ينابيع الصفاء
2013-07-30, 01:40
أدت الحرب الجارية في سوريا إلى اتساع الخلاف بين مراجع الدين الشيعة في العراق وايران الذين تباينت مواقفهم من مسألة ارسال اتباعهم (مقلديهم) للقتال في صفوف قوات الجيش السوري المساند لبشار الاسد.
و تزايدت حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي منذ اجتياح العراق والاطاحة بصدام حسين عام 2003 في تطور منح الاغلبية الشيعية نفوذا أكبر عبر صناديق الانتخابات وأعاد لمدينة النجف العراقية المقدسة عند الشيعة مكانتها البارزة.
ففي مدينة قم الايرانية أصدر بعض كبار رجال الدين الشيعة الذين يمثلون مرجعية "قم" فتاوى تحض اتباعهم على القتال في سوريا حيث يشن مقاتلون من السنة حربا للاطاحة بالأسد الذي تنتمي طائفته العلوية للمذهب الشيعي.
و استعانت طهران أشد حلفاء الاسد في المنطقة دفاعا عنه بحلفاء آخرين من الشيعة في المنطقة مثل حزب الله اللبناني.
و أدى تدخل حزب الله المعلن في الحرب في وقت سابق من العام إلى تعميق الطابع المذهبي للصراع في سوريا الذي بدأ كاحتجاجات سلمية على حكم عائلة الاسد المستمر منذ أربعة عقود.
وأحدثت الحرب السورية استقطابا بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء الشرق الاوسط لكنها سلطت الضوء أيضا على انقسامات داخل كل من المذهبين الرئيسين فأبرزت الخلاف بين مرجعيتي النجف وقم الدينيتين وعقدت العلاقات فيما بين الشيعة في العراق.
................
ففي النجف رفض المرجع الديني الشيعي آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي يأتمر بأمره معظم شيعة العراق وكثيرون غيرهم في مختلف أنحاء العالم إجازة المشاركة في حرب يراها سياسية و ليست دينية.
ورغم موقفه فقد استجابت بعض الاحزاب والميليشيات الشيعية ذات النفوذ الكبير في العراق من مقلدي الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي للدعوة لحمل السلاح وأرسلت أتباعها إلى ساحة المعركة في سوريا.
ويرجع أصل الخلاف إلى تباين جوهري في الرأي حول طبيعة سلطة رجال الدين ومداها. إذ ترى مرجعية النجف أن دور رجل الدين في الامور العامة محدود بينما يعد رجل الدين في ايران الزعيم الأعلى ويملك سلطة روحية وسياسية مطلقة متمثلة في "ولاية الفقيه".
..............
وقال رجل دين شيعي رفيع المستوى على صلة بمرجعية النجف مشترطا عدم ذكر اسمه "التشنج بين المرجعيتين موجود منذ زمن طويل لكنه أثر هذه المرة على الموقف العراقي الرسمي من الأزمة السورية."
و أضاف "لو كان للمرجعيتين موقف موحد (تجاه سوريا) لشهدنا موقفا داعما من الحكومة (العراقية) للنظام السوري."
و تقول الحكومة في بغداد إنها لا تنحاز لطرف في الحرب الاهلية لكن تدفق المسلحين العراقيين عبر الحدود إلى سوريا يثير شبهات حول الموقف الرسمي.
و يقول رجال دين و ساسة بارزون إن خامنئي ومقلديه (أتباعه) في العراق و ايران يعتبرون أن سوريا حلقة مهمة في "الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد و دمشق.
..........
صراع مستميت على مرقد السيدة زينب
و يقول مقاتلون إن نحو 50 شيعيا عراقيا يتوجهون إلى دمشق كل أسبوع للقتال في صفوف القوات السورية أو لحماية مرقد السيدة زينب على أطراف العاصمة.
و قال مقاتل سابق في ميليشيا جيش المهدي يدعى علي و هو يحزم حقائبه استعدادا للسفر إلى سوريا "أنا أتبع مرجعيتي. قال مرجعي الديني إن القتال في سوريا واجب شرعي. ولا أعير اهتماما لما يقوله الاخرون."
