المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص وعبر


leprence30
2013-09-05, 18:31
نافذة الأمل

في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة، كلاهما معه مرض عضال أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة، أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلق على ظهره طوال الوقت.

كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظر إلى السقف.

تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج.

ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط، والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء، وهناك رجل يؤجَّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة، ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين.

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.

وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل.

ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة فحزن على صاحبه أشد الحزن.

وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه.

ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي وهنا كانت المفاجأة.

لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.

نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي.

فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.. كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.

leprence30
2013-09-05, 18:32
غاب عن الأنظار لفترة وانقطع عن العمل لأيام, كثر السؤال والاستفهام والاستعلام عن سفره المفاجئ وغيابه الذي كان بلا مقدمات.

ترك كل شيء خلفه وتوقف كل ما تحت يده من أعمال أو مواعيد أو مشاريع.

عاد بعد زمن ولكنه ليس صاحبنا الأول, غابت إشراقة وجهه, ولمعان عينيه, وتألق روحه, عاد بوجه شاحب, وجسد منكسر ونفس محاصرة, ليس ذلك الوجه هو من غادرنا, وليست تلك الروح روحه التي كان يسبح بها ومعها هنا وهناك.

لقيته على عجل بعد عودته, فدار بيننا حوار عن حالته, فطأطأ رأسه وقال "الحمد لله على قضائه", مشكلة في القلب تفاجأت بها ولا أعلم أأنجو منها أم لا, ولكن الأمر خطير جدًا.

انطلق بغير طلب مني في سرد تجليات وضعه, وعاتب نفسه كثيرًا أمامي حينما قال: "أجهدت نفسي كثيرًا في الأيام الخوالي, ولم أعرف أن لبدنك عليك حقًا, كنت كتومًا لا أعرف البوح ولا الفضفضة وكنت أعتقد أنَّ ذلك قوة وصلابة, وهو عكس ذلك تمامًا.

غرقت في ضغوط العمل والحياة, ونسيت حياتي وأسرتي وحقوقي الشخصية, وكنت لاهثًا لا أعرف الراحة والمتعة والاسترخاء, كان التوتر والضغوط والقلق السمة الغالبة على حياتي بكل أسف, وهو ما دمرني وأنا في عز شبابي!".

رغم أن اللقاء كان عابرًا, ولكنه حمل معاني كثيرة بالنسبة إلي, كان إحساسي أنه يودعني ويحملني رسالة للآخرين, وفعلًا بعد أسابيع تلقيت خبر وفاته وهو لم يكمل الأربعين ربيعًا.

فور تلقي الخبر, تذكرت قصة صديقي مدير المستشفى عندما أخبرني عن عدد من الحالات التي تأتيهم وهي مصابة بالجلطات وهي في عمر الزهور حيث حار الأطباء بها.

تساءلت بألم: "لماذا ينتقم الإنسان من نفسه هكذا, وهل غابت النهاية المحزنة عن مخيلته؟", فأعداد المصابين بأمراض ناتجة من ضغوط العمل وتوترات الحياة بازدياد كبير, وهم حسب بعض الدراسات في ازدياد مضطرد, ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال من مات في سنة واحدة بسبب ضغوط العمل والقلق والتوتر والمخاوف أكثر من 3 أضعاف ممن قتلوا في الحرب العالمية الثانية.

فلماذا لا نعلن حالة الطوارئ لمقاومة هذا المرض الخطير الذي جعل الناس أشبه بـ"الماكينات" التي لا تعرف طعم الراحة ولا المتعة ولا الاستجمام.. تُمني نفسها بسعادة لاحقة وتؤجل كل شيء جميل إلى موعد هلامي غير منظور.

لماذا كل هذا وهل أعمى بريق المال أو الشهرة أو المنصب أو المنافسة بعض الناس عن مفهوم التوازن في الحياة, بين الروح والعقل, العاطفة والجسد, بين العمل والأسرة, حقوق الخالق والأصدقاء والمجتمع.. بين الترفيه والإنجاز.. إنه التوازن الذي يجلب السعادة التي ينشدها الجميع.

فقيمة العمل الجاد, وهو فضيلة لا تعني الإرهاق الجسدي أو النفسي, والطموح في الحياة لا يعني ضياع الأسرة أو الصحة أو العلاقات.

leprence30
2013-09-05, 18:34
في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة متثاقلة ترقد على سريرأبيض نظيف بهي ولكنه جدا مزعج لنفسي وراحة بالي ترقد صغيرتي ذات السبع سنوات.

صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير على كتفيها الصغيرين والعيون ذات اللون العسلي الصافي وتلك البشرة النضرة بياضا تخللها خدين حمراوين وأنف ٌ كالسيف في حده والإصبع في حجمه.

دخلت عليها حزيناً أُظهِر لها الفرحة في كل ما أملك من حواس إلا العينين فلما رأت محيا أبيها صرخت صغيرتي ذات اللسان اللدغ: أبتي حبيبي.

فانكببت أقبل تلك الوجنات والعينين واليدين كالعاشق الولهان على صغيرتي فأخذت بالضحك، ضحك طفولي ينعش القلوب قائلة : أبتي متى تكف عن تقبيلي.

أبتي! قلت: صغيرتي والله وددت أن أقضي بقية عمري أقبلُ حبيبتي الصغيرة. قالت: أبتي إني أخجلُ من تقبيلك لي وخاصة إن كان أحدٌ من " الناث " حولي.

فضحكت وكم كنت أضحك من تلك اللدغة في لسانها لما تضفي عليها من طفولة وبراءة وجمال نظرت إليَّ صغيرتي قائلة: أبتي تواترت لديَّ كثير من " أثــئلة " عندما غبت عني فأحبُ أن أطرحها عليك.

تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية.

قالت: متى " الإنــثان " يكون في " ثــعادة " ؟ قلت: عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها.

قالت: وكيف يكون ذلك؟ قلت: لا يكونُ أبدا ً، فالدنيا همها أكبر من سعادتها. قالت: وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب لي؟.

ترقرقت الدموع في عيني من قولها فقلت: الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى. فقالت بكل لهفة وعفوية: أبتي! أبتي! هل يبكي الرجال يا أبتاه؟.

استغربت ُ سؤالها، وصمت مني اللسان لحظات، وكأن نفسي أوجست شيئا فقلت: صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال؟ قالت: لا شئ أبتي، ولكنه " ثــؤال " ورد في ذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا " ثـمحت " .

قلت: لكِ هذا يا صغيرتي، نعم يبكي الرجال أحياناً قالت: كبكاء النــثاء أبتاه ؟ قلت: لا، " فالنـــثاء " أقصد النساء.. ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقف خوفاً عليها، ضحكت صغيرتي على أبيها عندما أخطأ فأخذت تقول وهي تقهقه: أبتي لقد " أثــبحتَ " مثلي ، تأكلُ حروف الكلام فضحكت من قولها.

فبادرت تقول: أكمل أبتي قلت: أها، حاضر، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء فالنسوة في طبعهن الحنوُ والحنان، يثير قلبها الحاني أي موقف مؤثر وإن لم يكن هذا فيها أو في أحد تعرفه.

قالت: إذن متى يبكي الرجال؟ قلت: يا حبيبتي ، يبكي الرجال في مواقف شديدة وخاصة عندما يعجزون عن التصرف فيها أو لا تكون لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك.

قالت: متى أرى دمعة الرجل أبتاه؟ قلت: ترينها يا صغيرتي في صرخة مقهور، ونار الغيور، وعند فقد العزيز، وفي جبنٍ لبعض الرجال عندما يكون للرصاص أزيز.

قالت: أبتي، ما " تـقـثد " بالعزيز؟ قلت: عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده قالت: هل بكيتَ أمي يا أبتاه؟ .

بنيتي يتيمه فقد فقدت أمها وهي في السنة الأولى من عمرها ولم أتزوج خوفاً على بنيتي الصغيرة من الضيم والظلم لامرأة الأب وسؤال تلك الصغيرة فاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات وعيون صغيرتي ترقبُ الإجابةَ مني.

قلت: نعم يا حبيبتي، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما ، بكيتُ كثيراً حتى أحسست أني سأموت من الحزنْ.

قالت: أبتي! قلت: قولي يا أعظم ما في حياتي وأمنيتي. قالت: أبتي! أرجوك يا أبتي. قلت: ما الأمر يا غاليتي؟ قالت: أبتي، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا أبتي. صدمت ، بل صعقت وبسرعة البرق حملتها من سريرها إلى حضني صارخاً لما تقولين ذلك بنيتي؟ هل تشعرين بشئ؟ هل يؤلمك أمرٌ ما؟ .

قالت: وإبتسامة ترتسم على وجهها المزخرف بجواهر الحب والحنان والبراءة كم أحبك يا أبتي عندما تهتم فيني بجنون وأخذت الإبتسامة في الاتساع ورددت قائلة: لا تخف يا أبي ، فوالله ما فيني شيء غير حبٌ أملكه ويتملكني لك يا أبتاه.

قلت: إذن لما قلتي ما قلتي ؟ قالت * أبتي إني " أثــمعُ " ممن حولي من أعمام وأخوال " وأثــحاب " يقولون إن أبيك لذو هيبة ورجولة في شكله وفعله فأحببت أن يكون أبتي كما هو مهيبا ً كما تعود " الــناث " منه ذلك ، فلا تهتز " ثــورته " الرائعة عند " الناث.

قلت: صغيرتي، لقد والله قتلتني بكلمتك وقد خفت كثيرا. قالت: أبتي عدْني ألا تبكي يا أبتي. صمت لحظات فقالت: أبتاه يا أبتاه عدني أرجوك ، قل لي أنك لن تبكي إن فقدتني أرجوك قلها. فقلت: لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي. قالت: عدني أبتي. قلت: إن شاء الله حبيبتي. قالت: أبتاه عدْني أبتاه! قلت: أعدك يا بنيتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى. قالت: أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى إلا شيئاً أريد قوله فهل تـثمح لمن دللتها ودلعتها أن تقوله؟.

قلت: قولي ما تشائين. قالت: أبتي ، إني أرى أمي أمامي، تنادي قائلة " تعالي يا صغيرتي " أبتي، ما أجمل أمي وما أحلاها ، أبتي أمي تدعوني يا أبتي، أبتي أريد ماما أبتي أريد ماما، تلك ماما ، ماما صرختُ: لا، لا، لن أتركك تذهبين، لا يا صغيرتي، لا تتركي أبيك، لا بنيتي لا لا يا حبيبتي لا ، أرجوك ، يا رب يا الله بنيتي ، يا رب ليس لي غيرها يا رب!

قالت: أبتي وعدتني ألا تبكي أبتاه كم أحبك يا أبي، أبتاه كم أحبك يا أبي، صمتت بنيتي عن الحديث فجأة، ولكنها مبتسمة فهززتها أصرخ: صغيرتي، صغيرتي، أرجوك يا صغيرتي، يا ويلي، ماتت بنيتي، ماتت صغيرتي، ماتت حبيبتي ماتت اليتيمة ماتت اليتيمة ويتمتني، أعلم من مرضك الخبيث أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن يا صغيرتي.

فانهمرت الدموع من عيني وأنا وعيني نتسابق على انهمارها ومسحها لأني وعدت ُ صغيرتي فوقعت دمعة على خدها الأبيض الشفاف البرئ فمسحتُ الدمعة وقلتُ لبنيتي الصغيرة: سامحيني صغيرتي، لا أستطيع وقفَ دموعي.

سامحيني حبيبتي فأخذت تلك الجوهرة الثمينة الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة ولكن بلا صوت أقول في نفسي " هنا يبكي الرجال " هنا يا صغيرتي هنا يا حبيبتي يبكي الرجال العتاة القاسية قلوبهم أشباه الجبال.

هنا يبكي الرجال وداعا ً يا صغيرتي ، وداعا ً يا صغيرتي وداعا ً الى الأبد وداعا ً يا صغيرة َ أبيها وداعا ً يا مهجة حانيها وداعا ً يا ثمرة ْ لم أجنيها وداعا ً وداعا ً يا براءة الطفولة وداعا ً يا سؤالي وحلوله، وداعا ً يا نسبي وأصوله وداعا .ً

سأفتقد تلك البسمات والجدائل الصغيرة الناعمات وحروفٌ تحولت لثائات وداعا وداعاً وداعُ مودع يودع وداعا ً يامن للموت تجرع وداعا ً صرخة فيها أُسمِع وداعاً وداعا ً يا أجمل يتيمة يا إغنى وأغلى قيمة يا نظر العين وديمه وداعاً كتبتها من سنين وكنت أظنها تدمع العين ليست قصة حدثت معي بل مع صديق لي وأنا رويتها بتصرف.

leprence30
2013-09-05, 18:35
فتاة تصاب بحادث يسبب إصابتها بالشلل الرباعي؛ انعدام الحركة في جميع أجزاء الجسم ما عدى الكتف والذراعين فقط ورغم ذلك استغلت تلك الفتاة وقتها فيما يعود عليها بالنفع الأخروي.

تقول هذه الصابرة المحتسبة: كان عمري عندما أصبت بالحادث ستة عشر عاماً، والآن أرقد على هذا السرير قرابة اثنتي عشرة عاماً.

أحفظ من القرآن خمسة عشر جزءاً ولله الحمد، أقوم بإعداد المحاضرات بالتعاون مع بعض الأخوات التي يقمن بنشرها وإلقائها في بعض المساجد ومدارس التحفيظ، وأقوم بإرسال بعض الكتب والأشرطة الدينية لمن يستفيد منها.

ومن بعض ما تعاني منه تقول: أجد صعوبة في التنقل من جنب إلى جنب وأعاني من بعض القروح المزمنة بسبب ملازمة الفراش، ولا أقول ذلك للشكوى وإنما ليعتبر من أنعم الله عليه بالصحة والعافية ليستغل هذه الصحة في طاعة الله جلا وعلا.

وتقول أيضاً: لا أستطيع الصيام لما أجد من متاعب في المسالك البولية.

أما عن كيفية أدائها للصلاة تقول: أصلى وأنا مستلقية على السرير وطبعاً أتيمم؛ لأني لا أستطيع الوضوء.

وتختم حديثها بكلمات مؤثرة توقظ الغافل والغافلة: يحضرني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك ".

