مشاهدة النسخة كاملة : أبناء وبنات ...........
leprence30
2013-09-05, 22:24
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد
حديث الثقة
تكثر في أوقاتنا تلك شكوى الكثير من الآباء والأمهات من فقدان أطفالهم الثقة في أنفسهم، وعدم قدرتهم على تحمل المسئولية، ويتخوفون من انعكاس ذلك على مستقبل أطفالهم، ولاشك أن الثقة في النفس من أهم الخصال التي يسعي الوالدان لزرعها في نفوس أطفالهم منذ الصغر، ونرى كثيرًا منهم يتأففون لعدم قدرة أطفالهم على إتمام عمل ما لفقدانهم الثقة بأنفسهم.
ولقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم أن أطفال اليوم رجال الغد، لذا أولى عناية بصغار الصحابة، لأنه أدرك بحس المربي أن الحمل الذي سيتركه لهم ثقيل، ويحتاج إلى نفوس واثقة، في الله أولاً، وفي نفسها وإمكاناتها وقدراتها ثانيًا، ولهذا استوقفني حديث نبوي؛ رأيت فيه مثالا حيا لزرع الثقة في نفس الأطفال بصورة عملية نبوية فريدة ..
عن ابن عباس – رضي الله عنه - كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
في هذا الحديث نجد ملامح تربوية كثيرة , وأول ملمح هنا قول "ابن عباس" رضي الله عنه" [ كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ]، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – رغم مهامه الكثيرة والصعبة كنبي – صلى الله عليه وسلم - ، وقيادته لأمة بأكملها ، ترك كل هذا ليأخذ صغيرا على راحلته ، ويعلمه كلمات مهمة له ، ذلك هو ( فن المصاحبة ) والذي لا يجيده الكثير من المربين في زماننا هذا.
فلكي نغرس تلك الثقة المفقودة في نفوس أطفالنا، يجب أن نصاحبهم ونكون مدخلا لهم لعالم الكبار، فأثر ذلك في نفوسهم عظيم، فرغم مرور السنين لم ينس "ابن عباس" – رضي الله عنه – تلك الكلمات المهمات، ونقلها للأمة لكي تتوارثها جيل وراء جيل حتى يرث الله الأرض بمن عليها.
وأثر تلك المصاحبة أن استوعب "ابن عباس" – رضي الله عنه -، تلك الكلمات، وفتح قلبه لها، فدخلت واستقرت، لتخرج لنا ( حبر الأمة )، فلقد علم الرسول – صلى الله عليه وسلم – مفتاح قلب "ابن عباس" رضي الله عنه.
وهذا هو المراد من الموعظة أن تدخل القلب لتستقر فيه، لا أن تكون مجرد كلمات عابرة على الآذان لذا كان الرسول يتحين تلك اللحظات ليزرع فيها الثقة والخصال النبيلة في نفوس أصحابه، فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : [ كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا ].
وملمح أخر نستقيه من الحديث، هو قوله – صلى الله عليه وسلم – [ يا غلام ، إني أعلمك كلمات ]، فلنأتي بطفل أيًا كان عمره، ونختصه بحديث أو سر ما، ذلك يؤكد ثقته في نفسه، وأنه يمكن الاعتماد عليه، وهذا ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع "ابن عباس – رضي الله عنها "، فقد انفرد به على الراحلة، وأودعه كلمات مهمة له ولباقي الأمة، وحمل الصغير الأمانة، وبلغها للأمة كلها بدون أن ينقص منها أو يزيد، فحاول أن تجعل بينك وبين طفلك كلمات، تبني بها ثقته في نفسه.
وبعد ما تم زرع الثقة في نفس "ابن عباس"، تاقت نفسه واستعدت لاستقبال تلك الكلمات الخالدات ليوم الدين، لتستكمل زراعة الثقة والاعتماد على الله أولاً وقبل كل شيء، ثم النفس .. [ أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده اتجاهك ] .. رقابة ذاتية على النفس، وذلك النوع من الرقابة لا يتم على النفس إلا عندما تستوثق في ربها، ومن قدراتها.
[ إذا سألت فسأل الله.. وإذا استعنت فاستعن بالله ]، وهنا غرس الرسول – صلى الله عليه وسلم – التوكل على الله، والتوكل أيضًا لا يخرج إلا من نفس واثقة، فكانت تلك الكلمات تطبيقا عمليا لتنمية الثقة في النفس التي بدأها الرسول قبل نطقه لتلك الكلمات.
ويأتي ختام الكلمات [ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ]، قاعدة لمن يثق في نفسه وفي اختياراته، امض ولا تلتفت لتدبير البشر، فقد دبر الله – عز وجل – الأمر، ورفعت الأقلام وجفت الصحف، فامض في طريقك واثقاً في تدبير الله لك.
بتلك الكلمات الذهبية استطاع خير البشر زرع ثقة في نفوس أصحابه، فخرجوا غير عابئين بما سيلقونه من صعاب، فأضاءوا الدنيا بنور إيمان قلوبهم، ونحن الآن في أمس الحاجة لمثل أولئك الواثقين، فلنزرع بتلك الكلمات والقواعد، ثقة لا متناهية في نفوس أطفالنا.
leprence30
2013-09-05, 22:25
10 خطوات لتحبيب ابنتك بالحجاب
الطيبون يحبون حجاب ابنتهم , ويحرصون على سترهن وتحبيبهن في الطاعات والصالحات, لكن بعضهم قد يخطىء في طريق ذلك فيستخدم العنف أو يتهاون فيه فيتساهل .. وكلا الأسلوبين يحتاج إلى تقويم ,من أجل ذلك أختصر لك عشر طرائق عملية لتحبيب ابنتك في الحجاب ليس بينها الضرب ولا الضغط ولا الصراخ.
ولسنا بحاجة أن نقول إن هذه الخطوات يمكن أن يقوم بها الأب والأم معا أو منفردين .. ويمكن أن تتشارك الأسرة كلها فيها.
1- ابدأ مع ابنتك منذ الصغر ولا تنتظر حتى تكبر فتأمرها بالحجاب , فإنك إن انتظرتها حتى تكبر تكون قناعاتها قد بدأت في التبلور ومن ثم يصعب عليك إيصال ما تريد خصوصا إذا خالف هواها , ولتتبع التدرج في ذلك – لأنها لاتزال طفلة صغيرة.
2- اظهر الإعجاب بالحجاب , فتحدث عنه كثيرا أمامها بإعجاب , وقل إنه " وقار " وأنه " يضفي بهاء ونورانية على الفتاة .. وأن لابسات الحجاب يدللن بمظهرهن على حسن التربية وحسن النبت الطيب.
3- أخبرها بأنه أمر الله , وأعلمها أنها ستفعل هذا العمل لله وحده وليس للناس وان الله يراها في كل وقت وحين , وعرفها بأن الله يرضى عن المرأة المستورة المنفذة لأمره سبحانه , واقرئها آيات الحجاب من القرآن الكريم , وأكد عليها في الحديث عن إرضاء الله سبحانه.
4- اعرض لها النماذج المحجبة الناجحة الوقورة الفاضلة , ابتداء من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصالحات من بعدهن ثم الصالحات من الأجيال التالية ثم الناجحات في هذا العصر من النماذج المتميزة.
5- قارن لها بين تلك النماذج السابقة وبين الأخريات السافرات اللاتي لا يخضعن لأمر الله وكيف أن سفورهن تسبب في سقوطهن في المهالك.
6- حدثها عن سلوك المرأة الصالحة , وعن ثواب الالتزام بالعمل الصالح , وجزاء النساء الصالحات , وكيف أن المرأة الصالحة تكون دوما سببا في الخير والهداية لبنات جنسها .
7- احرص على أن تصاحب ابنتك الفتيات الصالحات المحجبات المحتشمات , ولا تتركها بين السافرات الغافلات , فإنها ستتشرب الخير من أهل الخير.
8- اجعل لابنتك من أمها قدوة صالحة فيما يخص الحجاب والستر , واجعل لها مع أمها جلسات خاصات بالحديث عن الحجاب وكيف تحجبت , وحكايات الحجاب للفاضلات في ذلك.
9- اجعل أمها تصطحبها للقاءات الخير ودروس العلم وحلقات القرآن في المساجد , إذ ينبغي أن تكون محجبة أثناء ذلك كله ومن ثم تتدرب على ذلك وتحبه وتتعود عليه.
10- استخدم الهدية والمكافأة التشجيعية على ارتدائها التحشم والستر والحجاب , وعرفها أن المكافأة الكبرى إنما هي من الله سبحانه وأنها الجنة العالية.
leprence30
2013-09-05, 22:26
أبناؤنا وشاشة التلفاز
للإعلام دور كبير في تكوين شخصية الطفل والتأثير عليه سلباً أو إيجابا ًفي عصر المعلومات وانتشار الأطباق الفضائية وذيوع ثقافة الصورة , ولاشك أن الطفل أسبق من غيره في التعرف وحب الاستطلاع كما أثبتت ذلك كثير من الدراسات العلمية وذلك لرغبته في أن يكون له صورة مختلفة عن البيئة التي يعيش بداخلها والعالم الذي هو في محيطه.
ولهذه القوة الجامحة المسلّطة من الإعلام على الطفل ولرغبة الطفل للتعرف والاطلاع تكونت علاقة وثيقة بين أطفالنا وشاشة التلفاز والتي تعد من أهم وأبرز مخرجات الإعلام الخطيرة , وهذه العلاقة وان كان في تكوينها فائدة كبيرة بالنسبة للإعلام من جهة المورد المالي , ونشر الأفكار والرؤى والتي يتأثر بها فكر المشاهد , وفائدة هي الأقل والأقل جداً للطفل وتكمن في نضوج فكرة وتنوع ثقافته وتعريفه على عالمه الخارجي .
إلا أن الضرر الناتج منها على الطفل كبير جداً وتزداد مساحة ذلك الضرر بازدياد التوسع الإعلامي الرهيب وتنوع البرامج الخاصة للأطفال , وقدرة أصحاب تلك البرامج في الخروج بأعمال إبداعية تسحر الباب الأطفال , وتجذب أفئدتهم وتشدهم للمشاهدة ساعات طويلة بدون ملل أو انقطاع , وتتنوع أضرار شاشة التلفاز وتبعاته السلبية وآثاره الهدامة على أطفالنا بتنوع اهتمامات الأطفال ووضعهم الأسري والاجتماعي والصحي وسأذكر منها ما يلي:
أولا: ضياع الوقت وإهداره فيما لا ينفع .
إنما يعرض عل شاشة التلفاز من برامج الأطفال وما يصاحبها من إغراءات ومغامرات وقصص الخيال وغيرها من ما يسحر عقل الطفل ونظره قد نجحت في سلب كثير من أوقات الأطفال خاصة في تلك السنين الأولى التي ينضج فيها عقل الطفل وينمو.
وفي دراسة امريكية تقول: إن الطفل يشاهد التلفاز بمعدل 23 ساعة في الأسبوع الواحد, وفي دراسة مصرية وجدت إن أطفال مدينة القاهرة يشاهدون التلفاز بمعدل 28 ساعة في الأسبوع الواحد , وسواء صدقت تلك الإحصائيات أم كان فيها نوعاً من المبالغة إلا إن المهم هو إن شاشة التلفاز فعلاً أخذت من أوقات أطفالنا الشيء الكثير وأصبحوا اسري لما يبث من مشاهد وبرامج على تلك الشاشة الجذابة , وصار ذلك الوقت مما يحسب سلباً على صحتهم وفكرهم وحياتهم بشكل عام.
ونحن بذلك الوضع نشارك في إيقاع الظلم على أطفالنا وأوقاتهم الثمينة خاصة ونحن نعلم عن قيمة الوقت , وحرص شريعتنا الغراء على الاهتمام به , وأن المؤمن مسئول أمام الله عنه ومجازاً به , فكيف اذاً نربي أطفالنا على هذه القيمة الهدامة وهي " ضياع الأوقات فيما لا ينفع" ونحن نعلم إن أمامهم مستقبل يريد منهم جل أوقاتهم , وأمة ترقب من يتواصل مع منجزاتها ومشاريعها البناءة وقد قيل : " إن الأفضل بناء الطفل بدلاً من إصلاح إنسان".
ثانياً : نشوء الأمراض النفسية والجسدية .
إن مواجهة الطفل لشاشة التلفاز لأوقات طويلة يعرضه لأمراض نفسية وجسدية متعددة , وتختلف هذه الأمراض باختلاف مدة مكوث الطفل أمام الشاشة وقربه وبعده منها , وتأثره لما يعرض فيها من عدمه ومن تلك الأمراض حصول القلق والاكتئاب والشيخوخة الكبيرة والتي تنتج من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من شاشة التلفاز.
إضافة إلى ما يحصل من أضرار جسمية كزيادة الوزن وترهل العضلات وآلام المفاصل والظهر واني أعجب من إهمال كثير من الآباء والأمهات لأبنائهم بجعلهم أسرى لذلك الوحش الذي يأكل من أجسامهم ليل نهار وذلك بجلوسهم الطويل والممل أمام تلك الشاشة الجذابة .
ثالثا ً: زيادة معدل الخوف .
وذلك نظراً لزيادة المشاهد المرعبة على شاشة التلفاز(دماء- جرحى – قتلى – أسلحة -حيوانات مفترسة – أشباح ....الخ) وكل ذلك يولد لدى الطفل شعور بالخوف المتكرر والدائم أحيانا وينزع منه الأمان الذي يستحق أن يتمتع به , بل هو حق واضح على الوالدين خاصة والمجتمع بشكل عام أن يمنحوه أطفالهم.
ومكوث الطفل أمام هذه الشاشة باستمرار يجعله يُؤمن بطبيعتها وإنها حتمية الحصول فتؤثر على مسيرته المستقبلية وشخصيته القادمة الأمر الذي يصاب من خلال ذلك الشعور بالازدواجية في الشخصية والعقد النفسية المتكررة وهي تنمي فيهم أيضا الصفات السلبية كالحقد والكراهية وحب الانتقام.
رابعاً : فقدان الثقة لدى الطفل .
إن الطفل وهو يشاهد تلك الأفلام التي أخذت طابع العنف والاستبداد والقتل والخيانة تكوّن له نظرة سلبية تجاه أسرته ومجتمعه مما يؤدي إلى نزع كل أواصرالثقة وحبال الظن الحسن مع الجميع ويبدأ يتلبس بلباس الشك معهم وهذا يعني أيضا أن كراهيته لكل ما حوله قد تتكون من خلال ذلك الشك والظن السيئ بأفراد مجتمعه.
وقد يتسبب الوالدين في حصول ذلك الشعور السيئ وهما بذلك يناقضان أهم أعمالهم الموكولة إليهم تجاه التربية ألا وهو بناء الثقة في نفوس أطفالهم وإشعارهم بأهميتهم , وإبعادهم عن أجواء الشك وإساءة الظن .
خامسا ً: من الآثار السلبية لشاشة التلفاز على أطفالنا تبلد مشاعر الطفل وعدم مبالاته لكل من حوله وعدم الاكتراث بكل ما يقدم له من أهله أو اقرأنه ودوام إحساسه بعدم أهمية ما يُفعل لأجله أو ما يواجهه في حياته.
إن ما يراه الطفل من صور ومشاهد على شاشة التلفاز تساعد على جذب كل حواسه وآلياته ساعات طويلة وعلى فترات مختلفة ومن صور ذلك التبلد وعدم المبالاة عدم سماعه لمناداة والديه له وعدم أحساسة بكل ما يقع حوله أو يتحرك , إضافة إلى عدم اهتمامه بأدواته وأغراضه الشخصية وعدم ترتيبه لها , وفوضويته في حياته.
سادسا ً: الإقدام على تناول التدخين أو المخدرات أو السموم وغيرها.
في كثير من المشاهد التي تعرض وللأسف الشديد تظهر التدخين على انه حل سريع ومهم للقضاء على المشاكل النفسية والهموم الاجتماعية وهناك أيضا من المشاهد ما يعرض المخدرات بأنواعها وكيفية بيعها وشراءها وترويجها.
وأيضا كيفية تعاطيها وما يصور من أنّ من يتناولها يعيش في عالم آخر سعيد وكل تلك المشاهد يتقبلها عقل ذلك الطفل بدون وعي مسبق أو حصانة قبلية أو حتى تحذير أو تعليم من الوالدين يوازي ما يراه الطفل من تلك المشاهد فيحصل ما لا يُحمد عقباه وقد يصبح ذلك الطفل أسيراً للمخدرات والسموم , وقد أثبتت الدراسات أن من أهم طرق الانحراف لدى الفتين والفتيات في طريق المخدرات هو شاشة التلفاز وما يعرض فيها.
سابعاً : التسبب في إيجاد فجوة كبيرة بين الوالدين والطفل .
إذ أن تأثير شاشة التلفاز على وقت الطفل المشاهد يكمن في بقائه لفترات طويلة أمامها الأمر الذي يجعل مشاكسات الطفل وعبثه في حياته وأثاث المنزل تقل بنسبة كبيرة وهذا مما يريح الوالدين وخاصة الأم في مسألة المتابعة في المنزل والتنظيف إلا إن هذا يسبب الكثير من المشاكل بين الوالدين وطفليهما كعدم اهتمام كلا الطرفين بالآخر وعدم فهم نفسية الوالدين لطفلهما وقلة الوعي والحصانة التربوية من الوالدين للطفل وهذا كله يزيد من مساحة البعد بينهما.
ثامناً: ومن آثار شاشة التلفاز السلبية على الطفل إثارة الغرائز لديه مبكراً .
وهذا سببه مما يعرض في أفلام الرسوم المتحركة من قصص العشق والغرام ودفاع البطل عن حبيبته في أفلام الاكشن واللباس الفاضح وصور الضم والقبلات بين عناصر الفلم ذكوراً وإناثا وكل تلك الصور والمشاهد يتشبع بها عقل الطفل ويبدأ في تقليد ما يرى مع إخوانه وأخواته في المنزل أو في لباسه وتصرفاته ومعاملاته وهذا ينشئ خطراً عظيماً على ناشئة الأمة وذلك بعنايتهم بكل هم سافل أو أمر منحط حتى لا تجد من بينهم (إلا من رحم ربي) من يسمو بنظرته أو يرقى باهتمامه.
تاسعاً : ومن الاثار أيضا إفساد اللغة العربية لدى الأطفال .
إن ما يعرض من صور ومشاهد على شاشة التلفاز يصحب دائماً بلغة هشة إما أن تكون لهجة بلد معين ليست حتى بلهجة بلد ذلك الطفل , أو عربية مكسورة في الأداء والقول , ومن المؤسف أن تجد اهتمامات منتجي تلك الأقلام باللغات المحلية والدارجة على ألسن الناس وتغافلهم عن اللغة العربية الفصحى , وهذا مما يؤدي أيضا إلى انحراف لسان الطفل إضافة إلى انحراف فكرة وتوجهه واهتماماته .
عاشراً : ومن الآثار أيضا أن يتربى الطفل على العادات السيئة, والأنماط المشينة والأخلاق المنحطة .
من خلال متابعته الدائمة لشاشة التلفاز ومن تلك العادات والأنماط السهر على المعاصي والآثام , وعشق الفنانين والفنانات , والتعلق السيئ بالأفكار الهدامة , وتتبع العناوين المغرضة والتي يدعو أكثرها إلى التفسخ من الدين وضرورة الانحلال من تعاليمه وعقائده فينشأ الطفل على تربية مهزوزة ومزدوجة تكون آثارها وخيمة على الطفل وعلى أسرته ومجتمعه.
الحادي عشر : حب الطفل لأدوار الخطر وعشقه لروح المغامرة .
وتنتج تلك المشاعر مما يراه من مشاهد متعددة تحكي قصص الجواسيس ورجال المخابرات والشرطة والأفلام البوليسية المختلفة , فيبدأ الطفل بتكرار ما يشاهده وفعله على ارض الواقع بدون تفكر في التبعات وعواقب الأمور مما يؤدي ذلك كله إلى خطر عظيم قد يؤدي بالطفل سواءً كان ذلك الخطر موتاً أو إصابة بليغة أو أضراراً بالآخرين وممتلكاتهم وهذا ما نعانيه الآن من شباب الأمة وواقعهم المتمثل في قصص التفحيط والغرام المتبادل وسرقة المنازل وحوادث القتل...الخ تلك المناظر المؤثرة.
الثاني عشر : ومن الآثار أيضا تجميد عقل الطفل عن التفكير والإبداع , وتعطيل خياله عن الاختلاط وحب الاستطلاع .
ذلك أن من المعلوم لدى أهل التربية هو أن عقل الطفل باستطاعته أن يبدع ويفكر وينتج أيضا لصفائه من المدخلات السلبية والأفكار المنحرفة , وما يعرض على شاشة التلفاز وخاصة للطفل بكل الأفلام الكرتونية التي ترسل رسائل سلبية لعقل الطفل المتمكنة في أن الخيال له حدود , وان الاختراع لا يستطيعه إلا القليل , وان العمل صعب ومكلف , وان نتاجه قليل , وكذلك تلك المشاهد التي تبرز الغباء وتحسنه لهم بصور طريفة ومضحكة فيتربى عقل ذلك الطفل على ما يستقبل من رسائل غاية في الخطورة , وهو بذلك يصبح طفلاً غير منتج وليس له القدر ة في أن يفكر أو يبدع .
الثالث عشر : حرمان الطفل من اللعب .
وذلك نتيجة ضياع وقته كله أمام شاشة التلفاز, وهذا يؤدي إلى ضيق صدر الطفل وكرهه لأصدقائه ورفضه لهم المشاركة في اللعب معهم , وحب الانطواء والعزلة , وسعيه وراء كل ما يبعث للراحة والدعة , وحبه للكسل والخمول ونبذه للعمل والسعي والحركة .
الرابع عشر : صعوبة تعامله مع التجارب والأحداث التي تواجهه في حياته .
وينتج عن ذلك عدم قدرته للمواجهة مع الآخرين وانعدام قدرته على حل المشاكل الحياتية التي تواجهه بين الفينة والأخرى وذلك كله بسبب ركونه إلى المشاهدات التلفزيونية والتي بعثت فيه الأمراض المتعددة والمختلفة الصحية منها والنفسية والاجتماعية وغيرها.
وأخيراً فإن علينا أن نعي خطورة هذه الشاشة الجذابة على عقول أطفالنا وأوقاتهم واهتماماتهم, وان نقدر حاجتهم لها بقدر ما يشبع رغباتهم في المشاهدة, وأن لا نستهين بما تقدمه لهم من برامج وعروض مختلفة.
ومرة أخرى فاني أقول أن على الوالدين أمانة عظمى في السعي بأولادهم إلى أمكنة الأمان وحمايتهم من كل ما يؤثر عليهم سلباً في حياتهم وتربيتهم بأن يكونوا عدة لدينهم ومجتمعاتهم.
وفقني الله وإياكم لطاعته, ورزقنا الإخلاص في القول والعمل والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.
leprence30
2013-09-05, 22:27
الصدق مع الصغار
أبناؤنا يتعلمون الصدق حين نصدق معهم ، وصدقنا معهم يدفعهم إلى الثقة بنا والاطمئنان إلينا، لا تظنوا أن الصغار يميزون ، بل هم يدركون إن كنا معهم صادقين أو كاذبين .
حدثتني والدتي أنها اشتكت - وهي صغيرة - ألمًا دائمًا في بطنها ، فلما فحصها الطبيب وجد أنها تحتاج أن تصور صورة شعاعية لتقصي سبب المغص والألم، وكانت الصورة لا تتم إلا بعد أن يتناول المريض شربة من الملح الإنجليزي ذي الطعم البشع والرائحة الكريهة .
فلما رأت أمي شكله وشمت رائحته استبشعته ورفضت تناوله .
حاولت جدتي إقناعها بأن طعمه ليس كرائحته ، ورغبتها في تذوقه ، فما تذوقت بعضًا منه حتى ازدادت عزمًا وتصميمًا على ألا تشربه مهما حصل ، فغضبت جدتي وسعت إلى إجبارها على تناوله وهي رافضة متمنعة.
فلما أعياها الترهيب لجأت إلى الترغيب ، فراحت تحاول إقناعها مؤكدة أن هذا الدواء لذيذ الطعم ، وهي لا تزداد إلا عنادًا وتصميمًا .
سمع جدي الشيخ على الطنطاوي - رحمه الله الضجيج فجاء من غرفته مستطلعًا الأمر، فلما وقع على تفصيله طلب من جدتي أن تترك الأمر له ، ثم التفت إلى والدتي فقال لها : " يا بنيتي ، سأكون صادقًا معك ؛ لذلك لن أقول لك إن هذا الدواء ذو طعم لذيذ ، إنه كريه ولا يمكن شربه ، بل إن طعمه لا يطاق ، وقد احتجت يومًا لتناوله فلم أفعل لشدة كراهته ، وآثرت احتمال الألم على تجرع طعمه الكريه ، ولكني آمل أن تكوني أشجع مني وأقوى وأمضى عزيمة فتفعلي ما لم أقدر أنا عليه ، ويتم لك الشفاء بإذن الله " .
قالت أمي " عندما صدقني والدي شربته جرعة واحدة وأنا سادة أنفي مغمضة عيني ؛ لشعوري بأنه مقدر لمعاناتي غير مستخف بآلامي .
إن الأطفال أذكى مما نتصور ؛ فهم سرعان ما يكتشفوننا إن كذبنا عليهم ، فيلجؤون إلى الأسلوب ذاته في تعاملهم معنا ، فيكذبون هم علينا .
والكذب من أبشع الطباع ، ولكنه من أسهلها اكتسابًا ومن أصعبها علاجًا ، وكثيرا ما يلجأ إليه الأطفال للحصول على كسب أو الهروب من عقاب .
ونحن - رغم صدق أهلنا معنا وصدقنا معهم - حاولنا اللجوء إلى الكذب ( في بعض المرات) خوفًا من العقاب ، فما تساهل جدي - أبدًا - في هذا الأمر ، إلا أنه عالجه بالحكمة البالغة فإذا شك أن أيًا من أحفاده كذب استدعاه فوعده ، إن صدقه القول ، ألا يعاقبه ، فيفهم منه حقيقة المسألة.
ثم يكتفي بتوجيهه وتعليمه حتى لا يقع في الخطأ مرة ثانية .
بهذا الأسلوب الجيد علمنا قول الصدق ، فما زلنا نصدقه ونصدق أمهاتنا - آمنين من العقوبة طامعين في العفو جزاء الصدق حتى صار الصدق طبعًا من طباعنا ، ثم صرنا - من بعد - نصدق ولو أيقنا بالعقاب .
وكبرت فتزوجت وصرت أمًا ولم أنس هذا الدرس ؛ فكنت أبحث - مع أبنائي - عن الجانب السلبي في أي أمر فأعترف به بصدق غير مواربة ولا متهربة ، ثم أعمد إلى الجانب الآخر الإيجابي فأغلبه عليه وأستعين على الإقناع به بالترغيب والتشجيع . وأي أمر - مهما كان صعبًا وسلبيًا - لا يخلو من الإيجابية والخير؟.
leprence30
2013-09-05, 22:28
أبناؤنا والتقنية
الكل يلاحظ التطور الكبير في التكنولوجيا من هاتف نقال، إلى جهاز حاسب آلي، إلى جهاز حاسب آلي محمول، إضافة إلى أجهزة الألعاب المتطورة، وهذا شيء جميل إذا استطعنا أن نحدد الاستخدام الصحيح لها، وأن لا نتركها في متناول الطفل كيفما يشاء، فهي إما أن تكون له، وتنمي من مهاراته وسرعة استجابته، وأما أن تكون وبالاً عليه وعلى أهله ومجتمعه؛ لأنها ستجعله كسولاً، تفكيره فقط ينحصر في الألعاب.
وقد اعتمدت بعض الأسر مراقبة الأطفال أثناء قضاء وقت فراغهم على أجهزة الحاسب الآلي، بالنقيض للبعض الآخر ترك "الحبل على الغارب" لأبنائهم بممارسة العمل على الأجهزة في كل وقت ومكان، وقد يشكل خطراً كبيراً على تربية الأبناء من حيث الدخول على المواقع الممنوعة والمشبوهة أخلاقياً أو ظهور الدعايات أو الإعلانات المخلة بالأدب في مواقع أخرى.
كما أن هناك بعض الألعاب الجماعية التي قد يمارس فيها بعض الدردشة والطفل بتلقائيته، يتلقى من كل شخص أي أمر بدافع الفضول وحب التعرف، وذلك من خلال ما أثبتته الدراسات.
فمراقبة الأطفال باتصالاتهم على الانترنت وتوجيههم إلى الطريق الصحيح واجب على كل أسرة، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) إلى آخر الحديث الشريف .
فما الواجب التقني التربوي علينا لحماية أطفالنا من شيطان الانترنت؟.
أولاً: متابعة الأطفال في كل وقت أثناء تصفحهم في بحر الانترنت وتقديم النصح والإرشاد وعدم استخدام أسلوب النهي، فمبدأ الترغيب أفضل من الترهيب.
ثانياً: وضع أجهزة الحاسب الآلي في أماكن عامة بالمنزل حتى لا تكون للطفل سرية ممارسة التصفح.
ثالثاً: تحديد المواقع المفيدة للطفل وتوجيهه لزيارتها والعمل على الانترنت بقدر الحاجة الفعلية لتعليم الطفل.
رابعاً: عمل الإعدادات التي تساعد في الدخول إلى المواقع الحسنة والتي تمنع الدخول إلى المواقع السيئة من خلال الأمان في خيارات الانترنت.
خامساً: الاشتراك في المواقع التي توفر وتجمع المواقع المفيدة فقط وتخصص إعدادات الانترنت وجهاز المودم إلى الدخول إلى هذه المواقع فقط.
وأخيراً: أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه خير لنا ولأبنائنا، وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا.
leprence30
2013-09-05, 22:29
تربية الأبناء.. علم ومسئولية
ثبت في "الصحيحين" وغيرهما، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيته ) وهذا حديث عظيم، من الأحاديث التي يستفاد منه جملة أحكام تتعلق بعلاقات أعضاء المجتمع كافة، بدءاً برئيس الدولة وانتهاء بخادم المنزل.
وفي وقفتنا التالية نحاول أن نسلط الضوء على جانب من الجوانب المستفادة من هذا الحديث، وذلك موضوع مسؤولية الوالدين عن تربية أبنائهما، وهو موضوع لا يختلف اثنان على أهميته، وإن كان الاختلاف واقعًا من حيث تطبيقه .
- التربية علم:
بادئ ذي بدء لابد من القول: إن التربية عموماً لم تعد عملية عشوائية، متروكة للرغبات والعادات، بل أصبحت علماً له أصوله وفصوله، وقواعده وأُسسه، التي يقوم عليها، ويستند إليها، ومن ثَمَّ كان من الأهمية بمكان أن يكون المربي على علم، واطلاع على تلك القواعد والأصول التي تقوم عليها عملية التربية .
وإذ تقرر هذا، حُقَّ لنا أن نقول: إن على الوالدين الحريصين على تنشئة أبنائهما تنشئة سليمة وسديدة، أن يضعوا خطة عملية، تراعي ظروف المربِّي وإمكانية المربَّى، وإن شئت قل: إن على الوالدين أن يكونا صاحبي مشروع تربوي هادف، وصاحبي هدف تربوي واضح، وصاحبي رؤية تربوية واقعية .
فالتربية المطلوبة إذن، هي تلك التي تُعدُّ الطفل - وَفْقَ منهج واضح ومدروس - لدخول مدرسة الحياة بكل قوة، وحيوية، وفاعلية، دون خوف أو وجل أو تردد...تلك التربية التي تهيئ الطفل ليفتح نوافذه لكل الرياح، لكن دون أن يسمح لتلك الرياح أن تقتلعه من جذوره...تلك التربية التي تحمله وتدفعه للمضي قُدُماً دون التفات إلى الوراء...تلك التربية التي تنير له السبيل ليصل إلى نهاية المشوار.
فهذه التربية المرجوة التي نهدف إليها، ونعمل من أجلها...لا تلك التربية التي تنشئ الطفل على الدلال والدعة والخمول والكسل (( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )) (الزخرف:18) .
- خطوات عملية:
وإذا مضينا قُدمًا من التنظير إلى التفعيل، كان علينا أن نقول: إن للتربية الصحيحة مناهج ينبغي على المربي أن يضعها نصب عينيه، ويسعى لتفعليها فيما هو مقدم عليه.
