المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كييف نقرأ الفكر الأدونيسي؟؟؟؟؟؟؟


طالب حسنات
2009-05-30, 16:40
كانت زيارة أدونيس مؤخرا الى الجزائر في اعتقادي عامل من عوامل التواصل الثقافي العربي، الذي يسعى الى تعميم وتمتين الرابط الحضاري بين مشرق العرب ومغربهم..

وفجأة أصدر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بيانا شديد اللهجة تجاه تصريحات أدونيس، وكان هذا البيان الذي نشرته جريدة "الخبر" (خاصة) بمثابة عود الكبريت الذي أشعل الأزمة.فالشيخ عبد الرحمن شيبان قال في بيانه أن ما جاء في كلام أدونيس هو "أراجيف وقحة من شاعر إباحي ملحد"، معتبرا أن الشاعر ''تطاول على الإسلام وعلماء الإسلام في أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد، وفي رحاب المكتبة الوطنية الجزائرية (ذاكرة الأمة)".
وأقيل على اثرها الزاوي من منصبه كرئيس للمكتبة الوطنية-الجزائر-

فكيف نقرأ أدونيس؟ ....
و هو الذي يتكلم باسم الثقافة العربية التى لا يمكن فصلها بأي وجه من الوجوه عن الثقافة الاسلامية..؟؟http://http://up.arab-x.com/pic/mzr97645.jpg (http://up.arab-x.com/)

gatboulerbah
2009-05-30, 18:10
أثارت زيارة الشاعر السوري أدونيس إلى الجزائر ، وما صدر عنه من تصريحات، الكثير من اللغط في المنابر الثقافية لبعض الصحف العربية. حيث قال أودنيس في أحد لقاءاته الثقافية: "إن الحضارة العربية تنقرض، بسبب فقدانها لآلية الإبداع". وفيما بعد أتت على تصريحاته، الكثير من ردود الفعل الكتابية "الغاضبة" في الصحافة ، ثم قام هو بالرد عليها. ما سوف تتوقف عنده هذه المقالة، هو فهم ظاهرة خلق مثل هذه الأجواء "الثقافية\الحربية" التي تولّدها مثل هذه التصريحات والردود عليها.
في النموذج هذا، ثمة آلية ثلاثية الأبعاد، تخترع معركة من فراغ، تفعل ذلك حينما تقلب الطاولة الثقافية، التي من المفترض أن تكون مبعثا للعقل والتنوير والود، إلى ما يعاكسها بالتمام، أي ما يحولها ـ الطاولة الثقافية ـ إلى ميدان للتنافخ الجماعاتي والتراشق الأيدلوجي والكراهية المبطنة المغلفة بشعور المركزية الثقافية. وما سنسمي في النموذج الذي نحن بصدد تفكيكه، هو شاعر ورمز ثقافي، أدونيس، يطلق تعبيرات، تشبه البيانات العسكرية، من حيث حديتها واستقطابيتها وروحها الأيدلوجية. وعلى الطرف الآخر يرد مثقفون، يمزجون بين الموضوعي والذاتي، بين السياسي والثقافي، وبين دور المثقف ودور نافخ طبول الحرب. وبين الاثنين يقف مثقفون مستلبون إلى الرموز "الأيقونات" الثقافية للجماعات الأكثر حضورا منهم، وفي نموذجنا هم أكثر المثقفين واستلابهم المطلق بشخص أدونيس. وما سنذهب أليه أخيرا، أن هذه الأدوار الثلاثة، والتي تبدو من حيث الظاهر، أدواراً متباينة ومتناقضة، تخدم بعضها البعض، من حيث أنها تجرف الآخرين للآخرين إلى المعارك المتوهمة التي يخلقونها، ويحولون ذواتهم إلى رموز لها.

بيان الشاعر:

