142: "الحديث يقول المؤلف: إنه فيه ضعف، وقد صحح جماعة من الحفاظ هذا الحديث موقوفًا على ابن عمر، فيكون من قول ابن عمر، ولكن نقول: إنَّ قَوْلَ ابن عمر: أحلت لنا: في حكم المرفوع؛ لأنه يتكلم عن حكم شرعي، ولا يمكن أن يأتي به من عنده؛ لأنه لا مجال للاجتهاد فيه، وعلى هذا فيكون إن لم يصح مرفوعًا صريحًا، فهو مرفوع حكمًا"؛ اهـ.
ومثال تثنية "يد" مع حذف لامها: ما رواه أحمد 4/181 (17561)، ومسلم 4/2250 (2137)، والترمذي (2240)، وابن ماجه (4075)، والحاكم في "المستدرك" 4/538، وابن منده في الإيمان 2/911 (1027)، عن النواس بن سمعان، وفيه: ((فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادًا لي، لا يدان لأحد بقتالهم)).

leprence30
2013-09-06, 15:15
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (44/14)
أسئلة على نيابة الكسرة عن الفتحة

س124: اجمعِ المفردات الآتية جمعَ مؤنث سالِمًا، وهي: العاقلة، فاطمة، سُعدَى[1]، المُدَرِّسة، المهذَّبة، الحمَّام، ذِكرى.
الجواب:
العاقلات، فاطمات، سُعديات، المدرِّسات، المهذَّبات، الحمَّامات، ذِكريات.



س125: ضعْ كلَّ واحد من جموع التأنيث الآتية في جملة مفيدة، بشرْط أن يكون في موضِع نصْب، واضبطه بالشكل، وهي: العاقلات، الفاطِمات، سعديات، المدرِّسات، اللهوات[2]، الحمامات، ذكريات.
الجواب:
• العاقلات: إنَّ النسوةَ العاقلاتِ هُنَّ اللاتي يُطعْنَ ربَّهن.
• الفاطمات: رأيتُ الفاطماتِ يَمشين مِشيةَ حياءٍ وخجل.
• سُعديات: إنَّ سُعدياتِ خَرَجْنَ لأداءِ صلاة العيد.
• المدرِّسات: لعلَّ المدرِّساتِ يَخفْنَ الله.
• اللَّهوات: إنَّ اللهواتِ تَمْنَع دخولَ الجراثيم إلى الجِسم.
• الحمامات: رأيتُ الحماماتِ نَظيفةً.
• ذِكريات: كأنَّ ذِكرياتِ الماضي تحقَّقت الآن.



س126: الكلمات الآتية مُثنَّيات، فرُدَّ كلَّ واحدة منها إلى مفردها، ثم اجمعْ هذا المفرد جمْعَ مؤنَّث سالمًا، واستعملْ كل واحد منها في جملة مفيدة، وهي: الزينبان، الحُبْليان، الكاتبتان، الرِّسالتان، الحمراوان.
الجواب:
المثنى
المفرد
جمع المؤنث السالم
الجملة
الزينبان
زينب
زينبات
إنَّ الزينباتِ يُطِعْنَ ربَّهن
الحبليان
حبلى
حُبْلَيات
رأيتُ النساءَ الحُبْلَياتِ في المستشفى
الكاتبتان
كاتبة
كاتبات
لعلَّ الكاتباتِ يَخفْنَ ربَّهن
الرسالتان
رسالة
رسالات
أُمِر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يبلِّغ رِسالاتِ ربِّه
الحمراوان
حمراء
حمراوات[3]
رأيتُ الوَرَداتِ الحمراواتِ في الحديقة

س127: أعرب ما يلي:
• أكرمتُ المسلماتِ.
• خلَق الله السمواتِ.
الجواب:
• الجملة الأولى: أكرمتُ المسلماتِ.
أكرمت: أكرم: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرَّفْع المتحرِّك "التاء"، والتاء: تاء الفاعِل، ضمير مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ رفْع فاعل.

المسلمات: مفعول به منصوبٌ، وعلامة نصْبه الكسرة، نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمْع مؤنث سالِم.

• الجملة الثانية: خلق الله السموات.
خَلَق: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح.

اللهُ: لفظ الجلالة، فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.

السمواتِ: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبه الكسرة، نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمْعُ مؤنث سالِم.

س128: كيف تقول في العبارة: رأيتُ رجلاً، أم: رأيت رجلٌ؟ ولماذا؟
الجواب: الصواب: رأيتُ رجلاً؛ لأنَّها مفعولٌ به، وهي منصوبةٌ بالفتحة؛ لأنَّها اسم مفرَد.

ولو جعلتها "رجالاً" فإنها تُنصب بالفتحة أيضًا؛ لأنَّها جمعُ تكسير.

ولو جعلتها "رجالات" فإنَّها تُنصب بالكسرة نِيابةً عن الفتحة؛ لأنَّها جمعُ مؤنث سالِم.

[1] سُعدى: اسم امرأة. لسان العرب (س ع د).
[2] اللَّهَوات: جمع "لهاة"، واللهاة مِن كل ذي حَلْق: اللحمة المشرفة على "الحَلْق" أو الهنة المطبقة في أقْصى سقف الفَم، وتجمع أيضًا على: لَهَيات، ولُهِيّ، ولَهًا، ولِهَاء، المعجم الوسيط (ل هـ و).
[3] انظر في جواز جمع "حمراء" على "حمراوات" النحو الوافي 1/143، 163، 169.

leprence30
2013-09-06, 15:16
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (13/44)
أسئلة على نيابة الألف عن الفتحة

س 121: في كم موضِع تنوب الألِفُ عن الفتحة؟
الجواب: تنوب الألِفُ عن الفتحة في موضِعٍ واحدٍ فقط، وهو الأسماء الخمسة.

س122: مَثِّل للأسماء الخمسة في حالِ النصب بأربعة أمثلة؟
الجواب: المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴾ [القلم: 14]،فـ"ذا" بمعنى صاحِب من الأسماء الخمسة، وهو منصوبٌ - لأنَّه خبر "كان" - بالألف، نيابةً عن الفتحة.

المثال الثاني: قال - تعالى -: ﴿ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴾ [يوسف: 61].
فـ"أباه" اسم من الأسماء الخمسة، وهو منصوب - لأنه مفعول به - بالألف، نيابةً عن الفتحة.

المثال الثالث: قال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ [النمل: 45] فـ"أخاهم" اسمٌ مِن الأسماء الخمْسة، وهو منصوبٌ - لأنه مفعول به - بالألف، نيابةً عن الفتحة.

المثال الرابع: قال تعالى: ﴿ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ﴾ [الرعد: 14] فـ"فاه" اسمٌ من الأسماء الخمسة، وهو منصوبٌ - لأنه مفعول به - بالألِف، نيابةً عن الفتحة.

س123: كيف تقول في هذه العِبارة: رأيتُ فمَك، أم: رأيت فوك، أم: رأيت فاك؟ ثم أعرب ما صوَّبت.
الجواب: تقول: رأيت فمَك، وبناء على لغة أخرى: رأيت فاك.

فـ"فم" فيها لغتان: اللُّغة الأولى بإثبات الميم، وفيها تُعرَب بالحركات؛ بالضمَّة والفتحة والكَسْرة، واللُّغة الثانية بحذفِ الميم، وفيها تُعرَب بالحروف؛ بالواو رفعًا، وبالألِف نصبًا، بالياء جرًّا.

وأمَّا إعراب ما صوَّبنا، فهكذا:
رأيتُ: رأى: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بتاء الفاعل، والتاء تاء الفاعل ضمير مبني على الضم، في محلِّ رفْع فاعل.

فمك: "فم": مفعول به منصوب، علامة نصْبه الفتحة الظاهرة، و "فم" مضاف، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلِّ جر، مضاف إليه.

فاك: "فا" مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الألِف نيابةً عن الفتحة، و"فا" مضاف، والكاف: ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ جر، مضاف إليه.

leprence30
2013-09-06, 15:17
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (12/44)
أسئلة على علامات النصب، وعلى الفتحة ومواضعها

س107: كم للنَّصْب من علامة؟
الجواب: للنصب خمسُ علامات، هي: الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون.

والذي دلَّ عليها: التتبُّع والاستقراء؛ لأنَّ علماء العربية - رحمهم الله - تتبَّعوا كلام العرب، فوجَدوا أنَّ علاماتِ النصب لا تخرج عن هذه الأشياء الخمسة؛ الفتحةِ، وهي الأصل، والباقي نيابة عنها.
• • • •

س108: لماذا ثنَّى المؤلِّف بالألف بعدَ الفتحة على الرغم مِن كون العلامات الأربع كلها نائبةً عن الفتحة؟
الجواب: قدَّم - رحمه الله - الألِف على غيرها مِن العلامات الفرعية؛ لأنَّ الفتحة إذا أشبعت تولَّد منها الألف، فإذا قلت: زيدَا، ومددْت صارتْ الفتحة ألفًا.

قال الشيخ حسن الكفراوي في شرْحه للآجرومية (ص29):
وذكر الألف بعدَ الفتحة، لكونها بِنتَها، تنشأ عنها إذا أُشْبِعت ا. هـ.
• • • •

س109: في كم موضِع تكون الفتحةُ علامةً على النصب؟

الجواب: تكون الفتحةُ علامةً على أنَّ الكلمة منصوبةٌ في ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: الاسم المفرد.
والموضع الثاني: جمْع التكسير.
والموضع الثالث: الفِعل المضارع الذي سبقَه ناصب، ولم يتصلْ بآخِرِه شيء.

وسَبَق أنْ قُلنا: إنَّ المراد بقوله: شيء، خمسة أشياء، هي: ألف الاثنين، وياء المخاطَبة المؤنَّثة، وواو الجماعة، ونون التوكيد الخفيفة والثقيلة، ونون النِّسوة.
• • • •

س110: مَثِّل للاسم المفرَدِ المنصوب بأربعة أمثِلة: أحدها: للاسم المفرد المذكَّر المنصوب بالفتحة الظاهِرة، وثانيها: للاسم المفرَد المذكَّر المنصوب بفتحة مُقدَّرة، وثالثها: للاسم المفرد المؤنث المنصوب بالفتحة الظاهِرة، ورابعها: للاسم المفرد المؤنَّث المنصوب بالفتحة المُقدَّرة.

الجواب:
أولاً: مِثال الاسم المذكَّر المنصوب بالفتحة الظاهِرة: قوله - تعالى -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 177].

الشاهِد من الآية: قوله سبحانه:﴿الكُفْرَ﴾. فهو اسمٌ مفرد مذكَّر منصوبٌ بالفتحة الظاهرة.

ثانيًا: مثال الاسم المفرد المذكَّر المنصوب بفتحة مُقدَّرة: قوله - تعالى -: ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 87].

الشاهد من الآية: قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿عيسى﴾، فهو اسم مفرد مذكَّر منصوب بفتحةٍ مُقدَّرة، منَع مِن ظهورها التعذُّر.

ثالثًا: مثال الاسم المفرَد المؤنَّث المنصوب بالفتحة الظاهِرة: قوله - تعالى -: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ﴾ [الأحزاب: 72].

الشاهِد من الآية: قوله - تعالى -: ﴿الأمانة﴾، فهي اسمٌ مفرَد مؤنَّث منصوب بالفتحة الظاهرة.

رابعًا: مثال الاسم المفرد المؤنَّث المنصوب بالفتحة المُقدَّرة: قوله - تعالى -: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [القصص: 16].

الشاهِد في الآية: قوله - تعالى -: ﴿نَفْسِي﴾، فهي مفرَد مؤنَّث منصوب بالفتحة المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحل بحرَكة المناسبة.
• • • •

س111: مَثِّل لجمع التكسير المنصوبِ بأربعة أمثلِة مختلفة؟

الجواب:
المثال الأول: قال - تعالى -: ﴿قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴾ [يونس: 21].
فقوله سبحانه: ﴿رُسُلَنَا﴾ مثال على جمْع التكسير المنصوب بفتحة ظاهِرة، ومفرده مذكَّر "رسول".

المثال الثاني: قال - تعالى -: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ [الحج: 2].
فقوله سبحانه: ﴿سُكَارَى﴾ مثال على جمْع التكسير المنصوب بفتحة مقدَّرة، ومفرده مذكَّر "سكران".

المثال الثالث: قوله - تعالى -: ﴿فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا﴾ [النمل: 60].
فقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿شَجَرَهَا﴾ مثال على جمْع التكسير المنصوب بفتحة ظاهِرة، ومفرده مؤنَّث "شجرة".

المثال الرابع: بعثت نِسائي إلى المسجد ليتعلمْنَ.
فـ"نسائي" مثال على جمْع التكسير المنصوب بفتحة مُقدَّرة، ومفرده مؤنَّث "امرأة".
• • • •

س112: متى يُنصَب الفعل المضارع بالفَتْحة؟

الجواب: يُنصب الفعل المضارع بالفتحة بشرطين:
الشرط الأول: إذا دخَل عليه ناصبٌ، وهذا الشرط لا بدَّ منه؛ لأنَّه لا يمكن أن يُنصب الفعل المضارع إلا إذا دخَل عليه ناصب.

الشرط الثاني: ألا يتَّصلْ بآخِرِه شيء، ويُريد بالشيء: نوني التوكيد والنِّسوة، وألِف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المخاطَبة المؤنَّثة.

فإنِ اتصل الفعلُ المضارع بواحدٍ مِن هذه الخمسة، لم يُنصبْ بالفتحة، وإن سبقَه ناصب.

فإنه إن اتَّصل بنون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة اتصالاً مباشرًا، بُنِي على الفتح، وإن سبَقَه ناصب.

وإنِ اتَّصل بنون النِّسوة، بني على السكون، وإن سبَقَه ناصب.

وإنِ اتَّصل بألِف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطَبة المؤنَّثة، وسبَقَه ناصبٌ، فإنه يُنصب بحَذْف النون لا بالفتحة، والله أعلم.
• • • •

س113: مَثِّل للفعل المضارع المنصوب بمثالين مختلفين؟

الجواب:
المثال الأول: قوله - تعالى -: ﴿قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ﴾ [طه: 91].
فـ ﴿نبرحَ﴾ فعل مضارع منصوب بـ ﴿لَنْ﴾، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

المثال الثاني: قوله - تعالى -: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة: 233]، فـ﴿يُتِمَّ﴾ فعل مضارع منصوب بـ﴿أَنْ﴾، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• • • •

س114: بماذا يُنصَب الفعل المضارِع الذي اتَّصل به ألف الاثنين؟
الجواب: يُنصب الفعل المضارع الذي اتَّصل به ألِف الاثنين بحذْف النون.
• • • •

س115: إذا اتَّصل بآخرِ الفعل المضارع المسبوق بناصب نونُ توكيد، فما حُكمه؟
الجواب: يُبنَى على الفتْح، في محل نصب.
• • • •

س116: مَثِّل للفعل المضارِع الذي اتَّصل بآخره نون النِّسوة، وسبقَه ناصب، مع بيان حُكمه؟
الجواب: مثال الفِعل المضارع الذي اتَّصل بآخره نون النسوة وسبَقَه ناصب: قوله - تعالى -: ﴿وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ﴾ [البقرة: 228].
فالفعل "يكتُمْنَ" فعل مضارع اتَّصل بآخره نونُ النِّسوة، وسبقه ناصب "أن".
وحُكمه: أن يُبنى على السكون في محلِّ نصب.
• • • •

س117: أيقول القائل: أكرمتُ الطلبةَ، أم الطلبةِ، أم الطلبةُ؟
الجواب: الصحيح: الطلبةَ.

ولماذا نصبْناها بالفَتْحة؟
الجواب: لأنَّها جمْعُ تكسير.

وما الذي أعلمنا أنها جمْعُ تكسير؟
الجواب: تَغيُّر حالِ مفردها.

وما هو مفردها؟
الجواب: الطالِب.
• • • •

س118: إذا قلنا: أكرمتُ الطالب، فكيف تُحرِّك الباء من كلمة "الطالب" هل تقول: الطالبُ، أم الطالبَ؟ ولماذا؟
الجواب: الطالبَ، بالنصب؛ لأنَّه مفعول به، وهو اسمٌ مفرَد، والاسم المفرَد يُنصب بالفتحة.
• • • •

س119: استعمل الكلمات الآتية في جمل مفيدة، بحيث تكون منصوبةً؟
الحقل، الزَّهْرة، الطلاَّب، الأُكْرَة[1]، الحديقة، النهر، الكتاب، البستان، القلم، الفرس، الغلمان، العَذارى [2]، العصا، الهُدى، يشرب، يرضَى، يَرْتَجي، تسافر.
الجواب:
• الحقل: زَرَع أبي الحقلَ قمحًا.
• الزهرة: قَطَف الولدُ الزهرةَ مِن البستانِ.
• الطلاب: ما أحسنَ طلاَّبَ العلمِ الشرعي!
• الأُكْرَة: تركنا الأُكْرَة في الملْعَب، وذهبْنا نُصلِّي.

