تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رُعْبُ «الوَهَّابيَّة»؟! أَوْ: حوارٌ مع إعلاميٍّ«ناقمٍ»!(02): الجزء الثّاني


كرماني
2013-08-02, 16:51
رُعْبُ «الوَهَّابيَّة»؟! أَوْ: حوارٌ مع إعلاميٍّ«ناقمٍ»!(02): فيما كتبه بعنوان: «حتَّى لا يحْتَلَّنا الوَهَّابيُّون»!/الجزء الثّاني

رُعْبُ «الوَهَّابيَّة»؟! أَوْ: حوارٌ مع إعلاميٍّ«ناقمٍ»!(02): فيما كتبه بعنوان: «حتَّى لا يحْتَلَّنا الوَهَّابيُّون»!/الجزء الثّاني
تجدُ في الجزء الثّاني مِنْ هذا المَقال العناوينَ الآتية:

ما أشبه اللّيلةَ بالبارحة:

الشّيخ ابن باديس يَرُدُّ مزاعم النّائب العَمَالي «ابن غراب»:

لَيْتَ النَّاسَ كانوا مالكيّة:

مَنْ يَطْعَنُ في الوهّابيّة فهُوَ يَطْعَنُ في مالك:

مُؤَسِّسُ السَّلَفِيَّة؛ هو رسولُ الله (صلّى الله عليه وسلّم):


ما أشبه اللّيلةَ بالبارحة:
ـ وأنا أقرأُ لهذا وذاك، وأتأمّلُ فيما يَنعق به السَّفَلَةُ المنحطُّون-كما فعلَ مَنْ كَتَبُوا في جريدةِ «أخبار الأسبوع» هذه الأيّام، وما دَعَوْا إليه امتثالاً لنصيحةِ مثلِ «الإعلاميّ النّاقم»! مِنْ شَنِّهَا حربًا شعواءَ، وحملةً عارمةً على الوهّابيّة!-، فإذا هو بعينه ما فعلهُ أسلافهم معَ دعوةِ الإمامِ ابن باديس وجمعيّة العلماء المجاهدة المصلحة؛ وها أنذا أُذَكِّرُ القرّاء، وأَنشرُ عليهم صفحاتٍ خالدات، مِن تلكم الأساليب الخاسرة والمكائد الماكرة! الّتي اعترضت المصلحين، أَسُوقُها للعِبرةِ والعِظة!:

