*المشتاقة للرحمن*
2009-06-01, 14:43
استخدام الرسول صلي الله عليه وسلم أسلوب إثارة السؤال
من الأساليب التي كان يستخدمها النبي المعلم صلى الله عليه وسلم أسلوب السؤال ، فكثيرا ما كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن كل شئ يثير فيهم حب الاستطلاع ويحرك ذكاءهم ويكسبهم المواعظ المؤثرة من خلال الاقتناع ومن خلال الحوار .
والرسول صلى الله عليه وسلم حينما يستخدم السؤال تعلم ذلك من ربه ، فالقرآن الكريم استخدم السؤال واعترف به كوسيلة من وسائل المعرفة ، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإجابة وهناك العديد من الآيات تحمل في ثناياها السؤال من قبل المؤمنين، أو غيرهم ، وتحمل دعوة للرسول صلى الله عليه وسلم للإجابة عنها ومن ذلك قوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) (1)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)(1)
يل إن الله عز وجل طلب من الرسول أن يسأل بني إسرائيل وغيرهم ، قال تعالى : سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (211) (2)
وقال أيضا : \"سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)\" (3).
بل إن الله عز وجل سيسأل المرسلين ويسأل الناس أجمعين:
\" فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ (6)\" (4)
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يطرح الأسئلة فى أصحابه ليثير انتباههم ويقدح تحفظهم ، ومن ذلك أقواله صلى الله عليه وسلم : -
أتدرون ما حق الجار ؟ أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه حابيتم ؟ أتدرون من المؤمن ؟ ألا أنبئكم بشر الناس ؟ .
ولنضرب على ذلك أمثلة :
1 – روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أتدرون من المسلم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
قال : أتدرون من المؤمن ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : المؤمن من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم .
ثم ذكر المهاجر فقال : والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه .
2 – روى مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \"أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من دونه شئ؟\" .
قالوا : لا يبقى من دونه شئ .
قال : ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا\" .
3 – وروى البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون من المفلس ؟
قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .
قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته، فإن غنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار .
واستخدام هذا الأسلوب في التربية والتعليم يحقق العديد من الفوائد التربوية منها :
أ- حصر الفكر والحواس نحو السؤال .
ب- إثارة عنصر التحدي لدى المستمع .
جـ- يكسب المعلومة قوة في البروز .
د- يشارك في تحقيق الأهداف السلوكية الثلاث.
هـ- صورة تعليمية تربوية وسريعة لاكتساب المعلومة .
وحينما نعلم أطفالنا من خلال التساؤلات عامة والتساؤلات الدينية بخاصة يكون لدينا الطفل المسلم المحاور ، والقادر على أن يتفاهم مع الآخرين فى عصر لا مكان فيه لمن لا يستطيع المواجهة والحوار … يكون لدينا الطفل الذي يفهم إسلامه ويتفاهم معه ، طفل عندما يبلغ رشده يستطيع أن ينفتح على الآخرين ويحدد موقفه منهم ، يكون لدينا الطفل الهادئ المتعادل، لأن الإسلام الذي تعلمه فى صغره لم يطلب منه اختلاق المشكلات ولكن غرس فيه على الحوار وطلب المعرفة بأرقى الأساليب .
د. عبد الرازق مختار محمود
التربية الدينية للأطفال
من الأساليب التي كان يستخدمها النبي المعلم صلى الله عليه وسلم أسلوب السؤال ، فكثيرا ما كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن كل شئ يثير فيهم حب الاستطلاع ويحرك ذكاءهم ويكسبهم المواعظ المؤثرة من خلال الاقتناع ومن خلال الحوار .
والرسول صلى الله عليه وسلم حينما يستخدم السؤال تعلم ذلك من ربه ، فالقرآن الكريم استخدم السؤال واعترف به كوسيلة من وسائل المعرفة ، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإجابة وهناك العديد من الآيات تحمل في ثناياها السؤال من قبل المؤمنين، أو غيرهم ، وتحمل دعوة للرسول صلى الله عليه وسلم للإجابة عنها ومن ذلك قوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) (1)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)(1)
يل إن الله عز وجل طلب من الرسول أن يسأل بني إسرائيل وغيرهم ، قال تعالى : سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (211) (2)
وقال أيضا : \"سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)\" (3).
بل إن الله عز وجل سيسأل المرسلين ويسأل الناس أجمعين:
\" فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ (6)\" (4)
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يطرح الأسئلة فى أصحابه ليثير انتباههم ويقدح تحفظهم ، ومن ذلك أقواله صلى الله عليه وسلم : -
أتدرون ما حق الجار ؟ أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه حابيتم ؟ أتدرون من المؤمن ؟ ألا أنبئكم بشر الناس ؟ .
ولنضرب على ذلك أمثلة :
1 – روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أتدرون من المسلم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
قال : أتدرون من المؤمن ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : المؤمن من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم .
ثم ذكر المهاجر فقال : والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه .
2 – روى مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \"أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من دونه شئ؟\" .
قالوا : لا يبقى من دونه شئ .
قال : ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا\" .
3 – وروى البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون من المفلس ؟
قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .
قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته، فإن غنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار .
واستخدام هذا الأسلوب في التربية والتعليم يحقق العديد من الفوائد التربوية منها :
أ- حصر الفكر والحواس نحو السؤال .
ب- إثارة عنصر التحدي لدى المستمع .
جـ- يكسب المعلومة قوة في البروز .
د- يشارك في تحقيق الأهداف السلوكية الثلاث.
هـ- صورة تعليمية تربوية وسريعة لاكتساب المعلومة .
وحينما نعلم أطفالنا من خلال التساؤلات عامة والتساؤلات الدينية بخاصة يكون لدينا الطفل المسلم المحاور ، والقادر على أن يتفاهم مع الآخرين فى عصر لا مكان فيه لمن لا يستطيع المواجهة والحوار … يكون لدينا الطفل الذي يفهم إسلامه ويتفاهم معه ، طفل عندما يبلغ رشده يستطيع أن ينفتح على الآخرين ويحدد موقفه منهم ، يكون لدينا الطفل الهادئ المتعادل، لأن الإسلام الذي تعلمه فى صغره لم يطلب منه اختلاق المشكلات ولكن غرس فيه على الحوار وطلب المعرفة بأرقى الأساليب .
د. عبد الرازق مختار محمود
التربية الدينية للأطفال