كلمة و ابتسامة
2013-08-04, 17:44
يا للرجال بلا دين
للشيخ محمد الغزالي
إنني أسأل نفسي بإلحاح في هذه الأيام العجاف: هل يشعر العرب بأن محمدًا مرسل للعالمين، وأن هذه (العالمية) في دعوته تفرض عليهم بعد إذ عرفوه أن يعرِّفوا الناس به، وهم عندما يعرِّفون الناس به لن يصفوا لهم ملامحه الشخصية، وإنما يشرحون لهم رسالته الإلهية!
لكن عرب اليوم لا يقدِّرون محمدًا قدره، ولا يخلفونه بأمانة في مبادئه وتعاليمه، ولا يحسون قبح الشبهات التي أثارها خصومه ضده بل هم – علمًا وعملًا – مصدر متاعب للإسلام ولنبيه الكريم، وشاهد زور يجعل الحكم عليه لا له!
قد تقول: حسبك حسبك؛ إن الناس بخير، ومحبتهم لرسولهم فوق التهم فلا تطلق هذه الصيحات الساخطة، فما تحب الجماهير أحدًا كما يحب أتباع محمد محمدًا.
وأقول لك: سوف أغمض العين عن ألوف من المتعلمين ضلل الاستعمار الثقافي سعيهم، وشوَّه بصائرهم وأذواقهم، مع أن وزنهم ثقيل في قيادة الأمة العربية، فما قيمة الحب الرخيص الذي تكنه جماهير الدهماء؟
إنه حبٌّ غايته صلوات تفلت من الشفتين، مصحوبة بعواطف حارة أو باردة، وقلما تتحول إلى عمل كبير وجهاد خطير، والترجمة عن حبِّ محمد بهذا الأسلوب، في وقت يُنهب فيه تراثه- أمر مرفوض، إن لم يكن ضربًا من النفاق!
أذكر أني ذهبت يومًا لأحد التجار كي أصلح شيئًا لي، فاحتفى بي وقدم بعض الأشربة، وأفهمني أنه أتمَّ ما أُريد بعد أن وفَّيته ما أراد. ثم شعرت أن عمله كان ناقصًا، ولا أقول مغشوشًا!
فقلت: ليته ما حيَّا ولا رحَّب، وأدَّى ما عليه بصدق! ماذا أستفيد من تحيات لا جدَّ معها ولا إخلاص.
والشأن كذلك مع أقوام قد تموج أحفال المولد النبوي بهم، أو قد يصرخون بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعقاب الأذان، أو قد يؤلِّفون صلوات من عند أنفسهم، يحار المرء في تراكيبها لإغراقها في الخيال.
وقد يكون حبهم تمسكًا شديدًا ببعض النوافل، وهروبًا تامًّا من بعض الفرائض، أو حنانًا لا ندى معه ولا عطاء، كهذا الذي قال له الشاعر:
لا أُلفينَّك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما قدمت لي زادًا
للشيخ محمد الغزالي
إنني أسأل نفسي بإلحاح في هذه الأيام العجاف: هل يشعر العرب بأن محمدًا مرسل للعالمين، وأن هذه (العالمية) في دعوته تفرض عليهم بعد إذ عرفوه أن يعرِّفوا الناس به، وهم عندما يعرِّفون الناس به لن يصفوا لهم ملامحه الشخصية، وإنما يشرحون لهم رسالته الإلهية!
لكن عرب اليوم لا يقدِّرون محمدًا قدره، ولا يخلفونه بأمانة في مبادئه وتعاليمه، ولا يحسون قبح الشبهات التي أثارها خصومه ضده بل هم – علمًا وعملًا – مصدر متاعب للإسلام ولنبيه الكريم، وشاهد زور يجعل الحكم عليه لا له!
قد تقول: حسبك حسبك؛ إن الناس بخير، ومحبتهم لرسولهم فوق التهم فلا تطلق هذه الصيحات الساخطة، فما تحب الجماهير أحدًا كما يحب أتباع محمد محمدًا.
وأقول لك: سوف أغمض العين عن ألوف من المتعلمين ضلل الاستعمار الثقافي سعيهم، وشوَّه بصائرهم وأذواقهم، مع أن وزنهم ثقيل في قيادة الأمة العربية، فما قيمة الحب الرخيص الذي تكنه جماهير الدهماء؟
إنه حبٌّ غايته صلوات تفلت من الشفتين، مصحوبة بعواطف حارة أو باردة، وقلما تتحول إلى عمل كبير وجهاد خطير، والترجمة عن حبِّ محمد بهذا الأسلوب، في وقت يُنهب فيه تراثه- أمر مرفوض، إن لم يكن ضربًا من النفاق!
أذكر أني ذهبت يومًا لأحد التجار كي أصلح شيئًا لي، فاحتفى بي وقدم بعض الأشربة، وأفهمني أنه أتمَّ ما أُريد بعد أن وفَّيته ما أراد. ثم شعرت أن عمله كان ناقصًا، ولا أقول مغشوشًا!
فقلت: ليته ما حيَّا ولا رحَّب، وأدَّى ما عليه بصدق! ماذا أستفيد من تحيات لا جدَّ معها ولا إخلاص.
والشأن كذلك مع أقوام قد تموج أحفال المولد النبوي بهم، أو قد يصرخون بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعقاب الأذان، أو قد يؤلِّفون صلوات من عند أنفسهم، يحار المرء في تراكيبها لإغراقها في الخيال.
وقد يكون حبهم تمسكًا شديدًا ببعض النوافل، وهروبًا تامًّا من بعض الفرائض، أو حنانًا لا ندى معه ولا عطاء، كهذا الذي قال له الشاعر:
لا أُلفينَّك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما قدمت لي زادًا