وهذه الصحة غالية لا يعرفها إلا من عانى فقدها ، فأنصح إخواني وأخواتي باستغلال هذه الجوارح في طاعة الله والذهاب إلى مجالس الذكر وألا يعصوا الله بنعم الله , بل عليهم استغلالها قبل فوات الأوان فالدنيا ساعة فاجعلها طاعة.

فلا يدري الإنسان متى يفاجأ بالأجل، يقول الله تعالى: ((وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ))[لقمان:34] .

فأنا كنت في حالة من الصحة والعافية وفي بضع دقائق تحولت إلى كتلة لحم جامدة.. فهل من معتبر؟.

ومضة: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يقول رسول صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبوناً فيهما كثيراً من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخاري.

فهل نتذكر نعمة الصحة والعافية التي نرفل فيها؟ هل تذكرنا نعمة الحركة والمشي على الأقدام والذهاب والقيام بشؤوننا الخاصة .

هل تذكرنا نعماً أعطانا الله إياها ونحن نعصيه بها , واعجباً أين شكر هذه النعم ! قال ابن الجوزي رحمه الله : " النعم إذا شغلتك عن المنعم كانت من المصائب ".

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وجميع جوارحنا، وأن يجعلها معينة لنا على طاعته وأن يشفي مرضى المسلمين إنه على كل شيء قدير .

المصدر: " كتاب تجارب دعوية ناجحة " بتصرف .

leprence30
2013-09-05, 18:36
في غرفة ذات ثلاثة أسرة بيضاء كان يرقد على السرير الأوسط رجل في غيبوبة تامة لا يعي ما حوله من أجهزة مراقبة التنفس والنبض وأنابيب المحاليل الطبية.

وفي كل يوم منذ أكثر من عام ودون انقطاع كانت تزور ذلك الرجل امرأة ومعها صبي في الرابعة عشرة من عمره ينظران إليه بحنان وشفقة ويغيران ملابسه ويتفقدان أحواله ويسألان الجهاز الطبي عنه ولا جديد في الأمر الحالة كما هي غيبوبة تامة وأمل مفقود من شفائه..

وقبل أن تذهب المرأة والصبي يرفعان أكف الضراعة إلى الله أن يشفيه ثم يغادران المستشفى ويعودان مرة أخرى للزيارة الثانية في نفس اليوم.

المرضى وهيئة التمريض والأطباء في استغراب تام من زيارة المرأة والصبي رغم أنه لا جديد في حياة المريض فما هذا الإصرار العجيب علي تكرار الزيارة مرتين في اليوم.

رغم أنه لا يعي أي شئ حوله وفي غيبوبة تامة.. كلموها بعدم جدوى زيارتها له ودعوها للزيارة مرة في الأسبوع وكانت المرأة لا ترد إلا بكلمة الله المستعان.

وذات يوم وقبل موعد الزيارة بوقت قصيرة تحرك الرجل في سريره وتقلب من جنب إلى جنب آخر ثم فتح عينيه وأبعد جهاز الأوكسجين واعتدل في جلسته ثم نادى الممرضة وسط ذهول الحضور وطلب منها إبعاد الأجهزة المساعدة.

فرفضت واستدعت الطبيب الذي كان أيضاَ في حالة ذهول فأجرى فحوصات سريعة له فوجد الرجل في منتهى الصحة والعافية وطلب إبعاد الأجهزة وتنظيف مكانها في جسده.

وكان موعد الزيارة قد بدأ.. ودخلت المرأة والصبي وما أن رأياه حتى اختلطت الدموع بالابتسامات والبكاء بالدعاء والحمد بالثناء لله الذي أتم نعمة العافية على زوجها.

وهنا قال الطبيب للمرأة: هل توقعت أن تجديه يوماً ما بهذه الحالة ؟ فقالت: نعم والله كنت أتوقع أن أدخل عليه يوماً وأجده جالساً بانتظارنا.

فقال لها: إن هناك شيئاً ما حصل ليس للمستشفى أو الأطباء دور فيه.. فبالله عليك أخبريني لماذا تأتين يومياً مرتين وماذا تفعلين ؟.

قالت: بما أنك سألتني بالله فأقول لك كنت أزور زوجي الزيارة الأولى للاطمئنان عليه والدعاء له.. ثم أذهب أنا وابني للفقراء والمساكين في الأحياء الشعبية ونقدم لهم الصدقات بنية التقرب إلى الله لشفائه.

فلم يخيب الله رجائها ودعائها.. فخرجت في آخر زيارة وزوجها معها إلى البيت الذي طال انتظاره لعودة صاحبه إليه لتعود البسمة والنور والفرحة له ولأفراد أسرته..

من فوائد القصة:

- كمال التوكل علي الله مع الأخذ بالأسباب.

- الثقة وحسن الظن بالله جلا وعلا.

- من أعظم أسباب التداوي بذل الصدقة بنية الشفاء.

- الأطباء والدواء وغيرها من الأسباب وإن عظمت تبقي أسباباً للشفاء فيجب التوجه والتعلق الكامل بالشافي سبحانه.

leprence30
2013-09-05, 18:37
قال والدي الدكتور إبراهيم الفارس حفظه الله : ثمة أمر دعاني لاستصحاب الشيخ عبد الرحمن البراك لزيارة سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لمراجعته فيه.

أركبت الشيخ بجانبي في السيارة في الطريق لم يكد يعطني فرصة لمراجعته في بعض المسائل من شدة انهماكه في الذكر والقراءة.

إن سألته أجاب ثم رجع لذكره وقراءته سريعاً وكأنما خرج من بيته الذي يأوي إليه لأمر ثم عاد إليه.

توسطت مع الشيخ في أحد أشهر شوارع الرياض، وكعادة الرياض كان الشارع مزدحماً - اللبيب لا تقلقه الزحمات، إنما ينظر إليها كبوابة فراغ أجبر على الولوج فيها فأكرمها باستغلالها - طالت الزحمة حتى نادى المنادي للصلاة.

عمت في بحيرة من القلق فمخارج الطريق مغلقة والطريق يكاد يقف، وإنما أقلقني خشية فوات الصلاة في الجماعة على الشيخ مع أن عذرنا قائم ولم نلبس ثوب مفرط أقيمت الصلاة وأنا لا أزال أتوسط المعمعة.

صدحت المآذن بآيات الذكر الكريم لتشعر كل سامع بالأمان فيالله ما أجمل القرآن، وما أجمل المدينة وقت الصلاة في حي منائره كثيرة كعادة الكربات، صبر قليل وتفرج، دقائق وانفض الزحام فطرت لأقرب المخارج كسجين فك السجان قيده توجهت إلى أقرب مسجد.

نبهت الشيخ والشيخ كفيف البصر ثاقب البصيرة فنزل ويدي بيده " بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك " .

لم يقطع علينا ذكر دخول المسجد سوى الإمام " السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله " . الحمد لله على ما قضى تأخرت أبتغي مكاناً مناسباً لإقامة جماعة ثانية.

والتفت إلى الشيخ لأرى ما لا يمكن أن أنساه؛ رأيت عينيه الكفيفتين وقد اغرورقتا بالدموع وهو يردد إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون! فاتتنا صلاة الجماعة.

leprence30
2013-09-05, 18:38
* الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
لقد كان سماحة الإمام ابن باز أنموذج فريداً في حرصه على نفع الأمة وقضاء حوائجهم والإجابة على إشكالاتهم ومسائلهم.

ففي إحدى الليالي المباركة يوم الجمعة وبينما كنا نستعد للتسجيل مع الشيخ داخل مكتبته إذا بباب المكتبة يقرع، وإذا بأحد المشايخ يدخل وهو فضيلة الشيخ محمد الموسى.. يهمس في أذن الشيخ قائلاً: إن هناك امرأة كبيرة في السن، جاءت من مكان بعيد في شمال المملكة، وتريد أن تسأل سماحتكم عن موضوع رضاع؛ لأنها ستسافر في هذه الليلة، فاستأذن سماحة الشيخ رحمه الله قائلاً: أرجو أن تأذنوا لنا دقائق.

ثم قام سماحة الشيخ وقضى حاجتهم، ثم رجع إلينا قائلاً: هذه امرأة جاءت من مكان بعيد فأفتيناها وأجبناها على أسئلتها.

رحمك الله يا عَلم الأمة على هذا التواضع الجم والخلق الرفيع.. إن هذه الأعمال تذكرنا بمواقف السلف الصالح.

وفي موعد آخر مع سماحته أصر ابني خالد على الذهاب معي للتسجيل وهو في الصف الثالث الابتدائي، وأثناء سلامنا على الشيخ وتقبيل رأسه قلت: هذا ابني خالد يريد السلام عليك، فسلم خالد على الشيخ وقبل رأسه. وسأله الشيخ: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأجابه خالد على الأسئلة، فدعا له الشيخ بالتوفيق والهداية.
وهذه دروس في التعامل مع الصغار ومؤانستهم.

* الشيخ صالح بن غصون رحمه الله:
في أيام حرب الخليج وفي ذروتها كنا نسجل البرنامج مع فضيلته ليلاً، وكان لسانه قبل التسجيل وبعده لا يفتر عن ذكر الله، والدعاء لهذه البلاد المباركة بالنصر والتمكين والعزة والرفعة، وأن يحفظها الله من كيد الأشرار والأعداء، وقد سمعته يلح بالدعاء كثيراً بأن يحفظ الله هذه البلاد.. قبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم ومنطلق رسالة التوحيد.

لا أذكر أن الشيخ رحمه الله اعتذر يوماً عن التسجيل، أو سوف، أو تراخى على مدى 14 سنة، إنما هي همة الرجال ( دعوة وعمل ) في بذل الخير ونفع المسلمين، رجال عاهدوا الله على المضي في الطريق الصعب، فاشتروا الآخرة وعملوا لها.

كان الشيخ رحمه الله محباً لإذاعة القرآن الكريم، فكان قبل كل تسجيل يسأل عن الجديد في إذاعة القرآن الكريم، وعن برامجها ومواعيدها، وكان فضيلته رحمه الله يخصص لي أسبوعين كاملين عدا يوم الجمعة في بعض الأحيان؛ لأنه يجتمع بأولاده وأسرته، فكان يسجل حلقات الدورة الإذاعية كاملة (24) حلقة دون كلل أو ملل.

وقد تعلمت من الشيخ رحمه الله كيف يكون المسلم حريصاً على الدعوة إلى الله وعلى أهمية الوقت في حياة المسلم واحترام المواعيد والدقة فيها.

* الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
كان سماحته رحمه الله مضرب في ضبط الوقت والاعتناء به، فقد كان صادق الوعد، حافظ العهد، دقيق الموعد.

وقد كانت حياته جداً وجهاداً، وعلماً وتعليماً، ودعوة وإفتاء، وفقهاً وتأليفاً، وما هذا العلم المبثوث في الأشرطة والإذاعات والكتب والرسائل إلا ثمرة استغلال الوقت والدقة في الانتفاع به، فرحم الله الشيخ كم كان حريصاً على نفع الأمة بوقته.

كنت أقرع الباب الساعة التاسعة تماماً فيفتح سماحته الباب فأسلم عليه ويرد بأحسن منه، وأقبل رأسه، ويأذن لي بالدخول، ثم يخرج ساعة من جيبه وينظر إليها ويقول: على الموعد يا أبا خالد.. جزاك الله خيراً.

كان حريصاً على هذا البرنامج وحلقاته وعدم انقطاعه، فكان لا يتوانى في نشر الخير وتبليغ العلم والدعوة إلى الله.

واستمر سماحته رحمه الله مواصلاً لتسجيلاته الإذاعية في منزله القديم.. في مجلس كبير جداً فرش بقطع من الزل المتواضع، حيث كان سماحته رحمه الله إماماً في الزهد والتواضع، فكان يجلس في ركن من أركان المجلس ويقرب هذا الركن موقد نار توضع حوله أواني الشاي والقهوة فأجلس قريباً منه.

ومن المواقف مع سماحته رحمه الله أنه كان حريصاً على تطبيق السنة ناصراً لها ذاباً عنها، محارباً للبدعة محذراً منها، فكان من تطبيقه للسنة: البشاشة والمصافحة والتبسم لمن قابله، آخذاً بالحديث: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) فكان حريصاً على إدخال السرور على المسلمين.

وكنا إذا تناولنا طعام الغداء بعد التسجيل فكان الشيخ رحمه الله يلعق الصفحة آخذاً بالحديث الوارد ويشرب الماء ثلاثاً.

المصدر: مواقف وذكريات مع كبار العلماء.

leprence30
2013-09-05, 18:39
امرأة طالما تَعبت في تربية ولدها, سهرت معه الليالي والأيام حتى تعوِّضه عن أباه الذي فقده وهو صغير، وهي الآن تنتظره أنْ يعود من الجامعة؛ لأن هذا اليوم هو يوم تخرج سامي من الجامعة.

وما هيَ إلاَّ لحظات فإذا بها تسمع صوت سامي يقطع عليها الذكريات.. أمي! لقد نجحت بتقدير امتياز.

فلم تتمالك الأم نفسها فأخذتْ تبكي فقال لها سامي: لا تبكي يا أمي, سأعوضك إن شاء الله عن كل تعب ومشقة عانيتها.

فقال لأمه أنه يريد الزواج فعرضت أمه عليه ابنة جارهم، فهي فتاة مستقيمة وذات خُلُقْ ودين جمال، فقال سامي : أنا لا أريدها إنها فتاة لا تناسب مستواي، وعقليتها ليست عقلية عصرية متفتحة.

أنا أريد الزواج من شقيقة صديقي سمير، فهي فتاة جامعية عصرية مثقفة مُتحررة مُنفتحة غير مُنغلقة أو مُتحجرة.

فلقد تعرف عليها سامي عندما اتصل ذات يوم بصديقه سمير فأجابت هيَ على الهاتف فَسَحَرَهُ صوتها وأعجبه كلامها المتحضر فَهامَ فؤاده بها .

لم تنجح محاولات الأم في إقناعه بابنة جارهم، فوافقت الأم على الزواج وهيَ مكرهة.

تزوج سامي ومرَّت الأيام وأم سامي غير راضية عن تصرفات زوجة ابنها، فهيَ لا هَمَّ لها إلاَّ المكالمات والخروج بمفردها أو مع صديقاتها.