الحديقة: رأيتُ الحديقةَ مثمرةً.
• النهر: قال - تعالى -: ﴿وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا﴾ [الكهف: 33].
• الكتاب: قال - تعالى -: ﴿وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾ [الإسراء: 13].
• البستان: رأيتُ البستانَ في الصباح مليئًا بالأشجار.
• القلم: إنَّ القلمَ أداةٌ لنشْر الحق والعدْل بين الناس.
• الفَرَس: رأيتُ الفَرسَ في الإسطبل.
• الغلمان: رأيتُ الغلمان يلعبون بالكُرة.
• العَذَارى: ما أحسنَ العذارى إذا اتقين الله!
• العصا: رأيتُ العصا في يدِ الساحرِ تهتزُّ.
• الهُدى: قال - تعالى -: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾ [البقرة: 120].
• يشرب: لا أَوَدُّ أن يشرب محمَّد الدواء ثانية.
• يرضَى: قال - تعالى -: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة: 120].
• يَرتجي: إنَّ محمدًا يَرْتجِي الخيرَ من ربِّه.
• تُسافر: لا يحلُّ لك أن تُسافِرَ إلى بلاد الكفَّار إلا بشروط [3].

س120: ضعْ في كل مكان مِن الأمكنة الخالية في العبارات الآتية اسمًا مناسبًا منصوبًا بالفتحة الظاهرة، واضبطه بالشكل؟
(أ) إنَّ.... يعطفون على أبنائهم.
(ب) أطِع.... لأنَّه يهذبك ويثقفك.
(ج) احترمْ... لأنها ربَّتْك.
(د) ذاكر.... قبل أن تحضرها.
(هـ) أدِّ..... فإنَّك بهذا تخدم وطنك.
(و) كُن... فإنَّ الجبن لا يؤخِّر الأجل.
(ز) الْزم... فإنَّ الهذر[4] عيب.
(ح) احفظْ... عن التكلم في الناس.
(ط) إنَّ الرجل... هو الذي يؤدِّي واجبه.
(ي) مَن أطاع.... أوردَه المهالك.
(ك) اعمل... ولو في غيرِ أهله.
(ل) أحسن... يرضَ عنك الله.
الجواب:
(أ) الآباءَ.
(ب) معلِّمَك.
(ج) أمَّك.
(د) دُروسَك.
(هـ) واجبَك.
(و) شجاعًا.
(ز) الأدبَ.
(ح) لسانَك.
(ط) المسلمَ.
(ي) الشيطانَ.
(ك) الخيرَ.
(ل) عملَك.

[1] الأُكْرَةُ - بالضم - لُغَيَّةٌ في الكُرَة، والحُفرة يجتمع فيها الماء، فيغرف صافيًا. القاموس المحيط (أ ك ر).
[2] العَذارى: جمْع عذراء، وهي البِكْر، المعجم الوسيط (ع ذ ر).
[3] اعلم - رحمك الله - أنه إذا كان الإنسان مِن أهل الإسلام، ومِن بلاد المسلمين، فإنه لا يجوز له أن يُسافر إلى بلدِ الكفر؛ لما في ذلك من الخَطَر على دينه وعلى أخلاقه، ولما في ذلك من إضاعة ماله، ولما في ذلك من تقوية اقتصاد الكفَّار، ونحن مأمورون بأن نَغيظَ الكفار بكلِّ ما نستطيع، كما قال - تبارك وتعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 123]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [التوبة: 120].
فالكافر أيًّا كان، سواء كان من النصارى أو من اليهود أو مِن الملحِدين، وسواء تسمَّى بالإسلام، أم لم يتسمَّ بالإسلام، الكافِر عدوٌّ لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين جميعًا، مهما تلبَّس بما يتلبس به فإنَّه عدو، فلا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلدِ الكفر إلا بشروط ثلاثة:
الشرط الأول:
أن يكون عنده عِلم يدفَع به الشبهات؛ لأنَّ الكفار يُوردون على المسلمين شُبهًا في دِينهم، وفي رسولهم، وفي كتابهم، وفي أخلاقهم، وفي كل شيء يُوردون الشبهة؛ ليبقى الإنسان شاكًّا متذبذبًا، ومن المعلوم أن الإنسان إذا شكَّ في الأمور التي يجب فيها اليقين، فإنَّه لم يقمْ بالواجب، فالإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخِر والقَدَر خيرِه وشرِّه يجب أن يكون يقينًا، فإن شكَّ الإنسان في شيءٍ من ذلك، فهو كافِر.
فالكفار يُدخِلون على المسلمين الشك، حتى إنَّ بعض زعمائهم صرَّح قائلاً: لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دِينه إلى دين النصارى، ولكن يَكفي أن تُشكِّكوه في دينه؛ لأنكم إذا شككتموه في دِينه سلبتموه الدين، وهذا كافٍ.
أنتم أخْرجوه من هذه الحظيرة التي فيها العِزَّة والغلبة والكرامة، ويَكفي، أما أن تحاولوا أن تُدخِلوه في دين النصارى المبني على الضلال والسفاهة، فهذا لا يمكن؛ لأنَّ النصارى ضالون كما جاءَ في الحديث عن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اليهود مغضوبٌ عليهم، والنصارَى ضُلاَّل))، وإن كان دِين المسيح دينَ حقٍّ، لكنه دينُ الحق في وقتِه قبلَ أن يُنسخ برسالة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
الشرط الثاني:
أن يكون عندَه دِين يحميه مِن الشهوات؛ لأنَّ الإنسان الذي ليس عنده دِين إذا ذهب إلى بلاد الكفر انغمس؛ لأنه يجد زهرةَ الدنيا هناك؛ مِن خمر وزِنا ولواط، وغير ذلك.
الشرط الثالث:
أن يكونَ محتاجًا إلى مثل ذلك، مثل أن يكون مريضًا، يحتاج إلى السَّفَر إلى بلادِ الكفر للاستشفاء، أو يكون محتاجًا إلى عِلم لا يوجد في بلادِ الإسلام تخصّص فيه، فيذهب إلى هناك، أو يكون الإنسان محتاجًا إلى تجارة، يذهب ويتَّجر ويرجع، المهم أن يكون هناك حاجة؛ ولهذا يرى كثيرٌ من العلماء أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجلِ السياحة فقط - يرَوْن أنهم آثمون، وأنَّ كل جنيه يصرفونه لهذا السفر فإنَّه حرام عليهم وإضاعة لمالهم، وسيُحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يَجدون مكانًا يتفسَّحون فيه، أو يتنـزهون فيه، حين لا يجدون إلا أعمالهم؛ لأنَّ هؤلاء يُضيِّعون أوقاتهم، ويُتلفون أموالَهم، ويفسدون أخلاقَهم، وكذلك ربما يكون معهم عوائِلُهم، ومن العجبِ أنَّ هؤلاء يذهبون إلى بلادِ الكفر التي لا يُسمع فيها صوتُ مؤذن ولا ذِكر ذاكر، وإنما يسمع فيها أبواقُ اليهود ونواقيس النصارى، ثم يَبقُون فيها مدَّة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم، فيحصل في هذا شرٌّ كثير - نسأل الله العافية والسلامة.
وبإمكانِ الإنسان المسلم أن يذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلُها على شعائرِ الإسلام، ويَقضي زمن إجازته فيها.
والسَّفر إلى بلاد الكفر للدعوةِ يجوز إذا كان له أثرٌ وتأثير هناك؛ لأنَّه سفرٌ لمصلحة، وبلاد الكفر كثير مِن عوامهم قد عُمِّى عليهم الإسلام، لا يَدرون عن الإسلام شيئًا، بل قد ضُلِّلوا، وقيل لهم: إنَّ الإسلام دين وحشية وهمجية ورعاع، ولا سيَّما إذا سمع الغربُ هذه الحوادث التي جرَت على يد أناس يقولون: إنهم مسلمون، سيقولون: أينَ الإسلام؟ هذه وحشية! فينفرون من الإسلام بسببِ المسلمين وأفعالهم، نسأل الله أن يَهديَنا أجمعين، وانظر فتاوى العقيدة لابن عثيمين - رحمه الله - (ص 237، 238).
[4] الهذر: سقط الكلام. المعجم الوسيط (هـ ذ ر)

leprence30
2013-09-06, 15:33
س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (44/11)
أسئلة على نيابة النون عن الضمة

س100: في كم موضع تكون النونُ علامةً على رفْع الكَلِمة؟ وبماذا يبدأ الفعل المضارع المسند إلى ألِف الاثنين؟ وعلى أيِّ شيء تدلُّ الحروف المبدوء بها؟ وبماذا يبدأ الفعل المضارع المسند للواو أو الياء؟ مَثِّل بمثالين لكلٍّ من الفعل المضارع المسنَد إلى الألف، وإلى الواو، وإلى الياء، وما هي الأفعال الخَمْسة؟
الجواب: تكون النون علامة على أنَّ الكلمة التي هي آخِرها مرفوعة في موضِع واحِد، وهو الفِعل المضارع إذا اتَّصل به ألفُ الاثنين أو الاثنتين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطَبة المؤنثة.

يبدأ الفعل المضارع المسنَد إلى ألِفِ الاثنين بأحدِ حرْفين:
1- الياء: للدَّلالة على الغَيبة. 2- التاء: للدَّلالة على الخِطاب.
وأمَّا الفِعل المضارع المسنَد إلى ألف الاثنين، فإنَّه لا يكون مبدوءًا إلا بالتاء للدَّلالةِ على تأنيثِ الفِعْل، سواء أكان غائبًا، أم كان حاضرًا مخاطبًا.

والفِعل المضارع المسنَد لواو الجماعة: إمَّا أن يكون مبدوءًا بالياء للدَّلالةِ على الغَيْبة، وإمَّا أن يكون مبدوءًا بالتاء للدَّلالةِ على الخِطاب، وأمَّا الفعل المضارع المسند لياءِ المخاطَبة المؤنَّثة، فإنه لا يكون إلا مبدوءًا بالتاء فقط، وهي دَالَّة على تأنيث الفعل.

فتلخَّص لك أنَّ المسند إلى الألف يكون مبدوءًا بالتاء أو الياء، والمسند إلى الواو كذلك يكون مبدوءًا بالتاء أو الياء، والمسند إلى الياء لا يكون مبدوءًا إلا بالتاء.

وذاكم هي الأمثلةُ على الفعل المضارع المسنَد إلى الألف، وإلى الواوِ، وإلى الياء:
أولاً: الأمثلة على الفعل المضارع المسند إلى الألف:
المثال الأول: قوله - تعالى -: ﴿ وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ ﴾ [الأحقاف: 17].

المثال الثاني: قوله - تعالى -: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ [يوسف: 41].

ثانيًا: الأمثلة على الفعل المضارع المسنَد إلى الواو:
المثال الأول: قوله - تعالى -: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 9].

المثال الثاني: قوله - تعالى -: ﴿ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ ﴾ [الأنبياء: 82].

ثالثًا: الأمثلة على الفِعل المضارع المسنَد إلى الياء:
المثال الأول: قوله - تعالى -: ﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [هود: 73].

المثال الثاني: قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تشتهين تنظرين؟))[1].

وقد عرَّف النحاةُ الأفعالَ الخمسة فقالوا: الأفعال الخَمْسة هي كلُّ فِعل مضارع اتَّصل بآخرِه ألف الاثنين، أو واو الجَمَاعة، أو ياء المخاطَبة.

ويُعبَّر عنها أحيانًا بالأوزان، فيقال: الأمثِلة الخمسة، وهي: تفعلان – يفعلان – تفعلون – يفعلون – تفعلين.

وهكذا كلُّ فعل مضارع إذا أريد جعْله من الأفعال الخمسة يمكن أن تأتيَ به على وزن من الأوزان السابِقة، نحو:
أنتُما تحبَّانِ اللهَ ورسولَه.
أنتم تحبُّون اللهَ ورسولَه
أنتِ تحبِّين اللهَ ورسولَه.
هُما يُحبَّان اللهَ ورسولَه.
هُم يُحبُّون اللهَ ورسولَه.



س100: ضَعْ في كلِّ مكان من الأمكِنة الخالية فِعلاً مِن الأفعال الخمسة مناسبًا، ثم بيِّن على أيِّ شيء يدلُّ حرْف المضارَعة الذي بدأته به:
أ- الأولاد.... في النهر.
ب- الآباء.... على أبنائهم.
ج- أنتما أيها الغُلامان.... ببطء.
د- هؤلاء الرجال.... في الحقل.
هـ- أنتِ يا زينب.... واجبك.
و- الفتاتان.... الجندي.
ز- أنتم أيُّها الرجال.... أوطانكم.
ح- أنت يا سعاد.... بالكُرَة.
الجواب:
أ- يَسبحون – الغَيْبة.
ب- يعطفون – الغَيْبة.
ج- تمشيان – الخِطاب.
د- يَزرعون – الغَيبة.
هـ- تُؤَدِّين – الخِطاب.
و- تُحيِّيَان – الغَيبة.
ز- تحِبُّون – الخِطاب.
ح- تلعبين – الخِطاب.



س101: استعملْ كلَّ فعْل مِن الأفعال الآتية في جُملة مُفيدة:
تلعبان، تؤدِّين، تزْرعون، تحصدان، تُحَدِّثانِ، تسيرون، يسبحون، تَخْدمون، تنشئان، ترضَين[2].
الجواب:
• تَلعبان: أنتما تَلعبانِ بالكُرة.
• تؤدِّين: أنت تؤدِّين عملَكِ بنشاط.
• تزرعون: أنتم تزرعون الأرضَ بجِد.
• تحصدان: أنتما تَحصُدانِ الزَّرْع بسرعة.
• تُحدِّثان: أنتما تُحدِّثان بالواقِع.
• تسيرون: أنتم تسيرون في طريقِ الخير.
• يَسْبَحون: الصيَّادون يَسْبَحون بمهارةٍ شديدة.
• تخدمون: أنتم تخدمون أَبَاكُم بحبٍّ ووفاء.
• تُنشئان: أنتما تُنشِئان رُوحًا طيبة بين الناس.
• تَرضَين: ألاَ تَرضَين يا أيَّتها الفتاة بما يُرضِي الله ورسولَه؟



س102: ضعْ مع كلِّ كلمة مِن الكلمات الآتية فِعلاً مِن الأفعال الخمسة مناسبًا، واجعلْ مع الجميع كلامًا مفيدًا: الطالبان، الغلمان، المسلمون، الرِّجال الذين يؤدُّون واجبهم، أنت أيتها الفتاة، أنتم يا قومِ، هؤلاء التلاميذ، إذا خالفتِ أوامرَ الله.
الجواب:
• الطالبان: الطالبان يجتهدانِ في تحصيلِ العِلم الشرعي.

• الغلمان: الغلمان يَلْعَبون في فناءِ المدرسة.

• المسلمون: المسلمون يَفْدُون الإسلامَ بأرواحهم.

• الرِّجال الذين يؤدون واجبهم: الرِّجال الذين يؤدون واجبَهم هم الذين يتَّقون الله - عزَّ وجلَّ.

• أنتِ أيتها الفتاة: أنتِ أيتها الفتاة تَطلُبين العلمَ الشرعي.

• أنتم يا قومِ: أنتم يا قومِ تُحبُّون الله ورسولَه.

• هؤلاء التلاميذ: هؤلاء التلاميذُ يَتعلَّمون العقيدةَ الصحيحة في المساجد.

• إذا خالفتِ أوامر الله: إذا خالفتِ أوامرَ الله فسوف تَندمِين وقتَ لا ينفع الندم



س103: بيِّن المرفوع بالضمة، والمرفوع بالألِف، والمرفوع بالواو، والمرفوع بثُبوت النون، مع بيانِ كلِّ واحدٍ منها، من بيْن الكلمات الواردة في العبارات الآتية:
• كُتَّاب الملوك عَيْبَتُهم [3] المصونة عندَهم، وآذانهم الواعية، وألسنتهم الشاهدة.
• الشجاعة غريزة يَضعُها الله لمَن يشاء مِن عباده.
• الشكر شُكران: بإظهار النِّعْمة، وبالتحدُّث باللِّسان، وأولهما أبلغُ مِن ثانيهما.
• المتَّقون هم الذين يؤمنون بالله واليوم الآخِر.
الجواب:
الكلمة المرفوعة بالضمة
الكلمة المرفوعة بثبوت النون
كتَّاب

عَيبتهم

المصونة

آذانهم

الواعية

ألسنتهم

الشاهدة

الشجاعة

غريزة

يضعها

الله

يشاء

الشُّكر

أولهما

أبلغ

الكلمة المرفوعة بالألف
شكران


الكلمة المرفوعة بالواو
المتَّقون

الكلمة المرفوعة بثبوت النون
يؤمنون
بيان النوع
جمْع تكسير
اسم مفرد
اسم مفرد
جمْع تكسير
اسم مفرد
جمْع تكسير
اسم مفرد
اسم مفرد
اسم مفرد
فعْل مضارع لم يتصلْ بآخِرِه شيءٌ
اسم فرد[4]
فعْل مضارع لم يتصلْ بآخِرِه شيءٌ
اسم مفرد
مثنًّى
اسم مفرد
اسم مفرد
جمْع مذكَّر سالِم
الأفعال الخَمْسة


س104: أعرِبِ الجُملَ الآتية:
• الرِّجال يقومون.
• أنتِ تقومين.
• جاءتِ المرأتانِ كلتاهما.
الجواب:
الجُملة الأولى: الرِّجال يقومون.

الرِّجال: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة؛ لأنَّه جمْع تكسير.

يقومون: فعْل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصِب والجازم، وعلامة رفْعه ثبوت النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمْسة، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ رفْع فاعل، والجُملة من الفِعل والفاعل في محلِّ رفْع، خبر المبتدأ "الرجال".

الجملة الثانية: أنتِ تقومين:
أنتِ: "أنْ" ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ رفْع مبتدأ، والتاء حرْف خِطاب للمفردة المؤنَّثة.