الشّيخ ابن باديس يَرُدُّ مزاعم النّائب العَمَالي «ابن غراب»:
ـ «افتتح هذه السّنة النّائب المالي ابن علاّل باقتراحه منع العلماء من القيام بالوعظ والإرشاد في المساجد وقامت ضدّه الاحتجاجات مِن جميع الجهات، وقابلَ عملَهُ باستنكارٍ كلُّ مسلم، وما كادت تعفّفت أصوات الاحتجاج والإنكار، حتّى جاء النّائب الماليّ غراب بالدّاهية الكبرى والأفيكة النَّكْرَاء في خطابه الّذي ألقاه في «إدارة الأمور الأهليّة» بالعاصمة في جمعٍ كبير من المستدعين لملاقاة الوالي العام في قدمته الأخيرة من فرنسا، وقد نشرت هذا الخطاب جريدةُ «النّجاح»[الاستعمارية الموالية للطّرقيّين!] في عددها الصّادر في 10ربيع الثاني1352...: «إنّ هاته الفتنة كلّها وهاته القلاقل والمشاغب الّتي انتشرت في بعض بلدان الوطن سببُها الأصليّ هو «جمعيّة علماء المسلمين»، تلك الجمعيّة الّتي يرأسها الشّيخ ابن باديس وأعضاؤها معه: العقبيّ والإبراهيميّ والميليّ، فإنّ هذه الجمعيّة...انفجرت بتعاليم منافية للعلم ومثيرة للأحقاد والتّحزّبات، ثمّ أخذت في دسّ الدّسائس ونصب الحِيَل بجلب الأموال من جهة ونشر الشّحناء من جهة أخرى... وبحسب ذلك فإنّا ومَن معي مِن هؤلاء السَّادات النُّوَّاب وغيرهم الحاضرين نطلب بإلحاحٍ من الحكومة ورجالها السّاهرين على حفظ الأمن والرّاحة أن تعامل هذه الجمعيّة المعامَلة القاسية الشّديدة، فطالما توانت في أمرها وغضّت النّظر عن عَبَثها، حتّى زادها ذلك جراءةً واسترسالاً في الفساد، ولا حاجة لنا بهذه الجمعيّة الّتي أخذت على كاهلها –نشر المذهب الوَهّابيّ، فنحنُ أوّلاً مالكيُّون. وثانيًا منذ قرن والأمّة الإسلاميّة متمتّعة بحرّيّتها ودينها وعاكفة على دروس علمائها، ولم تحدث فيها هذه الغوغاء، ولا ثارت فيها فتنة عمياء مثل هذه الفتنة»اهـ. انظر: «اعتداءات النّوّاب الجاهلين على جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين: غراب بعد ابن علال»[1].
ـ ولا حاجة بنا إلى أن نعلِّق على فقرات كلام هذا النَّائِب! فلا يعزُبُ عن الفَطِنِ إذا قارن بينها وبين ما ينعقُ به اليوم! الكائدون الماكرون: توافقُ القولين واتّحادُ الغايتين عند الأوَّلين وعند الآخِرين؛ وكلُّهم للإصلاح السّلفيِّ عدوٌّ مُبين!
ـ وكما قام أنصارُ الإصلاح مِن العامَّة وغيرهم بالاستنكار على «ابن علاّل»، قاموا كذلك بالاستنكار على«غراب»، وفي مقدّمتهم أهالي «عين البيضاء»، فقد تبرّؤوا منه، ونفضوا أيديهم مِن هذا الّذي يُمثّلهم في«المجالس الرّسميّة»، لكنّه لا يمثّلهم في افتراءاته على الجمعيّة![2]
ـ ردَّ عليه الإمام ابن باديس بقوله: «..أَفَتَعُدُّ الدّعوة إلى الكتاب والسّنّة وما كان عليه سلف الأمّة وطرح البدع والضّلالات واجتناب المُرْدِيَات والمهلكات نَشْرًا للوهّابيّة، أم نشر العلم والتّهذيب وحرّيّة الضّمير وإجلال العقل واستعمال الفِكْر واستخدام الجوارح- نَشْرًا للوهّابيّة؟ - إذًا ، فالعالَمُ المتمدِّنُ كلّه وهّابيّ. فأئمّةُ الإسلام كلُّهم وهّابيُّون؟ ما ضرَّنَا إذا دَعَوْنَا إلى ما دعا إليه جميعُ أئمّة الإسلام، وقام عليه نظامُ التّمدّن في الأُمَم أَن سمَّانا الجاهِلون المتحامِلون بما يشاءون -ونحنُ إن شاء الله - فوق ما يظنُّون، والله وراء ما يكيد الظّالمون.

لَيْتَ النَّاسَ كانوا مالكيّة:
ثمّ يقول: «إنّنا مالكيُّون» ومَن يُنازع في هذا، وما يُقرِئُ علماءُ الجمعيّة إلاّ فقه مالك، ويَا لَيْتَ النّاسَ كانوا مالكيَّةً حقيقةً إذًا لطَرَحُوا كلّ بدعةٍ وضلالةٍ، فقد كان مالك -رحمه الله - كثيرًا ما يُنشد:
وخيرُ أُمُورِ النّاسِ ما كانَ سُنَّةً ° وشَرُّ الأُمُورِ المُحْدَثَاتُ البَدَائِعُ»[3].

