تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جهــــــــــود امازيغية في خدمة اللغة العربية


yacin msily
2013-08-14, 15:08
يجدر بنا في البداية أن نشير إلى أن علاقة الأمازيغ بالشرق قديمة تعود إلى عهود ما قبل الإسلام، وما من شك أن امتداد الأرض وغياب الحواجز الطبيعية بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد ساعد على التواصل الحضاري بين المنطقتين. ولئن كانت الهوية الأمازيغية قائمة بذاتها لها لغتها وثقافتها وحضارتها وعاداتها كغيرها من الأمم نعتز بها ، فإن ذلك لا ينفي وجود قواسم مشتركة بينها وبين حضارات المشرق عبر التاريخ وفي مجالات عديدة بفضل الروابط التاريخية التي تعود إلى عهد الفراعنة حيث أسس أجدادنا الأسرة الثانية والعشرين التي خلدتها عدة مسلات مازالت قائمة في معبد الكرنك بمصر الشقيقة، وقيل إن الأمازيغ قد وصلوا إلى أورشليم آنذاك.

وتدعمت هذه الروابط بوصول الفينيقيين إلى شمال إفريقيا لأغراض تجارية، ثم كللت هذه العلاقات بوصول الفتح الإسلامي إلى ربوعنا وقد حمل رسالة الرحمة للعالم قاطبة ، وسرعان ما أدرك أجدادنا الأمازيغ أن الإسلام ليس امتدادا للاستعمار الروماني والوندالي والبيزنطي) بل جاء ليحرر الإنسان ولتكريمه بالهداية والاستقامة، وأن التفاضل ليس على أساس الجنس أو العرق أو العصبية بل على أساس التقوى والعمل الصالح وهو المعيار الذي وضع جميع الشعوب والأمم على قدم المساواة، وبذلك أدركوا عدل الإسلام فأقبلوا على اعتناق مبادئه وتعلم العربية حتى صاروا ذخرا له وأقلاما لها وجعلوها بعد تأسيس الدول الأمازيغية لغة العمل والإدارة والتدريس دون إقصاء الأمازيغية التي ظل أهلها يؤلفون بها الكتب المختلفة بعد أن صاروا يكتبونها بالحرف العربي مثلما ذكر المؤرخ الجزائري الكبير مبارك الميلي، وأكده المؤرخون الفرنسيون (هانوتو / هنري باسي/ روني باسي / أوجين دوماس).

ولعل أهم سؤال يتبادر إلى الذهن هو: كيف رُجحت الكفة لصالح اللغة العربية؟ هل تم ذلك بقمع الأمازيغية كما يتصور البعض أم بإقبال أجدادنا على تعلم العربية عن طواعية باعتبارها لغة القرآن والإسلام الذي وصلهم لتوه بأفكاره الإنسانية المحررة لهم؟. إذا عدنا إلى العهود التاريخية القديمة لشمال إفريقيا فإننا نلاحظ غياب الاهتمام بتطوير الكتابة الأمازيغية وعزوف أهلها عن تقعيدها وترقيتها، الأمر الذي جعلها تتدحرج إلى خارج الاهتمامات الفكرية والعلمية. وقد يفسر ذلك بتعرض شمال إفريقيا بصفة متواصلة للاحتلال الأجنبي الأمر الذي حال دون ظهور حواضر يشتغل فيها العلماء لتطوير لغتهم، لذلك فعندما وصل المسلمون الفاتحون وجدوا الأمازيغ يتحدثون لغتهم لكنهم يفضلون اللاتينية في مجال الكتابة والتدوين باعتبارها لغة الغالب ذات التداول الواسع.

وما دام الإسلام قد ملأ قلوب أجدادنا الأمازيغ فمن الطبيعي أن يقبلوا على تعلم اللغة العربية إلى درجة امتلاك ناصيتها ثم القيام بنشرها في أوربا وإفريقيا، بأن صاروا أقلاما لها فأسسوا المدارس في عواصم دولهم كتلمسان وتيارت وبجاية. وبالنظر إلى اتساع الموضوع المعالج من جهة ، وضيق المقام من جهة أخرى، فإنني سأقتصر على منطقة القبائل (الزواوة) كنموذج يبرز لنا جهود علماء المنطقة في نشر العربية. هذا ولا يختلف عاقلان في أهمية دور بجاية الرائد منذ القرن الحادي عشر في نشر العربية وعلومها، أيام عهد الحماديين الذين جعلوا منها منارة علم ومعرفة استضاءت بها شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا أدل على ذلك من استقرار أعلام الفكر بها للتدريس والدراسة ، نذكر منهم عبد الرحمان بن خلدون الذي درس ودرﱠس بها، ومن شيوخه الأجلاء أحمد إدريس الذي انسحب فيما بعد من مدينة بجاية إلى ناحية عزازقة حيث أسس زاوية ما زالت عامرة إلى إلى يومنا هذا، والمهدي ابن تومرت وصنوه عبد المؤمن بن علي (مؤسسا الدولة الموحدية). وهكذا كانت بجاية محطة علمية ضرورية لإكمال التحصيل العلمي، ولا يفوتني في هذه العجالة أن أشير إلى أن العلامة عبد الرحمان الثعالبي قد درس بجاية ، ومن شيوخه الأجلاء علي بن عثمان المنجلاتي.