تقومين: فِعْل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصِب والجازم، وعلامة رفْعه ثُبوت النون؛ لأنَّه مِن الأفعال الخمْسة، والياء ضمير مبنيٌّ على السكون في محلِّ رفْع فاعل، والنون علامة الرَّفْع، والجملة مِن الفعل والفاعل في محلِّ رفْع، خبر المبتدأ "أنتِ".

ولا يصحُّ أن تقول في هذين المثالين: يقوموا، تقومي - بحذف النون؛ لأنَّ هذين الفِعلين مرفوعانِ، والفعل المضارع إذا اتَّصلَتْ به ألفُ الاثنين أو الاثنتين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطَبة المؤنَّثة، ولم يُسبَقْ بناصب أو جازم وَجَب فيه إثباتُ النون[5].

الجملة الثالثة: جاءتِ المرأتان كلتاهما.

جاءت: جاء: جاء فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والتاء تاء التأنيث، حرْف مبنيٌّ على الكسر العارض؛ لالتقاءِ ساكنين، لا محلَّ له مِن الإعراب.

المرأتان: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الألِف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوض عن التنوينِ في الاسم المفرد.

كلتاهما: كلتا توكيد لـ"المرأتان" وتوكيد المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الألِف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مُلحَق بالمثنَّى، وكلتا مضاف، والهاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محل جرِّ مضاف إليه، والميم حرْف عماد، والألِف حرْف دالٌّ على التثنية.



س105: بيِّن ما هو الصحيح لُغةً في هذه العبارات؟ ولماذا؟ مع إعرابها:
• قام أبوك، أم: أباك؟
• قام أبو زيد، أم: أبا زيد؟
• قام الزيْدَانِ، أم: قام الزيْدَينِ؟
• الرِّجال يقوموا، أم: يقومون؟
• قامتِ المسلماتُ، أم: المسلماتِ؟
• قام رجلانِ اثنان، أم: قام رجلين اثنين، أم: قام رجلين اثنان، أم: قام رجلانِ اثنين؟
الجواب:
العبارة الأولى: الصحيح: قام أبوك؛ لأنَّه فاعلٌ مرفوع بالواو.

وإعراب هذه العِبارة هكذا:
قام: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

أبوك: أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمسة، و"أبو" مضاف، والكاف ضمير المخاطَب مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ جر، مضاف إليه.

العبارة الثانية: الصحيح: قام أبو زيد؛ لأنَّه فاعلٌ مرفوع بالواو.

وإعراب هذه العبارة هكذا:
قام: كما تقدَّم في العبارة الأولى.

أبو: فاعل مرفوع، وعلامةُ رفْعِه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمسة، و"أبو" مضاف.

وزيد: مُضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكَسْرة الظاهرة.

ويُلاحَظ في هاتين العبارتين أنَّ كلمة "أبو" أُعرِبت إعرابَ الأسماء الخمسة بالواو رفعًا؛ وذلك لأنَّها أتتْ مفردة، مُكَبَّرة، مضافة إلى غيرِ ياء المتكلِّم، فقد أُضيفتْ في العبارة الأولى إلى ضمير "كاف المخاطَب" وأضيفتْ في العبارة الثانية إلى اسمٍ ظاهر "زيد".

العبارة الثالثة: الصحيح: قام الزيدان؛ لأنَّه فاعلٌ مرفوع، وهو مثنًّى، فيرفع بالألِف.

وإعراب هذه العبارة هكذا:
قام: كما تقدَّم.

الزيدان: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعه الألِف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

العبارة الرابعة: الصحيح: الرِّجال يقومون؛ لأنَّ "يقومون" مِن الأفعال الخمسة، ولم يدخلْ عليها ناصب، ولا جازم، فتُرفع بثبوت النون.

وإعراب هذه العبارة هكذا:
الرِّجال: مبتدأ مرفوعٌ بالابتداء، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة.

يقومون: فعْل مضارع مرفوع، لتجرُّده مِن الناصب والجازم، وعلامة رفْعِه ثبوت النون، والواو ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ رفْع فاعل، والنون علامةُ الرفع.

والجملة مِن الفِعل والفاعل في محلِّ رفْع، خبر المبتدأ "الرِّجال".

العبارة الخامِسة: الصحيح: قامتِ المسلماتُ، بالضمَّة؛ لأنَّها فاعلٌ مرفوع، وهي جمْع مؤنَّث سالِم، وجمْع المؤنَّث السالِم يُرفَع بالضمَّة.

وإعراب هذه العبارة هكذا:
قامتِ: قام: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب، والتاء تاءُ التأنيث، حرفٌ مبنيٌّ على الكسْر العارض لالتِقاءِ ساكنين، لا محلَّ له من الإعراب.

المسلماتُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهرة على آخِرِه.

العبارة السادسة: الصحيح: قام رجلان اثنان. فـ"رجلان" بالألف.

لأنَّه فاعل مرفوع، وهو مثنًّى، والمثنَّى يُرفَع بالألف، و"اثنان" بالألِف أيضًا؛ لأنها توكيدٌ لـ"رجلان" مرفوع، وهي مُلحَقة بالمثنَّى، والملحق بالمثنَّى يُعرَب إعراب المثنَّى، فيرفع بالألِف.

ولماذا لم يجعل "اثنان" مثنًّى حقيقيًّا؟
الجواب:
لأنه ليس له مفردٌ مِن لفْظه، فلا يُقال في مفرد اثنان: اثن، ولكن مفرده من غيرِ لفظه، وهو: واحد.

وإعراب هذه العبارة هكذا:
قام: كما تقدَّم.

رجلان: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعه الألف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

اثنان: توكيد لـ"رجلان" وتوكيد المرفوع مرفوعٌ، وعلامة رفْعِه الألف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مُلحَق بالمثنَّى.



س106: ما تقول في "كلاَّ، وكلتا" هل هما مُلحقانِ بالمثنَّى؟ وما هو شرْط لحوقهما به؟
الجواب:
"كلا، وكلتا" ملحقانِ بالمثنَّى، وشرْط لحوقهما به أن يُضافَا إلى ضمير تثنيَّة، فلا يجوز أنْ يُضافَا إلى ضميرِ إفْراد، أو ضمير جمْع، فلا يجوز: كلاه، أو كلاهم، ونحو ذلك.

[1] البخاري (950)، ومسلم 2/609 (892)، الحديث رقم (19) من كتاب صلاة العيدين.
[2] إنَّما فُتِح هنا الحرف الذي قبل الياء "الضاد" للدَّلالةِ على الألِف المحذوفة، فأصل هذا الفِعل مكوَّن من الفعل المضارع تَرضَى، وياء المخاطبة، ونون الرفع: "ترضين"، فالْتقَى ساكنان: "الألف والياء"، والقاعدة: أنَّه إذا الْتقَى ساكنان، وكان الحرفُ الأول منهما حرفَ عِلَّة، فإنَّه يُحذَف، وبالتالي يُصبح الفعل "ترضَين" وتبقى الضاد مفتوحةً للدَّلالةِ على الألِف المحذوفة. والله أعلم.
[3] عيبة الرجل: موضِع سِرِّه، ج: عيب، وعياب، وعيبات، القاموس المحيط (ع ي ب).
[4] ولا يُقال في حقِّ الله تعالى: مفرد؛ ذكَره الشيخ ابن عثيمين في "شرح الألفية" في أوَّل باب الموصول.
[5] وهذا إجمالاً، وإلا فقدْ تُحذف نون الرفْع مِن الفعل المضارع، وإنْ كان مرفوعًا، لم يسبقْه ناصب، ولا جازم، وانظر "شرح الآجرومية".

leprence30
2013-09-06, 15:35
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (10/44)
أسئلة على نيابة الألف عن الضمة

س94: في كم موضِع تكون الألِفُ علامةً على رفْع الكلمة؟
الجواب:
تكون الألف علامةً على رفْع الكلمة في موضِع واحد فقط، وهو المثنَّى.

س95: ما هو المثنَّى؟ مَثِّل للمثنَّى بمِثالين: أحدهما مُذكَّر، والآخر مُؤنَّث.
الجواب:
المثنى اصطلاحًا هو كل اسم دل على اثنين أو اثنتين بزِيادة ألِف ونون في آخِرِه في حالةِ الرَّفْع، وياء ونُون في آخِرِه في حالتي النَّصْب والجر، أغْنَت هذه الزِّيادة عن العاطِف والمعطوف، صالِح للتجريد.

ومثال المثنَّى المذكَّر، قوله - تعالى -: ﴿ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ﴾ [المائدة: 23]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ﴾ [يوسف: 36].

ومثال المثنَّى المؤنَّث: قوله - تعالى -: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ ﴾ [البقرة: 282]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].

س 96: رُدَّ كل جمْع من الجموع الآتية إلى مفردِه، ثم ثَنِّ المفردات، ثم ضَعْ كل مثنًّى في كلام مفيد، بحيث يكون مرفوعًا، وها هي ذي[1] الجموع: جِمال، أفيال، سيوف، صهاريج، دُوِيٌّ، نجوم، حدائِق، بساتين، قراطيس، مخابز، أحذية، قُمُص، أطبَّاء، طُرُق، شرفاء، مقاعِد، علماء، جُدران، شبابيك، أبواب، نوافذ، آنِسات، رُكَّع، أمور، بلاد، أقطار، تفاحات.
الجواب:
الجمْع
المفرد
المثنَّى
وضْع هذا المثنَّى في كلامٍ مفيد بحيث يكون مرفوعًا
جِمال
جَمَل
جملان
هذان جملانِ في بيتنا
أفيال
فيل
فِيلان
هذانِ فيلانِ كبيران
سيوف
سيْف
سَيفان
هذان سيفانِ حادَّان
صَهاريج
صِهْريج
صِهْريجان[2]
هذان صِهْريجان في منـزلنا
دُوِي
دَواة
دَواتان
هاتانِ دواتان أَحْضرتُهما لأكتُبَ بهما
نجوم
نجم
نجمان
هذان نَجْمان ظهرَا في السماء
حدائق
حديقة
حديقتان
هاتانِ حديقتان جميلتانِ
بساتين
بُسْتان
بستانان
هذان بستانان كبيرانِ
قراطيس
قِرطاس
قِرطاسان
هذان قرطاسانِ أكتُب فيهما
مخابز
مخبز
مخبزان
هذان مخبزانِ في شارِعنا
أحذية
حِذاء
حِذاءان
هذان حذاءانِ ضَخْمان
قُمُص
قميص
قَميصان
هذانِ قَميصان جديدان
أطباءُ[3]
طبيب
طبيبان
هذان طبيبان ماهِران
طرق
طريق
طريقان
هذان طريقانِ يُوصلانِ إلى الجنة
شُرفاء
شريف
شريفان
هذان رجلانِ شريفان
مقاعِد
مقعد
مَقْعَدان
هذان مَقْعدان لَكُما
علماء
عالِم
عالِمان
هذان عالِمان جليلان
جُدران
جِدار
جِداران
هذان جِداران كبيران
شبابيك
شُبَّاك
شُبَّاكان
هذان شُبَّاكان يُطِلاَّنِ على الشارع
أبواب
باب
بابان
هذان بابانِ مُغْلَقان
نوافذ
نافذة
نافِذتان
هاتانِ نافذتانِ تُطِلاَّن على الشارع
آنسات
آنسة
آنستانِ
هاتان آنستانِ محتجبتانِ
رُكَّع
راكِع
راكِعان
هذان رجلانِ رَاكِعان
أمور
أَمْر
أمْران
هذان أمْران جيِّدان
بلاد
بَلَد
بَلدان
هاتانِ بَلدانِ مسلِمتان
أقطار
قُطْر
قُطْران
هَذان قُطْران مسلِمان
تُفَّاحات
تُفَّاحة
تُفَّاحتان
هاتانِ تُفَّاحتان طيِّبتا

س97: ضعْ كلَّ واحد من المثنيات الآتية في كلامٍ مفيد: العالِمان، الواليان، الأَخَوان، المجتهدان، الهاديان، الصَّدِيقان، الحديقتان، الفتاتان، الكتابان، الشريفان، القُطْران، الجِداران، الطبيبان، الأمْران، الفارسان، المقعَدان، العذراوان، السَّيْفان، الماجِدان، الخطابان، الأبوان، البلدان، البستانان، الطريقان، راكعان، دولتان، بابان، تفاحتان، نجمان.
الجواب:
العالمان: العالمان المسلِمان يَخافانِ ربهما.
الواليان: جاء الواليانِ العادلان.
الأخوان: ذَهَب الأخوانِ إلى المسجد.
المجتهدان: المجتهدان في طَلَبِ العِلم الشرعي لهما أجْرٌ كبير.
الهاديان: الكتاب والسُّنة هُمَا الهاديانِ إلى طريق الجنة.
الصديقان: الْتقَى الصديقان في المسجدِ الحرام.
الحديقتان: الحديقتان مملوءتانِ بالأشجار.
الفتاتان: جاءتِ الفتاتانِ مِن المدرسة.
الكتابان: هَذانِ الكتابان جاءَا بالأمس.
الشريفان: جاءَ الشريفانِ إلى مجلس القاضي.
القطران: هذانِ القُطْران يدين أهلُهما بالإسلام.
الجداران: ثبَت الجِداران بالرغم مِن شِدَّة الزلزال.
الطبيبان: اعتنَى الطبيبانِ بالمريض عنايةً فائقة.
الأمران: هذان الأمران وصلاَ الآن من الأمير.
الفارسان: حضَر الفارسانِ إلى أرضِ المعركة.
المقعدان: هذان المقعدانِ لَكُما.
العَذْراوان[4]: الفتاتان العَذْراوان تُجيدانِ القراءة.
السيفان: برَق السيفانِ في ضوء الشمس.
الماجدان: الطالبانِ الماجدان أحقُّ بالاحترام من غيرهما.
الخطابان: أتَى الخِطابان بنصر المسلمين وسحْق اليهود[5].
الأبوان: حضَر الأبوانِ إلى المسجد.
البلدان: هذانِ البلدان انتصَر فيهما المسلِمون على اليهود.
البستانان: البستانان خرجَتْ ثِمارُهما طيِّبة بإذن ربهما.
الطريقان: هذانِ الطريقان، طريقَا الكتاب والسُّنَّة، يُوصلان إلى رِضوانِ الله - عزَّ وجلَّ.
راكعان: هذان رَجُلان راكعانِ.
دولتان: مصْر والجزائر دولتانِ تقعان على ساحلِ البحر الأبيض المتوسط.
بابان: المعتزلة والرافِضة بابان للشرِّ.
تُفَّاحتان: وقعَتْ تفاحتان على الأرض أثناءَ جَنْي الثمار.
نجمان: سقَط نجمانِ البارحة من السَّماء.

س98: ضعْ في الأماكن الخالية من العبارات الآتية ألفاظًا مُثنَّاة:
(أ) سافر..... إلى مصر ليشاهدا آثارها.
(ب) حضر أخي، ومعه..... فأكرمتهم.
(جـ) وُلِدَ لخالد... فسمى أحدهما محمدًا، وسمى الآخر عليًّا.
الجواب:
(أ) السائحان (ب) صاحباه.
(جـ) ذَكَران.


س 99: أعرِب الجُمل الآتية:
(أ) جاء العمران؛ أبو بكر وعمر.
(ب) قامت المرأتان.
(جـ) احترقت السيارتان.
(د) استنار القمران.
الجواب:
المثال الأول: جاء العُمران أبو بكر وعمر:
جاء: فِعل ماضٍ مبني على الفتح.
العمران: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الألف نيابةً عن الضمة؛ لأنه ملحَق بالمثنَّى.
أبو: بدل من "العمران" مرفوع؛ لأنَّ بدل المرفوع يكون مرفوعًا، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وأبو مضاف.
وبكر: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
وعمر: الواو حرْف عطف، وعمر معطوف على "أبو" مرفوع، وعلامة رفعه الضَّمَّة الظاهرة في آخِرِه، ولم ينوَّن للعلمية والعدل.

المثال الثاني: قامتِ المرأتان:
قامت: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، والتاء تاء التأنيث، حرْف مبني على الكسر العارِض لالتقاءِ ساكنين.
المرأتان: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى.

المثال الثالث: احترقتِ السيَّارتان:
احترقت: فعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، والتاء تاء التأنيث، حرْف مبني على الكسر العارض لالتِقاء ساكنين.
السيَّارتان: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعِه الألف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنه مثنًّى.

المثال الرابع: استنار القمران:
استنار: فِعْل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.
القمران: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعِه الألف نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مُلْحق بالمثنى.

وإنَّما كان "القَمَران" و"العمران" ملحقَيْن بالمثنَّى، وليسَا مثنيين؛ لأنَّهما وإن كانَا وردَا على صورة المثنَّى، لكنَّهما فقدَا شرطًا من شروط التثنية، وهو أن يتَّفق الاسمان المراد تثنيتهما في اللفْظ.

والقاعدة عندَ النحاة: أنَّ الكلمة التي وردتْ في اللغة على صورةِ المثنى، لكنها فقدَتْ بعض الشروط الواجبِ توافرُها في الكلمة ليصحَّ تثنيتها، أو لم ينطبقْ عليها معنى المثنَّى، فإنَّها تكون مُلْحَقة بالمثنَّى؛ ولذلك ألحق النَّحاة "القَمَران" "والعُمَران" بالمثنَّى. والله أعلم.