و أضاف "ليس من حق أحد أن يوقفني. فأنا أدافع عن ديني وعن مرقد السيدة زينب ابنة إمامي."
و قال أحد كبار رجال الدين الشيعة وكيل أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف إن حماية المراقد الشيعية في سوريا استخدمته ايران كذريعة لدفع الشيعة للمشاركة في القتال.
و في السنوات العشر التي انقضت منذ سقوط صدام نما نفوذ ايران وسعت إلى كسب موطيء قدم لها في النجف بصفة خاصة.
و قال مسؤولون محليون إن رجال دين ايرانيون إلى جانب منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية و مؤسسات ثقافية فتحوا مكاتب في النجف أغلبها تمولها مرجعية قم مباشرة أو السفارة الايرانية في بغداد.
و يرفرف العلم الايراني فوق مبنى من طابقين في أحد الاحياء الراقية في النجف يضم مؤسسة الامام الخميني التي تعد من المؤسسات الايرانية العديدة التي تشارك في انشطة اجتماعية في العراق و تركز على الشباب وتساعدهم على الزواج وتصرف رواتب منتظمة للارامل واليتامي وطلبة المدارس الدينية.
و يقول بعض الساسة الشيعة المطلعين على مثل هذه الانشطة إن بعض المؤسسات توفر الدعم لرجال الدين الشبان وتمول رحلات مجانية لطلبة الجامعات لزيارة المراقد الشيعية في ايران بما في ذلك تنظيم زيارة رسمية لمكتب خامنئي في طهران.
و قال زعيم شيعي رفيع يعمل تحت اشراف خامنئي مشترطا عدم الكشف عن هويته "لنا مشروع ضخم في العراق يهدف لنشر مباديء ولاية الفقيه والشباب هم هدفنا."
و أضاف "لا نتطلع لاقامة دولة اسلامية في العراق لكننا على الأقل نريد اقامة كيانات ثورية تكون على استعداد للقتال للدفاع عن المشروع الشيعي."بحسب رويترز.
...........
لاثنين 29/تموز/2013
سري للغاية...تزايد حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي بين مرجعية قم و النجف
التغطية مستمرة للصحوات الإسلامية.
سوريا حلقة مهمة في "الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد و دمشق
صراع مستميت على مقام السيدة زينب
http://www.kasaed.net/media/pics/1264867287.jpg
و تزايدت حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي منذ اجتياح العراق والاطاحة بصدام حسين عام 2003 في تطور منح الاغلبية الشيعية نفوذا أكبر عبر صناديق الانتخابات وأعاد لمدينة النجف العراقية المقدسة عند الشيعة مكانتها البارزة.
ففي مدينة قم الايرانية أصدر بعض كبار رجال الدين الشيعة الذين يمثلون مرجعية "قم" فتاوى تحض اتباعهم على القتال في سوريا حيث يشن مقاتلون من السنة حربا للاطاحة بالأسد الذي تنتمي طائفته العلوية للمذهب الشيعي.
و استعانت طهران أشد حلفاء الاسد في المنطقة دفاعا عنه بحلفاء آخرين من الشيعة في المنطقة مثل حزب الله اللبناني.
و أدى تدخل حزب الله المعلن في الحرب في وقت سابق من العام إلى تعميق الطابع المذهبي للصراع في سوريا الذي بدأ كاحتجاجات سلمية على حكم عائلة الاسد المستمر منذ أربعة عقود.
وأحدثت الحرب السورية استقطابا بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء الشرق الاوسط لكنها سلطت الضوء أيضا على انقسامات داخل كل من المذهبين الرئيسين فأبرزت الخلاف بين مرجعيتي النجف وقم الدينيتين وعقدت العلاقات فيما بين الشيعة في العراق.
................
ففي النجف رفض المرجع الديني الشيعي آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي يأتمر بأمره معظم شيعة العراق وكثيرون غيرهم في مختلف أنحاء العالم إجازة المشاركة في حرب يراها سياسية و ليست دينية.
ورغم موقفه فقد استجابت بعض الاحزاب والميليشيات الشيعية ذات النفوذ الكبير في العراق من مقلدي الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي للدعوة لحمل السلاح وأرسلت أتباعها إلى ساحة المعركة في سوريا.
