علي النموشي
2009-05-31, 21:59
المقامة الحانوتية
حدثنا عباس النموشي قال : أبتليت بكثرة الإنفاق ، فكدت أفقد الذراع مع الساق ، في بلد ساده الشقاق و النفاق ، و عمه سوء الأخلاق ، و غدى فيه السم كالترياق ، فعلقت نفسي في الحانوت بمعلاق ، فصرت عبدا للحرية مشتاق ، حينا أفكر في مقاومة العراق ، و أخرى أخاف من سوء الفراق ، فضيعت الفريضة من شدة النفاق ، و أرسلت طرفي إلى عنان الآفاق ، علني أجد نعيم المال و الذوق العتاق ، فما رأيت غير السراب براق ، يتلون خياله كالمشتاق إلى العناق ، مع الجواري الرقاق ، ثم رميت طرفي أخرى إلى الأرض ، فما وجدت غير المجاهر أو بائع العرض بالمال أو بالقرض ، فأصابني الحزن مع المرض ، فأقسمت أن لا أتخذ في الدنيا رفيق أو صديق و أن أبقى كالجرف العتيق ، لا يهوى فيسقط ، و لا يتماسك كالحرف المنقط ، هذه حالي و أهوالي و هناك طارت آمالي ، في بلد لا يتقن غير سياسة الحقد مع العقد ، رجاله أشباه نساء يعصون الإله الواحد ، و تعيش مع الفرد منهم ، و لا تقدر على الابتعاد عنهم ، فهل من مخرج إسألهم ؟!
فجائني الجواب ممن يعشق الكلام ، و هو من طبقة أهل الإسلام ، يقوم الليل و يقبل على النهار بالصيام ، فبعد السلام و الصلاة على خير الأنام قال : إني ناصحك من شر تلك الأنعام ، يأخذون اللوم و يسبون الأعلام ، هم أرذالة العوام ، يعيشون على الوهم و الأحلام ، كبيرهم خبيث نمام و صغيرهم حالف بالكذب قسام ، باعوا القدس لأراذل الأقوام ، ألا ترى أنهم شنقوا صدام ، و اتخذوا بلاد العجم حمام ، ظنا منهم أنهم سيشفون من تلك الأسقام ، فمن جاهدهم أعطيه مالي ، و أنذر أن أذبح له أحد عيالي ، و أكون خادما عنده بنفسي و حالي ، فهم أهل بيت الشيطان يعيشون في المجتمع كالحيتان ، يأكلون في الساعة قوتان ، و لكال واحد منهم بيتان و زوجتان ، و هم لإبليس أعوان ، بل أكثر من إخوان ، فمن صبر على آذاهم كان له الأجر العظيم ، لان شرهم كالليل البهيم ، و ما ظننت أن يخرج أحد منه معافى سليم ، فاسترنا منهم يا رحمان يا عليم ، إنهم أشباه فرعون و هامان ، في الكهنوت ، بل أشد وقعا من جيوش جالوت ، فأنصحك أن لا تنتظر منهم خيرا ، و أن لا تتعب قدميك إليهم سيرا ، فهم أشد الناس جولا و سمينهم يأكل ثورا ، و أموالهم أعمق من أي غورا ، فارجع إلى الحانوت و ابقى فيه حتى تموت .
حدثنا عباس النموشي قال : أبتليت بكثرة الإنفاق ، فكدت أفقد الذراع مع الساق ، في بلد ساده الشقاق و النفاق ، و عمه سوء الأخلاق ، و غدى فيه السم كالترياق ، فعلقت نفسي في الحانوت بمعلاق ، فصرت عبدا للحرية مشتاق ، حينا أفكر في مقاومة العراق ، و أخرى أخاف من سوء الفراق ، فضيعت الفريضة من شدة النفاق ، و أرسلت طرفي إلى عنان الآفاق ، علني أجد نعيم المال و الذوق العتاق ، فما رأيت غير السراب براق ، يتلون خياله كالمشتاق إلى العناق ، مع الجواري الرقاق ، ثم رميت طرفي أخرى إلى الأرض ، فما وجدت غير المجاهر أو بائع العرض بالمال أو بالقرض ، فأصابني الحزن مع المرض ، فأقسمت أن لا أتخذ في الدنيا رفيق أو صديق و أن أبقى كالجرف العتيق ، لا يهوى فيسقط ، و لا يتماسك كالحرف المنقط ، هذه حالي و أهوالي و هناك طارت آمالي ، في بلد لا يتقن غير سياسة الحقد مع العقد ، رجاله أشباه نساء يعصون الإله الواحد ، و تعيش مع الفرد منهم ، و لا تقدر على الابتعاد عنهم ، فهل من مخرج إسألهم ؟!
فجائني الجواب ممن يعشق الكلام ، و هو من طبقة أهل الإسلام ، يقوم الليل و يقبل على النهار بالصيام ، فبعد السلام و الصلاة على خير الأنام قال : إني ناصحك من شر تلك الأنعام ، يأخذون اللوم و يسبون الأعلام ، هم أرذالة العوام ، يعيشون على الوهم و الأحلام ، كبيرهم خبيث نمام و صغيرهم حالف بالكذب قسام ، باعوا القدس لأراذل الأقوام ، ألا ترى أنهم شنقوا صدام ، و اتخذوا بلاد العجم حمام ، ظنا منهم أنهم سيشفون من تلك الأسقام ، فمن جاهدهم أعطيه مالي ، و أنذر أن أذبح له أحد عيالي ، و أكون خادما عنده بنفسي و حالي ، فهم أهل بيت الشيطان يعيشون في المجتمع كالحيتان ، يأكلون في الساعة قوتان ، و لكال واحد منهم بيتان و زوجتان ، و هم لإبليس أعوان ، بل أكثر من إخوان ، فمن صبر على آذاهم كان له الأجر العظيم ، لان شرهم كالليل البهيم ، و ما ظننت أن يخرج أحد منه معافى سليم ، فاسترنا منهم يا رحمان يا عليم ، إنهم أشباه فرعون و هامان ، في الكهنوت ، بل أشد وقعا من جيوش جالوت ، فأنصحك أن لا تنتظر منهم خيرا ، و أن لا تتعب قدميك إليهم سيرا ، فهم أشد الناس جولا و سمينهم يأكل ثورا ، و أموالهم أعمق من أي غورا ، فارجع إلى الحانوت و ابقى فيه حتى تموت .