[1] ذي: اسم إشارة للمفردة المؤنَّثة.
[2] الصِّهْريج – بكسر الصاد: حوض يجتمع فيه الماء، مختار الصحاح (ص ر هـ ج).
[3] لا تُصرَف؛ لأنَّها مختومة بألف التأنيث الممدودة الزائدة.
[4] العذراوان: تثنية عَذْراء، وعَذْارء - كما هو معلوم – اسمٌ ممدود، والنُّحاة، قد ذَكَروا أنَّ الاسم الممدود عند تثنيته تُقلب همزته واوًا إن كانتْ للتأنيث، وتبقى على حالها إنْ كانت أصلية، ويجوز الوجهان إن كانتْ للإلحاق، أو منقلبة عن أصْل، نحو: صحراوان، وإنشاءان، وعلباءان، أو علباوان، وسماءان أو سماوان؛ انظر "القواعد الأساسية" للهاشمي (ص56).
[5] اللهمَّ عجِّل بنصْر المسلمين على اليهود يا حيُّ يا قيوم.

leprence30
2013-09-06, 15:39
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (9/44)
أسئلة على نيابة الواو عن الضمة

س82: لماذا أتى المؤلِّف - رحمه الله - بعلامة الواو بعد علامة الضمَّة؟
الجواب: أتى المؤلف - رحمه الله - بالواو بعد الضمَّة، ولم يأتِ بالألف، ولا النون بعدها؛ لأنَّ الضمَّة إذا أُشبعت تولَّد منها الواو، فالواو أقربُ شيء للضمَّة؛ فلهذا جعَلَها المؤلف تُواليها.

س83: في كم موضع تكون الواوُ علامةً للرفع؟ وما هو الدليل على ذلك؟ وما هُما هذان الموضِعان؟
الجواب: تكون الواو علامةً للرفع في موضعين، والدليل على ذلك هو التتبُّع والاستقراء، فإنَّ علماء اللُّغة - رحمهم الله - تَتبَّعوا كلامَ العرب، فوجدوا أنَّ الذي يُرفع بالواو لا يَعْدو شيئين.

وهذان الموضعان هما: جمْع المذكَّر السالِم، والأسماء الخمسة.



س84: ما هو جمع المذكر السالم؟ مَثِّل لجمْع المذكر السالِم في حال الرفع بثلاثة أمثلة.
الجواب: جمع المذكر السالِم هو: اسمٌ دالٌّ على أكثرَ من اثنين، بزيادة واو ونون في حال الرفْع، وياء ونون في حالتي النصب والجر، صالح للتجريد عن هذه الزِّيادة، وعَطْف مثله عليه.

وأمَّا الأمثلة على جمْع المذكَّر السالِم في حال الرَّفْع، فهي:
المثال الأول:
قال - تعالى -: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ ﴾ [التوبة: 81].

المثال الثاني:
قال - تعالى -: ﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [النساء: 162].

المثال الثالث:
قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 8].

فكلٌّ من "المخلفون"، و"الراسخون"، "المؤمنون"، "المجرمون" جمع مذكَّر سالِم، دال على أكثرَ من اثنين، بسببِ الزيادة في آخرِه - وهي الواو والنون - وهو صالِح للتجريد مِن هذه الزيادة، ألاَ ترى أنَّك تقول: مُخلَّف، وراسِخ، ومؤمن، ومجرم.

وكلُّ لفظ مِن ألفاظ الجموع الواقِعة في هذه الآيات مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابة عن الضمَّة، وهذه النون التي بعدَ الواو عوض عن التنوين في قولك:
"مُخَلَّفٌ" وأخواته، وهو الاسم المفرد.



س85: اذكرِ الأسماء الخمسة، واذكر ما الذي يُشترط في رفعها بالواو نيابةً عن الضمَّة؟

ولو كانتِ الأسماء الخمسة مجموعةً جمْع تكسير فبماذا تُعرِبها؟ ولو كانت الأسماء الخمسة مثنَّاة فبماذا تُعربها؟ ومَثِّل بمثالين لاسمين من الأسماء الخمسة مثنيين، وبمثالين آخرين لاسمَينِ منها مجموعين.

ولو كانتِ الأسماء الخمسة مصغَّرة فبماذا تُعرِبها؟

ولو كانت مضافةً إلى ياءِ المتكلِّم فبماذا تُعرِبها؟

وما الذي يشترط في "ذو" خاصَّة؟ وما الذي يشترط في "فوك" خاصَّة؟

الجواب: الأسماء الخمسة هي: أبوكَ، وأخوكَ، وحموكِ، وفوكَ، وذو مالٍ.

ويُشترط في رفعها بالواو نيابةً عن الضمَّة: أن تكون مُفردة، مُكَّبرة، مضافة، وأن تكون إضافتها إلى غيرِ ياء المتكلِّم.

ومثال ما تمَّت فيه الشروط: قوله - تعالى -: ﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ ﴾ [يوسف: 94]، وإعراب هذه الآية هكذا:

قال: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح.

أبوهم: أبو: فاعل - لأنَّه هو الذي صدَر منه القول - مرفوع، وعلامة رفْعه الواو، لأنه من الأسماء الخمسة، و"أبو" مضاف، و"هم" مضافٌ إليه.

ولو كانتِ الأسماء الخمسة مجموعةً جمْع تكسير، فإنَّها تُرفع بالضمَّة، لا بالواو، كما سبق أنْ ذكَرْنا أنَّ جمع التكسير يُرفع بالضمة.

ولو كانتْ مُثنَّاة: أُعربت إعرابَ المثنى، بالألف رفعًا، وبالياء نصبًا وجرًَّا.

ومثال الأسماء الخمسة المثنَّاة أن تقول: أبواك ربَّيَاك، وأخواك علَّماك.

فكل من "أبواك، وأخواك" مثنيان، وهما مرفوعانِ بالألف، لا بالواو؛ لأنَّهما مثنَّيان.

ومثال الأسماء الخمسة المجموعة جمْعَ تكسير:
قوله - تعالى -: ﴿ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ﴾ [النساء: 11]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، فكلٌّ من (آبَاؤُكُمْ، وإخوة) جمعَا تكسير، وهما مرفوعانِ بالضمَّة، لا بالواو، لأنهما جمعَا تكسير.

ولو كانتِ الأسماء الخمسة مصغَّرة، فإنها تُرفع بالضمة، تقول: هذا أُبَيٌّ وأُخَيٌّ.

فكل من "أُبَيّ، وأُخَيّ" مرفوعانِ، وعلامة رفعهما الضمَّة الظاهرة، على الرغم مِن كونهما من الأسماء الخمْسة؛ وذلك لأنهما مُصغَّران.

ولو كانتْ مضافةً إلى ياء المتكلم:
فإنها تُرْفَع بضمَّة مُقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم، منَع من ظهورها اشتغال المحل بحرَكة المناسبة؛ لأنَّ ياء المتكلِّم يناسبها الكسرة.

ومثال إضافة الأسماء الخمسة لياءِ المتكلِّم تقول:
حضر أبي وأخي.

فـ"أبي" فاعل بـ"حضر" مرفوع، وعلامة رفْعِه ضمَّة مُقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منَع من ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسبة.

و "أخي" معطوف على "أبي" المرفوع، مرفوع، وعلامة رفْعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منَع من ظهورها اشتغالُ المحل بحرَكة المناسبة.

ويُشترط في "ذو" خاصَّة شرطان:
1- أن تكون بمعنى "صاحب"، احترازًا مِن "ذو" التي بمعنى "الذي" كما هي لغة طيِّئ.

2- أن يكون الذي تُضاف إليه اسمَ جنس ظاهرًا، غير صفة، نحو: جاءني ذو مال، ولا يجوز: جاءني ذو قائم.

ويشترط في "فوك" خاصَّة أن تكون خاليةً من الميم.



س86: قال الله تعالى: ﴿ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ﴾ [الأعراف: 71].
"آباؤكم" ما هي علامة رفْعها؟

الجواب: علامة رفْعها الضمَّة؛ وذلك لأنَّها جمع تكسير، وجمْع التكسير يُرفع بالضمة، ولم تُرفعِ بالواو على الرغم مِن كونها من الأسماء الخمسة؛ لأنَّ مِن شرط رفع الأسماء الخمسة بالواو أن تكون مُفرَدة، وهذه جمْع، كما سبق.

س87: قال شاعر طيِّئ سنان بن الفحل:

فَإِنَّ الْمَاءَ مَاءُ أَبِي وَجَدِّي
وَبِئْرِي ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ
ما تقول في "ذو" هنا، هل هي مِن الأسماء الخمسة؟
الجواب: لا؛ لأنَّها ليست بمعنى "صاحب" ولكنَّها بمعنى "الذي"؛ ولهذا لا تُعرَب إعراب الأسماء الخمسة، وتكون مبنيَّة على السكون دائمًا؛ أي: في حالة الرفْع النصْب والجر.



س88: قال - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105].
ما تقول في "ذو" هنا، هل هي مِن الأسماء الخمسة؟

الجواب: نعم؛ وذلك لأنَّها استوفتِ الشروط كلها، فهي مفردة مكبَّرة، مضافة، إلى غير ياء المتكلِّم، وهي بمعنى "صاحب"، وهي مضافة إلى اسمِ جِنس ظاهر، غير صفة؛ ولذلك فهي مرفوعةٌ بالواو نيابةً عن الضمَّة.

وإعراب هذه الآية يكون هكذا:
اللهُ: لفظ الجلالة، مبتدأ مرفوعٌ بالابتداء، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.

ذو: خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، وذو مضاف.

والفضلِ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة.

العظيمِ: صفة لـ"الفضل" مجرورة؛ لأنَّ صفة المجرور مجرورة، وعلامة جرِّها الكسْرةُ الظاهِرة.



س89: تقول: هذا فمُك، برفْع "فم" بالضمَّة، فلماذا لم تُرفعْ بالواو؟
الجواب: لأنَّ مِن شروط رفْع "فو" بالواو أن تكون خاليةً من الميم، وهنا بها ميم؛ ولذلك تُرفَع بالضمَّة؛ لأنها اسمٌ مفرد.



س90: أعرب ما يلي:
• قَعَد أبوك وراءك.
• جاء أبوان.

الجواب: قعَد: فعل ماضٍ، مبني على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

أبوك: أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه من الأسماء الخمْسة، وأبو مضاف، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ جر مضاف إليه.

وراءك: وراء: ظرْف مكان منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهرة، ووراء مُضاف، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ جر، مضاف إليه.

المثال الثاني:
جاء أبوان.

جاء: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

أبوان: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعه الألف نيابةً عن الضمة؛ لأنَّه مثنًّى.

وهي هنا لا تُرفع بالواو، وعلى الرغم مِن كونها من الأسماء الخمسة؛ وذلك لأنَّها فَقَدَتْ شرْطَ الإفراد، فهي مثنًّى.



س91: بيِّن المرفوع بالضَّمَّة الظاهرة، أو المقدَّرة، والمرفوع بالواو مع بيان نوْع كل واحد منها، مِن بين الكلمات الواردة في الجُمل الآتية:
• قال الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 5].

• قال الله تعالى: ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ [الكهف: 53].

• الفِتْنة تُلْقِحُها النَّجْوى، وتنتجها الشكوى.

• إخوانك هم أعوانُك إذا اشتدَّ بك الكرب، وأُسَاتُك[1] إذا عضَّك الزمان[2].

• النائِبات محكُّ الأصدقاء.

• أبوك يتمنَّى لك الخير، ويَرْجو لك الفَلاح.

• أخوك الذي إذا تَشكو إليه يشكيك[3]، وإذا تدعوه عندَ الكرب يُجيبك.

الجواب:

الكلمة المرفوعة بالواو
نوع الكلمة


المؤمنون
جمْع مذكَّر سالِم


خاشعون
جمْع مذكَّر سالِم


معرضون
جمْع مذكَّر سالِم


فاعلون
جمْع مذكَّر سالِم


حافظون
جمْع مذكَّر سالِم


المجرمون
جمْع مذكَّر سالِم


مواقعوها
جمْع مذكَّر سالِم

الكلمة المرفوعة بالضمة الظاهرة
الكلمة المرفوعة بالضمة المقدرة
الكلمة المرفوعة بالواو
نوع الكلمة
الفِتنة


اسم مفرد
تلقحها


فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ

النَّجْوى

اسم مفرد
تنتجها


فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ

الشكوى

اسم مفرَد
إخوانك


جمْع تكسير
أعوانك


جمْع تكسير
الكرب


اسم مفرد
أساتك


جمْع تكسير
الزمان


اسم مفرد
النائبات


جمْع مؤنث سالِم
محكّ


اسم مفرد


أبوك
الأسماء الخمسة

يتمنى

فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ

يرْجو

فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ


أخوك
الأسماء الخمسة

تشكو

فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ

يشكيك
تَدْعُوه

فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ
يجيبك


فِعْل مضارِع لم يتَّصلْ بآخِرِه شيءٌ


س92: ضَعْ في الأماكن الخالية مِن العبارات الآتية اسمًا من الأسماء الخمسة المرفوعة بالواو:
أ - إذا دعاك..... فأجبه. ب- لقد كان معي..... بالأمس.
ج - ... كان صديقًا لي. د- هذا الكتاب أرْسَله لك.......

الجواب:
أ - أبوك. ب- أخوك.
ج- حَمُوك. د- ذو علم.



س93: ضعْ في المكان الخالي من الجُمل الآتية جمْع تكسير مرفوعًا بضمَّة ظاهرة في بعضها، ومرفوعًا بضمَّة مقدَّرة في بعضها الآخَر.
أ - .......أعوانك عند الشدة.

ب- حضر..... فأكرمتهم.

ج- كان معنا أمس...... كرام.

د- ..... تفضح الكذوب.

الجواب:
أ- إخوانك. ب- أصحابي.
ج- فتيان. د- المحن.

[1] أساة جمع آسٍ، وهو الطبيب، القاموس المحيط (أ س و) .
[2] سُئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن حُكم سبِّ الدهر كما في كتاب "فتاوى العقيدة" (ص: 59).

فأجاب قائلاً:
سبُّ الدهر ينقسِم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
أن يقصدَ الخبر المحض دون اللَّوْم، فهذا جائزٌ، مثل أن يقول: تعبْنَا من شدَّة حرِّ هذا اليوم، أو برده، وما أشبه ذلك؛ لأنَّ الأعمال بالنيات، واللفظ صالِح لمجرَّد الخبر*.

القسم الثاني:
أن يسبَّ الدهر على أنه هو الفاعِل، كأن يقصد بسبِّه الدهر أنَّ الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر، فهذا شِرْك أكبر؛ لأنَّه اعتقد أنَّ مع الله خالقًا، حيث نسب الحوادث إلى غير الله، وكل مَن اعتقد أن مع الله خالقًا فهو كافر، كما أنَّ من اعتقد أنَّ مع الله إلهًا يستحقُّ أن يعبد فإنه كافِر. =
_____________________
* وعلى هذا يحمل المثال الذي ذكرَه الشيخ محمد محيي الدين - رحمه الله.

ومنه قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها)) الحديث، فليس هذا الحديث من بابِ السب؛ إنما هو من باب الخبَر، وأنه لا خيرَ فيها إلا عالِم، أو متعلِّم، أو ذكر الله، وما ولاه.

ومنه أيضًا قوله - تعالى - عن لوط - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [هود: 77]؛ أي: شديد، وقوله - تعالى - عن قوم عاد: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ﴾ [القمر: 19].

=القسم الثالث:
أن يُسبَّ الدهر، لا لاعتقادِه أنه هو الفاعل، بل يعتقد أنَّ الله هو الفاعل، ولكن يسبه؛ لأنَّه محل لهذا الأمر المكروه عنده، فهذا مُحرَّم؛ لأنَّه منافٍ للصبر الواجب، وهو مِن السفه في العقل، والضلال في الدين، لأنَّ حقيقة سبه تعود إلى الله - سبحانه - لأنَّ الله - تعالى - هو الذي يُصرِّف الدهر، ويكون فيه ما أراد مِن خير أو شر، فليس الدهر فاعلاً، وليس هذا السب بكُفر؛ لأنه لم يسبَّ الله - تعالى - مباشرة، ولو سبَّ الله مباشرة لكان كافرًا . ا.هـ.

وقال ابن القيم - رحمه الله - في "زاد المعاد" (2/355): فسابُّ الدهر دائرٌ بين أمرين، لا بدَّ له من أحدهما: إما سبه لله، أو الشرك به، فإنَّه إذا اعتقد أنَّ الدهر فاعل مع الله، فهو مشرِك، وإنِ اعتقد أنَّ الله وحده هو الذي فعَل ذلك وهو الذي يسبُّ مَن فعله، فقد سبَّ الله. ا.هـ
[3] يقال: أشكى فلانًا؛ يعني: أرْضاه وأزال سببَ شكواه، ويُقال: أشْكاه على ما يشكوه: أعانه، المعجم الوسيط (ش ك و).

leprence30
2013-09-06, 15:40
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (8/44)
أسئلة على باب معرفة علامات الإعراب، ومواضع الضمَّة

س69: كم علامات الرَّفْع؟ وما هو دليلُ انحصارها في هذا العدد؟ وما هي هذه العلامات؟
الجواب: علاماتُ الرَّفْع أربعة، ودليلُ انحصارها في أربعةٍ هو التتبُّع والاستقراء، وهذه العلاماتُ هي: الضمَّة، والواو، والألِف، والنون.


س70: في كم موضعٍ تكون الضمَّة علامةً للرفع؟
الجواب: تكون الضمَّة علامةً للرَّفْع في أربعةِ مواضع: في الاسم المفرد، وجمْع التكسير، وجمْع المؤنث السالِم، والفِعل المضارع الذي لم يتصلْ بآخِره شيء .