مَنْ يَطْعَنُ في الوهّابيّة فهُوَ يَطْعَنُ في مالك:
ـ كتبَ الشّيخ أبو يعلى الزّواويّ في جريدة «الصّراط» مقالةً نُشرت في جزءين، تحت عنوان: «وهّابيّ ﴿ولا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ بِيسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الاِيمَانِ ومَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾». جاء في أوّل الجزء الثّاني منها [ العدد:7، ص:7]:
«ولهذا قلتُ وما زلتُ ولن أزال أقولُ: إنَّ المالكيَّ الّذي يَطعَنُ في الوهّابيّةِ يَطْعَنُ في مالكٍ ومذهبِهِ مِن حيثُ يشعر أو لا يشعر، أو لأنّهُ جاهلٌ أو يَتجاهل»، ويقول[في الجزء الأول: العدد(6)، (ص:4)] : «وليعلموا أنَّ الوهّابيّةَ حنابلةٌ مِن أهل السّنّة، وليسوا من المعتزلة الّذين أنكروا علينا محاكمتهم فيما سطّروا وسطّرنا، وبأنّ المذهب الحنبليّ السّنّيّ مِن المذاهب الأربعة المجمَع عليها، المرضيّة للاقتداء بها في الصّلاة وفي الأقوال والأفعال، وزيادةً على ذلك لما أنّنا مالكيُّون فهُم في غايةِ الاقتداءِ والاتِّفاقِ مع مالكٍ الإمام رحمه الله، وبأنّه عالمُ المدينة، وإنَّ غالبَ حُجَجِهم قالَ مالكٌ، كما في مسألة الاستواء، وتجصيص القبور والبناء عليها والتّوسّل بها وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشَّدائد والحَلِف بالمدفُونين فيها، وغير ذلك مِن الاستشفاع الّذي هو مِن الابتداع المتَّفق عليه بين المالكيّةِ المخلِصين والحنابلة العاملين بما نبَّههم إليه محمّد بن عبد الوهّاب، كما نبَّهنا نحن أبو إسحاق الشّاطبيّ صاحب كتاب «الاعتصام» وأمثاله، وقد علمنا وعلِمَ كثيرٌ مِن العلماء المفكّرين والمتأمّلين أنّ عمل الوهّابيِّين في شأنِ زيارةِ القُبُور هُوَ مَذْهَبُ مالكٍ بالحَرْفِ وطريقُهُ، ونُلْفِتُ الآن نظرَ المخالِفين....إلى ما في «الشِّفاء» عمومًا في باب حكم زيارة قبرهِ (صلّى الله عليه وسلّم) وقول عياض: «وكرِهَ مالكٌ أن يُقال زُرنا قبرَ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، وقوله: قال مالكٌ في «المبسوط»: لا أَرى أن يقف عند قبرِ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ويدعو، ولكن يسلّم ويمضي، إلى أن قال: -أعني إمامنا- مالك رحمه الله: لا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ ما أصلح أوّلها.....وقد تَحَيَّرَ كثيرًا صاحبُ «الشّفاء» مِن قول بكراهةِ مَن يقول: زُرنا قبرَ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، واحتالَ كثيرًا على إيجادِ تأويلٍ لذلك، كما يعلم الواقفُ عليه، ولم يجد إلاّ قوله، أعني: قولَ صاحب «الشّفاء»: «والّذي عندي أنّ منعه وكراهة مالك له للإضافة إلى القبر، وأنّه لو قالَ: زُرنَا النّبيّ، لم يُكره، لقولِهِ (صلّى الله عليه وسلّم): «اللّهمّ لا تَجعل قبري وثنًا يُعبد، اشتدّ غضبُ اللهِ على قومٍ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، فحمى إضافةَ هذا اللّفظ إلى القبر، والتّشبّه بفعلِ أولئك»انتهى. قلتُ: لقد أصابَ، وهُو مَن يعرفُ مناقب مالك ومذهبَهُ المبنيَّ على سدّ الذّرائع، وعلم أيضًا أنّه لم يرد في «الصّحيحين» ما يعتمد عليه من الأحاديث في كيفيّة زيارة قبرِهِ (صلّى الله عليه وسلّم) ممّا يعتقده العامّة، ويعملون به مِن إمساك شُبَّاكِ النّبيّ والاستغاثة به والطَّلَب منه أمورًا مِن مصالحهم لم تُشرع، ولم تُسَنّ، ولذا قالَ أيضًا، أعني صاحبَ «الشّفاء»: وقال مالكٌ في «المبسوط»: «لا أرى أن يقف عند قبرِ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ويدعو، ولكن يُسلّم ويمضي»، قال شارحُ هذا الموضع شهاب الدّين الخفاجيّ: «ظاهره أنّ مذهب مالك عدم استحباب الوقوف »اهـ. قلتُ: فليتأمَّل هذا الغُلاةُ الطّوّافون بقبور الأموات الصّالحين ومناداتهم والتّوسّل بهم. وهذا عينُ ما يقولُ الوهّابيُّون وابنُ تيميّة وابنُ القيّم ومحمّد بن عبد الوهّاب (رحمهم الله)، فيصبُّون على الوهّابيِّين سَوْطَ الاِنْتِقَادِ والتَّكفير، وهو عَيْنُ مذهبِ مالكٍ وقولِهِ وعملِهِ، حتَّى إنَّ السُّبْكِيِّينَ[4] انتقموا مِن ابن تيميّة (رحمه الله)، لماذا هو حنبليٌّ ويُوافق مالك في غالب اقتدائه، ويُخالف باقي الأئمّة، والثّابت الصّحيح في زيارتِهِ (صلّى الله عليه وسلّم) بعد مماته، ما فعلَ ابنُ عمر (رضي الله عنهما)، فإنّه كما قال مولاه نافع، أنّه رآه أكثرَ مِن مائةِ مرّةٍ، يأتي إلى قبرِ النّبيِّ (صلّى الله عليه وسلّم)، فيقولُ: السّلام على النّبيّ، السّلام على أبي بكر، السّلام على أبي، ثمّ ينصرف اهـ....»اهـ.

