تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغزل في الازل


hamid-17
2007-08-21, 16:18
1
يزيد بن معاوية

قيل في الغزل

نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي *** نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي

كَأنـهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِـهَا *** أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْـبُ بالبَـرَدِ

كأَنَّهَا خَشِيَـتْ مِنْ نَبْـلِ مُقْلَتِـهَا *** فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعـاً مِـنَ الـزَّرَدِ

مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً *** تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ

وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ *** وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي

وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَـلٍ *** مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَـدِ

أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَـتْ *** مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ

سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا *** مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ

فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى *** من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ

فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ *** إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرَ وَالجَلَـدِ

قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا *** مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ

قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه *** تَأَمَّلُوا كَيْفَ فَعَـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ

قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى *** بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ

فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأٍ *** وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ

وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا *** مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ

وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ *** وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ

وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً *** مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ

وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ *** حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ

فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ *** فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي

وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا *** فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي

هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِـي *** حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَـدِ

2
يزيد بن معاوية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَمَّـا تَلاقَينـا وَجَـدتُ بَنانَهـا *** مُخَضَّبَةً تَحكِـي عُصـارَةَ عَنـدَمِ

فَقُلتُ خَضَبتِ الكَفَّ بَعدِي أَهَكَذا *** يَكـونُ جَـزاءُ المُستَهـامِ المُتَيَّـمِ

فَقالَت وَأَلقَت فِي الحَشا لاعِجَ الجَوَى *** مَقالَـةَ مَـن بِالحُـبِّ لَـم يَتَبَـرَّمِ

بَكَيتُ دَماً يَـومَ النَّـوَى فَمَنَعتُـهُ *** بِكَفِّيَ فَاحـمَرَّت بَنانِـيَ مِـن دَمِ

وَلَو قَبلَ مَبكاهـا بَكَيـتُ صَبابَـةً *** بِسُعدى شَفَيتُ النَّفسَ قَبلَ التَّنَـدُّمِ

وَلَكِن بَكَت قَبلِي فَهَيَّجَ لِيَ البُكَـى *** بُكاها فَقُلـت الفَضـل لِلمُتَقَـدِّمِ

3
علي الجارم
ـــــــــــــــــــــــــ

مَا لِـي فُتِنْـتُ بلحْظِـكِ الْفَتَّـاكِ *** وسَلَـوْتُ كُـلَّ مَلِـيـحَـةٍ إِلاَّكِ

يُسْرَاكِ قَدْ مَلَكَتْ زِمـامَ صَبَابَتِـي *** ومَضَلَّتِـي وهُـدَايَ فِـي يُمْنَـاكِ

فَإِذا وَصَلْتِ فَكُـلُّ شَـيْءٍ باسِـمٌ *** وإِذا هَجَرْتِ فكُـل شَـيْءٍ باكِـي

هَذَا دَمِي فِـي وَجْنَتَيْـكِ عَرَفْتُـهُ *** لاَ تَسْتَطِيـعُ جُـحُـودَهُ عَيْنَـاكِ

لَو لَم أَخَفْ حَرَّ الْهَـوَى وَلَهِيبَـهُ *** لَجَعَلْتُ بَيْـنَ جَوَانِحِـيِ مَثْـوَاكِ

إِنِّي أَغارُ مِـنَ الْكـؤُوسِ فَجنِّبِـي *** كـأْسَ الْمُدَامَـةِ أَنْ تُقَبِّـلَ فَـاكِ

خَدَعَتْكِ ما عَذُبَ السُّلافُ وإنَّمَـا *** قَد ذُقْتِ لَمَّا ذُقْـتِ حُلْـوَ لَمـاكِ

لَكِ مِنْ شَبَابِكِ أَوْ دَلاَلِـكِ نَشْـوَةٌ *** سَحَـرَ الأَنَـامَ بِفِعْلِـهَا عِطْفَـاكِ

قَـالَـتْ خَلِيلتُـها لَهَـا لِتُلينَـها *** مَاذَا جَنَـى لَمَّـا هَجَـرْتِ فَتَـاكِ

هِيَ نَظْرَةٌ لاقَـتْ بِعَيْنِـكِ مِثْلَـهَا *** مَـا كَـانَ أَغْنَـاهُ وَمَـا أَغْنـاكِ

قَد كَانَ أَرْسَلَـها لِصَيْـدِكِ لاَهِيـاً *** فَفَرَرْتِ مِنْهُ وَعادَ فِـي الأَشْـرَاكِ

عَهْدي بِهِ لَبِقَ الْحَديـثِ فَمَـا لَـهُ *** لاَ يَسْتَطيعُ الْقَـوْلَ حِيـنَ يَـرَاكِ

إِيَّـاكِ أَنْ تَقْضِـي عَلَيْـهِ فَـإِنَّـهُ *** عَـرَفَ الحَـيـاةَ بِحُبِّـهِ إِيَّـاكِ

إِنَّ الشَّـبَابَ وَدِيـعَـةٌ مَـرْدُودَةٌ *** والزُّهْـدُ فِيـه تَزَمُّـتُ النُّسَّـاكِ

