المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشيع عقيدة دينية أم عقدة شيعية


أبو هاجر القحطاني
2013-08-19, 14:02
التشيع عقيدة دينية أم عقدة شيعية

لقد كنت أقلب البصر في أنحاء هذا الواقع وأنا أفتش عن السر الكامن وراء ذلك الحقد الطائفي والممارسات المتخلفة المؤذية، والوقاحة الصفيقة في التعامل مع (الآخر)، مع انعدام الإحساس بقيمته وقيمه ومشاعره، وإسقاط النواقص الذاتية عليه؟ لماذا هذا العداء الوحشي الذي يلبس لبوس الدين؟ ومصادرة حق الآخر في العيش أو التعايش؟ والسعي الحثيث في محاولة تهميشه وإلغائه من الوجود بشتى الطرق: اتهامه والوقيعة به، أو مطاردته واعتقاله وتعذيبه إلى حدود - وبأساليب - لا يبلغها العقل الإنساني! أو اغتياله وتصفيته جسدياً بكل الوسائل الممكنة...؟ لماذا هذه اللعنات التي تصب على تاريخنا ورموزنا علناً وعلى رؤوس الأشهاد؟! لماذا هذا التخريب والحركات الغوغائية المدمرة للذات وللغير؟ والعمالة المتكررة للغازي الأجنبي؟ ما هذا الفساد الخلقي الذي يمارس باسم الدين أو بلا اسم، والذي يتركز ويزداد كلما اقتربت من الحوزات والمؤسسات أو المعالم والرموز الدينية؟ ما هذا الكذب السمج والنفاق والتظاهر بغير الباطن بلا مبرر من إكراه ونحوه؟ وهذا اللؤم وإنكار الجميل وتوجيه الأذى للمحسن أولاً وقبل غيره؟ ما هذه الرايات السود التي تواصل التقدم من الشرق وبلا انقطاع منذ فجر التاريخ في أور سومر وإلى بغداد الأمس واليوم؟ وهذه الحروب التي لا تنتهي؟ ما هذا اللطم والنواح والتطبير وجلد الذات؟ وهذه الذلة والمسكنة والتباكي ودعوى الاضطهاد والمظلومية والمحرومية: أهي محرومية حقيقية؟ أم هي محرومية نفس جدباء لا تنبت كلأً ولا تمسك مطراً؟

أبو هاجر القحطاني
2013-08-25, 22:54
الوطنية والمواطنة عند الشيعي

الوطنية - في أصلها – فطرة، وفكرة، وشعور طبيعي.
لكن ما كل ما هو طبيعي في أصله يبقى كذلك بعد انفصاله عن مجال الفكر والشعور الداخلي، واتصاله أو انتقاله إلى الواقع الخارجي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول: (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)([1]). الوطنية مجّستها الشيعة ونجستها فاستحالت مع الزمن نجَساً لا يطهر إلا بالحرق.
والأُخوة أقرب رحماً من الوطنية، لكنها - مع من يسيء إليها ولا يرعى حرمتها ولا يرعوي عن التمادي في استغلالها - ضرر محض لا يسوغ عقلاً ولا يصح شرعاً مراعاتها، بل قد يتوجب نبذها والكفر بها حفظاً للنفس والمال والعرض. وكذلك الحال مع الوطنية إذا كانت كذلك.
لقد سار السنة على أساس المعادلة الوطنية تسعين سنة فما جنوا منها غير الأذى في دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم. فهل عليهم أن يوروثوها ذراريهم وأجيالهم القادمة؟ لقد آن الأوان لفصمها مع الشيعة كما يفصم عقد شراكة لم يجلب لأحد الشريكين، أو كليهما، غيرَ الخسارة والبلاء.
لكن أصحاب الفكر الجامد والفقه الراكد لا يدركون هذا ولا يفقهون ما نقول، في عملية إصرار مقرفة تمتهن العقل، وتلغي الواقع وتخضعه قسراً لحسابات آيدلوجية مسبقة على طريقة (عنزة وإن طارت)!