وكان أكثر ما يُغضب أم سامي هي الملابس التي كانت تلبسها زوجة ابنها، فتحدَّثت الأم إلى ابنها عن هذه الملابس التي تلبسها زوجته فردَّ عليها بكل برود: يا أماه.. إنَّ لكل عصرٍ طريقته الخاصة في الملابس والأزياء.

فكَتَمَتْ الأم غيضها ولاذتْ بالصمتْ.

ومع مرور الأيام ازدادت الحالة سوءًا فتحدَّثت الأم إلى ابنها فقال لها: يا أمي أرجوك لا تتدخلي في حياة زوجتي الخاصة، فلزِمتْ الأم الصمت والألم يعتصر قلبها .

مرَّتْ الأيام وبدأت الزوجة بالتذمُّر من أم سامي وتتهمها بالإهمال وعدم مراعاة مشاعرها وأنها امرأة مُتطفِّلة.

والمشكلة أن سامي كان يُصدِّقها في هذه الاتهامات الباطلة ، ومع مرور الأيام ازدادت المشاكل في البيت وكانت أم سامي صابرة مُحتسبة.

وبعد أيام وصل بسامي أن رفع صوته على أمه ولومها ولكن الأم كانت صابرة محتسبة حرصاً على سعادة ابنها وزوجته وحفاظاً على بيته من الانهيار.

ازداد حُب سامي لزوجته بعد أن وضعت طفلها الأول وقالت له: عليك أن تختارني أو تختار أمَّك فالبيت لا يتسع إلاَّ لواحدة مِنَّا.

لم يكن الاختيار صعباً على سامي فلقد اختار زوجته للبقاء في المنزل وأن تخرج أمه منه.

كان التخلص من أم سامي يوم الخميس بعد انتهت من صلاة الفجر أتاها سامي وهي على سجادتها فقبَّل رأسها على غير عادته.

فقال لها : نُريدك يا أمي أن تخرجي معنا اليوم للنزهة على البحر ، فلم توافق أمه إلاَّ بعد محاولات من سامي.

خرجوا للنزهة ثم تناولوا الغداء بعد ذلك قال سامي لأمه: سنذهب أنا وزوجتي للسلام على صديقي في الخيمة المجاورة.

وأعطاها ورقةً وقال لها : هذا رقم جوالي اتصلي علينا إذا تأخرنا عليك من الكابينة القريبة.

استسلمت الأم للنوم ولم تستيقظ إلاَّ بعد العصر، وسامي وزوجته لم يعودا حتى الآن فهي قلقة عليهم، بحثت عنهما فلم تجدهما فأخذت تبكي على فلذة كبدها.

وبينما هي كذلك تذكَّرت الورقة التي أعطاها سامي، أخذت تسأل عن كابينة قريبة فقيل لها: إن أقرب كابينة على بُعد كيلو ونصف.

فما كان منها إلاَّ ذهبت تـجُـرُّ خُطاها إلى الطريق الرئيسي لعلها تجد ابنها.

وبعد فترة طويلة بعد أن أصابها الخوف والجوع والتعب مرَّتْ بها سيارة يقودها أحد الأخيار، فرآها تبكي فوقف ونزل من سيارته وسألها عن حالها وما هيَ قصتها.

فأخبرته بالقصة ثم أخذ منها الورقة ويا ليته لم يأخذها فوجد مكتوباً فيها :

( يُرجى مِمَّن يعثر على هذه العجوز التائهة أن يُسلِّمها لأقرب دار للعجزة والمسنين ) ..

لم تُفلح محاولات ذلك الشاب في أن تبقى أم سامي عنده هو وزوجته في البيت ، فقام بإيصالها إلى دار العجزة والمسنين .

بدأت أم سامي حياتها الجديدة في دار العجزة وهي تقول لنفسها :

هل يُعقل أن هذا سامي؟ هل هذا جزاء الإحسان؟

كانت أم سامي شاردة الذهن فقالت لها المشرفة: لقد اتصل بنا سامي وأعطانا رقم هاتفه لنتصل عليه متى احتجنا إليه.

حاولت المشرفة وأم سامي الاتصال على سامي ولكن لم تُفلح جميع المحاولات.

وفي يوم من الأيام كانت حالة أم سامي خطيرة فاتصلت المشرفة على ابنها فقالت له: إنَّ حالة أمك خطيرة ولابدَّ عليك أن تزورها وتطمئنَّ عليها.

فما كان من الابن إلاَّ أن قال : أنا مُتأسِّف, اليوم سفري مع عائلتي لقضاء إجازة العيد في باريس وعندما أعود سآتي لزيارتها.

ازدادت حالة أم سامي سوءاً وكانت في غيبوبتها فكانت المشرفة تسمعها تقول:

" اللهم انتقم منه ومن زوجته ، اللهم انتقم منه ومن زوجته " .

ومع حلول المساء تحسنت حالة الأم فقالت للمشرفة: أنا أشعر بقرب موتي، إذا جاء ولدي لاستلام جثتي قولي له هذه الرسالة: أمك تقول لك لا سامحك الله، لا سامحك الله في الدنيا ولا في الآخرة.

فازدادت حالتها سوءاً فإذا بها سكرات الموت ثم فاضت روحها بعد أن نطقت الشهادتين.

اتصلت المشرفة على سامي فإذا برجل آخر غير سامي يرد على المشرفة فقالت المشرفة: أين سامي أنا مشرفة دار المسنين أُريده في أمرٍ هام جداً.

فقال الرجل: سامي ذهب ولن يعود.

فقالت المشرفة: إنَّ أمه قد توفيت ولابد أن يأتي لاستلام جثتها، فانفجر الرجل باكياً وقال: أنا شقيق زوجة سامي.

لقد كان سامي وزوجته متجهين إلى المطار ليلحقوا بالطائرة وكان سامي يقود بسرعة فانفجر أحد الإطارات ومع السرعة الزائدة تقلَّبت السيارة عدة مرات وفي غمضة عين تحوِّل سامي وزوجته وطفلها إلى أشلاء ممزَّقة وقِطَعْ متناثرة ، لقد كان مشهدًا فظيعاً.

لقد استجاب الله لدعوة هذه الأم المكلومة الضعيفة.. فهل من مُعتبر من قصة هذا الابن العاق بأمه؟!.

المصدر: شريط/ شكوى أم. للشيخ: علي آل ياسين .

leprence30
2013-09-05, 18:40
خرجت والدتي مع أختي بالليل وكانت الساعة الثانية عشر ليلاً لتوصل أختي إلى منزلها، خرجت أختي وتركت الباب مفتوحاً.

ومن عادتي أبقى أنا بقرب والدي لأنه لا يستطيع المشي، أوكلني الرحمن عزو جل لخدمته.

كان والدي بغرفته وأنا بالصالة فسمعت صوتاً كأن أحداً يمشي بالخارج.

قلت لصديقتي وهي على الهاتف: أسمع صوت مشي أقدام.. أبي لا يمشي.

أنزلت سماعة الهاتف وفتحت الباب وإذ برجل " هندي الجنسية " أمامي ويبتسم وكأنه وجد غنيمة فصرخت من أنت..

سمع والدي صوتي وأنا أردد " من أنت " .

خرج والدي من الغرفة يمشي على رجله ويرعد بصوته قائلاً: من هنا؟.

سمع الرجل صوت والدي وإذ به يفر هارباً فركضت مسرعة واحتضنت والدي الذي سقط في أحضاني وهو يرتعش وأخذ يبكي بصوت عال.

بكيت على والدي وأنا أردد مشيت يا أبي، بكيت فرحاً لأنه مشى ونسيت أن رجلاً كاد أن يعتدي عليّ.. كيف مشى على قدمه حفاظاً على عرض ابنته .

سقوط والدي بين أحضاني وفرحتي بأن قدماه خطت ذكرني عندما يخطوا الطفل خطوات تفرح الأم فتنسى كل أحزانها وتحتضن طفلها وهي تبكي بكاء الفرح وهو يبكي لأنه خائف.

سبحان الله! لو أخذنا واعتبرنا أن كل محنة منحة من الله، فلنتأمل في أقدار الله العظيمة فهي خير ..

leprence30
2013-09-05, 18:41
يقول ح. ح. م: مات والدي وأنا صغير فأشرفتْ أمي على رعايتي عَمِلَتْ خادمة في البيوت حتى تستطيع أن تصرف علي، فقد كنت وحيدها.

أدخلتني المدرسة وتعلمتُ حتى أنهيت الدراسة الجامعية، كنت بارّاً بها وجاءت بعثتي إلى الخارج فودّعتني أمي والدموع تملأ عينيها وهي تقول لي: انتبه يا ولدي على نفسك ولا تقطعني من أخبارك، أرسل لي رسائل حتى أطمئن على صحتك.

أكملتُ تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصاً آخر قد أثّرتْ فيه الحضارة الغربية رأيتُ في الدين تخلفاً ورجعية، وأصبحتُ لا أؤمن إلا بالحياة المادية -والعياذ بالله-.

وتحصلتُ على وظيفة عالية وبدأت أبحث عن الزوجة حتى حصلت عليها، وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة ولكني أبيتُ إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأني كنتُ أحلم بالحياة " الأرستقراطية " - كما يقولون -.

وخلال ستة أشهر من زواجي كانتْ زوجتي تكيد لأمي حتى كرهتُ والدتي.

وفي يوم من الأيام دخلت البيت وإذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت لي: شوف يا أنا يا أمك في هذا البيت، لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك.

جنّ جنوني وطردتُّ أمي من البيت في لحظة غضب فَخَرجَتْ وهي تبكي وتقول: أسعدك الله يا ولدي.

وبعد ذلك بساعات خَرجتُ أبحث عنها ولكن بلا فائدة رجعتُ إلى البيت واستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية الفاضلة.

انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أُصِبْتُ خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى وعَلِمتْ أمي بالخبر فجاءت تزورني، وكانت زوجتي عندي وقبل أن تدخل علي طردتْها زوجتي وقالت لها: ابنك ليس هنا ماذا تريدين منا اذهبي عنا رجعت أمي من حيث أتت.

وخرجتُ من المستشفى بعد وقت طويل انتكستْ فيه حالتي النفسية وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت علي الديون، وكل ذلك بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة.

وفي آخر المطاف ردت زوجتي الجميل وقالت: مادمتَ قد فقدت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكان في المجتمع فإني أعلنها لك صريحة: أنا لا أريدك، طلقني.

كان هذا الخبر بمثابة صاعقة وقعتْ على رأسي وطلقتها بالفعل فاستيقظتُ من السُّباتِ الذي كنت فيه.

خرجتُ أهيم على وجهي أبحث عن أمي وفي النهاية وجدتها ولكن أين وجدتها؟! كانت تقبع في أحد الأربطة تأكل من صدقات المحسنين.

دخلت عليها وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة وما إن رأيتها حتى ألقيتُ بنفسي عند رجليها وبكيتُ بكاءً مرّاً فما كان منها إلا أن شاركتني البكاء.

بقينا على هذه الحالة حولي ساعة كاملة، بعدها أخذتُّها إلى البيت وآليت على نفسي أن أكون طائعاً لها وقبل ذلك أكون متبعاً لأوامر الله ومجتنباً لنواهيه.

وها أنا الآن أعيش أحلى أيامي وأجملها مع حبيبة العمر: أمي -حفظها الله- وأسأل الله أن يُديم علينا الستّر والعافية.

leprence30
2013-09-05, 18:42
فـي ليلة كان عنوانها الفرح كان العريس يجلس بجانب العروسة وينظر إليها بابتسامة حب وحلم طال انتظاره، وهذه الليلة تحقق هذا الحلم وأخيراً التقى بمن كان قلبه معلق بها.

تلك النظرات الخجولة والابتسامات الصادقة والفرح على وجه ذلك العريس والعاشق.

ومما زاد من أفراح الحاضرات فـي القصر أم العريس والتى تنظر إلى ابنها وتغمرها الفرحة، وتوزع الابتسامات للنساء وترقص فرحة لفرح ولدها .

العروسة كانت لها نظرة أخرى فـي أم العريس لم تكن تعجبها تلك التصرفات فهمست فـي أذن زوجها وقالت: نزل أمك.. أحرجتنا.

أخذ العريس فـي نفسه تلك الكلمة وهو يفكر ماذا أفعل بأمي لأرضي عروستي .

فوقف أمام الجميع وأخذ جهاز مكبر الصوت وبالحرف الواحد قال: من يشتري أمي؟!. فذهل الحاضرون من تصرفه، ورددها ثلاث مرات، ثم رمى "بشته" وقال: "أنا أشتري أمي" والتفت إلى عروسه معلناً طلاقه منها.

وبعد تداول القصة في منطقته جاءه رجل وقال له: لن أجد رجلاً أفضل منك لابنتي، وزوجه ابنته دون أي تكاليف مالية.

leprence30
2013-09-05, 18:44
جلس الأصدقاء كعادتهم بأحد المجالس ورن التلفون النقال على أحدهم.. رد على عجل وتغيرت ملامح وجهه وارتفع صوته بألفاظ غليظة وقال في النهاية " أف أف خلاص فكيني شنو هالإزعاج، ومرة ثانية لا تدقين هالوقت ".

استغرب الجميع سألوه من باب الاطمئنان من هذه؟ فقال الجواب الصاعقة " هذه عجوزي " بمعني أمي أزعجتني وتسأل عني وكأني ولد صغير، ثم أكمل اللعب والدردشة.

فيفاجأ بخروج أحدهم من الديوانية للخارج، وبدت عليه ملامح الحزن وكأن الدموع اغرورقت بها عيناه فتبعه ذلك " العاق " وسأله ما بك؟ فقال له ليت أمي حية لتزعجني فكم أنا بشوق لها وهي الآن في قبرها ولم أر في حياتي صدراً أحن علي من قلب أمي، وكانت عباراته عبرة لذلك العاق.

كم من الأشخاص يتمنى لو أن أمه على قيد الحياة فهو لم يعرف قدرها إلا بعد فقدها، والجنة عند قدميها، فلم التفريط والعقوق للأمهات؟.

وكم من أشخاص سيحل عليهم رمضان وأمهاتهم قد غضبن عليهم، فما الفائدة من الصيام والعقوق يعتبر محبطاً للأعمال؟.