yacin msily
2013-08-14, 15:09
وإذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت بعلماء المشرق في نشر العلم، فإنه سرعان ما أنجبت منطقة القبائل علماء كثيرين سار بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الأوسط أو المغرب الكبير بل وذاع صيتهم في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام ومصر بصفة خاصة. ولعل أفضل شاهد على دور بجاية العلمي الرائد كتاب "عنوان الدراية" لأبي العباس أحمد الغبريني (1246-1304 م) الذي جمع فيه أعلاما كثيرة عاشت في بجاية في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد انتشر الكثير من العلماء في عمق منطقة القبائل حيث أسسوا عدة مراكز للتعليم نذكر منها ناحية آث وغليس التي أنجبت محمد بن ابراهيم الوغليسي (القرن 13) الذي تولى الخطابة بجامع القصبة ببجاية واشتهر بكتاباته الادارية والشرعية والأدبية ، والشيخ الطاهر الجزائري الوغليسي (1850-1920) الذي كان أحد رواد النهضة العربية في الشام ومصر. وعرش مشذالة (البويرة) الذي أنجب العديد من العلماء منهم منصور المشذالي (1234-1331) الذي درس ببجاية وأكمل دراسته بمصر التي مكث بها حوالي عشريــن عاما ونهل مـن معين عز الدين بن عبد السلام وغيره، ثم عاد إلى بجاية حيث تولى التدريس وقد أصلح طرائق التعليم بإدخال المناظرة العقلية والاهتمام بالدراية قبل الرواية وانتشر طلبته خاصة في تلمسان ، هذا وقد اشتهر بتمسكه الشديد بمذهب الإمام مالك وأكد ذلك بقوله "نحن خليليون إن ظل ضللنا" . ومنهم أيضا محمد بن أبي القاسم المشذالي (المتوفي سنة 1462) الذي أقام في بجاية وترك عدة مؤلفات منها:

- تكملة حاشية الوانونجي على المدونة (في الفقه المالكي)/ مختصر البيان لابن رشد/ كتاب "فتاوى" وغيره.

yacin msily
2013-08-14, 15:10
أما عرش آث منقلات فقد أنجب العديد من العلماء منهم أبو يوسف المنقلاتي (المتوفى سنة 1291) وأبو الروح عيسى المنقلاتي (1265- 1342) الذي أنهى دراسته بمصر وتولى بها منصب الإفتاء ثم تفرغ للتدريس وقد ترك عشرات المخطوطات معظمها في الفقه منها :

- شرح جامع الأمهات (7 أجزاء) وهو شرح لمختصر ابن الحاجب في الفروع.

والعلامة علي بن عثمان المنقلاتي (القرن 14) الذي تولى التدريس ببجاية.

أما عرش آث غبري فقد أنجب العديد من العلماء منهم يحيى بن المعطي الزواوي (1189-1231) الذي درس ببجاية ثم سافر إلى الشام حيث تولى التدريس ثم انتقل إلى مصر ، وقد ترك عشرات المؤلفات في النحو والصرف والفقه أهمها كتاب "الدرة الألفية في علم العربية" الذي يعد أهم كتاب ألف في النحو في عصره. وهناك مراكز أخرى عديدة خدمت اللغة العربية في آث وارثلان (الحسين الورثلاني) و (فضيل الورثلاني) والشيخ السعيد البهلولي وآث يعلى وآث جناد وزرخفاوي وآث فليق وآث يراثن ودلس وغيرها. هذا وقد ساهم علماء الزواوة في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (الشيخ السعيد اليجري 1873-1951) ومحمد فضيل الإيراثني (1873-1940) ومولود الحافظي وغيرهم.

كما أنجبت المنطقة العديد من المعلمين الذين عملوا في المدارس الحرة. ومن الوفاء أن نذكر بعض الأسماء التي وظفت القلم لخدمة العربية وقد رحلت عنا منها رابح بونار (المغرب العربي تاريخه وثقافته) إسماعيل العربي الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والأعمال المترجمة خاصة في مجال التاريخ، ومحمد الحسن فضلاء الذي كتب عن التعليم العربي الحر و عن رواد الاصلاح، وكذا مولود قاسم نايت بلقاسم والقائمة طويلة. ومما تجدر الإشارة إليه أن زوايا منطقة القبائل كانت تستقبل الطلبة القادمين إليها من مناطق عديدة (سطيف / جيجل / برج بوعريريج/ مسيلة/ بوسعادة / المدية / الجزائر وغيرها). وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الباي محمد الذباح (باي تيطري) في القرن 18 م قد درس بزاوية ابن أعراب (عرش آث يراثن) ، كما أن العلامة محمد البشير الإبراهيمي قد درس وتعلم بزاوية ابن علي الشريف بأقبو ولاية بجاية.

yacin msily
2013-08-14, 15:11
وقد أدرك الاستعمار ما لهذه الزوايا من دور رائد في صيانة الشخصية الوطنية وفي استنهاض الهمم من أجل المقاومة والصمود لذلك لم يكتف بتعطيلها وإضعافها بطرائق شتى بل أسس لمنافستها وخنقها من المدارس الفرنسية ما يعادل تقريبا ما هو مشيد في مجموع باقي الوطن. وقد علق الأستاذ المصلح والمؤرخ أحمد توفيق المدني على هذه السياسة الاستعمارية الجهنمية بما مفاده أن ثمار هذه السياسة ستظهر بعد نصف القرن، ويبدو أن هذا المؤرخ كان يستشرف المستقبل آنذاك بعقل وقاد.

هذا غيظ من فيض مما يمكن أن يقال عن جهود منطقة القبائل في سبيل خدمة العربية. وما دام الأجداد قد عضوا بالنواجذ على اللغتين الوطنيتين العربية - التي يجب أن تحظى بالريادة - ثم الأمازيغية - التي يجب أن تحظى بالرعاية- وما دام حبل الإسلام قد جمعهما ، فمن الواجب أن نبني العلاقة بينهما على أساس التكامل وليس التنافر ، لأنه كفيل بتحقيق الوحدة في إطار التنوع الذي جعله الله أحد مظاهر آياته ومعجزاته. وإذا كان المثل الصيني يقول: مجنونة هي الجزيرة التي تعادي المحيط، فمن الصواب أيضا أن نضيف أنه من الحكمة ألا يبتلع المحيط الجزيرة.


ــــــــــــــــــــــــــــ
* ألقيت هذه الكلمة في منبر " حوار الأفكار " للمجلس الأعلى للغة العربية، بفندق الأوراسي يوم الإثنين 5 فيفري 2007

zozman
2013-08-15, 22:49
الألمانى (( يوهان فك ))

لقد برهن جبروت التراث العربى الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر

الألمانى (( أوجست فيشر ))

و أذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته غير العرب

كلما تعمق المرء فى دراسة المدنية العربية ، تجلت له أمور جديدة ، واتسعت أمامه الافاق ، وثبت له ان القرون الوسطى لم تعرف الامم القديمة الا عن طريق العرب، وأن جامعات الغرب عاشت خمسمائة سنة تكتب للعرب خاصة ، وأن العرب هم الذين مدنوا أوروبا فى المادة والعقل والخلق .

