علي النموشي
2009-05-25, 21:10
المقامة الهجرية
حدثنا عباس النموشي قال : تراء لي بعض الرفاق في صحن زقاق ، الماء به رقراق و قد صاح و اتخذ من البطالة وشاح ، يأتي كل صباح فيلعن البلاد و حكامها و العرب و أقطارها و أحوالها و أشياعها ، و لم يسلم من لسانه لا كبيرهم و لا صغيرهم ، و يقول إليّ بلسان الحال ، لن أبقى فهذا محال ، و لسوف أهجرها إلى بلاد العلوج حيث النقاء و المروج ، و لا تكثر عليّ بالأقوال لأني مدرك لكل الأهوال ، و سأخوض كل الأوحال في كل الأحوال ، حتى أفوز بمقعد الكمال حيث المتعة و الجمال ، فاحترت في هذا الصاح مع انه في العيشة مرتاح ، فعلمت أنه مهموما و من الفقر مصدوما و جعل السفر محتوما خشية أن يبقى محروما ، فنصحته أن يتزوج فتاة ذات فلج و غنج ، فرد عليّ : إن الشر في الفتاة و العهر فيها قد بات ، و أصير بعدها في خبر فات ، أبحث عن لقمة الذل و الفتات . ثم دارت الشهور و السنين و جاء لي في ثوب السلاطين ، و هو جسيم بدين سمين ، فقال صار بطني أكثما و ووجهي أدما، لأني عرفت طريقا للهجرة و ها أنذا كالبدرة و في عنفوان المهرة . فعلمت أنه قد تبدل عليه الحال بعدما هاجر إلى ارض المال و بقيت أنا أتجرع الأهوال و المرار و أعاني الإهمال .
حدثنا عباس النموشي قال : تراء لي بعض الرفاق في صحن زقاق ، الماء به رقراق و قد صاح و اتخذ من البطالة وشاح ، يأتي كل صباح فيلعن البلاد و حكامها و العرب و أقطارها و أحوالها و أشياعها ، و لم يسلم من لسانه لا كبيرهم و لا صغيرهم ، و يقول إليّ بلسان الحال ، لن أبقى فهذا محال ، و لسوف أهجرها إلى بلاد العلوج حيث النقاء و المروج ، و لا تكثر عليّ بالأقوال لأني مدرك لكل الأهوال ، و سأخوض كل الأوحال في كل الأحوال ، حتى أفوز بمقعد الكمال حيث المتعة و الجمال ، فاحترت في هذا الصاح مع انه في العيشة مرتاح ، فعلمت أنه مهموما و من الفقر مصدوما و جعل السفر محتوما خشية أن يبقى محروما ، فنصحته أن يتزوج فتاة ذات فلج و غنج ، فرد عليّ : إن الشر في الفتاة و العهر فيها قد بات ، و أصير بعدها في خبر فات ، أبحث عن لقمة الذل و الفتات . ثم دارت الشهور و السنين و جاء لي في ثوب السلاطين ، و هو جسيم بدين سمين ، فقال صار بطني أكثما و ووجهي أدما، لأني عرفت طريقا للهجرة و ها أنذا كالبدرة و في عنفوان المهرة . فعلمت أنه قد تبدل عليه الحال بعدما هاجر إلى ارض المال و بقيت أنا أتجرع الأهوال و المرار و أعاني الإهمال .