ويأتي في مقدمة ذلك القدوة الحسنة، فهي أسُّ التربية وعمادها، وذلك أن الطفل يتعلم بالقدوة الحسنة أكثر مما يتعلم بالكلام وغيره، وهذا أمر مشاهد وملموس لا يحتاج لإقامة الدليل عليه. فلتحرص أخي المربي على تفعيل هذا الجانب، ولتعلم أن أبناءك لا يمكن أن يكونوا قارئين لكتاب الله إلا إذا رأوك فاعلاً لذلك، وأن أولادك لا يمكن أن يكونوا صادقين إلا إذا كان حديثك حديث صدق، ومثل هذا يقال في السلوكيات الإنسانية كافة.
ومن الخطوات العملية التربوية، أن نلحظ ميول الأطفال واتجاهاتهم، ومن ثَمَّ نسعى لتنميتها وتشجيعها، وإن لم تكن تلك الميول والرغبات داخلة في دائرة اهتمامنا.
ويفيد التذكير في هذا السياق، أن جميع الأطفال يولدون ولديهم قدرات متساوية، لكننا نحن الذين نمسخ تلك القدرات بأساليبنا التربوية الخاطئة، سواء أكان ذلك في البيت أم في المدرسة؛ وقد أكدت الدراسات العلمية في هذا المجال أن الأطفال الذين يتلقون الدعم والتشجيع من آبائهم يكونون أكثر سعادة ونجاحاً في رحلة الحياة.
- تفاعل وحوار:
ثم إن التربية الجيدة ليست تلك التربية التي تجعل الطفل يشعر نفسه وكأنه جندي يعيش في ثكنة عسكرية في حالة ترقب وحذر، ينتظر تلقي الأوامر والنواهي لتنفيذها، وإنما تلك التربية التي يستمتع معها الطفل بصحبة والديه، ويشعر أن اختياراته وآرائه موضع احترام واعتبار وتقدير .
فمثلاً من خلال المصاحبة في الرحلات والمناسبات يستطيع المربي أن يقدم خدمة تربوية لمن هو في كنفه ورعايته، ولا ريب فإن التعليم من خلال المصاحبة والمشاركة العملية يعطي من النتائج الإيجابية ما لا يتحقق من طريق آخر .
- مفاهيم خاطئة:
على أن من الأمور التي يجب الاهتمام بها، والتنبه لها هنا، أن يتخلى المربي عن أسلوب التلقين في التربية، بل عليه أن ينصرف إلى تنمية القدرات الإبداعية وتطويرها لدى الطفل، وعلى المربى أن يضع في حسابه أن نظرية الطفل المبدع بالفطرة قد انتهت، وأصبحت في ذمة التاريخ، ذلك الطفل الذي يولد مزوَّداً بالموهبة.
وقد أثبت العلم أن الإبداع أصبح علماً يمكن تكوينه وتطويره، وقرر كذلك أن تطوير أي قدرات خاصة مرهون بالجهد الذي يبذل في هذا الاتجاه أو ذاك .
أيها المربي - رعاني الله وإياك - ضع نُصب عينيك، وأنت تقوم بعملك التربوي أن تزرع في نفس طفلك - بعد مفاهيم الإيمان الصحيح - مهارة الاعتماد على النفس، والثقة بها، والاعتزاز بها، وعليه فلا تفعل شيئاً بالنيابة عن طفلك يمكنه القيام به، بل خذ بيده ليقوم بالعمل بنفسه، وادفع به ليقتحم أبواب الحياة بكل قوة (( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً )) (مريم:12) ثم لا عليك بعد ذلك في أي السواحل ألقت به الأمواج .
وأختم مقالتي إليك، بما قاله الشاعر والمفكر الإسلامي إقبال - رحمه الله - في هذا المجال: "يا مربي الجيل الجديد: ألق عليهم دروس التواضع، والاعتزاز بالنفس، والاعتداد بالشخصية، علمهم كيف يشقون الصخور...ويدكُّون الجبال، فإن الغرب لم يعلمهم إلا صنع الزجاج" ثم تأمل في قوله: أحب احتراقي بنار اشتياقي ولا أرتضي عيشة الخاملين.
فناء الفراشة في النار يعلو حياة الجبان طـوال السنين.
نسأل الله لنا ولك السداد والرشاد والتوفيق لكل خير (( وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب )) (هود:88) والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين .
leprence30
2013-09-05, 22:30
عبث الصغار
الأطفال زينةُ الحياة الدنيا وبهجتها؛ بهم تزدان البيوت وبضجيجهم العذب تأنس النفوس، وكم يقاسي المحروم منهم من لوعة وأسىً وغصصٍ لا يهونها إلا رجاء الأجر والمثوبة من عند الله الوهاب.
ولأن الأطفال - صغار البيوت - لا يعرفون نظام المنزل ولا يلتزمون رسومه فهم سبب أكيد في بعض المشكلات ما بين إشعال حريق، أو إثارة جمر كامن، أو كسر زجاج، أو بعثرة أثاث، أو إفساد ذات بين مما يجعل الأبوان كبار البيوت في مقام التربية وتقويم الأود وإصلاح النفوس بما يحميها من مهامه الفساد والغواية فينتفع منها أهل البيت أو على أقل تقدير يرتدع الصغار عن الشر بالزواجر التي تمنع الاستفحال والشر المستطير.
وقد كان من القضاء الماضي أن يكون لكل كبار صغار؛ ومن الواجب على صغار القوم توقير كبارهم واحترامهم والصدور عن مشورتهم.
ومن مسؤولية الكبار تقديم القدوة الحسنة للصغار وهدايتهم للمحامد والمكارم وتجنيبهم المهالك والسوءات مع ضرورة الاحتفاء بوهجهم الذهني ونشاطهم البدني واحتواء طاقاتهم المتدفقة بما يجعلها إيجابية نافعة.
ومن الطبيعي أن يصاحب منع الصغار من محبوباتهم المؤذية بعض التذمر واللجج الذي لا يأبه له المربي ولا يلتفت إليه ألبتة لأن مصلحة المجموع مقدمة على مصلحة الفرد غالباً فكيف إن لم يكن للفرد مصلحة فيما يفعل.
وليس تهالك الصغار على الأخطاء والانغماس فيها بدوافع الشر والإجرام دوماً؛ فقد يكون لخلل في التفكير أو نقص في التجربة أو انسياقاً وراء المجهول وحباً للمغامرات واغتراراً ببعض الشعارات والقناعات التي لا تصمد أمام رجاحة العقل وهدوء الطباع وسابق التجربة.
وليس بلازم أن يكون الصغار صغار سنيٍ وأيام فقط؛ فلربما اكتهل المرء ولما يزل صغيراً بعدُ، وقد يكون الإنسان كبيراً وهو في ميعة الصبا وعنفوان الشباب.
والصغير الذي لم يُفطم عن المخازي يصعب خلاصه منها فتكبر مخازيه وتزداد ويظل هو في تنامي صغاره فتضج من شناعاته الأرض ومَنْ فوقها ولا يرتاح أحد منه حتى يقلع عن غيه أو تنقطع خطاه وتنمحى آثاره.
وكم شقي الناس بصغير يفتي من غير إجازة ويعلم بلا حكمة ويدعو دون بصيرة ويحكم من غير برهان ويعاقب ويكافيء من غير نظام ويأمر وينهى بلا زمام من علم ولا خطام من مصلحة، ويفتئت على شريعة الله دونما حياء ويهجم على منابر الخير وأهله بلا حجة ويفتح الباب للمجون دون نظر للعواقب ولا اعتبار بحالٍ أو مآل ويسفك الدماء بلا حق ويتلف الممتلكات والأموال لمجرد الزهو بالخراب؛ إلى غير ذلك مما يطول سرده ولا ينقضي حصره من البلاء الذي يجر مثله في السوء وإن خالفه في الاتجاه.
وحيث لا يرتدع الصغار عن صَغَارِهم إلا بمواقف الكبار وصبرهم باستصحاب العزم والحزم فلا بد من أداء الواجب المنوط بكل أحد بحسبه؛ فعلى من بسط الله يده بالسلطان والقوة أن يقيموا ما أعوج من حال الصغار حتى تستقيم الأمور على سنن واضح وقسطاس مستقيم يأمن فيه الناس على دينهم وأوطانهم وأعراضهم ودماءهم وأموالهم.
وعلى أهل العلم واجب البيان والبلاغ بالدليل الشرعي والحجج الدامغة؛ وواجب على المحتسبين الاستمرار في حسبتهم من سبلها ومنافذها التي تمنع الشر وتمكن الخير ولا تثير الإحن.
وعلى من جعل الله عقول الناشئة وأفئدتهم تحت يديه واجب كبير جليل في التربية والتعليم والهداية وقمين بمن هذه مهمته تهيئة نفسه لهذا العبء وتبرئة ذمته أمام الله ثم التاريخ.
ومما ينبغي التنبيه إليه أن " نفخ " الصغار وتكبيرهم طريقة أهل الأهواء ومسلكهم ليتخذوا من صغيرهم المُكَبَّر ركناً يأوون إليه ومأرزاًً يجتمعون عنده.
ومن ذلك ما فعله قوم الكذاب مسيلمة معه؛ وما يفعله أصحاب التوجهات والأفكار مع مَنْ يمثلهم بخلع الصفات البراقة عليه، وقد يعلم هو قبل غيره بطلانها؛ ومثل ما يفعله المعجبون بمن يفتتنون به لحسن صوته أو جمال صورته أو قدرته الفائقة على التحكم بجسده أو ببعضه؛ وكذلك سلوك عمي البصائر مع الذين يسوغون خطلهم باسم الدين أو المصلحة أو غير ذلك.
وأكثر من يمارس هذا التزوير المشين علانية بعض الإعلاميين فيقومون بعملين منكرين متناقضين: تقزيم العمالقة وتضخيم التافهين لهوى مريض في نفوسهم أو لثارات قديمة وتصفية حسابات لم تغلق وخصومات لم تنته.
ومهما يكن من أمر؛ فإن الكبير عند الله وصالح المؤمنين سيبقى كبيراً وإن تناوشه البطالون بكل نقيصة؛ وليس يضير الصادق والمخلص شيئاً فغاية مطلوبه رضا الله وإن سخط عليه أبالسة الأرض وإمعاتها.
leprence30
2013-09-05, 22:31
ابتسم مع اسرتك
نشرت دراسة أمريكية في مجلة النجاح الأمريكية عن علاقة الأطفال بالابتسام، وذكر فيها: أن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي (400) مرة في اليوم، وإذا ما قارناهم بالكبار نجد أن الكبار يبتسمون (14) مرة فقط في اليوم.
ولكما أيها الزوجان أن تتصورا هذا الفرق الشاسع! وكأن الناس ينسون الابتسام كلما تقدموا في العمر، هل سألتما نفسيكما هذا السؤال. هل أبتسم بسهولة؟ هل أبتسم كثيراً؟.
وبالأخص، هل تبتسم بسهولة مع زوجك؟ وهل تبتسم كثيراً مع عائلتك؟ حاول تذكر آخر نكته سمعتها من أحد أفراد عائلتك، أو موقفاً طريفاً معهم، وتذكر موقفك منها، هل كنت مبتسماً أم تكتفي بتحريك شفتيك وهز كتفيك؟.
حاول أن تسأل بأسلوب آخر لعله يجعلك تجيب عليه بسرعة ووضوح. هل تجد صعوبة في الابتسامة لزوجتك وأفراد عائلتك؟ وما هو رأيك في سبب هذه الصعوبة؟.
إن إجابتك سوف تحدد لك مدى قربك من أفراد عائلتك أو بعدك عنهم، ودرجة انفتاحك عليهم أو انفعالاتك تجاههم.
إليكما هذه الحادثة: لفت نظري شدة ضحك أحد الأزواج، فسألته هل تضحك بنفس الدرجة مع عائلتك؟ سكت، ثم قال: لا يمكن أن أضحك معهم بهذه الدرجة؛ لأن ذلك يهز مكانتي واحترامي في عيونهم، وبالتالي يمكن أن أفقد خوفهم مني والذي من خلاله أحكم تصرفاتهم وأضبط سلوكهم.
وماذا عن زوجاتكم هل هن موافقات على تصرفاتكم بعدم الضحك والمرح في البيت؟ وقالوا: في الحقيقة زوجاتنا أكثر مرحاً مع الأطفال، ونود لو أننا ننسجم في ذلك، ولكن هناك قيود اجتماعية ونفسية موروثة تحد من ذلك.
والآن، فالرسالة من القصة هي: أن نتعلم كيف تكون الابتسامة سهلة بالانتباه إلى الإرشادات الآتية: يمكن أن نجري تمريناً بسيطاً ونسجل ما يمكن أن يشعر به الآخرون، التمرين على مرحلتين:
المرحلة الأولى: أن ننظر في المرآة بوجه عابس..، والمرحلة الثانية: ننظر إلى المرآة بوجه مبتسم.
بالتأكيد إن ما سجلته في المرحلة الأولى من مشاعر للآخرين تختلف تماماً عن مشاعر التجربة الثانية.
إن المشاعر الإيجابية للوجه المبتسم لا بدّ أنها تترك في نفسك راحة وأماناً وانسجاماً وثقة وشجاعة، بينما المشاعر السلبية للوجه العابس تترك في نفسك ضيقاً وشعوراً غير مريح من الخوف والشك، فإذن أنت الآن عرفت ما يشعر به الآخر من قسمات وجهك.
وبعد هذا التمرين البسيط لا بدّ أن تتخلص من كل اعتقاد خاطئ يجعلك تتصور أن الابتسامة تقلل من شأنك واحترامك، وأن تعتقد أن الابتسامة مفتاح لجذب قلوب الآخرين لك.
- استمع للنكتة من الآخرين واضحك لها.
- احفظ نكتة طريفة وأسمعها لأفراد عائلتك.
- ابتسم في وجه من تعرف ومن لا تعرف.
- اجلس مع الأطفال وابتسم لهم.
- اذهب مع أبنائك للأماكن الترفيهية المرحة.
- كافئ نفسك عندما تبتسم في وجه الآخرين وكل هذا شيء جميل، ووبخ نفسك عندما تعبس وقل هذا شيء غير مريح، وصدق الله العظيم حين حذر رسوله الكريم: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر).
فكما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذا قلب كبير، متسامح، طيب، فكذلك رب الأسرة والزوج بحاجة إلى هذه الوصية؛ لكسب أفراد أسرته إلى جانبه، احتفظ دائماً بابتسامة جذابة على وجهك تحفظ أسرتك.
leprence30
2013-09-05, 22:32
مع ابنك ..... قل وافعل
من أكبر الآفات التي تهدّد عملية تعليم السلوكيات الإيجابية أن الذي يأمر بها يكون مخالفاً لها.
فعلى سبيل المثال، تجد البعض يأمر أطفاله بالصدق وهو يكذب، أو يأمر بعدم استخدام الألفاظ النابية وهو يتلفظ بها أمامهم.
لاشك أن الوالدين والمنزل هما المصدر الأول، ولكنهما ليسا الوحيدين، لتعليم السلوكيات، سواء أكانت إيجابية أم سلبية، ولذلك لابد من الحرص على عدم التناقض الذي يهدم في لحظات ما يُبنى في سنوات.
ربما نسي بعضنا، أو تكاسل في لحظة ما عن اتباع التوجيهات التي يأمر بها أطفاله. فقد نرمي منديلاً من نافذة السيارة، أو نلقي بورقة على الأرض؛ لأن سلة المهملات بعيدة عنا. وربما تلفظ أحدنا في لحظة غضب بكلمة نابية كان ينهى أطفاله عنها.
لو أن أحدنا -لسبب أو لآخر- وقع في خطأ التناقض، ووجد نفسه قد خالف فعلُه قولَه، فما هو الحل عندئذ؟!.
كثيرون -للأسف- تأخذهم العزة بالإثم، وتأبى عليهم كرامتهم المزعومة أن يعترفوا بخطئهم، وربما يتمادى بعضنا فينهر ابنه ويلقي عليه محاضرة في الأدب مع الكبار لو قال الصغير عبارة مثل: "لماذا يا أبي رميت المنديل من نافذة السيارة؟".
الأمر بسيط لو استشعرنا أهمية التربية؛ فالاعتذار خلق كريم، والإقرار بالخطأ لا يعيب الكرام، ولكن متوهمي الكمال هم الذين يخافون الخطأ، ويخافون أكثر من مواجهته.
ولو كان الخطأ والاعتذار يعيب أحداً لعاب سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم، عندما عاتبه رب العالمين في قصة ابن أم مكتوم في سورة الأعمى، وما تلاها من اعتذار النبي -صلى الله عليه وسلم- له عندما قابله بعد نزول السورة. بل إنها بقيت قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، وما عدها أحد نقصاً في نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما أن الاعتراف بالخطأ أمام الطفل يساعده على تعلّم الأسلوب المناسب للتعامل مع أخطائه؛ فيتعلم أولاً أن الخطأ يقع من الجميع لأنهم بشر، وأن وقوعه في الخطأ ليس مشكلة كبيرة عندما يتعامل معه بشكل صحيح.
فالاعتراف بالخطأ يبعده عن الكذب، ثم إنه يدلّه على الطريقة المناسبة لتصحيح ذلك الخطأ بعدما يقع فيه، فهو في الأخير قادر على أن يتعلّم من أخطائه عندما نتيح له نحن فرصة مناسبة للتعلّم.
leprence30
2013-09-05, 22:33
تعديل الخطاب العائلي ضرورة
أمسى الجو مشحوناً.. الكل متوتر، ما زالت نظرات العين لم تنته رحلتها في أرضية غرفة المعيشة حيث يتواجد أفراد الأسرة! الأب ما زال يمطرهم بوابل من الكلمات القاسية والأوامر الحاسمة.
تنبيهات وتهديدات ووعد ووعيد لمن تسوّل له نفسه تكرار نفس الخطأ الذي قام به أحد الأبناء، لم يستثنِ الأب في خطابه الموجّه للأسرة صغيراً ولا كبيراً، فقد أفرغ كل طاقاته في الانفعال، ولم يعد يدري مَن المتسبّب في الخطأ! حيث أصبح الكل أمامه مذنبين، الكل في قائمة المحظورين من التفوّه بكلمة، وعلى رأسهم الأم؛ فلولا تقصيرها لما تهاون الأولاد في تأدية ما يُطلب منهم من أعمال المنزل والمذاكرة وغيره.
هكذا هو منطقه في حل المشكلات التي تعترض أسرته، بل هذه هي طريقته في الهروب من تحمّل أي قدر من المسؤولية! فقد حصر دوره في إلقاء الأوامر والتكليفات لكل واحد من أفراد أسرته، ثم في العقاب والزجر والتعنيف.
تشرد الأم بفكرها مختلسة بعضاً من تلك الثواني الثقيلة، محاولةً الهروب من ذلك الشعور الخانق بالذنب الذي يطوقهم به رب الأسرة، ومن تلك المعاملة التي تقتلع دورها كمساعد له في إدارة شؤون البيت؛ إذ أخذها العجب سائلةً نفسها ومحاولة إيجاد إجابة؛ لماذا لم يجلس معي أولاً لنتفق على ما يجب أن يكون عليه الحوار في توجيه أبنائنا؟!.
لماذا لم يحاول معرفة دقائق الأمور التي تحدث أثناء غيابه خارج المنزل؛ إذ إني أعلم بها منه؟ لماذا لم يحاول معرفة دوافع أبنائه للتقصير في أداء ما يُطلب منهم؟ لقد تناسى أنه إذا كان يعدّ نفسه الرئيس لهذا البيت فإني أُعدّ بمثابة المدير التنفيذي لما يصدره هو من أوامر! لماذا لم يرجع إليّ في كل مرة قبل أن تندلع ثورة غضبه؟ ألست أنا وهو كجناحي طائر يرفرف على هذا العش ليحميا صغارهما من عواصف الحياة؛ لقد كسر جناحي، وتناسى دوري، ثم يحملني بما هو فوق طاقتي بعد ذلك.
حاولتْ باحثة الوصول لأسباب المشكلة، ليست التي أحدثها أحد الأبناء، ولكن فيما يدفع زوجها للدخول في مثل هذه الحالة من الدكتاتورية العائلية.
إن مثل هذا الأسلوب المسيطر لن يؤدي بالأسرة إلا إلى انفجار مُدوٍّ يعلن فيه الأبناء الثورة على هذه المعاملة غير البناءة، إنه الأب بهذا الضغط النفسي الذي يمارسه على أسرته يجتث جذور الطاعة من نفوسهم، ويقطع أواصر الحنين التي يجب أن تمتد بين الأب وأبنائه، وتُلغي الشعور بالانتماء بين الأبناء وأسرتهم؛ إذ يحوّل رب الأسرة بهذه المعاملة أسرته إلى خلية خربة لا تنتج إلاّ أفراداً عاجزين، فاقدي الثقة بأنفسهم، غير قادرين على مواجهة الحياة ولا تحمل المسؤولية؛ لأنه لم يعوّدهم على المشاركة.. لم يقدم لهم سنابل الخير كي يجني منهم الشكر والعطاء.. فقد تناسى أن الأدوار دُول.
في وسط هذا الظلام الأسري والحيرة النفسية! تلمّست الأم خيوط بداية الإصلاح إنها الحاجة الماسّة لتعديل الخطاب الأسري.
حقاً إن الحوار وسيلة لتقارب وجهات النظر، وهو أساس العلاقة بين الأفراد ذلك الحوار القائم على تحديد الأدوار وتبادل الخبرات المحفوف بالحب والمعبّأ بالتراحم، والتماس الأعذار والترفق بمن لا يتفهم حقيقة ما يُطلب منه، وما يجب عليه من واجبات تجاه أسرته وبيته .
إن الخطاب الأسري من الأهمية العناية به؛ إذ يُعدّ نبراساً هادياً لأفراد العائلة للخروج بهم من منعطفات الحياة التي لا يكاد بيت إلاّ ويمر بها؛ فالحوار وسيلة هامة ودليل على مستوى النضج النفسي، ومدى قيمة الخبرات الحياتية لقائد البيت وبقية أفراد أسرته.
تذكرْت كثيراً ما يتردد في نشرة الأخبار والبرامج الحوارية عن ضرورة تعديل الحوار السياسي والخطاب الديني، واستشعرت نفس الحاجة الماسّة لضرورة تعديل الخطاب العائلي ربما لأن العلاقة وثيقة بين الثلاثة.
ولكن الحوار العائلي أهم بكثير؛ إذ لو صلُح حاله وكان كما يجب أن يكون لاستقامت تبعاً لذلك بقية الحوارات التي يخوضها المرء في حياته، لمَ لا والبيت هو وحدة بناء المجتمع، وهو المحضن الأول للإنسان، والنبع الصافي الذي يستقي منه مبادئه وبدايات ثقافته وفكره، وفيه يتسلح بالقيم التي يتأهل بها للتفاعل مع مجتمعه.
وبناء على ذلك يجب علينا أن نتوقف قليلاً عمّا اعتدنا عليه في التعامل به مع أولادنا، وعن تلك المهاترات التي نخوضها بلا فائدة تُرجى، ولا مصلحة تتحقق.
نتوقف لنراجع ما صدر منا، ولنقف على ما يجب علينا -كآباء وأمهات- أن نتعلمه كي نصحح مسيرة حياتنا الأسرية.
leprence30
2013-09-05, 22:39
صناعة الرغبة
إن من تمام ابتلاء الله – تعالى - لعباده في هذه الحياة أنه جعل لديهم قابلية عظيمة للتعلم والتشكل العقلي والعاطفي؛ فالطفل حين يولد يكون مفتقراً إلى كثير من مقومات الإنسانية: حيث لا يكون لديه لغة ولا معايير للصواب والخطأ والخير والشر، ولا عواطف ولا معرفة بما هو خطِر وآمن، وما هو مهم وغير مهم.
إنه يملك القابلية والاستعداد لأن يرتقي إلى أسمى درجات الكمال، كما يملك القابلية والاستعداد لأن يهوي إلى أقصى درجات الانحطاط.
هنا يأتي دور العوامل الثقافية والاجتماعية والتربوية لترجّح اختياراً على اختيار واتجاهاً على اتجاه، ويأتي دورها لتشكيل رغباتنا وبلورتها على نحو معين.
العوامل البيئية والثقافية تحدّد نوعية مساعينا في تلبية احتياجاتنا وفي التعامل مع أحداث الحياة المختلفة، وتجد هذا واضحاً في تفاوت أساليب الأمم في مواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة وكل الأشياء الطارئة.
أنا في هذا المقال سأحاول التركيز على توضيح صناعة الرغبات وتوجيهها من لدن العديد من الجهات:
1- تقوم الشركات الصناعية والتجارية الكبرى بصناعة رغبات الجماهير تجاه استهلاك منتجاتها عن طريق استخدام الدعاية والإعلان؛ فقد وصل سوق الإعلان العالمي إلى رقم فلكي يتجاوز الأربعمائة مليار دولار سنوياً.
ولا أريد شرح فنون توليد تلك الشركات لرغبات الناس، لكنها في الجملة تحاول التأكيد على تفوق مواصفات منتجاتها و تفوّق قدراتها التنافسية، بالإضافة إلى محاولة البقاء على سطح وعي المستهلك والحضور المستمر في وجدانه عند سعيه في تلبية احتياجاته الاستهلاكية.
وقد نجحت في ذلك نجاحاً هائلاً؛ فقد صار لدى الناس شعور قوي بأن المنتج الأفضل والأنسب هو المنتج الأشهر، مع أن هذا الشعور غير صحيح في كثير من الأحيان.
2- يصنع الرفاق والجيران والزملاء رغبات بعضهم على نحو لافت، فقد دلّ العديد من الدراسات على أن انحراف أكثر من 70% من الشباب والمراهقين يعود إلى رفاق السوء، وإذا تأملنا في الإدمان على المخدرات والمسكرات بوصفه انحرافاً خطيراً، فإننا سنجد أن للأصدقاء التأثير الأكبر في انتشاره بين الفتيان والشباب، بل إن هناك مؤشرات متزايدة على تراجع الالتزام والتمسك بأهداب الفضيلة لدى كثير من الكهول بسبب الأصدقاء وزملاء العمل، من هنا نتفهم أهمية النصوص والآثار والحكم الواردة في اختيار الصديق وكونه من أهل الصلاح والخلق الرفيع.
3- للأسرة الدور الجوهري في صناعة رغبات صغارها، فهي التي تعرفهم على أنفسهم واحتياجاتهم وعلى كل ما هو من قبيل الفضائل والرذائل، بل إن الطفل يرى العالم كله بعيون أمه، وهي بالنسبة إليه السّكن والوطن والمعنى والمغنى.
وقد دلَّت بعض الدراسات على أن هناك فرصة كبيرة أمام الأبناء أن يكونوا كلهم أو جلّهم- بُدناء إذا كان الأبوان أو أحدهما- بدينين، وهذا لا يعود إلى أسباب جينية فحسب، وإنما يعود أيضاً إلى عادات الطعام.
وأنا هنا أودّ أن أركز على شيء مهم جداً بالنسبة إلينا جميعاً، وهو الرغبة في القراءة و التعلم، حيث إنك تجد أن كثيراً من الأسر يترك أبناؤها المدرسة قبل إكمال المرحلة المتوسطة، وبعضهم قبل إكمال المرحلة الابتدائية، وحين يُسأل الآباء عن ذلك، فإن الجواب يكون واحداً هو: الولد لا يحب العلم، ولا يرغب في القراءة.
وهذا الجواب صحيح، لكن لا أحد يسأل نفسه: لماذا لا يرغب الطفل في القراءة؟ ولماذا لا يرغب في التعلم؟.
إننا لو تأملنا في أحوال أبناء الأسر المتعلمة لوجدنا أن معظمهم يكونون حريصين على نيل أعلى الشهادات المتاحة، ولو تأملنا في أحوال أبناء الأسر الأمية أو التي نالت تعليماً منخفضاً، فإننا سنجد أن كثيراً من أبنائها لا يرغبون في المضي في المشوار التعليمي إلى آخره.
وهذا دليل على أن الرغبة في التعلم وبذل الجهد من أجل الاستمرار فيه تُصنع صناعة من قبل الأسر والمدارس فيما بعد، مما يجعل هاتين الجهتين تتحملان مسؤولية التسرب من التعليم بالنسب المخيفة الموجودة في العديد من الدول الإسلامية.
وأنا أعتقد أن إخراج طفل من المدرسة يعادل في أذاه وضرره قطع أحد أطرافه، بل هو أشد وأخطر. أما إعراض الأطفال والفتيان عن القراءة، فهو مشكلة من أخطر المشكلات.
إنه أخطر من البطالة ومن الطلاق وإدمان المخدرات، وما ذلك إلاّ لأن الجهل هو البوابة العريضة التي يدخل منها إلى حياتنا كل الشرور وكل ألوان الانحراف والتخلّف.
كثير من الآباء يظنون أن دورهم في تحبيب الكتاب إلى أطفالهم ينتهي عند حثهم على القراءة، أو على إحضار بعض القصص والكتب لهم، ولهذا فلا تكاد تجد من يشعر بالذنب بسبب إعراض صغاره عن اصطحاب الكتاب والاطلاع على الجديد.
إذا كانت القراءة ليست في الأساس بين الأشياء التي تجذب الطفل على نحو واضح، فإن توفر القنوات الفضائية والألعاب الإلكترونية بهذا التدفق الاستثنائي جعل الأسر أمام امتحان عظيم، حيث صار الكتاب خارج قائمة المنافسة، وهذا شيء يدعو إلى الخوف.
ونظراً لأهمية توضيح مسألة صناعة الرغبة في القراءة، فإني سأتحدث في المقال القادم -بإذن الله- عن الجهود الكثيرة التي تبذلها الأسر الناجحة من أجل إيجاد رغبة القراءة عند أطفالها؛ والله المستعان.
leprence30
2013-09-05, 22:40
ازهارنا تذبل
يا أصحاب البساتين فلا بساتينكم ناضرة وأزهارها ذابلة ! لقد خلق الله البشر من جنسين كما هو معلوم ليشاركا الحياة بتكامل وشمولية, وقد شرّع الله لكلا الجنسين ما يخصهما من تشريعات وأحكام؛ وأوجب لهما الحقوق لاسيما جنس المرأة الذي كان يعاني الاضطهاد والظلم في عصر ما قبل الإسلام في كافة الأقاليم.
يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون: "إن الإسلام قد أثّر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من قوانيننا الأوروبية", فجاء الإسلام ليبرز بقيمتها, ويترك للجيل مبادئ تكريمها واحترامها، وأوضح لهم حقوقها، فمن وعى هذه الحقوق، وأدى الذي عليه فيها، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )) [ أخرجه ابن حبان في صحيحه ].
وفي صحيح الجامع من حديث ابن عباس: ((خيركم خيركم للنساء)) وبعد أن أعاد الإسلامُ للمرأة هيبتها وقدرها؛ سُجِّل في عصر صدر الإسلام كثيرٌ من المساهمات لهن سواءً كانت بنتاً أو زوجةً أو أماً, وكان لها الأثر الفاعل في دفع عجلة التقدم الحضاري والفكري في الإسلام, وهو ماكفله الدين لهن من حقوق.
واليوم ها نحن نجد عصراً مخيفاً قد أراد بهذه الفتاة أن تُزهق روح الشرف والكرامة فيها, ولا أتكلم عن دور المشاريع التغريبية كسببٍ رئيس, وإنما القضية أوسع من ذلك, يأتي على هامتها تلكم الأجواء المحيطة لجنس الفتاة كالبيت والمدرسة والإعلام والمجتمع.
وحتى تكون الصورة أوضح, لعلي أدلف للموضوع بتسجيل بعض المظاهر في هذا الشأن:
1. ضعف العناية بتنشئة الفتاة وتربيتها وتوجيهها عاطفياً ووجدانياً, وبحث احتياجاتها وخاصة العاطفية لاسيما من الوالدين.
وإنّ كثرة المشاكل والقضايا غير الأخلاقية فيما يخص الفتيات, من الابتزاز الذي جرّ لهن الويلات,أو وجودهن في الخلوات غير الشرعية, أو سهر بعضهن خارج المنزل, أو التعرف على الشباب وحضور منتدياتهم, أو التعلق بالشبان خاصة المغنين ولاعبي الكرة والمشهورين بشكل عام لهو أحد آثار ذلكم الهجران العاطفي والتربوي معاً.
