تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يقول نيتشه :


tarek 10
2013-08-19, 00:35
يقول فردريك نيتشه :

إن الديمقراطيه معناها انجراف , معناها أن يسمح لكل جزء في الإنسان بالإنطلاق في المسرات والرغبات. معنا إنحلال التماسك وتبادل التعاون ,
وتتويج الفوضى والحريه , ومعناها عبادة أوساط الناس ومقت التفوق والنبوغ , ومعناها استحالة ظهور الرجال العظماء , إذا كيف يمكن لأعظم الرجال الإذعان الى غش وأكاذيب الإنتخابات؟


أية فرصه تقدمها الإنتخابات لاعظم الرجال ؟ إن الشعب يكره صاحب الروح الحره عدو القيود , الذي لاينتمي الى حزب من الأحزاب , كما تكره الكلاب الذئاب .
كيف يمكن أن يترعرع الإنسان الأعلى في مثل هذه التربة ؟ كيف يمكن لأمة بلوغ العظمة إذا لم تنتفع وتستخدم أعظم رجالها بإثباط همتهم وتركهم لايسمع بهم أحد ؟
إن مثل هذه الأمة سرعان ماتفقد أخلاقها بتمجيدها صاحب أكثر الأصوات في الإنتخابات بدلا من الموهوب المتفوق النابغ , في مثل هذا المجمتع تتشابه الأشياء وتتحول النساء الى رجال
والرجال إلى نساء !



هل حقا العالم العربي بحاجة إلى مثل هؤلاء الرجال بلا إنتخابات وبلا ديمقراطية ,رغم أن الأغلب حكومات أرستقراطية ؟

هل ننشد بهذه المطالبة الموت لتاريخنا - رغم أنه الآن الأمر سيان- ؟

لو كانت الديمقراطية بهذا الشكل كيف أصبحت أمريكا الآن الأمة الأعظم وهي المورد الرئيسي لها ؟

هل الأمة الأعظم تختار رجالها بعنايه تامة , ويتم تغطيتهم بغطاء الديمقراطية ؟


وهل في ظل الحكومات الأرستقراطية سوف نظل أمة عظيمة ؟

syrus
2013-08-22, 19:39
السلام عليكم و رحمة الله

بداية أود شكرك على هذا الموضوع القيم

اعتقد انه لا شك من ان الناس يتفاوتون في مواهبهم و درجات ذكائهم , لكنهم يتساوون مع ذلك في الإنسانية و الحقوق و الواجبات , و الاذكياء يمكنهم ان يوظفوا ذكائهم لإقناع الناس بما يرونه صحيحا دون ان يحتكروا السلطة ... أما رفض الديموقراطية بحجة التفاوت فهو تبرير لحكم الأقلية و رجوع إلى الخلف ... من وجهة نظري أرى ان الديموقراطية أثبتت أنها النظام الأفضل , و مشكلات الممارسة الديموقراطية لا تحل برفض الديموقراطية و التقهقر إلى نظم حكم تقليدية قديمة , بل تحل بمزيد من التعليم و الثقافة و الديموقراطية ...

ما قال نيتشه لا يتفق واقعيا مع ما نراه اليوم , لأن اكثر الدول التي انجبت العضماء في السياسة و الجيش و العلوم و الفنون و الرياضة هي الدول الديموقراطية و يكفي ان نرى حجم الإنجازات التي تحققها الجامعات البريطانية و الامريكية ...

لكن هذا لا ينفي انه في الولايات المتحدة الامريكية نفسها برز تيار فلسفي يؤكد على اهمية قيادة النخبة للبلد و على ان جعل قرارات تسيير البلاد بشكل مباشر في يد أغلبية الناس الذين لا يفهمون امور التسيير و الإدارة يحد من قدرة الإدارة و الدولة ... و كان والتر ليبمان (walter lippmann) احد اهم رموز هذا التيار و كان يدعو إلى إنشاء مؤسسات و وكلات للدولة تقوم بدراسة الأوضاع و تحليلها و صناعة القرارات و ان يكتفي العامة بدور المتفرج و المراقب . و هو احد اهم الشخصيات المؤثرة في صياغة شكل الإدارة الامريكية و طبيعة علمها .

بالنسبة لـ ليبمان فإن المشاركة في عملية صنع القرار تستلزم أن يكون الفرد على دراية و معرفة جدية بموضوع القرار (to be well-informed) و هو ما يعتقد ليبمان ان أغلب الناس غير مهتمة به, و لهذا وجب عزل الجهلة من العوام بقدر الإمكان عن عملية صناعة القرار لأن رأيهم لا يهم و يعرقل عمل الدولة , في المقابل يرى جون ديوي (John Dewey) أن الإعتماد على ارستقراطية إدراية و حصر صناعة القرار في يد النخبة سيهدم أركان الديموقراطية و يجعل السلطة في يد اقلية من اصحاب المصالح . و لذا فالأفضل هو مزيد من حرية الصحافة و الإعلام و تحسيس الرأي العام بالشؤون السياسية ...

و ردا على نقد ديوي حاول ليبمان ان يرسم صورة عن مشكلة الديموقراطية من منظور براغماتي و واقعي , انطلاقا من نقد ما يراه وهم ان الناس مهتمون فعلا بالمشاركة في حكم انفسهم , فهو يرى ان الكثير من الناس في الوقع تكتفي بدور الفرد في القطيع و تتقبل ان تقاد و لا تملك رغبة في المشاركة و الانخراط المباشر في صناعة القرارات , لذا فهو يطرح السؤال عن الجدوى من إشراكها و الرجوع إليها في كل القرارات , و يقترح نموذجا لبيروقراطية الدولة التي يشرف على تسييرها النخبة المهتمة و المطلعة (well-informed) ...

و الحقيقة هي ان ما يقوله ليبمان يقوم على مغالطة التعميم , لأننا لا نستطيع إلغاء أو الحد من الآليات الديموقراطية بحجة عدم اهتمام العامة و جهلهم , فهناك دوما قسم من المواطنين مهتم بالشأن السياسي و لا يمكن مصادرة حق هؤلاء في مراقبة علميات صنع القرار و المشاركة فيها ...

شخصيا اميل إلى رأي جون ديوي و أعتقد ان حل مشكلة الديموقراطية هو المزيد من الديموقراطية و الرفع من مستوى التعليم و الثقافة , لكن يبقى رأي ليبمان وجيها في كونه أدرك حقيقة استحالة انخراط كل الناس فعليا في الشأن السياسي ... و ربما حقيقة أن هذا الموضوع بقي دون ردود و مشاركات مقارنة بموضوعات المراة يحمل بعض الدلالات التي تتوافق مع كلا الرأيين