تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن { وإنك لتهدي الى صراط مستقيم}


fares.alg
2013-08-12, 01:01
http://im32.gulfup.com/xFqx0.png

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
-----------
http://im32.gulfup.com/UX57t.png


{ وإنك لتهدي الى صراط مستقيم}
أنت يا محمد مهمّتك الهداية، ووظيفتك الدلالة، وعملك الإصلاح.. أنت تهدي الى صراط مستقيم، لأنك تزيل الشبهات وتطرد الغواية وتذهب
الضلالة، وتمحو الباطل وتشيد الحق والعدل والخير.

أنت تهدي الى صراد مستقيم، فمن أراد السعادة فليتبعك، ومن أحبّ الفلاح فليقتد بك، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.
أحسن صلاة صلاتك، وأتمّ صيام صيامك، وأكمل حجّ حجك، وأزكى صدقة صدقتك، وأعظم ذكرك لربك.
وأنت تهدي الى صراط مستقيم.. من ركب سفينة هدايتك نجا، من دخل دار دعوتك أمن، من تمسّك بحبل رسالتك سلم. فمن تبعك ما ذلّ، وما
ضلّ وزلّ وما قل، وكيف يذلّ والنصر معك؟ وكيف يضل وكل الهداية لديك؟ وكيف يزل والرشد كله عندك؟ وكيف يقلّ والله مؤيدك وناصرك
وحافظك؟
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة، وشريعة غرّاء، وملة كاملة، ودين تام.
هديت العقل من الزيغ، وطهّرت القلب من الريبة، وغسلت الضمير من الخيانة، وأخرجت الأمة من الظلام، وحرّرت البشر من الطاغوت.
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم، فكلامك هدى، وحالك هدى، وفعلك هدى، و مذهبك هدى، فأنت الهادي الى الله، الدال على طريق الخير،
المرشد لكل برّ، الداعي الى الجنة.
~
الشيخ الدكتور عائض القرني

علال الفارس
2013-08-12, 18:54
بسم الله الرحمان الرحيم

محاضرات وندوات خارجية - أستراليا - الرحلة1 - المحاضرة ( 12 - 18 ) : أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-03-14
http://www.nabulsi.com/blue/ar/images/art/line.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من إذاعة القرآن الكريم يسعدنا أن نلتقي مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الذي شرف القارة الأسترالية خلال هذه الأيام المباركة.
أخوة الإيمان والإسلام نحن عبر أثير الموجة 173 والتي يمكن من خلالها استقبال أسئلتكم واقتراحاتكم على رقم 97243355.
ولنبدأ مع فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الإمام وكل عام وأنتم بخير.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
س ـ حقيقة فضيلة الإمام حينما نقف حول مفهوم الأخلاق الإسلامية فنجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما سئلت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: أما تقرأ القرآن ؟ قالت:
(( سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ.))
[ البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، أبي داود، ابن ماجة، مالك، الدارمي، أحمد ]
وأمره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وقال له:

﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)﴾
[ سورة الأعراف: الآية 199 ]
وامتداداً من هذه الصفة النبوية الكريمة كيف تجد الأخلاق الإسلامية ونحن في عالمنا المعاصر ؟
ج ـ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخ الكريم:
بادئ ذي بدء النبي عليه الصلاة والسلام يحدد الهدف من بعثته فيقول:

(( إنما بعثت معلماً إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.))
فكلمة الأخلاق تحتل أكبر حجم في الدين الإسلامي ذلك أن سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما كان في الحبشة وسأله النجاشي ملك الحبشة عن حقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، قال: أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف صدقه وأمانته وعفافه ونسبه فدعانا إلى الله لنعبده ونخلع ما كان يعبد آبائنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والكف عن المحارم والدماء.
يتضح من هذا الكلام أن مضمون الدعوة الإنسانية القيم الأخلاقية، وحينما قال عليه الصلاة والسلام:

