مريم888
2013-08-10, 19:20
ظهرت حركة الخوارج في بلاد المغرب الإسلامي بعد وصول طوائف كثيرة من الأعداء السياسيين للدولة الأموية ، الذين اختاروا هذه الولاية لبعدها عن دار الخلافة ، واتساعها وتشعب مسالكها ، وكثرة قبائلها التي تضمر العداء والحقد لعمالها لذا رحبت باللاجئين إليها لأنهم وإياها على هوى واحد ،ـ يشكلون معا جبهة معارضة ضد الأمويين ،ويقول ابن خلدون في هذا الشأن : (( استقر الإسلام بالمغرب وأذعن البربر لحكمه ، ورسخت فيهم كلمة الإسلام، وتناسوا الردة ، ثم نبضت فيهم عروق الخارجية فدانوا بها ولقنوها من العرب الناقليها من منبعها بالعراق ، وتعددت طوائفهم وتشعبت طرقها من الاباضية والصفرية ،
لم يجد الأمازيغ، سبيلا يتقون بها السلطة الأموية ، سوى الأخذ بدعوة الخوارج التي ينص دستورها على أنه إذا كان لابد من الخلافة فأصلح الناس لها أحق بها، قرشيا كان أو غير قرشي، عربيا أو غير عربي ، والخروج عن الخليفة الجائر . وأهم أشد من المعتزلة في التمسك بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في غير هوادة . .
اختلف الخوارج فيما بينهم في الفروع وليس في الأصول ، وانقسموا على أنفسهم إلى عدة طوائف منها طائفة الصفرية أتباع زياد بن الأصفر ، الذين تمسكوا بالتقية في القول دون العمل ، ومن أقوال زعيمهم زياد بن الأصفر : (( الشرك شركان ، شرك هو طاعة الشيطان ، وشرك هو عبادة الأوثان . والكفر كفران ، كفر بالنعمة ، وكفر بإنكار الربوبية .والبراءة براءتان، براءة من أهل الحدود سنة ، وبراءة من أهل الجحود فريضة.))
انتشرت الخارجية الصفرية في المشرق، وانتقلت إلى المغرب بواسطة دعاة مهرة أبرزهم عكرمة مولى ابن عباس، وميسرة المدغري ، وعبد الأعلى بن جريح . وأصبح لها أنصار ومؤيدون من مسلمي الأمازيغ وغيرهم ، وهذا ما شجع الأمازيغ على إشهار السيف في وجه الحكم الأموي. .
قرر الأمازيغ إرسال وفد يمثلهم لمقابلة الخليفة هشام قصد اطلاعه على حقيقة ما يجري في بلادهم من ظلم وجور واحتقار يقترفه عماله ضد الأهالي المسلمين قال ابن الأثير ((لم يزل أهل افريقية(بلاد المغرب) من أطوع أهل البلد وأسمعهم إلى زمن هشام … وكانوا يقولون لا نخالف الأئمة بما يجني العمال ، فقالوا لهم : إنما يعمل هؤلاء بأمر أولئك، فقالوا :حتى نخبرهم ؟
سار الوفد إلى هشام عام واحد وعشرين ومائة للهجرة (121هجرية) ، يتكون من بضعة وعشرين رجلا ، يرأسهم ميسرة المدغري ، لرفع شكواهم إليه، لكن الأبرش حال بينهم وبين رؤية الخليفة ، ولما طال انتظارهم ، ونفذت نفقاتهم ، طلبوا من الأبرش أن يبلغ أمير المؤمنين شكواهم، وقد أورد ابن الأثير نصها كالآتي : (( أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده ، فإذا أصاب نفلهم (الغنيمة)دوننا وقال هم أحق به ، فقلنا هو أخلص لجهادنا . وإذا حاصرنا مدينة قال : تقدموا وأخر جنده ، فقلنا تقدموا فانه ازدياد في الجهاد ، ومثلكم كفى إخوانه فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم ، ثم أنهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرونها عن السخال ، يطلبون الفراء الأبيض لأمير المؤمنين ، فاحتملنا ذلك وخليناهم وذلك ، ثم أنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا فقلنا : لم نجد هذا في كتاب ولا سنة ، نحن مسلمون ، فأحببنا أن نعلم ، أعن رأي أمير المؤمنين ذلك أم لا . قال الأبرش نفعل ، فلما طال عليهم ونفذت نفقاتهم كتبوا أسماءهم في رقاع ورفعوها إلى الوزراء ، وقالوا هذه أسماؤنا وأنسابنا ، فان سألكم أمير المؤمنين عنا فاخبروه ، ثم كان وجههم إلى افريقية .))