ولنعلم أن أعظم ما تعانيه الفتيات من الآباء هو الحرمان العاطفي, وإن اتجاهات الوالدين المشبعة بالحب والقبول والثقة تساعد البنت على أن تنمو وهي راضية عن ذاتها وتحب الخير لغيرها, ومن ناحية أخرى فإن المناخ الأسري المضطرب يهدد كيان هذه الفتاة, ويستحث مشاعر الجفاء, والحرمان.
وقد كشفت لنا دراسة صادرة من لجنة الإصلاح الأسري بمحافظة عنيزة قام بها الدكتور /محمد السيف بعنوان(الحرمان العاطفي في الأسرة)عام 1426هـ. أن 52.2% ممن يبحثون خلف العلاقات الزائفة من الفتيات يبحثون عن مشاعر الحب والدفء, و32.2% كانت ردات فعل غاضبة وانتقام ضد الوالدين.
وفي الدراسة أيضاً أن 50% من البنات المحكوم عليهن بالسجن بارتكابهن أفعال جنائية محرمة كن يشعرن بالحرمان العاطفي الأسري من الوالدين, وبسبب سلوك الأشقاء , وقد تحددت عوامل مؤثرة في الحرمان العاطفي عند بنات الأسر حسب الترتيب التالي:
أولاً: شعور البنت بعدم العدل من الوالدين بالمشاعر وانحيازهم للآخرين وخاصة الذكور.
ثانياً: الشعور بالحرمان من عطف الأم.
ثالثاً: الشعور بعدم اهتمام الأب والسؤال عن أحوال البنت.
رابعاً: كثرة غياب الأب عن المنزل وعدم مجالسته للبنت.
خامساً: عدم استقرار العلاقة الزوجية بين الوالدين.
وهذه الدراسة تجرد لنا جانب من أخلاقياتنا في البيوت مع الفتيات.
وفي مجلة شهرية أمريكية مسيحية توزع لقرابة 8مليون نسخة على مستوى العالم تحتل غلاف المجلة لعام 1986م شهر سبتمبر صورة فتاة بائسة اسمها سالي تبدو على وجهها علامات الحزن والخوف, ونشرت لها المجلة كلاماً تقول فيه: مارست الجنس وأنا في الثامنة من عمري مع ولد في الخامسة عشرة, وفعلت ذلك لأني لم أحصل على الحب والاهتمام من والدي, وأنا أحتاج إلى الحب, ولكن والدي لم يهتمان بي, ولم يتغير شيء داخل البيت, وحملت من صديقي وأنا في الخامسة عشرة من عمري, واعتبرني صديقي مسئولة عن ذلك, وانصرف عني, ولم يكن لدي من مكان أتجه إليه, وقد وقعت في الفخ, ولجأت إلى الإجهاض, والآن أنا أخاف من أن أرتبط بأي موعد مع الشبان, وأنا أبكي كل ليلة إلى أن يدركني النوم.
فهل تدرك ياولي الفتاة أي العواقب تنتظر فلذة كبدك إذا ماقمت بدلالها, وإشباع عاطفتها؟.
2. عدم القيام على حاجة الفتيات بالشكل المطلوب, وترك الحبل على الغارب في خروجها مع السائق, وغيابها عن أنظار الأسرة, وهو ما نشاهده يومياً في الأسواق والشوارع والمستشفيات, فغالب النساء ليس معهن عائل سوى السائق الذي يقود المركبة, بل وكثيرٌ رأيناهن على قارعة الطرقات يستقللن سيارات الأجرة.
أيها الرجل انظر في هذا الحديث وتمعّن معي جيداً فيه؛ ففي صحيح مسلم عن أنس أن النبي قال: ((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا)) وضم أصابعه.
وإنما كانت هذه الفضائل المعدة لمن قام على حقوقهن بسبب ضعفهن وعدم قدرتهن على مجابهة شظف العيش لوحدهن فكان هذا الفضل والأجر, ويرى الباحثون أن البنات الصغيرات يتصفن بالتبعية والاعتماد على الآخرين, بينما الأولاد الصغار يتمتعون بالاستقلال, ولو أقيم حاجز بين الأطفال الصغار وأمهم, فالذكور منهم يحاولون رفع هذا الحاجز, بينما البنات يقفن حاجزات ويبدأن بالصراخ والعويل.
واسمع لشيء من مواقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع ابنته فاطمة-رضي الله عنها- فقد شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: مكانك، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم.صحيح البخاري .
إنه الحب والاهتمام الذي ساق الأب الحنون للمضي لابنته يتفقد حاجتها, ويستمع لشكواها, ويحقق رغباتها, حتى ولو زوجها قائم على شأنها.بل لم يستطع أن يؤجل القدوم لها صباحاً فضلاً أن ينتظرها تأتيه مرة أخرى.
فهل احتسبت الأجر في رعايتهن والقيام على حوائجهن؟ كيف وهن وصية الله! فاحفظ من حمُـِّلت أمانتها، فإن البنت ضعيفة سرعان ما تخدعها أباريق الدعاوي المنمقة، فإن لم تجد يدًا حانية تصونها عن تلك الأوحال فإنها قد تمشي إليها خطوة خطوة، إلى أن تقع في فخ لا تملك منه خلاصًا.
3. كثرة حوادث الظلم والهجران التي تتعرضن لهن الفتيات, وهذا يحدث في صور كثيرة, والسجون والمحاكم خير شاهدة في ذلك, فحقوقهن في المواريث مضيعة, وقضايا العضل بدأت تنمو بشكل رهيب, وتهميش دورها في المنزل والجفاء معها في التعامل سمة بارزة في أغلب البيوت, والتسلط الذكوري الذي طوقته عادات المجتمع على عنقها وهو كل يوم يزيد حبس أنفاسها, وغير ذلك الكثير.
وفي صحيفة اليوم بتاريخ 11/2/1433هـ كشفت إحصائية عن عدد حالات هروب الفتيات بسبب العنف الأسري وصل إلى 1400 حالة خلال عام واحد في المملكة.
وقال رئيس اللجنة النفسية والاستشاري النفسي والأسري بالغرفة التجارية الدكتور مسفر المليص خلال ندوة العنف الأسري التي نظمتها اللجنة النفسية بالغرفة التجارية بجدة مؤخراً: إن هذا العدد جاء نتيجة ارتفاع معدلات الطلاق والتي أحياناً ما يتزامن معها رصد عدد من الجرائم.
وأضاف المليص أن نسبة العنف الأسري وصلت بحسب الإحصائيات إلى أن 45 بالمائة من الأطفال معنفون، وهروب أكثر من 1400 فتاة من منزل الأسرة خلال عام واحد، بالإضافة إلى رصد أكثر من 26.6 بالمائة من قضايا الإهمال و22.8 بالمائة من قضايا سوء المعاملة النفسية للأطفال، بالإضافة إلى 12.2بالمائة سوء المعاملة الجسدية.
إنّ الخوف بدأ يحلِّق حول مجتمعنا نتيجة إهمال الفتيات وضعف العناية بهن والقيام عليهن, وهذا الإهمال جبذهن لكثيرٍ من الكوارث وعلى رأسها الرغبة في الخروج من سيطرة البيت, والعصيان على المقدسات الشرعية, والتقاليد العرفية, حتى أصبح التبرج والسفور ومقارفة الفواحش في كليات البنات ومدارس المرحلة الثانوية والمتوسطة سمة طبيعية في شرذمة منهن لاينكره عليهن إلا الغرباء.
4. عدم وجود فروع نسائية في غالب الدوائر الحكومية,و عدم توفير الخدمات اللازمة لقضاء حوائجهن بعيداً عن الحاجة للتنقل, ومخالطة الرجال.
ونحن نعلم التأخر الذي يقع للفتيات في مراجعتهن للدوائر الحكومية جرّاء اختلاطهنّ للرجال, ولا أخلاق موسى عليه السلام تجدها في جلّ موظفين الأجهزة الحكومية, إنك تجد المعضلة, والأرملة, واليتيمة, والمطلقة وقد لا تتجاوز بعضهن عقدها الثاني, وكثيرٌ في عقدها الثالث لا يقوم على شؤونها أحد في مراجعاتها للدوائر الحكومية, وأن تقوم هي بالمهمة فهذا يتطلب مال كثير وجهد كبير وذل حقير حتى تصل لجزء من حقوقها التي تكفّل بها وطنها, سواءً من وزارة الشؤون الاجتماعية أو مراجعة حقوقها في المحاكم, فتخسر ثلثي حقها لكثرة من توكّل من الرجال غير المؤتمنين فيضيعوا عليها نصف حقها, وهي تقوم بذلك حفاظاً على عفتها وشرفها, وكذلك في الشؤون البلدية والقروية فلبعضهن حقٌ في منح الأراضي, لكنك تجدها تبحث عمّن تدفع له جزءاً من تلكم الأرض المنتظرة حتى يتوكل عنها في التقديم على المنحة.
فليت الحكومة المباركة أن تنظر لملف فتح الفروع النسائية بعين الجد, وأن تباشر ذلك عاجلاً, فسيوفر الوظائف النسائية لكثير من العاطلات, وسيقضي على تعثر المراجعات الخاصة بالنساء. ويحفظ لهن حقوقهن وحشمتهن.
5. وأخيراً من المظاهر قلة وجود المراكز المجتمعية (غير الربحية أو الخيرية) والتي تقوم على تنمية الفتاة, وصقل شخصيتها, وإبراز دورها في خدمة دينها ومجتمعها.
وهذا الدور يتكامل مع توظيف المرأة في تربية النشء والقرار في البيت. إنا بحاجة لوجود تلكم البرامج والمحاضن والمؤسسات التي تحوي الفتيات, بقوالب عصرية, ومحتوى أصيل بحيث يتم الإفادة من هذه الطاقات الكامنة في سبيل خدمة أمتها ومجتمعها, ولتكن هذه البرامج موجهة في بداية الأمر إلى أن تُخرج أمهات صالحات مربيات, وانظر للدول المتقدمة, فإنك تجد تحولاً ورغبةً من قبل الفتيات إلى أن يعدن أمهات في بيوتهن.
ففي مجلة الأسرة- العدد107- صفر 1423هـ فإن 97.7 من الفتيات اليابانيات يذهبن إلى المدارس الثانوية- لا تتجاوز نسبة مشاركتها في مجال العمل 38% ، ولا تنسى أوروبا تلك المظاهرة التي اخترقت شوارع كوبنهاجن وشارك فيها أعداد كبيرة من الفتيات وطالبات الجامعات وحملت لافتات تقول (نرفض أن نكون أشياء)، (سعادتنا لا تكون إلا في المطبخ) (يجب أن تبقى المرأة في البيت) (أعيدوا إلينا أنوثتنا).
وتقول الكاتبةُ ( آرنون ): (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادمَ خيرٌ وأخفُّ بلاءً من اشتغالهن بالمعامل ، حيثُ تصبحُ المرأة ملوثةً بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة). (أنظر فتياتنا بين التغريب والعفاف، للدكتور ناصر العمر ص 56 ).
إن دور المرأة عظيم حيث عظمه الإسلام قبل أي قوانين وشرائع, والناظر لتاريخ الأمم يجد كثيراً من الممارسات الإقصائية لدور المرأة ومركزها في الأسرة والمجتمع, بداية من مجتمع الروم والفرس أيضاً حيث تباع وتشترى, وتعامل كالبهيمة والمتاع, حتى العصر الجاهلي, قال ابن عباس –رضي الله عنهما-(كان الرجل إذا مات أبوه أو حميه فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها , أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها, أو تموت فيذهب مالها) رواه البخاري.
فأتى الإسلام ليعظم دورها أماً, وبنتاً, وأختاً, وزوجاً ويصف طريق حشمتها وصيانتها, ويبين الدليل الشامل لحقها في الميراث, والرأي في الزواج, والحقوق على القريب والبعيد, وكذلك سبلها لتحصن نفسها, وتحمي عرضها, ولم يمانع من أن تدلف مع عملها الأساس ومهمتها الأصيلة في تربية أبنائها, وصيانتها لحق زوجها في أي عمل شريف لها.
إنها دعوةٌ لأهل الشأن والاختصاص وكلنا ذلكم المهتم, أن نلتفت لجنس الأنثى في حياتنا وأن تُسخر كل الإمكانيات لإبقاء أنوثتهن وعفتهن التي تكفل الإسلام بحفظها لهن, ومن ثم واجب الداعيات والمهتمات بشؤون المرأة أن يوصلوا أصواتهن للمسئول عبر القنوات الرسمية لتذليل كل الصعوبات في خدمة المرأة, وبحث ذلك عن طريق الدراسات والاستبيانات الاستقرائية عن رأي المرأة, إنها دعوة محب وصادق أن نلحق بأزهارنا قبل أن تذبل.
leprence30
2013-09-05, 22:42
أطفالنا وأعلام الإعلام
جهدنا في محاولة أن نرسم في مخيلة أطفالنا شكل أو وصف لأحدى الشخصيات الإسلامية أو التاريخية العظيمة، قد يكون أقل اثرا من ذلك الانطباع والأثر الذي سيتركه عمل إعلامي موجه للأطفال كفيلم رسوم متحركة (كارتون) لا يتعدى مداه الزمني دقائق معدودة حول موضوع أو شخصية ما، وأيًا كانت تلك الشخصية أو ذلك الموضوع فسيرسخ في ذهن الطفل ويعلق بذاكرته مؤثرا في شخصيته وسلوكه المستقبلي.
وتناولت أحدى الدراسات العربية أثر وسائل الاعلام على فكر أطفالنا، حيث قالت تلك الدراسة أن الرسوم المتحركة تحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة على عقل الطفل، وللأسف فقد أكدت تلك الدراسة أيضا على أن المحتوى الإعلامي الذي يقدم للطفل العربي بشكل عام سواء من خلال التلفزيون أو مجلات الاطفال المتخصصة، 85% منها (مُعرب)، أي أنه نتاج ثقافة مجتمعات غربية تختلف اختلافاً جذريًا عن مجتمعاتنا وعاداتنا وآدابنا.
فالطفل هنا ينعزل بشكل تام عن مجتمعه الذي يعيش فيه بما يقدم له من ثقافات المجتمعات الأخرى، فيشب على قيم غير القيم، وآداب غير الأداب التي من المفروض أن يشب عليها، فنجد أنفسنا أمام مسخ مشوه يعيش وسط مجتمعه بعقل قد تشكل بخلفيات مجتمعية مغايرة لواقع مجتمعه ومبادئه وقيمه ، أي انه يعيش في مجتمعه جسد بلا عقل متلائم ومتناغم ومنسجم مع من حوله، لذا نجد انتشارا لظواهر ومشكلات غريبة ووافدة على مجتمعاتنا.
وبالطبع وكنتيجة واقعية لما يعيشه الاعلام الموجه للطفل من انفصال عن مجتمعاتنا وقيمها، نجد أن أولادنا قد اتخذوا الشخصيات التي يتمحور حولها الأحداث (الابطال) كنماذج وقدوة يقتدون بها في حياتهم. ولكن يتبادر إلى أذهاننا سؤالان هما:
- ماذا تعني كلمة قدوة؟ - وكيف تكتسب تلك القدوات؟.
المراد بالقدوة من يتأسى به في جميع أحواله قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..) الآية 21 – الأحزاب ، والأصل في الصغار أن مستوى الادراك والفهم لديهم أقل بكثير من مثيله لدى الكبار، لذا فهم يحتاجون للرؤية بالعين المجردة لواقع حي يتمثل أمامهم لكي يكتسبوه كقدوة ومثال يحتذى به.
ورغم تغير نظرة الأفراد للقدوة واختلاف مواصفاتها من زمان لزمان، إلا أن الجميع أكد على ضرورة وجود القدوة في حياة كل منا، وقد ظهرفي وقت من الأوقات بأوربا تيار يرى بأنه لاداعي لوجود قدوة في حياة الأفراد، ودعوا لإنفراد كل شخص بتكوين نموذج خاص به من خلال التجربة والخطأ، ورأو بأن وجود القدوة يحد من حرية الفرد ويجعله منقادًا لغيره.
وهنا نقول بأن القدوة والبحث عنها حاجة غريزية يغذيها ما ُطبع عليه الإنسان من التأثير والتأثر، إضافة إلى الاستعداد النفسي للتقليد، واستنادًا إلى دراسات سيكولوجية فالنفس البشرية تبحث عن نموذج تتعلق به لتخفف من ''أزمات المرحلة'' التي يمر بها، كالمراهقة وغيرها من المراحل العمرية التي يمر بها الفرد.
وبالطبع الآن لا يجد أطفالنا أمامهم أكثر جذبا من التلفاز الذي يقدم نماذج مرئية مؤثرة، ولكن كما قلنا أن معظم تلك النماذج لاتتماشى مع مايحياه الطفل واقعًا، لذا نجد انفصالا إعلاميا بين مايقدم للطفل ومانتمناه كمجتمع أن يُغرس فيه، وفي سلوكه وشخصيته.
وقد اهتمت الحكومات الغربية بأثر التلفاز في تكوين القدوات لدى الأطفال – وخصوصا القدوات التي تتخذ العنف منهجا في التعامل – باعتبار أن تلك القدوات تؤثر بشكل سلبي على سلوك الأطفال، فنجد مثلاً أن الكونجرس الأمريكي قد طلب في أعوام 1954 و 1961 و 1964 و 1970 و 1977 بإعداد دراسات حول الإعلام وأثره على سلوكيات الأطفال، مما يؤكد على أهمية دور الإعلام في رسم شكل القدوات التي يقتدي بها الأطفال.
وذلك بعد أن وجدوا أن عدد الأحداث الذين ألقي القبض عليهم لارتكابهم جرائم عنف خطيرة ارتفع بنسبة كبيرة جدا بين عامي 1952 و 1972 استنادًا إلى أرقام مكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية.
وفي دراسة لواقع قنواتنا العربية قام الباحثون بعمل دراسة تفصيلية بيانية لأحدى أشهر قنوات الاطفال في عالمنا العربي، وهي قناة mbc3 ، حيث جاء هذه الدراسة بدلالات رقمية تحتاج منا للوقوف عليها لمعرفة أثارها على عقول أطفالنا.
حيث قالت الدراسة أن نسبة مشاهد العنف المقدمة على شاشة القناة 94 %؛ بينما لو قارنها بنسبة مشاهد العنف في قناة مخصصة لأفلام الحركة سنجد أن نسبة العنف فيها بلغت 79% فقط!! وقد بلغت نسبة مشاهد الرعب 13 %، أما عن نسبة المشاهد العاطفية والإثارة 16 %، وأخيرا نسبة المشاهد الخيالية 94 %.
كما تعرض القناة يوميًا فيلما أجنبيا من أفلام والت ديزني مترجم ، ومن متابعة الباحث لمضمون تلك الأفلام بشكل عام لاحظ التالي: يغلب على طابع تلك الأفلام طابع الحياة الأمريكية، كذلك الاختلاط المتعمد بين البنين والبنات في كل مناحي الحياة والتبرج في لبس الفتيات، ناهيك عن الإباحية في بعض الألفاظ .
أما عن القدوات التي تقدمها أمثال تلك القنوات فسنورد بعض الشخصيات الكارتونية التي تقدمها تلك القنوات ونحاول بيان أثارها المدمرة على سلوكيات وشخصية أطفالنا:
لم ننته بعد من مشكلة برنامج ( البوكيمون – وهي لعبة ظهرت منذ عام 1996 وبيع منها أكثر من 120 مليون نسخة وهي عبارة عن مجموعة من الكروت بها أوامر وشخصيات قتالية تحتوي على بعض الشعارات الدينية كالصليب والنجمة السداسية وما نحوها- حتى ظهرت لنا " يوجي "، و" يوجي " الشخصية الأساسية للبرنامج هو طفل يكتشف بطاقات ألعاب فرعونية قديمة ولها قدرات سحرية غريبة، وترسخ تلك القدوة في نفوس أطفالنا مبدأ غاية في الخطورة وهو أن العنف هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم، وكذلك تؤكد على أن السحر يستخدم من أجل غايات نبيلة !! فالغاية تبرر الوسيلة، وترسخ في ذهن الطفل نظرية أن الشرق وأهله هم مصدر السحر والسحرة في العالم أجمع، وكذلك تدفع الطفل لترديد كلمة ( الأشرار ) على كل من يخالفه أو غير متوافق معه.
نأتي للقدوة الثانية وهي شخصية " سبونج بوب " وهي عبارة عن إسفنجة مربعة الشكل صفراء اللون، ويسكن "سبونج بوب" في قاع المحيط الهاديء في مدينة تدعى "Bikini Bottom" تحاكي المدن الأمريكية في نمط الحياة، وشخصيه سبونج بوب شخصية ضعيفه الإرادة سريعه البكاء، ولديه ( صديقة !! ) تدعى " ساندي " وهي بعكسه قويه الشخصية تدير له أمور حياته كلها، مما يُرسخ في شخصيه أطفالنا (الصبيان) الضعف والاستكانة ومبدا قوامة المرأة على الرجل !
ومن الاتهامات التي وجهها (مسيحيو أمريكا) لـ"سبونج بوب" أنه يروج للشذوذ الجنسي! وكان هذا حين ظهر في حلقة يدعو فيها لقبولهم والتسامح مع ميولهم. وفي إحدى الحلقات يلبس فيها "سبونج بوب" قبعة نسائية يقول له صديقه السلطعون: "القبعة تجعلك تبدو كفتاة" فيرد "سبونج بوب": "نعم أنا فتاة جميلة".
وكذلك دعوة "سبونج " هذا للماسونية، ففي أحد الحلقات يذهب "شفيق" الحبار إلى مبنى على هيئة "الهرم" - أحد شعارات الماسونية -، ويتبعه "سبونج بوب" و"بسيط"- أحد الشخصيات وصديق لسبونج بوب -، فيدخل "شفيق" ويعرض على المحفل الأعظم – كبير المعبد -، ويخضع لطقوس معينة يتم قبوله بعدها كـماسوني، وفي الحلقة نفسها يلبس رجالات المحفل ملابس عليها (عين حورس التي ترى كل شيء) وهو شعار آخر للماسونية.
ونأتي للطامة الكبرى، قدوة يقتدي بها الكثير من فتياتنا ويتخذونها قدوة ومثل لهم؛ وهي شخصية "هانا مونتانا"، التي تنتشر على كل شيء يخص فتياتنا في العالم العربي، من ملابس وحقائب وحتى الكراسات وما نحوها من أدوات مكتبية نجد عليها صورة المدعوة "هانا مونتانا" .. فمن هي "مونتانا" تلك؟.
تبدأ القصة بمسلسل تلفزيوني أمريكي بدء عرضه في 24 مارس 2006 على قناة ديزني، بطلة المسلسل فتاة تُدعى "مايلي ستوارت" وهي فتاة في متوسط سن المراهقة، تعيش حياة مزدوجة! حيث تكون خلال النهار طالبة في المدرسة، وفي الليل تكون مغنية بوب مشهورة باسم "هانا مونتانا"! وتقوم بإخفاء هويتها الحقيقية عن الجماهير، بخلاف أصدقائها المقربين و (العائلة)، وناهيك عن المشاهد التي توضح أدق التفاصيل بالنوادي الليلية بأمريكا وما يحدث فيها، تتورط البطلة في عرض صور عارية لها في أحد المجلات الاباحية !! وتتوالى الأحداث ..
فأي أفلام وشخصيات تلك التي يعيش في أسرها أبناؤنا وبناتنا؟ ولماذا كل هذا العنف والفساد والإنحراف الموجه ناحية عقول أطفالنا؟ ولمصلحة من تخريب وتغريب عقول أبنائنا وبناتنا عن واقعهم المجتمعي؟ ولمصلحة من تنتشر تلك القنوات وهؤلاء المسيطرون عليها , أليس لهم رادع يردعهم عن تلويث عقول أبنائنا ؟!.
أعي تماما أن ماكُتب حول هذا الموضوع الكثير والكثير، وأن ما كتبته سيبقى مجرد كلمات قليلة لاصدى لها على أرض الواقع، إذا لم تجد آذان أب أو أم مصغية لما يحاك لأطفالنا من مؤامرات، وأن كل هذا مقصود وليس لمجرد التسلية والترفيه.
وهي كذلك دعوة لكل القائمين على مجال التربية والإعلام العربي ( اتحدوا يرحمنا ويرحمكم الله )، وأخرجوا لنا شخصية إعلامية مناسبة لديننا ومبادئنا وقيمنا تضاهي تلك الشخصيات الغربية التي أسرت ألباب وعقول أبنائنا وبناتنا، وتكون لسان حال واقعنا بما فيه من تقاليد وآداب نرتضيها.
leprence30
2013-09-05, 22:43
لمفاتيح العشرة للتربية الناجحة
من الهام أن نقوم بعملية التهذيب بأسلوب يغرس الشعور بالمسئولية من خلال تحفيز أطفالنا داخليًا لبناء ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم على الشعور بأنهم محبوبين.
فإذا ما تمت تربية أطفالنا بهذا الأسلوب، فلن تكون لديهم أية حاجة للجوء إلى العصابات الإجرامية، أو إدمان المخدرات، أو الجنس للشعور بالقوة أو الانتماء.
وتعتمد المفاتيح العشرة التالية على وسائل قد ثبتت فاعليتها في إمداد الطفل بشعور من السعادة والأمان:
1- اهتمي بنوعية وقتك معه:
تتأثر ثقة طفلك بنفسه إلى حد كبير بنوعية الوقت الذي تقضيه معه وليس بمساحة هذا الوقت. فنحن في خضم حياتنا المزدحمة، كثيرًا ما نفكر في ما هو الشيء التالي الذي يتعين علينا القيام به، بدلاً من تركيز الاهتمام بنسبة 100% على ما يريد الطفل قوله لنا.
وفي أحوال كثيرة إما نتظاهر بأننا نستمع بآذان مصغية أو أننا نتجاهل محاولات الطفل للتواصل معنا.
والاهتمام السلبي بالطفل- سواء بعقاب أو صياح ...إلخ- هو أفضل من تجاهله، إننا إن منحنا طفلنا لحظات لقاء صادقة على مدار اليوم، سيكون أقل احتمالاً أن يتصرف على نحو غير لائق.
ومن الهام أيضًا أن ندرك أن المشاعر ليست دائمًا صواب أو خطأ، إنما تؤخذ كما هي. ولذلك فعندما يقول لك طفلك: "إنك لا تقضين معي أي وقت يا أمي"- حتى إذا كنت انتهيت توًا من اللعب معه - فإنه يعبر فقط عما يشعر به. ومن الأفضل في مثل تلك الأوقات أن تؤيدي شعور طفلك وتقولي له : "نعم، أشعر كأننا لا نقضي معاً وقتًا كافيًا".
2- استخدمي الأعمال وليس الأقوال:
تفيد الإحصاءات أننا نحمل أطفالنا أكثر من 2000 مطلب إلزامي يوميًا ؛ فلا عجب إذا صاروا مصابون بـ "صمم أسري"!
وبدلاً من الضجر والصياح، اسألي نفسك "ما الذي يمكنني أن أفعله؟"
على سبيل المثال، إذا كنت قد تحدثت مع طفلك مرارًا بشأن عدم طيه لجواربه بعد خلعها، فما عليك إلا أن تغسلي فقط الجوارب المختلفة غير المطوية، فالأعمال أعلى صوتًا من الأقوال.
3- امنحي طفلك الوسائل الملائمة للشعور بالفاعلية :
يحتاج الأطفال للشعور بالفاعلية، فإذا نجحت في منحهم وسائل ملائمة للشعور بفاعليتهم، فإنك ستقللين من مشاجرات فرض القوة داخل أسرتك.
ومن بين الوسائل التي تساعد الطفل على الشعور بالفاعلية والأهمية هو طلب نصيحتهم، ومنحهم خيارات، والسماح لهم بطهي جزء من وجبة أو إتمامها كاملة، أو مساعدتك في التسوق والشراء، فهو يمكنه أن يغسل أطباقًا بلاستيكية، أو يغسل الخضراوات، أو يضع الفوط فوق السفرة.
إننا غالبًا ما نقوم بهذه الأعمال بدلاً منهم لأننا نؤديها على نحو أكثر دقة، إلا أن النتيجة في النهاية تكون شعورهم بعدم الأهمية.
4- اعتمدي على استخدام النتائج المنطقية المترتبة:
قومي بسؤال نفسك: ماذا يمكن أن يحدث إذا لم أتدخل في هذا الموقف؟.
مثال على ذلك: إذا نسي طفلك غداءه، فلا تقومي بإحضاره إليه، بل اسمحي له بإيجاد حل وتعلم أهمية أن يكون مسئولاً عن نفسه. فإذا تدخلنا نحن عندما لا يكون هناك داعيًا لذلك، فإننا نحرم الأطفال من فرصة التعلم من النتائج التي تترتب على ما يقومون به من تصرفات. ولكن بالسماح للنتائج أن تحل محل الكلمات، فإننا نتجنب تعكير صفو علاقاتنا بالتذمر والتذكير المبالغ فيه.
5- ما الرسالة التي يريد طفلك توصيلها :
غالبًا ما يكون الأطفال الذين يقومون بتصرفات سلوكية سيئة يحاولون توصيل رسالة باحتياج معين يفتقدونه. فربما يشعر طفلك بالضجر، أو الملل، أو الوحدة، أو عدم الاهتمام. إن الأطفال الذين يتم إشباع حاجاتهم يكون احتمال قيامهم بسلوكيات سيئة أقل من غيرهم.
6- انسحبي في حالة المشاجرة:
إذا كان طفلك يختبرك من خلال نوبة غضب، أو كان غاضبًا أو تحدث إليكي على نحو خارج عن حدود الاحترام، فسيكون من الأفضل لو تغادري الغرفة وتقولي له أنك في الغرفة المجاورة إذا أحب أن يتحدث "على نحو آخر". قولي له ذلك بنبرة صوت هادئة ومحايدة.
وفي هذا الصدد يوجه بعض خبراء التربية الإسلامية نصيحة للأم في هذه الحالة بأن تصمت وتبدي استيائها وتترك له الغرفة، لتعود بعد ذلك ناصحة له ومبينة لخطئه؛ أما لو تمادى وخرج عن حدود الأدب المشروع ولم يلقي بالاً لموقفها فعندئذ يجب مضاعفة العقوبة له بعد توضيح سببها.
7- حاولي الفصل بين التصرف وفاعله:
امتنعي عن إخبار طفلك أنه سيء؛ فذلك يطعن في ثقته بنفسه. ولكن ساعدي طفلك على إدراك مدى محبتك له، وأن فقط بعض تصرفاته هي التي لا يمكنك التسامح معها. ومن أجل تنمية تقدير صحي للذات لدى الطفل، يتعين أن يدرك أنه يحظى بمحبة لا تخضع لأي قيد أو شرط أيما كان ما يفعله. ولا تحاولي التأثير على طفلك بحرمانه من محبتك له؛ وعندما يساورك الشك، اسألي نفسك، هل كان عقابي عاملاً مساعدًا في بناء ثقة طفلي في نفسه أم لا؟.
8- كوني عطوفة وحازمة في نفس الوقت:
لنفترض أنك أخبرت طفلك ذي الخمس سنوات أنه إذا لم ينته من ارتداء ملابسه عند توقف مؤقت الوقت، فإنك ستأخذيه إلى السيارة وأنه قد يكمله إما في السيارة أو في المدرسة.
فإذا لم يتجاوب طفلك ويرتدي ملابسه في غضون الوقت المحدد، قومي بمجرد توقف المؤقت بحمله على نحو ودود ولكن بحزم نحو السيارة؛ وإذا ساورك الشك، اسألي نفسك، هل قمت باستخدام الخوف أم الحب في التأثير على طفلي؟.
9- تعهدي طفلك بالرعاية وتذكري هدفك الأساسي:
يمارس معظمنا مسئولية التربية من خلال أساليب تعتمد على فكرة وضع الموقف تحت السيطرة بأسرع ما يمكن. إننا نبحث عن الحل الملائم؛ وهذا في كثير من الأحيان يُنتج أطفالاً يعانون من القهر وعدم الانضباط.
لكننا لو تعلمنا أن نربي أبناءنا بأسلوب يضع في الاعتبار ماذا نريد أن يكون عليه طفلنا عندما يصبح ناضجًا، سنفكر على نحو أكثر عمقًا في أسلوب التربية الذي ننتهجه. فالضرب، على سبيل المثال، يُعلم الأطفال الاعتماد على الأفعال العدوانية للحصول على ما يرغبون فيه.