اللهم احفظ والدينا واختم لهم بخير واجعلنا من البارين فيهم أحياء وأمواتاً يا رب العالمين.

leprence30
2013-09-05, 18:45
نجح وائل في اختبار الشهادة الثانوية، وكانت فرحة أبويه أكبر من فرحته، كيف لا وهو ابنهما ووحيدهما وأملهما في هذه الحياة، وكانت أمنية وائل دراسة الطب البشري في باريس، ووافق الوالد على اقتراح ولده وعمل على تحقيق أمنيته خاصة وإنه وحيده.

وسافر وائل إلى جامعة (السوربون) في باريس ليدرس الطب وكان أبوه تاجرا فكان يرسل لولده المال الذي يحتاجه فاستأجر الولد شقة صغيرة قرب الجامعة من عائلة فرنسية. ونشأت صداقة بين وائل وابنة هذه العائلة وكانت جميلة فاتنة، وتوثقت العلاقة بين وائل وهذه الفتاة على مر الأيام وصارا زميلين كل منهما يحب الآخر.

واعتادت الفتاة أن تدخل شقة وائل في أي وقت تشاء، وكان الشيطان ثالثهما، فزين لهما الغي والعصيان فهام كل منهما بالآخر، وأخذ وائل يغدق على فتاته من عطاياه وهداياه، وكان والده يواصل الليل بالنهار كي يوفر لولده المال الذي يحتاجه، وهذا الولد يلهو ويلعب.

واشتغل فكر وائل بصاحبته فأثر ذلك على دراسته فتخلف فيها، ومرت العوام والأب لم يتخلف في إرسال ما يحتاجه ولده من مال، وكانت الأم تحثه وتذكّره كي لا ينسى، فهذا ولدهما الوحيد وهما في غفلة لا يدريان ما يفعل هذا الولد.

وفي أحد الأيام جاءت الفتاة تبكي وتنتحب فشق ذلك على قلب وائل فأخذ يهدئ من روعها ويربت على كتفيها فلما هدأت سألها عن سبب بكائها فقالت له:- إن والدي طردني من المنزل حيث إني بلغت السن التي يجب فيها أن أعتمد على نفسي وأن أصرف على نفسي فهو غير ملزم بالإنفاق عليّ.

وهنا لم يتردد وائل أن عرض عليها الزواج الشرعي فلبّت دون أن تتريث لحظة واحدة خوفا من ضياع الفرصة، وتزوجا وأصبح وائل مكلفا بالإنفاق على زوجته وبيته، وطلب من أبيه مضاعفة المبلغ وبين لأهله أنه بحاجة إلى نقود كثيرة حيث إن الأسعار مرتفعة جدا، ولم يتوان الأب عن إرسال المال لابنه، والأم تحثه أن لا يبخل على ابنهما حتى صرف الأب آخر مبلغ لديه ونفد ماله.

واحتار من أين يأتي بالمال اللازم لابنه، وسارعت الأم إلى بيع ما لديها من حلي من أجل ولدهما ومن أجل مستقبله، ووائل مستمر في المطالبة بمزيد من المال ولم يكن يفكر بوالديه وما يعانيانه من أجل توفير المال له، المهم عنده أن يصله المال لينفق بسخاء على المحبوبة الغالية!!

وساءت حالة الولد الاقتصادية وتدهورت موارده المالية، وطالت مدة دراسة وائل، والوالدان ينتظران تخرجه بفارغ الصبر كي يعوضهما عن كل ما عانياه من تعب وكد ويوفر لهما العيش الرغيد، وكانت الأم تصبّر زوجها وتمنيه بالأيام السعيدة القادمة عندما يأتي وائل!! ليرد لهما الجميل وأكثر، والولد يطلب منهما المزيد من المال.

فلم يجد الوالدان سبيلا لتوفير المال اللازم سوى بيع الدار، ويتركان دارهما ويسكنان في دار صغيرة بالأجرة ويرسلان المال لولدهما فلم يبق على تخرجه إلا القليل وسوف يشتري لهما قصرا يسعدان به معه!، والولد المسرف يبذر المال دون تفكير أو اهتمام، وضاق الحال بالوالدين فليس لديهما ما يرسلانه، فبعث الوالد رسالة يشرح فيها لابنه أن المال قد نفد وأن الدار قد بيعت حتى حلي والدتك قد بيعت أيضا وليس لدينا ما نبعثه إليك فدبر أمر نفسك.

ولكن وائل غضب ولم يصدق كلام أبيه وظن بأبيه ظن السوء ووسوس له الشيطان أن والديه قد ضيعا مستقبله، فقسا قلبه وقاطعهما وأكثر يعمل لمتابعة دراسته، ولما أكمل دراسته ظل مستمرا في عمله كي يجمع مبلغا من المال ليفتح به عيادة في بلده عند عودته. وتحقق له المراد وجمع مبلغا من المال وشدّ الرحال للعودة إلى بلده، وعاد هو وزوجته إلى وطنه ولم يعلم به أحد حتى والداه!!

عاش وائل مع زوجته الفرنسية وكثر ماله ولم يحاول أن يتصل بأبويه فلقد كان يحمل بين أضلاعه حجرا قاسيا مليئا بالحقد والضغينة على من كانا سببا لما هو فيه من رغد العيش، ولكن الله عز وجل يمهل ولا يهمل فلا يغفل سبحانه وتعالى عن أمر العباد، وشاء الله عز وجل أن يأتي إلى عيادة وائل رجل من أصدقاء والده وعرف وائل ولكن وائل لم يعرفه.

وما أن خرج الرجل من العيادة حتى أسرع إلى والد وائل ليخبره بأن ولده قد عاد وفتح عيادة، فيتفاجأ الوالد عند سماعه هذا الخبر ولم يصدق ما سمعه من صديقه فأقسم له الصديق أنه صادق وقال له: هيا بنا لأدلك على عيادته هيا.

وسار الوالد وهو في دهشة من أمره، وما أن وقعت عيناه على لافتة العيادة وقرأ اسم ولده واشتم رائحة ولده فلذة كبده، حتى ذرفت عيناه بالدموع، إنها دموع الفرح والسعادة، وصعد الاثنان درج العيادة والأب لا يكاد يصدق عينيه.

ورأى الأب ابنه بعد هذه الغيبة الطويلة وأراد أن يضمه إلى صدره كي يطفئ لهيب أشواقه، وما أن اقترب الوالد من ابنه حتى صاح فيه الولد العاق بكل وقاحة: "قف مكانك ولا تقترب مني كي لا تراك زوجتي الأجنبية فتحتقرني وأسقط من عينها!!"، وتسمر الأب مكانه، وأردف الولد العاق قائلا: "اسمع سأقدم لك مساعدة مالية ولكن المهم أن تبتعد عن العيادة ولا أراك أبدا!!".

وهنا شعر الأب أنه أصيب بخيبة أمل مريرة وتبددت جميع توقعاته فتماسك وشد من عزمه وأجاب ولده العاق على الفور قائلا له كلاما لو سمعه جبل لانهد من مكانه وتطايرت حجارته.

قال الأب لولده العاق: "عليك لعنة الله والناس أجمعين وعليك غضب الله إلى يوم الدين وعليك الشقاوة أبد الآبدين".

ثم بصق في وجهه بصقة أطفأت النار التي أشعلها هذا الولد العاق في قلب أبيه، ثم أردف الأب قائلا: "أغنانا عنك رب العالمين".

وعاد الأب إلى زوجته مخيب الآمال والحزن والقهر يفتت كبده ولما وصل إليها أخبرها الخبر المشؤوم فحزنت حزنا شديدا وبكت بكاء طويلا وكان لا بد من نهاية لما حدث خاصة بعد هذا الدعاء الشديد الصادر من قلب مكلوم قلب أب مجروح.

لم يؤثر كلام الأب بنفس هذا الابن العاق ولا بقلبه فهو كالحجارة بل أشد قسوة وأسود من دياجير الليل البهيم.

وفي يوم إجازة خرج وائل مع زوجته للنزهة والراحة والاستجمام وقضاء يوم جميل بعد عناء العمل، وعند أحد المنعطفات انزلقت السيارة فجأة وهوت في الوادي السحيق ومات وائل وزوجته في الحال، ووصل الخبر إلى الوالدين فأيقنا بالله العليم الحكيم الذي لا يرد دعوة المظلوم فما بالك بالوالدين، فقد ورثا كل ثروة الابن حتى العيادة.

إن ربك لبالمرصاد والله عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

وفي هذه القصة عبرة وعظة للأبناء والآباء، فيجب على الأبناء أن يرعوا آباءهم وأمهاتهم. ويجب على الآباء أن يحرصوا على أن يربوا أولادهم التربية الدينية الصحيحة وأن يحافظوا عليهم من آفات الدنيا ومصائد الشيطان خاصة في زماننا هذا.

قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رضى الرب في رضى الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين» .

المصدر: كتاب " كما تدين تدان " .

leprence30
2013-09-05, 18:46
معلمة في أحد المدارس جميلة وخلوقة سألتها زميلاتها في العمل: لماذا لم تتزوجي مع أنك تتمتعين بالجمال؟.

فقالت: كانت هناك امرأة لها من البنات خمس فهددها زوجها إن ولدت بنت فسيتخلص منها.

وفعلاً ولدت بنت فقام الرجل ووضع البنت عند باب المسجد بعد صلاة العشاء ، وعند صلاة الفجر وجدها لم تؤخذ فأحضرها إلى المنزل وكل يوم يضعها عند المسجد وبعد الفجر يجدها.. سبعة أيام مضت على هذا الحال ، وكانت والدتها تقرأ عليها القرآن كلما يأخذها.

ملّ الرجل وتوقف عن أخذها إلى المسجد وفرحت بها الأم.

حملت الأم مرة أخرى وعاد الخوف من جديد فولدت هذه المرة ذكراً ولكن البنت الكبرى ماتت، ثم حملت بولد آخر فماتت البنت الأصغر من الكبرى! وهكذا إلى أن ولدت خمسة أولاد وتوفيت البنات الخمس وبقيت البنت السادسة التي كان يريد والدها التخلص منها.

وتوفيت الأم وكبرت البنت وكبر الأولاد.
قالت المعلمة: أتدرون من هي هذه البنت التي أراد والدها التخلص منها ؟.
إنها أنا..

تقول: لهذا السبب لم أتزوج ؛ لأن والدي ليس له أحد يرعاه وهو كبير في السن وأنا أحضرت له خادمة وسائق.

أما إخوتي الخمسة الأولاد فمنهم من يزوره كل شهر مرة ومنهم يزوره كل شهرين ، أما أبي فهو دائم البكاء ندماً على ما فعله بي.


المصدر: موسوعة القصص.

leprence30
2013-09-05, 18:47
يقول أحد الدعاة: كان هناك رجل عليه دين، وفي يوم من الأيام جاءه صاحب الدين وطرق عليه الباب ففتح له أحد الأبناء فاندفع الرجل بدون سلام ولا احترام وأمسك بتلابيب صاحب الدار وقال له: اتق الله وسدد ما عليك من الديون فقد صبرت عليك أكثر من اللازم ونفذ صبري ماذا تراني فاعل بك يا رجل؟!.

وهنا تدخل الابن ودمعة في عينيه وهو يرى والده في هذا الموقف وقال للرجل كم على والدي لك من الديون، قال أكثر من تسعين ألف ريال.

فقال الابن: اترك والدي واسترح وأبشر بالخير، ودخل الشاب إلى غرفته حيث كان قد جمع مبلغا من المال قدره سبعة وعشرون ألف ريال من راتبه ليوم زواجه الذي ينتظره ولكنه آثر أن يفك به ضائقة والده ودينه على أن يبقيه في دولاب ملابسه.

دخل إلى المجلس وقال للرجل: هذه دفعة من دين الوالد قدرها سبعة وعشرون ألف ريال وسوف يأتي الخير ونسدد لك الباقي في القريب العاجل إن شاء الله.

هنا بكى الأب وطلب من الرجل أن يعيد المبلغ إلى ابنه فهو محتاج له ولا ذنب له في ذلك فأصرّ الشاب على أن يأخذ الرجل المبلغ.

وودعه عند الباب طالبا ًمنه عدم التعرض لوالده و أن يطالبه هو شخصياً ببقية المبلغ.

ثم تقدم الشاب إلى والده وقبل جبينه وقال يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ وكل شيء يعوض إذا أمد الله عمرنا ومتعنا بالصحة والعافية فأنا لم أستطع أن أتحمل ذلك الموقف، ولو كنت أملك كل ما عليك من دين لدفعته له ولا أرى دمعة تسقط من عينيك على لحيتك الطاهرة.

وهنا احتضن الشيخ ابنه و أجهش بالبكاء و أخذ يقبله ويقول الله يرضى عليك يا ابني ويوفقك ويحقق لك كل طموحاتك.

وفي اليوم التالي وبينما كان الابن منهمكاً في أداء عمله الوظيفي زاره أحد الأصدقاء الذين لم يرهم منذ مدة وبعد سلام وسؤال عن الحال والأحوال قال له ذلك الصديق: يا أخي أمس كنت مع أحد كبار رجال الأعمال وطلب مني أن أبحث له عن رجل مخلص وأمين وذو أخلاق عالية ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل وأنا لم أجد شخصاً أعرفه تنطبق عليه هذه الصفات إلا أنت فما رأيك أن نذهب سوياً لتقابله هذا المساء.

فتهلل وجه الابن بالبشرى وقال: لعلها دعوة والدي وقد أجابها الله فحمد الله كثيراً، وفي المساء كان الموعد فما أن شاهده رجل الأعمال حتى شعر بارتياح شديد تجاهه وقال: هذا الرجل الذي أبحث عنه وسأله كم راتبك؟ فقال: ما يقارب الخمسة ألاف ريال. فقال له: اذهب غداً وقدم استقالتك وراتبك خمسة عشر ألف ريال، وعمولة من الأرباح 10% وراتبين بدل سكن وسيارة، وراتب ستة أشهر تصرف لك لتحسين أوضاعك.

وما أن سمع الشاب ذلك حتى بكى وهو يقول ابشر بالخير يا والدي. فسأله رجل الأعمال عن سبب بكائه فحدثه بما حصل له قبل يومين، فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده، وكانت محصلة أرباحه من العام الأول لا تقل عن نصف مليون ريال.

وقفة:

بر الوالدين من أعظم الطاعات وأجل القربات وببرهما تتنزل الرحمات وتنكشف الكربات، فقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما } الإسراء.