( جوستاف لوبون )

شمس الله تشرق على الغرب: فضل العرب على أوربا تأليف : سيغريد هونكه

إن هذا الكتاب يتناول "العرب" و"الحضارة العربية" التي شارك في صنعها أشخاص ممن كانوا ذات انتماءات فارسية، هندية هؤلاء وغيرهم ساهموا في رسم معالم تلك الحضارة، وتقول المستشرقة هونكه بأن هؤلاء، كغيرهم من الشعوب التي حكمها العرب، اتحدوا بفضل اللغة العربية والدين الإسلامي، وذابوا بتأثير قوة الشخصية العربية من ناحية، وتأثير الروح العربية الفذّة من ناحية أخرى، من وحدة ثقافية ذات تماسك عظيم، تتحدث المستشرقة في كتابها هذا عن الثقافة العربية التي أثرت تأثيراً كبيراً في الحضارة الغربية. أبرزت المستشرقة ذلك من خلال جوانب حياتية وفكرية وعملية وعلمية كان للثقافة العربية تأثيرها المباشر عليها من خلال الموروث من الألفاظ والأفكار والعلوم التي إن دلت على شيء فهي تدل على الأصل العربي لها. وهدف المستشرقة من وراء عملها هذا كما تقول، هو أن تفي للعرب ديناً استحق منذ زمن بعيد

صفــاء
2013-08-16, 15:21
نعــــم أخى لقد كــــــــان للامازيغ دور فعال في خدمة العربية

والسبب كان الاسلام طبعا فحبهم الشديد وتعلقهم الكبير بالاسلام جعلهم يخدمون اللغة العربية

وبرز الكثير منهم وأصبحوا ينافسون العرب بل أصبحوا أفضل منهم بكثير في هذا المجال

لكن على الجميع أن يعرف ليس معنى أن يبرع الشخص في لغة معينة ويتشبت بها ويخدمها معناه انه ينتمنى الى من يتحدثها

فيبقى الامازيغي امازيغي والعربي عربي

والامازيغ هبة ربانية للعربية و للاسلام يجهلها الكثير حب من حب وكره من كره

وبارك الله فيــــــــــــــك أخى وفي البقية فعلا أننى أستفيد منكم كثيرا

yacin msily
2013-08-16, 17:53
أبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن مُحَمّد بن دَاود الصِّنْهاجِيّ المَشْهُورِ بابْنِ آجُروم

اسمه ونسبه وشهرته:
هو الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصِّنْهاجي ( بمهملة مكسورة وموحدة فوقية ساكنة ) النحوي المشهور بابن آجُرُّوم بفتح الهمزة الممدودة وضم الجيم والراء المشددة ومعناه بلغة البربر الفقير الصوفي .
قال السيوطي : رأيت بخط ابن مكتوم في تذكرته قال : محمد بن محمد الصنهاجي أبو عبد الله ، من أهل فاس يعرف بأكروم ، نحوي مقري وله معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع وله مصنفات وأراجيز في القراءات وغيرها ، وهو مقيم بفاس يفيد أهلها بمعلوماته المذكورة ، والغالب عليه معرفة النحو والقراءات وهو إلى الآن حي ، وذلك في سنة تسع عشرة وسبعمائة اهـ .
قال السيوطي : وصفه شراح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما بالإمامة بالنحو ، والبركة والصلاح ، ويشهد بصلاحه عموم نفع المبتدئين بمقدمته (1).

مولده ووفاته:
قال الحلاوي في شرحه لمقدمته : وكان مولده عام اثنتين وسبعين وستمائة وكانت وفاته سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة في شهر صفر الخير ، ودفن داخل باب الجديد بمدينة فاس ببلاد المغرب اهـ.
وقال ابن العماد الحنبلي رحمه الله تعالى وغير واحد : ولد بفاس سنة اثنتين وسبعين وستمائة وتُوفي بها سنة أربع وعشرين وسبعمائة (2).

مصنفاته:
1- مقدمته النحوية، ولم يسمها ولذا اختلف الناس في تسميتها، واشتهرت باسم الآجرويمة، أو المقدمة الآجرومية. وقد ألفها بمكة، تجاه الكعبة الشريفة .
2- فرائد المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات .

مكانته العلمية:
قال ابن مكتوم في تذكرته نحوى مقرى له معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع وله مصنفات وأراجيز وقال غيره المشهور بالبركة والصلاح ويشهد لذلك عموم النفع بمقدمته .

تلاميذه :
1- ابنه أبو محمد عبد الله ، في شرح المكودي على المقدمة حيثُ قال : وقد رويتُ هذه المقدمة عن ولده الأستاذ الأثير العالم الأطهر أبي محمد عبد الله عن والده المذكور ـ أي الآجرومي ـ رحمه الله تعالى (3) .
2- أبو العباس أحمد بن حزب الله الساعدي النحوي ، في شرح المكودي أيضا حيثُ قال : ورويتها أيضا عن ولده الأستاذ المحقق الناظم البارع أبي عبد الله المدعو بمنديل ، عن الشيخ الأستاذ المحقق الناظم البارع الأعرف أبي العباس أحمد بن حزب الله ، عن واضعها أبي عبد الله محمد المذكور ـ أي الآجرومي ـ رحمه الله تعالى .
وذكر صاحب نفح الطيب أنه توفي سنة 741 هـ .
3- محمد بن علي بن عمر الغساني النحوي.
قال السيوطي إنه رأى في تاريخ غرناطة في ترجمته ـ أي الغساني ـ أنه قرأ بفاس على هذا الرجل ـ أي ابن آجروم رحمه الله تعالى ـ ووصفه بالأستاذ (5).
4- القاضي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي ، ذكره صاحب نفح الطيب في إسناد الآجرومية من طريق محمد بن عبد الملك بن علي القيسي المنتوري ينتهي إلى القاضي أبي عبد الله الحضرمي المذكور عن الآجرومي رحمهم الله تعالى جميعا (6).
5- ابن حكم
قال :صاحب نفح الطيب قال ابن حكم : كان أول اتصالي بالأستاذ أبي عبد الله بن آجروم أني دخلت عليه وقد حفظت بعض كتاب المفصل فوجدت الطلبة يعربون بين يديه هذا البيت :
عهدي به الحيُّ الجميعُ وفيهم ُ**** قبلَ التفرُّقِ ميسر ٌ ونِدام ُ