10- كوني ثابتة على المبدأ وواصلي ما بدأتيه :
إذا كان لديك اتفاق مع طفلك بعدم شراء الحلوى عند الذهاب إلى محل البقالة، فلا تستسلمي لتوسلاته، أو دموعه، أو مطالبه أو عبوس وجهه؛ فسوف يتعلم طفلك أن يُكن لك مزيدًا من الاحترام إذا كنت تنفذين ما تقولي وتثبتين على المبدأ.
leprence30
2013-09-05, 22:44
الطفولة وحرية التعبير
إن احترام حرية التعبير عند الطفل هو من أسباب تفوقه، كما أن تفهم المعلم والوالدين لأسئلة الطفل وإحترامها ومناقشتها، وتقدير ابتكاره وعدم إعتباره خطأ فنياً في مجالات إستمرارها وتقويمها.. يساعد كثيرا ً في تنمية مدارك الطفل.
من المهم أن يشجع الوالدين الطفل علي عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب والمعارف والأصدقاء وذلك حتى يكونوا مطمئنين علي نوعيه تلك الصداقات فتقارب السن بين الأطفال مهم بحيث لا يتعدي فارق العمر عن السنتين و إلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبيه إذ أن سيطرة الكبير علي الصغير تجعل من الصغير شخصيه تبعية تعاني من بعض السلبيات ومن المهم تشجيع الطفل علي الاشتراك في الأنشطة الجماعية.
إصطحاب الطفل إلي النوادي والحدائق العامة.
الاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه .
إذا لاحظ الوالدين أي جوانب سلبية لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل والتفاهم وإقناعه.
يجب عليهم مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه ولابد من الاطمئنان على حسن اختيار الطفل للصديق.
فالأنشطة بالنسبة للطفل إما ممتعة تستحق القيام بها أو غير ممتعة لا تستحق القيام بها، هذا تصنيف يمشيه على كل شيء، سواء على المذاكرة أو الأعمال المنزلية، لذلك لو ربطنا بين الأعمال المنزلية اليومية واللعب والتسلية وإستطعنا تقديمها في قالب المتعة، سيتعلم المسؤولية ويساعد ويشارك .
يجب أن نكسب كل ما نريده من الأبناء برداء اللعب والمتعة كقاعدة عامة، وهذا ما يريده الأطفال، يريدون اللعب في المدرسة، ويريدونه عند الطعام، ويريدونه عند النوم، مستواه الدراسي يرتفع إذا قدمت له المادة العلمية على شكل ألعاب مسلية، فَهْم هذه النقطة من أسباب تألق العديد من المدرسين.
كل ما على الآباء أن ينتهزوا إهتمام الطفل بشيء، فهو دائماً يهتم بشيء، نعطيه الحرية لإشباع فضوله ونطلق خياله ونشاركه، كل هذا يعكس مفهومه لحاجته في التخيل واللعب والمشاركة.
يقول الدكتور مأمون مبيض في كتابه (أولادنا من الطفولة إلى الشباب): حاول ألا تكون سلبيا ًأمام خياله، فإذا قال لك مثلاً عن علبة اللبن الفارغة: إنها سيارة فلا تسارع إلى تحطيم خياله، فتقول: هذه ليست سيارة، بالنسبة إليه هي سيارة تمشي ولها محرك، وعلى العكس حاول أن تشجع خياله على التصور والإبداع، ويضيف قائلاً: لا تحاول أن تتسرع بإبداء إقتراحاتك وهذه مشكلتنا، إذا أردنا أن نلعب مع أولادنا لا بد أن نقترح ونوجه اعمل كذا.
وإذا كان الكبار يتعلمون بعض الأشياء بالقراءة فقط، فالأطفال يتعلمون كل شيء بالعمل والممارسة، لذلك إذا كنا دائماً نعاتبه على أخطائه فكأننا نعاتبه على التعلم، هكذا يجب أن ننظر إلى اللعب على أنه حصة تعليمية كحصص المدرسة، بل أهم فهو في اللعب يعلم نفسه بنفسه ولا ينسى ما تعلمه، كما هو الحال في المدرسة هناك شخص آخر يعلمه.
وأيضاً ينسى ما تعلمه في نهاية السنة ويقضي حصصها بملل، بعكس اللعب، بل ربما تكون أجمل وأحلى لحظات حياته كلها هي لحظات اللعب، لذلك يجب علينا عدم مقاطعة لعبه إلا لضرورة ونتذكر جميعاً كم يكدر صفو الزوجين مقاطعة الأطفال في لحظاتهم الخاصة.
وكذلك الأطفال لا يحبون من يقاطع لحظاتهم الخاصة، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، إحدى المرات أطال السجود حتى ظن الصحابة أنه يوحى إليه أو حدث أمر فسئل عن ذلك، فقال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، فلا الصلاة ولا الناس جعل الرسول يقطع لعب الصغير أبداً، ثم لاحظوا كيف سمى اللعب حاجة - صلوات الله وسلامه عليه - حتى النوم إذا أردت أن توقفيه عن اللعب لينام فلا تقاطعيه، بل خذيه مع لعبته إلى الفراش واتركيه قليلاً لينام، أو تحدّثي معه بقصة جميلة أو استمعي لبعض أحاديثه حتى ينام.
إنّ لدى الفرد قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه - لكن كثرة المواقف التي يتم فيها النفخ على جذوة الثقة تؤدي إلى خفوتها في نفس الفرد, لذا فكثر التوبيخ و التقريع تكسر عصا الثقة في يده وهو ينظر – لذا فعليك أن تعلمه، لا أن تعنفه، فالتعليم و التوجيه للصواب يقوي عصا الثقة، وأمّا التعنيف والتخويف فإنّه يكسرها, فإن كان لابد من التقريع و الضرب فلابد من محاورته وإقناعه بأنه مُخطئ يستحق العقاب أو اللوم.
إنّ الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع النكسات والعقبات التي تواجههم، كما أنهم يتقبلون عواقب أفعالهم بسهولة, وهم أقوى شخصية من سواهم, لذا فالتوجيه في حقهم خير من التوبيخ.
يميل الفرد إلى النظر للذات على أنها قادرة على القيام بأي فعل مهما صعب التغلب على تحديات الحياة وأنها تستحق النجاح والسعادة - يظهر ذلك جليا لدى الأطفال - لذلك نجد الفرد يميل دائما ً إلى ما يشعره بالقوة والقدرة و ينفر مما يخالف ذلك, وهو تصوّر ينمو لدى الشاب ويتطور من خلال عملية عقلية تتمثل في تقييم الفرد لنفسه، ومن خلال عملية وجدانية تتمثل في إحساسه بأهميته وجدارته، ويتم ذلك في نواح ست هي:
المواهب الموروثة مثل الذكاء، والمظهر والقدرات.
الأطفال يربطون شعورهم بالأهمية بمقدار الانتباه الذي يحصلون عليه من الآخرين و ذلك بشكل منتظم.
لقد اتفق الباحثون والمختصون في تقدير الذات على أنه تعزيز جميع أوجه الحياة وذلك من خلال تمكين الفرد من زيادة إنتاجيته الشخصية والوفاء بمتطلبات علاقاته البين شخصية.
لقد وُجِدَ أنّ استقبال أفعال الأطفال من قبل المحيطين بهم - في وقت مبكر من التعامل معهم مثل ( بداية الكلام, بداية المشي، استخدام الحمام ) بردود فعل إيجابية وبتشجيع، يجعلهم يكوِّنونَ ثقة جيدة بأنفسهم.
إنّ الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة من الخطر عند بداية تعلم الكلام أو المشي يعطيه مزيداً من الشعور بفقد الثقة بنفسه، كما أن جعل الطفل يمارس سلوكه المُشَاهَد والظاهري في مكان بعيد عن أعين الكبار ( الذين يقّيِمون ويشجعّون سلوكه ) يجعله يكتسب شعوراً بأنه غير مرغوب فيه أو أنه أقل أهمية من غيره, ومن هنا فلا ينبغي أن نطالبه بأن يذهب ليلعب بعيداً عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيداً من الهدوء.
إنّ الطفل الذي يغيب عنه أحد أبوية أو كلاهما بسبب العمل أو الانشغال بأمور الدنيا مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه، قد يؤدي ذلك إلى تكوُّنِ شعورٍ ناقصٍ بالهوية الذاتية، و قد يجد الطفل صعوبات في المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو قصوره، وقد يصعب عليه أن يشعر أنه فرد مهمٌ أو جديرٌ بالاحترام والسعادة.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يفتقرون للانتباه والتغذية الراجعة من الوالدين لديهم مفهوم للذات أكثرُ تدنياً من غيرهم من الذين يتلقون استجابات كتغذية راجعة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
احترم غضب طفلك:
مثال : كان محمد غاضباً لأن صديقه علي لم يدعه إلى حفلته ، بل اختار أطفالاً آخرين ليسوا بأصدقاء حقيقيين ، ظل محمد يذكر المرات التي تصدى فيها للدفاع عن علي في المدرسة ، لم يعلِّق والده ولم يحاول أن يجعله يرى الأمر من وجهة نظر مختلفة ، ولم يحاول أن يخرجه من المزاج الغاضب الذي يسيطر عليه ، بل فضل أن يستمع إليه بإنصات متوقفاً عن ما كان يشغله ، لقد أعطاه اهتمامه الكامل .
استمتع بنكاته:
مثال : كان أحد أطباء تقييم الأطفال الأديسونيين يجري أحد الاختبارات على طفل من النوع المكتشف ، وكان الاختبار يضم تركيب قطع صغيرة للوصول إلى صورة كبيرة ، ومن أساسيات الاختبار أن لا يلمس الطفل القطع حتى يؤذن له ، ولكن الطفل أمسك بقطعتين تحويان صورة أرجل وظل يحركهما على الطاولة وكأنهما يركضان وهو يطلق أصواتاً مضحكة ، لم يوقف الطبيب الاختبار ، بل اعتبر أن قانون الاختبار يحتاج إلى تعديل .
امتنع عن تصحيح المخالفات البسيطة:
مثال : أعد بدر إفطار اليوم لوالدته وإخوته ، وبعد الانتهاء قام بحمل الصحون ووضعها في غسالة الصحون ، ونظف الطاولة ، كان أداؤه رائعاً وكان يشعر هو بذلك ، بعد انتهاء دورة الغسالة وعندما فتحتها والدته فوجئت بقطع من البيض قد لوثت جميع الأطباق فـ بدر لم ينظف الصحون جيداً قبل إدخالها إلى الغسالة ، ورغم أن والدته ظلت تنظف ما حدث لأكثر من ساعة ، إلا أنها كظمت غيظها ولم تنهره لما فعل .
تحدث باحترام:
مثال : لا أريد أن أرفعها .. هكذا أبدت أميمة رفضها لرفع أغراضها عن أرض غرفة المعيشة واستعدت لترك المنزل مع صديقاتها ، كادت والدتها أن تقول لها : لا يهمني أن أردت أم لا ، اذهبي إلى غرفتك فلن تذهبي مع صديقاتك .
ولكن بعد دقيقة من التفكير طلبت من أميمة أن تتحدث معها في غرفتها على انفراد وقالت لها : أميمة ،لقد ناقشنا هذا الأمر من قبل ، واتفقنا على حمل أغراضك بعد الانتهاء من اللعب وقبل الذهاب مع صديقاتك ، أليس كذلك ؟
توقع الامتياز:
مثال : منذ أن شاهد وليد فيلم خيال علمي ، أصبح هذا أهم اهتماماته فملأ غرفته بالصور الخاصة به ، وعندما طلب المدرس في مادة الاجتماعيات منه أن يكتب بحثاً عن زمن بخلاف الزمان الحالي ، سأله وليد : هل أكتب عن سنة 3800 ميلادية ؟
ورغم أن هذا يختلف تماماً عن ما كان يطلبه المدرس إلا أنه سمح له بذلك ، بعد أيام قدم وليد بحثاًً رائعاً يضم إحصاءات وخرائط ورسومات ، وتحدث عن ذاك العصر سياسياً ودينياً وعلمياً اعتماداً على ما رآه في الفيلم ، لقد كان البحث مذهلاً.
leprence30
2013-09-05, 22:45
المصروف وأثره في تربية الطفل
من حق الطفل أن يحصل من والديه، أو ممن يعوله على مصروف مناسب، لمن هم في مثل سنه، والطفل الذي لا يعطى مصروفا، أو يعطى مصروفا أقل بكثير من متطلباته، قد يلجأ إلى أساليب غير مشروعة لتلبية رغباته، أو للظهور أمام أقرانه بالمظهر اللائق؛ ذلك لأن شعور الحرمان الذي يشعر به الطفل، شعور قاس، يحاول جاهدا أن يدفعه عن نفسه، فقد يلجأ مثلا إلى الكذب على زملائه؛ بغرض أن ينفي عن نفسه ما يشعر به من عوز وحاجة.
كما قد يلجأ إلى السرقة؛ لامتلاك أشياء ضرورية بالنسبة له، لكنه لا يستطيع الحصول عليها بالطريق الشرعي الصحيح؛ فمثلا الطفل الذي يهمل والداه في تلبية متطلباته المدرسية، قد يلجأ لسرقة بعض الأدوات من زملائه، كذلك إن لم يعط مصروفا مناسبا قد يلجأ لسرقة بعض (البسكوتات) مثلا من أقرانه، أو قد يلجأ إلى القسوة والعنف؛ للاستيلاء على حاجة الغير، إن كان له القدرة على ذلك، ووجد العوامل والظروف المناسبة، هذه الظروف والتي قد تختلف من بيئة لأخرى، وقد تساعد عليها عوامل خارج نطاق الأسرة، بعيدة عن الوالدين.
ومما يولد لدى الطفل الشعور بالحرمان، وجود هذا الطفل وسط مجموعة من الأطفال يختلفون عنه في الوسط الاجتماعي والاقتصادي، وعلى سبيل المثال الأب الذي يلحق ابنه بإحدى المدارس الخاصة المرتفعة المصاريف، ثم هو يدفع مصاريف المدرسة بالكاد، ومستواه المادي لا يرقى لمستوى أولياء أمور من هم في مثل هذه المدرسة، هذا الأب بالتأكيد لن يعطي ابنه المصروف المناسب، والذي يحصل عليه أقرانه، ومن ثم سيشعر الطفل بالفرق الواضح، والتباين الكبير بينه وبين أقرانه، فلا هو يستطيع تقليدهم أو مجاراتهم في سلوكيات الإنفاق، ولا يستطيع أن ينقطع عن التعامل معهم، وسيشعر بمدى حاجته بالمقارنة بزملائه.
إن وجود الطفل في محيط طلابي قريب من مستواه يساعد على نشأته نشأة صحية سليمة، بعيداً عن المشاعر السلبية التي تؤثر على نفسيته بالسلب، وتصيبه ببعض المشكلات النفسية، والتي قد لا يدركها الوالدان، لكن قد تظهر آثار هذه المشكلات في أمور أخرى، كالتأخر الدراسي مثلا أو الميل إلى العدوان والتخريب، أو إكثار المشاغبة داخل الفصل المدرسي، أو غير ذلك من المشكلات، والتي قد يعجز المعلم والوالد عن علاجها، وهي في الأصل ليست إلا أعراضا لمشكلات نفسية بداخل الطفل، تحتاج إلى الغوص في أعماق الطفل للبحث عنها وعلاجها، وقد يكون سببها الوالد؛ لأنه دفع طفله للعيش في محيط مرتفع كثيرا من الناحية المادية عن محيط ومستوى طفله؛ فالتقارب في المستوى المادي بين الزملاء مطلوب خصوصا في المراحل الأولى للطفل، والتي لا يدرك فيها الطفل كثيرا من المعاني اللازمة؛ لكي يستوعب مثل هذه الأمور.
إن كثيرا من المدارس في المراحل الأولى تفرض على تلاميذها زيا واحدا؛ حتى يبدو المظهر الخارجي واحدا، وحتى لا يمثل التباين فيه نوعا من التميز بين التلاميذ وبعضهم البعض؛ إلا أن المظهر الخارجي ليس إلا أحد العوامل التي تشعر بالتميز، بيد أن هناك عوامل أخرى قد توحي بهذا الأمر، مثل الفارق الهائل في المصروف المعطى لأحد الطلاب في هذه المرحلة عن بقية زملائه، وهذا ما ننبه عليه، بأن يؤخذ في الحسبان، من قبل ولي الأمر؛ لأن هذا الأمر لن تستطيع المدرسة التحكم فيه، وليس من سلطاتها، وهو أمر نسبي، ولكن كل والد يعرف ما يحتاجه بالضبط ابنه، وما يحتاجه من هم في مثل سنه، وليحذر الأب من البخل والشح على ولده؛ فإن عاقبته وخيمة.
المصروف الزائد عن الحد:
وكما أن المصروف القليل الذي لا يكاد يفي بحاجات الطفل، يعد دافعا له نحو السلوك المنحرف؛ فإنه وبنفس الدرجة يمثل إعطاء الطفل مصروفا زائدا عن الحد أحد أهم عوامل الانحراف السلوكي للطفل.
إن إعطاء الطفل مصروفا زائدا بدرجة كبيرة يعوده الإسراف، واللامبالاة، وعدم تقدير أهمية المال، أو تقدير قيمته، كما يشعره بالتميز الكبير عن زملائه، ويولد لديه إحساسا بالتباين والفرق الواضح، مما يدفعه لسلوكيات سلبية، تجعله يشعر بالزهو والافتخار، وكل هذه الأمور ليست في مصلحته، وإن كبرت معه، فسوف نجد شخصيته غير سوية، شخصية إن عصمتها الظروف من الانحراف، فستكون شخصيته على الأقل غير محبوبة من المحيطين؛ لأن الناس غالبا لا تحب الشخص المتكبر، ولا المتعالي عليهم، هذا فضلا عن أن التكبر في حد ذاته عائق كبير للشخص في طريق حصوله على العلم وغيره من القيم العليا والمثل.
ويكفي أن الكبر أحد الذنوب التي يستحق صاحبها دخول النار والعياذ بالله، وإن سلم هذا الشخص من الكبر وغيره من هذه المشاعر السلبية الناتجة من إحساسه بالتميز؛ لحصوله على مصروف زائد جدا عن حاجته، وإن سلم من الإسراف، فلن يسلم من أصدقاء السوء الذين سيجدون طريقهم إلى الطفل سهلا؛ لإيجاد الطريق لإنفاق ما معه من المال، فيتعلم الطفل ومن سن مبكرة التدخين ـ خصوصا إذا كان أبوه من المدخنين- فمصروفه سوف يساعده على ذلك، وأصدقاء السوء سوف يرشدونه لما هو أسوأ، ومع كبر سن الطفل وتعرفه على الحياة أكثر، سيعرف طريق الانحراف ويدخله من أوسع أبوابه؛ لأن ما معه من مال، سيساعده وييسر له أدواته.
ولقد وجد أن أكثر المدخنين تعرفوا على التدخين في سن مبكرة، وأن مدمني المخدرات من الشباب كانت السمة المميزة لهم أنهم كانوا يحصلون على مصروف زائد عن حاجتهم بالمقارنة بمن هم في مثل سنهم من الطلاب.
المصدر: كتاب " احتياطات.. حتى لا ينحرف الأبناء "
leprence30
2013-09-05, 22:45
أبناؤنا والشتائم
نسمع الشتائم في كل مكان وفي أحوال مختلفة بين الوالدين وأبنائهما، حيث تنتشر في البيئات البعيدة عن هدي القرآن، وتربية الإسلام، وإنني أرى كما يرى مختصون ومراقبون غيري أن من الأسباب التي تقود إلى ذلك:
ـ غياب القدوة الحسنة: فتربية الأولاد تربية إسلامية جيدة، لن يتم إلا بأن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهما وبناتهما، وذلك بالتحلي بأخلاق القرآن والسنة، والسير على النهج النبوي القويم، قال تعالى: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) (الأحزاب:21).
فالأبوان هما أساس التربية ووجهة القدوة عند الأبناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... » (رواه البخاري)، لهذا كله وجب علينا- كآباء ومربين- أن نعطي الأولاد القدوة الصالحة في حسن الخطاب وتهذيب اللسان، وجمال اللفظ والتعبير.
- ومن حسن القدوة مثلا ألا يبتسم الوالدان إذا نطق الصغير بكلمة خارجة أو بعيدة عن الأدب، وتمرير مثل هذه الكلمة مرة يجعل الصغير يعيدها، بل وأشد منها، فيجب أن نحذره ونعاتبه، ونعلّمه أن الولد المحترم لا يقول مثل هذه الكلمات، ولا يعاقب الطفل أول مرة عقابا شديدا، لأنه كلام جديد في حياته.
فإذا تكرر هذا الكلام فعلى الوالدين أن يتريثا ويتمهلا، فالعلاج يجب أن يكون بالرفق واللين بعد أن يعاد عليه الكلام من غير الثورة العارمة التي نراها من الوالدين، فنشعره بالألفة والحنان حتى وهو مخطئ، كما علمنا نبي الرحمة- صلى الله عليه وسلم- بقوله «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم .
ـ رفقاء السوء : فالولد الذي يلقى للشارع ويترك لقرناء السوء، ورفقاء الفساد، من البديهي أن يتلقى منهم لغة اللعن والسباب والشتم، لذا وجب على الوالدين أن يحفظا أبنائهما، وأن يتابعا دائما من يصادقونهم ويتعاملون معهم، فالمرء على دين خليله.
المعالجة الخاطئة للسلوكيات المنحرفة :
كثيراً ما نجد الأبناء يخطئون بقصد أو بغير قصد، فيبادر الوالدان بكيل الشتائم والكلمات التي تريح نفسية الوالدين، لكنها تؤرق الأبناء وتزعج مزاجهم وتشعرهم بالحقارة، والصحيح أن نقابل التصرف الخاطئ بكلمات توجيهية ودعائية لتصحيح المسار مثل «جعلك الله من الصالحين»، «بارك الله فيك» وغير ذلك من العبارات المهذبة التي تُحرج الطفل وتجعله يعيد التفكير في أفعاله، لا العناد والاستمرار عليها.
و يجب على المربين أن يلقنوا أولادهم من القرآن والسنة ما يعلمهم حسن الخلق وجزاء السب والشتم، وأن يُبيّنوا لهم ما أعد الله للمتفحشين واللاعنين من إثم كبير وعذاب أليم عسى ان يكون ذلك زاجرا لهم.
ومن الأحاديث التي تنهى عن السباب وتحذر من الشتائم :
- " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه " رواه البخاري وأحمد.
- " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
- " إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم " رواه البخاري.
- " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " رواه الترمذي.
المصدر: الوعي الإسلامي ( 350 ) .
leprence30
2013-09-05, 22:46
كيف تكون صديقاً لأولادك ؟
للعلماء تعريفات طريفة للصداقة تدل على مدى أهميتها، يقول أبوهلال العسكري: " الصداقة: اتفاق الضمائر على المودة، فإذا أضمر كل واحد من الرجلين مودة صاحبه فصار باطنه فيها كظاهره سميا صديقين ".
وقال أيضًا: " الصداقة قوة المودة، مأخوذة من الشيء الصدق، وهو الصلب القوي، وقال أبو علي- رحمه الله-: الصداقة: اتفاق القلوب على المودة " .
فمحور الصداقة وما يقوم عليه هو المودة المتبادلة، وهي أمر غير متكلّف، لأنه أمر قلبي، فإن اكتفيتَ باللسان عن التعبير عن الصداقة فهي صداقة واهية لا تصمد أمام الأحداث.
والصديق هو من صدق المودة والنصيحة للصديق، فالصداقة ليست مودة فحسب، ولكنها مودة ونصيحة، فبالنصيحة تقوم العيوب التي قد توجد في الصديق، ولكنها نصيحة مغلفة بغلاف من المودة والرفق، وليست نصيحة غليظة جافية تنفِّر القلوب وتباعد بين الأبدان.
تربية الأبناء بين الإفراط والتفريط :
تقع تربية الأبناء على الوالدين أولا، ثم على المربين والمؤدبين، وليست التربية أن تطعِم ولدك وتكسوه فقط، فالتربية أعظم من ذلك وأجلّ، يقول الإمام الغزالي: «الصبي أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ساذجة، خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابل لكل ما نُقِش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلمٍ له ومؤدِّب، وإن عوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم عليه والوالي له».
أما الأب الذي يكدح في الدنيا وكل همّه أن يوفر لولده المأكل والمشرب الحسن، والملبس الجميل لا غير، مهملًا تربية ولده على الأخلاق الحميدة، فإن ولده يعتبر يتيمًا، وصدق أحمد شوقي حين قال:
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه من همِّ الحياةِ وخلَّفاه ذليلًا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمًّا تخلَّت أو أبًا مـشغولًا
وقد يقع من الآباء والمربين أثناء تربية أولادهم إفراط أو تفريط، فمثلًا يربي أحدهم ولده على الجبن، وذلك بكثرة تخويفه من الغيلان أو أمثالها، أو يقوم الآخر بتربية ولده على التهور، بل والاعتداء على الآخرين بدعوى أن تلك هي الشجاعة، والأمر على عكس ذلك.
أو يربي أحدهم ولده على الترفه والتنعم فلا يرد له طلبًا، ويقتّر الآخر على ولده أشد التقتير، حتى يشعر ولده بالنقص عن الآخرين.. أو يربي أحدهم ولده بالقسوة والشدة والغلظة، والآخر بالتساهل الشديد، والأمثلة على ذلك كثيرة.
ولكن التوسط في الأمور هو الصواب، فلا إفراط أو تفريط، وكما قيل: «خير الأمور أوساطها».
أثر صداقة الأبناء في التربية السليمة:
كل مرحلة سنية لها ما يناسبها من مراحل التربية، وقد فطن لهذا عبدالملك بن مروان فقال: «لاعب ولدك سبعًا، وأدبه سبعًا، واستصحبه سبعًا، فإن أفلح فألق حبله على غاربه».
فآخر مرحلة من مراحل التربية هي الصحبة أو الصداقة، وتكون بعد أن كبر الولد ونما عقله، وأصبحت له شخصيته المستقلة التي يحاول إبرازها وإظهارها بين الناس، وتلك هي مرحلة المراهقة، وهي مرحلة حرجة وحساسة في حياة الأولاد، لأنه يكون متقلب المزاج، حاد الطباع، ويكون التمرد والعناد سمة ملازمة له، ففي هذه المرحلة لا يكون النصح والتوجيه بطريقة الأمر والإلزام؛ لأن الولد قد لا يستجيب، ولكن الصداقة هاهنا هي التي تحل المشكلة، وتجعلك قريبًا من ولدك، يُسِر إليك بمشاكله، يرجو أن يكون عندك الحل لها، فإنك إن لم تقترب منه آنذاك فإنه يبحث عمن يفضفض معه، ويتجاذب معه أطراف الحديث، وقد يكون من يفضي إليه ليس هو الاختيار المناسب، فتقع المشاكل وتزداد.
كيف تصبح صديقًا لابنك؟
يقول أبو الفضل الوليد:
أراني ضعيفًا في الصداقةِ والهوى إذا ضنَّ أحبابي أجودُ وأسمَح
وإن بعدوا عنّي دَنوتُ مُصافحًا وإن أذنبوا عمدًا فأعفو وأصفَح
لقد عرف هذا الشاعر مفاتيح الصداقة، فإن لكل شيء مفتاحًا ينفتح به، فإذا أخطأت المفتاح ظل الباب مغلقًا عليك، وإذا قسوت انكسر المفتاح أو الباب، وعندئذٍ تكون الخسارة، لأنه من الصعوبة أن يعود الأمر كما كان.
وقلنا: إن مرحلة الصداقة تكون في طور مرحلة المراهقة، وهي مرحلة التمييز لدى الأولاد التي يشعرون فيها بذواتهم، ويريدون أن يظهروا بين زملائهم بأحسن لباس وأجوده، فهنا على الوالد الصديق ألا يبخل على ولده، أو يظنه طفلًا فيختار له ما لا يرغب ولده فيه.. وهذه بعض الأمور التي نرى أنها تجعل الآباء أصدقاء لأولادهم :
1- اترك له مساحة من الحرية، فالطفل في مراحله المتقدمة مثلًا يلبس ما يُلبسه إياه أبواه، وما يشتريانه له، ولكن هاهنا اترك لولدك حرية الاختيار، مع التوجيه غير المباشر، إن وجدتَ سوءًا في الاختيار.
2- اجعل الحوار سمة الحديث بينكما، فالولد في هذه المرحلة يحتاج إلى من يتجاذب معه أطراف الحديث، فكن أنت أيها الوالد وأيتها الوالدة هذا الطرف، وابدأ أنت مع ولدك فكلّمه عن أخبارك وأحوالك، ومشاكلك في العمل، ورؤيتك للتعامل مع المستقبل، وكيفية تدبيرك للبيت، فلا تكن كأنك محقق مع ولدك، وتريد أن يكتب لك تقريرًا عن حياته ومشاكله، ولكن ببدئك بالحكاية تجد ولدك تلقائيًّا يبدأ في الحديث عن نفسه وعن مشاغله واهتماماته ومشاكله.
3- لا تسفّه آراءه.. فإذا تكلم ولدك معك فلا تسفه رأيه دائمًا، وتظهره دائمًا بمظهر من لا يفهم الأمور ولا يدركها، ولكن وضّح له الأمور، وأظهر له ما كان غافلًا عنه.
4- لا تهوّن من إمكاناته، فولدك في هذه المرحلة يمكن الاعتماد عليه إلى حدٍّ ما، فوسّد إليه بعض الأعمال، وشجعه على أدائها، ولكن لا تظهره بمظهر العاجز الذي لا يستطيع فعل شيء بدونك.
5- شجّعه على تصرفاته الحسنة، فالكلمة لها مفعول السحر، والكلمة الطيبة والثناء الحسن يدفعان ولدك لبذل ما في وسعه لأداء ما طُلب منه، والكلمة المحبطة تقعده عن العمل، وتسبب له جرحًا في نفسه قد لا تداويه الأيام، لذا وسّد له بعض الأفعال التي يقدر على فعلها، ثم شجعه إن أحسن، ولا تعنفه إن أخطأ.
6- إياك والضرب، يخطئ كثير من الآباء الذين لا يزالون يضربون أبناءهم في هذه المرحلة، فالطفل قد تضربه في صغره للتأديب، ثم إن أحسنت إليه وأرضيته نسي ما قد ضرب عليه، ولكن الضرب في هذه المرحلة يترك جرحًا غائرًا قد يدفع الولد للرد على أبيه بغلظة، أو يترك له البيت، أو يزداد في عناده فلا ينتهي عما أمره أبوه بالانتهاء عنه. ثم هل يضرب الصديق صديقه؟ فهذا غير معقول.
7- أشركه في قرارات البيت.. في تلك المرحلة حمّل ولدك المسؤولية، فمثلًا أشركه في قرارات البيت المصيرية كزواج أخته، فتسأله عن رأيه في المتقدم لخطبة أخته، أو تشركه في ميزانية البيت، فيعرف مقدار الدخل فيحاول أن يصرف على قدر الطاقة.
8- لا تحرجه أمام زملائه، فكثيرًا ما يخطئ الآباء بتجريح أبنائهم بالسب والشتم أو الضرب أمام زملائهم، وهذا يجعل الولد ساخطًا على أبيه أو أمه، وعليه.. إذا أخطأ ولدك فعاتبه بنظرة أو بكلمة أو ما شاكل ذلك فإنه يعي الأمر.
9- عامله كما تعامل أصحابه، من المفارقات العجيبة أن الآباء يكونون قريبين من أصحاب أبنائهم، فيشكُون إليهم ويفيضون في الحديث معهم، ويترفقون في الكلام معهم، على العكس مما يفعلون مع أبنائهم، لذا فإن ابنك أولى برفق الحديث ولينه من صاحبه.
المصدر: مجلة الوعي ( 560 ) .
leprence30
2013-09-05, 22:47
لأبناء والقراءة
يقولون: أنت لا تستطيع معرفة اهتمامات الناس حين يكونون مشغولين، لكن أعطهم وقتاً حراً، أو اجعلهم في موقف ينتظرون فيه حدوث شيء، ثم تأمل في الأمور التي ينشغلون بها، وهذا صحيح.