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله ).

وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدةٌ هو بارٌ بها، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ) صحيح مسلم.

وهذا حيوة بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.
واعلم أخي الحبيب أن من أبواب الجنة الثمانية ( باب الوالد ) فلا يفوتك هذا الباب واجتهد في طاعة والديك فو الله برك بهما من أعظم أسباب سعادتك في الدنيا والآخرة.

أسال الله جلا وعلا أن يوفقني وجميع المسلمين لبر الوالدين والإحسان إليهما...

من كتاب ( لا تيأس ) بتصرف.

leprence30
2013-09-05, 18:48
إنه رجل حَمَلَ أُمَّـهُ في صَحْنِ الكعبة، يطوفُ بها على أكتافه، وهو في الثلاثين من عُمُرِه، يطوفُ بأُمِّـهِ على أكتافه في صَحْنِ الكعبة، ثمَّ سأله ابن عمر ـ رضي الله عنهما جميعاً ـ ويقول له: من هذه المرأة يا عَبْدَ الله؟.

فيقول له الرجل: إنَّها أُمِّـي، وإنَّها الحجَّة التاسعة، إنَّها الحجَّة التاسعة التي يطوف بأُمِّه على أكتافه، ويسألُ الرجل ابن عمر ويقول له: يا ابن عمر، يا عَبْدَ الله، أَتراني وفّيتُها حقَّها ؟

قال ابن عمر: والذي بَعَثَ مُحمداً بالحق نبياً ورسولا، إنَّك ما قُمْتَ بِشيءٍ من حقِّها ولو بِطَلقَةٍ من طَلاقاتها فيكَ ساعة الولادة، ما قُمْتَ بشيء.

الله المستعان.. أين الذين يبرون بوالديهم في هذا الزمان ؟.

leprence30
2013-09-05, 18:49
عندما عاد الأب إلى بيته متأخراً من عمله كالعادة، وقد أصابه الإرهاق والتعب، وجد ابنه الصغير ينتظره عند الباب.

الابن: هل لي أن أطرح عليك سؤالاً يا أبي؟.
الأب: طبعاً، تفضل.
الابن: كم تكسب من المال في الساعة يا أبي؟.

الأب غاضباً: هذا ليس من شأنك! ما الذي يجعلك تسأل مثل هذه الأسئلة السخيفة؟.
الابن: فقط أريد أن أعرف، أرجوك يا أبي أخبرني كم تكسب من المال في الساعة؟.

الأب: إذا كنتَ مصراً فإني أكسب دينارين في الساعة.
الابن بعد قليل من التفكير: هلّا أقرضتني ديناراً واحداً من فضلك يا أبي.

الأب ثائراً: تريد أن تعرف كم أكسب من المال لكي أعطيك ديناراً تنفقها على الدمى التافهة والحلوى اذهب إلى غرفتك ونم، فأنا أعمل طوال اليوم وأقضي أوقاتاً عصيبة في عملي وليس لدي وقت لتفاهتك هذه.

لم ينطق الولد بأي كلمة.. نزلت دمعة من عينه، وذهب إلى غرفته لكي يخلد إلى النوم.
بعد حوالي ساعة أخذ الأب يفكر قليلاً فيما حدث، وشعر بأنه كان قاسياً مع طفله، فربما كان الصبي بحاجة
للدينار.

ذهب الأب مباشرة إلى غرفة ابنه وفتح الباب.
ثم قال: هل أنت نائم؟
فرد الابن: لا يا أبي، ما زلت مستيقظاً.
قاله له الأب: كنتُ قاسياً معك، كان اليوم طويلاً وشاقاً، تفضل هذا الدينار الذي طلبته.
فرح الابن فرحاً شديداً، ولكن الأب فوجئ بالصغير يأخذ ديناراً من تحت الوسادة ويضعها مع هذا الدينار.
غضب الأب وسأله: لماذا طلبتَ ديناراً ما دُمت تملك المال؟
رد الابن ببراءة: لم يكن لدي ما يكفي، أما الآن فقد أصبح معي ديناران، أريد أن أشتري ساعة من وقتك نقضيها سوياً.

المصدر: مجلة الجندي المسلم، العدد ( 128).

leprence30
2013-09-05, 18:50
تقول إحدى الأخوات عندما ذهبت لزيارة دار المسنين في إحدى المناطق، وجدت امرأة لها سبع سنين وهي في دار المسنين تشتكي وتقول:
كنت مريضة بالسُكَّر، ثم أُصبتُ بغرغرينا في ساقي حتى قرَّر الأطباء أن تُقطع ساقي، فلما خرجتُ مع ولدي إلى البيت، ومكثتُ عنده أيام، وأحسستُ أنني أصبحتُ عالةً عليهم، لم تتحملني زوجته، حتى وصل به الحال أن رماني في المستودع لكي أنام مع الخادمة.
تقول هذه الأم: والله لقد كنتُ أنام مع الفئران والحشرات، مرَّت الأيام فلم أتحمَّل، طلبتُ منه أن يُغير لي هذا الحال، فكان يقول لي:
لا يوجد عندي أفضل من هذه الحال، حتى عطفتْ عليَّ جارتي فأخذتني وجعلتْ لي غرفة في بيتها، فمكثتُ عندهم أسابيع، حتى بدأ ابني يُهدِّدهم ويُشاكيهم خوفاً على سُمعته وفضيحته من أهل الحي..
أخرجني من عندهم وهو يقول لي: سأضعك في مكان أفضل.. تقول الأم: فوجدتُ نفسي في هذه الدَّار، سبع سنوات ولم يُحدِّث نفسه بالزيارة ولا بالاتصال، وحسبنا الله ونعم الوكيل..

المصدر شريط / عذراً أمي. للشيخ مشعل العتيبي.

leprence30
2013-09-05, 18:51
هذه قصة يرويها أحد بائعي المجوهرات يقول فيها:

دخل عليَّ في المحل رجل ومعه زوجته وخلفه أُمَّـه العجوز تحمل ولده الصغير أربعة دخلوا في المحل وأخذت زوجته تشتري من المحل وتشتري من الذهب وتأخذ من المجوهرات، ثمُّ قال له هذا الرجل قال للبائع: كم حسابك؟.
فقال له: عشرون ألف ريال ومائة، فقال هذا الرجل: ومن أين أتت هذه المائة؟.

نحن حسبناها عشرين ألف، من أين أتت هذه المائة؟.

قال له البائع: أُمُّـك العجوز اشـترت خاتماً بمائة ريال. قال: أين هذا الخاتم؟.

قال له البائع: هذا هو، فأخذ ابنها الخاتم ثمَّ رماه على البائع وقال: العجائـز ليس لهُنَّ الذهب، ثمَّ لمّا سَمِعتْ العجوز تلك الكلمات بَكَتْ وذهبتْ إلى السيارة.

فقالت زوجته: يا فُلان ماذا فَعَلتْ؟ ماذا فَعَلتْ ؟ لعلَّها لا تَحْمِلُ ابنك بعد هذا، كأنَّها أصبحتْ خادمة.

فعاتبه بائع المجوهرات، ثمَّ ذهب إلى السيارة، وقال لأمِّـه: والله خُذِي الخاتم إذْ كُنتِ تــُريدين، خُـذي هذا الذهب إنْ أردتيه.

فقالت أُمُّـهُ: لا والله لا أُريدُ الذهب ولا أُريدُ الخاتم، ولكنِّي أردتُ أنْ أفرح بالعيد كما يفرحُ النَّاس، فقـتلتَ سعادتي، سامحك الله.

قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إيَّـاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إحْساناً إمَّا يبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أحَدُهُما أو كِلاهُما فلا تَقُـلْ لهُما أُفٍّ ولا تَـنْهَـرهُما وقُـلْ لهُما قولاً كريماً * واخْفِــضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُـل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّـيَانِي صَغِيراً}.

رشا48
2013-09-05, 19:30
في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة متثاقلة ترقد على سريرأبيض نظيف بهي ولكنه جدا مزعج لنفسي وراحة بالي ترقد صغيرتي ذات السبع سنوات.

صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير على كتفيها الصغيرين والعيون ذات اللون العسلي الصافي وتلك البشرة النضرة بياضا تخللها خدين حمراوين وأنف ٌ كالسيف في حده والإصبع في حجمه.

دخلت عليها حزيناً أُظهِر لها الفرحة في كل ما أملك من حواس إلا العينين فلما رأت محيا أبيها صرخت صغيرتي ذات اللسان اللدغ: أبتي حبيبي.

فانكببت أقبل تلك الوجنات والعينين واليدين كالعاشق الولهان على صغيرتي فأخذت بالضحك، ضحك طفولي ينعش القلوب قائلة : أبتي متى تكف عن تقبيلي.

أبتي! قلت: صغيرتي والله وددت أن أقضي بقية عمري أقبلُ حبيبتي الصغيرة. قالت: أبتي إني أخجلُ من تقبيلك لي وخاصة إن كان أحدٌ من " الناث " حولي.

فضحكت وكم كنت أضحك من تلك اللدغة في لسانها لما تضفي عليها من طفولة وبراءة وجمال نظرت إليَّ صغيرتي قائلة: أبتي تواترت لديَّ كثير من " أثــئلة " عندما غبت عني فأحبُ أن أطرحها عليك.

تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية.

قالت: متى " الإنــثان " يكون في " ثــعادة " ؟ قلت: عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها.

قالت: وكيف يكون ذلك؟ قلت: لا يكونُ أبدا ً، فالدنيا همها أكبر من سعادتها. قالت: وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب لي؟.

ترقرقت الدموع في عيني من قولها فقلت: الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى. فقالت بكل لهفة وعفوية: أبتي! أبتي! هل يبكي الرجال يا أبتاه؟.

استغربت ُ سؤالها، وصمت مني اللسان لحظات، وكأن نفسي أوجست شيئا فقلت: صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال؟ قالت: لا شئ أبتي، ولكنه " ثــؤال " ورد في ذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا " ثـمحت " .

قلت: لكِ هذا يا صغيرتي، نعم يبكي الرجال أحياناً قالت: كبكاء النــثاء أبتاه ؟ قلت: لا، " فالنـــثاء " أقصد النساء.. ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقف خوفاً عليها، ضحكت صغيرتي على أبيها عندما أخطأ فأخذت تقول وهي تقهقه: أبتي لقد " أثــبحتَ " مثلي ، تأكلُ حروف الكلام فضحكت من قولها.

فبادرت تقول: أكمل أبتي قلت: أها، حاضر، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء فالنسوة في طبعهن الحنوُ والحنان، يثير قلبها الحاني أي موقف مؤثر وإن لم يكن هذا فيها أو في أحد تعرفه.

قالت: إذن متى يبكي الرجال؟ قلت: يا حبيبتي ، يبكي الرجال في مواقف شديدة وخاصة عندما يعجزون عن التصرف فيها أو لا تكون لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك.

قالت: متى أرى دمعة الرجل أبتاه؟ قلت: ترينها يا صغيرتي في صرخة مقهور، ونار الغيور، وعند فقد العزيز، وفي جبنٍ لبعض الرجال عندما يكون للرصاص أزيز.

قالت: أبتي، ما " تـقـثد " بالعزيز؟ قلت: عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده قالت: هل بكيتَ أمي يا أبتاه؟ .

بنيتي يتيمه فقد فقدت أمها وهي في السنة الأولى من عمرها ولم أتزوج خوفاً على بنيتي الصغيرة من الضيم والظلم لامرأة الأب وسؤال تلك الصغيرة فاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات وعيون صغيرتي ترقبُ الإجابةَ مني.

قلت: نعم يا حبيبتي، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما ، بكيتُ كثيراً حتى أحسست أني سأموت من الحزنْ.

قالت: أبتي! قلت: قولي يا أعظم ما في حياتي وأمنيتي. قالت: أبتي! أرجوك يا أبتي. قلت: ما الأمر يا غاليتي؟ قالت: أبتي، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا أبتي. صدمت ، بل صعقت وبسرعة البرق حملتها من سريرها إلى حضني صارخاً لما تقولين ذلك بنيتي؟ هل تشعرين بشئ؟ هل يؤلمك أمرٌ ما؟ .

قالت: وإبتسامة ترتسم على وجهها المزخرف بجواهر الحب والحنان والبراءة كم أحبك يا أبتي عندما تهتم فيني بجنون وأخذت الإبتسامة في الاتساع ورددت قائلة: لا تخف يا أبي ، فوالله ما فيني شيء غير حبٌ أملكه ويتملكني لك يا أبتاه.

قلت: إذن لما قلتي ما قلتي ؟ قالت * أبتي إني " أثــمعُ " ممن حولي من أعمام وأخوال " وأثــحاب " يقولون إن أبيك لذو هيبة ورجولة في شكله وفعله فأحببت أن يكون أبتي كما هو مهيبا ً كما تعود " الــناث " منه ذلك ، فلا تهتز " ثــورته " الرائعة عند " الناث.

قلت: صغيرتي، لقد والله قتلتني بكلمتك وقد خفت كثيرا. قالت: أبتي عدْني ألا تبكي يا أبتي. صمت لحظات فقالت: أبتاه يا أبتاه عدني أرجوك ، قل لي أنك لن تبكي إن فقدتني أرجوك قلها. فقلت: لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي. قالت: عدني أبتي. قلت: إن شاء الله حبيبتي. قالت: أبتاه عدْني أبتاه! قلت: أعدك يا بنيتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى. قالت: أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى إلا شيئاً أريد قوله فهل تـثمح لمن دللتها ودلعتها أن تقوله؟.

قلت: قولي ما تشائين. قالت: أبتي ، إني أرى أمي أمامي، تنادي قائلة " تعالي يا صغيرتي " أبتي، ما أجمل أمي وما أحلاها ، أبتي أمي تدعوني يا أبتي، أبتي أريد ماما أبتي أريد ماما، تلك ماما ، ماما صرختُ: لا، لا، لن أتركك تذهبين، لا يا صغيرتي، لا تتركي أبيك، لا بنيتي لا لا يا حبيبتي لا ، أرجوك ، يا رب يا الله بنيتي ، يا رب ليس لي غيرها يا رب!