(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ.))
[ البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، أحمد ]
هذا يشير إلى أن الإسلام شيء وأن هذه الخمس شيء آخر إنها أعمدة وليست هي البيت، البيت فوق الأعمدة أي أن هناك عبادات تعاملية أساسها الصدق والأمانة والإنصاف وتلبية الحاجة وإنجاز الوعد وحسن العهد وما إلى ذلك، وأن هناك عبادات شعائرية كالصيام والصلاة والزكاة والحج، وأنا أعتقد من خلال نصوص كثيرة جداً أن العبادات التعاملية إن صحت قبلت العبادات الشعائرية هذا يؤكده قول النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأل أصحابه الكرام عن المفلس:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ، قَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ.))
[ مسلم، الترمذي، أحمد ]
وفي بعض الأحاديث الشريفة يقول عليه الصلاة والسلام:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ.))
[ رواه أحمد ]
وقال:

(( عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ.))
[ مسلم، البخاري، الدارمي ]
نصوص كثيرة في القرآن وفي السنة تؤكد أن الأخلاق تحتل أكبر حجم في الدين، الله عز وجل جعل هذا النبي من أكمل الناس جعله أكمل الخلق هكذا آتاه علماً، آتاه حفظاً، آتاه حكمةً، آتاه اجتهاداً، آتاه قيادةً، آتاه أنثىً، لكن لما مدحه لم يمدحه في هذا أبداً، مدحه فقال:

﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
[ سورة القلم: الاية 4 ]
يبدو أن الأخلاق كسبية له صلى الله عليه وسلم، أما بعض الإمكانات العالية جداً هذه منحها الله له تيسيراً للدعوة، فالشيء الذي لا كسب له فيه لا يمكن أن يكون مجال مدح، لكن الشيء الذي كسبه النبي هو أنه كان ذا مكارم أخلاقية.
والقيم الأخلاقية كما أفهم من خلال بعض الأحاديث مخزونة عند الله تعالى فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً، وأنا أعتقد أنه بقدر اتصالك بالله عز وجل تشتق منه الكمال هذا الكمال أصيل، هناك خلق أساسه الذكاء، فالأشخاص الأذكياء تأميناً لمصالحهم يسلكون سلوكاً مقبولاً بل مرغوباً فيه بينما هدفهم تحصيل المال، هذه الأخلاق لا قيمة لها لأنها أخلاق نفعية أساسها تأمين المصالح أما حينما تتصل بالله عز وجل تشتق منه كمالاً أصيلاً هذا الكمال يظهر في السراء والضراء وفي العلو وفي الانخفاض وفي الصحة والمرض، أما حينما تكون الأخلاق إسلامية بدافع حب الله واليوم الآخر تكون هذه الأخلاق المرضية عنها والتي أرادها الله عز وجل في قرآنه فقال:

﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4)﴾
والتي أرادها النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه:

(( إنما بعثت معلماً ))
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأَخْلاقِ ))
[ أحمد ]
س ـ عفواً فضيلة الأستاذ الدكتور حينما نقف عند قوله تعالى:

﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)﴾
[ سورة فصلت: الآية 34 ]
مفهوم هذه الآيات القرآنية في مدلول الأخلاق الإسلامية، مدلولها في جانب المعاملات بين المسلمين بعضهم ببعض وبين المسلم وغير المسلم.
ج ـ أولاً هناك أخلاق في الجهاد وأخلاق في الدعوة وشتان بين المستويين، أخلاق الجهاد أساسها القوة، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)﴾
[ سورة التوبة: الآية 73 ]
أما أخلاق الدعوة أساسها هذه الآية:

﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)﴾
ولعل مركز الثقل في هذه الآية أحسن، أحسن اسم تفضيل يعني إذا كان هناك مئات ردود الفعل الحسنة ينبغي أن تختار أحسنها، لا ينبغي أن تختار أقربها إليك ولا أسرعها إلى خاطرك، ينبغي أن تدوسها جميعاً وأن تختار أحسن هذه الردود، ادفع بالتي هي أحسن، وأما الأحسن الذي فسره الله عز وجل:

﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(34)﴾
تعامله وكأنه ولي حميم، من منطلق أخلاق الدعوة.
نعم، لكن هذا ليس في مقدور معظم الناس لأن بشريتهم تغلبهم وتحملهم على أن يقسوا على من خالفهم، لذلك قال تعالى:

﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾
[ سورة فصلت: الآية 35 ]
من كان نصيبه من الله عظيماً، ألم أقل قبل قليل إن الإنسان حينما يتصل بالله اتصالاً حقيقياً يشتق منه الخلق الحسن، إن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً، لهذا قال تعالى:

﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾
التعامل مع الطرف الآخر غير المؤمنين تحكمه هذه الآية قال تعالى:

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)﴾
[ سورة الشورى: الآية 39 ]
لأن الطرف الآخر إن لم تنتصر عليه يحتقرك، من بُعدِه عن الله ومن شدة بغضه أحياناً لا يقيم للإنسان قيمةً إلا بقوته فقال تعالى:

﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾
الذي يحكم العلاقة مع الطرف الآخر هي الآية التي ذكرتها قبل قليل:

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)﴾
ينتصرون لدينهم، لكن إذا انتصروا هناك ضابط آخر ما هذا الضابط؟

﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾
[ سورة الشورى: الآية 40 ]
أما هذا الذي يقوله العوام أكيل له الصاع عشرة أصوع هذا ليس من كتاب الله، فالآية الكريمة التي تقول:

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ﴾
[ سورة الشورى ]
من غلب على يقينه أن العفو عن هذا الطرف الآخر يصلحه ينبغي أن يعفو عنه، أوضح هذا سائق أرعن يحتقر الناس يستعلي على الناس أصاب طفلاً فدهسه، هذه الرعونة وهذا الجنوح وهذه الغلظة لا ينبغي أن تقابل بالعفو الساذج، لا بد من أن تكون قاسياً عليه كي تردعه عن مثيلات هذا العمل فمثل هذه الحالة نقول ينبغي أن توقفه عند حده وقد تؤلمه بسجن أو بدفع غرامة أو دية ولكن إن كان هذا الحادث جرى قضاءً وقدراً وهذا السائق يمشي بسرعة معتدلة وبهدوء بالغ وهذا الابن قفز أمامه ودهس فحينما تعفو عنه أنت تجعله مسلماً قال: إذا كان الأمر كذلكم:

﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾
[ سورة الشورى: الآية 40 ]
العفو هنا مقترن بالصلاح، يعني ينبغي أن تصلحه في عفوك، هذه الآية تربط علاقة المسلم بغير المسلم حينما يسيء إليه. قال تعالى:

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾
[ سورة الشورى ]
س ـ فضيلة الإمام حينما نجد المولى عز وجل وهو يقول للمصطفى صلى الله عليه وسلم:

﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾
[ سورة آل عمران: الآية 128 ]
وفي هذه الآية حينما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما كسرت رباعيته في غزوة أحد:


((عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي رَأْسِهِ فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ )) [ مسلم، الترمذي، ابن ماجه، أحمد ]
وأسترشد آية أخرى:

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾
[ سورة الكهف: الآية 28 ]
مفهوم هذا الترابط في النسيج القرآني في أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يتعامل حتى في ميدان القتال، ما هو مدلول هذا المفهوم؟
ج ـ أشقى الناس على الإطلاق الذي يسيء إلى دعوة الله، أما إذا أساء إلى نبي عظيم من أنبياء الله، أما إذا أساء إلى سيد الأنبياء، أما إذا أساء إلى سيد الرسل فهذه جريمة كبيرة جداً، وأنا أرى أن أشقى الناس قاطبةً من سمح له أن يعتدي على أهل الحق سواء أكانوا أنبياء أم أولياء.
حينما قال الله عز وجل:

﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)﴾
[ سورة التحريم: الآية 4 ]
يارب أيعقل كل هذا من أجل امرأتين ؟ الجواب أن أي إنسان سولت له نفسه أن يطفئ نور الله عز وجل، أو أن يرد العقل، أو أن يسفه أهل الحق، قال: هذا يجب أن يعلم من هو الطرف الآخر، الطرف الآخر هو خالق الأكوان فإن:

﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)﴾
[ سورة التحريم: الآية 4 ]
أي إذا فكرت أن تطفئ نور الله في حي معين، أو أن تسيء إلى جامع، أو إلى رواد مسجد اعلم من هو الطرف الآخر، الطرف الآخر بأمر يحتاج إلى سند منعدم، يصبح أثراً بعد عين، وخبر بعد حقيقة.
عفواً فضيلة الإمام الوقت يقترب وأذان المغرب الآن حان موعده ونعلم أن وقتكم حقيقة مشغول للغاية ومليء، جعله الله سبحانه وتعالى في ميزان أعمالكم بإذنه تعالى، ولهذا نكتفي بهذا القدر وبإذن الله على أن نستكمل في حلقات أخرى بإذن الله تعالى، نشكر فضيلتكم على هذه الجلسة الطيبة المباركة، ونشكركم أيها المستمع الكريم، أختي المستمعة الكريمة، وسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته.
وعليكم السلام ورحمته وبركاته.

والحمد لله رب العالمين

موضوع منقول

علال الفارس
2013-08-13, 17:44
بسم الله الرحمن الرحيم



وصف أُمّ مَعْبَدٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم

يُروى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما،خرجوا من مكة ومَرّوا على خيمة امرأة عجوز تُسمَّى(أم مَعْبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتُطعِم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نَفِدَزادهم وجاعوا.
سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- أم معبد: (ما هذه الشاة يا أم معبد؟) فأجابت أم معبد: شاة خلَّفها الجهد والضعف عن الغنم.
قال الرسول -صلىالله عليه و سلم-: (هل بها من لبن؟)
ردت أم معبد: بأبي أنت وأمي ، إن رأيتَ بهاحلباً فاحلبها!.
فدعا النبي -عليه الصلاة و السلام- الشاة، ومسح بيده ضرعها،وسمَّى الله -جلَّ ثناؤه-، ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رِجليها،ودَرَّت. فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، و سقى أصحابه حتى رَوُوا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلبَ في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها ... وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنُزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن!!.
قال لزوجته: من أين لكِ هذا اللبن ياأم معبد و الشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت؟!!.
أجابته: لاوالله، إنه مَرَّ بنا رجل مُبارَك من حالِه كذا وكذا.
فقال لها أبو مـعبد: صِفيه لي يا أم مـعبد !!.


قَالَتْ أُمّ مَعْبَدٍ في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ أَبْلَجُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْخُلُقِ لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صعْلَةٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَفِي صوَتِهِ صَحَلٌ وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ. وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ أَحْوَرُ أَكْحَلُ أَزَجّ أَقْرَنُ شَدِيدُ سَوَادِ الشّعْرِ إذَا صَمَتَ عَلاهُ الْوَقَارُ وَإِذَا تَكَلّمَ عَلاهُ الْبَهَاءُ أَجْمَلُ النّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ. حُلْوُ الْمَنْطِقِ. فصل لا نَزْرٌ ولا هَذَرٌ كَأَنّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنحدرنَ، رَبْعَةٌ لا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ولا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ. غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدًا. لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفّونَ بِهِ. إن قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ. وَإن أَمَرَ تَبَادَرُوا إلَى أَمْرِهِ مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ. لا عَابِسٌ وَلا مُفْنِدٌ.
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكِرَ لنا من أمرهما ذُكِر بمكة، و لقد همَمتُ أن أصحبه، ولأفعَلَنَّ إن وَجدتُ إلى ذلك سبيلا.
وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، و لا يدرون من صاحبه و هو يقول :