س71: ما المراد بالاسمِ المفرَد هنا؟
الجواب: يُقصَد بالاسم المفرد هنا ما دلَّ على واحِد أو واحدة، فالمرادُ بالاسم المفرد ها هنا ما ليس مثنًّى ولا مجموعًا، ولا مُلحقًا بهما، ولا مِن الأسماء الخمْسَة، سواءٌ أكان المرادُ به مُذكَّرًا، مثل محمد، وعلي، وحمزة، أمْ كان المرادُ به مُؤنَّثًا، مثل: فاطمة، وعائشة، وزينب.

وسواء أكانتِ الضمَّة ظاهرة، كما في نحو: حضَر محمَّدٌ، وسافرتْ فاطمةُ، أمْ كانت مُقدَّرة، نحو: حضَر القاضِي والفتَى وغلامِي، ونحو: تزوجتْ لَيْلَى ونُعْمَى.

فإنَّ "محمد" و"فاطمة" مرفوعانِ، وعلامة رفعِهما الضمَّةُ الظاهِرة.

و"الفتى" ومثله "ليلى" و"نُعْمى" مرفوعات، وعلامة رفعهنَّ ضمَّة مقدَّرة على الألف، منَع مِن ظهورها التعذُّر.

و"القاضي" مرفوع، وعلامة رفْعِه ضمَّة مقدَّرة على الياء، منَع مِن ظهورها الثِّقل.

و"غلامي" مرفوع، وعلامة رفْعِه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منَع مِن ظهورِها حَرَكة المناسَبة.


س73: مَثِّل للاسمِ المفرد بأربعةِ أمثلة؛ بحيث يكون الأوَّل مُذكَّرًا والضمة ظاهرة على آخِرِه، والثاني مذكَّرًا والضمَّة مُقدَّرة، والثالث مؤنثًا والضمَّة ظاهِرة، والرابع مؤنثًا والضمة مقدَّرة.
الجواب:
المثال الأول: المثال على إتيانِ الاسم المفرَد مُذكَّرًا مرفوعًا بضمَّة ظاهرة على آخِره: قال - تعالى -: ﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي ﴾ [نوح: 21].

الشاهد في الآية: قوله - تعالى -: ﴿ نُوحٌ ﴾، فهو اسمٌ مفرد، مذكَّر، مرفوع بالضمَّة الظاهرة.

المثال الثاني: المثال على إتيانِ الاسمِ المفرَد مذكَّرًا مرفوعًا بضمَّة مقدَّرة: قال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67].

الشاهد في الآية: قوله: ﴿ مُوسى ﴾، فهو اسمٌ مفرَد، مذكَّر، مرفوع بالضمَّة المقدَّرة، منَع مِن ظهورِها التعذُّر؛ لأنَّه اسمٌ مقصور.

المثال الثالث: المثال على إتيان الاسمِ المفرَد مؤنَّثًا مرفوعًا بضمَّة ظاهِرة: قال - تعالى -: ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ﴾ [النمل: 18].

الشاهد في الآية: قولُه - تعالى -: ﴿ نملةٌ ﴾، فهي اسمٌ مفرد، مؤنَّث، مرفوع بالضمَّة الظاهرة.

المثال الرابع: المثال على إتيانِ الاسم المفرَد مؤنَّثًا مرفوعًا بضمَّة مقدَّرة: قال - تعالى -: ﴿ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 18].

الشاهد في الآية: قوله - تعالى -: ﴿ عَصَايَ ﴾، فهي اسمٌ مفرَد، مؤنَّث، مرفوع بالضمَّة المقدَّرة على الألِف.


س73: ما هو جمْع التكسير؟ وعلى كم نَوْعٍ يكون التغيُّر في جمْع التكسير؟ مع التمثيلِ لكلِّ نوع بمثالين؟
الجواب: جمْع التكسير: هو ما دلَّ على أكثرَ مِن اثنين، أو اثنتين، مع تغيُّر في صيغة مفرَدِه.

وأنواع التغيُّر الموجودة في جموعِ التكسير سِتَّة، هي:
1- تغيُّر بالشَّكْل، ليس غير، نحو: أَسَد، وأُسْد، ونَمِر، ونُمُر؛ فإنَّ حروفَ المفرَد والجمْع في هذين المثالَيْنِ متحدِة، والاختلاف بيْن المفرَد والجمْع إنَّما هو في شَكْلِها.

2- تغيُّر بالنقْص، ليس غير، نحو: تُهَمة وتُهَم، شَجَرة وشَجَر، فأنتَ تجد الجمعَ قد نقْص حرفًا في هذين المثالَين - وهو التَّاء - وباقي الحروف على حالِها في المفرد.

3- تغيُّر بالزِّيادة: ليس غير، نحو: صِنْوٌ، وصِنْوانٌ[1]، في مثل قوله تعالى: ﴿ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ ﴾ [الرعد: 4].

4- تغيُّر في الشَّكل مع النَّقص، نحو: سَرِير وسُرُر، وكتاب وكُتُب، وأَحْمَر وحُمْر، وأبيض وبِيض.

5- تغيُّر في الشَّكْل مع الزيادة، نحو: سَبَب وأسباب، وبطَل وأبطال، وهِند وهُنود، وسَبُع وسِباع، وذِئْب وذِئاب، وشُجاع وشُجْعَان.

6- تغيُّر في الشَّكل مع الزيادة والنقْص جميعًا، نحو: كريم وكُرَماء، ورَغِيف ورُغْفان، وكاتب وكُتَّاب، وأمير وأُمَراء.


س74: مَثِّلْ لجمع التكسيرِ الدالِّ على مُذَكَّرِينَ، والضمَّة مقدَّرة، ولجمعِ التكسير الدالِّ على مؤنثات، والضمَّة ظاهرة؟
الجواب: أولاً: مثال جمْع التكسير الدال على مُذَكَّرِينَ، والضمَّة مقدَّرة: تقول: حضَرَ الجَرْحَى وغِلْماني. فكلٌّ مِن "الجرْحَى، وغِلْماني" جمع تكسير، دالٌّ على مُذَكَّرِينَ، وهما مرفوعانِ بضمَّة مقدَّرة، منَعَ من ظهورها في "الجرحَى" التعذُّر، وفي "غلماني" اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسبة.

ثانيًا: مثال جمْع التكسير الدالِّ على مؤنثات، والضمَّة ظاهرة:
تقول: قامتِ الزَّيانِبُ، فـ"الزيانب" جمْعُ تكسير دالٌّ على مؤنثات، وهو مرفوعٌ بضمَّة ظاهرة.


س75: ما هو جمْع المؤنَّث السالِم؟ وهل تكون الضمَّة مقدَّرةً فيه؟ وإذا كانتِ الألفُ غيرَ زائدة في الجمْع الذي في آخره ألفٌ وتاء، فمِن أيِّ نوع يكون، مع التمثيل؟ وكيف يكون إعرابُه؟
الجواب: جمع المؤنَّث السالِم: هو ما دلَّ على أكثرَ مِن اثنين، أو اثنتين بزِيادة ألف وتاء في آخِرِه، نحو زَيْنَبات، قِطارات، خِطابات.

والضمَّة لا تكون مُقدَّرة في جمْع المؤنَّث السالِم إلا عندَ إضافته لياءِ المتكلِّم؛ نحو: هذه شَجَراتي وبقَرَاتي، والمانِع هنا مِن ظهورِ الحرَكة هو اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسَبة.

وإذا كانتِ الألفُ غيرَ زائدة في جمْع المؤنَّث السالِم، بل كانتْ أصلية فهو جمعُ تكسير.

ومثال ذلك: "قُضَاة، وغُزَاة"، جمْع "قاضي، وغازي" فهما جمعَا تكسير، وليسَا جَمْعَيْ مؤنَّثٍ سالمَين؛ لأنَّهما تغيَّرَ فيهما بناءُ المفرَد، ولأنَّ الألفَ فيهما أصلية؛ لأنَّ أصل "قُضَاة، وغُزَاة": "قُضَيَة، وغُزَوَة"؛ لأنَّهما من "قَضَيْتُ، وغَزَوتُ" فلمَّا تحرَّكت الواو والياء وانفتَح ما قبلهما، قُلِبتا ألِفَيْن، والله أعلم.

وإعراب هذا الجمْع في هذه الحالة يكون إعرابَ جمْع التكسير.


س76: متى يُرْفَع الفعل المضارع بالضمَّة؟ مَثِّل بثلاثةِ أمثلة مختلفة للفِعل المضارع المرفوع بضمة مقدَّرة.
الجواب: يُرْفَع الفعلُ المضارع بالضمَّة إذا لم يتصلْ بآخرِه شيء، فإذا اتَّصل بآخِرِه شيءٌ فإنَّه لا يُرفع بالضمَّة.

فالفِعل المضارع قد يتصل بآخِره ما يوجب بناءَه، أو ينقُل إعرابَه من الرفع بالضمَّة إلى الرفع بثُبوت النون.

والذي يُوجب بناءَه شيئان:
أولاً: نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة: فإذا اتَّصل الفعل المضارع بأحدِهما خرَج عن الإعراب إلى البناء، فيُبنَى على الفتح، نحو قوله - تعالى -: ﴿ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32].

ثانيًا: نون النِّسوة: فإذا اتَّصل بها الفِعل المضارع بُنِيَ على السُّكون، نحو قوله - تعالى -: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ ﴾ [البقرة: 233]، فالفعل "يُرْضِعن" هنا مبنيٌّ على السكون.

والذي ينقُل إعرابَه من الرفْع بالضمَّة إلى الرفْع بثُبوت النون اتِّصالُه بواحدٍ مِن ثلاثة ضمائر:
1- ألِف الاثنين، نحو: يَكتُبان، ينصران.
2- واو الجماعة، نحو: يَكْتُبون، ينصرون.
3- ياء المخاطبة: نحو: تَكْتُبينَ، تَنْصُرينَ.

فإذا اتَّصل الفعلُ المضارع بواحدٍ مِن هذه الضمائر الثلاثة، فإنَّه لا يُرْفَع بالضمَّة حينئذٍ؛ بل يُرْفع بثبُوت النونِ، والألِفُ، أو الواو، أو الياء، فاعل، والله أعلم.

وأمَّا الأمثلة على الفِعل المضارع المرفوع بضمَّة مُقدَّرة، فهي:
1- المثال الأوَّل: قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].
فالفعل "يخشَى" فعلٌ مضارع مرفوعٌ بضمَّة مقدَّرة على الألف، منَع من ظهورها التعذُّرُ.

2- المثال الثاني: قال - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾ [يونس: 25]، فالفِعل "يدعو" فعلٌ مضارع مرفوعٌ بضمَّة مقدَّرة على الواو، منَع من ظهورها الثِّقلُ.

3- المثال الثالث: قال - تعالى -: ﴿ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ﴾ [المرسلات: 32]، فالفعل "ترمي" فعلٌ مضارع مرفوعٌ بضمَّة مقدَّرة على الياء، منَع من ظهورها الثِّقلُ.


س77: علمنا ممَّا سبَق أنَّ الذي يُرفَع بالضمَّة من كلمات العرَب أربعة أشياء، هي: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالِم، والفعل المضارع الذي لم يتصلْ بآخِرِه شيءٌ، وغير ذلك لا يُرْفَع بالضمَّة، وهل يُمكِنك أن ترفَع واحدًا من هذه الأربعة بغيرِ الضمَّة؟
الجواب: لا، تقول: انْدَكَّتِ الجبالُ، وقام الرجالُ، ويذهب الرجلُ، ولا يصحُّ على سبيل المثال أن تقول: يذهبِ - بالكسرِ - لأنَّه فعل مضارعٌ لم يتصلْ بآخرِه شيء، فيجبُ أن يكون مرفوعًا بالضمَّة.


س78: قولك: النِّساء يَعْفُون. الفعل "يَعْفُونَ" هنا هل هو مرفوعٌ بالضمَّة أم لا؟
الجواب: لا؛ لاتِّصاله بنون النِّسوة، والمؤلف - رحمه الله - اشترَط حتى يُرفَع الفعل المضارع بالضمة ألاَّ يتَّصل بآخِرِه شيءٌ.


س79: قوله - تعالى -: ﴿ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴾ [الهمزة: 4]، الفِعل "لَيُنْبَذَنَّ" هل هو مرفوعٌ بالضمَّة أم لا؟
الجواب: لا؛ لاتِّصاله بنون التوكيد.


س80: قولك: الرِّجال يقومون. الفعل "يقومون" هل هو مرفوعٌ بالضمَّة أم لا؟
الجواب: لا؛ لاتِّصاله بواو الجماعة.


س81: بيِّن المرفوعات بالضمَّة وأنواعها، مع بيانِ ما تكون الضمَّة فيه ظاهرةً، وما تكون الضمَّة فيه مُقدَّرة، وسبب تقديرِها، مِن بين الكلمات الواردة في الجمل الآتية؟

* قالت أعرابيَّةٌ لرجل: ما لكَ تُعطي ولا تَعِدُ؟ قال: ما لكِ والوَعْد؟
قالت: يَنْفَسِح به البَصَر، وينتشر فيه الأَمَل، وتَطيب بذِكْرِه النُّفوس، ويُرْخَى به العَيْش، وتُكْتَسب فيه المَودَّاتُ، ويُرْبَحُ به المَدْحُ والوفاء.
• الخَلْقُ عبادُ الله، فأحبُّهم لله أنفعُهم لعبادِه.
• أَوْلى الناس بالعفوِ أقدرُهم على العقوبة.
• النِّساءُ حبائلُ الشيطان.
• عندَ الشدائد تُعرَف الإخوان.
• تهون البلايا بالصَّبْر.
• الخطايا تُظلِم القَلْب.
• القِرَى إكرامُ الضيف.
• الدَّاعي إلى الخيرِ كفاعلِه.
• الظُّلمُ ظلماتٌ يومَ القيامة.

الجـواب:
الكلمات المرفوعة بالضمة
بيان هل الضمة ظاهرة أم مقدرة
سبب التقدير
أعرابيةٌ
ظاهرة

تُعْطي
مقدرة
الثِّقل
تعدُ
ظاهرة

ينفسحُ
ظاهرة

البصرُ
ظاهرة

ينتشرُ
ظاهرة

الأملُ
ظاهرة

تطيب ُ
ظاهرة

النفوسُ
ظاهرة

يرخى
مقدرة
التعذُّر
العيش ُ
ظاهرة

تكتسبُ
ظاهرة

المودَّاتُ
ظاهرة

يربح ُ
المدحُ
ظاهرة
ظاهرة

الوفاءُ
ظاهرة

الخلقُ
ظاهرة

عبادُ
ظاهرة

فأحبُّهم
ظاهرة

أنفعُهم
ظاهرة

أولى
مقدرة
التعذُّر
أقدرُهم
ظاهرة

النساءُ
ظاهرة

حبائلُ
ظاهرة

تُعْرَفُ
ظاهرة

الإخوانُ
ظاهرة

تهونُ
ظاهرة

البلايا
مقدرة
التعذُّر
الخطايا
مقدرة
التعذُّر
تُظْلِمُ
ظاهرة

القرى
مقدرة
التعذُّر
إكرامُ
ظاهرة

الداعي
مقدرة
الثِّقل
الظلم ُ
ظاهرة

ظلماتٌ
ظاهرة



[1] لأكثر مِن اثنين؛ لأنَّ هذه الصيغة تُستعمل مثنى وجمعًا، والفرْق بينهما إنما هو في الإعراب:فـ"صِنوان" مثنًّى، يُعرَب إعرابَ المثنَّى، فيُرفع بالألف، ويُنصب ويُجرُّ بالياء، ومع كسْر النون دائمًا.

وأمَّا في حالة كونه جمعًا، فإنَّه يُعرَب بحركاتٍ ظاهرة على النون.

leprence30
2013-09-06, 15:41
س وج
على شرح المقدمة الآجرومية (7/44)
أسئلة على أنواع الإعراب

س59: ما هي أقسامُ الإعراب؟
الجواب: أقسامُ الإعراب أربعة: الرَّفْع، والنَّصْب، والخَفْض، والجَزْم.

• • •

س60: ما الدليلُ على انحصارِها في هذه الأقسام الأرْبَعة؟
الجواب: الدليل هو التتبُّع والاستقراء، فالعلماءُ تتبَّعوا كلامَ العَرَب، فوجدوا أنَّ الإعرابَ لا يخرُجُ عن هذه الأقسامِ الأربعة.

• • •

س61: عرِّف الرَّفْعَ لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب: الرَّفْع في اللُّغة: العلوُّ والارتفاع.
وهو في الاصطلاح: تغيُّر مخصوص، علامتُه الضمَّة، وما ناب عنها.

• • •

س62: ما هو معنى النَّصْب لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب: النَّصْب في اللُّغة: الاستواء والاستقامَة.
وهو في الاصطلاح: تغيُّر مخصوص، علامتُه الفتْحة، وما ناب عنها.

• • •

س63: ما هو معنى الخفْض لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب: الخفْض في اللُّغة: ضدُّ الرفْع، وهو التَّسفُّل.
وهو في الاصطلاح: تغيُّر مخصوصٌ، علامتُه الكَسْرة، وما ناب عنها.

• • •

س64: ما هو معنى الجزْم لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب: الجزم في اللُّغة: القَطْع.
وفي الاصطلاح: تغيُّر مخصوص، علامتُه السكون، وما نابَ عنه.

