المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوء الظن بالله


ibrahim hano
2013-09-03, 16:04
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



قالَ رَسُولُ اللهِ:
(عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ
إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ)”
من كلام النبوة

إن السراء والضراء ليست إلا مسمّيات لما يحدث حولنا من ظروف،
أما في العمق فكل شيء يجلب الخير للمؤمن.
الكون مليء بالخيرات الدفينة،
وما تجلبه الأقدار لنا مليء بأسرار ومعاني الخير.
لكنك لن تحصل على أي منها إذا لم تؤمن بها بالمقام الأول،
وهذا معنى “وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن”. أن تؤمن بحكمة الله في كل حدث
– نعم، في كل حدث – هو المفتاح لأن ترى حكمة الله في أقداره.
وبذلك أنت تسمح لحكمة الله أن تلهمك وتتغلغل في أعماقك وتسبح في روحك.
ما زال هناك الكثير لا يؤمن بحكمة الله،
فتراه يعترض على القدر. يعترض بلسانه أو بقلبه، اعتراض مباشر أو طفيف، لا يهم، المهم فكرة الاعتراض ذاتها.
إن فكرة الاعتراض على القدر ما هي إلا اعتقاد بأنني أنا أعرف الخير والشر، والله – حاشاه سبحانه – لا يعرف ذلك، لذا فهو يخطئ في إدارة الكون فيأتي بأقدار غير متناسقة.
أعوذ بالله أن يؤمن إنسان بمثل هذا. إن الله حكيم عليم خبير، بل إنه هو خالق كل شيء. هو الذي خلق الخير والشر، وهو الذي خلق الإنسان، وهو الذي خلق قوانين الكون والتفكير، وهو الذي خلق مفاهيم السعادة والتعاسة. خلق كل شيء. فكيف يؤمن إنسان ضعيف ناقص قاصر محدود بأنه يعلم أين يكمن الخير أكثر مما يعلم الله؟.

آمن بحكمة الله في كل ما يحدث لك. إن كل ما تجلبه الأقدار لك له حكمة، ابحث عنها بدلاً من أن تضع نفسك في غير موضعها وتتسخط على القدر.
إن كل ما يأتي من القدر هو أفضل ما يمكن أن يأتي. اقبل به وسلّم، بل اشكره وامتن له، وبذلك تحصل على أسرار الخير.
ألم تعلم أن خزائن الله مفتوحة ولا تنفد

ألم تقرأ الحديث عن رسول الله عن الله سبحانه وتعالي، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

فهيا بنا نتمنى ونسأل الله ونبدأ في العمل الجاد لنستحق هبات الله الوهاب لنا

ولتكن الكلمة التي قالها الله لسيدنا سُليمان في سورة (ص) نُصب أعيننا
حيث يقول سبحانه مخاطباً سيدنا سليمان
(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)


هيا بنا جميعاً نطلب ونتمنى من الله الذي لا يعجزه شيء.


في انتظار تزيينكم لموضوعي بردودكم و مشاركاتكم