الوطن والوطنية والمواطنة

في (لسان العرب) لابن منظور: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحَله.. وواطنهُ على الأَمر: أَضمر فعله معه، فإن أَراد معنى وافقه قال: واطأَه. تقول: واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه، وتَوْطِينُ النفس على الشيء: كالتمهيد. ابن سيده: وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ: حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له.
وفي (القاموس المحيط) للفيروزآبادي: واطنه على الأمر: وافقه.إ.هـ.
(المواطنة) إذن مشتقة في الأصل من كلمة (وطن)، ومأخوذة مباشرة من الفعل (واطَنَ)، على وزن (فاعَلَ) – بفتح العين – ويعني المشاركة في الفعل من طرفين. و(المواطن) هو الشخص الذي يشارك غيره النزول في وطن. وهذا يستلزم لتحقيقه أن يكون الموصوف بوصف (المواطن) يضمر ويؤمن في داخله بحق مشاركة الآخر له العيش في الوطن المشترك بينهما. هذا الإيمان هو ركن من أركان الحكم على الشخص بذلك الوصف، من دونه يفقد صلاحيته للتسمي باسم (المواطن)، وتسقط عنه استحقاقاته، ولم يعد من الصواب ولا من الحكمة ولا المصلحة تسميته بذلك. إلا إذا كانت التسميات تطلق جزافاً بلا ضابط يُرجع إليه.
الوطن إذن هو قطعة الأرض المحددة، التي يعيش عليها مجموعة متوافقة من البشر. و(الوطنية) شعور يقوم على الحب والانتماء للوطن وما عليه من بشر وعمران مع الاستعداد للتضحية من أجله. وأما المواطنة فهي علاقة اجتماعية على أساسها يتشارك مجموعة من البشر العيش في وطن معين على مبدأ المساواة أداءً للواجبات وتمتعاً بالحقوق.
والشيعة قوم يعيشون في وطن، لكن دون التزام بالمواطنة. وغاية (الوطنية) عندهم حنين غريزي مبهم للمكان المألوف، وهو شعور موجود بين الحيوانات أيضاً، بل إن بعضها يتفوق عليهم في هذا الشعور من ناحية الدفاع عن مكانه الذي يؤويه، وصاحبه الذي يحسن إليه. بينما يشهد تاريخ الشيعة أنهم عون للمحتل على غزو بلادهم التي يشاركهم العيش فيها غيرهم، ويبدأون بأذى من يحسن إليهم. ولا غرابة فيما أقول؛ فالله تعالى وصف كثيراً من الخلق بأنهم أدنى مستوى من الحيوان فقال: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف:179). وقد عبر الشيعة عن موقفهم تجاه الوطن بقولهم في بداية احتلال العراق: "لكم الوطنية ولنا الوطن". فهم يريدون وطناً بحقوق كاملة وواجبات معطلة. وطناً لا حق فيه لأحد سواهم. أي وطناً بلا وطنية ولا مواطنة. وما يتشدقون به من وطنية فليس سوى وسيلة وستار لأكل الآخر. وكلامي هذا هو عصارة تجربة استغرقت عمراً طوله بضعة عقود، وخلاصة معرفة استغرقت تاريخاً طوله أكثر من عشرة قرون.

الشيعي والآخر

أزمة الشيعي تكمن في أربعة أشياء: (عقيدته، وعقدته، ومرجعيته، وولائه لإيران)، هي عبارة عن عوائق ذاتية مستحيلة الاجتياز، تجعل من الاستحالة أن يكون الشيعي مواطناً صالحاً في وطن يشاركه فيه آخرون من غير دينه ومعتقده:
وإليكم باختصار كيف تقضي هذه الأشياء الأربعة على (الوطنية)، وتلغي مفهوم (المواطنة)، وتسلب صفة (المواطن) من الشيعي، وتجعله مجرد جسم غريب، وعنصر طفيلي يعتاش على الآخرين، و..... يؤذيهم في الوقت نفسه:

1. العقيدة

أما عقيدة الشيعي فتأتي على رأسها (الإمامة). وهذه العقيدة لا تتوقف عند تكفير الشريك المخالف، حتى توجب على معتنقها أمرين متى ما قدر على ذلك:
1. وجوب قتله
2. واستباحة ماله
· الشيعي إذن لا يؤمن بحق الحياة، ولا حق التملك للآخر
· وهما أعظم حقين يقوم عليهما السلم الاجتماعي
3. يضاف إلى ذلك استباحة العرض مع وقف التنفيذ نظرياً حتى ظهور خرافة (المهدي). أما عملياً فقد أثبتت أحداث العراق وغيره أن الشيعة لا يترددون عند التمكن عن اغتصاب النساء واستباحة الأعراض. (هذا مع إعراضنا عن مناقشة بقية العقائد وانعكاساتها الخطرة على المواطنة).

2.العقدة

تغذي هذه العقيدة المبتدعة، الملغومة بالتكفير وحرمان الآخر من حق الحياة والتملك، عقد نفسية تزيدها تأججاً، وتجعلها قابلة للانفجار في كل لحظة، وعلى رأسها عقدة (المظلومية) و(الحقد) و(الثأر)، التي تجر خلفها سلسلة من العقد أحصيت منها إجمالياً (20) عقدة([2]).

3. المرجعية

بعد هذا يأتي ارتباط الشيعي بالمرجعية الدينية في كل شؤونه: الدينية والدنيوية، ومنها السياسة والعسكرية والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية وغيرها. فالشيعي في كل مجتمع لا يشعر بالارتباط بالدولة التي يقطنها: حكومة وشعباً. إنما يتخذ من المرجع بديلاً عن الحاكم، ويسمونه في مصطلحاتهم الفقهية بـ(الحاكم الأعلى)! ويتخذ من أبناء طائفته شعباً بديلاً عن الشعب الذي يواطنه ويساكنه. أضف إلى ذلك أن المرجع عادة ما يكون إيرانياً يوالي بطبيعة الحال بلده الأصلي إيران، وهو موظف أساساً من قِبَله لجعل أتباعه في أي بلد موالين لإيران إلى حد التعصب والطائفية المقيتة. ومن لم يكن إيرانياً أو عجمياً منهم – وهذا نادر – فهو مستعجم. والمستعجم شر من العجمي صليبة.

4. الولاء لإيران:

ومع العقدة والعقيدة والمرجع يرتبط الشيعي تلقائياً بإيران. وإيران تعمل على سلخ كل شيعي من الشعور بالانتماء لبلده، بل لا تتوقف حتى تحوله إلى معاد له يعمل على محاربته وتخريبه بشتى الوسائل والسبل. كل ذلك باسم الدين والولاء للمذهب.


القادسية