وقد رأيت أن الانتظار مدة أربع أو خمس ساعات في المطارات الدولية بين رحلة ورحلة يكشف فعلاً عن اهتمامات الناس، وقد رأيت ذلك مرات عديدة، كما رآه غيري؛ فالأوربيون ـ والغربيون عموماً تكون معهم ـ غالباً ـ كتبهم وحاسباتهم الشخصية، وبها يملؤون وقت الانتظار بين رحلة وأخرى.
أما أبناء ما يُسمّى بالدول النامية فإنك ترى معظمهم حائرين في ملء الفراغ الذي أتيح إليهم؛ فمنهم من ينام على كرسيه، ومنهم من يذهب إلى مكان تناول القهوة والشاي، ومنهم من يقلِّب نظره في الجالسين والعابرين.. ولا شك أن الفارق بين هؤلاء وأولئك لم يأت من الموروث الجيني، وإنما من التربية والتنشئة والبيئة.
لو تساءلنا عن أساليب تحبيب القراءة إلى الصغار، فإن الجواب سيُغرقنا بالعشرات من التفاصيل الصغيرة، فلنتحدث إذن عن المبادرات والأساليب الأساسية، وهي أيضاً كثيرة، ولعل أهمها الآتي:
1ـ أسرة مهتمة: الخطوط العميقة في شخصية الطفل تُرسم في السنوات الست الأولى من عمره، ولهذا فإن الأسرة هي التي تتحمل العبء الأكبر في صناعة رغبات الطفل، ومنها الرغبة في القراءة.
إن الأسرة هي التي ترجَّح ما أمام الطفل من خيارات، وهي التي توجِد في نفسه الميل إلى القراءة والرسم والتلوين والكتابة، كما أنها هي التي تتيح له أن يتعود الانغماس في اللهو واللعب والخروج مع الرفاق وتتبع الأمور التافهة؛ ولهذا فإن اهتمام الأسرة بتعويد أطفالها على القراءة هو شرط أولي وأساسي، ولطالما كان الاهتمام أباً لمعظم الفضائل.
2- أسرة قارئة: الأسرة القارئة ليست هي الأسرة المتعلمة، لكنها الأسرة التي يمارس أفرادها القراءة كل يوم؛ إذ إن الطفل حيثما التفت وجد أباً ممسكاً بكتاب، أو أخاً يرسم شيئاً، أو أماً تشرح لأخيه شيئاً غامضاً في أحد المقررات الدراسية.
إن مشاهدات الطفل لهذه الأنشطة تجعله يوقن بأن العيش مع الكتب والورق والأقلام هو العيش الطبيعي، وقد أجرت الرابطة الأمريكية لمجالس الآباء استطلاعاً حول موضوع القراءة لدى الصغار، وقد تبين من ذلك الاستطلاع أن (82%) من الأطفال الذين لا يحبون القراءة لم يحظوا بتشجيع آبائهم وأمهاتهم. ولا ريب أن التشجيع على القراءة لا يكون بالحث ولكن بإيجاد جو، يقتدي فيه الصغار بالكبار؛ ولهذا يمكن القول: إن أطفالنا لا يمارسون نشاط القراءة؛ لأننا نحن الكبار لا نفعل ذلك.
3- المكتبة المنزلية:
حين تدخل إلى بيوت معظم الغربيين تجد الكتاب في كل ركن من أركان المنزل، ولهذا فإن الطفل يألف وجود الكتب، ويألف رؤية من يقرؤها في كل وقت. كثير من بيوتنا خالٍ من أي مكتبة، وبعضها فيه مكتبات، ولكنها أشبه بالمتاحف؛ إنها لتزيين المنزل، وليست لنفع أهله، لهذا لا تمتد إليها أي يد!
المطلوب أن تكون هناك مكتبة تغذي عقول الصغار والكبار، ويشترك جميع أفراد الأسرة في اختيارها، وهي تحتاج إلى تجديد وتغذية مستمرة.
4- ضبط استخدام وسائل التقنية:
قد تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن التلفاز والإنترنت والجوّال والألعاب الإلكترونية قد أضعفت القدرة على التركيز لدى الناشئة، وجعلت معظم اهتماماتهم قصيرة الآجال، وهذا مضادّ لكل عمليات التثقف الرصين، ومن هنا فإن على الأسرة ألاّ تسمح بدخول "الكتاب" في منافسة مع الأدوات الإلكترونية؛ لأن هزيمة الكتاب ستكون حينئذ محقَّقة.
ولهذا فإن من المهم جداً ألاّ يُسمح للأطفال باستخدام "النت" والجلوس أمام التلفاز إلاّ مدة ساعة أو ساعتين يومياً، وحينئذ سنجد أن الأطفال يتجهون إلى قراءة القصص والروايات والكتب بوصفها المخرج الوحيد من الملل والسأم، ومع الأيام يشعرون بمتعة القراءة وتتعلق قلوبهم بالكتب.
إن صغارنا سيتملكون الرغبة في القراءة حين ندرك نحن الكبار أن مسؤوليتنا تجاه تثقيفهم وتغذية عقولهم لا تقل عن مسؤوليتنا في تغذية أجسامهم؛ وعلى الله قصد السبيل.
leprence30
2013-09-05, 22:48
السرقة عند الأطفال
يقصد بالسرقة: امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه، بعيداً عن عيون أصحابه، وبغير إذنهم، وتنتشر السرقة البريئة بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة، وتصل إلى ذروتها ما بين (5 إلى 8) سنوات، حيث يستحوذ الطفل على أشياء لا تخصه في سنوات عمره الخمس الأولى، وإذا استمر ظهور هذه الظاهرة بعد سن (5 سنوات) فنحتاج أن نعتني بها ونعالجها.
ما هي الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة؟.
- في مرحلة الطفولة المبكرة فإن الطفل لا يستطيع أن يميز بين ما يملكه وما لا يملكه، كما أن نموه لا يساعده على معرفة أن الاستيلاء على أشياء غيره أمر سيحاسب عليه.
- بعض الأحيان تكون السرقة تعويضاً رمزياً لغياب الحب الأبوي وقلة الإحساس بالاهتمام والاحترام والمودة، ومن المحتمل أن يكون السبب أيضاً وفاة أحد الوالدين أو غيابه لفترة طويلة.
- وقد تكون السرقة بسبب الحاجة والفقر والعوز والحرمان، فالطفل يسرق كي يسد الرمق أو يدفع غائلة الجوع.
- وقد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي، مثل الشعور بالاكتئاب أو الغيرة من ولادة طفل جديد داخل الأسرة.
- وقد يسرق الطفل الذي يعيش في جو أسري متقلب ومضطرب، تنعدم فيه الرقابة الأسرية، ويفتقر إلى دعائم الأمن والعطف والحنان، أو في أسرة متصدعة اجتماعياً، مهتزة القيم، ومستواها الاقتصادي منخفض.
- أحياناً يكون الدافع للسرقة المبالغة من قبل الوالدين في الاحتياطات الآمنة في حفظ الأشياء الغالية والرخيصة، فيود الطفل كشف السر مدفوعاً بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف، فإذا عوقب على ذلك عاد إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.
- وقد يسرق الطفل تقليداً لنموذج سيئ اقتدى به؛ كأحد الأبوين أو الأصدقاء أو الإخوة.
- من الأسباب التي تعمق مشكلة السرقة لدى الأطفال، الإسراف في العقوبة دون النظر إلى الحالة النفسية والظروف التي دفعت الطفل للسرقة.
- كذلك فضيحة الطفل أمام الآخرين بأنه لص وسارق تجعله أحياناً عنيداً، فيستمر في السرقة رغبة في التحدي.
* ما هو العلاج؟.
- أولاً: تربية الطفل وتعليمه القيم الأخلاقية والدينية وغرسها في نفسه، ليفرق بين الحلال وبين الحرام، ويشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة ميسرة خطورة جريمة السرقة، فيشيروا إلى حدّ السرقة، وهو قطع اليد الخائنة التي تتعدى على حقوق الآخرين بشروط معلومة. (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
- ونحدثه عن فضيلة الأمانة وآداب الاستئذان.. ونقدم له من الحياة قصصاً نرويها للطفل لأولئك الأشخاص الفقراء الذين يجدون مبالغ طائلة ولا تحدثهم أنفسهم بسرقتها.
- ونشرح لهم أن هؤلاء الذين يتمتعون بضمير حي ويعلمون أن الله - سبحانه وتعالى - رقيب عليهم في كل حين، هم الذين يجازيهم الله - تعالى - أحسن جزاء.
ـ أيضاً من الوسائل المهمة إشباع حاجات الطفل المتعددة عن طريق مصروف منتظم يُعطى له، مع الإشراف المباشر عليه؛ من يصادق؟ فيم أنفق ما معه؟ وكيف؟ ولا يكون ذلك بأسلوب تسلطي شرطي، بل من خلال علاقة حميمة مع الطفل لا بد من إقامتها معه ومعاملته بها.
ـ الأب القدوة الأمين والأم كذلك التي تحترم ممتلكات الغير وتحافظ عليها تعليم أولادها الأمانة.
- نعلم الطفل كيف يحفظ للآخرين حرمة ممتلكاتهم، وذلك بأن تخصص له أشياؤه وممتلكاته ونساعده في المحافظة عليها.
ـ بث الثقة في نفس الطفل عن طريق الحديث إليه وإزالة الحواجز بينه وبين والديه، فيبوح بأسراره لهما وينصتان إليه باهتمام.
ـ ينبغي مواجهة الطفل وتبصيره بمشكلته ومخاطر هذا السلوك، وأن يفسر الوالدان للطفل لماذا يعتبر هذا السلوك غير مناسب، وأنهما لن يقبلا منه هذا العمل.
ـ ينبغي في المدارس ورياض الأطفال دراسة كل حالة على حدة للتعرف على الأسباب وطرق العلاج الناجحة.
ـ ينبغي غرس قيمة الأمانة في نفوس الأطفال ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة.
ـ في المجتمع بصفة عامة: لا تركز وسائل الإعلام على وصف السرقات وحوادث النصب والاحتيال، مع الاعتناء بنشر قصص الفضيلة والأمانة والخلق القويم.
leprence30
2013-09-05, 22:50
من وحي التربية النبوية
إذا كـانـت مـعـظـم الحضارات السالفة التي ازدهرت قبل ظهور الإسلام ، قد عرفت ألواناً مـتـعـددة من التربية طبعت حياتها بطابع يعكس فلسفة كل أمة من تلك الأمم.
فإن الأمة الإسـلامـيــة قــد انفـردت عن غيرها من الأمم بنظام تربوي متميز قادر على تكوين أجيال مـسـلـمـة مـتوازنة ، قادرة على تحمل المسئولية الكاملة في تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المربي الأول الذي قام بهذه المهمة التربوية فرسم نماذج تـربـويــة للـطـفـولة لم يسبق لها مثيل في عالم الرعاية بالأطفال ، حيث كان يـشــرف بنفسه وبأسلوبه الفريد في تنشئة تلك البراعم التي لم تتفتح ، والأغصان التي لم يشتد عودها بعد.
ولم تكن هذه التربية النبوية قاصرة على مـن يعيش في كنف النبي الكريم -صلي الله عليه وسلم- ، أو من يعيش تحت سقف بيته ، بـل كـان ذلك مبدءاً تربوياً ينتهجه لأمته عامة ، ويرسخه لكل الأجيال من بعده ليقتفوا أثره ويـسـيـروا على منهجه التربوي عملاً بقوله تعالى : ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ)) [الأحزاب:21].
ولو تتبعنا مراحل المنهج التربوي النبوي في عالم الطفولة لرأينا أن مرحلة التربية تبدأ منذ أن يكون الطفل سراً في عالم الغيب ، وذلك ليضمن الأصـل الـصـالـح ، والـمنبت الطيب ، والمحضن الأمين ، فدعا الزوج لاختيار الزوجة الصالحة التي ستكون مصدر عـزة الطـفـل ومربيته على الفضائل.
قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( تخيروا لنطفكم ، فأنكحوا الأكفاء وانكحوا إلـيـهـم ) وقـال -عليه السلام- : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظـفـر بـذات الـديـن تربـت يـداك) متفق عليه.
كما دعا -عليه الصلاة والسلام- المرأة وبنفس القوة إلى إيثار الزوج الصالح الذي سـيـكـون أبـاً لأطفالها وقدوتهم ومصدر عزتهم ، فقال تعالى:((ولَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ ولَوْ أَعْجَبَكُمْ)) [البقرة:221].
كما قال -صلى الله عليه وسلم-: " إذا جـاءكـم من ترضون دينه وخلقه فأنكحـوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفـســاد ، قـالـوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جـاءكـم من ترضون دينه وخلقه فـانـكـحـوه .. ثلاث مرات " أخرجه الترمذي.
وما أن يتم عقد الزوجية حتى يتمثل الزوجان قول الله عز وجل: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ واجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً)) [الفرقان:74].
وقبل المباشرة يردد الزوج ما أرشده إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- :" بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا " متفق عليه.
وهـذا مـن بــاب الأخــذ بأسباب التربية الصالحة التي تبعث في الزوجين الطمأنينة على مستقبل أطفال أصحاء روحياً وجسدياً.
وما إن تستقر النطفة في رحم المرأة ، وتبدأ مرحلة تكوين الجنين في بطن أمه حتى يوصي الإسلام بالعناية بالحامل عناية كبيرة من أجل سلامتها وسلامة جنينها ، فيأمرها بالأخذ بالأسباب العلاجية ، والوقائية ، والنفسـيــة ، والروحية ، لدرجة أنه يعفيها من فريضة الصيام أثناء الحمل إذا خافت على نفسها أو ولدها من الضرر.
كما أنه يحثها على قراءة القرآن ، والدعاء المستمر ، فقد أثبتت التجارب العلمية والعملية أن المرأة المتزنة، والمطمئنة نفسياً ، يتصف وليدها بطبيعة هادئة ومتزنة على عكس المرأة المضطربة نفسياً والتي تمارس العادات السيئة.
وبـعـد الـولادة حـيث يستقبل الطفل بالفرح والبشارات ومع بداية هذه المرحلة الهامة من حـيـاة الـطـفـل الذي يكون فيها جاهزاً لكل ما يعرض عليه من مكارم الأخلاق ، ومحاسن الـصـفـات ، سنَّ لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نبدأ هذه المرحلة بغرس جذور الـعـقـيدة وكلمة التوحيد والشهادة من خلال الأذان في أذن المولود اليمنى؛ فقد أذن النبي الكريم في أذن الحسين بن علي ، فعن عبيد الله بن أبي رافع قال : " رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في أذن الحسين حين ولدته فاطمة " أخرجه أحمد والترمذي .
وحين يبلغ الطفل يوم سابعه يوصي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتكريمه والاحتفاء به حين يقول : " مع الغلام عقيقته ، فأهريقوا عنه دماً ، وأميطوا عنه الأذى " أخرجه البخاري .
فـيـأكـل الفـقـير والأقارب من هذا الاحتفال بقدوم المولود ، ويحلق شعره ليماط الأذى عن رأسه ، ويـتـصـدق بوزنه من الفضة على الفقراء ، والمساكين ، والمحتاجين ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة - رضي الله عنها - حـيـن ولـدت الحسين : " احلقي رأسه فتصدقي بوزنه من الورق على المساكين " أخرجه أحمد.
وفي هذا اليوم أيضاً ندب -عليه الصلاة والسلام- تسمية الطفل واختيار الاسم الحسن له حيث قال -عليه أفـضـل الصلاة والسلام- : " أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله ، وعبد الــرحــمـن " أخرجه مسلم ، فـكـانت هـذه أيضاً مكرمة للطفل تساعده على الابتهاج حين يدعى باسم حسن، وتجنبه الاعتزال والخجل فيما لو أسماه اسماً قبيحاً.
ومن أجل ذلك حرص - عـلـيه الـسلام - على إبدال الأسماء القبيحة بأسماء حسنة ، كما بين لنا أحب الأسماء وأصدقها ، وأقبحها.
وهكذا تتدرج العناية بالطفل والاهتمام به ، وتربيته بكل أنواع التربية الشاملة من خلال توجيهات نبوية كريمة في كل مرحلة من مراحل نمو الطفل نفسياً ، وجسدياً ، - بدءاً من التربية العقدية السليمة ، ومروراً بالتربية الاجتماعية والخلقية ، والعاطفية.
ولكن المهم الذي لا بد من ذكره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان نموذجاً فريداً للأبوة الكريمة في حـيــــاة البشرية؛ يفرح بقدوم الأطفال ، ويشارك في اختيار أسمائهم ، ويحنو عليهم فيمازحهم، ويلاعبهم، ويضمهم إلى صدره الكريم ، ويقبلهم بفمه ، فإن هذا يعطيهم الجو النفسي للحياة الإنسانية السوية ، رحمة ، وحباً ، وإخاء .
وبـذلـك كـــان من ثمار هذه التربية الفذة أن أنشأت جيلاً مثالياً حقاً في إيمانه، وعبادته، وتفكيره ، وأخلاقه ، ومعاملته.
leprence30
2013-09-05, 22:51
أطفالنا والإلكترونيات الحديثة
التلفاز والحاسب والإنترنت والألعاب الإلكترونية (بلاي ستيشن، جيم بوي، بي إس بي .. وغيرها) من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في تربية أبنائها في وقتنا الحاضر..
وكثير من الأسر تحتار في الموقف الذي تتخذه تجاه هذه المستجدات، فإما أن تمنعها وتحارب وجودها في البيت، أو أنها تنساق وراء كل جديد وتترك الطفل يتعامل معها دون قيد أو شرط، وكلا الموقفين مجانب للصواب؛ لأننا في الحالة الأولى لا يمكن أن نحرم أبناءنا أن يعيشوا زمانهم، وأن يكونوا أبناء عصرهم، لأننا سنواجه ضغوطًا كثيرة منهم وممن حولنا، وفي النهاية سنرضخ للواقع. وهذا ما يحدث لكثير من الأسر التي منعت في البداية لكنها عادت ورضخت للضغوط..
أما الحالة الثانية فخطرها أعظم؛ لأنها تركت الباب مفتوحًا لخطر جسيم يمكن أن يداهمها، ويؤثر على قيمها ومبادئها.
وكما يقال: خير الأمور الوسط، والتجربة أثبتت أن سياسة المنع لا تنجح أبدًا؛ لأنها لا تنتج أبناء أقوياء يثقون بأنفسهم ويتشبثون بقيمهم؛ لأنه متى مازال المنع فإنهم ينساقون وراءها، بل يكون أثرها عليهم أشد وأبلغ، وبالمقابل فإن خطر تركها دون رقيب وحسيب يؤدي إلى آثار سلبية كثيرة يطول الحديث عنها، من أهمها:
الآثار الصحية (السمنة، العصبية، عدم التركيز، ضعف النظر ...إلخ)، والآثار النفسية (الانسحاب والعزلة، وعدم التفاعل مع الأسرة والمجتمع، والكسل، والعنف...)، والآثار الأخلاقية (تبنّي قيم سلبية، الانسياق وراء العلاقات المحرمة من حب وصداقة..)
ضوابط الاستخدام :
ومن المهم أن نتذكر – قبل أن نتخذ أي سياسة أسرية حيال هذا الموضوع – أن التلفاز والحاسب والإنترنت والألعاب الإلكترونية وغيرها ما هي إلا أدوات وكيفية استخدامها هو الذي يحدد حكمنا عليها بالفائدة أو الضرر، وبالمنع أو السماح.
ومن المهم أيضًا أن تتعامل الأسرة مع هذا التحدي كما تتعامل مع أي مشكلة تربوية أخرى، وذلك بأن تقدر حاجة الطفل إلى الضبط، فالطفل يحتاج أن يضبط سلوكه في التعامل مع هذه المستجدات، وعملية الضبط تحتاج إلى عدة شروط لكي تكون فعالة وهي:
(1) ضرورة وضوح الضوابط التي تحكم استخدام هذه المستجدات، أي أن نتحدث مع أطفالنا قبل شراء الجهاز عن الضوابط التي يجب أن يسيروا عليها ليُسمح لهم باستخدامه.
(2) نشترك مع أطفالنا في وضع هذه الضوابط، ونحاور، ونقنع، ونعلل، والطفل يستجيب أكثر إذا فهم وشعر بمشاركته في القرار.
(3) ضوابط الاستخدام يجب أن تشمل الوقت (عدد ساعات الاستخدام، متى يمكن استخدام الجهاز، هل يسمح باستخدامه أثناء الأسبوع أو في نهاية الأسبوع، قبل أداء الواجبات أو بعد ...)، وتشمل أيضًا المحتوى، أي المضمون في اللعبة أو البرنامج أو الموقع.. ويجب ألا نتهاون في صرف أطفالنا عن ألعاب العنف، أو تلك التي تحتوي على ما يخالف قيمنا ومعتقداتنا، وإقناعهم بذلك.
(4) ضرورة الثبات والاستمرارية في تطبيق الضوابط التي تم الاتفاق عليها مع الأطفال.. والتذبذب يؤدي إلى عدم إحساس الطفل بالأمن، وانعدام ثقته بوالده؛ لأنه لا يعرف ما الذي يريده.
(5) لابد من الحزم عند عدم الالتزام بتطبيق الضوابط، واتخاذ إجراء يمنع تكراره مستقبلاً، كالمنع من اللعب مدة يوم، وغير ذلك، وبالمقابل التشجيع عند الانضباط.
(6) لابد من التدرج والمرونة، خاصة إذا كان الأمر في السابق متروكًا دون ضوابط.
(7) لابد من استخدام المراقبة والمتابعة عن بعد، ودون أن يشعر الطفل بذلك؛ خاصة استخدام الإنترنت.
يتفق كثير من الآباء والأمهات على ضرورة التقليل من جلوس أطفالهم أمام التلفاز أو الفيديو، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة، ولكنهم يتساءلون عن كيفية تحقيق ذلك. وقد أشرنا إلى أهم الضوابط التي ينبغي للأسرة أن تراعيها عند السماح بدخول مثل هذه المستجدات إلى البيت، ولكن لابد من التنبيه إلى أننا لا يمكن أن نقلل ساعات مشاهدة التلفاز إذا كان مفتوحًا طوال الوقت، أو إذا كان موجودًا في غرف النوم! ولا يمكننا التحكم باستخدام جهاز الحاسب أو الإنترنت وهو موجود في غرفة النوم.
لابد أن نضع هذه الأجهزة في مكان عام في البيت (صالة البيت، المكتبة، غرفة اللعب..) أي في مكان تصعب فيه خلوة الطفل مع الجهاز.
بدائل تقلل التعلق بالإلكترونيات :
ثم لابد أن نفكر ببدائل مغرية نقدمها لأطفالنا عوضًا عن الوقت الذي يقضى مع تلك الأجهزة، ويجب أن نشاركهم في قضاء أوقات أكثر معهم مهما كانت مشاغلنا، وفيما يأتي بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد الوالدين لتقديم بدائل ممتعة ومفيدة لأطفالهم.
1- اكتشف هوايات طفلك وطورها: ابحث عن ميول طفلك وشجعها، وكل طفل لديه اهتمام في جانب معين، طور هذه الاهتمام ليصبح هواية، وابحث عن دورات أو كتب أو معلمين، ولا تبخل بشراء الأدوات التي تعزز هذه الهواية.
2- قراءة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: اشتر كتابًا في السيرة النبوية، واقرأ فيه مع أطفالك، وخصص لذلك وقتًا حسب قدرتك، وبعد الانتهاء من سيرة الرسول يمكن القراءة في سير الصحابة والملوك وعظماء التاريخ.
3- في المطبخ: عوّدي طفلتك على دخول المطبخ والاستمتاع بإعداد الوجبات الخفيفة.. ويمكنك شراء كتاب طبخ خاص بالأطفال.
4- جهز منطقة للعمل: حدد مكانًا في أي ركن في المنزل ليكون منطقة عمل لأطفالك.. ضع فيه طاولة صغيرة وكراسي، وسلة للمهملات، وألوان، ومقص، وصمغ، وأوراقًا ملونة.. جدد في الخامات التي يمكن أن يبتكر منها طفلك.. علب الكرتون الفارغة، لفات مناديل ورق الحمام، علب البلاستيك، كرتون البيض، مجلات قديمة، سيقضي طفلك فيها أطول الأوقات وأمتعها.
5- مجلة أو صحيفة أسرية: يعد الطفل مجلة شهرية أو أسبوعية للأسرة تحتوي على أخبار الأسرة وقصص ومنوعات، ويمكن توزيعها على نطاق الأسرة الكبيرة (الجد والأعمام والأخوال)، وإذاعة متنقلة، وفر لطفلك جهاز تسجيل مع سماعة، ليجري مقابلات مع أفراد الأسرة أو يسجل أناشيد أو يتلو القرآن.
6- معرض للرسوم: لتشجيع طفلك على الرسم، يمكن أن تحدد موعدًا لإقامة معرض لرسوم أطفال العائلة أو الجيران.. خصص جوائز واعرض أعمال المشتركين واجعله حدثًا أسريًا.
7- حوض رمل للصغار: املأ حوضًا كبيرًا بالرمل في فناء المنزل، وضع فيه ألعابًا بلاستيكية واترك الأطفال يقضون وقتًا ممتعًا.
8- الرياضة: شجع أطفالك على ممارسة الرياضة، ويمكنك ممارستها معهم.. امش، العب كرة السلة أو الطائرة.
9- تعرف على معالم المدينة: خصص يومًا في الشهر أو الأسبوع لزيارة مَعْلم من معالم المدينة التي تسكنها: متحف، سوق قديم، حديقة، مكتبة.. وخطط للرحلة.
10- يوم للصدقة: خصص يومًا لأطفالك في الشهر أو الفصل للتخلص من الزائد من الملابس والألعاب.. واجمعها للصدقة، واجعل طفلك يشارك في الجمع والترتيب.
11- عَوّد طفلك استخدام الموسوعات والمعاجم: إذا مرت على الطفل أي لفظة غريبة أو سألك عن معلومة.. لا تقدم له كل شيء، شجعه على البحث عنها وشاركه ذلك.
12- عوّد طفلك على كتابة مذكراته: يكتب الطفل في دفتر صغير أهم ما حدث له في يومه، ويدون التاريخ والشهر والسنة، ويمكن أن يزينه برسوم، ويساعد هذا على أن يتعود الطفل التفكير في يومه، وتحديد مشاعره، والتنفيس عنها بطريقة إيجابية.
ستجد أفكارًا كثيرة يمكن تنفيذها مع أطفالك، وتقضي أجمل الأوقات معهم، أوقات تحفر في ذاكرتكم جميعا.
المصدر: مجلة الأسرة (152 ) .
leprence30
2013-09-05, 23:06
دع طفلك يلعب
هل يلعب طفلك ؟ أم تزعجك الفوضى التي يخلفها من جراء اللعب ؟ وما مدى معرفتك لدور اللعب في حياة طفلك ؟.
كل هذه التساؤلات تدفعنا للقول: دع طفلك - عزيزي الأب - الأم- يلعب!
إن جهل الكثيرين بأهمية اللعب في حياة أطفالهم آت من اعتقاد سائد لديهم مفاده أن اللعب غير ذي فائدة أو أنه مجرد مضيعة للوقت، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن اللعب يعتبر المفتاح الذهبي لنمو الطفل الجسمي والوجداني والثقافي، فهو طريقة لاكتشاف عالمه واكتسابه لخبرات عديدة عن نفسه وعن محيطه.
والحقيقة أن الدراسات الحديثة لسيكولوجية الطفل أبطلت هذه المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة لدى البعض، حيث كانت ترى في شراء الألعاب للأطفال هدراً للمال ومضيعة للوقت، في حين يرى البعض الآخر أنها عبارة عن مجسمات لا فائدة لها وإن كانت تفرح أطفالهم لأن مصيرها الكسر وسلة المهملات، جاهلين بأن اللعب- على اختلاف آليته ومهما كان مصيره- نافذة تطورية خلاقة لأطفالنا، تتكون من خلالها رؤيتهم عن العالم المحيط، وتعد فرصة ثمينة لبناء شخصية سوية.
لذلك نكرر قولنا بكل ثقة: دع طفلك يلعب.
ولكن عليك أن تعلم أن طفلك يحتاج مكاناً خاصاً يضع فيه أشياءه، ويمارس اللعب بحرية متاحة وإن اختلفت ماهية هذه الألعاب حسب ما تراه ثقافة المجتمع أو قدرات الطفل ورغباته.
وكثيراً ما يتبادر إلى أذهاننا تساؤل العديد من الآباء والأمهات عن آلية التعامل مع أطفالهم وقدراتهم.
ولكن الجدير بالذكر أنه في حال لاحظت أيها المربي أن هناك بعض الأطفال الذين يمتلكون قدرات عالية تمكنهم من التعامل مع ألعاب مجهزة بتقنية مرتفعة كحل الألغاز أو تركيب وتحليل ألعاب صعبة في حين يفتقر طفلك لكيفية التعامل مع هذه النوعية من الألعاب، فاعلم أن هذا لا يعني بالضرورة أن الطفل سيكون قادراً على فعل كل ذلك أو أنه يتوجب عليه القيام بذلك، فلا تدع عجزه عن ذلك يدفعك إلى الإحباط والتقليل من شأنه.
ولتعلم أن لكل طفل قدراته وميوله الفكرية وإمكانياته وخبراته المكتسبة من بيئته الحياتية وبالتالي يتطلب منا كآباء ومربين أن نقوم باختيار الألعاب التي من شأنها تنمية فكر طفلنا وذكائه وتفريغ انفعالاته بدلاً من توجيه اللوم له، وإن كان مصيرها الكسر والتخريب أو الفوضى.
ولا سيما أن اللعب بالإضافة إلى دوره الترويحي الهام في نمو قدرات الطفل فهو مرآة تعكس حالته النفسية أيضا، فعندما يضرب الطفل لعبته المتمثلة بطفل صغير " بي بي " فإنما هو بذلك يسقط إحساسه بالغيرة من المولود الجديد الذي أخذ مكانه على ألعابه متمنيا ضربه وإبعاده ومظهراً بذلك إشارة مهمة لنا عما يعانيه طفلنا من ألم، وبالتالي يتطلب منا تغيير معاملتنا لهذا الطفل والاهتمام به أكثر.
وانطلاقاً من كل ما سبق، نصل إلى حقيقة مفادها أن اللعب يعتبر منفذا طبيعيا لدى الطفل، حيث يفرغ الطفل انفعالاته ويستهلك طاقته الزائدة والتي تعطيه الفرصة للحركة، فضلاً عن كونه وسيلة جيدة لفتح شهيته للطعام وتشجيعه على النوم الهادئ والطبيعي، وهذه أمور مهمة أيضا في حياة الطفل، غالبا ما تنصب شكاوى الأهالي حولها.
وأخيراً: يمكننا القول إن الدور المهم للعب يتمثل في تحويل الطفل من مخلوق يركز في ذاته إلى إنسان اجتماعي يشارك الآخرين في لعبهم، وهذا بالضبط ما يدفعنا للطلب منك مجددا: دع طفلك يلعب.
المصدر: مجلة الوعي. العدد ( 523 ) .
leprence30
2013-09-05, 23:07
مسئولية التربية
لم يعد أمر تربية الأبناء ذو شأن في حياة الوالدين على الرغم من أهميته بل إن الملاحظة - مع الأسف - أنه في أقصى قائمة اهتمامهم.
فالأب مشغول.. أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا، والأم تضرب أكباد الإبل للأسواق ومحلات الخياطة، ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد سوى توفير الغذاء والكساء .
أما ذلك الطفل المسكين، فإنه أمانة مضيعة، ورعاية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء، عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات، في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً آخر، وتلقى القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرة حياته.
بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة.. وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة أو ربما يوم العيد، وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان.
أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام فأمر غير ذي بال .
قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك.
وهاك- أخي القارئ- مثالين أو ثلاثة لترى أين موضع الأمانة، ومدى التفريط.
الأول : كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة في المسجد؟ - والله - كأننا أمة بلا أطفال، وحاضر بلا مستقبل.
أنحن أمة كذلك ؟! كلا.. هؤلاء تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسج، ولكن أين القدوة والتربية .
الثاني: من اهتم بأمر التربية وشغلت ذهنه وأقلقت مضجعه - أو ادعى ذلك - إذا وجد كتابا فيه منهج إسلامي لتربية النشء ، أعرض عنه لأنه ثمين وغال.. وهو لا يتجاوز دراهم معدودة وأخذ أمر التربية اجتهاداً وحسب المزاج وردة الفعل.
وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة .. فإن كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة..
ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز و..؟! وإن كان من أصحاب العقار فهو متابع متلهف لا تفوته شاردة ولا واردة ..
ولنر الأم في أغلب الأسر.. كم أسرة لديها كتاب حول التربية الإسلامية للطفل ؟!
- الثالث : يعطي الأب من وقته لبناء دار أو منزل أوقاتا ثمينة فهو يقف في الشمس المحرقة، يدقق ويلاحظ ويراقب ويتابع .. ويزيد وينقص .. ونسي الحبيب .. من سيسكن في هذه الدار غداً؟!
أيها الأب الحبيب:
ستسأل في يوم عظيم عن الأمانة لماذا فرطت فيها؟! ولماذا ضيعتها؟!
إنهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة إن ضيعت، وتاج على رأسك إن حفظت.
قال صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.. » الحديث.
وقال أنس رضي الله عنه ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه ).
وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها عليك بقول الله جل وعلا { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة }.
أصلح الله أبناء المسلمين وجعلهم قرة عين وأنبتهم نباتا حسنا.
leprence30
2013-09-05, 23:10
مشكلة الانطواء عند الأطفال
الانطواء مشكلة متشابكة معقدة، فهي نتيجة طبيعية لعدة مشكلات أخرى تتضافر وتتوحد لتنتج لنا طفلا منطويا ومنعزلا اجتماعيًا، وقد تظهر تلك المشكلة في فترات متفرقة من عمر الطفل وبشكل متدرج؛ فتبدأ من سن السنتين، وتتوهج في مرحلة المراهقة، وفي حالة تركها بلا علاج فعال قد تستمر مع الطفل مدى الحياة، وتصبح العزلة والانطواء سمة ملازمة للفرد طوال عمره، وهي مشكلة نسبتها أعلى بين الإناث قياسًا بانتشارها بين الذكور؛ نتيجة لاختلاف الطبيعة النفسية لكل منهم، وحساسية المرأة ورهافة نفسيتها.
ويظهر الانطواء على شكل نفور من الزملاء أو الأقارب، وامتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث، وهي مشكلة تسبب خلل في التفاعل الاجتماعي للفرد مع من حوله، مما يؤثر على سلوكه العام، بل ونموه العقلي أيضا.
ويمكن تعريف العزلة الاجتماعية ( الانسحاب المجتمعي ) : هي شكل متطرف من الاضطراب في العلاقة مع الآخرين، فالفرد يميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي، نتيجة لافتقاره لأساليب التواصل المجتمعي، وبذلك ينفصل عن رفاقه ويبقى منفرداً معظم الوقت ولا يشارك أقرانه بالنشاطات الاجتماعية المختلفة.
ويختلف هذا الاضطراب في السلوك من فرد لأخر، فقد يتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران؛ إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة وعدم الاكتراث بما يحدث فيها.
أسباب الانطواء:
1- أسباب فسيولوجية أو جسمية:
قد يُظن أن السبب الأساسي للانطواء هو الأسباب الاجتماعية الخاصة بالمجتمع، أو التربوية التي قد تتمثل في طريقة تعامل الأسرة مع الطفل المنطوي فقط، ولكنها ترجع أيضًا لعوامل بيولوجية !! فهي مشكلة مرتبطة بعوامل وراثية.
فالتكوين البيولوجي للفرد، والوظائف الفسيولوجية للقشرة الدماغية؛ يسهم في ظهور مثل تلك المشكلة؛ فالفرد الذي يتمتع بدرجة استثارة سريعة وقوية نسبيًا غالباً ما ينزع إلى ممارسة سلوكيات ذات صبغة انطوائية.
وقد ترجع أسباب الانطواء والعزلة إلى شعور الفرد بالنقص، نتيجة لوجود عاهة أو مرض مزمن لديه، مثل إصابته بمرض البهاق أو غيره من الأمراض التي تغير من شكل الطفل، وتؤثر على تفاعل الأطفال الآخرين معه نتيجة لشكله، أو قد ترجع العزلة لوجود عيب في النطق أو التحدث يمنع من تواصل الطفل الفعال مع من حوله من أقرانه.
2- أسباب مجتمعية:
فالمجتمع الذي يتيح للطفل فرص للتفاعل المجتمعي مع أقرانه، بل ومع من هم أكبر منه سناً ( لنقل الخبرات )، هو مجتمع يشعر من خلاله الطفل بمتنفس يستطيع من خلاله التفاعل بشكل سليم وفعال، وتحت رعاية مجتمعية تعمل على حمايته من أخطار قد يتعرض لها.
أما حين يشعر الطفل بأنه مهمش وسط المجتمع الذي يعيش فيه ولا رأي له، يفقده ذلك الثقة في نفسه، مما يفقده الشعور بالأمان، ويدفعه ذلك للعزلة والانطواء بعيدا عن أقرانه ، هربا من العقاب أو التجاهل. وقد يؤدي تغيير الموطن إلى مثل تلك العزلة، والتي يجب أن تعالج وفورا حتى لا تتفاقم.
3- أسباب أسرية تربوية:
وهي التي تستحوذ على النسبة الكبرى من الأسباب:
فالأسرة هي البيئة المجتمعية الأولى التي يتفاعل فيها الطفل، وهو فيها يكتسب ثقافته وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه، فهو يتعلم من خلالها طرق التعبير عن نفسه، وتبنى فيها اللبنات اللغوية الأولى والخبرات المجتمعية التي تتيح له دخول المجتمع الذي يعيش فيه والتفاعل معه، فالأسرة تصبغ طفلها بسمات المجتمع الذي يحيا فيه، فهي عامل الوصل بين الطفل والمجتمع، حيث يكتسب الطفل من خلالها أنماطاً اجتماعية مشتركة مع الأطفال الآخرين، مما يتيح وجود نوع من أنواع الثقافة المشتركة بين أفراد المجتمع ككل، تتيح لهم التفاعل مع بعضهما البعض وفقًا لتلك الثقافة والعوامل المشتركة، فينتج نوع من أنواع التوافق الفكري والعقلي – إلى حد ما – بين الأفراد، مما يسهل عملية التواصل والتفاعل.
ولكن هناك بعض الظواهر الأسرية التي تمنع وجود ذلك النوع من التوافق، فالبعد العاطفي والاجتماعي بين أفراد الأسرة، وأيضًا بين الأسرة ككل والمجتمع المحيط بها؛ ووجود خلل في العلاقات الأسرية، بحيث أن العلاقات السائدة داخل الأسرة لا يسودها الود والألفة، بل العراك والمشاحنات، يساهم بشكل مباشر في ظهور الانطواء عند الطفل.
فالطفل يحتاج إلى الحب والشعور بالأمان داخل أسرته منذ الأسابيع الأولى في حياته، فالحب والأمن هما عاملان أساسيان في نمو الطفل اجتماعيًا وفسيولوجيًا وعقليًا بشكل سليم وصحي. تقول المرشدة الاجتماعية " ثناء الرز ": ( إن علاقات الحب التي يكونها الطفل مع أمه وأبيه ومجتمعه الصغير في البيت، مسئولة إلى حد كبير عن تكيفه للمجتمع خارج نطاق الأسرة؛ حيث أن الطفل يخرج إلى الحياة ومعه ما تراكم في نفسه من آثار تلك الحاجة القوية إلى الحب ومدى نجاحه في إشباعها.. ).
وقد تتطور تلك المشاعر السلبية بداخل الأسرة لتتحول إلى تعرض الطفل للعنف الجسدي، مما يسبب له عدة مشاكل نفسية وسلوكية تدفعه بشكل مباشر للعزلة.
والأسوأ من ذلك هو تعرض الطفل للعنف المعنوي، الذي يعد أخطر بكثير من العنف الجسدي توجيه كلمات قاسية وجارحة للطفل كعقاب له وهذه الكلمات يكون لها تأثير حد السيف في نفس الطفل فهي تفقده ثقته بنفسه وتجعله أكثر ضعفا وتدفعه ليس للعزلة وحسب بل تدفعه إلى الكبت النفسي والعاطفي وكبت المهارات.
وكذلك الحال مع الرقابة الصارمة من الأسرة على سلوكيات وأفعال أطفالهم، فالنقد والتعنيف الشديد لأخطائهم، تجعلهم يتجنبون التفاعل الاجتماعي مع من حولهم، تجنبًا للوقوع تحت طائلة العقاب كما ذكرنا من قبل ، وكذلك التفريق بين الأطفال داخل الأسرة يسبب لهم نوعا من الانطواء والعزلة.
وقد يكون أحد الوالدين – والمقرب للطفل بالتحديد – منطويا أصلا ، فهو يقلده حتى ينال استحسانه، كما أن دعم الوالدين لانطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.
خطوات للعلاج:
تبدأ خطوات العلاج بالتعرف على السبب الرئيسي لانطوائه ومحاولة علاجه وبشكل فعال:
1- التربية الاستقلالية هي الحل الفعال، فكما قلنا كما أن لعامل الحب داخل الأسرة دور مهم في علاج الانطواء لدى الأطفال، وأنه بدون الحب والمودة في الأسرة تزيد نسبة تعرض الطفل للانطواء، إلا أن زيادة الحب والتدليل الزائد عن الحد يؤدي لجعل الطفل معتمد على والديه عاجزًا عن الاعتماد على الذات، فيقف ذلك العجز حاجزًا بينه وبين التفاعل مع أقرانه، لهذا على الوالدين حماية أبنائهم من التدليل وتربيتهم تربية استقلالية مما يفتح لهم أبواب المجتمع كافة ليدخلوا من أيهم شاءوا، مع مراعاة أن يكون ذلك بالتدريج.
2- يعمل الوالدين على إعادة الثقة للطفل المنطوي في نفسه، فالطفل المنطوي حساس لدرجة كبيرة، لذا يجب على الوالدين تهيئة الجو الأسري المناسب لنخرجه من حالة الانطواء وفقدان الثقة تلك، فيبدأ الوالدين بالتأكيد على حريته في التعبير عما يجيش في صدره بدون خوف أو تردد، مع إعادة تعريفه بنفسه وبنقاط القوة لديه والتأكيد عليها، ومحاولة الإعلاء من نقاط الضعف لديه أو تجاوزها.
وكذلك ينبغي على الوالدين الاهتمام بميول واهتمامات طفلهم، ويعملوا على أن يمارسها وهو يشعر بالأمان بعدم خوفه من العقاب في حالة إن أخطأ أو فشل، والتهدئة من انفعالاتنا نحوه في حالة إن أخطا، وبهذا يتحول الوالدين إلى عامل دفع ايجابي لثقة طفلهم في نفسه وفيمن حوله، فيبدأ في التفاعل معهم.
3- فتح الباب له لتكوين صداقات جديدة ، فتواصل طفلك مع من حوله وفي سنه له فوائد نفسية وعقلية وجسمية وروحية، تنعكس على توازن نمو شخصياتهم وهم في طور النمو، لذا حاول أن تشجع أطفالك على عقد صداقات مع من حولكم من الأقارب والمعارف حتى تكون مطمئنا على نوعية وطبيعة تلك الصداقات، مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه، مع ضرورة الاطمئنان علي حسن اختيار الطفل للصديق.
4- تعليم الطفل لمهارات اجتماعية محددة مثل تعليمه مهارة الاتصال وخاصة كيفية الإصغاء والاستماع، وكيفية إقامة صداقات مع الزملاء، وكيفية توجيه التحية والسلام والسؤال عن المعلومات، ومن ثم تعليمه مهارة تقبل الرفاق والزملاء.
5- على الوالدين الاهتمام بميول طفلهم الرياضية بالتحديد؛ لأنه معروف أن الرياضي اجتماعي بطبعه، ومحاولة جعله ينتمي إلى إحدى فرق الألعاب الجماعية ( ككرة القدم، أو اليد .. )، لكي يتعلم روح الفريق والتعاون.
6- عدم تحميل الطفل فوق طاقته وقيامه بأعمال تفوق قدراته؛ وذلك حتى لا يشعر بالعجز مما يجعله يستكين ويزداد عزلة عن الناس، بل ننمي قدراته وقيامه بالأعمال التي تناسب قدراته وعمره الزمني.
7- إذا كان سبب شعور الطفل بالنقص اعتلال أحد أعضاء جسمه فينبغي تدريب العضو المعتل لأن التدريب يزيد من قوة العضو المعتل، وبذلك يتخلص من شعوره بالنقص وتتحقق سعادته.
8- الاعتماد على اللعب التعبيري ( التمثيلي ) لتوصيل كيفية أن العضو الفعال في المجتمع محبوب ومحترم لدى الآخرين، وكذلك الاهتمام بالألعاب الجماعية التي يشترك فيها مجموعة من الأطفال، حتى يحتك مع أطفال آخرين من ثقافات مختلفة.
9- في بعض الحالات يكون تربية الحيوانات الأليفة المنزلية لها عامل كبير على تحسن التفاعل والنمو الاجتماعي لدى الطفل، فقد نشرت أحدى الصحف البريطانية كيف أن ببغاء صغير نجح في كسر عزلة طفل بريطاني يعاني صعوبة في النطق؛ حيث لقنه أول كلمات يتفوه بها بعد بلوغه من العمر أربع سنوات.
وحسب الصحيفة فإن الأطباء يتوقعون أن يبدأ الطفل ديلان في تعلم كلمات من مقطعين من الببغاء، وترجع هذه الظاهرة إلى شعور الطفل بالسعادة في وجود الببغاء فالببغاء نجح في لفت انتباه الطفل إليه والذي حاول بدوره تقليد أصوات الببغاء.
leprence30
2013-09-05, 23:11
مواهب أطفالنا.. كيف نرعاها؟
إن كثيراً من حضارات العالم القديم لم تهتم بالأطفال الاهتمام المنشود, كفئة اجتماعية مستقلة، ويعود ذلك إلى الاختلافات الاجتماعية والثقافية بينها, وسيادة المفاهيم الشعبية المتخلفة لتحصينهم من الأرواح الشريرة.
وبعد بزوغ فجر الإسلام كان له أكبر الأثر في اكتشاف المواهب الطفولية, ورعايتها مما أنتج عظماء في التاريخ, تركوا بصماتهم الجلية في ميادين العلم والسياسة.
وأحسن مثال على تعاهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- للموهوبين, تعاهده لعبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حتى كان يبيت معه في داره، ولحديث "احفظ الله يحفظك" خير شاهد على ذلك.
وقد استشفّ الصحابة هذا الأمر منه حتى أكمل مسيرته عمر بن الخطاب حين ضمّه لمجلس الأكابر من الصحابة، وقال له: لا تتكلم حتى يتكلموا! ثم يُقبل عليهم فيقول: ما يمنعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستوِ شؤون رأسه.
ولهذا لما رآه الشاعر الحطيئة أُعجب بمنطقه، وقال: من هذا الذي نزل عن الناس في سنّه، وعلاهم في قوله.
وانظر إلى تعاهد والده العباس لهذه الموهبة الفذّة؛ إذ قال: يا بني! إني أرى هذا الرجل أكرمك, وأدناك فاحفظ عني ثلاث خصال: لا تفشينّ له سراً, ولا تكذبنّه, ولا تغتابنّ عنده أحداً.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يختص فقط عبد الله بن عباس, بل أفسح المجال للصغار لحضور مجالسه؛ مما حدا البخاري أن يبوّب: باب إذا لم يتكلم الكبير فهل للصغير أن يتكلم.
دور الأم في توجيه الموهوب:
يقع العبء الأكبر في توجيه الابن على عاتق الأم, وذلك لكثرة مخالطتها لابنها, ولانشغال الأب بطلب الرزق, فإن هي وضعت هذا الأمر ديدنها وشغلها الشاغل, بلّغها الله ما أرادت!!
فهاهي أم الشافعي, عندما ولدته في اليمن, لأنها أزْديّة وهو قرشي خافت عليه الضيعة, فقالت له: الحقْ بأهلك فتكون مثلهم, فإني أخاف عليك أن تغلب على نسبك, فجهّزته إلى مكة, فقدمها وهو يومئذ ابن عشر سنين, وجعل يطلب العلم!!
دور الأب في توجيه الموهوب:
كم من القدرات العلمية خبت في سِن مبكرة, بسبب الحاجة وسوء الحال, وإصرار الوالدين على ترك مقاعد الدراسة مبكراً لطلب الرزق, وهنا تكمن مسؤولية الوالد في تفريغ ابنه لهذا الشأن.
فعلى سبيل المثال كان والد هشيم بن بشير يصنع الكوامخ والمخلّلات, ويمنع ابنه من الطلب حتى ناظر أبا شيبة القاضي وجالسه! فمرض هشيم! فجاء القاضي يعوده, فمضى رجل إلى بشير فقال: الحق ابنك فقد جاء القاضي يعوده! فجاء, فقال: متى أملّت أنا هذا فقد كنت أمنعك يا بني، أما اليوم فلا أمنعك.
وهذا النووي شارح صحيح مسلم, وعمره عشر سنين يهرب من الصبيان, ويبكي لأنهم يُكرهونه على اللعب، ويقرأ القرآن في تلك الحال, وجعله أبوه في دكان فجعل يشتغل بالقرآن.
فرآه أحدهم, فقال لأبيه: هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه, وينتفع الناس به, فحرص عليه أبوه إلى أن ختم القرآن!
ملاحظة أحوال الموهوب الشخصيّة:
الطفل الذي تبدو عليه سمات الإبداع, يمكن تميّزه, شريطة عدم تجاهله أو إحباطه, إذا ما أراد إظهار شخصيته غير العاديّة.
فهذا ابن الجوزي يحكي عن نفسه قائلاً: إني أذكر نفسي ولى همّة عالية وأنا ابن ست سنين, فما أذكر أني لعبت في طريق مع الصبيان قط! ولا ضحكت ضحكاً خارجاً قط، وكنت -ولي سبع سنين- أحضر حلقة المسجد, فأحفظ جميع ما أسمعه, وأذهب إلى البيت فأكتبه، ولقد كان الصبيان ينزلون إلى دجلة، ويتفرجون وأنا آخذ جزءاً, وأقعد بعيداً عن الناس وأتشاغل بالعلم.
فهذا الوعي بالتوجيه من هذه السنّ هو ما استدلّ عليه مؤخراً العالم الإنجليزي (بيرت)؛ إذ يقول: إن الطفل يستطيع ابتداءً من سنّ السابعة أن يفكر تفكيراً منطقياً, لذا يجب تدريبه منذ هذه السنّ على الاستدلال العلمي والمناقشة المنطقية!
أمثلة على نبوغ القادة السياسيين منذ سنّ مبكرة:
هم قادة عظماء تميّزوا بالهمة العالية, وقوة الشخصية, ونفاذ البصيرة, وهذا لم يكن وليد الساعة!! بل أثبت التاريخ موهبتهم الفذة منذ الصغر, فهذا يعقوب الصفار الذي ملك البلاد، وكان وهو غلام يتعلم عمل الصُّفْر "النحاس" قال معلمه: لم أزل أتأمّل بين عينيه، وهو صغير ما آل أمره إليه؟ قيل له: كيف ذلك؟ قال: ما تأمّلته قط من حيث لا يعلم بتأملي إيّاه إلا وجدته مطرقاً إطراق ذي همة وفكر ورويّة!! فكان من أمره ما كان.
وكذلك التفت معن بن زائدة إلى ابن أخيه يزيد الشيباني وما فيه من علامات الفطنة والذكاء, فقدّمه على أبنائه, مما حدا بزوجته أن تعاتبه على ذلك، فقال لها: سأريك في هذه الليلة؟ وفى ساعة متأخرة قال: يا غلام, ادعُ لي أبنائي. فأقبلوا عليه جميعهم عليهم الثياب المطيّبة، ثم قال: يا غلام ادعُ لي يزيد! فلم يلبث إلا قليلاً أن دخل عجلاً, وعليه سلاحه, فوضع رمحه بباب المجلس, ودخل عليه! فقال: ما هذه الهيئة؟ قال: إني قلت إنك لا تطلبني في هذه الساعة إلا لأمر مهم. فقالت زوجته: قد تبيّن لي عذرك.
كيف أكتشف موهبة طفلي:
يجب أن تُكتشف الموهبة عند الطفل، ومن ثم يتم توجيهها التوجيه الصحيح, والذي يكون كالتالي:
(1) توجيهه إلى مجالس العلم:
لم يكن إحضار الصبيان إلى مجالس العلم, أمراً مستنكراً, بل كان هذا الأمر متواتراً عند السلف.
فلم تُثبط الأم أو الأب من همّة ابنهما بدعوى تعقيده! أو حرمانه من اللعب! بل جنَوْا مكاسب عظيمة, ونجنيها نحن بدورنا, وهي علماء ربانيّون بلغت مؤلفاتهم الآفاق.
قال الإمام الرازي: أحضرني أبي إلى مجلس أبي حاتم, وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين, وكنت أنعس فقال لي والدي: انظر إلى الشيخ؛ فإنك تحكيه غداً!! فرأيته!
(2) توجيهه إلى المجالات الأخرى:
قد لا يقتصر نبوغ الموهوب على الناحية الدينية, بل يمتد إلى مجالات أخرى، كالأدبية مثلاً، ومنها على سبيل المثال: الشعر, فقد كان بشار بن برد يقول الشعر وهو صغير, أعمى , وكان لا يزال قوم يهجوهم, فيشكونه إلى أبيه, فيضربه! حتى رقّ له من كثرة الضرب, فلما طال عليه ذلك, قال له : يا أبت لِمَ تضربني, كلما شكوني إليك؟ قال: فما أعمل؟ قال : احتج عليهم بقول الله تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) فجاؤوه يوماً يشكونه، فقال لهم هذا القول؟ فقالوا: فقه بُرد أضرّ علينا من شعر بشار.
ومما يستظرف في هذا أن الكميت وقف على الفرزدق, وهو ينشد فقال: يا غلام، أيسرّك أني أبوك؟ فقال: أما أبي فلا أبغي به بديلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي!! فحصر الفرزدق وقال: ما مرّ بي مثلها!!
(3) حاجته إلى الدعم المالي :
خوفاً على هذه المواهب أن تتوارى خلف ستار الفقر والحاجة, وتشجيعاً للموهوب بتعزيز ثقته بنفسه, وكسراً لحاجز الخجل من الإفصاح عما يعتمل في خاطره من إبداعات, كانت الحاجة إلى الدعم المالي:
وهذا القاضي أبو يوسف في صغره, وكان أهله فقراء, فقال له أبوه: يا بني لا تمدنّ رجلك مع أبي حنيفة, فأنت محتاج.
فآثرت طاعة أبي, فأعطاني أبو حنيفة مئة درهم, وقال: الزم الحلقة! فإذا نفِدت هذه فأعلمني ثم بعد أيام أعطاني مئة.
ثم تسير أم سفيان الثوري بالركب لتقول كلمتها الحاسمة في توجه ابنها إلى العلم: اذهب فاطلب العلم، وأنا أعولك بمغزلي.
أين مواهبنا اليوم؟
فمن لأبناء المسلمين الذين خبت مواهبهم, واندثرت, ما بين وطأة العمل وتطلّب الرزق, أو تحت وطأة معلمين جهله همّهم أن يحفظ الطالب ما بين دفتي الكتاب دون أن ينظر إلى ما تحويه عقلية الطالب من إبداعات, واجتهادات, حيث يتحمل المعلم كل شيء ولا يقوم فيها المتعلم بشيء.
فهي تقدم للصغار من الطلاب مشكلات الكبار بدعوى أن هذه هي الطريقة المُثلى لإعدادهم للمستقبل والتمرس بحياة الكبار, فعطّلت نموهم وألحقت بهم الضرر, فكان مثلها كمثل الأُ م التي تتعجل في إطعام رضيعها مأكولات الكبار من لحم وخضار بدلا من الحليب!!
وقد قال ( نيوتن) بأنه غير صحيح أنه اكتشف الجاذبية بمجرد رؤيته تفاحه تسقط - كما يظن الكثيرون- بل لأنه كان يفكر فيها دائماً, وأن نتائج بحوثه ترجع إلى العمل والكدّ الدائب الصبور.
ثم نحن نكُب ّ على التراث الغربي ونتلقفه بكل مساوئه, ونندب أحوال المسلمين ونراها بلا إبداعات.
leprence30
2013-09-05, 23:12
الكذب لدى الأبناء
الكذب شؤمه معروف ومستقر لدى أصحاب العقول السليمة قبل أن يأتي الشرع بذمه، وليس أدل على ذم الكذب من أن أكذب الناس لا يرضى أن ينسب إليه.
ويتضايق كثير من الآباء والأمهات من كذب أطفالهم لكنهم غالبا ما يصنفون الكذب لدى الطفل في دائرة واحدة، ويتعاملون معه تعاملا واحداً.
أنواع الكذب لدى الأطفال:
الكذب الذي يصدر من الطفل ليس واحدا، وله تصنيفات عدة، ومن أشهرها تصنيفه على أساس الغرض الذي يدفع الطفل لممارسته.
1- الكذب الخيالي: غالباً ما يكون لدى المبدعين أو أصحاب الخيال الواسع. فالطفل قد يتخيل شيئا ويحوله إلى حقيقة.
ومن أمثلة ذلك: أن طفلا عمره ثلاث سنوات أحضر أهله خروفا للعيد له قرنان، فبعد ذلك صار يبكي ويقول إنه رأى كلباً له قرنان.
وهذا اللون لا يعتبر كذبا حقيقاً، ودور الوالدين هنا التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل، ومن الخطأ اتهامه هنا بالكذب أو معاقبته عليه.
2- الكذب الالتباسي: يختلط الخيال بالحقيقة لدى الطفل فلا يستطيع التفريق بينهما لضعف قدراته العقلية، فقد يسمع قصة خرافية فيحكيها على أنها حقيقة ويعدل في أشخاصها وأحداثها حذفا وإضافة وفق نموه العقلي .
وقد يرى رؤيا فيرويها على أنها حقيقة، فأحد الأطفال رأى في المنام أن الخادمة تضربه وتكسر لعبته فأصر على أن الأمر وقع منها.
3- الكذب الادعائي: يلجأ إليه للشعور بالنقص أو الحرمان، وفيه يبالغ بالأشياء الكثيرة التي يملكها، فيحدث الأطفال أنه يملك ألعابا كثيرة وثمينة، أو يحدثهم عن والده وثروته، أو عن مسكنهم ويبالغ في وصفه.
ومن صور الكذب الادعائي التي تحصل لدى الأطفال كثيراً التظاهر بالمرض عند الذهاب إلى المدرسة.
والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الادعائي أمران: الأول: المفاخرة والمسايرة لزملائه الذين يحدثونه عن آبائهم أو مساكنهم أو لعبهم.
والثاني: استدرار العطف من الوالدين، ويكثر هذا اللون عند من يشعرون بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم أو أخواتهم.
وينبغي للوالدين هنا تفهم الأسباب المؤدية إليه وعلاجها، والتركيز على تلبية الحاجات التي فقدها الطفل فألجأته إلى ممارسة هذا النوع من الكذب، دون التركيز على الكذب نفسه.
4- الكذب الغرضي: يلجأ إليه الطفل حين يشعر بوقوف الأبوين حائلاً دون تحقيق أهدافه، فقد يطلب نقوداً لغرض غير الغرض الذي يريد.
ومن أمثلة ذلك أن يرغب الطفل بشراء لعبة من اللعب ويرى أن والده لن يوافق على ذلك، فيدعي أن المدرسة طلبت منهم مبلغا من المال فيأخذه من والديه لشراء هذه اللعبة.
5- الكذب الانتقامي: غالباً ينشأ عند التفريق وعدم العدل بين الأولاد، سواء في المنزل أو في المدرسة، فقد يعمد الطفل إلى تخريب أو إتلاف ثم يتهم أخاه أو زميله، والغالب أن الاتهام هنا يوجه لأولئك الذين يحضون بتقدير واهتمام زائد أكثر من غيرهم.
6- الكذب الوقائي: يلجأ إليه الطفل نتيجة الخوف من عقاب يخشى أن يقع عليه، سواء أكان العقاب من الوالدين أو من المعلم، وهذا النوع يحدث في مدارس البنين أكثر منه في مدارس البنات.
وهو يحصل غالبا في البيئات التي تتسم بالقسوة في التربية وتكثر من العقوبة.
7- كذب التقليد: قد يرى الابن أو البنت أحد الوالدين يمارس الكذب على الآخرين فيقلدهم في ذلك، ويصل الأمر في مثل هذه الأحوال إلى أن يمارس الطفل الكذب لغير حاجة بل تقليداً للوالدين.
8- الكذب المرضي أو المزمن: وهو الكذب الذي يتأصل لدى الطفل، ويصبح عادة مزمنة عنده، ويتسم هؤلاء بالمهارة غالبا في ممارسة الكذب حتى يصعب اكتشاف صدقهم من كذبهم.
أي هذه الأنواع أكثر رواجا؟
دلت أغلب الدراسات التي أجريت على كذب الأطفال أن أكثر هذه الأسباب شيوعا الكذب الوقائي ويمثل 70%. و10% كذب التباسي و20% يعود إلى الغش والخداع والكراهية.
- العلاج:
الكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الإنسان إنما يتعلمه ويكتسبه، ومن هنا كان لابد للوالدين من الاعتناء بتربية أولادهم على الصدق، والجد في علاج حالت الكذب التي تنشأ لدى أطفالهم حتى لا تكبر معهم فتصبح جزءاً من سلوكهم يصعب عليهم التخلي عنه أو تركه.
ومن الوسائل المهمة في علاج الكذب لدى الأطفال:
أولاً: تفهم الأسباب المؤدية للكذب لدى الطفل، وتصنيف الكذب الذي يمارسه، فالتعامل مع الكذب الخيالي والالتباسي يختلف عن التعامل مع الكذب الانتقامي والغرضي أو المرضي المزمن.
ثانياً: مراعاة سن الطفل، ويتأكد هذا في الكذب التخيلي والالتباسي ، فالطفل في السن المبكرة لا يفرق بين الحقيقة والخيال كما سبق.
ثالثاً: تلبية حاجات الطفل سواء أكانت جسدية أم نفسية أم اجتماعية، فكثير من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجات وعدم تلبيتها له.
رابعاً: المرونة والتسامح مع الأطفال، وبناء العلاقة الودية معهم، فإنها تهيء لهم الاطمئنان النفسي، بينما تولد لديهم الأساليب القاسية الاضطراب والخوف، فيسعون للتخلص من العقوبة أو للانتقام أو استدرار العطف الذي يفتقدونه.
خامساً: البعد عن عقوبة الطفل حين يصدق، والحرص على العفو عن عقوبته أو تخفيفها حتى يعتاد الصدق، وحين يعاقب إذا قال الحقيقة فهذا سيدعوه إلى ممارسة الكذب مستقبلا للتخلص من العقوبة.
سادساً: البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك من ذلك، فقد يبدو في أحد مواقف الطفل التي يكذب فيها ما يثير إعجاب الوالدين أو ضحكهما، فيعزز هذا الاستحسان لدى الطفل الاتجاه نحو الكذب ليحظى بإعجاب الآخرين.
سابعا: تنفير الطفل من الكذب وتعريفه بشؤمه ومساويه، ومن ذلك ما جاء في كتاب الله من لعن الكذابين، وما ثبت في السنة أنه من صفات المنافقين، وأنه يدعو إلى الفجور...إلخ.
ثامنا: تنبيه الكفل حينما يكذب، والحزم معه حين يقتضي الموقف الحزم –مع مراعاة دافع الكذب ونوعه- وقد يصل الأمر إلى العقوبة؛ فإنه إذا استحكم الكذب لديه صعب تخليصه منه مستقبلا، وصار ملازما له.
تاسعاً: القدوة الصالحة؛ بأن يتجنب الوالدان الكذب أمام الطفل أو أمره بذلك، كما يحصل من بعض الوالدين حين يأمره بالاعتذار بأعذار غير صادقة لمن يطرق الباب أو يتصل بالهاتف.
ومما يتأكد في ذلك تجنب الكذب على الطفل نفسه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة" رواه أحمد وأبو داوود.
عاشرا: الالتزام بالوفاء لما يوعد به الطفل، فالطفل لا يفرق بين الخبر والإنشاء، وقد لا يقدر عذر الوالدين في عدم وفائهما بما وعداه به ويعد ذلك كذبا منهما.