• • •

س65: ما هي أنواعُ الإعرابِ التي يشتركُ فيها الاسمُ والفِعْل؟
الجواب: أنواع الإعراب التي يشترك فيها الاسمُ والفِعْل هي: الرَّفْع والنَّصْب.

• • •

س66: ما الذي يختصُّ به الاسمُ مِن أنواع الإعراب؟
الجواب: الذي يختصُّ به الاسمُ مِن أنواع الإعراب هو الخفْض، فلا يوجد فِعلٌ مخفوض.

فإنْ قال قائلٌ: فما تقولون في قول الله تعالى: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1]، فالفعل "يكنِ" مخفوض بالكَسْرة؟
فالجواب عن ذلك أن يُقال: إنَّ الكسْرةَ هُنا ليستْ كسرةَ إعراب، وإنَّما هي كسرةٌ عارِضة، أُتِيَ بها لالتقاء ساكنَين؛ هما: نون الفِعل المضارع "يكنْ" واللام مِن "الذين".

• • •

س67: ما الذي يختصُّ به الفعلُ مِن أنواع الإعراب؟
الجواب: الذي يختصُّ به الفِعْل مِن أنواع الإعرابِ هو الجزمُ، فلا يوجد اسمٌ مجزوم.

فائدة: بناء على هذه الأسئلة الثلاثة الأخيرة نقول: إنَّك متَى وجدتَ كلمةً مجزومةً فهي فعلٌ لا غير، ومتى وجدتَ كلمةً مخفوضة فهي اسمٌ لا غير.

أما إذا كانتِ الكلمة مرفوعةً، فإنَّها قد تكون اسمًا وقد تكون فِعلاً؛ لأنَّ الرَّفْع والنَّصْب يدخلانِ على الفِعْل والاسم.

• • •

س68: مثِّل بأربعةِ أمثلةٍ لكلٍّ مِنَ الاسم المرفوع، والفِعل المنصوب، والاسم المخفوض، والفِعْل المجزوم؟
الجواب:
أولاً: مثال الاسم المرْفوع: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168].
الشاهد في هذه الآية: قوله: "الله"، فهو اسمٌ مرفوع؛ لأنَّه اسم كان، وعلامة رفْعه ضمَّة ظاهِرة.

ثانيًا: مثال الفعل المنصوب: قال تعالى: ﴿ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91].
الشاهد: قوله: "نَبْرَحَ" وقوله: "يَرْجِعَ" فكلاهما فِعْل مضارع مَنصوب، وعلامة نصبهما فتحةٌ ظاهرة.

ثالثًا: مثال الاسم المخفوض: قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 117].
الشاهد: قوله: "سبيلِه" فهو اسمٌ مخفوض بـ"عن"، وعلامةُ خفْضهِ الكسرةُ الظاهِرة.

رابعًا: مثال الفِعْل المجزوم: قال تعالى: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197].
الشاهد: قوله: "تفعلوا، يعلمْه" فهُمَا فِعْلانِ مضارعانِ مجزومان.

leprence30
2013-09-06, 15:42
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (6/44)
أسئلة على باب الإعراب

س45: ما هو الإعرابُ لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب: الإعراب لغةً هو: الإظهار والإبانة، تقول: أعربتُ عمَّا في نفْسي، إذا أبَنْتَه وأظْهَرْتَه.
وأمَّا معناه في الاصطلاح، فهو: تغييرُ أواخر الكَلِم؛ لاختلافِ العوامل الداخلةِ عليها، لفظًا، أو تقديرًا.


س46: ما هو البناء لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب: البناء لُغةً: هو عبارة عن وضْع شيءٍ على شيءٍ، على جِهةٍ يُرادُ بها الثبوتُ واللُّزوم، فإنْ لم يكن على الوجهِ المذكور فهو تركيبٌ.

وأمَّا معناه في الاصطلاحِ، فهو: لزوم آخِرِ الكلمةِ حالةً واحدة، لغيرِ عامل، ولا اعتلال.


س47: ما هو المُعْرَب؟ وما هو المبنيُّ؟
الجواب: المُعْرَبُ هو: ما يتغيَّر آخره لفظًا أو تقديرًا بتغيُّر العواملِ الداخلة عليه[1].

مثاله: هذا محمَّدٌ، رأيتُ محمدًا، مررتُ بمحمَّدٍ.

فكلمة "محمد": أتتْ في المثال الأوَّل مرفوعةً، وفي المثال الثاني منصوبةً، وفي المثال الثالث مخفوضةً، كل هذا لتغيُّرِ العوامل الداخلة عليها، فالعاملُ في حالة الرفْع هو المبتدأ، وفي حالةِ النصبِ الفِعلُ "رأيْتُ" وفي حالةِ الجرِّ حرْفُ الجر "الباء".

وهذا هو الاسمُ المُعْرَب الذي: يتغيَّر آخرُه بتغيُّر العوامل الداخلِة عليه.

والمبني هو: ما يَلْزَم آخرُه حالةً واحدة، فلا يتغيَّر بتغيُّرِ العوامل الداخِلة عليه[2].

لاحظ الكلمات الآتية: (كيفَ - مَنْ - حيثُ) تجد أنَّها تنتهي بمجموعةٍ مِن العلامات الثابتة، التي لا تتغيَّر على آخرها، حاول أنْ تُدخِل هذه الكلمات في جُملٍ مفيدة، فسوف تلحظ أنَّ هذه العلاماتِ ثابتةٌ أيضًا على أواخرِها مهما تنوَّعتْ عواملُها المؤثِّرة فيها، تقول: جاءَني مَنْ أُحِبُّه، رَأيْتُ مَنْ أُحِبُّه، سلَّمْتُ على مَنْ أُحِبُّه.

فكلمة "مَنْ" في جميع الأمثلة السابقة ثبت شكلُ آخرها، رغمَ تنوُّع العوامل الداخلة عليها.

فالمبني إذًا: هو الذي يلزم آخِرُه حالةً واحدة، فلا يتغيَّر بتغيُّر العوامل الداخِلة عليه.


س48: ما المقصودُ مِن قول ابن آجرُّوم: هو تغيير أواخِر الكلم؟
الجواب: المقصود من قول المؤلِّف - رحمه الله -: "تغيير أواخِر الكلم" تغييرُ أحوال أواخِرِ الكَلِم، ولا يعقل أن يُرادَ تغيير نفْس الأواخر، فإنَّ آخر الكلمة نفْسَه لا يتغيَّر، وإنَّما يتغيَّر حالُه، وهو الحرَكة، فتغيير أحوالِ أواخرِ الكلمة عبارةٌ عن تحوُّلِها من الرفع، إلى النَّصْب، أو الجر، أو الجزْم، حقيقةً، أو حُكمًا.


س49: ما الذي خَرَجَ بقول المؤلف - رحمه الله -: تغيير أواخِرِ الكَلِم؟
الجواب: خَرَج بقوله - رحمه الله -: "تغيير أواخِرِ الكلم" تغيير أوائلِها وأوسطها، فلا مبْحَثَ فيه في عِلمِ النحو، ولا في الإعراب، وإنَّما يُبحثُ فيه في علمِ الصَّرْف.

ومثال التغيير في غيرِ الآخِر؛ أي: في الوسط والأول:
قولك في "فَلْس" إذا صغَّرْتَه: "فُلَيْس"، وإذا كسَّرْتَه: أفْلُس، وفُلُوس.


س50: ما معنى قول المؤلف - رحمه الله -: لاختلافِ العواملِ الداخلةِ عليها؟ وما الذي خرَج بقوله هذا؟
الجواب:
أولاً: معنى قول المؤلف - رحمه الله -: "لاختلافِ العوامل الداخِلة عليها" أنَّ أحوال أواخِر الكلمات تتغيَّر مِن أجل اختلافِ العوامل الداخلة على الكَلِم، إنْ دخَل على الكلمة عاملُ رفْع رفعْناها، أو دخَل عليها عاملُ نصْب نصبناها، أو دخَل عليها عاملُ خفْض خَفَضْناها، أو دخَل عليها عامل جزْم جَزَمْناها.

ثانيًا: الذي خرَج بقوله - رحمه الله -: "لاختلافِ العوامل الداخلةِ عليها" شيئان:

1- التغيير بسببِ اختلاف اللُّغات: فلو اختَلَف حالُ آخِر الكلمة من الضمِّ إلى الفتْح، أو الكَسْر؛ نتيجة لاختلافِ اللُّغات، فإنَّ هذا لا يُعدُّ إعرابًا.

ومثال ذلك: "حَيْثُ"، فقد ذكَر ابنُ هشام - رحمه الله - في "شرْح القطر"، (ص: 4)، وفي "مغني اللبيب" (1/150) أن في كلمة "حَيْثُ" أربع لُغات هي: حيثُ، وحيثَ، وحيثِ، وحَوْثُ.

فاختلافها بالفتْح، والضم، والكسْر، ليس لاختلافِ العوامل؛ ولكن لاختلاف اللُّغات، فلا يُعَدُّ إعرابًا، فالعِبرة باختلافِ أواخِر الكَلِم؛ من أجلِ اختلاف العوامِل.

2- التغيير بسببِ اختلاف المخاطَب: فإذا تغيَّر حالُ آخر الكلمة لاختلافِ المخاطَب، من مُتكلِّم إلى مُخاطَب مذكَّر، إلى مخاطبة مؤنَّثة، فإنَّ هذا لا يُعَدُّ إعرابًا.

ومثال ذلك: تقول: ضربْتُ، للمتكلِّم، وتقول: ضربْتَ، للمخاطَبِ المذكَّر، وتقول: ضربْتِ للمخاطبةِ المؤنَّثةِ.

فهنا تغيَّر آخرُ الكلمة "التاء"؛ لاختلافِ المخاطَبِ، لا لاختلافِ العوامل، فلا يُعَدُّ إعرابًا.


س51: إلى كم قِسمٍ ينقسم التغيير؟
الجواب: ينقسِم التغييرُ إلى قِسمين: تغيير لفظي، وتغيير تَقديري غيرِ ظاهر.

فإنْ كان الحرفُ الأخير صحيحًا، فالتغيير لفْظي.

وإنْ كان معتلاًّ، فالتغييرُ تقديري.


س52: ما هو التغييرُ اللَّفْظي، وما هو التغييرُ التقديري؟
الجواب:
أولاً: التغيير اللَّفْظي: هو الملفوظ به، فلا يَمْنَع من النطق به مانعٌ.

ومثاله: تقوله: يَضْرِبُ زيدٌ، ولن أَضْرِبَ زيدًا، ولم أَضْرِبْ زيدًا، ومررتُ بزيدٍ.

فقد تغيَّرتْ حركةُ الباء مِن "يضرب" مِن الرَّفْع، إلى النَّصْب، أو الجَزْم، وكذلك تغيَّرتْ حركةُ الدال مِن "زيد" من الرَّفْع، إلى النَّصْب، أو الخَفْض، ويلاحظ أنَّ التغييرَ هنا ملفوظٌ به.

ثانيًا: الإعراب التقديري: هو الذي يَمْنَع من التلفُّظ به مانعٌ؛ مِن تعذُّر، أو استثقال، أو مناسَبة.

ومثاله: جاء الفتَى، ورأيتُ الفتَى، ومررتُ بالفتَى.

فكلمة "الفتَى" مرفوعةٌ في المِثال الأوَّل بضمَّةٍ مقدَّرةٍ، ومنصوبةٌ في المِثال الثاني بفَتْحةٍ مقدَّرةٍ، ومجرورةٌ في المِثال الثالِث بكَسْرةٍ مقدَّرةٍ، فهنا قد تغيَّر آخرُ الكلِمة، ولكنَّه لم يُتَلَفَّظْ بهذا التغيير؛ للتعذُّر.


س53: ما هي حروف العِلَّة؟
الجواب: حروف العِلَّة ثلاثة، هي:
1- الألف: ولسْنَا بحاجة إلى أن نقول: المفتوح ما قبْلَها؛ لأنَّ ما قبلها لا يكون إلا مفتوحًا.

2- الياء المكسور ما قبْلها: فإنْ كان ما قبلها ساكنًا، فإنَّها لا تكون حرْف عِلَّة.

وعلى هذا فكلمة (ظبْي) الياء فيها ليستْ حرْف عِلَّة؛ لأنَّ ما قبلها ساكِن، ولهذا تظهرُ عليها الحركاتُ، فتقول: هذا ظَبْيٌ، وصِدْتُ ظَبْيًا، ونظرتُ إلى ظَبْيٍ.

3- الواو المضموم ما قبلها: فإنْ كان ما قبلها ساكنًا، فإنَّها لا تكون حرْفَ عِلَّة.

وعلى هذه فكلِمة (دَلْو) الواو فيها ليستْ حرْفَ عِلَّة؛ لأنَّ ما قبلها ساكِن.

ولهذا تظهر عليها الحركاتُ، تقول: عندي دَلْوٌ، واشتريتُ دلوًا، ونظرتُ إلى دلوٍ.


س54: ما هي أحكامُ حروف العِلَّة؟
الجواب:
1- الألف: تُقدَّر عليها جميع الحرَكات، ويقال: منَع مِن ظهورها التعذُّر؛ أي: استحالة النُّطق بالحركات، فهو أمرٌ غيرُ ممكن.

ويُسمَّى الاسمُ المنتهي بالألِف مقصورًا مثل: الفتَى، والعصا، والحِجا[3]، والرَّحَى، والرِّضا.

وأما الفعل المضارع المنتهي بألِف، نحو: يرضَى، يسعَى، يخشى، فليس مِن المقصور، ولكنَّه لما كان منتهيًا بألف مفتوح ما قبْلَها، يتعذَّر عليها ظهورُ الحركة، أُعْرِبَ إعرابًا تقديريًّا، كالاسم المقصور تمامًا.

2- الياء المكسور ما قبْلَها، والواو المضموم ما قبلها: تُقدَّر عليها الضمَّةُ والكَسْرةُ فقط، وتظْهر عليها الفتحة لخفَّتِها.

ويُقال فيها إذا قُدِّرت الضمةُ والكسرة: يقال: منَع مِن ظهورها الثِّقل دون التعذُّر؛ لإمكانِ النُّطق، لكن مع الثِّقل.

ويُسمَّى الاسم المنتهي بالياء اللازمة المكسور ما قبلها: منقوصًا.

وليس مِن المنقوص - وإنْ كان يأخذ نفْسَ حُكْمه الإعرابي -:
1- الاسم المنتهي بواوٍ لازمة، مضمومٍ ما قبْلَها[4].

2- الفِعْل المضارع المنتهي بواوٍ أو ياء.


س55: ائت بثلاثة أمثلة لكلام مفيد، بحيث يكون في كل مثال اسم معرب بحركة مقدَّرة، منع من ظهورها التعذر.
الجواب:
المثال الأول: قال - تعالى -: ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾.

المثال الثاني: قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾.

المثال الثالث: قال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.

فـ:"فتى" في الآية الأولى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة نطقًا، لالتقاء الساكنين، منَع من ظهورها التعذُّرُ.

و"عيسى" - عليه الصلاة والسلام - في الآية الثانية: بدلٌ مرفوع، وعلامةُ رفْعه ضمَّة مُقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّرُ.

و"موسى" في الآية الثالثة: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبِه فتِحةٌ مقدَّرة على الألِف، منَع مِن ظهورها التعذُّرُ.


س56: ائتِ بمثالين لكلامٍ مفيد، في كلِّ واحد منهما اسمٌ مُعرَب بحركة مقدَّرة، منَع من ظهورها الثِّقل.
الجواب: قال - تعالى -: ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ﴾ [القمر: 6].

وقال - تعالى -: ﴿ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ﴾ [العنكبوت: 29].

فـ"الداع": فاعلٌ مرفوع بضمَّة مقدَّرة على الياء المحذوفة لرَسْم المصحف، منَع مِن ظهورِها الثِّقل.

و"ناديكم": اسمٌ مجرور بـ"في"، وعلامة جرِّه كسْرة مُقدَّرة على الياء، منَع من ظهورها الثِّقل.


س57: ائتِ بثلاثة أمثلةٍ لكلامٍ مفيد، في كلِّ مِثال منها اسم مبني.
الجواب:
المثال الأول: قال - تعالى -: ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ﴾ [البقرة: 28].

المثال الثاني: قال - تعالى -: ﴿ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18].

المثال الثالث: قال - تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ﴾ [البقرة: 177].

فالكلمات: "كيفَ - هؤلاءِ - الَّذينَ"، كلٌّ منها اسمٌ مبني، بدليلِ أنَّ آخرَه يلزم حالةً واحدةً، وإن تغيَّرت عليه العواملُ.


س58: ائتِ بثلاثةٍ أمثلة لكلام مفيد، يكون في كلِّ مثال منها اسمٌ مُعرَبٌ بحركة مُقدَّرة، منَع مِن ظهورِها المناسَبة.
الجواب:
المثال الأول: قال - تعالى -: ﴿ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾ [المائدة: 12].

المثال الثاني: قال - تعالى -: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ﴾ [الممتحنة: 1].

المثال الثالث: قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [آل عمران: 51].

فقوله - تعالى -: ﴿ بِرُسُلِي ﴾ في الآية الأولى: الباء حرْف جرٍّ، و"رسلي": اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه كسرةٌ مُقدَّرة على اللام، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسَبة.

وقوله - تعالى -: ﴿ سَبِيلي ﴾ و﴿ مَرْضَاتِي ﴾ مجروران، وعلامة جرِّهما كسرةٌ مُقدَّرة على اللام مِن "سبيلي"، والتاء مِن "مرضاتي"، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبة.

وقوله - تعالى -: ﴿ رَبِّي ﴾ خبر "إنَّ" مرفوع، وعلامة رفْعِه ضمَّةٌ مقدَّرة على الباء، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركةِ المناسبة.

[1] ولا يكون المُعْرَب إلا اسمًا أو فعلاً مضارعًا، أما الحروف والفعل الماضي والفعل الأمر فدائمًا مبنية، وانظر شرح الآجرومية (ص: 104) وما بعدها.
[2] والمبني إما أن يكون اسمًا، وإما أن يكون فعلاً، وإمَّا أن يكون حرفًا: أما بالنسبة للحروف، فكلُّها مبنية.
قال ابن مالك - رحمه الله - في الألفية:
وَكُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلْبِنَا

وأمَّا بالنسبة للأفعال، فيُبنَى منها دائمًا الفعل الماضي والفعل الأمر، وأمَّا الفعل المضارع فيُبنَى في حالتين فقط؛ هما: إذا اتَّصل بنونِ النِّسوة، أو اتَّصل بنونِ التوكيد الخفيفة أو الثَّقيلة.

وأمَّا بالنسبة للأسماء، فالأصلُ فيها هو الإعراب، والبناء في الأسماء خروجٌ عن الأصل فيها؛ ولهذا نجد أنَّ الأسماء المبنية محدَّدة ومعروفة في اللُّغة العربية، ولا داعيَ للتوسُّع في ذِكْرها في هذا المختصَر.
[3] الحِجَا: العقل والفِطنة والمقدار، والجمع: أحجاء، وبالفتح: الناحية، وانظر القاموس المحيط (ح ج و) .
[4] وهل يوجد في اللُّغة العربية اسمٌ آخِرُه واو مضمومٌ ما قبلها؟
الجواب: قال ابن عقيل - رحمه الله تعالى - في "شرح الألفية" (1/71):

والاسم لا يكون في آخِره واوٌ قبلها ضمَّة، نعم إنْ كان مبنيًّا وُجِد ذلك فيه نحو: "هو"، ولم يوجد ذلك في العرَب، إلا في الأسماء السِّتَّة في حالة الرَّفْع، نحو: جاء أبوه: وأجاز ذلك الكوفيُّون في موضعين آخرين:

أحدهما: ما سُمِّي به من الفِعْل، نحو يدعو، ويغزو.

والثاني: ما كان أعجميًّا نحو: سمندو، وقمندو. ا. هـ.

فإنْ قُلنا بوجودِ ذلك، فإنَّ هذا الاسم يُعرَب بحركاتٍ مقدَّرة في حالتي الرفْع والجر، فيُرفع بضَمَّة مقدَّرة، ويُجرُّ بكسرةٍ مُقدَّرة، والمانِع مِن ظهور الحرَكة هو الثِّقل.

أما حالة النَّصْب: فتظهر عليه الفتحةُ لخِفَّتها.

leprence30
2013-09-06, 15:43
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (5/44)
أسئلة شاملة لكل ما تقدم
س41: ما هي علامةُ الحرْف؟
الجواب: علامة الحَرْف هي عدمُ العلامة؛ يعني: ما لا يدخُل عليه علامةُ الاسم ولا الفعل، فهذا حرْف.
مثاله: "مِن" و"على".

وقد قال الحريريُّ في ملحته:
وَالْحَرْفُ مَا لَيْسَتْ لَهُ عَلاَمَهْ
فَقِسْ عَلَى قَوْلِي تَكُنْ عَلاَّمَهْ

• • •
س42: ضَعْ كلَّ كلمة مِن الكلماتِ الآتية في كلامٍ مفيد، يحسُن السكوتُ عليه: النخلةُ، الفيلُ، ينامُ، فَهِم، الحديقةُ، الأرضُ، الماءُ، يأكلُ، الثمرةُ، الفاكِهةُ، يحصدُ، يُذاكرُ.
الجواب:
• النَّخلة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الخَمْر مِن هاتين الشجرتين: النَّخلةِ والعِنَبةِ))[1].

• الفيل: قال - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ [الفيل: 1].

• يَنام: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينام وهو جُنُبٌ، ولا يمسُّ ماءً[2].

• فَهِم: لقد فَهِمتُ الدرس فَهمًا جيِّدًا بفَضْل الله - عزَّ وجلَّ.

• الحديقةُ: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لامرأةِ ثابت بن قيس: ((أتَرُدِّين عليه حديقتَه؟))[3].

• الأرض: قال - تعالى -: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ [الزلزلة: 1].

• الماء: قال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30].

• الثمرة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا مات ولدُ العبد قال الله - تعالى - لملائكته: قبضتُم ثمرةَ فؤاده؟ فيقولون: نعمْ...))[4] الحديث.

• يأكل: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَغرِس مسلمٌ غَرْسًا، ولا يَزْرع زرعًا، فيأكُل منه إنسانٌ، ولا دابَّةٌ، ولا شيءٌ إلا كانتْ له صدقةٌ))[5].

• الفاكهة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الكَمْأةُ دواءُ العَيْن، وإنَّ العَجْوةَ مِن فاكهة الجنة....)) الحديث[6].

•يحصد: الفلاحُ يَحْصُدُ زرعَه في الصباحِ.

• يُذاكِرُ: إنْ يُذاكِرِ الطالبُ يَنْجَحْ.

• • •

س43: بيِّن الأفعالَ الماضية، والأفعال المضارعة، وأفعال الأمر، والأسماء، والحروف، مِن العبارات الآتية:
قال - تعالى -: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ [الأحزاب: 4]، يحرص العاقل على رِضا ربه، احرثْ لدنياك كأنَّك تعيش أبدًا، يسعَى الفتى لأمورٍ ليس يُدرِكها، لن تدرك المجد حتى تلعق الصبر، إن تَصْدُقْ تَسُدْ، قال - تعالى -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9 - 10].

الجواب:
جَعَلَ: فعلٌ ماضٍ، يحرصُ: فعلٌ مضارع، احْرُثْ: فعلُ أمرٍ، اللهُ: اسمٌ، ما: حرف.
ليس: فعل ماضٍ، تعيش: فعل مضارع، رجل: اسم، اللام مِن "لرجل": حرف.
جوفه: اسم، في: حرف.

(زكَّاها) - من غير (الهاء)؛ لأنَّ الهاء ضميرٌ اسم - "يدركها" - مِن غير "الهاء" لأنَّ "الهاء" ضمير اسم -: فعل مضارع. العاقل، رضا: اسم.
على، اللام مِن "لدنياك": حرف.
خاب: فعلٌ ماضٍ، تدرك: فعل مضارع، ربه: اسم، كأنَّ مِن "كأنَّك": حرْف.
(دسَّاها) - وكما سَبَق من غير "الهاء" -: فعل ماضٍ، تلعق، تصدُق، تَسُد: أفعال مضارِعة. أبدًا، الفتى، أمور، المجد، الصبر، مَنْ "اسم موصول" مَنْ "اسم موصول": اسم، اللام مِن "لأمور" لن، حتى، إن، قد، الواو من "وقد"، قد: حرْف.

• • •

س44: ضَعْ في المكان الخالي من كلِّ مثال مِن الأمثلة الآتية كلمةً يتمُّ بها المعنى، وبَيِّن بعد ذلك عددَ أجزاء كلِّ مثال، ونوْع كل جزء:
(أ) يحفظ.......... الدرس.
(ب)........... الأرض.
(جـ) يسبح......... في النهر.
(د) تسير.....في البحار.
(هـ) يرتفع......... في الجو.
(و) يكثر....... ببلاد مصر.
(ز) الوالد......... على ابنه.
(ح) الولد المؤدب........
(ط)........ السمك في الماء.
(ي)........ علي الزَّهر.
ج44:
(أ) يحفظُ الطالبُ الدرسَ.
• عدد أجزاء هذا المثال: ثلاثة، هي: "يحفظ"، "الطالب"، "الدرس".

أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"يحفظ": فِعْل مضارع "الطالب": اسم.
"الدرس": اسم.

(ب) زَرَعْتُ الأرضَ.
• عدد أجزاء هذا المثال: ثلاثة، هي:"زَرَع"، "التاء" مِن "زرعت"، "الأرض".

أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"زَرَع": فعل ماضٍ، "التاء": تاء الفاعِل، ضمير اسم.
"الأرض": اسم.

(ج) يَسْبَحُ الحوتُ في النهرِ.
• عد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي:"يسبح"، "الحوت"، "في"، "النهر".

أنواع هذه الأجزاء الأربعة:
"يسبح": فعل مضارع. الحوت: اسم.
"في": حرف. النهر: اسم.

(د) تسيرُ السُّفنُ في البحارِ.
• عدد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي: "تسير"، "السُّفن"، "في"، "البِحار".

أنواع هذه الأجزاء الأربعة:
"تسير": فعل مضارع. السُّفن: اسم.
"في": حرف. البحار: اسم.

(هـ) يرتفعُ الطائرُ في الجوِّ.
• عدد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي: "يرتفع"، "الطائر"، "في"، "الجو".

أنواع هذه الأربعة:
"يرتفع": فعل مضارع. "الطائر": اسم.
"في": حرف. "الجو": اسم.

(و) يكثرُ الجهلُ ببلادِ مصرَ.
• عدد أجزاء هذا المثال: خمْسة، هي: "يكثر"، "الجهل"، "الباء" مِن "ببلاد"، "بلاد"، "مصر".

أنواع هذه الأجزاء الخمْسة:
"يكثر": فعل مضارع. "الجهل": اسم.
"الباء": حرف. "بلاد": اسم.
"مصر": اسم.

(ز) الوالدُ يخافُ على ابنِه.
• عدد أجزاءِ هذا المثال: خمْسة، هي: "الوالد"، "يخاف"، "على"، "ابن"، الهاء مِن "ابنه".

أنواع هذه الأجزاء الخمسة:
"الوالد": اسم. "يخاف": فعْل مضارع.
"على": حرْف. "ابن": اسم.
"الهاء": اسم؛ لأنَّه ضمير.

(ح) الولدُ المؤَدَّبُ محبوبٌ.
عدد أجزاء هذا المثال: ثلاثة، هي: "الولد"، "المؤدَّب"، "محبوب".

أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"الولد": اسم. "المؤدَّب": اسم.
"محبوب": اسم.

(ط) يَسْبَحُ السَّمَكُ في الماءِ.
عدد أجزاء هذا المثال: أربعة، هي: "يسبح"، "السمك"، "في"، "الماء".

أنواع هذه الأجزاء الأربعة:
"يسبح": فعل مضارع. "السَّمَك": اسم.
"في": حرف. "الماء": اسم.

(ي) يَشُمُّ عليٌّ الزَّهرَ.
• عدد أجزاء هذا المِثال: ثلاثة، هي: "يشم"، "علي"، "الزهر".

أنواع هذه الأجزاء الثلاثة:
"يشم": فِعْل مضارع. "علي": اسم.
"الزهر": اسم.
[1] مسلم 3/157 (1985) .
[2] أخرجه أحمد في المسند 6/146، وأبو داود رقم (228)، والترمذي رقم (118)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (581).
وفي شرح العمدة (1/295): قال أحمد: ليس بصحيح، وكذا ضعَّفه يزيد بن هارون، وقال في "البلوغ" (107): وهو معلول.
[3] البخاري (5273).
[4] أخرجه أحمد في مسنده 4/415، والترمذي (1021) وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الجامع (795): حسن.
[5] مسلم: 3/1188(1552).
[6] رواه أحمد في مسنده 5/346.

leprence30
2013-09-06, 15:44
س وج على شرح المقدمة الآجرومية (3/44)
أسئلة على علامات الاسم

س18: ما هي علاماتُ الاسم؟
الجواب: علاماتُ الاسم هي: الخفْض، والتنوين، ودخولُ الألِفِ واللام، وحروف الخفض.


س19: ما معنَى الخفض لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
الخفض لغةً: ضد الرفع، وهو التَّسَفُّلُ.
وفي اصطلاح النُّحاة: تغييرٌ مخصوص، علامتُه الكسرة، التي يُحدِثها العامل، أو ما نابَ عنها.


س20: ما هو الفَرْق بين الخفْض والجر؟
الجواب: الخفْض هو اصطلاح الكوفيِّين، والجرُّ هو اصطلاح البصريِّين، وأمَّا من جِهة المعنى فلا اختلافَ بينهما، وكما قيل: لا مُشاحةَ في الاصطلاح.


س21: ما هو التنوين لغةً واصطلاحًا؟
الجواب: التنوين لغةً هو: التصويت، يقال: نوَّنَ الطائرُ، إذا صوَّت، وفي اصطلاح النحاة: نُونٌ ساكنة تَلْحَق آخرَ الاسم لفظًا، وتفارقه خطًّا ووقفًا، ويكون بضمَّتين أو فتحتين أو كسرتين، نحو: كتابٌ، رجلاً، كليةٍ.

ولحَاقُ التنوينِ الكلمةَ يَقْطَع باسميتها، فالفِعل والحرف لا يُنَوَّنان.


س22: ما هي أنواعُ التنوين التي يختصُّ بها الاسم، والتي لا يختصُّ بها؟
الجواب: أنواعُ التنوين سِتَّة، يختصُّ الاسم بأربعةٍ منها، وهي:
1- تنوين التمكين: وهو الذي يَلْحق الأسماء ليدلَّ على شِدَّة تمكُّنها في بابِ الاسمية، وهذا التنوين يلْحَق الأسماءَ المُعرَبة المنصرِفة، نحو: محمَّدٌ، رَجلٌ، مدرسةٌ، عليٌّ.

2- تنوين التنكير: وهو الذي يَلْحَق بعضَ الكلمات المبنية للدلالةِ على تنكيرها، فهو يفرِّق بينها حالَ كونِها معرفةً أو نكرة.

فبعض الكلمات المبنِيَّة إذا لم تنوَّنْ كانتْ معرفةً، وإذا نُوِّنت دلَّت على التنكيرِ والعموم، كقولك: هذا سيبويهِ، وذاك سيبويهٍ آخَر.

فكلمة "سيبويه" مبنية غير منوَّنة في المثال الأوَّل، ومنوَّنة في المثال الثاني، وهي مَعرفةٌ في المثال الأول، حيث تدلُّ على "سيبويه" معيَّن، أمَّا الكلمة نفسها في المثال الثاني فنَكِرَة تدلُّ على شخصٍ ما يُدْعى "سيبويه"، ليس مُحدَّدًا.

وهذا التنوين يَلْحَق الكلماتِ المختومةَ بكلمة "ويه"، نحو: عَمْرَوَيْه، نفطويه، سيبويه.

كما يَلْحَق أسماء الأفعال: مثل: صَه، وأُفّ، وهو قياسٌ في النَّوْع الأوَّل، وسماعيٌّ في النَّوع الثاني.

3- تنوين المقابلة: وهو التنوين الذي يلحق آخر الأسماء المجموعة جمع مؤنثٍ سالمًا، نحو: فاطماتٌ، مسالماتٌ، عابداتٌ.

ويُسَمَّى هذا التنوين بذلك - في رأى بعض النحاة - لأنَّه موضوعٌ في مقابلةِ النون في جمْع المذكَّر السالِم، نحو: مسلمون، كاتبون.

4- تنوين العِوَض: ويُسمَّى أيضًا تنوين التعويض، ويَرِدُ عِوضًا عنِ الأمور الآتية:
أ- عِوَض عن حرْف: ويكون ذلك في كلِّ جمع تكسير، معتل الآخِر، على وزن "فواعل" في حالتي الرفْع والجر فحسبُ، وذلك صيغة مُنْتهى الجموع الممنوعة مِن الصرف، نحو: جَوارٍ، غَوَاشٍ، عَوَارٍ.

فأصلُ الكلمات السابقة قبلَ الحذف والتعويض: جواري، غواشي، عواري، بإثبات الياء فيها، ثم اسْتُثْقِلَت الضمَّةُ والفتحةُ النائبة عن الكسرةِ على الياء، فحُذِفتَا، ثم حُذفت الياء للتخفيف، ثم جاء التنوينُ للتعويض عن الياءِ المحذوفة.

ب- عوض عن كلمة: وذلك يكون في بعضِ الكلمات الملازمة للإضافةِ إلى المفرَدِ إذا قُطِعتْ عن الإضافة، نحو: كلٌّ، بعضٌ، أي.

مثال ذلك: قال - تعالى -: ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].

وقال - تعالى -: ﴿ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الفرقان: 39].

وقال - تعالى -: ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110].

ومثل:

النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَحَاضِرَةٍ
بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُوا خَدَمُ

والتقدير: وكلُّهم في فلكٍ يسبحون، وكلَّ إنسان ضربْنا له الأمثال - حذف "إنسان" وأتى بالتنوين عوضًا عنه - وأي اسمٍ تدْعون به فلَه الأسماء الحسنى، بعضُهم لبعضهم وإنْ لم يشعروا خَدَم.

فحين قُطِعت الكلمات: كل - أي - بعض، عن الكلمات المفردَة المضافة إليها في الأمثلةِ السابقة نُوِّنت، وكان تنوينُها هذا عِوضًا عن المضافِ إليه.

جـ - عِوَض عن جُملة: وذلك التنوين اللاحِق لكلمة "إذ" عوضًا عن الجُملةِ التي تُضاف إليها، نحو قوله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4].

فالتقدير في الآية: ويوم إذ يَغْلِب الرُّومُ أعداءَهم يفْرَح المؤمنون.