ويرجع أصل الخلاف إلى تباين جوهري في الرأي حول طبيعة سلطة رجال الدين ومداها. إذ ترى مرجعية النجف أن دور رجل الدين في الامور العامة محدود بينما يعد رجل الدين في ايران الزعيم الأعلى ويملك سلطة روحية وسياسية مطلقة متمثلة في "ولاية الفقيه".
..............
وقال رجل دين شيعي رفيع المستوى على صلة بمرجعية النجف مشترطا عدم ذكر اسمه "التشنج بين المرجعيتين موجود منذ زمن طويل لكنه أثر هذه المرة على الموقف العراقي الرسمي من الأزمة السورية."
و أضاف "لو كان للمرجعيتين موقف موحد (تجاه سوريا) لشهدنا موقفا داعما من الحكومة (العراقية) للنظام السوري."
و تقول الحكومة في بغداد إنها لا تنحاز لطرف في الحرب الاهلية لكن تدفق المسلحين العراقيين عبر الحدود إلى سوريا يثير شبهات حول الموقف الرسمي.
و يقول رجال دين و ساسة بارزون إن خامنئي ومقلديه (أتباعه) في العراق و ايران يعتبرون أن سوريا حلقة مهمة في "الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد و دمشق.
..........
صراع مستميت على مرقد السيدة زينب
و يقول مقاتلون إن نحو 50 شيعيا عراقيا يتوجهون إلى دمشق كل أسبوع للقتال في صفوف القوات السورية أو لحماية مرقد السيدة زينب على أطراف العاصمة.
و قال مقاتل سابق في ميليشيا جيش المهدي يدعى علي و هو يحزم حقائبه استعدادا للسفر إلى سوريا "أنا أتبع مرجعيتي. قال مرجعي الديني إن القتال في سوريا واجب شرعي. ولا أعير اهتماما لما يقوله الاخرون."
و أضاف "ليس من حق أحد أن يوقفني. فأنا أدافع عن ديني وعن مرقد السيدة زينب ابنة إمامي."
و قال أحد كبار رجال الدين الشيعة وكيل أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف إن حماية المراقد الشيعية في سوريا استخدمته ايران كذريعة لدفع الشيعة للمشاركة في القتال.
و في السنوات العشر التي انقضت منذ سقوط صدام نما نفوذ ايران وسعت إلى كسب موطيء قدم لها في النجف بصفة خاصة.
و قال مسؤولون محليون إن رجال دين ايرانيون إلى جانب منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية و مؤسسات ثقافية فتحوا مكاتب في النجف أغلبها تمولها مرجعية قم مباشرة أو السفارة الايرانية في بغداد.
و يرفرف العلم الايراني فوق مبنى من طابقين في أحد الاحياء الراقية في النجف يضم مؤسسة الامام الخميني التي تعد من المؤسسات الايرانية العديدة التي تشارك في انشطة اجتماعية في العراق و تركز على الشباب وتساعدهم على الزواج وتصرف رواتب منتظمة للارامل واليتامي وطلبة المدارس الدينية.
و يقول بعض الساسة الشيعة المطلعين على مثل هذه الانشطة إن بعض المؤسسات توفر الدعم لرجال الدين الشبان وتمول رحلات مجانية لطلبة الجامعات لزيارة المراقد الشيعية في ايران بما في ذلك تنظيم زيارة رسمية لمكتب خامنئي في طهران.
و قال زعيم شيعي رفيع يعمل تحت اشراف خامنئي مشترطا عدم الكشف عن هويته "لنا مشروع ضخم في العراق يهدف لنشر مباديء ولاية الفقيه والشباب هم هدفنا."
و أضاف "لا نتطلع لاقامة دولة اسلامية في العراق لكننا على الأقل نريد اقامة كيانات ثورية تكون على استعداد للقتال للدفاع عن المشروع الشيعي."بحسب رويترز.
...........
لاثنين 29/تموز/2013
سري للغاية...تزايد حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي بين مرجعية قم و النجف
التغطية مستمرة للصحوات الإسلامية.
سوريا حلقة مهمة في "الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد و دمشق
صراع مستميت على مقام السيدة زينب
http://www.kasaed.net/media/pics/1264867287.jpg