ما قاله أودنيس في الجزائر، ومن ثم عاد وكرره في بيانه،من "أن الحضارة العربية تنقرض، بسبب فقدانها لآلية الإبداع". ما قاله، ينم عن إطلاقية حكمية، لا تقبل تردد الباحث في العلوم الإنسانية، وشكه وحيرته، بل العكس، ثمة يقينية المؤمن وحزم العسكري. وهو إطلاق ويقين مفهومان في ظل اعتبار ما قاله الشاعر قولاً في الأيدلوجية والسياسية والأيمان، لا في المعرفة والثقافة. وحين يطالب الشاعر منتقديه بأن يقدموا عكس ما ذهب أليه من انقراض مفترض للحضارة العربية، لا أن ينتقدوا مجرد تصريحه، ومكان تصريحه، فهو بذلك يعزل نفسه عن دور المثقف في التحليل والتفكيك والفهم، ويحيله فقط إلى دور الإطلاق والنعت والتبني.
فأيهما برأي الشاعر يحقق مرامي البحث ويحقق أهداف المثقف: ذاك الذي ينعت ويصنّف بالعبارات الكلية والحازمة والجازمة، أم الذي يبحث ويمحص ويفكك ويبني على كشف. فأيهما أصعب وأجدر بالطرح وألح حضورا في ذات المثقف العربي: قول المثقف، إن العرب يفتقدون المؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني والتعليم الجيد، وهو قول لا يحتاج إلى حذاقة تفكير وقوة منطق، أم التساؤل عن الأسباب التاريخية والمعاصرة لهذه الحالة والوقوف في وجهها بكل أدواته المعرفية.
المثلب الذي كان الشاعر أوقع نفسه فيه بمقالته التي كتبها فيما بعد، حينما توقع أن يطالبه منتقده بقول ما قاله مارون النقاش منذ قرن ونصف القرن "نحن الأصول، وأولئك الفروع، وهم السواقي ونحن الينبوع" وهو قول من لاوعي الشاعر يوشي بعمق فهم الشاعر لدور المثقف، فهو يراه معلقاً بين مكانتي الرجم والمدح، ليس إلا. وهو بالجملة اعتداء معنوي على "مثقف كانط" الواعي، والذي قال عنه بأنه الذي يولّد من دماغه المفاهيم والمصطلحات والأفكار والمعايير... الخ فقط ليفهم غموض العالم، فقط ليفهم، لا أن يرجم ولا أن يمدح. وخصوصا بحق الجماعات ـ العرب في نموذجنا ـ التي تحتاج إلى عمق معرفي كبير جدا لفهم حالتها الثقافية والسياسية والاقتصادية ـ الحضارة على حد تعبير أدونيس ـ المعاصرة والمتباينة جدا، و على كل الصعد، وهو الدور الأبرز المأمول من كل النخب العربية، وهو الغائب إلى الراهن، وهو المبعث الأكبر، إن لم نقل الوحيد، للمشكلة الثقافية العربية، أي لا أحد جاهزاً ليفهم العرب، والكل جاهز لنعتهم، مدحا أو رجما، سيان لا فرق.
بهذا لا يبقى من قول الشاعر غير الرغبة في أثارة الغبار، طمعا في مركزية ثقافية، وتميّزا أيا كان شكله، وخلقا لتباين متوهم مع المعاش، والذي يخفي بالعموم اصطيادا للسلطة والثروة المعنوية بالتحول إلى قطب في أي صراع، وإن كان ذلك على حساب ود المثقف لمجتمعه، أو عضويته الممدوحة، حسب مقياس كان مرغوبا أيام غرامشي. لكن الظاهر أن لكل زمان مقاييسه الخاصة، وطبيعة مثقفيه ؟! فكيف به في زمن النزعات الثقافية اليمينية هذا.

دمت سالما...

طالب حسنات
2009-05-31, 16:54
[quote=gatboulerbah;1128306]أثارت زيارة الشاعر السوري أدونيس إلى الجزائر ، وما صدر عنه من تصريحات، الكثير من اللغط في المنابر الثقافية لبعض الصحف العربية. حيث قال أودنيس في أحد لقاءاته الثقافية: "إن الحضارة العربية تنقرض، بسبب فقدانها لآلية الإبداع". وفيما بعد أتت على تصريحاته، الكثير من ردود الفعل الكتابية "الغاضبة" في الصحافة ، ثم قام هو بالرد عليها. ما سوف تتوقف عنده هذه المقالة، هو فهم ظاهرة خلق مثل هذه الأجواء "الثقافية\الحربية" التي تولّدها مثل هذه التصريحات والردود عليها. .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته......
بداية شكرا اخي على الرد لكن ارى انك لم تناقش كل ما قاله أدونيس فقط ركزت حول فكرة "إن الحضارة العربية تنقرض، بسبب فقدانها لآلية الإبداع".

إليك بعض ما قاله أدونيس وانتظر منك التعليق:

*انتقد الشاعر استمرار العنف والتصاقه بالنظام الإسلامي، مشيرا إلى أن الإسلام اقترن اقترانا عضويا بالسلطة والعنف، وأضاف أن اللغة العربية ترشح دما منذ خمسة عشر قرنا، "بدليل أن ثلاثة من الخلفاء الراشدين ماتوا مقتولين".

*وقال أيضا "ليس ثمة نص واحد واضح يحدد حرية المرأة وذاتها المستقلة، وإنما هناك تأويلات أو قراءات الفقهاء"، و ذكر "أن المرأة يوم القيامة لا وجود لها كذات في الجنة، وإنما هي مجرد حورية للاستمتاع، والقرآن لم يفصل في هذه القضية، ولم يعط للمرأة الحرية والتقدير كما يدعي البعض"، ووصل أدونيس إلى نتيجة "أن الرجل مفضل على المرأة في النص القرآني".

*وقال "إن طريق النهضة لا يتقدم بنا كمسلمين، إلا إذا أحدثنا قطيعة تامة مع تراثنا الديني، وتبنينا منظومة فكرية حداثية ترفض تقديس المقدسات الإسلامية".

*واعتبر أن الخطاب الديني "مجرد لغة"، وقال بشأن التفاف الشارع حوله: "إن هذه العودة القوية للتيار الديني وهذا الالتفاف حول ما يسمى المشروع الإسلامي، كما يفهم ويمارس اليوم، هو دليل آخر على الانقراض الحضاري العربي".

أدونيس لم يكن مجاملا في كلامه، وقال بأن العالم العربي يعيش حالة انقراض حضاري، وأن العرب ليس لديهم ما يقدمونه لمستقبل العالم، معتبرا بأنه لو اجتمع العالم الأوروبي والآسيوي والعربي وكل الأجناس ليقدموا مقترحات وتصورات لمستقبل العالم والبشرية ومعالجة المشاكل القائمة، فلن يكون بإمكان العرب تقديم شيء.
[/b][/size]