فلمَّا قُطِعت كلمة "إذ" عنِ الإضافة إلى الجُملة نُوِّنت؛ عوضًا عن هذه الجملة.

وهذه الأنواع الأربعة تختصُّ بالاسم، وهناك نوعانِ لا يختصان بالاسم، بل يدخُل كلٌّ منهما على الاسم والفِعل والحرْف، وهما تنوين الترنُّم والتنوين الغالي، ولمزيدٍ مِن التفصيل انظر شرْحَنا للألفية 1/57 - 64 يسَّر الله طبعَه.


س23: وضِّح نوع التنوين فيما يأتي:
• قال الله - تعالى -: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون ﴾ [يس: 40].

• وقال - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4].

• وقال - تعالى -: ﴿ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [الأعراف: 41].

• وتقول: يُحسِن الطلابُ بعضُهم إلى بعض.

• وتقول: هذا طالبٌ نبيلٌ، وهؤلاءِ طالباتٌ مجدَّاتٌ، لا يقتصرْنَ على ناحيةٍ مِن الثقافة، بل يشتغلْنَ بنَواحٍ متعدِّدة.

الجواب:
• كلٌّ: تنوين عوض عن كلمة، فَلَكٍ: تنوين تمكين.

• يومئذٍ: تنوين عوض عن جُملة، غواشٍ: تنوين عوض عن حرْف.

• بعضٍ: تنوين عوض عن كَلِمة، طالبٌ: تنوين تمكين.

• نبيلٌ: تنوين تمكين، طالباتٌ: تنوين مقابَلة.

• مجدَّاتٌ: تنوين مقابلة، ناحيةٍ: تنوين تمكين.

• نواحٍ: تنوين عوض عن الحَرْف، متعدِّدةٍ: تنوين تمكين.


س24: تقول مررت بسيبويهِ العالِم، وسيبويهٍ آخَرَ، بيِّن لماذا وصِفَ الأوَّل بمعرفة، ووُصِفَ الثاني بنَكِرة؟
الجواب: أمَّا كون الأوَّل وُصِف بمعرفة؛ فلأنَّه معرفةٌ، بدليل أنه لم يُنوَّن تنوينَ التنكير، وإذا كان معرفةً فإنَّه لا بدَّ أن تكون صفتُه أيضًا معرفة؛ لأنَّ الصِّفة تَتْبَع الموصوفَ في التعريفِ والتنكير.

وأمَّا كون الثاني وُصِف بنكرة؛ فلأنَّه نكرةٌ، بدليل أنَّه نُوِّن تنوينَ التنكير، وإذا كان نكرةً فإنَّه لا بدَّ أن تكون صفتُه أيضًا نكرة؛ لما سَبَق مِن أنَّ الصفة تتبع الموصوفَ في التعريف والتنكير.


س25: هل هناك فرقٌ بين أن تقول لمحدِّثك: صهٍ - بالتنوين - وأن تقول له: صَهْ - بدون تنوين -؟ وما الفرق؟
الجواب: نعم، هناك فرق بينهما.

وقبل إيضاح ما هو الفرقُ بينهما أحبُّ أن أُبيِّن أمرين:
أولاً: صَهْ مِن أسماء الأفعال، وهي اسمُ فِعْل أمر، بمعنى: اسكُت.

ثانيًا: أنَّ التنوينَ الموجود فيها حالَ تنوينها هو تنوينُ التنكير، وتنوين التنكير - كما سبَق - يلحَق بعضَ الكلمات المبنية للدلالةِ على تنكيرها، والفرق بينها حال المعرفة والنَّكِرة.

فبعضُ الكلمات المبنية - إذا لم تُنوَّن - كانتْ معرفةً تدلُّ على شيء معيَّن، وإذا نُوِّنت دلَّت على التنكير والعموم.

وأظنُّ الآن بهاتين المقدِّمتين قد تبيَّن الفرق بين: "صهٍ" بالتنوين، و"صَهْ" من غير تنوين.

فكلمة، "صَهْ" إذا نُطِقت غير منوَّنة كان المقصودُ بها الصمتَ عن حديث معيَّن، فإذا قلت: صهٍ - بالتنوين - كان المقصودُ الصمتَ عن كلِّ حديث؛ إذ التنوين فيها للتنكير.


س26: على أيِّ شيءٍ تدلُّ الحروفُ الآتية: مِنْ، اللامُ، الكافُ، رُبَّ، عَنْ، فِي؟
الجواب:
1- مِن: تدلُّ على الابتداء.

2- اللام: تدُلُّ على المِلْك والاختصاص، والاستحقاق، على التفصيل السابق ذِكرُه في الشَّرْح.

3- الكاف: تدلُّ على التشبيه.

4- رُبَّ: تدلُّ على التقليل والتكثير، حسب السِّياق.

5- عن: تدلُّ على المجاوزة.

6- في: تدلُّ على الظرفية.


س27: ما الذي تختصُّ واو القسم بالدُّخولِ عليه مِن أنواع الأسماء؟
الجواب: تختصُّ واو القسم بالدُّخولِ على الاسمِ الظاهر، دون المُضْمَر.


س28: ما الذي تختصُّ تاءُ القَسَم بالدُّخول عليه؟
الجواب: لا تدخُل التاء إلا على لفْظ الجلالة فقط، وقد سُمِعَ جرُّها لـ"رَبّ" مضافًا إلى الكعبة، قالوا: تَرَبِّ الكعبةِ: وسُمِع أيضًا "تالرحمنِ".


س29: مَثِّل لباء القَسَم بمثالين مختلفين.
الجواب: المثال الأوَّل: قال - تعالى -: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109].

المثال الثاني: الله أُقْسِم به.


س30: ميِّزْ الأسماء التي في الجمل الآتية، مع ذكر العَلامة التي عرفت بها اسميتها:
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1 - 2]، ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163]، ﴿ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 59]، ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162 - 163]، ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28 - 29]، ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40]، ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ﴾ [يوسف: 72]، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [الليل: 1].

الجواب:
اسمِ: الخفضُ، دخولُ حرْف الخفض.

اللهِ: الخفض، دخولُ الألف واللام.

الرحمنِ: الخفْضُ، دخولُ الألِف واللام.

الرحيمِ: الخفض، دخول الألِف واللام.

الصلاةَ: دخول الألِف واللام.

الفحشاءِ: الخفض، دخول حرف الخفض، ودخول الألف واللام.

الحمدُ: دخول الألف واللام. للهِ: الخفض.

ربِّ: الخفض.

العالمين: الخفض، دخول الألف واللام.

لأنفسِكم: الخفْض، دخولُ حَرْف الخفض.

النبيُّ: دخول الألف واللام.

المنكرِ: الخفض، دخول الألِف واللام.

والعصرِ: الخفض، ودخول حَرْف القَسَم، ودخول الألِف واللام.

الإنسان: دخول الألِف واللام.

خُسْرٍ: التنوين، والخفض، ودخول حرْف الخفض.

إلهكم: علامة معنويَّة لم يَذكُرْها المؤلِّف، وهي الإسناد؛ لأنَّها مبتدأ.

إلهٌ: التنوين.

واحدٌ: التنوين.

الرحمن: دخولُ الألف واللام.

خبيرًا: التنوين.

للهِ: الخفض، ودخول حرْف الخفض.

رب: الخفْض.

العالمين: الخفْض، ودخول الألِف واللام.

المؤمنين: الخفْض، ودخولُ الألف واللام.

بعيرٍ: الخفض، والتنوين.

لأَزواجِك: الخفْض، ودخول حرْف الخفْض.

الحياة: دخول الألِف واللام.

الدنيا: دخول الألِف واللام.

سَرَاحًا: التنوين.

الله: دخول الألِف واللام.

الدار: دخول الألِف واللام.

الآخِرَة: دخول الألِف واللام.

الله: دخول الألِف واللام.

للمحسناتِ: دخول حرْف الخفْض، والخفض.

أجرًا: التنوين.

عظيمًا: التنوين.

الله: دخولُ الألِف واللام.

والليل: الخفْض، ودخول حرْف القَسَم، ودخول الألِف واللام.

ملحوظة: هناك بعضُ الأسماء لم أذكُرْها؛ نظرًا لأنَّ علامة أسميتها لم يذكُرْها المؤلِّف ولا الشارح - رحمهما الله.


س31: هل يجتمع التنوينُ والألف واللام؟
الجواب: لا يجتمعانِ، فلا يمكن أن يكون هناك اسمٌ فيه الألف واللام ثم ينوَّن أبدًا.


س32: وهل يُمكن أن تجتمع علاماتُ الاسم الأربعة في كلمة واحدة؟
الجواب: لا يمكن؛ لأنَّ التنوين والألِف واللام - كما سبَق - لا يجتمعان، وعليه فالذي يمكن أن يجتمع في كلمةٍ واحدة ثلاثُ علامات من الأربعة، كأن تقولَ: جئتُ مِن المَسْجدِ.

فـ"المسجد" اسم، فيه ثلاثُ علامات: الخفْض، ودخول حرْف الخفض، ودخول الألِف واللام.

leprence30
2013-09-06, 15:45
أسئلة على أقسام الكلام

س12: ما هو الاسم؟ مَثِّل للاسمِ بعشرةِ أَمْثِلَة.
الجواب: الاسم هو: كلمة دلَّت على معنًى في نفسها، ولم تقترن بزمان.
ومثاله: محمَّدٌ، عليٌّ، رجلٌ، جملٌ، نهرٌ، تفاحةٌ، ليمونةٌ، عَصا، فرسٌ، تُرْكٌ.

• • •
س 13: ما هو الفِعل؟ وإلى كم قسم ينقسم؟
الجواب: الفعل هو: كلمة دَلَّتْ على معنًى في نفسها، واقترنتْ بأحد الأزمنة الثلاثة، التي هي الماضي، والحال، والمستقبل.
وينقسم الفعلُ إلى ثلاثةِ أقسام: ماضٍ، ومضارع، وأمر.

• • •
س14: ما هو المضارع، وما هو الأمر، وما هو الماضي، ومثِّل لكل واحد منهم بعشرة أمثلة؟
الجواب: المضارع هو: ما دلَّ على حدَث يقَع في زمان التكلُّم أو بعدَه، نحو: يكْتبُ، يَفْهمُ، يخرجُ، يسمعُ، يبصرُ، يَتَكَلَّمُ، يَستغفرُ، يشتركُ، يلعبُ، يلهو.

والفعل الأمر هو: ما دلَّ على حدَث يُطلَب حصوله بعدَ زمان التكلُّم، نحو: اكتُبْ، افْهَمْ، اخْرُجْ، اسمَعْ، انصُرْ، تكلَّمْ، استغفِرْ، اشتَرِكْ، ذاكِرْ، اجتهِدْ.

والفعل الماضي هو: ما دلَّ على حدَث وقَع في الزمان الذي قبلَ زمان التكلُّم، نحو: كَتَبَ، فَهِمَ، خَرَجَ، سَمِعَ، أبصَرَ، تكلَّمَ، اسْتَغْفَرَ، اشْتَرَكَ، اجْتَهَدَ، ذَاكَرَ.

• • •
س15: ما هو الحَرْف؟ مَثِّلْ للحرف بعشرةِ أمثلة.
الجواب: الحرف هو: كلمة دلَّتْ على معنًى في غيرها، ومِن أمثلة الحرْف: مِنْ، إلى، عَنْ، على، إلاَّ، لَكِن، إنَّ، إنْ، بلى، قدْ.

• • •
س16: ما هو الدليل على انحصارِ أقسامِ الكلام في ثلاثة؟
الجواب: التتبُّع والاستقراء؛ يعني: أنَّ العلماء تتبَّعوا كلامَ العرَب، فوجدوا أنَّه لا يخرُج عن الأقسام الثلاثة؛ الاسم والفِعْل والحرْف.

• • •
س17: لماذا قيَّد المؤلِّف - رحمه الله - الحرْف بقوله: وحرْف جاء لمعنى؟
الجواب: قيَّده المؤلِّف - رحمه الله - بذلك؛ احترازًا من الحرْف الذي لم يأتِ لمعنًى كالميم، فهذا الحرْفُ لا يُسمَّى كلامًا عند النجاة؛ لأنَّه - وإنْ كان حرفًا - لم يأتِ لمعنى.

أمَّا الحرف "من" على سبيلِ المثال، فهو كلام؛ لأنَّه جاء لمعنًى، وهو ابتداء الغاية والتبعيض.

leprence30
2013-09-06, 15:46
مقدمة

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هاديَ له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد:
فهذا عمل متواضِع، أقدِّمه لطالبِ العلم المبتدئ في عِلم النحو، سبَق أن أشرتُ إلى إخراجه عندَ تحقيقنا لشرح الآجرومية لفضيلةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله.

وهذا العمل عبارة عن الإجابة عمَّا ورد في كتابي:
"التحفة السنية" لفضيلة الشيخ محمد محيى الدِّين بن عبدالحميد، و"شرح الآجرومية" لفضيلةِ الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

وهذان الكتابان قد احتويَا على أكثرَ مِن (476) سؤالاً، يتضمنان أسئلةً نظريةً، وتدريباتٍ عمليةً، وأمثلةً كثيرةً مُعرَبةً.

وقد قمتُ - بفضلٍ من الله عزَّ وجلَّ ونِعمةٍ - بالإجابةِ عن هذه الأسئلةِ كُلِّها، متَّبِعًا أيسرَ الطُّرقِ للإجابةِ من غير إطنابٍ ربما يَعْسُرُ على طالبِ العلمِ المبتدئ فهمُه.

وأخيرًا:
أسألُ اللهَ - تعالى - أنْ يجعلَه خالصًا لوجهِهِ الكريم، وأنْ يَنْفَعَ به طُلاَّبَ العلمِ.

وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وآلِهِ وصحبهِ وسلَّم.

أسئلة على تعريف الكلام:
س1: ما هو الكلام؟
الجواب: الكلامُ هو اللفظُ، المركَّبُ، المفيدُ بالوضعِ.

• • •
س2: ما معنى كونِه لفظًا؟
الجواب: معنى كونِه لفظًا أن يكون صوتًا مشتملاً على بعضِ الحروف الهجائية، التي تبتدئ بالألِف، وتنتهي بالياء.

• • •
س 3: ما معنى كونه مفيدًا؟
الجواب: معنى كونه مفيدًا أن يحسُن سكوتُ المتكلِّم عليه، بحيث لا يبقَى السامع منتظرًا لشيءٍ آخَرَ.

• • •
س 4: ما معنى كونه مركبًا؟
الجواب: معنى كونه مركَّبًا أن يكون مؤلفًا مِن كلمتين أو أكثر.

• • •
س5: ما معنى كونه موضوعًا بالوضع العربي؟
الجواب: معنى كونه موضوعًا بالوضِع العربي أن تكون الألفاظُ المستعملة في الكلام مِن الألفاظ التي وضعتْها العرب للدَّلالةِ على معنًى من المعاني.

• • •
س6: مَثِّل بخمسةِ أمثلة لمَا يُسمَّى عند النحاة كلامًا؟
الجواب:
المثال الأول: قال - تعالى -: ﴿ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].
المثال الثاني: لا إلهَ إلا اللهُ.
المثال الثالث: مُحمَّدٌ صَفْوةُ المُرسَلِين.
المثال الرابع: اللهُ رَبُّنَا.
المثال الخامس: مُحمَّدٌ نبيُّنا.

• • •
س7: ما تقول في رجل كتَب لك رسالةً يحكي قصَّة رحلته إلى مكة في الحجِّ ورجوعه منها، هل يُسمَّى هذا كلامًا أم لا؟
الجواب: هذا ليس بكلام عندَ النحويين؛ لأنَّه ليس بلفظ.

• • •
س 8: ما تقول فيما إذا قال لك شخصٌ: إن اجتهدتَ، هل هذا كلام أم لا؟
الجواب: لا، ليس كلامًا؛ لأنه غير مفيد.

• • •
س9: ما تقول في رجل قال لك: "إنَّ"، هل هذا كلام أم لا؟
الجواب: أن نقول:
إنْ كانتْ أمرًا مِن الأنين، فهي كلام؛ لأنَّها في هذه الحالة تكون لفظًا مركَّبًا مفيدًا بالوضع.

وإنَّما قلنا: إنها مركَّبة؛ لأنَّها تركَّبت من كلمتين تقديرًا؛ لأنَّ "انَّ" فعل أمر فيه ضميرٌ مستتر في قوَّة البارز، والتقدير: انَّ أنت.

وإنْ كانت "إنَّ" حرف توكيد، فليستْ كلامًا؛ لأنَّها غير مُفيدة، ولا مركَّبة.

• • •
س10: ما تقول في رجل باكستاني قام أمامَنا، وخطَب خُطبة كاملة، هل هذا كلام أم ليس بكلام؟
الجواب: ليس بكلام؛ لأنَّه ليس بالوضِع العربي، فلا يُسمَّى كلامًا عند النحويِّين، وإنْ كان مفيدًا.

• • •
س11: أشار النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - وهو يُصلِّي قاعدًا إلى الصحابة، وقد صلَّوْا خلْفَه قيامًا، أشارَ إليهم أنِ اجلسوا، فجَلَسوا[1]، هل هذا كلام؟
الجواب: لا؛ لأنَّ الكلام لا بُدَّ أن يكون باللفظ، أمَّا بالإشارة - وإن أفاد - فليس بكلام، ولهذا لم تبطُلِ الصلاةُ فيه.

[1] البخاري (805)، ومسلم 1/309 (412).

leprence30
2015-01-18, 11:46
اتمنى ان يفيدكم الموضوع