- المراجع:
أسس الصحة النفسية. عبدالعزيز القوصي.
الكذب في سلوك الأطفال. محمد علي قطب وآخرون. مكتبة العبيكان
لماذا يكذب الأطفال. ملاك جرجس. دار اللواء.
leprence30
2013-09-05, 23:13
مواقف تربوية
إن من أهم عوامل نجاح فن التعامل مع الأطفال و التواصل معهم هو معرفة الخصائص العمرية لهم وبماذا تتميز كل مرحلة عمرية .
وهذه الخصائص العمرية تعطي تفسيراً مناسباً لماذا يتصرف الأطفال بهذه الطريقة التي هم عليها ومن ثم نستطيع أن نفهم مشاعرهم, وهناك عدة عوامل تساعد على فهم مشاعر الأطفال:
أولاً: الإصغاء إليهم و بانتباه .. وهناك فرق بين الإصغاء والاستماع..
الإصغاء.. أن تصغي إلى طفلك بكل حواسك.
الاستماع.. أن تسمع له وأنت تقرأ جريدة مثلاً.
مثال : عندما يلجأ الطفل إليك في أي مشكلة تواجهه, بدلاً من نصف الإصغاء يجب أن تعطي الطفل اهتمام و انتباه كامل , ومن ثم تجعل الطفل هو يفكر و يجد الحل المناسب للمشكلة لأنه عند الإصغاء و تحليل ما جرى معه تنحل نصف المشكلة مهما كانت.
ثانياً: إظهار الاعتراف بمشاعرهم مع كلمات ملائمة .
مثل: صحيح, لقد فهمت , نعم , حسناً, وما شابه ذلك؛ لأن هذه الكلمات و الإجابات تعطي الطفل دعوة أن يتحرى أفكاره و مشاعره وقد يصل إلى حلول مناسبة بمفرده.
ثالثاً: إعطاء أسماء لمشاعره التي يشعر بها الطفل.
مثل :- إذا سقط الطفل أو تألم أو فقد شيئاً بدلاً من أن نقول له أنت كبير لا تبكي..هذا لا يؤلم..أو سوف أشتري واحدة بدلاً عنها، من الضروري أن نعطي ما يشعر به اسما, حتى يسمع الطفل كلمات تعبر عن ما عاناه وأحس به, ومن ثم فإنه يشعر بالراحة لأن هناك أحد اعترف بتجربته الباطنية.
رابعاً: امنحهم ما يجنح إليه خيالهم مع تمنيات:
عندما يريد الأطفال شيئا لا يستطيعون الحصول عليه , عادة يشرح لهم الكبار لِمَ لا يستطيعون الحصول عليه بأسلوب تفسير منطقي, و كلما كان الشرح أعمق كلما كان الرفض أعمق، ولكن بمجرد فهم الطفل ومدى لهفته للحصول على ما يريد يجعلك تتحمل عدم الحصول عليه بصورة أسهل.
مثلاً:إذا طلب الطفل نوع من البسكويت أو العصير غير موجود حالياً، بدلاً من منطق الكبار: لا يوجد عندنا بسكويت بالشوكلاته يا حبيبي..عندما يصرخ الطفل ويبكي طلبا لذلك؛ يكون الرد الصحيح كالتالي:
- أعرف أنك تريده.
- يا ليت عندي قوة كبيرة وأجيب لك علبة كبيرة من بسكويت الشوكلاته.
هنا يمكنك أن تعطي الطفل أمنياته خيالاً.
أخيراً: كثيرا ما نسمع من الطفل عبارات مثل:"أنت لئيمة", "أنا أكرهك", "أنا ما أحبك ".
هذه العبارات مزعجة, لذلك أخبر ولدك بذلك بقولك :"أنا لم يرق لي ما سمعته لتوي منك, إذا كنت غاضبا من أمر ما أخبرني بذلك بطريقة ربما أستطيع أن أساعدك".
النصيحة النهائية: هي التحلي بالصبر, لأن الصبر ثمرة من ثمرات الإيمان , وتربية الأولاد جهاد يجدر بالوالدين احتساب الأجر فيه من الله سبحانه وتعالى.
leprence30
2013-09-05, 23:14
تعزيز الثقة لدى الطفل
وذلك من خلال إعطاء الطفل بعض المهمات التي يختارها هو دون ن نفرضها عليه، وذلك لشعوره بالقوة والثقة بالنفس والإحساس بالفخر في إنجاز ما يختاره من أعمال ـ وأن نبتعد عن الفكرة القائلة بأنهم لا يستطيعون ذلك .
فالأطفال لم يولدوا كذلك بل لديهم قدرات مختلفة ، بل عبارة ما أصعب هذا العمل استوحوها من المدرسة لذا فنبتعد عن زج الأطفال في أعمال لا معنى لها لأن هذا يدمر مبادئهم ويحرمهم من مشاعر الجدارة والتقدير، فتقدير الذات عند الأطفال يعتبر أحد المواقع القوية للسلوك. فمعاملة الطفل بالقمع والإذلال والسخرية تعد مدمرة لذات الطفل وبالتالي قد ينجم عن مثل هذه التصرفات مع الأطفال ما يسمى بالعدوانية أو الاعتداء على الآخرين باعتبار أن ذلك يجلب له شيئًا من الشهرة والذيوع وتحقيقًا للذات.
إن افتقاد الطفل للحب مع إهمال الآخرين له، وعدم احترامهم وتقديرهم له يترتب عليه انسحاب الطفل من المجتمع الذي يعيش فيه وشعوره بالإحباط، وينجم عن ذلك ترديه في كثير من المشكلات التي تشير إلى عدم التوافق مثل اضطراب النطق والتلعثم في الكلام والعسرة في القراءة والجنوح إلى الكذب والسرقة .. الخ.
ومن هنا فإن الإسلام يقرر دور الأسرة القوي باعتبارها الخلية الأولى التي تستقبل الإنسان أول عهده بالدنيا، وهي المحضن الذي تتشكل فيه إلى حد كبير شخصية الفرد وتبنى فيها ذاته.
فقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك إشارة صريحة حيث قال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وهذا الحديث الشريف يبين لنا مدى استطاعة الأبوين ـ وهنا ركنا الأسرة ـ النادر في بناء شخصية الطفل وفي شعوره تجاه ذاته وتجاه الآخرين.
ونلاحظ أيضًا أن القرآن الكريم قد ضرب لنا أروع الأمثلة في كيفية التعامل مع النفس الإنسانية متمثلاً في كيفية معاملة الآباء لأبنائهم والقدرة على مخاطبة الوجدان المفعم بالحس الإيماني الصادق في قوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.. } [الآيات 13 ـ 19 لقمان].
وأخيرًا نستطيع القول إن الطفل المحقق لذاته هو شخص فاعل، يدرك الواقع بفعالية ويرى العالم والناس على حقيقتهم، وما يهمنا في هذا المجال هو الاهتمام بالنوازع الفطرية التي تهدف إلى تنمية قدرات الفرد بطريقة تخدم عملية تعزيز الذات لديه والمحافظة عليها، فالطفل لديه حاجة طبيعية نحو الشعور بالتقدير الإيجابي من قبل الآخرين في شكل مشاعر حب عميق وتقبل.
وعادة ما تظهر هذه الحاجة ويتم تطويرها خلال مرحلة الطفولة المبكرة التي يعتمد فيها الطفل كلية على غيره من أجل المحافظة على حياته، وعن طريق إظهار الحب للطفل والاهتمام به، وتوفير متطلباته ورعاية أمره، يبدأ في الشعور.
leprence30
2013-09-05, 23:15
الحاجات النفسية في مرحلة الطفولة
إن الوقوف على حاجات الطفل وعلى كيفية تحقيقها وإشباعها شيء ضروري وهام ؛ لكي ينمو ويتفتح بشكل متزن في جوانب شخصيته المختلفة :الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية والروحية.
و يتولد عن الحاجات دوافع تكون هي المسئولة عن اختلاف سلوك الأطفال بعضهم عن بعض ؛ولذا فإن فهم طبيعة هذه الدوافع وعلاقتها بنمط شخصية الطفل يساعد الآباء على وضع إستراتيجية للتعامل مع أبنائهم .
ما هي الدوافع؟
عند الغزالي الدوافع هي: كل ما يدفع إلى النشاط النفسي أو السلوك مهما كان نوعه حركياً أو ذهنياً ،وإذا كان الغالب على الدافع أن لا يشعر به،فإن شعرنا به كان رغبة،وإن قوي واستقر كان عاطفة،فإن الغزالي يستعمل الدوافع بالمعنى الشعوري غالباً ، وتبدو العواطف من دوافع السلوك الهامة عنده.
ويرى الغزالي أن لكل سلوك دوافع وبواعث وغايات وأهداف، وأن الدوافع داخلية تستثار بمثيرات خارجية أو بمثيرات داخلية (إن مدخل الآثار المتجددة في كل قلب إما: من الظاهر عن طريق الحواس الخمس،أو من الباطن عن طريق الخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج الإنسان،والمقصود أن القلب في التغير والتأثر دائماً من هذه الأسباب) .
أهمية الدوافع:
من وجهة نظر الغزالي:
1. إن طبيعة الإنسان لا تخلو من مجموعة من الدوافع يقول الغزالي: (اضطررت إلى أن يكون لك ميل إلى ما يوافقك يسمى شهوة).
2. إن الفكر لا يعمل دون باعث من دافع (فلو خلق الله العقل المعرف بعواقب الأمور ولم يخلق هذا الباعث على مقتضى العقل لكان حكم العقل ضائعاً على التحقيق) .
3. إن الإرادة لا تنجزم دون دافع (وكلما كان هذا الدافع قوياً أوجب جزم الإرادة و انتهاض القدرة).
ما هي الحاجة؟
هي نقص يعتري الإنسان في جانب ما ،يسبب حالة من التوتر،وينتج عنها دوافع تحرك السلوك نحو تحقيق الهدف فتحدث التوازن والهدوء.
هدي القرآن في الحاجات:
أقر القرآن الحاجات على اختلاف أنواعها ووضع لها ضوابط تعمل على تهذيبها وإشباعها بطريقة تضمن تحقيق التوازن والاعتدال والاستقرار للإنسان ، وتضمن له بلوغ مستويات من الصحة النفسية، وقد صنفت الحاجات عند علماء النفس ضمن مجوعتين أساسيتين وهما:
1. حاجات فسيولوجية:
يولد الوليد وهو مزود بمجموعة كبيرة من الحاجات ذات أهمية في نموه،وهي حاجات فطرية مثل الحاجة للطعام ،والماء،والنوم،والراحة، والأكسجين ،وتنظيم درجة حرارة الجسم،والإخراج، ويتوقف بقاء حياة الوليد على إشباع هذه الحاجات، ويكون إشباعها في هذه المرحلة ذاتي التنظيم،بدون ضبط إرادي ، أو مشاركة نشطة من الطفل أو الآخرين.
وهناك حاجات بيولوجية لا تشبع ذاتياً مثل الجوع والعطش وإنما تشبع بمساعدة الآخرين ،وإذا لم يحدث هذا مباشرة تزداد توترات الرضيع وآلمه ،والعلاقات الاجتماعية في إشباع هذه الحاجات من أكثر خبرات الطفل المبكرة أهمية وتكون لها آثار ثابتة في نمو الشخصية،( فالشخصية هي أسلوب في التوافق الذي ينتج عن التفاعل بين حاجاته العضوية والبيئة من حوله،سواء كانت هذه البيئة مشبعة أو محبطة لهذه الحاجات ، خلال توسط جهاز عصبي مركزي مرن متكيف).
2. حاجات نفسية:
تنمو مع الفرد مجموعة كبيرة من الدوافع المكتسبة تشتق من الدوافع الأولية تسمى الدوافع الثانوية،وتُكتَسَب هذه الدوافع من خبراتنا في البيئة وتفاعلنا مع الآخرين، فكما يسعى الإنسان لحفظ التوازن البيولوجي عن طريق التوازن البدني، فإنه كذلك يسعى لحفظ التوازن النفسي عن طريق التوازن الانفعالي، وذلك بإشباع الحاجات الشخصية والاجتماعية التي تستجد على الحاجات البيولوجية نتيجة خبرات التعلم المبكرة.
وتصبح هذه الدوافع المكتسبة عاملاً مؤثراً هاماً في سلوك الفرد وفي بناء شخصيته،وتحل محل الدوافع الأولية وتقوم بوظيفتها وتسمى دوافع سيكولوجية اجتماعية ولا يمكن للفرد أن يحتفظ بتكامل شخصيته إذا لم ينجح في إشباع تلك الحاجات النفسية والاجتماعية.
ومن أمثلتها:الحاجة للأمن ،وجوهر هذا النوع من الحاجة هو الاهتمام المتواصل بحفظ الظروف التي تؤكد إرضاء الحاجات أو إشباعها ،سواء كانت طبيعة هذه الحاجات بيولوجية أو سيكولوجية .
وأكثر حاجات الأمن أهمية هو " الأمن الانفعالي " وينشأ عن شعور الفرد بأنه سوف يكون قادراً على حفظ علاقات متزنة مرضية مع الناس الذين لهم أهمية عاطفية في حياته.
ومن الدوافع الاجتماعية الهامة " الحاجة إلى التقدير الاجتماعي " وهي تتضمن الحاجة إلى إقامة علاقات مع الآخرين،وتشمل الحاجة إلى الحب ،والانتماء ،والقبول الاجتماعي ،والزمالة والرضا،و التبعية،والحاجة إلى المكانة الاجتماعية واحترام الذات ،وتحقيق الذات،والحاجة للعب، وللضحك،وللمعرفة.
ومن الدوافع الاجتماعية أيضاً:دافع الثناء واللوم،دافع السيطرة والمنافسة،ودافع جذب الانتباه،ودافع التقليد والتعاطف...إلخ.
وفي هدي القرآن إضافة لم يُسْبَق إليها في مجال دراسة موضوع الحاجات وهي:
الحاجات الروحية:
ومن أمثلتها:
* الحاجة للدين: ويتولد عنها الميل للطاعة والعمل الصالح والعبودية بكل صورها،قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } الروم:30.
* الحاجة للتأمل: وهي ضرورية لزيادة الإيمان وتحفيز الهمم،وتصفية الذهن وتنشيطه وللمبادرة إلى العمل،قال تعالى :{ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } الأنعام:75.
* الحاجة للمتعة والجمال: لها أثرها على نفسية الفرد وشعوره بالارتياح والبهجة والمسرة قال تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } الأعراف:32.
ويقول ماسلو: ( إن الفرد السوي الذي يتمتع بالصحة النفسية السليمة ينزع إلى البحث عن الجمال بطبيعته،ويفضله كقيمة مطلقة ومستقلة عن أي منفعة مادية).
الآثار الحسنة لإشباع الحاجات:
هذه الحاجات عوامل هامة في ضبط السلوك،حيث أنها تنشأ تحت ضغوط اجتماعية للثقافة التي يعيش فيها الفرد.
والتطور الاجتماعي للدوافع يؤدي إلى الفعل الإرادي وضبط النفس ومن بين الدوافع الأكثر كموناً والتي تعمل على ضبط أفعال الإنسان هو ما يستحث الثناء والمديح،وما يحرص على الهرب من النقد والتوبيخ.ويعتمد كل من الضبط والنمو الأخلاقي على هذه الدوافع الاجتماعية.
وإشباع الحاجات يتولد عنه شخصية إيجابية مرنة قادرة على الإنجاز والتفاعل مع الآخرين بسلام،حسنة التوافق مع المواقف والصعوبات.
الآثار السلبية لعدم إشباع الحاجات:
* إذا لم تشبع حاجات الطفل الفسيولوجية سبب ذلك إحباطاً أساسياً من حاجات النمو الوجداني والاجتماعي وهي الحاجة للأمن.
* عدم إشباع الحاجة للحب والعطف تؤثر تأثيراً سلبياً على نموه الجسمي والعقلي والوجداني.
* إن عدم إشباع الحاجات الفطرية يعرض الطفل للهلاك أو الأمراض،وعدم إشباع الحاجات النفسية يعرضه للاضطرابات والأمراض النفسية.
* وعدم إشباع الحاجات الروحية يجعله فتنة لأمراض القلب.
إن أفضل علاج في مثل هذه الأحوال يبدو في تعويض نقص التدريب أثناء الطفولة،وذلك بما يلي:
* بناء رغبات قوية للحب والعطف والاحترام.
* توفير الوسائل التي تشبع بها تلك الرغبات وأهمها زيادة وتقوية صلة الطفل بربه.
وبذلك يكون الخوف من فقدان تلك الجزآءآت أو المكافآت هو الوسيلة للتنظيم الذاتي الأخلاقي كما يحدث في الفرد السوي.
نماذج من مواقفه صلى الله عليه وسلم في إشباع الحاجات:
إن الحاجة للسرور والفرح من الحاجات الضرورية للأطفال في البناء العاطفي؛لأنها تؤثر في أنفسهم تأثيراً قوياً ،وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحريك هذا المؤثر في نفوس الأطفال لأنه يورث في النفس الانطلاق والحيوية،كما أنه يجعل النفس مرنة لتقبل أي أمر أو ملاحظة أو إرشاد.
وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال أساليب شتى منها التقبيل،إلقاء التحية،حمل الطفل ووضعه في حجرة،المسح على الرأس،وتقديم الطعام والأكل معهم،نداءهم بأحب الأسماء إليهم مثل قوله:يا عمير ما فعل النغير....ومن هذه الحاجات:
الحاجة للعب:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى مجموعة من الأطفال يلعبون فلا يفرقهم، ولا يفسد عليهم لعبهم،بل يشجعهم على هذه الروح الجماعية والمتابعة في اللعب ( يقول يعلى بن مرة : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام فإذا حسين يلعب في الطريق ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه ، فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه ، والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، الحسين سبط من الأسباط ) الأدب المفرد .
وعن جابر- رضي الله عنه- قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه سلم وهو يمشي على أربع- أي على يديه ورجليه- وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول:نعم الجمل جملكما،ونعم العدلان أنتما) رواه الطبراني.
الحاجة للتنافس والمكافأة:
إن التنافس يحرك في الطفل مشاعر وطاقات مكنونة لا يعرفها إلا عندما يضع في نفسه منافسة غيره من الأطفال ليتفوق عليهم والرسول صلى الله عليه وسلم يثير في نفوس الأطفال روح المنافسة ليحرك هذه الطاقة الهائلة فيهم،ومن أمثلة ذلك:
المنافسة الفكرية التي طرحها صلى الله عليه وسلم بحضرة الأطفال،أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من شجر البوادي شجر لا يسقط ورقها وإنها المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: وقع في نفسي أنها النخلة...
ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هي النخلة) وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله بني العباس ثم يقول من سبق إليّ فله كذا وكذا فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم.
إن المنافسة تنشط الأطفال وتثير هممهم وتنمي مواهبهم وتزيد معرفتهم وتنمي روح الجماعة وتدخل السرور والنشوة لديهم وتكسبهم الثقة بأنفسهم وتدربهم على مواجهة المواقف الصعبة وروح المنافسة وتكسبهم المعرفة بحدود قدراتهم الحقيقية.
الحاجة للتشجيع:
إن التشجيع المعنوي أو الحسي عنصر ضروري في تربية الطفل؛لما للتشجيع من دور كبير في نفس الطفل وفي تقدم حركته الإيجابية البناءة ،وكشف طاقاته الحيوية ،واستمراره في العمل ،وفي تتمة حديث ابن عمر السابق (قال :فلما خرجت مع أبي ،قلت يا أبتاه وقع في نفسي النخلة ،قال وما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إليّ من كذا وكذا،قال ما منعني إلا أني لم أراك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت) رواه البخاري.
الحاجة للإيمان بالله:
اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحاجة عند الأطفال وحرص على إشباعها بطريقة سوية حتى لا يشوبها المعتقدات الخاطئة؛ ولذا أرشد الغلام الذي كان ردفه على الدابة بقوله : ( يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).
هذه غيض من فيض لحكمته صلى الله عليه وسلم في إرضاء الأطفال وتطييب نفوسهم وإراحتهم بدفع أسباب توترهم وإشباع حاجاتهم الروحية والنفسية والبدنية.
جزى الله نبينا خير ما جزى نبياً عن أمته، ورزقنا إحياء سنته ،وحشرنا في زمرته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
leprence30
2013-09-05, 23:17
الطفل انعكاس لبيئته
الأطفال كالورود والرياحين، وكالجواهر، إلا أن كثيراً من الآباء وللأسف يسيئون لأطفالهم لجهلهم بعالم الأطفال وحاجاتهم، فالأطفال قلوبهم طاهرة نقية، وفطرتهم سليمة، والذي يجلس معهم ويحاورهم، يتعلم منهم تلك البراءة وذاك النقاء.
هم لا يعرفون الكذب ولا النفاق، ولا الحسد ولا البغضاء، ولكنهم يتعلمون كل هذا من مربيهم ومن الكبار.
فالطفل تربة خصبة، ما يزرعه الآباء فيها يحصدونه ولو بعد حين، ومن هنا كانت خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل.
إن كثيراً من الانفعالات التي يتعرض لها الطفل في أولى سنين حياته تترك أثراً فيه لا يظهر بوضوح إلا في الكبر، وكل حسب شخصيته وحاجاته، فهناك فروق فردية بين طفل وآخر.
ولكن الشيء الذي لا ينبغي أن يختلف عليه اثنان، هو أن كل الأطفال يحتاجون إلى الرفق والحب والحنان، واللطف والرحمة، والملاعبة والمداعبة والأنس.
فهم في رقة الورود وعطر الرياحين، وكلهم طاقة وحيوية، ويحتاجون إلى أن يخرجوا هذه الطاقة في اللعب، وهذا حقهم، ومن الظلم حرمانهم منه، فعن طريقه تقوى حواسهم وتتفتح مداركهم.
إلا أن هناك من لا يفهم هذه الطبيعة التي عند الأطفال، فيصرخون فيهم ويقسون عليهم، ولو شاءوا لكبلوهم بالحبال حتى لا يتحركوا.
إن معاملة الطفل بهذا الأسلوب وبهذه العصبية ستنعكس على شخصيته وسلوكه، فما هو إلا انعكاس لطريقة تربيته، وهذا ما رأيته على أحد الأطفال، فقد كان عصبي المزاج، وعندما رأيت أمه كيف تعامله، وكيف أنها دائماً في حالة غضب وصراخ، عرفت سبب هذه العصبية التي عند طفلها.
فالطفل يحتاج إلى مساحة كي يتحرك فيها ويخرج طاقته، ولو أن الأم عرفت كيف توجه طاقة طفلها، لارتاحت ولأراحت طفلها، فطاقة الطفل لابد لها من أن تخرج.
فلو أنها - مثلاً - جعلته يقوم ببعض الأمور البسيطة في المنزل مما لا يلحق الأذى به، على سبيل اللعب، وكذلك على سبيل مساعدتها في بعض الأمور البسيطة التي بإمكانه أن يقوم بها بحسب عمره وإدراكه طبعاً.
أما أن تكبت حريته وطاقته فهذا ظلم في حقه، وستجد آثار معاملتها القاسية والمجحفة على سلوكه وتصرفاته.
نقطة أخرى، هي أن ليس كل أمر يحتاج أن تقف عنده الأم مع طفلها، ثم إن الطفل لا يتعلم من مرة واحدة، بل يحتاج إلى تكرار وتكرار، فالتربية تحتاج إلى صبر ونفس طويل، وشيء من العقل والحكمة، والتوفيق من الله.
يقول الأستاذ محمد قطب: " الطفل ليس صفحة بيضاء بغير خطوط هناك خطوط باهتة لم تتميز بعد، ولكنها ستتميز لا محالة، إما على صورتها الموروثة بغير تعديل إذا لم بحدث تغير معين في شأنها، وإما على صورة معدلة إذا حدث تدخل مقصود.
في تلك الصفحة البيضاء ظاهرياً، الباهتة الخطوط في الحقيقة، ترتسم الملامح الأولى للشخصية، ويتوقف الكثير على طريقة التعامل الذي يتعامل به الأبوان مع الطفل.
وكل انفعال يمر في نفس الطفل، وكل تجربة يخوضها، تجربة سرور ورضاء، أو تجربة خوف أو انزعاج أو ألم أو قلق، تحفر مكانها أو تخط خطها في تلك الصفحة، حتى يتكون فيها في النهاية خط بارز واضح نتيجة تراكم التجربة وتراكم الانفعال.
ومن هنا خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل وإن كانت كما أسلفنا لا تغلق الباب نهائياً أمام فرص التعديل في أي مرحلة من مراحل العمر القادمة " .
اللهم بصرنا بعيوبنا، واغفر لنا تقصيرنا، وعاملنا بفضلك...آمين، والحمد لله رب العالمين.
leprence30
2013-09-05, 23:17
مساكين أطفالنا الصغار
مساكين أطفالنا الصغار مساكين أطفالنا كثيراً ما نظلمهم، فالطفل لم يصل إلى مرحلة القدرة عن التعبير الدقيق والصريح عن عالمه ومشاعره وأحاسيسه، فالجسور مقطوعه بيننا وبينه، فاللغة الوحيدة التي يجيدها هي لغة البكاء للتعبير عن الرفض لموقف ما، أو الخوف والرهبة، وحتى هذه اللغة لا نستقبلها نحن ولا نجيد التعامل معها.
وحين يدور النقاش والحديث بيننا عن عالم الطفل، وما ينبغي تجاهه، وكيف نتعامل معه، كيف نعوده العادات الحسنة، وننفره من العادات السيئة، كيف ننمي شخصيته بجوانبها وأبعادها...؟ الخ هذه القائمة الطويلة من التساؤلات.
حين يدور الحديث والنقاش حول هذه القضايا ننبري نحن الآباء والأمهات للإدلاء بآرائنا وتعليقاتنا وإصدار الأحكام بالقبول والرفض والخطأ والصواب، وكل هذه الآراء والأحكام لا تعدو أن تكون انطباعات وآراء شخصية لا تصمد أمام النقاش العلمي، والخبرة والتجربة التي ندعي أننا نملكها لا تؤهل أحداً منا للتصدي لمثل هذه القضايا، فكم طفلاً تعاملنا معه ودرسنا حياته عشرة أطفال؟ عشرون؟.... مائة طفل؟ هل كل هذا العدد المحدود من الأطفال يمثل المجتمع تمثيلاً صادقاً؟ بل هذه التجارب المحدودة التي اكتسبناها من أطفالنا ليست إلا انطباعات شخصية بحتة.
لقد كنا في السابق نقوم ببناء بيوتنا بأنفسنا فالرجال يعدون اللبن، والنساء يقمن بتجهيز الجريد والقش، والأبعاد والمسافات يقيسها أحد الحاضرين بقدميه، وبعد التطور والتقدم في عالم المادة لم يعد يتردد من يريد بناء منـزله في زيارة مهندس يقوم بتحديد المواصفات الفنية بطريقة علمية، ويتلقى هذه المعلومات دون مناقشة أو جدال، ويعهد بالتنفيذ بعد ذلك لمتخصصين في كل خطوة من خطوات البناء، والصيانة الدورية التي يحتاج إليها هي الأخرى يستعين فيها بالمختصين.
فما بالنا تلقينا نتاج عصرنا العلمي في ذلك كله، أما أطفالنا فلم يشعر أحد منا بحاجته إلى أن يقرأ بعض نتاج علم النفس والتربية المعاصرة، حول طبيعة الطفل، خصائصه، دوافعه...الخ.
ومع تحفظنا على كثير مما يطرح في ميدان الدراسات الإنسانية إلا أن ذلك لا يعفينا عن الاستفادة والاستنارة وتنـزيل ما نراه على موازين الشرع فما خالفه رفضناه وما لم يخالفه استفدنا منه كما استفدنا من كثير من معطيات عصرنا وغيَّرنا من أساليب حياتنا على ضوئها. وإلى متى يصبح أطفالنا وفلذات أكبادنا ضحية آرائنا الشخصية القاصرة المحدودة، ومحطات تجارب لا نجيد حتى إدارتها.
leprence30
2013-09-05, 23:18
كي لا تخطئي مرتين
تُعتبر القدوة أسرعَ ناقل للقيم والأفكار، فالطبع يتعلم من الطبع، وكما يقال: "لسان الحال أبلغ من لسان المقال".. ورُبّ عمل واحد سبق في تأثيره ألف قول!
وإن كلّ عمل تقوم به الأم هو درسٌ لطفلها لا يُنسى..
وبالقدوة الحسنة تغدو الأم أمام طفلها لوحة مفتوحة يبصر فيها مجالي الخلق الجميل، فيتشرب أخلاقها الفاضلة قبل أن تحتاج أذنه لسماع مواعظها.
فلتحذر الأم أن يطلّع طفلها على ما يعيبها من قول أو عمل، كي لا تُخطئَ مرّتين: مرة بارتكابها هذا الخطأ، ومرة بتعليمه لطفلها.
فلن ينجيها إذن إلاّ أن تصلح نفسها، لأنّ المريض لن ينجح في تمثيل دور السليم طويلًا أمام الآخرين.
يقول الإمام الغزالي -رحمه الله-: "متى يستقيم الظلُّ والعود أعوج؟!".
ويقول يحيى بن معاذ الرازي: "لا ينصحك من خان نفسه!".
وإنّ من شأن التناقض بين أقوال الأم وأفعالها، أن يُحدث صدعًا عميقًا في أعماق طفلها، يقوده إلى التأزم النفسي، الذي سينعكس في المستقبل على سيرته في الحياة.
وللأسف فإن كثيرًا من الآباء والأمهات يأمرون أولادهم بما لا يفعلون، فحالهم كحال شرطي المرور الذي يأمر الجميع بالتقدّم، وهو مقيم مكانه.
يقول ربنا -جل وعز-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].
ومن منّا يرضى أن يمقته الله -تعالى-؟!
ونلاحظ في هذه الآية الكريمة كيف تكررت عبارة {تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} مرتين! مؤكدة استنكار هذا التصرف المقيت.
يقول المفكر علي عزّت بيغوفيتش في كتابه القيم (الإسلام بين الشرق والغرب): "تربية الناس مشقّة، وأشقُ منها تربيةُ الذّات".
فعلى الأم الصالحة، أن تكثر من ملازمة أولادها كي يتمثلوا أعمالها الطيبة، وكي تنعكس أنوار هذه الأعمال على صفحات أعمارهم.
والأم المؤمنة الحكيمة تخصّص أطول مدة ممكنة من يومها لتحاور أطفالها في همومهم، وفي اهتماماتهم، فهي تعرف كيف تصغي إليهم، وكيف تقيم الجسور بين فؤادها الكبير وبين قلوبهم الصغيرة، وهي تعرف كيف تصادقهم كي يَصدقوها.
وهذا الكلام لا يعفي الأب من مسؤوليته الكبيرة في تربية أطفاله.
ومما يؤسف له أن كثيرًا من الآباء تشغلهم طموحاتهم الشخصية -وكثيرًا ما تكون زهيدة!- عن تربية أولادهم! ويدَعون مسئولية التربية على الأم وحدها.
leprence30
2013-09-05, 23:19
أبناؤنا والشتائم
سمع الشتائم في كل مكان وفي أحوال مختلفة بين الوالدين وأبنائهما، حيث تنتشر في البيئات البعيدة عن هدي القرآن، وتربية الإسلام، وإنني أرى كما يرى مختصون ومراقبون غيري أن من الأسباب التي تقود إلى ذلك:
- غياب القدوة الحسنة: فتربية الأولاد تربية إسلامية جيدة، لن يتم إلا بأن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهما وبناتهما، وذلك بالتحلي بأخلاق القرآن والسنة، والسير على النهج النبوي القويم، قال تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } (الأحزاب:21).
فالأبوان هما أساس التربية ووجهة القدوة عند الأبناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... » (رواه البخاري)، لهذا كله وجب علينا- كآباء ومربين- أن نعطي الأولاد القدوة الصالحة في حسن الخطاب وتهذيب اللسان، وجمال اللفظ والتعبير.
- ومن حسن القدوة مثلا ألا يبتسم الوالدان إذا نطق الصغير بكلمة خارجة أو بعيدة عن الأدب، وتمرير مثل هذه الكلمة مرة يجعل الصغير يعيدها، بل وأشد منها، فيجب أن نحذره ونعاتبه، ونعلّمه أن الولد المحترم لا يقول مثل هذه الكلمات، ولا يعاقب الطفل أول مرة عقابا شديدا، لأنه كلام جديد في حياته.