مذهبه النحوي من خلال مقدمته:
قال السيوطي رحمه الله تعالى في بغية الوعاة بعد أن ذكر كلاما عن المصنِّف رحمه الله :« وهنا شيء آخر ، وهو أنا استفدنا من مقدمته أنه كان على مذهب الكوفيين في النحو ، لأنه عبَّر بالخفض وهو عبارتهم ، وقال : الأمر مجزوم . وهو ظاهر في أنه معرب وهو رأيهم ، وذكر في الجوازم كيفما والجزم بها رأيهم وأنكره البصريون ، فتفطن » اهـ (7) .
جمع بتصرف
__________
(1) ( بغية الوعاة ص 102ـ شذرات الذهب 6/62 ـ كشف الظنون 2/1796وما بعدها ـ هدية العارفين 2/145 ـ معجم المؤلفين 11/215 )
(2) ( بغية الوعاة ص 102ـ شذرات الذهب 6/62 ـ كشف الظنون 2/1796وما بعدها ـ هدية العارفين 2/145 )
(3) ( شرح المكودي على الآجرومية ص24 )
4) ( شرح المكودي على الآجرومية ص24 )
(5) ( بغية الوعاة ص 102 )
(6) ( نفح الطيب 2/1172 )
(7) ( بغية الوعاة ص103 )

yacin msily
2013-08-16, 18:05
مساهمة علماء سوس عموما وسملالة خصوصا في علوم اللغة العربية:

قيض الله للغة العربية من غير العرب من يحافظ عليها ويدرس قواعدها ويؤلف فيها، بل نجد أن كثيرا من العلماء المبرزين في اللغة العربية هم من غير العرب : إما من الفرس وإما من الأمازيغ، كـــــــسيبويه والزمخشري..... وغيرهما من علماء فارس الذين أسهموا في نشر اللغة العربية الفصيحة في بلدان العالم، حتى صار أولاد العرب يدرسون علوم اللغة من مؤلفات هؤلاء العلماء...
وأما علماء سوس الشلحييون فلهم إسهاماتهم أيضا في هذا الموضوع، فقد تعلموا العربية وعلّموها وألفوا فيها...

1ــ ومن هؤلاء: صاحب الكراسة أو المقدمة الجزولية المشهورة في علم النحو؛ وهل هو بعقيلي أو غيره ؟ في نسبته اضطراب؟ والله أعلم، غير أن من المؤكد أنه مغربي أمازيغي.ولهذا العالم مؤلفات أخرى، منها شرح تلك الكراسة...

2ــ ومنهم ابن معطي صاحب الألفية التي ذكرها ابن مالك في مقدمة ألفيته. قال د أحمد أبو القاسم: "ومن الغريب أن العلامة المختار السوسي لم يشر إلى ابن معطي، وأرى أن سبب سكوته عنه هو انتقال ابن معطي إلى الشرق ، فاعتز به المشارقة أستاذا لهم، ونسيه المغاربة ابنا وأستاذا، أو أهملوه كعادتهم في إهمالهم لكثير من أعلام أفذاذ." اهـ منجزات جمعية علماء سوس. ج 4.

3ــ محمد بن داوود صاحب المقدمة الآجرومية، فهو صنهاجي نسبة إلى صنهاجة: معرب "إزناكن" إحدى قبائل سوس.

4ــ محمد أباراغ دفين تانكرت بإفران له أرجوزة في المبنيات لا تزال إلى الآن تقرأ في المدارس العتيقة، وله شرحها أيضا.

5ــ سعيد الكرامي السملالي. له شرح ألفية ابن مالك. وقد طبع في المملكة السعودية. وله أيضاشرح الآجرومية.

6ــ داوود بن محمد السملالي. له إعراب أوائل الأحزاب.

7ــ محمد بن سعيد القاضي العباسي السملالي. له نظم المغني لابن هشام. وشرح الآجرومية.

8ــ عبد الله بن ابراهيم العباسي السملالي. له منظومة في التصريف.

9ــ ايبورك بن عبد الله بن يعقوب السملالي. له شرح لامية الأفعال. وشرح الجمل وهو مشهور. وشرح منظمة العباسي المذكورة. مؤلفات أخرى في العربية.

10ــ أخوه أحمد له شرح الآجرومية أيضا.

11ــ أحمد العباسي له شرح الجوهر المكنون. طبع بتحقيق د اليزيد الراضي.

12ــ محمد الوسخيني السملالي. له رجز في المبنيات.
.................................

وهناك آخرون ألفوا في علوم العربية من الأدوزيين والمعدريين وغيرهم من ذوي أصول سملالية.
ــــــــــــــــــــــــــ
وهذا يدل على أن هؤلاء قد أتقنوا اللغة العربية في حياتهم أكثر من العرب المعاصرين لهم. ومع هذا لم يفرطوا في الشلحة السوسية التي هي لغة أمهاتهم وجداتهم وآبائهم وأجدادهم، فجمعوا بين الحسنيين، وحازوا الشرفين. فكانوا في مدارسهم يعلمون قواعد اللغة العربية بلهجتهم السوسية. ولم يروا ذالك عيبا، بل هو من مزايا اللغتين معا ألعربية والأمازيغية.. رحمهم الله تعالى، ووفق شباب اليوم ليحذو حذوهم ويقتفوا أثرهم . آمين آمين آمين.

yacin msily
2013-08-16, 18:11
يحيى بن يحيى بن كثير

ابن وسلاس بن شملال بن منغايا ، الإمام الكبير ، فقيه الأندلس أبو محمد الليثي البربري المصمودي الأندلسي القرطبي .

