تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرحبا بنموذج السلوك الرياضي للفريق الوطني الجزائري


anisou2409
2009-05-31, 13:39
* من بابكر ديوب ـ أستاذ اللغة العربية بالمعهد الاسلامي ـ دكار ـ السنغال:
مرة أخرى برهن الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم على أحقيته بوضعه في مصاف فرق الدول الكبرى ذات السلوك الرياضي المتميز. لقنت الجزائر العالم بأسره درسا رائعا في مجال السلوك الرياضي بعدم تساهلها أمام الفريق الوطني المصري لكرة القدم في مقابلة حاسمة نظمت بتاريخ 21 من شهر يوليو (تموز) 2001 في اطار منافسات التأهيل للدورة النهائية لكأس العالم المقبلة.

راحت الجزائر يوما ضحية لعبة مصطنعة قضت على كامل حظوظها في المضي قدما بجانب أقوى فرق دول العالم في احدى الدورات النهائية للكأس، لم تنس الجزائر انها كانت يومها ضحية مؤامرة حاكت خيوطها ألمانيا والنمسا اللتان بيتتا نية اقصاء الجزائر باجراء مقابلة بينهما هي اشبه ما تكون بمهزلة نجحت رغم قوة الاحتجاجات والتنديدات في تحقيق نياتها المبيتة، فتم اقصاء الجزائر عن فعاليات تلك الدورة رغم فوزها الرائع على الفريق الوطني الألماني. لقد استطاعت ألمانيا بحسابات عفريتية وبموافقة النمسا الضمنية اختلاق نتيجة اقصي اثرها الفريق الجزائري الذي كان قد مثل القارة الافريقية أحسن تمثيل في تلك الدورة النهائية.

ان مصر بلد شقيق للجزائر والشعب المصري والشعب الجزائري لهما نفس الانتماءات وتربطهما نفس وشائج القرابة. فهما شعبان عربيان عريقان في التاريخ والأرض معا: لهما نفس القيم ونفس التاريخ ونفس اللغة ونفس العرق والدين، لا فرق بين المصري والجزائري الا بالاسم، فأقل ما يستطيع المرء ان يقول في هذا الشأن هو ان المصريين والجزائريين أولاد أعمام، الجزائر بالنسبة لمصر مثل النمسا بالنسبة لألمانيا. لقد كانت الجزائر في نفس وضع الاختبار الذي كانت عليه النمسا. وبينما النمسا سلكت مسلك العنصرية والعصبية العرقية على حساب الروح الرياضية السامية، فإن الجزائر في مقابلتها مع مصر الشقيقة التزمت بالروح الرياضية الكبرى ووقفت صامدة في وجه هجمات الفريق المصري الشرسة وتمخضت عن المقابلة الساخنة نتيجة تعادل مشرفة للفريق الوطني الجزائري.

لم تكن النتيجة بالذات تهم الجزائر بقدر ما كان يهمها الاستمساك بالمثل الرياضية العليا والمحافظة على قيم السلوك الرياضي السامي، أما مصر فإن مشاركتها في كأس العالم المنظمة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية كانت مرتبطة بالنتيجة التي تسفر عنها مقابلتها مع الجزائر. فإن غلبت مصر شاركت في الكأس وإن انهزمت فإن حظوظ مشاركتها تصبح منعدمة. وكان السنغال ـ البلد الذي ينتمي اليه محرر هذه السطور ـ هو الخصم غير المباشر لمصر: اما مصر والسنغال، الذي يشارك في الدورة النهائية المقبلة لكأس العالم، وكانت مقاليد الأمور بأيدي الفريق الوطني الجزائري، فاذا لعب لعباً جادا ونزيها اكسب للروح الرياضية مكانتها اللائقة واذا تساهل وتخاذل في وجه مصر اقصي الفريق السنغالي وكسبت مصر ورقة التأهل، لكن الجزائر ادركت رسالتها وأدت أحسن أداء ولقنت العالم درسا في السلوك الرياضي حريا بالاشادة، درسا لن ينساه العالم.

الجزائر بلد اشتهر بوقوفه الدائم والداعم للحق والمسؤولية، بلد لا يماطل ان تعلق الامر بالشرف والاباء والصمود والتصدي لكل ألوان الباطل والبطلان، بلد حمل السلاح للمرة الثانية لمحاربة الغش والخداع والتساهل والتخاذل في زمن التحديات الكبرى التي قد تجعل نجم الوطن أكثر تألقاً واشتعالا.

الفريق الوطني السنغالي ومن ورائه الشعب السنغالي بأكمله، لن ينسى قط ان تأهله للدورة النهائية المقبلة لكأس العالم مدين بالشيء الكثير لجدية ونزاهة سلوك الفريق الجزائري أمام نظيره المصري، وحتى عقب النصر الساحق الذي حققه الفريق السنغالي على نظيره الناميبي بخمسة أهداف مقابل صفر كانت الآذان صاغية والقلوب تخفق خفقات جنونية ونبضاتها تزداد شدة باقتراب اللحظة النهائية للمباراة الحاسمة، وقد كانت دقات الساعة تقترن اقترانا تاما بدقات قلب المواطن السنغالي، بل انها كانت تقتادها اقتيادا، كان الفريق الوطني السنغالي يناوئ عن بعد الفريق الوطني المصري. أحدهما في اقصى جنوب القارة الافريقية والآخر في اقصى شمالها. ولم يكن الحكم بينهما التشكيلة الوطنية الناميبية ذات المردود الادائي الضعيف بل الحكم هو التشكيلة الوطنية الجزائرية، وكان حكما عدلا وعادلا ونزيها. لم يدفعه الانتماء العربي ـ كما دفع الانتماء العرقي النمسا ـ على امالة الكفة المصرية بمضرة الكفة السنغالية. فما كان قط الانتماء العربي عقبة كأداء في وجه الجزائر الاضطلاع والنهوض بمهامها الاخلاقية والتاريخية.

وبمجرد انتهاء المباراة الحاسمة لكل الخلافات نزلت جموع غفيرة من الشباب في شوارع العاصمة (دكار) والمدن الكبرى، يجوبونها وهم يطلقون هتافات وعواويل مكنتهم من التحرر من الضغوط السيكولوجية العنيفة التي تراكمت في نفوسهم خلال الساعات الطويلة التي سبقت المباراة.

وفي الوقت الذي كان المتظاهرون يحيون تألق نجم فريقهم الوطني وينعون في ذات الوقت على المصريين افول نجم فريقهم الوطني، كان هناك من يهتفون بأعلى صوتهم للاشادة بالفريق الجزائري قائلين «الفريق الجزائري فريق مثالي.. لو لم يلعب الجزائريون بجدية ونزاهة لما تأهل الفريق الوطني السنغالي..».

على غرار أولئك الفتية فإن القارة الافريقية بأسرها ترحب بجدية ونزاهة السلوك الرياضي للفريق الوطني الجزائري.

KOBA
2009-05-31, 22:13
تحيا الجزائر مفخرة الروح الرياضية

مروان 19
2009-05-31, 22:19
مشكوووورر
وان شاء الله الجزائر فى المونديال