اعرف من تحاور

[بن يوسف الرياحي]

أنا في غالب الأحوال أكن الاحترام لمن يخالفني الرأي إذا كان خلافه معي لغير هوى بل لأنه يظن من خلال معطياته أن رأيه هو الصحيح ..أنا أحترم هذا الشخص ولو اصطدمت معه لأنه إنما خالفني الرأي لاعن هوى بل بسبب اجتهاده فيما اختلفنا فيه ..

وهذه الحالة قلما تجدها عند من ينتمي إلى اتجاه معين .. فئة ..طائفة .. حزب .. فإذا اختلف معك هذا في مسألة تراها فئته صائبة فإن هذا الشخص سيناضل عن رأيه المستقى من فئته وسيضطر إلى التهجم واستخدام ألفاظ نابية تبين عن عجزه لأنه في الواقع يدافع عن رأي غيره الذي قد يفتقر إلى الأدلة مما يجعله يملأ الفراغات بألفاظ غير موضوعية .. التي هي السب والتهم الباطلة ,
لكن لو كان محادثك يحمل آراء شخصية غير مرتبطة بفئة فإنه في أغلب الأحيان يكون طالب حقيقة ، وطالب الحقيقة لايهمه من أين أتت الحقيقة سواء منه أو من غيره فالحقيقة هي ضالته ..
لذا روي عن بعض السلف أنهم كانوا يختلفون في المسألة وكل يدلي بحجته ثم وياللعجب يخرج كل منهما بالرأي الذي ارتآه مناظره ..
وهذه النتيجة جعلتني أنظر إلى محاوري إذا كان متشبثاً برأيه رغم قوة الحجج والأدلة التي أسوقها ثم أضاف إلى تشبثه السخرية أو السب ، أنظر إليه على أنه لابد منتمٍ إلى فئة ما .. حزب أو جماعة أو غير ذلك من المسميات
قد ترى أنه من[ المفيد عدم إضاعة الوقت مع هؤلاء ... لكن لابأس من الطرق على رؤوسهم إلى أن تتزعزع قناعتهم بفئتهم الغير سوية
من اجتهادي