لم يجد الوفد الأمازيغي آذانا صاغية من الخليفة ووزرائه رغم ما بذل من جهد ، لهذا زاد الأمازيغ يقينا باحتقار الأمويين لهم ، ويئسوا من الإصلاح بعد أن اتضح لهم عجز الخليفة في كبح جماح عماله ، وهذا دليل على تورطه معهم وإصراره على سياستهم حفاظا على ما يرده من تحف هذه الولاية الغنية ، لهذا تناذر الأمازيغ وانقلبوا معارضين ، والتجأوا إلى القوة لتحقيق مطالبهم والثأر لكرامتهم
لم يجد الأمازيغ، سبيلا يتقون بها السلطة الأموية ، سوى الأخذ بدعوة الخوارج التي ينص دستورها على أنه إذا كان لابد من الخلافة فأصلح الناس لها أحق بها، قرشيا كان أو غير قرشي، عربيا أو غير عربي ، والخروج عن الخليفة الجائر . وأهم أشد من المعتزلة في التمسك بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في غير هوادة . .
اختلف الخوارج فيما بينهم في الفروع وليس في الأصول ، وانقسموا على أنفسهم إلى عدة طوائف منها طائفة الصفرية أتباع زياد بن الأصفر ، الذين تمسكوا بالتقية في القول دون العمل ، ومن أقوال زعيمهم زياد بن الأصفر : (( الشرك شركان ، شرك هو طاعة الشيطان ، وشرك هو عبادة الأوثان . والكفر كفران ، كفر بالنعمة ، وكفر بإنكار الربوبية .والبراءة براءتان، براءة من أهل الحدود سنة ، وبراءة من أهل الجحود فريضة.))
انتشرت الخارجية الصفرية في المشرق، وانتقلت إلى المغرب بواسطة دعاة مهرة أبرزهم عكرمة مولى ابن عباس، وميسرة المدغري ، وعبد الأعلى بن جريح . وأصبح لها أنصار ومؤيدون من مسلمي الأمازيغ وغيرهم ، وهذا ما شجع الأمازيغ على إشهار السيف في وجه الحكم الأموي. .
قرر الأمازيغ إرسال وفد يمثلهم لمقابلة الخليفة هشام قصد اطلاعه على حقيقة ما يجري في بلادهم من ظلم وجور واحتقار يقترفه عماله ضد الأهالي المسلمين قال ابن الأثير ((لم يزل أهل افريقية(بلاد المغرب) من أطوع أهل البلد وأسمعهم إلى زمن هشام … وكانوا يقولون لا نخالف الأئمة بما يجني العمال ، فقالوا لهم : إنما يعمل هؤلاء بأمر أولئك، فقالوا :حتى نخبرهم ؟
سار الوفد إلى هشام عام واحد وعشرين ومائة للهجرة (121هجرية) ، يتكون من بضعة وعشرين رجلا ، يرأسهم ميسرة المدغري ، لرفع شكواهم إليه، لكن الأبرش حال بينهم وبين رؤية الخليفة ، ولما طال انتظارهم ، ونفذت نفقاتهم ، طلبوا من الأبرش أن يبلغ أمير المؤمنين شكواهم، وقد أورد ابن الأثير نصها كالآتي : (( أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده ، فإذا أصاب نفلهم (الغنيمة)دوننا وقال هم أحق به ، فقلنا هو أخلص لجهادنا . وإذا حاصرنا مدينة قال : تقدموا وأخر جنده ، فقلنا تقدموا فانه ازدياد في الجهاد ، ومثلكم كفى إخوانه فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم ، ثم أنهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرونها عن السخال ، يطلبون الفراء الأبيض لأمير المؤمنين ، فاحتملنا ذلك وخليناهم وذلك ، ثم أنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا فقلنا : لم نجد هذا في كتاب ولا سنة ، نحن مسلمون ، فأحببنا أن نعلم ، أعن رأي أمير المؤمنين ذلك أم لا . قال الأبرش نفعل ، فلما طال عليهم ونفذت نفقاتهم كتبوا أسماءهم في رقاع ورفعوها إلى الوزراء ، وقالوا هذه أسماؤنا وأنسابنا ، فان سألكم أمير المؤمنين عنا فاخبروه ، ثم كان وجههم إلى افريقية .))
لم يجد الوفد الأمازيغي آذانا صاغية من الخليفة ووزرائه رغم ما بذل من جهد ، لهذا زاد الأمازيغ يقينا باحتقار الأمويين لهم ، ويئسوا من الإصلاح بعد أن اتضح لهم عجز الخليفة في كبح جماح عماله ، وهذا دليل على تورطه معهم وإصراره على سياستهم حفاظا على ما يرده من تحف هذه الولاية الغنية ، لهذا تناذر الأمازيغ وانقلبوا معارضين ، والتجأوا إلى القوة لتحقيق مطالبهم والثأر لكرامتهم