مولده في سنة اثنتين وخمسين ومائة

[ ص: 520 ] سمع أولا من الفقيه زياد بن عبد الرحمن شبطون ، ويحيى بن مضر ، وطائفة .

ثم ارتحل إلى المشرق في أواخر أيام مالك الإمام ، فسمع منه " الموطأ " سوى أبواب من الاعتكاف ، شك في سماعها منه ، فرواها عن زياد شبطون ، عن مالك ، وسمع من الليث بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الرحمن بن القاسم العتقي ، وحمل عن ابن القاسم عشرة كتب سؤالات ، ومسائل ، وسمع من القاسم بن عبد الله العمري ، وأنس بن عياض الليثي .

ويقال : إنه لحق نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة ، وأخذ عنه . وهذا بعيد ، فإن نافعا مات قبل مالك بعشر سنين .

ولازم ابن وهب ، وابن القاسم ، ثم حج ، ورجع إلى المدينة ليزداد من مالك ، فوجده في مرض الموت ، فأقام إلى أن توفاه الله ، وشهد جنازته ، ورجع إلى قرطبة بعلم جم ، وتصدر للاشتغال ، وازدحموا عليه ، وبعد صيته ، وانتفعوا بعلمه وهديه وسمته .

وكان كبير الشأن ، وافر الجلالة ، عظيم الهيبة ، نال من الرئاسة والحرمة ما لم يبلغه أحد .

روى عنه : ولده أبو مروان عبيد الله ، ومحمد بن العباس بن الوليد ، ومحمد بن وضاح ، وبقي بن مخلد ، وصباح بن عبد الرحمن العتقي ، وخلق سواهم .

كان أحمد بن خالد بن الحباب الحافظ يقول : لم يعط أحد من أهل [ ص: 521 ] العلم بالأندلس من الحظوة ، وعظم القدر ، وجلالة الذكر ، ما أعطيه يحيى بن يحيى .

وبلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس - رحمه الله ، فمر على باب مالك الفيل ، فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل ، سوى يحيى بن يحيى ، فلم يقم ، فأعجب به مالك ، وسأله : من أنت ؟ وأين بلدك ؟ ثم لم يزل بعد مكرما له .

وعن يحيى بن يحيى ، قال : أخذت بركاب الليث ، فأراد غلامه أن يمنعني فقال الليث : دعه . ثم قال لي : خدمك العلم . قال : فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك .

وقيل : إن عبد الرحمن بن الحكم المرواني صاحب الأندلس نظر إلى جارية له في رمضان نهارا ، فلم يملك نفسه أن واقعها ، ثم ندم ، وطلب الفقهاء ، وسألهم عن توبته ، فقال يحيى بن يحيى : صم شهرين متتابعين ، فسكت العلماء ، فلما خرجوا قالوا ليحيى : مالك لم تفته بمذهبنا عن مالك أنه مخير بين العتق والصوم والإطعام ؟ قال : لو فتحنا له هذا الباب ، لسهل عليه أن يطأ كل يوم ، ويعتق رقبة ، فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود .

[ ص: 522 ] قال أبو عمر بن عبد البر : قدم يحيى بن يحيى الأندلس بعلم كثير ، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار الفقيه عليه ، وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه ، وكان فقيها حسن الرأي ، وكان لا يرى القنوت في الصبح ، ولا في سائر الصلوات ، ويقول : سمعت الليث بن سعد يقول : سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول : إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوا من أربعين يوما يدعو على قوم ، ويدعو لآخرين . قال : وكان الليث لا يقنت .

ثم قال ابن عبد البر : وخالف يحيى بن يحيى مالكا في اليمين مع الشاهد ، فلم ير القضاء به ولا الحكم وأخذ بقول الليث بن سعد .

قال : وكان يرى جواز كراء الأرض بجزء مما يخرج منها ، على مذهب الليث ، ويقول : هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر . [ ص: 523 ] وقضى برأي أمينين إذا لم يوجد في أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك .

قال أبو عمر : وكان يحيى بن يحيى إمام أهل بلده ، والمقتدى به منهم ، والمنظور إليه ، والمعول عليه ، وكان ثقة عاقلا ، حسن الهدي والسمت ، يشبه في سمته بسمت مالك . قال : ولم يكن له بصر بالحديث .

قلت : نعم ، ما كان من فرسان هذا الشأن ، بل كان متوسطا فيه - رحمه الله .

قال ابن الفرضي : كان يفتي برأي مالك ، وكان إمام وقته ، وواحد بلده ، وكان رجلا عاقلا .

قال محمد بن عمر بن لبابة : فقيه الأندلس : عيسى بن دينار ، وعالمها : عبد الملك بن حبيب ، وعاقلها : يحيى بن يحيى .

ثم قال ابن الفرضي في " تاريخه " : وكان يحيى بن يحيى ممن اتهم ببعض الأمر في الهيج - يعني : في القيام والإنكار على أمير الأندلس - قال : فهرب إلى طليطلة ، ثم استأمن ، فكتب له الحكم الأمير المعروف [ ص: 524 ] بالربضي أمانا ، فرد إلى قرطبة .

قال عبد الله بن محمد بن جعفر : رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابته ، ماشيا إلى الجامع يوم جمعة ، وعليه عمامة ورداء متين ، وأنا أحبس دابة أبي .

قال أبو القاسم بن بشكوال الحافظ كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة ، قد أخذ نفسه في هيئته ومقعده هيئة مالك الإمام بالأندلس ، فإنه عرض عليه قضاء الجماعة ، فامتنع ، فكان أمير الأندلس لا يولي أحدا القضاء بمدائن إقليم الأندلس ، إلا من يشير به يحيى بن يحيى ، فكثر لذلك تلامذة يحيى بن يحيى ، وأقبلوا على فقه مالك ، ونبذوا ما سواه .

نقل غير واحد وفاة يحيى بن يحيى في شهر رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين وبعضهم قال : في سنة ثلاث والأول أصح .

أخبرنا بكتاب " الموطأ " الإمام المعمر مسند المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي كتابة من مدينة تونس ، قال : أخبرنا [ ص: 525 ] القاضي أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي المالكي قراءة عليه في سنة عشرين وستمائة ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الحق القرطبي قراءة ، قال : أخبرنا الإمام محمد بن فرج مولى ابن الطلاع ، قال : أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث سماعا ، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى الليثي قراءة - وتوفي في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة .

قال : أخبرنا عم أبي الفقيه أبو مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى - وتوفي في رمضان سنة ثمان وتسعين ومائتين - قال : أخبرنا أبي قال : حدثنا مالك بن أنس سوى فوته من الاعتكاف ، فذكر " الموطأ " .

yacin msily
2013-08-16, 18:14
العلامة شيخ النحو يين الدين أبو الحسين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي الجزائري النحوي الفقيه الحنفي مولده سنة أربع وستين وخمس مئة وسمع من القاسم بن عساكر وصنف الألفية والفصول وله النظم والنثر وتخرج به أئمة بمصر وبدمشق".
و ينتسب ابن المعطي إلى منطقة زواوة التابعة لمدينة بجاية الناصرية (الشرق الجزائري)، حيث ولد بظاهرة بجاية سنة 564 هـ.

وهو صاحب الفية النحو الشهيرة

وهي من اعظم المنظومات في علم النحو


وقد اعتنى بها العلماء قديما وحديثا درس بكصير من البلدان ومنها مصر وتوفي بها رحمه الله

توفي رحمه الله بمصر يوم الاثنين سنة 628 هـ

zozman
2013-08-16, 18:47
وتتركون عدواً قد أظلكم .................فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم............ .ولا صميم البربر إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به ...........عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم ........فإن دينهم أن تُهان العربُ

yacin msily
2013-08-17, 17:12
لحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على أطيب خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد:
فيعد موضوع الهوية من أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الباحثين لما له من ارتباط وثيق بتجانس المجتمع وتناغم العلاقة التي تجمع أفراده في إطار الوحدة الناظمة.
وتزداد أهمية الموضوع حينما تدرس الهوية من خلال دائرتين، الأولى صغرى وتعنى بالخصوصية المحلية لبلد ما، والثانية كبرى تتعلق بالهوية الإسلامية باعتبارها الهوية الجامعة للأمة، مما يستلزم البحث في سياق المواءمة بين الخصوصية والعالمية.
وفي هذا الإطار ، تعرف الساحة الفكرية نقاشا هو وليد هذه الإشكالية المطروحة، وتتعلق بعلاقة الأمازيغ بالهوية الإسلامية، وهو سؤال ذو بال لأن فتح مغاليقه من شأنه أن يجيب عن جملة من التساؤلات المتفرعة عنه من قبيل: ما علاقة الأمازيغ بالهوية الإسلامية؟ كيف استقبل الأمازيغ الفتح الإسلامي؟ ما طبيعة إسهاماتهم الحضارية؟...
لقد تناولت هذا الموضوع أقلام عدة عمل فيها أصحابها على بيان أهم المحطات في تاريخ الأمازيغ وفق مقاربات متباينة بتباين المشارب الفكرية والنزوعات الإيديولوجية. إلا أن أهم ما يلاحظ على هذه المقاربات جميعها أنها وإن تنوعت فإنها تجتمع في التعصب للفكرة والتطرف في الرأي، فهي في نهاية المطاف توجهان كبيران:
ـ التوجه الأول: وتطغى عليه النزعة الاستئصالية للثقافة الأمازيغية ، حيث لا يعترف دعاة هذا التوجه بالأمازيغ وتراثهم ولا يولون للقوم أي اعتبار في النسيج الاجتماعي للأمة.
ـ التوجه الثاني: وأهم ما يسمه النزعة العنصرية التي تكن العداء للعرب خاصة بدعوى أنهم محتلون للأرض والديار باسم الفتح الإسلامي. ولا يخفى أن وراء هذا التوجه أجندة غربية تسعر نار الفتنة عن بعد.
ونود في هذه المداخلة التجرد من المقاربات المذكورة مستندين في ذلك إلى المقاربة العلمية التي من خصائصها الموضوعية والإنصاف والعدل دون تأثر بالتوجهات المذهبية ولا الطروحات السياسية.
ولمقاربة هذه المسألة، سيأتي هذا الموضوع منتظما- إضافة إلى مدخل وخاتمة - في ثلاثة مباحث هي مؤشرات دالة على الصبغة الإسلامية للأمازيغ، وهي:
1- المؤشر التاريخي من خلال موقف الأمازيغ من الفتح الإسلامي.
2- المؤشر اللغوي من خلال تبني الأمازيغ لمصطلحات عربية عقدية إسلامية.
3- المؤشر الواقعي العملي من خلال جهود الأمازيغ في خدمة الإسلام.
مدخل مفاهيمي:
إن ما يلاحظ على عنوان هذه المداخلة (الأمازيغية والهوية الإسلامية) أنه مركب من مفهومين أساسيين، وهما الأمازيغية والهوية. فما دلالة كل واحد منهما؟
- الأمازيغية: لن ندخل في تفاصيل البحث المصطلحي للوقوف على أهم التعاريف التي قدمت للأمازيغية، ولكن نقول باختصار إن المقصود بالأمازيغية تلك اللغة المتميزة بنوعها والتي شكلت لسان الأمازيغ وكانت وسيلتهم الأساسية في التواصل فيما بينهم.
يقول ابن خلدون: "ولغتهم من الرطانة الأعجمية متميزة بنوعها، وهي التي اختصوا من أجلها بهذا الاسم" .
- الهوية: عرف مصطلح الهوية بتعريفات متعددة، والقاسم المشترك بين هذه التعاريف جميعها أنها تشير إلى القدر الثابت والمشترك من الخصائص والمميزات التي تميز أمة عن غيرها من الأمم.
أو بعبارة أدق: هي مجمل القسمات والخصوصيات والسمات التي تميز شيئا عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها.
وإذا قيدنا الهوية بصفة الإسلامية فإن الأمر يصير أوضح، إذ ينصرف مدلولها ليشمل كل ما يتعلق بالخصوصية الإسلامية تصورا ومنهجا وسلوكا.
وعليه، فإن عنوان "الأمازيغية والهوية الإسلامية" يتوجه للبحث عن العلاقة بين الأمازيغية والهوية الإسلامية.
المبحث الأول: المؤشر التاريخي من خلال موقف الأمازيغ من الفتح الإسلامي.
لقد عرف موضوع دخول الإسلام إلى المغرب خلطا كبيرا في تناوله وتحريره، ذلك أن هناك من امتطى هواه فزعم أن العرب لم يأتوا فاتحين بقدر ما جاءوا غازين للأرض ومحتلين للديار فصوروا بذلك هذه المرحلة التاريخية على أنها مرحلة صراع وتطاحن بين الأمازيغ سكان البلاد الأصليين والعرب الفاتحين.
والواقع أن مثل هذه التفسيرات بعيدة عن حقيقة الأمازيغ الذين عرفوا –كما تحكي الوقائع والأحداث التاريخية– بميولهم الفطري للدين الإسلامي، حيث استجابوا تلقائيا لدعوة الإسلام وانخرطوا يخدمون الملة والدين خدمات جليلة عز على غيرهم أن يضاهوهم فيها.
صحيح أن هناك كتابات شككت في هذه المسألة وجنحت لعكس ما قلناه، لكنها تظل واهية كما هو صنيع بعض المستشرقين الذين وإن نافحوا عن رؤيتهم الصراعية بين الفاتحين والأمازيغ فإن بعضهم يعترف بتهافت الروايات المعتمدة.
يقول René Basset: " لا نملك معلومات دقيقة خارج روايات تعتبر أحيانا خيالية عن الغزو، عن الطريقة التي انتشر بها الإسلام شمال غرب إفريقيا، لكن الثابت أنه تعرض لمقاومة شديدة" .
لقد تعلق الأمازيغ بالإسلام تعلقا منقطع النظير، فضحوا بكل شيء في سبيل نصرة الدين وإقامة شعائره والتحلي بخلاله ومحامده فباتوا مضرب المثل في التمسك بقيمه ومبادئه.
يقول ابن خلدون: "وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة ،وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومراعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل، ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم. وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه، فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون إسوة لمتبعيه من الأمم، وحسبك ما اكتسبوه من حميدها، واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز، وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم" .
ولعل من أبرز مؤشرات هذا الارتباط الوثيق للأمازيغ بالإسلام أن القوم حظي بشرف تأسيس أول إمارة إسلامية بالنكور بريف المغرب وعملوا على ترسيخ الإسلام بها .
كما أنهم في استقبالهم للشرفاء الأدارسة آثروهم على أنفسهم بأن سلموا لهم مقاليد الحكم ليسوسوا البلاد. وقد توج هذا الانسجام مصاهرة بينهما، إذ تزوج المولى إدريس الأول كنزة وهي فتاة من أوربة، فعاش الأمازيغ إلى جانب إخوانهم العرب في ود ووئام يرسمون صورا رائعة للأخوة الإيمانية.
ويسجل التاريخ موقفا رائعا عن الأمازيغ في ارتباطهم بالإسلام،وهو ما صدر عنهم حينما توفي المولى إدريس الأول، فبايعوا من في بطن كنزة على أن يكون خليفة عليهم إن كان ذكرا وإن كان أنثى تداولوا في الأمر.وقد شاء الله تعالى أن يكون المولود ذكرا فصار المولى إدريس الثاني أميرهم فيما بعد.
وبهذا الحدث العظيم سطر الأمازيغ صفحة مشرقة في سجل ارتباطهم بالإسلام، إذ أن زهدهم في السلطة والرياسة لم يكن إلا ثمرة من ثمرات محبتهم للإسلام ونبي الإسلام وآل بيت نبي الإسلام.

المبحث الثاني: المؤشر اللغوي من خلال تبني الأمازيغ لمصطلحات عربية عقدية إسلامية.
تعتبر اللغة الوعاء الأساس الذي يتضمن ثقافة المجتمع وتصوره للكون والحياة، ذلك أنه انطلاقا من مصطلحات قوم واستعمالاتهم اللفظية يمكن تحديد سمات أفراده من حيث عقيدتهم وثقافتهم.
والناظر إلى ألسنة الشعوب والأمم يلحظ أن لكل شعب مصطلحه الخاص به والذي يميزه عن غيره، فالكلمة الواحدة تحمل من التسميات ما لا يقدر المرء على عده وإحصائه وذلك بحسب تعدد اللغات واللهجات.
وعلى هذا الأساس، تواصل الأمازيغ –كما غيرهم – فيما بينهم بلغتهم الخاصة بهم فسموا الأشياء بمصطلحاتهم وألفاظهم المقتبسة من لغتهم الأصلية.
ويكفي الباحث المدقق أن يجول بفكره في اللغات المتنوعة واللهجات المتباينة ليصل إلى هذه الحقيقة، حقيقة اختصاص كل لغة باسم معين لشيء من الأشياء.
فالكلمة العربية الخبز تقابلها في الفرنسية كلمة pain، ويطلق عليها في الإنجليزية bread. أما في الأمازيغية أغروم.
وكلمة ماء في العربية يصطلح عليها في الفرنسية eau، وفي الإنجليزية watter، وفي الأمازيغية أمان.
كما أن كلمة رجل في العربية يصطلح عليها في الفرنسية homme، وفي الإنجليزية men، أما في الأمازيغية فيطلق عليها أرياز.
وهكذا نلحظ أن كل شيء إلا وله اصطلاحه الخاص في كل لغة، وأن هذه الاصطلاحات تختلف من لغة إلى أخرى.
لكن حينما نحدد مجال البحث في المصطلح العقدي نجد أن الأمازيغ –على خلاف غيرهم – لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن مصطلحات جديدة يعبرون بها عن دلالات المفاهيم العقدية، بل إنهم تبنوها كما هي في وضعها العربي .
فإذا كانت كلمة الجنة في اللغة العربية لها ما يقابلها في مختلف اللغات ك paradis في الفرنسية وفي الإنجليزيةparadise ، فإننا نجد نفس اللفظ في الأمازيغية جنت. ونفس الشيء يقال عن المصطلحات العقدية الأخرى ك: جهنم، والنبي، والآخرة إذ لها ما يقابلها في اللغات الأخرى بينما هي الألفاظ ذاتها في الأمازيغية.
إن اعتماد الأمازيغ على المصطلحات العقدية العربية في لغتهم الأمازيغية وعدم ايجاد مقابل لها كما هو مشاهد في اللغات الأخرى دليل صارخ على الصبغة الإسلامية للهوية الأمازيغية، فبإبقائهم للألفاظ العقدية العربية على ما هي عليه وتبنيها في القاموس الأمازيغي إقرار منهم على حمولتها الدلالية. مما يؤكد لمن كان في حاجة إلى تأكيد الطابع الإسلامي للشخصية الأمازيغية، إذ يستحيل الحديث عن المغرب الإسلامي دونما ذكر للأمازيغ وجهودهم في نشر الإسلام وخدمته.

المبحث الثالث: المؤشر الواقعي العملي من خلال جهود الأمازيغ في خدمة الإسلام.
منذ أن دخل الإسلام إلى بلاد المغرب، والأمازيغ يتنافسون في خدمة الدين والوطن من خلال إسهاماتهم المشرقة وبطولاتهم الرائعة التي برهنت بصدق على تعلقهم الشديد بالدين الإسلامي الحنيف.
واللافت للنظر أن خدمة الأمازيغ للإسلام لم تكن علمية تعتمد القلم والكتاب فحسب، بل إنهم أيضا رابطوا في ثغور الوطن متوشحين سيوفهم للذود عنه ضد كل عدو آشر يروم اغتصاب جزء من حدوده وتخومه، فرسموا بذلك لوحات جهادية نالوا بها قصب السبق في حراسة البلاد وصون حماه من كل ذي طمع في طرف من أطرافه. بالإضافة إلى مشاركتهم النوعية في البناء العمراني للأمة في شتى مجالات الحياة.
ويصور العلامة ابن خلدون هذه الجهود قائلا: "وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين كتاب الله لصبيانهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم، واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصاغيتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم للبركة في آثارهم وسؤال الاعداد عن صالحيهم، وإغشائهم البحر أفضل المرابطة والجهاد، وبيعهم النفوس من الله في سبيله وجهاد عدوه ما يدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم" .
وما ذكره ابن خلدون هو عين الصواب، فلو قمنا باستقراء في هذا الشأن لضاقت الكتب عن احتواء جهودهم، إذ أن العملية تتطلب إنجاز موسوعات لإيفاء المسألة حقها.
ففي الميدان العلمي، فالناظر إلى التراث الإسلامي ليلمح الحضور اللافت للعلماء الأمازيغ الذين بصموا تاريخ هذه الأمة بإسهاماتهم العلمية المتميزة التي نالت استحسان الدارسين، إذ امتدت عطاءاتهم السخية لتشمل مختلف العلوم الشرعية والآلية فصاروا يتسابقون في خدمة الإسلام إلى جانب إخوانهم العرب بكل تفان وإخلاص ديدنهم في ذلك إبلاغ رسالة الإسلام صافية لا دخن فيها ولا غبش.
وبهذا طبقت شهرتهم الآفاق، إذ يستحيل أن تقرأ في فن من الفنون العلمية دونما أن تجد من جهابذة أعلامه وفحول علمائه شيخا أمازيغيا مبرزا.
وفي مجال المرابطة والجهاد نجد أن الأمازيغ برعوا في تحرير البلاد وتخليص الوطن من قبضة المستعمر الغاشم. والقارئ للتاريخ يلحظ هذا الأمر جليا، حيث علا كعبهم في المقاومة وعلا شأوهم في التضحية في سبيل الوطن بما يؤكد رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم ومتين ديانتهم كما قال ابن خلدون.
خاتمة :
لقد ظهر مما سبق أن الأمازيغ اعتنقوا الإسلام عن طواعية واقتناع فصاروا يشاركون إخوانهم العرب في خدمة الدين وعمارة الأرض حيث تشكلت هوية مغربية متناغمة ومنسجمة اعتبرت أساس قوة المغرب واستقراره.
ولعل السر في ذلك يكمن في الفكرة الدينية (الإسلام) التي شكلت مركبا حضاريا لكل هذه الهويات المتنوعة لتنصهر في هوية جامعة ناظمة هي الهوية الإسلامية .

مما يعني أن المحافظة على هذه الوحدة يقتضي الاقتراب أكثر من الإسلام الداعي إلى الاعتصام بحبل الله تعالى وإلغاء العصبيات والعنصريات باعتبارها صورا جاهلية تم القطع معها منذ زمن التنزيل.
والحمد لله رب العالمين.

مسلم امازيغي 09
2013-09-02, 10:53
شكرا جزيلا

K13
2013-09-02, 11:46
الامازيغ هم من اكثر الشعوب الذين قدرو اللغة العربية واعطوها مكانتها كلغة للقران والاسلام وهم اكثر من فرض اللغة العربية في اوربا شكرا

مسلم امازيغي 09
2013-09-02, 18:13
شكرااااااااااا

الجهجاه
2013-09-06, 10:14
قتلتونا بالنسخ من القوقل ههههههههههههههههههههههه نعم الامازيغ كان ولا يزال عندهم دور فعال وكبير جدا في اثراء اللغة العربية لكن ليس كما تصفون على انهم الامة الوحيدة التي تميزت في مجال اللسانيات العربية هههههههههههههه كانكم تغفلون او تتجاهلون امة الفرس التي ابدعت اكثر من العرب انفسهم في اللغة العربية.. وارجوكم من وجاي ماكان لاه قوقل خليكم شوي باحثين تاع الصح