فإذا تكرر هذا الكلام فعلى الوالدين أن يتريثا ويتمهلا، فالعلاج يجب أن يكون بالرفق واللين بعد أن يعاد عليه الكلام من غير الثورة العارمة التي نراها من الوالدين، فنشعره بالألفة والحنان حتى وهو مخطئ، كما علمنا نبي الرحمة- صلى الله عليه وسلم- بقوله «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم .
- رفقاء السوء : فالولد الذي يلقى للشارع ويترك لقرناء السوء، ورفقاء الفساد، من البديهي أن يتلقى منهم لغة اللعن والسباب والشتم، لذا وجب على الوالدين أن يحفظا أبنائهما، وأن يتابعا دائما من يصادقونهم ويتعاملون معهم، فالمرء على دين خليله.
- دور المعلم والمعلمة : فيجب عليهما أن يراقبا الصغار، فمن وجد منهم طفلا ينطق بكلمة سيئة أو غير حسنة قومه بطريقة لينة مهذبة، وعلّمه أن هذا لا يليق به كمسلم ولا بعائلته المحترمة، ويجب على الوالدين أن يتواصلا مع معلمي أبنائهما في المدرسة.
المعالجة الخاطئة للسلوكيات المنحرفة:
كثيرا ما نجد الأبناء يخطئون بقصد أو بغير قصد، فيبادر الوالدان بكيل الشتائم والكلمات التي تريح نفسية الوالدين، لكنها تؤرق الأبناء وتزعج مزاجهم وتشعرهم بالحقارة، والصحيح أن نقابل التصرف الخاطئ بكلمات توجيهية ودعائية لتصحيح المسار مثل «جعلك الله من الصالحين»، «بارك الله فيك» وغير ذلك من العبارات المهذبة التي تُحرج الطفل وتجعله يعيد التفكير في أفعاله، لا العناد والاستمرار عليها.
ويجب على المربين أن يلقنوا أولادهم من القرآن والسنة ما يعلمهم حسن الخلق وجزاء السب والشتم، وأن يُبيّنوا لهم ما أعد الله للمتفحشين واللاعنين من إثم كبير وعذاب أليم عسى ان يكون ذلك زاجرا لهم.
ومن الأحاديث التي تنهى عن السباب وتحذر من الشتائم:
- "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه" رواه البخاري وأحمد.
- "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
- "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم" رواه البخاري.
- "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه الترمذي.
ومن القرآن الكريم قوله تعالى {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} إبراهيم 24-25
ثم نشرح للأبناء أن الكلمة المؤذية شجرة خبيثة ينفثها الشيطان في أذن قائلها، فتؤذي من يسمعها، ولا يقدر بعد ذلك أن يعالج ما فعل، والشاعر العربي يقول:
جراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان
وجراح السنان هي جراح السهام والرماح في الحروب، قد يشفى الإنسان منها، وقد يستمع إلى كلمة تؤذيه طيلة عمره فلا يستطيع أن ينساها، أو ينسى أثرها ما بقي.
وأخيرا فإنه تجب متابعة الأولاد ومعرفة رفاقهم، والاطلاع على ما يتلقونه من مبادئ، ومتابعة ما يفعلونه، فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فليتحمل المسؤولية، وليقم بدوره كولي أمر.
leprence30
2013-09-05, 23:21
العقاب كأسلوب تربوي
قف اليوم مع موقف تربوي آخر يعبّر عن عظمة منهج المربي الأول صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر".
في هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولي الأَمَة أن يقيم عليها الحدّ الشرعي حين تأتي ما يستوجب هذا الحدّ، مبيناً صلى الله عليه وسلم ضوابط وشروط لإقامته، وليس الحديث عن الحدّ وأحكامه موضوع هذه الحلقات، إنما نتناول بعض الأبعاد التربوية في هذا الحديث والتوجيه النبوي.
ففي حال أخطأت الأَمَة واقترفت هذه الكبيرة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأمة بإقامة الحّد الشرعيّ عليها، لكنّه صلى الله عليه وسلم - وهو المربي الأول - نهى عن تثريبها ولومها بعد إقامة الحد واستيفاء العقوبة الشرعيّة.
وقد اختلف شرّاح الحديث في المقصود من هذا النهي؛ فمنهم من ذهب إلى أنه نهي عن الاكتفاء باللوم بدلاً من الحد، ومنهم من ذهب إلى أنّه نهي عن الجمع بينهما وهو الأقرب لسياق الحديث، قال النووي في شرح هذا الحديث: "التثريب: التوبيخ واللوم على الذنب".
وقال الحافظ ابن حجر:" قوله: (ولا يُثَرِّب) أي: لا يجمع عليها العقوبة بالجلد وبالتعيير وقيل: المراد لا يقتنع بالتوبيخ دون الجلد، وفي رواية سعيد عن أبي هريرة عند عبد الرزاق: ولا يعيّرها ولا يفنّدها. قال ابن بَطَّال: يؤخذ منه أن كل من أُقيم عليه الحدّ لا يعزّر بالتعنيف واللوم، وانّما يليق ذلك بمن صدر منه قبل أن يُرفع إلى الإمام للتحذير والتخويف، فإذا رُفع وأقيم عليه الحدّ كفاه. قلتُ: وقد تقدّم قريباً نهيه صلى الله عليه وسلم عن سبّ الذي أُقيم عليه حدّ الخمر، وقال: لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم".
إنّ العقوبة أسلوب تربوي له وظيفته في تقويم الفرد وإصلاحه، والحدّ عقوبة دنيوية لمن أتى ما يوجبه، وهو سبب لتطهير الجاني من الذنب والخطيئة، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدراً وهو أحد النقباء ليلة العقبة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وحوله عصابة من أصحابه - : بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمَنْ وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله؛ إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه. فبايعناه على ذلك".
وكما شرعت الحدود وهي عقوبة شرعية محددة لمن أتى ما يوجبها، فقد شرعت العقوبة لمن أتى مايوجب عقوبته مما هو دون الحد، فعن أبي بردة الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حدّ من حدود الله".
قال ابن القيم رحمه الله، حول هذا الحديث، فيما نقله ابن حجر عنه: "الصواب في الجواب أن المراد بالحدود هنا الحقوق التي هي أوامر الله ونواهيه، وهي المراد بقوله: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). (سورة البقرة، الآية: 229. وفي أخرى: (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ). (سورة الطلاق، الآية: 1). وقال: (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا). (سورة البقرة، الآية: 187). وقال: (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ). (سورة النساء، الآية: 14). قال: فلا يزاد على العشر في التأديبات التي لا تتعلق بمعصية كتأديب الأب ولده الصغير".
وحين يستحق المرء العقوبة فهذا لا يحوّله إلى شخص لا قيمة له ولا كرامة، ولا يفتح الباب للمؤدب على مصراعيه أن يفعل ما يشاء.
إننا نرى في واقعنا من يتجاوز هذا الأدب النبوي في عقوبته لأولاده وربما لطلابه، فحين تكون العقوبة البدنية خياراً يختاره المربي مقتنعا بأنها وسيلةٌ فاعلةٌ للتقويم والإصلاح فلتكن في إطارها الصحيح.
فحين يجري ضرب من يُعاقب فهو بحاجة لأن يعلم أن الضرب لم يصدر من احتقار لشخصيته، وأنه ليس تنفيساً عن غضب والده أو والدته نتيجة خطأ ارتكبه، إنّما هو اقتناع منهما بأنه وسيلة للتقويم والتهذيب.
فإن لم يعش المؤدبُ هذا الشعور فلن يؤدي التأديب وظيفته ومقصده، بل سيتحول إلى مخزون من السخط والكراهية لمن مارس التأديب في حقه، وربما قاده إلى الانتقام منه وتجاوز حدود الأدب الذي يفرضه الشرع وحق الأبوة، ومما يولد هذا الشعور لدى المؤدَّب أن يُصَحبَ التأديبُ بعبارات اللوم والتوبيخ والتقريع، وهو ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم.
إنّ كثيراً من الخطايا والمخالفات التي يُعاقب عليها الأولاد بالضرب من والديهم هي دون خطيئة هذه الأَمَة، ومع ذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالاحتفاظ بحقها، ونهى عن أن يُصحَبَ الحدُّ الشرعي المقام عليها باللوم والتقريع.
وحين يتجاوز بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه النبوي فإن المربي الأول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن ذلك مبيناً الأثر الذي يتركه هذا التجاوز على من أقيمت بحقه العقوبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال: اضربوه. قال أبو هريرة: فمنّا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله. قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان".
إنّ العقوبة حين تُصحب بما يوغر الصدر تَصرِفُ المعاقبَ عن خطئه إلى لوم من قام بعقوبته، وكلما تكررت العقوبة التي تفقد الشروط التربوية في ممارستها زادت من تراكم هذه المشاعر السلبية، وزادت من تسلط الشيطان على صاحبها.
وقد أشار الحديث إلى نوعٍ من العقوبة كثيراً ما يغفل عنه الناس؛ ألا وهو العقوبة النفسية؛ فبعضهم حين يسمع الحديث عن العقوبة تنصرف إلى ذهنه العقوبة البدنية والضرب، بينما تمثّل العقوبة النفسية التي نهي عنها في هذا الحديث جانباً ربما كان أبلغ أثراً.
إنّ من الآباء من تتكرر على لسانه عبارات اللوم والتقريع والتبويخ لأولاده بين وقت وآخر، فيسمعونها حين الحديث عن التحصيل الدراسي، وحين الحديث عن المواقف الاجتماعية، وحين الحديث عن الصحبة والأصدقاء.
إنّ هذه العبارات تصدر من رغبة صادقة في تغيير واقع الأبناء وتقويم سلوكهم، لكنها بعد ذلك تفقد قيمتها وتتحول إلى لون من ألوان صناعة الإحباط واليأس من النفس لدى الأولاد.
وحين تتجاوز العقوبة النفسية حدّها التربوي الفاعل فستسهم في رسم صورة سلبية للفرد عن نفسه حين يصدق ما يقال عنه؛ فيفقد ثقته بنفسه، ويشعر بأنه تحول إلى كائن لا يستحق الاحترام والتقدير، وهذا مما يعوقه عن النهوض وتجاوز الكبوات.
وفي جانب آخر فقد يحيل الأمر إلى والديه، فيختزن في نفسه ألواناً من الحقد والكراهية تجاههما، ويفقد في نفسه مشاعر الود والوفاء القلبي لهما فضلاً عن البر والصلة، وحين يكون في مرحلة الطفولة قد يعجز عن التنفيس عن هذه المشاعر السلبية فتجتمع لديه وتتراكم حتى إذا وصل إلى مرحلة المراهقة انفجرت كالبركان الذي يدمّر ما حوله.
وكثيراً ما سمعنا عن مظاهر من العقوق تتجاوز حدود المنطق وتذهل أولي الألباب، وحين نبحث عن تفسيرها نجد أن عدداً منها كان مصدره هذه المشاعر المتراكمة لدى العاقّ نتيجة أساليب تأديب غير تربوية.
leprence30
2013-09-05, 23:22
اجعلي حياة طفلك أسهل
تتميز حياتنا بالكثير من التعقيدات والصعوبات المتدرجة والتي أحيانا نقف عاجزين أمامها وبالكاد نتمكن من التعامل معها إن كان هذا هو حالنا فما بالكم بالطفل الذي ينظر من حوله فيجد الكثير من مصاعب الحياة والكثير من التعقيدات تقف في طريقه وبالمقابل هو في طور النمو ولا يمتلك تلك القوة وذاك الصبر على تحمل الصعوبات وعلى إيجاد أفضل الطرق للتعامل معها وهنا يأتي دور الأهل ودورهم يتمحور حول مد يد العون الخفية ويد العون الظاهرة للطفل لجعل حياته أسهل وأبسط عليه.
وأن نجعل حياة الطفل سهلة خالية من التعقيدات هذا لا يعني مطلقا أن نسارع إلى التدخل في كل صغيرة وكبيرة بل هناك تعقيدات مقبولة يجب ترك حلها للطفل لأن هذا الأمر من شأنه أن ينمي شخصيته وان يقوي تفكيره والتدخل يكون عندما يستوجب الامر وطبعا تدخلنا لا يعني أن نحل مكانه في الحل وفي إزالة التعقيدات كاملة بل نرشده ونوجهه إلى طرق الحل التي قد تكون أمامه ولكن يتبع طريقاً صعبا للحل وهناك طرق أفضل منها ولا يتبعها.
ولتبسيط حياة الطفل عدة فوائد فالصعوبات والتعقيدات من شأنها أن تعكر صفو الروح والنفس عند الطفل وإن تطورت ستعرضه لبعض المشاكل النفسية وحينما نساعده ليجعل حياته أسهل ونزيل الصعوبات من أمامه فنحن نحميه من أي نتائج نفسية محتملة عن هذه الصعوبات التي تعترضه. والحياة السهلة للطفل ستدفعه للاستمتاع أكثر بطفولته ويعيشها كما يجب ان تكون، والراحة والبساطة تفسح مجال للدماغ ليعمل بأفضل صورة له وليركز على أمور هامة ويطورها.
ولكي نبسط حياة الطفل فإننا لا يجب أبدا وضعه في ظروف أقوى منه وفيها الكثير من الصعوبات مطلقا بل يجب أن نتعامل مع الطفل على انه طفل في طور النمو، والحوار والمراقبة أمران بالغا الأهمية لمعرفة كل ما يعترض الطفل من صعاب لان هناك أطفال لا يفصحون عن مشاكلهم ووحدها المراقبة والنقاش كفيلان بأن يجعلا الأهل على علم بكافة أمور الطفل وبالتالي يمكنهم مد يد العون له وحتى ان لم يطلبها، وإن اشتكى الطفل حول مصاعبه لا يجب أن نتركه وحده أو أن نقول له أصبحت كبيراً اعتمد على نفسك وحل مشاكلك وحدك فهو إن كان قادراً على حلها لما لجأ لكم بل علينا ان نصغي له وأن نقدم له إرشاداً.
وبالتالي يجب أن نعلم أطفالنا كيف يذللون الصعاب بنفسه كما يقول المثل الصيني المعروف (لا تطعمني سمكة بل علمني كيف أصطاد) ومشاركتنا له بتذليل الصعاب يكسبه خبرة ومهارة هذا من جهة ومن جهة ثانية يجب أن نشرح للطفل أسلوب التعامل مع الصعاب بما يتناسب مع الطفل ومن ثم اختباره لنتأكد من مدى استيعابه للفكرة ومن ثم معالجة أماكن الضعف لديه في التعامل مع هذا الأسلوب إن وجدت.
ويجب التنبه إلى أن صعاب الأهل ومشاكلهم يجب أن تبقى بعيدة عن الطفل لأنه هو أيضا لديه مصاعبه ومصاعب الكبار أصعب وإن كان سيعاني من كلاهما فالضغط عليه سيرتفع كثيرا ولن يتمكن من أن يحل مشاكله الخاصة.
الطفولة هي أجمل مراحل العمر ويجب أن نجعل أولادنا يعيشون كل لحظة فيها بسعادة تامة لأنهم يستحقون هذا وقربنا منهم ومتابعتنا لأمورهم كفيلة بأن تجعل حياتهم أسهل وأجمل.
وإن تركنا أطفالنا يصارعون في الحياة وحدهم دون إرشاد نصبح كمن يلقي بطفله في فم الذئب، بل دوماً يجب أن نكون العين الساهرة عليهم تحميهم من براثين الذئب التي تختبئ في كل جوانب الحياة.
leprence30
2013-09-05, 23:24
مرحلة البناء والتشكل
أولادنا في مرحلة الصيرورة والتشكّل، ليس في بنائهم الجسميّ فقط، بل حتى في بنائهم الفكريّ والنفسيّ والعمليّ، هذه الحقيقة تستدعي الرِّفق بهم، وإلّا فإنّ إغفالها يوقعنا في الحسابات الخاطئة.
إذ إنّ تصوّرنا أنّ طفل الأمس أو الفتى الصغير أصبح شابّاً وبالتالي أصبح ناضجاً بما فيه الكفاية، وعارفاً للأمور، ومقدِّراً للعواقب، يجعلنا نشدِّد في الحساب عليهم، وربّما نؤاخذهم على الصغيرة والكبيرة، فلا نجد لهم عذراً على خطأ هو من بعض مظاهر التشكّل، ولا نسامحهم على عثرة في جزء من خبرة لم تكتمل، ومن تجربة لم تنضج بعد.
هل يعني هذا أن لا نراقب ولا نحاسب ولا نعاتب؟ طبعاً لا.. إنّما هي لفتةُ نظر أو تذكره أن نضع الأشياء في مواضعها، وأن لا نحمِّل الكاهل الفتيّ فوق ما يحتمل.
مرحلة البناء والتشكّل مرحلة إيجابيّة – على ما يترتّب فيها من أخطاء وتجاوزات – لأنّها تعني أنّ أبناءنا وبناتنا في مرحلة المرونة والقدرة على التغيير، فلا ينبغي أن يقلقنا تصرّف صبيانيّ، أو خطأ عابر، أو موقف غير لائق، فكلّ ذلك فرصة للتعليم وأخذ الدرس والعبرة والاستفادة منه كتجربة تُضاف إلى الرّصيد.
هنا نقطة جوهريّة؛ وهي أنّ فرص التعليم هي أثناء ارتكاب الخطأ أو بعده مباشرة، أي إنّك تلتقط الخطأ (لتعاقب) به أو عليه بـ(لتعلِّّم) به (وتثقِّف) على الصحيح، وهذا أيضاً لا يعني عدم جدوى الوقاية والتلقيح والتنبيه والتحذير المسبق، لكن الشاب أو الفتاة في هذه الحالة يكون كمَن يأخذ لقاحاً وهو في كامل الصحّة والعافية.
فقد لا يُقدِّر قيمة ما تعطيه له في الآن واللحظة؛ لأنّه يشعر أنّه ليس بحاجة فعليّة أو تحت حالة طوارئ، أمّا عندما يعيش التجربة ويعاني من وطأة الخطأ، فإنّ فرصة التربية هنا فرصتان، فرصة التذكير بما سبق أن تعلّمه كنظرية ولم ينتفع به من التطبيق، وفرصة تقييم التطبيق الخاطئ أو نسيان ما يفترض أن يتذكّره في الموقف ويعمل وفقاً له.
ولأنّ الحياة مدرسة مفتوحة، فإنّنا لا نجافي الحقيقة لو قلنا أنّنا كأولياء أمور نعيش في تشكّل دائم وصيرورة دائمة أيضاً، بدليل أنّنا لا نزال نخطئ على ما لدينا من تجربة ورصيد عمليّ ومعرفيّ، فما بالكَ بالناشئة من فتياننا وفتياتنا الذين هم في بواكير البناء والتشكّل؟!
leprence30
2013-09-05, 23:25
8 أخطاء تربوية
مظاهر خاطئة كثيرة يمارسها الآباء في سياق الحياة اليومية وصور تتكرر ومشاهد تتعدد في منازلنا.. القاسم المشترك بينها أنها تعرقل النمو النفسي والاجتماعي للطفل وتسبب مشكلات نفسية وسلوكية متعددة في حياته.
تؤكد الأخصائية النفسية عفاف الثبيتي أن الأسباب التربوية الخاطئة في تربية الطفل تسبب مشكلات نفسية واجتماعية لديه ، كمشكلات الانطواء و الخوف الاجتماعي والشعور بالنقص والدونية ، والعدوان والتخريب.
وتقول الثبيتي : إن الأساليب التربوية الخاطئة جناية على حقوق الطفل .. فالشعور بالمحبة والأمان والاستقرار حقوق طبيعية للطفل لا بد أن يحصل عليها في أجواء مستقرة تتسم بالاتزان والتوسط بعيدا عن الإفراط أو التفريط.
وتستعرض عفاف الثبيتي بعض الأساليب التربوية الخاطئة التي ينتهجها بعض الآباء والمربين مع فلذات أكبادهم والتي عادة ما يكون لها انعكاسات سلبية قاتمة في حياة الطفل؛ منها:
1- قتل روح الفضول في وجدان الطفل.. ووأد رغبته في التعلم وحرمانه من إشباع غريزة حب الاطلاع لديه، والرغبة في اكتشاف الجديد .. بنهره وزجره و توبيخه عند طرح الأسئلة والرغبة في المعرفة ..أو السخرية منه والاستهزاء به ومعايرته بسماته السلبية وجوانب النقص في مظهره وقدراته .. فالله عز وجل يقول " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن " فلا بد من استخدام الكلمة الطيبة مع الابن.
2- تجاهل السلوك الجيد للطفل، فمن المؤسف أن بعض الآباء والأمهات يتفننون في محو السلوكيات الإيجابية لدى الطفل عبر تجاهل سلوكياته الحميدة أو زجرهم ونهرهم لدى القيام بالسلوك الحسن..
مثال : ابنة ترغب أن تسعد والدتها فتقوم بترتيب غرفتها..وهي تتوقع أن تجد التعزيز والثناء .. لكنها تحظى بالنهر والعقاب من والدتها كأن تقول لها : " ألم أقل لك نظفي الصحون بدلا من ترتيب غرفتك؟".
3- عدم إيقاف السلوك الخاطئ الصادر من الطفل، الأمر الذي يؤدي إلى تمادي الطفل واستمراره في ممارسة السلوك الخاطئ. مثال: طفل يضرب شقيقة كفا على وجهه على مرأى من والديه في غرفة الجلوس ..فتلتفت الأم بلا مبالاة دون أن يكون لها ردة فعل تتعلق بإيقاف السلوك الخاطئ.
إن عدم الحرص على إيقاف السلوك غير المرغوب فيه في الموقف ذاته يسهم في تشجيع التصرف الخاطئ وتعزيزه وتثبيته في سلوك الطفل .
ويرتبط بذلك معاقبة الطفل على السلوك الخاطئ عبر صور انتقامية مجانبة للصواب كأن يكون الضرب على الوجه أو الرأس ..وأن يعاقب الطفل بقوة على هفوات صغيرة أو أن يتخذ المربي الضرب وسيلة للتشهير به مثل ضربه أمام أقرانه لفضحه أو معاقبته بأمور خارجة عن قدراته..أو أن يكون في العقاب ظلم للطفل أو الإفراط في استخدام أنواع معينة من العقاب البدني أو النفسي..فمن الضروري مراعاة ضوابط العقاب كما جاءت في الشريعة الإسلامية وعدم قيام الأب بعقاب الابن حال الانفعال والغضب.
4- تقديم الإيحاءات السلبية الموجهة للطفل وإطلاق الصفات والسمات السلبية على ذات الطفل، كأن تقول الأم لابنها الصغير:" أنت طفل شقي"، أو " أنت طفل غير مطيع" فهنا يتقبل الطفل تلك الصفات السلبية وتستقر في ذهنه ويبدأ في ممارستها كسلوك في حياته..وكان من الأولى بالأم إطلاق صفات إيجابية وحسنة تؤدي إلى تعزيز السلوك الصحيح في حياة الطفل كأن تقول له " أنت ولد مطيع" ، " أنت ولد مهذب وهذا يجعلني أحبك بصورة أكبر".
5- المقارنة غير العادلة بين الأبناء: إذ أن المقارنة غير العادلة بين الأبناء تشوّه صورة الابن تجاه نفسه ، إضافة إلى كونها تزرع في نفس الطفل بذور الكره والبغض إزاء من يقارن بهم .. وتمحو معالم التشجيع في حياة الابن.
6- غياب المصداقية لدى المربي.. وظهور الازدواجية في شخصيته.. كأن يأمر الوالد ابنه بالصدق لكنه لا يتمثّل هذا السلوك الإيجابي في حياته اليومية.. وقد يقوم الأب على سبيل المثال بتحذير ابنه من مخاطر التدخين في الوقت الذي يرى الابن أباه يمارس هذا السلوك ذاته ..فلا بد إذاً من توافر المصداقية في حياة الطفل.
7- عدم إشباع حاجة الطفل للحب والحنان بالشكل الصحيح، إذ أن من الأخطاء الشائعة لدى كثير من الأسر الاعتقاد أن توفير الأطعمة والهدايا والملابس هي أدلة كافية على الحب..في الوقت الذي يهملون فيه التعبير عن عاطفة الحب لأبنائهم عبر الكلمة الحانية والتفهم الصادق.. وبالتالي ينشأ الأبناء محرومين من تلك المظاهر الحيوية للحب.
من الضروري أن يفهم الآباء أن الحب عاطفة قوية يمكن التعبير عنها بصور عدة كالضم ، والتقبيل ، والثناء والحسن.. فالحب ركن أساسي من أركان تربية الطفل ..فالقبلة والاحتضان على سبيل المثال لهما دور فعال في ترجمة وتجسيد مشاعر الحب للأبناء ..ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " من لا يرحم لا يرحم " وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في الرحمة بالأطفال والحنوّ عليهم.
8- فرض الانضباط الزائد على الطفل نتيجة لعدم فهم خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها وهنا يفرض الوالدان صورا من الشدة الزائدة على الأبناء فلا يمنحانهم الفرصة للتجربة وحب الاطلاع ..فعلى سبيل المثال تحرم كثير من الأمهات أبناءهن من أدنى صور الحركة الطبيعية في حال تواجد الآخرين.
ولا بد هنا من الإشارة إلى ضرورة التفريق بين مفهومي الحزم والشدة.. فالحزم أمر محمود لكن الشدة أمر غير مرغوب فيه البتة.. و تدعو عفاف الثبيتي إلى ضرورة فهم الدوافع التي تقود الطفل إلى ممارسة السلوك الخاطئ ومعرفة أسبابها، إذ أن جهل الآباء لتلك الدوافع يقوهم إلى التعامل مع تلك السلوكيات بصورة غير مناسبة مما قد يُسقط الطفل في بؤرة الإحباطات والصراعات النفسية.
كما تدعو المربين إلى التحلي بصفات الصبر والحلم والأناة والاتزان في ردود الفعل تجاه السلوكيات المختلفة مع الاهتمام بتنمية الوازع الديني لدى الطفل.
leprence30
2013-09-05, 23:55
اترك طفلك يخطئ ليتعلم
لا تستغربوا من العنوان نعم اتركوا أطفالكم يخطئون الخطأ هو أكبر معلم لهم وقد لا يختلف اثنان على أن التجربة والخطأ كلاهما من أهم الأمور التي تدفع الإنسان وحتى الطفل للتعلم.
عندما يخطئ الطفل ومن ثم يتعلم من خطأه فهذا الأمر لن ينساه وما تعلمه سيحفر في دماغه ومستقبلا سيقيه من الوقوع في نفس الخطأ ونتيجة لهذا الأمر أن الطفل بعد أن يخطأ ويتعلم أمرا من خطأه يصبح أقوى وأكثر حرصا ووعيا في المرة القادمة.
ولكن ما هو نوع الخطأ المسموح به؟؟
أن نترك الطفل يخطأ ليتعلم من خطأه هذا لا يعني أن نشرع له كافة الأبواب ونطلق العنان له إنما معناه انه بين الحين والآخر إن شاهدتم طفلكم يهم في ارتكاب خطأ ما نتائجه ليست كبيره اكتفوا بالمراقبة له ولسلوكه إثناء ارتكاب الخطأ وبعد ارتكابه.
المراقبة أمر بالغ الأهمية ليقف الوالدين على الطبيعة السلوكية لشخصية الطفل ودراستها جيدا بشكل سريع وبديهي، والأفضل ترك الطفل برهة من الزمن لمراجعة حساباته.
بعد أن تركتم الطفل يقبل على ارتكاب الخطأ ومن ثم تم منحه فرصة التأمل بعمله حان الآن وقت التدخل من الوالدين.
كيف نقتحم لحظات التأمل عند الطفل بعد ارتكابه الخطأ ؟؟
من الخطأ أن نقبل عليه ونقتحم لحظاته بسرعة والأكثر خطأ أن نخبره أننا كنا نراقبه وتركناه يفعل ما فعله، لذا فمن المهم أن يكون التعامل معه وفق خطوات مدروسة كما يلي:
1- الخطوة الأولى هو أن نشعر الطفل أننا بقربه وان نحاول خلخلة لحظات التأمل التي يعيشها.
2- الجلوس قرب الطفل مع إعطائه شحنة عاطفية إما بقبلة أو ضمة إلى الصدر وهذا مهم لإدخال الاطمئنان إلى قلبه وانتزاع الخوف.
3- المرحلة الثالثة وهي الأهم وتكمن في الدخول في صلب العمل الذي قام به والأفضل دفع الطفل بان يخبرنا بالأمر من تلقاء نفسه وفي حال عدم إقدامه على مثل هذا التصرف البدء بحوار بسيط معه وإشعاره بالراحة وإخباره أنكم تشعرون بان أمر ما حدث معه أو انه ارتكب أمر ما ولكن لا تعرفونه ومن ثم التوجه للطفل بالقول إن أحببت أن تشاركنا في هذا الأمر لن تجد منا إلا كل تعاون وتفهم له فقط نريد أن نتشارك معك ونساعدك.
4- أغلب الأطفال بعد أن يشعروا بالاطمئنان من قبل الأهل يبدأون بالتحدث وهنا على الأهل أن يتصفوا بحسن الإصغاء للطفل وهو يسرد عليهم الخطأ الذي ارتكبه.
5- في هذه المرحلة نكون قد استمعنا للطفل واطلعنا على وجهة نظره نبدأ بطرح أفكارنا وطرق معالجتنا للأمر عليه بأسلوب ممتاز.
6- قطعا لا ينصح بان نتوجه للطفل بالقول لا يجب عليك أن تفعل كذا ويجب أن تفعل كذا فهذه أوامر والطفل ألان أخر ما يحتاجه هو سماع الأوامر بل الأفضل أن نخبر الطفل أننا استوعبنا الأمر والتوجه إليه بالقول لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا ولتجنبنا الخطأ (يعني تقديم التوجيه بأسلوب المشاركة لا الأوامر ).
7- يفضل عدم الإطالة في معالجة الأمر بل اتباع أسلوب المختصر المفيد وان ننهي كلامنا بالسؤال للطفل ماذا تعلمت من هذا الخطأ غالبا الطفل يدرك الصواب بعد ارتكابه الخطأ ولكن إن تعذر عليه هذا نعود للأسلوب القديم بالأعلى ونتوجه بالكلام إلى الطفل قائلين لو كنا مكانك لتعلمنا من هذا الخطأ أن الصواب كذا وكذا .
8- اجعلوا خاتمة حديثكم مع الطفل العبارة التالية ( لا مشكلة بان ترتكب الخطأ ولكن المشكلة تكمن في عدم الاستفادة من الخطأ والخطأ إن كان سيعلمك أمرا جديدا فلا بأس به ).
والأهم من هذا أن تخبروه أن الطفل مع تخطيه لكل مشكلة جديدة فهو سيصبح أقوى في المرة القادمة وستقل نسبة أخطائه هذا الأمر مهم لرفع معنويات الطفل ولدفعه للثقة بنفسه وازرعوا في نفس الطفل شعور أنكم بجانبه دوما لا تقودوه إنما تراقبوه للإرشاد.
وأخيراً يجب أن نعلم بأن الطفل لن يتعلم من خطأ واحد بل عليه أن يخطئ مرارا وتكرارا ليتعلم ومع كل خطأ جديد هناك تدعيم جديد لشخصيته فلا تزعجكم كثرة الأخطاء طالما ستبقون بقرب الطفل دوما.
ولكن إن وقع الطفل في الخطأ مرتين عليكم إعادة النظر في طريقة تصرفكم معه ويكون هذا بعد الاطلاع عن كثب على الركائز الأساسية التي تقف عليها شخصية الطفل إضافة إلى إعادة النظر بطريقة التربية المتبعة منكم فربما بها ثغرات أساءت للطفل وجعلت شخصيته غير مكتملة.
ولا تنسوا أمرا أن درجات الذكاء مختلفة بين طفل وآخر وهي تلعب دورا هاما في شخصية الطفل وفي القدرة على التعلم ولكن مع تكرار المحاولة تصل الفكرة لذهن الطفل.
leprence30
2013-09-06, 11:29
ارجوا ان تفيدكم المواضيع
leprence30
2015-01-21, 13:45
اتمنى ان يفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــيدكم الموضوع
leprence30
2015-01-22, 19:46
اتمنى ان يفيدكم الموضـــــــــــــــوع
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir