شمــوس
2013-07-29, 03:53
http://imagecache.te3p.com/imgcache/4b5f18b5322c75f3c9f6c9e730c344f8.gif
بمناسبة إحياء ذكرى غزوة فتح مكّة المكرّمة الذي يصادف 20 رمضان 8 هـ
الموافق 10 يناير 630 م، إليكم بعض التّفاصيل عن هذه الغزوة الهامّة بقيادة
حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
سبب فتح مكة:
كان فتح مكة ـ ويُسمَّى أيضاً الفتحَ الأعظمَ ـ في العشرين من رمضان من السنة الثامنة
الهجرية، وسببه أنه جاء ضمن شروط صلح الحديبية الذي عقده الرسول صلى الله عليه
وسلّم مع كفار قريش في ذي القعدة من السنة السادسة الهجرية:
(من شاء أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلّم وعهده دخل، ومن شاء
أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل).
فدخلت خزاعة في دين محمد صلى الله عليه وسلّم وعهده، ودخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم.
واستمرت الهدنة بين المسلمين والكفار نحو سنة ونصف السَّنة، ثم إن بني بكر بمعاونة
قريش وثبوا على خزاعة ليلاً. فاستنجدت خزاعة بالنبي صلى الله عليه وسلّم، فاستنفر
النبي صلى الله عليه وسلّم المسلمين والقبائل التي حول المدينة فبلغوا نحو عشرة آلاف
مقاتل، فغزا بهم مكة، لنقضهم عهد الحديبية.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/5/58/%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D9%85%D9%83%D9%8E%D9%91%D8%A9_-_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%90%D9%91%D8%B3%D8%A7%D9%84% D8%A9.jpg/300px-%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D9%85%D9%83%D9%8E%D9%91%D8%A9_-_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%90%D9%91%D8%B3%D8%A7%D9%84% D8%A9.jpg
تحرّك الجيش من المدينة إلى مكّة:
تحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد
المسلم خالد بن الوليد، إذ حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل
التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم
وقُتل من المسلمين رجلان اثنان، وكان هناك بعض الجرحى.
الرسول يهدر دماء بعض أعداء الإسلام:
أمَّن الرسول صلى الله عليه وسلّم الناس إلا أربعة رجال وامرأتين،وهم: عبد العزى
بن خطل التميمي، وعبد الله بن أبي السرح القرشي، وعكرمة بن أبي جهل القرشي
والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة الكناني، وهبار بن الأسود القرشي
وقينتان كانتا لابن خطل، كانتا تغنيان بهجو الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم
وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب بن هاشم، وهي التي وجد معها كتاب حاطب
بن أبي بلتعة. من هؤلاء من قُتل، ومنهم من جاء مسلمًا تائبًا فعفا عنه الرسول
صلى الله عليه وسلّم وحسُن إسلامه
حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم بأن تهدر دماءهم ولو كانوا متعلقين
بأستار الكعبة، لأعمال خطيرة ارتكبوها في حق المسلمين، وفي هذا عبرة للطغاة
المستهزئين بأرواح الأبرياء في كل زمان ومكان.
الرسول صلى الله عليه وسلّم يهدم الأصنام:
لمَّا نزل الرسولُ محمدٌ صلى الله عليه وسلّم بمكة واطمأنَّ الناسُ، جاءَ الكعبة
فطاف بها وجعل يطعنُ الأصنام التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول:
«جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» الآية،
«جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ»،الآية
ورأى في الكعبة الصورَ والتماثيلَ فأمر بها فكسرت. ولما حانت الصلاة، أمر
بلالا أن يصعد فيؤذن من على الكعبة، فصعد بلالٌ وأذّن.
مفتاح الكعبة:
كان مفتاح الكعبة مع عثمان بن طلحة قبل أن يسلم، فأراد عليّ بن أبي طالب أن يكون
المفتاح له مع السقاية، لكن الرسولَ صلى الله عليه وسلّم دفعه إلى عثمان بعد أن خرج
من الكعبة ورده إليه قائلا: «اليوم يوم بر ووفاء»
وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلّم قد طلب من عثمان بن طلحة المفتاحَ قبل أن
يهاجر إلى المدينة، فأغلظ له القول ونال منه، فحلم عنه، وقال:
« يا عثمان، لعلك ترى هذا المفتاح يومًا بيدي، أضعه حيث شئت »
فقال: "لقد هلكت قريش يومئذ وذلت"، فقال:
«بل عمرت وعزت يومئذ»، ووقعت كلمته من عثمان بن طلحة موقعًا، وظن أن الأمر
سيصير إلى ما قال، إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أعطاه مفاتيح الكعبة
قائلا له: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء، خذوها خالدة تالدة لا ينزعها
منكم إلا ظالم»، فلم يُعْطِ الرسولُ عليه الصلاة والسلام المفتاحَ أحداً من بني هاشم
وقد تطاول لأخذه رجالٌ منهم، لما في ذلك من الإثارة، ولما به من مظاهر السيطرة
وبسط النفوذ.
العفو النّبوي العام:
نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته، ورغم
قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم، وقد جاء إعلان العفو عنهم وهم مجتمعون قرب
الكعبة ينتظرون حكم الرسول فيهم، فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: "خيرًا
أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ"، فقال: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ»
نتائج الفتح:
كان من أثر عفو الرسولِ الشامل عن أهل مكة، والعفو عن بعض من أَهدر دماءَهم
أن دخل أهلُ مكة رجالاً ونساءً وأحرارًا وموالي في الإسلام طواعية واختيارًا، وبدخول
مكة تحت راية الإسلام دخل الناس في الإسلام أفواجاً، وبايع الرسولُ صلى الله عليه وسلّم
الناس جميعا الرجال والنساء، والكبار والصغار، وبدأ بمبايعة الرجال، فقد جلس لهم على
الصفا، فأخذ عليهم البيعة على "الإسلام والسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا"
وبهذا فقد قضى هذا الفتح على الوثنية قضاءً مبرمًا وسيطر المسلمون على الموقف
السياسي والديني في جزيرة العرب. ولم تمض سنتان إلا وكان عرب الجزيرة تحت
راية الإسلام.
لله الحمد من قبل ومن بعد
بمناسبة إحياء ذكرى غزوة فتح مكّة المكرّمة الذي يصادف 20 رمضان 8 هـ
الموافق 10 يناير 630 م، إليكم بعض التّفاصيل عن هذه الغزوة الهامّة بقيادة
حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
سبب فتح مكة:
كان فتح مكة ـ ويُسمَّى أيضاً الفتحَ الأعظمَ ـ في العشرين من رمضان من السنة الثامنة
الهجرية، وسببه أنه جاء ضمن شروط صلح الحديبية الذي عقده الرسول صلى الله عليه
وسلّم مع كفار قريش في ذي القعدة من السنة السادسة الهجرية:
(من شاء أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلّم وعهده دخل، ومن شاء
أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل).
فدخلت خزاعة في دين محمد صلى الله عليه وسلّم وعهده، ودخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم.
واستمرت الهدنة بين المسلمين والكفار نحو سنة ونصف السَّنة، ثم إن بني بكر بمعاونة
قريش وثبوا على خزاعة ليلاً. فاستنجدت خزاعة بالنبي صلى الله عليه وسلّم، فاستنفر
النبي صلى الله عليه وسلّم المسلمين والقبائل التي حول المدينة فبلغوا نحو عشرة آلاف
مقاتل، فغزا بهم مكة، لنقضهم عهد الحديبية.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/5/58/%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D9%85%D9%83%D9%8E%D9%91%D8%A9_-_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%90%D9%91%D8%B3%D8%A7%D9%84% D8%A9.jpg/300px-%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D9%85%D9%83%D9%8E%D9%91%D8%A9_-_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%90%D9%91%D8%B3%D8%A7%D9%84% D8%A9.jpg
تحرّك الجيش من المدينة إلى مكّة:
تحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد
المسلم خالد بن الوليد، إذ حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل
التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم
وقُتل من المسلمين رجلان اثنان، وكان هناك بعض الجرحى.
الرسول يهدر دماء بعض أعداء الإسلام:
أمَّن الرسول صلى الله عليه وسلّم الناس إلا أربعة رجال وامرأتين،وهم: عبد العزى
بن خطل التميمي، وعبد الله بن أبي السرح القرشي، وعكرمة بن أبي جهل القرشي
والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة الكناني، وهبار بن الأسود القرشي
وقينتان كانتا لابن خطل، كانتا تغنيان بهجو الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم
وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب بن هاشم، وهي التي وجد معها كتاب حاطب
بن أبي بلتعة. من هؤلاء من قُتل، ومنهم من جاء مسلمًا تائبًا فعفا عنه الرسول
صلى الله عليه وسلّم وحسُن إسلامه
حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم بأن تهدر دماءهم ولو كانوا متعلقين
بأستار الكعبة، لأعمال خطيرة ارتكبوها في حق المسلمين، وفي هذا عبرة للطغاة
المستهزئين بأرواح الأبرياء في كل زمان ومكان.
الرسول صلى الله عليه وسلّم يهدم الأصنام:
لمَّا نزل الرسولُ محمدٌ صلى الله عليه وسلّم بمكة واطمأنَّ الناسُ، جاءَ الكعبة
فطاف بها وجعل يطعنُ الأصنام التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول:
«جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» الآية،
«جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ»،الآية
ورأى في الكعبة الصورَ والتماثيلَ فأمر بها فكسرت. ولما حانت الصلاة، أمر
بلالا أن يصعد فيؤذن من على الكعبة، فصعد بلالٌ وأذّن.
مفتاح الكعبة:
كان مفتاح الكعبة مع عثمان بن طلحة قبل أن يسلم، فأراد عليّ بن أبي طالب أن يكون
المفتاح له مع السقاية، لكن الرسولَ صلى الله عليه وسلّم دفعه إلى عثمان بعد أن خرج
من الكعبة ورده إليه قائلا: «اليوم يوم بر ووفاء»
وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلّم قد طلب من عثمان بن طلحة المفتاحَ قبل أن
يهاجر إلى المدينة، فأغلظ له القول ونال منه، فحلم عنه، وقال:
« يا عثمان، لعلك ترى هذا المفتاح يومًا بيدي، أضعه حيث شئت »
فقال: "لقد هلكت قريش يومئذ وذلت"، فقال:
«بل عمرت وعزت يومئذ»، ووقعت كلمته من عثمان بن طلحة موقعًا، وظن أن الأمر
سيصير إلى ما قال، إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أعطاه مفاتيح الكعبة
قائلا له: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء، خذوها خالدة تالدة لا ينزعها
منكم إلا ظالم»، فلم يُعْطِ الرسولُ عليه الصلاة والسلام المفتاحَ أحداً من بني هاشم
وقد تطاول لأخذه رجالٌ منهم، لما في ذلك من الإثارة، ولما به من مظاهر السيطرة
وبسط النفوذ.
العفو النّبوي العام:
نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته، ورغم
قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم، وقد جاء إعلان العفو عنهم وهم مجتمعون قرب
الكعبة ينتظرون حكم الرسول فيهم، فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: "خيرًا
أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ"، فقال: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ»
نتائج الفتح:
كان من أثر عفو الرسولِ الشامل عن أهل مكة، والعفو عن بعض من أَهدر دماءَهم
أن دخل أهلُ مكة رجالاً ونساءً وأحرارًا وموالي في الإسلام طواعية واختيارًا، وبدخول
مكة تحت راية الإسلام دخل الناس في الإسلام أفواجاً، وبايع الرسولُ صلى الله عليه وسلّم
الناس جميعا الرجال والنساء، والكبار والصغار، وبدأ بمبايعة الرجال، فقد جلس لهم على
الصفا، فأخذ عليهم البيعة على "الإسلام والسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا"
وبهذا فقد قضى هذا الفتح على الوثنية قضاءً مبرمًا وسيطر المسلمون على الموقف
السياسي والديني في جزيرة العرب. ولم تمض سنتان إلا وكان عرب الجزيرة تحت
راية الإسلام.
لله الحمد من قبل ومن بعد