قالت: أبتي وعدتني ألا تبكي أبتاه كم أحبك يا أبي، أبتاه كم أحبك يا أبي، صمتت بنيتي عن الحديث فجأة، ولكنها مبتسمة فهززتها أصرخ: صغيرتي، صغيرتي، أرجوك يا صغيرتي، يا ويلي، ماتت بنيتي، ماتت صغيرتي، ماتت حبيبتي ماتت اليتيمة ماتت اليتيمة ويتمتني، أعلم من مرضك الخبيث أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن يا صغيرتي.

فانهمرت الدموع من عيني وأنا وعيني نتسابق على انهمارها ومسحها لأني وعدت ُ صغيرتي فوقعت دمعة على خدها الأبيض الشفاف البرئ فمسحتُ الدمعة وقلتُ لبنيتي الصغيرة: سامحيني صغيرتي، لا أستطيع وقفَ دموعي.

سامحيني حبيبتي فأخذت تلك الجوهرة الثمينة الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة ولكن بلا صوت أقول في نفسي " هنا يبكي الرجال " هنا يا صغيرتي هنا يا حبيبتي يبكي الرجال العتاة القاسية قلوبهم أشباه الجبال.

هنا يبكي الرجال وداعا ً يا صغيرتي ، وداعا ً يا صغيرتي وداعا ً الى الأبد وداعا ً يا صغيرة َ أبيها وداعا ً يا مهجة حانيها وداعا ً يا ثمرة ْ لم أجنيها وداعا ً وداعا ً يا براءة الطفولة وداعا ً يا سؤالي وحلوله، وداعا ً يا نسبي وأصوله وداعا .ً

سأفتقد تلك البسمات والجدائل الصغيرة الناعمات وحروفٌ تحولت لثائات وداعا وداعاً وداعُ مودع يودع وداعا ً يامن للموت تجرع وداعا ً صرخة فيها أُسمِع وداعاً وداعا ً يا أجمل يتيمة يا إغنى وأغلى قيمة يا نظر العين وديمه وداعاً كتبتها من سنين وكنت أظنها تدمع العين ليست قصة حدثت معي بل مع صديق لي وأنا رويتها بتصرف.
لم أستطع إكمال البقية لان دموعي منعتني
شكرا

رشا48
2013-09-05, 19:59
رااااااااااااااااااااااائع

سأكمل البقية لاحقا

شكرا

leprence30
2013-09-05, 21:04
ديننا الإسلامي هو دين العفة والطهر والنقاء، ما من خير إلا أمرنا به وما من شر إلا حذرنا منه، وقد قضى على وحشية الجاهلية ودياثة الوثنية، وطهَّر الأعراض من الزنا والخنا والفجور، فأوجب على المرأة المسلمة أن تحتجب؛ لتستر مفاتنها وتصون محاسنها حتى لا تكون عرضة للوحوش الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، لا همَّ لهم إلا إشباع فروجهم وبطونهم فهم كالأنعام في ذلك، وتفضلهم الأنعام في التسبيح لله الواحد القهار.
قال تعالى: { تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما ً غفورا ً }. [ الإسراء: 44 ].
وخير للمرأة أن تقرَّ في بيتها، وأن تقوم بشئونه وشئون أولادها، فهي راعية في بيت زوجها، يقول الله تعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ً }. [ الأحزاب: 33 ]، وإذا كان هذا في حق نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو في حق نسائنا أكبر وألزم.
ومما يفتت القلب كمدا ً ما يشاهد في كثير من بلاد المسلمين من سفور المرأة وتبرجها، وإتباعها لكل ناعق وتدنسها بالقذارة الغربية حتى أصبحت بلا حياء ولا خجل.
وسأذكر واحدة من آلاف القصص الأليمة التي تبين خطورة السفور والاختلاط؛..
ففي أيام الصيف في إحدى البلاد وعلى ساحل البحر تحدث مآسي وأحداث، تعمل عملها المدمر في تخريب البيوت، وفي انهيار الأخلاق والفضيلة , قبل خمسة أعوام ألحت عليه زوجته، وطالبته بالسفر إلى المصيف البحري: تستنشق نسيمه العليل، وتستحم في أمواجه، وتخالط الغادين والرائحين عارية متهتكة، متمتعة بحريتها الحمراء، تقليدا ً للغربيات دون رادع أو دين، وكان ما هو معروف مألوف..
تعرفت العائلة بعائلة أخرى، وكان في العائلة شاب مفتول العضل، جميل الطلعة، له هامة وقامة، ويملك سيارة فارهة.
وعرض الشاب خدماته وأريحيته من أجل الشيطان، فكان وعد ولقاء، وكان استحمام في البحر، وكان غزل بين الشاب والزوجة، وكان الرجل ـ الزوج ـ في شغل شاغل عن زوجه وولدها الطفل في رؤية لحوم البحر البشرية كاسية عارية، وكان له موعد ولقاء حرام !
كان الشاب يتطوع كل يوم لنقل العائلة: الزوج و الزوجة وطفلهما بسيارته صباحا ً ومساء ً إلى البحر، وكانوا يستحمون جميعا ً في مكان واحد.
وكانت الزوجة لا تحسن السباحة، فتطوع الشاب لتعليمها السباحة، وكان زوجها يبتعد عنهما ليلاقي من يلاقي بعيدا ً عن أنظار الزوجة، وكان ينشر شباكه متصيدا ً أعراض الناس، تاركا ً عرضه لذلك الشاب، كما يترك الراعي الغنم للذئب.
وابتدأ الأمرين الزوجة والشاب إعجابا ً بالأريحية، ثم تطور الأمر إلى الإعجاب بالجسد، ونام الحارس فرتع اللص، فكان لابد للنار أن تشتعل فتحرق الإخلاص الزوجي، وتحرق الطهر والعفاف.
وكانت الزوجة تحب زوجها ولا تطيق عنه صبرا ً، فأصبحت تكره لقاءه وتحسب الدقائق والساعات للقاء حبيبها الجديد.

وأراد الشاب أن يتخلص نهائيا ً، فبيت في نفسه أمرا ً.. أظهر إخلاصه وتفانيه للزوج، وأبدى إعجابه بمواهبه ورجولته، وكانت زوجه لا تنفك تذكر شهامة الشاب وتحببه لزوجها، فوثق به الزوج وسلمه مقاليد أمره كله.
وفي يوم من الأيام تمارضت الزوجة، فعكفت في شقتها ومعها طفلها، فاستأذن الزوج أن يصاحب صديقه الشاب مبحرا ً ليستحم في البحر.
وعاد الشاب وحده بعد ساعتين ليعلن للزوجة أن زوجها قد غرق في البحر، وأنه حاول انتشاله فباءت محاولاته بالفشل.
لقد كان البحر خاليا ً من الناس، وكان البحر مائجا ً صاخبا ً، وكان الموج يرتفع كالجبال ويهبط كما تهبط الشهب من السماء. وكان الزوج لا يحسن السباحة، ولكن الشاب استدرجه بعيداًعن الشاطئ، ثم تركه طعمة للأمواج يستغيث فلا مجيب، ثم ابتلعته الأمواج إلى البعث والنشور.

كانت الزوجة يتيمة لا معيل لها، وكان الشاب وحيدا ً في شقته بعيدا ً عن أهله.. وعرض عليها الشاب بحنان ولهفة أن تشاركه شقته ومصيره، وأبدى لها استعداده لاحتضان طفلها من أجلها ومن أجل حبها غير المقدس، ووعدها بالزواج.
واستكانت الزوجة للشاب، فآوت إلى شقته واستقرت فيها، وكان طفلها في الرابعة من عمره، يظن أن الشاب أبوه، فيناديه من كل قلبه يا أبي يا أبي.
طالبته الزوجة بالزواج فماطل أولاً بلطف وتودد، ثم بقسوة وعنف، وبعد أشهر تبدل الشاب اللطيف إلى صلّ (نوع من الحيات) خبيث فأظهر تذمره منها ومن طفلها، وتعلق قلبه بغيرها من النساء، فأصبح في شقته حاضرا ً كالغائب، يأوي إليها في الهزيع الأخير من الليل.
وفي ضحى يوم من أيام الشتاء، كان الشاب يتناول فطوره، وكانت تلك الزوجة تعاتبه وتطالبه بالزواج بها، فأظهر أنيابه السامة، وكشف عن الحقيقة التي كان يسترها من قبل، وطالبها بالجلاء عن الشقة لأنه اعتزم الزواج والاستقرار.
وانهمرت دموعها غزيرة، وذكرته بالماضي الحلو الجميل، ولكنه كان كالصخرة الصماء قسوة وعُنفا ً.. وكان الطفل البريء لا يعرف للدموع معنى، ولا يفهم ما يدور حوله من أحداث.
وكان الطفل يلاعب مسدس الشاب الذي كان إلى جانبه، وكان الشاب في شغل شاغل عنه، وكان يعلم يقينا ً أن المسدس خال من العتاد.. لأنه كان قد أخرج منه عتاده بعد عودته إلى شقته في الهزيع الأخير من ليلة أمس.
ولكنه كان ثملا لا يفرق بين النور والظلام، بعيدا ً بعقله في تيار الخمر والرذيلة، وفجأة انطلقت رصاصة من مسدسه واستقرت في الجزء الأسفل من قلب الشاب، فتلوى لحظات ثم سقط من كرسيه فاقد الوعي.
وفي هذه اللحظات نطق الشاب بكلمات قليلة كانت آخر ما نطق في حياته، وكان الجيران قد تجمعوا فور سماع إطلاق النار، فقال مخاطبا ً الزوجة: " لقد أغرقت زوجك في البحر ليصفوا الجو لي معك وحدي ".
وجاء الطبيب على عجل، فوجد أن أمر الشاب قد انتهى وأنه فارق الحياة.. ورحل في زمن لا يخطر على بال، وكان يظن طول العمر وألهاه الأمل، ولكن حال الأجل بينه وبين كل لذة، وفارق الدنيا وهو يحمل إصره على ظهره، وسيقف بين يدي ربه فيقول له الغريق: لماذا أغرقتني ؟ ولماذا فرقت بيني وبين زوجتي وطفلتي ؟ وعندما يسكت اللسان وتتكلم الجوارح بكل ما عملت، ويتمنى لو أنه سلم من مخالطة الأشرار ومن موافقة الفجار.
وما هذه القصة إلا واحدة من مئات أو أكثر تبين عاقبة السفور والاختلاط وعاقبة انعدام الغيرة، وتوضح أن من تتبع عرض غيره قُيّض لعرضه من يتتبعه ثم يفضح في جوف داره.

من كتاب الأعمال بالخواتيم.
لفضيلة الشيخ العلامة: سعد الحجري.

leprence30
2013-09-05, 21:05
قال أحد الشباب: لا أعرف كيف أروي لك هذه القصة التي عشتها منذ فترة والتي غيرت مجرى حياتي كلها، والحقيقة أني لم أقرر أن أكشف عنها إلا من خلال إحساسي بالمسئولية أمام الله عز وجل ولتحذير بعض الشباب الذي يعصي ربه وبعض الفتيات اللاتي يسعين وراء وهم زائف اسمه الحب.
كنا ثلاثة من الأصدقاء يجمع بيننا الطيش والعبث كلا بل أربعة فقد كان الشيطان رابعنا فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول ونستدرجهن إلى المزارع البعيدة وهناك يفاجأن بأننا قد تحولنا إلى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ومات فينا الإحساس هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع، وفي المخيمات والسيارات على الشاطئ إلى أن جاء اليوم الذي لا أنساه.

ذهبنا كالمعتاد للمزرعة كان كل شيء جاهز الفريسة لكل واحد منا، الشراب الملعون شيء واحد نسيناه هو الطعام وبعد قليل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته كانت الساعة السادسة تقريباً ومرت الساعات دون أن يعود فشعرت بالقلق عليه فانطلقت بسيارتي أبحث عنه، وفي الطريق شاهدت ألسنة النيران تندلع على جانبي الطريق وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمها وهي مقلوبة على جانبها..
أسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعلة، وذهلت عندما وجدت نصف جسده وقد تفحم تماماً لكنه لا يزال على قيد الحياة فنقلته إلى الأرض وبعد دقيقة فتح عينيه وأخذ يهذي النار.. النار
فقررت أن احمله بسيارتي وأسرع به إلى المستشفى لكنه قال لي بصوت باكي: لا فائدة لن أصل فخنقتني الدموع وأنا أرى صديقي يموت أمامي وفوجئت به يصرخ: ماذا أقول له ماذا أقول له ؟ نظرت إليه بدهشة وسألته من هو ؟
قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق: الله...
أحسست بالرعب يجتاح جسدي ومشاعري، وفجأة أطلق صديقي صرخة مدوية ولفظ آخر أنفاسه ومضت الأيام لكن صورة صديقي لا تزال تتردد في ذهني وهو يصرخ والنار تلتهمه.. ماذا أقول له ماذا أقول له ووجدت نفسي أتساءل وأنا ماذا سأقول ؟ فاضت عيناي واعتراني رعشة غريبة وفي نفس اللحظة سمعت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر: الله اكبر الله اكبر وعندما نادى حي على الصلاة أحسست أنه نداء خاص بي يدعوني إلى طريق النور والهداية...
فاغتسلت وتوضأت وطهرت جسدي من الرذيلة التي غرقت فيها لسنوات وأديت الصلاة ومن يومها لم يفتني فرض.. سرت في طريق الهداية.
إنه اعتراف رهيب يا أيها الأحبة يكشف عن واقع مؤلم واقع يتكرر والضحية دائماً هنّ الفتيات فهل من معتبر؟
المصدر/ الشيخ: إبراهيم الدويش.

leprence30
2013-09-05, 21:06
هذه بعض الأسئلة طرحها أحد الصحفيين على مجموعة من مرضى مرض الإيدز.. لعل مرضى ( الإيدز ) تكون في إجابتهم التي تقطر أسى وندماً إلى ما وصلوا إليه تنبيه الغافلين وعبرة للغير وعظة.. لعلهم يتجنبون المحارم التي هي مهلكة للإنسان في دنياه وآخرته.
يقول الصحفي الذي أجرى اللقاء: على حين غفلة من المسئولين تسلَّلْت إلى جناح التحرير لأرى المرضى وأحادثهم ليعبِّروا عن معاناتهم.. فهم الأقدر على وصفها، يكمل فيقول:
دخلت إحدى الغرف فيها شابٌ في العقد الثاني من عمره ممدد على السرير ولم يبق منه إلا هيكله العظمي، بجواره امرأة مسنة تَرافُقه بحزن وأسى.. أمامها طعام تطعمه إياه لكنه يأبى، الأم لا تعلم بمرض الابن مع أنها تداوم على زيارته.
وبعد أن انصرفت الأم سألته: ما سبب معاناتك ؟ قال: أقنعني أخي أن أسافر معه ذات مرة.. وهناك زيَّن لنا الشيطان سوء أعمالنا وارتكبنا الفاحشة، وعندما علمت أنني أصبت بمرض ( الإيدز ) صُعقت ولم أدر ماذا أفعل، وبكيت ندماً وحسرة على ما فرطت في جنب الله، لا أحد يعلم بمرضي إلا أخي، والآن أنتظر الموت في أي لحظة.. هل لك من كلمة توجهها إلى الشباب ؟ احذروا المعصية فهي لا تجلب إلا المرض والخزي والمهانة وساعتها لن ينفع الندم..
يقول الصحفي: من أحد أروقة المستشفى التقيت بأم تحمل ابنتها الصغيرة ! سألتها عن سبب تواجدها هنا مع ابنتها ؟ أجابت أن زوجها قد أصيب بمرض ( الإيدز ) ومن دون أن تعلم نقل المرض إلى زوجته التي نقلتهه إلى جنينها.. الطفلة التي تعاني من غلطة ليس لها دخْل فيها.