رفيقين حلاَّ خيمتي أم معبــد
جزى الله رب الناس خيرَجزائه
فقد فاز من أمسى رفيق محمد
هما نزلاها بالهدى و اهتدت به
أخرجه الحاكم وصححه
الشرح:
قولها ( ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ) أي ظاهر الجمال، ( أَبْلَجُ الْوَجْهِ) أي مشرق الوجه مضيئوه، ( حَسَنُ الْخُلُقِ)( لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَة) الثجلة عِظَمُ البطن مع استرخاء أسفله ( وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَة) أي صغر الرأس ( وَسِيمٌ ) المشهور بالحسن كأنه صار الحسن له سمة ( قَسِيمٌ ) الحسن قسمة الوجه ، أي كل موضع منه أخذ قسما من الجمال ( فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ) اشتد سوادها وبياضها واتسعت ( وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ) أي طول ( وَفِي صوَتِهِ صَحَلٌ) أي شبه البُحة ( وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ) أي طول العنق (وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ) ( أَحْوَرُ ) اشتد بياض بياض عينيه مع سواد سوادهما ( أَكْحَلُ ) أي ذو كُحْلٍ، اسودت أجفانه خلقة ( أَزَجّ أَقْرَنُ) أَي مَقْرُون الحاجبين من غير اتصال( شَدِيدُ سَوَادِ الشّعْرِ) ( إذَا صَمَتَ عَلاهُ الْوَقَارُ) أي الرزانة والحِلْم ( وَإِذَا تَكَلّمَ عَلاهُ الْبَهَاءُ) من الحسن، الجلال والعظمة ( أَجْمَلُ النّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ حُلْوُ الْمَنْطِقِ) ( فصْلٌ لا نَزْرٌ وَلا هَذرٌ) أي لا قليل ولا كثير أي ليس بقليل فيدل على عِيِّ ولا كثير فاسد ( كَأَنّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنحدرنَ) أي كلامه محكم بليغ (رَبْعَةٌ ) (لا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ) أي لا تزدريه لقصره فتجاوزه الى غيره بل تهابه وتقبله (وَلا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ) أي لا يُبْغَضُ لفرط طوله ( غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثّلاثَةِ مَنْظَرًا) (وَأَحْسَنُهُمْ قَدًّا)أي قامة ( لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفّونَ بِهِ. إذَا قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ. وَاذَا أَمَرَ تَبَادَرُوا إلَى أَمْرِهِ) (مَحْفُودٌ) أي مخدوم ( مَحْشُودٌ ) الذي يجتمع الناس حوله (لا عَابِسٌ)( وَلا مُفْنِدٌ) المنسوب الى الجهل وقلة العقل، الـمـُفْنِد أي لا فائدة في كلامه لكبرٍ أصابه .
موضوع منقول بتصرف

عبادي9
2013-08-14, 03:57
لكي شكري وامتناني

علال الفارس
2013-08-17, 17:39
بسم الله الرحمن الرحيم

تُبَّع الأول وتبشيره بالنبيّ الأعظم عليه الصلاة والسلام (http://www.darulfatwa.org.au/ar/مولد-الرسول-محمد/تبع-الأول)