فَتَشَمَّمِـي وَرْدَ الْحَيـاةِ فَـإِنَّـهُ *** يَمْضِي وَلاَ يَبْقَى سِـوَى الأشْـوَاكِ

لَم تُنْصِتِي وَمَشَيْـتِ غَيْـرَ مُجيبَـةٍ *** حَتَّـى كـأَنَّ حَديِثَـها لِسِـواكِ

وَبَكَتْ عَلَيَّ فَمَا رَحِمْـتِ بُكَاءَهَـا *** مَا كَـانَ أعْطَفَـهَا وَمَـا أَقْسَـاكِ

عَطَفَتْ عَلَـيَّ النَّيِّـرَاتُ وَسَاءَلَـتْ *** مَذْعُـورَةً قَمَـرَ السَّـمَاءِ أَخَـاكِ

قَالَتْ نَرَى شَبَحاً يَـرُوحُ ويَغْتَـدِي *** ويَبُثُّ فِي الأَكْوانِ لَوعَـةَ شَاكِـي

أَنَّـاتُ مَجْـرُوحٍ يُعالِـجُ سَهْمَـهُ *** وَزَفِيـرُ مَـأسُـورٍ بِغَيـرِ فَكَـاكِ

يَقْضِي سَوادَ الَّليـلِ غَيْـرَ مُوَسَّـدٍ *** عَيْـنٌ مُسَهَّـدَةٌ وقَلْـبٌ ذَاكِـي

حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْـحُ جَـرَّدَ نَصْلَـهُ *** أَلْفَيْـتَـهُ جِسـماً بِغَيْـرِ حَـراكِ

إِنَّا نكـادُ أَسـىً عَلَيْـهِ ورَحْمَـةً *** لِشَبَابِـهِ نَهْـوِي مِـنَ الأَفْـلاكِ

مِنْ عَهْـدِ قَابِيـلٍ ولَيْـسَ أَمامَنـا *** فِي الأَرْضِ غَيْرُ تَشاكُـسٍ وعِـرَاكِ

مَا بَيـنَ فَاتِكَـةٍ تَصُـول بِقَدِّهـا *** وَفَتـىً يَصُـولُ بِرُمْحِـهِ فَـتَّـاكِ

يَا أَرْضُ وَيْحَكِ قَدْ رَوِيتِ فأَسْئِـري *** وَكَفَاكِ مِنْ تِـلْكَ الدِّمَـاءِ كَفَـاكِ

فِي كُلِّ رَرْعٍ مِنْ رُبُوعِـكِ مَأْتَـمٌ *** وَثَوَاكِـلٌ وَنَـوادِبٌ وَبَـوَاكِـي

قَد قَامَ أهلُ العِلـم فِيـك ودَبَّـرُوا *** بَرِئتْ يَدِي مِـنْ إِثْمِهِـمْ ويَـدَاكِ

كاشَفْتِهِمْ سِـرَّ الْعَناصِـرِ فَانْبَـرَوْا *** يَتَـخَـيَّـرُونَ أمَضَّـها لِـرَدَاكِ

نَثَرُوا كنانَتَهُـمْ وكُـلَّ سِهامِهـا *** لِلْفَتْـكِ والتَـدْمِيـرِ والإِهْـلاكِ

دَخَلُوا عَلَى الْعِقْبانِ فِـي أَوْكارِهـا *** وتسَرَّبُـوا لِمسـابِـحِ الأسْمَـاكِ

فَتأَمَّلي هَلْ فِـي تُخُومِـكِ مَأْمَـنٌ *** أَمْ هَـلْ هُنـالِكَ مَعْقِـلٌ بِـذُراكِ

ظَهْرُ الُليُوثِ وذاكَ أَصْعَبُ مَرْكَـبٍ *** أَوْفَى وأَكـرَمُ مِـنْ أَدِيـمِ ثَـرَاكِ

لَيْتَ الْبحارَ طَغَتْ عَلَيْكِ وسُجِّـرتْ *** أَو أَنَّ مَنْ يَطْوِي السَّـمَاءَ طَـوَاكِ

لَم يَبْقَ فِي الإِنْسَـانِ غَيْـرُ ذَمائِـهِ *** فَـدَراكِ يَـا رَبَّ السَّـمَاءِ دَراكِ

وَإِذَا النُّفُـوسُ تَفَرَّقَـتْ نَزَعاتُهـا *** قَامَـتْ إِذَا قَامَـتْ بِغَيْـر مَسَـاكِ

والسَّيْفُ أَظْلَمُ مَا فَزِعْتَ لِحُكْمِـه *** والْحَزْمُ خَيْـرُ شَمائِـلِ الأَمْـلاكِ

ومِـنَ الدِّمـاءِ طَهـارَةٌ وَعَدالَـةٌ *** ومِـنَ الدِّمـاءِ جنايَـةُ السُّفَـاكِ

والْعِلْمُ مِيزانُ الْحَيـاةِ فـإِنْ هَـوَى *** هَـوَتِ الْحَيـاةُ لأَسْفـلِ الأدْرَاكِ



المصدر : اعلام من الشعر الجاهلي و الاسلامي