كيف علمتِ بالإصابة ؟ عانى زوجي من مرض فحولوه من أحد المستشفيات إلى مستشفى الأمراض السارية، وهنا اكتشفوا المرض.. كيف تلقَّى زوجك الخبر ؟ وكيف تلقيته أنتِ ؟ لا أدري ماذا أقول لقد أصابتني حالة هستيرية وأخذت أصرخ وأحطم كل ما تقع عليه عيني، أما زوجي فإنه يشعر بالندم ويتعذب كل يوم مرات ومرات لأنه لم يحطم حياته فحسب بل حطم حياة زوجته وابنته.
هل لك من كلمة أخيرة ؟ صرخة أرسلها لكل رجل وكل شاب ألا ينقادوا للنزوة العابرة حتى لا تندمون عليها ما بقي من عمركم الذي يحكم عليه بالفناء العاجل، فها نحن الآن نتألم ونتعذب لصراخ ابنتنا التي لا ذنب لها فيما هي فيه وفيما تعاني.

هذه بعض الصور لمعاناة هؤلاء المرضى، كان السبب في مرضهم نزوة عابرة ومتعة محرمة وشهوة حيوانية وإغراءات شيطانية أدت في النهاية إلى حسرة وندم ونفوس محطمة.

قال الله تعالى: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله ).


الموسوعة الذهبية من القصص الواقعية.

leprence30
2013-09-05, 21:08
يقول أحد الدعاة أن أحد الشباب كان ممن يسافر إلى بانكوك ولقد نصحته مراراً فما قبِلَ النصح.. وفي آخر مرة وعظته فلم يزدجر وسافر إلى هناك واستأجر مع صاحبه في فندق.. والتقوا ببعض الشباب من نفس البلد , فأنِسوا بهم وقرروا السكن مع بعضهم البعض في فندق واحد ليجتمعوا على الزمر والزنا والخمر.

فقال هذا الشاب: لا مانع إلا أني لن أذهب معكم الليلة فقد واعدت فتاة وخمري عندي.. ولكن في الغد آتيكم.

انطلق زميله مع الشباب وفي الغد جاء إلى الفندق بعد أن أفاق من سكره ليأتي بصاحبه ويدله على المكان.. ولما اقترب من الفندق وإذا به محاط برجال الأمن..
فسأل: ما الذي حدث ؟ قالوا: إن الفندق قد احترق بكامله.. فسقط على الأرض وهو في ذهول , أين صاحبي جئنا لنمرح، قالوا له: ألك معرفة هنا ؟ قال: نعم.

أخذوا يبحثون عن الجثث وإذا بصاحبه يأخذه كالفحم محترقا ً قد مات ومعه امرأة في نفس الليلة.. وبعد يومين حمل صاحبه عائداً إلى بلده وهو يقول: الحمد لله أني لم أبت معه تلك الليلة فأكون كمثله..
ثم أعلنها توبة لله من تلك اللحظة , وجيء بصاحبه إلى البيت يستفتون أيغسل أم لا.. قالت الأم: أريد أن أودعه بنظرة واحدة قبل أن تدفنوه وألحَّت بشدة , فلما كشفت عن وجهه أغمي عليها , فنقلوها إلى المستشفي وبعد أيام توفيت رحمها الله..

من فوائد القصة:
ـ الحذر كل الحذر من الذهاب إلى بلاد الكفر.
ـ على الإنسان أن يأخذ كل ما يُقدم إليه من نصيحة مأخذ الجد ولا يتساهل في ذلك.
ـ ألا يغتر صاحب المعصية بإمهال الله له فقد يكون استدراج.
ـ علي الإنسان أن يعتبر بغيره ولا يُسوِّف في التوبة وليحمد الله على نعمة الإمهال.
ـ ما عصى أحداً الله إلا بنعمه عليه , فليتق الله العبد وليتذكر من فقد هذه الجوارح.


من كتاب ( قصص من الأشرطة النافعة ) بتصرف.

leprence30
2013-09-05, 21:11
حينما جلست ذات مرة على الشاطئ أنظر إلى الامتداد الشاسع للبحر وأستمع إلى صوت ارتطام الأمواج على الصخور تذكرت مرور الناس من هنا منذ آلاف السنين..

تمضي اللحظات ويغادرنا الزمن ونعيش حلاوة الذكرى ونسعد بالأحلام المسافرة نحو المجد القادم، ومن ظلمة الليل ينبلج الفجر فيرسل إلينا أشعته، وتتفتح الأزهار من حوالينا، وعندما نتأمل فيها نراها وكأنها تتبسم في وجوهنا وتلقي إلينا تحية الصباح محملة بالروائح العطرية..

وحينما نظرت إلى طيور النورس، التي طارت بعيداً في السماء حتى غابت في الأفق، تذكرت صديقي عبد الله الذي ودّعته ذات يوم وأنا على يقين أن في قلبه قطرات من ينابيع الأمل ونوراً من الإيمان، ويشع من ملامح وجهه ضياءٌ ومن عينيه صفاءٌ تغسله دوماً دموع الإيمان؛ فتنساب الدمعات دافئةً لتبلل لحيته، وتحمل معها مشاعر الخوف والرجاء والخشية من الله..

سافر مع أهله إلى بلدة أخرى كان زميلي في المدرسة أيام الطفولة والشباب.. ذاق مرارة البعد واليتم فصبر.. احتدمت المعركة الأولى مع نفسه فانتصر عليها..

عاش عابداً زاهداً كثير التأمل في مخلوقات الله العظيمة، ومن جوفه تنبعث معاني الصدق والوفاء والتضحية والرحمة القادمة من هدي الرسالات السماوية، مقتدياً بهدي وسيرة رسولنا العظيم - صلى الله عليه وسلم - ؛ فكانت نبراس حياته ومسيرته نحو العلى.

وعندما هزته المشاعر الإنسانية كغيره من الناس لما يراه من الأعمال الإجرامية كتب لي في إحدى رسائله يقول: كيف يطيب لنا العيش وأطفالنا يموتون قتلاً وجوعاً، وصرخات الأمهات ترتفع إلى عنان السماء: (ياالله!) فلا مجيب؟! كيف يطيب لنا العيش ونحن نرى دموع الشيوخ على أولادهم تحت أنقاض المنازل المدمرة، ومناظر بكاء الأطفال على آبائهم القابعين خلف القضبان والأسوار في فلسطين الحبيبة؟! .

أخي، ماذا جرى لنا؟ الحروب في كل مكان تلتهم كل شيء؛ الإنسان والحيوان والنبات والحجر..! زمن يشيب فيه الأطفال من أهوال ما يرونه والصمت يسيطر علينا..؛ إلى متى؟! ليس أمامنا إلا التضرع إلى الله عز وجل، والخروج من دائرة الحصار الذي يحيط بنا ومجاهدة الأنفس، ومحاربة الشهوات، وإصلاح ما أفسده الزمان».

مضت الأيام والسنون، وانقطعت بيننا المراسلة والأخبار.. علمت أنه سافر وقطع البراري وركب الأهوال نحو هدفه المنشود.. قصرت عنده المسافات والحلم يكبر تحت لواء " الله أكبر " وتسير القلوب المشتاقة للقاء الله..

تمر الدنيا في ذاكرته كالسحابة ويشتد به الابتلاء والتمحيص.. لَكَمْ تمنى أن يطير بأجنحة نورانية إلى عالم الخلود الأبدي ورضوان من الله! نبضات قلبه تزداد خفقاناً وهو يقترب من رحى الحرب ويشم رائحة الجنة، وينتابه شعور بأنه ولد من جديد وصار تقياً نقياً وطاهراً كقطرات الماء المتنزلة من السماء.

وفي أحد الأيام كان ينظر إلى قرص الشمس وقت الأصيل وهو ينحدر نحو الغروب تاركاً وراءه الظلام يلف الأرض، والعصافير تتنقل بين الأشجار بحثاً عن مكان تؤوي إليه.

وفجأة! يسمع من بعيد صدى نداء " الله أكبر " يتردد في الجبال بين الفينة والأخرى؛ فيكبِّر هو الآخر، لتمتلئ بتكبيرتهم الآفاق.

جلس في تلك الليلة على قمة تل صغير مع مجموعة من صحبه يرقبون العدو، حينها تساقط رذاذ من المطر على وجوههم فغشيتهم السكينة.. هزم الخوفَ في داخله بذكر الله.. اشتد وطيس المعركة مع الغزاة وقاتل في سبيل الله.

لَكَم صغرت الدنيا في عينيه عندما اشتاق إلى نعيم الفردوس بعد أن ودع أمه الوداع الأخير، وسار في قوافل المجاهدين حاملاً روحه الطاهرة للفداء؛ فاستشهد في صبيحة ذلك اليوم.

مات مبتسماً وكأنه استشعر حلاوة اللقاء، وانتشرت في الهواء رائحة المسك تطيّب المكان والزمان، وأصحابه يلقون إليه نظرات المحبة والوداع، وأحسب أن الملائكة تحفّهم بأجنحتها.

leprence30
2013-09-05, 21:14
دخلت في أحد الأيام إحدى التسجيلات الإسلامية فوجدت بعض الزملاء فقالوا: هل تذهب معنا؟ قلت: وإلى أين؟ قالوا: لتعزية أحدهم .

فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله. قالوا: أبشر؛ فإن ميتته ميتةٌ حسنة يتمناها كل مسلم.

قلت: وكيف؟ قالوا: في يوم الاثنين انطلق هذا الرجل الذي يبلغ من العمر ستين سنة بعدما سمع المنادي ينادي لصلاة الفجر.

وبعد أن أدى هذه الفريضة التي يُضيعها كثير من المسلمين وللأسف الشديد، عاد إلى بيته فتناول شيئًا من الحليب، ثم عاد لأداء صلاة الاستسقاء مع المسلمين.

وبعدما دخل في صلاته وفي السجود يأتي ملك الموت فيقبض روحه ساجدًا لله، فقام الناس من سجودهم ولم يقم معهم.

وبعد أن انتهوا من صلاتهم حركوه وإذا به قد مات.

فانظر يا أخي القارئ إلى هذه الميتة الحسنة؛ أن يموت الإنسان مصليًا ويبعث يوم القيامة على حالته التي مات عليها.

leprence30
2013-09-05, 21:16
في يوم من الأيام كنت أتكلم عن حسن الخاتمة وسوئها، وبعد الانتهاء من الكلمة تقدم شاب عليه آثار الحزن، وبدأت آثار الاستقامة تظهر على وجهه، فقال: سأذكر لك قصة جدي؛ كان جدي حافظًا لكتاب الله، ويعلمه للناس بدون أجر، فكبر سنه ورق عظمه وبلغ من الكبر عتيًا، حتى أنه فقد الذاكرة فنسي جميع من يعرفهم؛ حتى أسماء أبنائه.

واستمرت هذه الحالة عشرين سنة، ولكن العجيب أنه إذا قرأ القرآن- وكنت بجواره أسمع له- أجده لا يخطئ في حرف واحد.

وفي يوم من الأيام في وقت السحر- وقت نزول الرحمن الذي يليق بجلاله- وإذا بجدي ينادي باسم أبي: يا عبد الله؛ وقد نسيه منذ عشرين سنة.

فرح أبي وانطلق مسرعًا إلى غرفة أبيه فرحًا بأنه استعاد الذاكرة، فقال: ماذا تريد يا أبي؟.

فكان جدي رحمه الله ينظر إلى ناحية من الغرفة فقال: يا بني هل ترى هذين الرجلين الجميلين الذين يرتدي كل منهما عمامة بيضاء؟! التفت أبي فما رأى شيئًا! قال: يا أبي، إني لا أرى شيئًا.

فقال جدي رحمه الله: صدق الله (( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )) [ق: 22].

وكأنه رحمه الله يشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البراء بن عازب: ( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر.. الحديث ) صحيح الجامع ( 343 ) .

ثم رفع سبَّابته وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.

ثم فاضت روحه إلى الله، نسأل الله أن يبعثه يوم القيامة قارئًا للقرآن.

فانظر يا أخي في الله إلى هذه الخاتمة الحسنة؛ أن يموت الإنسان قارئًا لكتاب الله، ويحشر على هذه الحال.

leprence30
2013-09-05, 21:18
يقول عبد الله بن مبارك عليه رحمة الله:

كان من أصحابنا رجل مجتهد في العبادة اسمه: سعيد بن مينان، إذا جلس الناس قام، وإذا أفطروا صام، وإذا ناموا إذا به يتهجد لله سبحانه، فقال له صاحبه: لعلنا غداً نلقى العدو فتضرب الأعناق وأنت ما استرحت علك تنام لو قليل تستريح.

فدخل الخيمة وأنا واقف عند بابها، بينما أنا كنت أراجع القرآن إذا بي أسمع أصوات داخل الخيمة، تعجبت ما فيها إلا سعيد، فلما دخلت فزع فإذا به وهو نائم يبكي تارة ثم يضحك تارة ثم يمد يديه ويرجعها ثم يقول: لا.. لا أهلي.. ثم استيقظ والتفت عن اليمين ثم قال: أهلي أهلي.. ! فاحتضنته وهدأته.