الحمدُ للهِ رَبِ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.
أما بعد، اعلموا إخوةَ الإيمان أنَّ تُبّع هو لقبٌ لملوكِ اليمنِ أيام زمان، وكانوا عربًا وكان هناكَ العديد من التبابعة، وذِكْرُ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان معروفًا بين الأنبياء، وكُتِبَ ذلكَ في الكتبِ القديمةِ، وتُبَّعٌ الأولُ له قصة شيقة في تعرُّفِهِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
يُحكى أَنَّهُ خَرَجَ تُبَّعٌ الأولُ بجيشهِ الكبير منَ اليمنِ صعودًا نحوَ مكة المكرمة وكانَ معهُ وزيره "عماريشا" وفي الجيشِ مئاتُ الألوفِ منَ الجنودِ والفرسانِ، ومائةُ ألفٍ منَ العلماءِ والحكماءِ الذينَ اختارَهُم منَ البلدان.
ولمّا وصلَ تُبَّعٌ هذا إلى مكةَ وسألَ عنْ أهلِها قيلَ له: إنهم عُبّادُ أصنَامٍ ولهم كعبة يحبونها، فعزمَ في قلبهِ على هدْمِها وقَتلِ أهلِها الذينَ لم يُرَحّبوا بقدومِهِ، ولم يُخبرْ أحدًا بذلك.
وفجأةً أُصيبَ بِصُداعٍ أليمٍ وتفجّرَ من عينيهِ وأذُنَيهِ ومنخريه وفمهِ ماءٌ منتنٌ فهربَ الكلُّ منْ حولِهِ منْ شدةِ نَتْنِ رائحتِهِ، فجمعَ له الوزيرُ الأطباءَ فلم يستطيعوا الاقترابَ منه ولا معالجتَه، فأتى في الليلِ أحدُ العلماءِ وأخبرَ الوزيرَ أنه قدْ يعرِفْ سببَ عِلَّةِ تُبَّعٍ ويَعرف علاجَه فَسُرَّ الوزيرُ وأخذَه إلى الملكِ واخْتلى بِهِ.
فقالَ العالِمُ: أصدقني الكلام، هل نويتَ لهذا البيتِ سوءًا؟
قالَ: نعم، إني نويتُ خرابَه وقتلَ أهلِه.
فقالَ العالِمُ: إنَّ وجَعَكَ وما ابْتُلِيتَ بِهِ مِنْ هذا.
ثم قالَ له: إعلم أنَّ صاحبَ هذا البيتِ قويٌّ جبارٌ، وهو عالمٌ بالخفايا والأسرار، ثم علّمَ هذا العالمُ الذي كان منْ أتباعِ سيدِنا إبراهيم عليه السلام الملكَ دين الإسلام.
فآمن الملكُ لساعتِهِ وشُفِيَ من علته، وأكرمَ أهلَ مكة، ثم لمّا قصدَ المدينةَ المنوّرة التي كان اسمُها أولَ الأمر يثربًا، نوى هناك أربعمائةُ عالم كانوا معه أن يبقوا فيها ولا يغادروها ولمّا سألهم الملكُ تُبَّعٌ عنِ السببِ في بقائهِم، أخبروه أنها مُهاجَرُ نبيُ ءاخرُ الزمان واسمُه محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ووصفوهُ له حسب ما وردِ معَ الكتب القديمة.
فبقيَ الملكُ معهم سنةً لعله يُدرِكُ خروجَ النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام وبنى بالمدينةِ أربعمائة دارٍ لكلِ واحدٍ منَ العلماء الذين أرادوا البقاءَ هناك وزوّجَهم، ولما مرَّ العام ولم يظهر النبي، كتبَ كتابًا وكتبَ فيه أنهُ ءامنَ بالنبي صلى الله عليه وسلم قبلَ أنْ يراه وأنه على دينه، وأنه مؤمنٌ باللهِ تعالى الذي لا شريكَ له ولا شبيهَ ولا مثيلَ، وختمَ الكتابَ بالذهبِ وأبقاهُ معَهُم.
وسارَ تُبَّعٌ إلى الهند وماتَ هناك، وبقيَ الكتابُ ينتقلُ منْ يدٍ إلى يدٍ حتى مرّت ألفُ سنة فظهرَ النبيُّ محمدٌ عليه الصلاة والسلام.
وقيلَ إنَّ الكتابَ وصلَ إليهِ وهو في دارِ أبي أيوبَ الأنصاريّ رضيَ اللهُ عنهُ.
موضوع منقول

Sofiane-dz
2013-11-15, 17:21
بارك الله فيك على الموضوع الرائع