مُؤَسِّسُ السَّلَفِيَّة؛ هو رسولُ الله (صلّى الله عليه وسلّم):
ـ وفي ختام هذا الفصل، أسوقُ كلامَ الشّيخ السّعيد الزّاهريّ (رحمه الله) في الرّدّ على مَن قالَ: «إنَّ مؤسِّس هذا المذهب[أي: الوهَّابيّ!] هو شيخ الإسلام ابن تيميّة، واشتهر به ابن عبد الوهّاب»!، قال: «والواقعُ أنّ مؤسِّس هذا المذهب ليس هو ابن تيميَّة ولا ابن عبد الوهّاب ولا الإمام أحمد، ولا غيرهم من الأئمّة والعلماء، وإنّما مُؤسِّسه هو خاتم النّبيِّين سيّدنا محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وسلّم)، على أنّه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوةٌ إلى الرُّجوع إلى السّنّة النَّبويَّة الشَّريفة، وإلى التّمسّك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيءٌ آخر غير هذا»اهـ.

[1] - «الشّريعة»، العدد:(5)، 22 ربيع الثّاني 1352هـ/14 أوت1933م، (ص:5).
[2] - انظر أعداد جريدة: «الشّريعة».
[3] - «اآثار ابن باديس»(5/282-283).
[4] - نسبةً إلى: السُّبْكِيّ؛ وهو عدوٌّ وخصمٌ شديدُ الخصومة لابن تيميَّة!

يوسف رقـــــة
2013-08-02, 18:25
و الله موضوع مشوق شكرا

كرماني
2013-08-03, 01:53
و الله موضوع مشوق شكرا

بارك الله فيك
على هذا التواصل الطيب
شكرا