فلمّا هدأ قال: أين أنا ، قلت: لا بأس عليك أنت في الخيمة. قال: إنيّ رأيتك يا سعيد بكيت ثم ضحكت ثم حركت اليد أرسلتها ثم قبضتها.

قال: هل رآني أحد غيرك ؟! قال: لا والله. قال: الحمد لله، قال: وما ذاك يا سعيد؟، قال: اكتمها علي. قال: أسألك بالله أن تخبرني ما الذي رأيت؟ قال: إني رأيت أن القيامة قامت.. وحشر الناس حفاة عراة.. وحشرت أنا معهم للعرض إلى مالك يوم الدين.

وبينما كان الناس يموجون أتياني رجلان فقال: أنت سعيد؟ قلت: نعم، فقال: تعال معنا حتى نريك كرامة الله لك وأنه تقبل دعاءك.

قال: فحملاني على نُجُبْ ليست كنُجُبِكم هذه فارتحالا بي حتى إذا بلغنا قصر وفتحت أبواب القصر وإذا به جواري لا أستطيع وصفهنّ وإذا بهنّ يقلن في صوت واحد: جاء حبيب الله .. جاء ولي الله .. يستبشرون.

فلمّا دخلت أدخلوني غرفة لا كالغرف فإذا بها امرأة ليست كالنساء..! والله لا أعلم أهي أجمل أم لباسها أم حليها أم سريرها ؟! فقالت لي: يا سعيد مرحبا بك يا ولي الله فقلت لها: أين أنا ؟ قالت: أنت في جنّة المأوى قال فلما حدثتني خضع قلبي لها، ورقّ قلبي لها، فمددت يدي لها، فأرسلت يدها وكفت يدي وأرجعتها في لطف وقالت: ليس الآن فيك نفس الحياة فقلت: كلا لن أرجع .. قالت: فيك نفس الحياة وبعد ثلاثة أيام إن شاء الله.. قال: لا أريد أن أرجع.. قالت: ذلك قدر الله وكان أمر الله قدراً مقدوراً.

قال: ثم استيقظت، فما إن انتهت هذه الرؤية إذا بصوت: يا خيل الله اركبي...يا خيل الله اركبي.

يقول الراوي: فلما اصطف الجيشان فإذا بأول من ينطلق سعيد..! فكان يذود بنفسه ويلقي بنفسه على العدو وكان حديث المجالس في ذاك اليوم.. حتى رجعنا فلما كان في اليوم الثاني إذا به يلقي نفسه للأعداء ويذود عن المسلمين.

فلما كان في اليوم الثالث قال عبد الله بن المبارك: والله لا أتركه حتى أرى صدق رؤياه فتبعته فوالله أعجزني وأتعبني وأنهكني كيف وهو يلقي بنفسه بين الناس حتى قبيل الغروب إذا بسهم يأتي فيدخل في عنقه ويخرج في الجهة الأخرى.

قال فسحبته والدماء تنزف بين حجارة المنجنيق.. ثم صحت في الناس تعالوا واسمعوا قصته قال: فنظر إليّ ثم عضّ على الشفاه ثم ابتسم وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.. ثم ابتسم وخرجت الروح..

فقلت: هنيئاً لمن ستفطر عندهم هذه الليلة ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ).

المصدر: محاضرة للشيخ عبد المحسن الأحمد بعنوان " إني أحب فلان ".

fafafoufou
2013-09-05, 21:18
niiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiice story

leprence30
2013-09-05, 21:19
على الإخوة الركاب المسافرين على الرحلة رقم... والمتوجهة إلى... التوجه إلى صالة المغادرة، استعداداً للسفر.

دوى هذا الصوت في جنبات مبنى المطار، أحد الدعاة كان هناك جالساً في الصالة، وقد حزم حقائبه وعزم على السفر لهذه البلد للدعوة إلى الله عز وجل.

سمع هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه، إنه يعلم لماذا يسافر كثير من الناس إلى تلك البلاد وخاصةً الشباب، وفجأة لمح هذا الشيخ الجليل شابين في العشرين من عمرهما وقد بدا من ظاهرهما ما يدل على أنهما لا يريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك.

فقال الشيخ في نفسه لابدّ من إنقاذهما قبل فوات الأوان وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما، فوقف الشيطان في نفسه وقال له : ما لك ولهما دعهما يمضيان في طريقهما إنهما لن يستجيبا لك ولكن الشيخ كان قوي العزيمة ثابت الجأش عالماً بمداخل الشيطان ووساوسه فبصق في وجه الشيطان، ومضى في طريقه لا يلوي على شيء.

وعند بوابة الخروج استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية ووجه إليهما نصيحة مؤثرة، وموعظة بليغة، وكان مما قاله لهما: ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة، ولقيتما لا قدر الله حتفكما وأنتما على هذه النية قد عزمتما على مبارزة الجبار جل جلاله، فأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة.

فذرفت عينا الشابين، ورق قلباهما لموعظة الشيخ، وقاما على الفور بتمزيق تذاكر السفر وقالا: يا شيخ: لقد كذبنا على أهلينا وقلنا لهم إننا ذاهبان إلى مكة أو جدة فكيف الخلاص ماذا نقول لهم وكان مع الشيخ أحد طلابه.

فقال: اذهبا مع أخيكما هذا، وسوف يتولى إصلاح شأنكما ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً، ومن ثم يعودا إلى أهلهما.

وفي تلك الليلة وفي بيت ذلك الشاب " تلميذ الشيخ " ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة.

وهكذا: أرادا شيئاً وأراد الله شيئاً آخر، فكان ما أراد الله عز وجل، وفي الصباح وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر انطلق الثلاثة صوب مكة شرفها الله بعد أن أحرموا من الميقات.

وفي الطريق كانت النهاية.. وفي الطريق كانت الخاتمة.. وفي الطريق كان الانتقال إلى الدار الآخرة، فقد وقع لهم حادث مروّع ذهبوا جميعاً ضحية، فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام وهم يرددون تلك الكلمات الخالدة: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ).

كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة إنها أيام، بل ساعات معدودة، ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة، ولله الحكمة البالغة سبحانه.

وقفة : إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرّق الجماعات " الموت " واحذر أن يأتيك وأنت على حال لا ترضي الله عز وجل فتكون من الخاسرين، وشتان بين من يموت وهو في أحضان المومسات، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسماوات.

شتان بين من يموت وهو عاكف على آلات اللهو والفسوق والعصيان، ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان، فاختر لنفسك ما شئت..

المصدر: العائدون إلى الله.

leprence30
2013-09-05, 21:48
شاب .. بلغ من عمره ستة عشر عاماً كان في المسجد يتلو القرآن وينتظر إقامة صلاة الفجر..
فلما أقيمت الصلاة رد المصحف إلى مكانه ثم نهض ليقف في الصف فإذا به يقع على الأرض فجأة مغمى عليه.

حمله بعض المصلين إلى المستشفى فحدثني الدكتور الجبير الذي عاين حالته قال :
أُتي إلينا بهذا الشاب محمولاً كالجنازة.. فلما كشفت عليه فإذا هو مصاب بجلطة في القلب لو أصيب بها جمل لأردته ميتاً.

نظرت إلى الشاب فإذا هو يصارع الموت ويودع أنفاس الحياة.. سارعنا إلى نجدته وتنشيط قلبه.
أوقفت عنده طبيب الإسعاف يراقب حالته وذهبت لإحضار بعض الأجهزة لمعالجته..

فلما أقبلت إليه مسرعاً فإذا الشاب متعلق بيد طبيب الإسعاف والطبيب قد الصق أذنه بفم الشاب، والشاب يهمس في أذنه بكلمات فوقفت أنظر إليهما.

وفجأة أطلق الشاب يد الطبيب وحاول جاهداً أن يلتفت لجانبه الأيمن ثم قال بلسان ثقيل : أشهد أن لا إله إلا الله.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. وأخذ يكررها .. ونبضه يتلاشى .. وضربات القلب تختفي.. ونحن نحاول إنقاذه ولكن قضاء الله كان أقوى.. ومات الشاب..

عندها انفجر طبيب الإسعاف باكياً حتى لم يستطع الوقوف على قدميه، فعجبنا وقلنا له : يا فلان ! ما لك تبكي!! ليست هذه أول مرة ترى فيها ميتاً..

لكن الطبيب استمر في بكائه ونحيبه فلما خف عنه البكاء سألناه : ماذا كان يقول لك الفتى؟!.
فقال : لما رآك يا دكتور تذهب وتجيء.. وتأمر وتنهى.. علم أنك الطبيب المختص به.. فقال لي:
يا دكتور! قل لصاحبك طبيب القلب لا يتعب نفسه.. لا يتعب.. أنا ميت لا محالة.. والله إني أرى مقعدي من الجنة الآن..



المصدر: محاضرة للدكتور خالد الجبير .

رشا48
2013-09-05, 22:47
حينما جلست ذات مرة على الشاطئ أنظر إلى الامتداد الشاسع للبحر وأستمع إلى صوت ارتطام الأمواج على الصخور تذكرت مرور الناس من هنا منذ آلاف السنين..

تمضي اللحظات ويغادرنا الزمن ونعيش حلاوة الذكرى ونسعد بالأحلام المسافرة نحو المجد القادم، ومن ظلمة الليل ينبلج الفجر فيرسل إلينا أشعته، وتتفتح الأزهار من حوالينا، وعندما نتأمل فيها نراها وكأنها تتبسم في وجوهنا وتلقي إلينا تحية الصباح محملة بالروائح العطرية..

وحينما نظرت إلى طيور النورس، التي طارت بعيداً في السماء حتى غابت في الأفق، تذكرت صديقي عبد الله الذي ودّعته ذات يوم وأنا على يقين أن في قلبه قطرات من ينابيع الأمل ونوراً من الإيمان، ويشع من ملامح وجهه ضياءٌ ومن عينيه صفاءٌ تغسله دوماً دموع الإيمان؛ فتنساب الدمعات دافئةً لتبلل لحيته، وتحمل معها مشاعر الخوف والرجاء والخشية من الله..

سافر مع أهله إلى بلدة أخرى كان زميلي في المدرسة أيام الطفولة والشباب.. ذاق مرارة البعد واليتم فصبر.. احتدمت المعركة الأولى مع نفسه فانتصر عليها..

عاش عابداً زاهداً كثير التأمل في مخلوقات الله العظيمة، ومن جوفه تنبعث معاني الصدق والوفاء والتضحية والرحمة القادمة من هدي الرسالات السماوية، مقتدياً بهدي وسيرة رسولنا العظيم - صلى الله عليه وسلم - ؛ فكانت نبراس حياته ومسيرته نحو العلى.

وعندما هزته المشاعر الإنسانية كغيره من الناس لما يراه من الأعمال الإجرامية كتب لي في إحدى رسائله يقول: كيف يطيب لنا العيش وأطفالنا يموتون قتلاً وجوعاً، وصرخات الأمهات ترتفع إلى عنان السماء: (ياالله!) فلا مجيب؟! كيف يطيب لنا العيش ونحن نرى دموع الشيوخ على أولادهم تحت أنقاض المنازل المدمرة، ومناظر بكاء الأطفال على آبائهم القابعين خلف القضبان والأسوار في فلسطين الحبيبة؟! .

أخي، ماذا جرى لنا؟ الحروب في كل مكان تلتهم كل شيء؛ الإنسان والحيوان والنبات والحجر..! زمن يشيب فيه الأطفال من أهوال ما يرونه والصمت يسيطر علينا..؛ إلى متى؟! ليس أمامنا إلا التضرع إلى الله عز وجل، والخروج من دائرة الحصار الذي يحيط بنا ومجاهدة الأنفس، ومحاربة الشهوات، وإصلاح ما أفسده الزمان».

مضت الأيام والسنون، وانقطعت بيننا المراسلة والأخبار.. علمت أنه سافر وقطع البراري وركب الأهوال نحو هدفه المنشود.. قصرت عنده المسافات والحلم يكبر تحت لواء " الله أكبر " وتسير القلوب المشتاقة للقاء الله..

تمر الدنيا في ذاكرته كالسحابة ويشتد به الابتلاء والتمحيص.. لَكَمْ تمنى أن يطير بأجنحة نورانية إلى عالم الخلود الأبدي ورضوان من الله! نبضات قلبه تزداد خفقاناً وهو يقترب من رحى الحرب ويشم رائحة الجنة، وينتابه شعور بأنه ولد من جديد وصار تقياً نقياً وطاهراً كقطرات الماء المتنزلة من السماء.

وفي أحد الأيام كان ينظر إلى قرص الشمس وقت الأصيل وهو ينحدر نحو الغروب تاركاً وراءه الظلام يلف الأرض، والعصافير تتنقل بين الأشجار بحثاً عن مكان تؤوي إليه.

وفجأة! يسمع من بعيد صدى نداء " الله أكبر " يتردد في الجبال بين الفينة والأخرى؛ فيكبِّر هو الآخر، لتمتلئ بتكبيرتهم الآفاق.

جلس في تلك الليلة على قمة تل صغير مع مجموعة من صحبه يرقبون العدو، حينها تساقط رذاذ من المطر على وجوههم فغشيتهم السكينة.. هزم الخوفَ في داخله بذكر الله.. اشتد وطيس المعركة مع الغزاة وقاتل في سبيل الله.

لَكَم صغرت الدنيا في عينيه عندما اشتاق إلى نعيم الفردوس بعد أن ودع أمه الوداع الأخير، وسار في قوافل المجاهدين حاملاً روحه الطاهرة للفداء؛ فاستشهد في صبيحة ذلك اليوم.

مات مبتسماً وكأنه استشعر حلاوة اللقاء، وانتشرت في الهواء رائحة المسك تطيّب المكان والزمان، وأصحابه يلقون إليه نظرات المحبة والوداع، وأحسب أن الملائكة تحفّهم بأجنحتها.
إنهاحسن الخاتمة

leprence30
2013-09-05, 23:59
اللهم احسن خاتمتنا

medrobert
2013-09-06, 11:20
شكرا جزيلا على القصص الرائعة

leprence30
2013-09-06, 11:33
لاشكر على واجب

hilme
2013-09-30, 12:56
السلام عليكم
شكرا جزيلا على هذه القصص الممتعة