choayb1987
2013-07-26, 00:47
هل تكفي 50 سنة من الاستقلال لإصلاح 23 قرنا من حالة الاستعمار لدولة الجزائر؟
هذه أهم فكرة علقت بذهني وأنا أشاهد فيلما وثائقيا مترجما من الفرنسية إلى العربية، يحكي عن الجزائريين وسنوات النار. وفي الواقع، فإن هذا السؤال كبير جدا إذا علمنا أن فترة 23 قرنا تعني أن دولة الجزائر - لمن لا يعرف - كانت موجودة ليس بشكلها الحالي طبعا، حتى قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، بل وحتى قبل ميلاد المسيح عليه السلام. وقوة هذا الكلام بخصوص عمر دولة الجزائر، تأتي من كون قائليها هم باحثون غربيون وليسوا جزائريين، ما يبعد “أسطوانة” تضخيم الذات الجزائرية.
والمشكلة التي يرصدها الفيلم الوثائقي، وهو يستعرض تاريخ الجزائر الحديث، وتحديدا في الخمسين سنة الأخيرة، تظهر في تلك الصراعات السياسية بين قادة الجزائر، بداية من بن بلة ومرورا ببومدين والشاذلي وبوضياف وكافي وزروال ووصولا عند بوتفليقة.
وفي غمرة هذه الصراعات السياسية خسرت الجزائر حتى مطلع عام 2000، 30 سنة من التطور أو من قدرتها على التطور.
وفي غمرة الصراعات السياسية الدموية أيضا، تراجعت “نوعية” الجزائريين، فأصبحوا “أقزاما” ذوي همم ضعيفة وهامات قصيرة، لا يشتغلون إلا على الانتقام.
اليوم، في عام 2013، بعد قرون من الاستعمار، وعقود من “التيه” السياسي حول شكل الدولة الجزائرية المستقلة، ألا يجدر بقادة الجزائر أن يخجلوا أمام مرآة التاريخ، فيتوقفوا عن صراعاتهم التاريخية، ويمنحوا الفرصة لجيل الاستقلال؟
لماذا لا ينظر حكام الجزائر إلى ما يجري خارج حدود البلاد من تجارب ناجحة، ليتعلموا كيف يتم اختزال قرن في سنة أو عقد من السنوات؟
وبعبارة أخرى، يبدو وكأن قادة الجزائر بعد الاستقلال نسوا في غمرة الصراعات أن الجزائر كدولة موجودة منذ قرون، وكانت مهابة الجانب، حتى من قبل قوات عظمى كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، سيدة العالم اليوم.
ويعيد السؤال طرح نفسه: هل تكفي 50 سنة من الاستقلال لإصلاح قرون من الاستعمار؟ الجواب: نعم، عندما يكون هناك حكام وقادة يؤمنون بـ«جزائريتهم”، وليس بأنهم نسخة مشوهة من فرنسا.
الجواب عن السؤال: نعم، عندما يفكر مسؤولونا ألف مرة قبل أن يجتمع رئيس الجمهورية وقائد الجيش والوزير الأول في قاعة تحت سلطة الجيش الفرنسي في مستشفى للمعطوبين.
الخبر الأحد 23 جوان 2013 رمضان بلعمري
هذه أهم فكرة علقت بذهني وأنا أشاهد فيلما وثائقيا مترجما من الفرنسية إلى العربية، يحكي عن الجزائريين وسنوات النار. وفي الواقع، فإن هذا السؤال كبير جدا إذا علمنا أن فترة 23 قرنا تعني أن دولة الجزائر - لمن لا يعرف - كانت موجودة ليس بشكلها الحالي طبعا، حتى قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، بل وحتى قبل ميلاد المسيح عليه السلام. وقوة هذا الكلام بخصوص عمر دولة الجزائر، تأتي من كون قائليها هم باحثون غربيون وليسوا جزائريين، ما يبعد “أسطوانة” تضخيم الذات الجزائرية.
والمشكلة التي يرصدها الفيلم الوثائقي، وهو يستعرض تاريخ الجزائر الحديث، وتحديدا في الخمسين سنة الأخيرة، تظهر في تلك الصراعات السياسية بين قادة الجزائر، بداية من بن بلة ومرورا ببومدين والشاذلي وبوضياف وكافي وزروال ووصولا عند بوتفليقة.
وفي غمرة هذه الصراعات السياسية خسرت الجزائر حتى مطلع عام 2000، 30 سنة من التطور أو من قدرتها على التطور.
وفي غمرة الصراعات السياسية الدموية أيضا، تراجعت “نوعية” الجزائريين، فأصبحوا “أقزاما” ذوي همم ضعيفة وهامات قصيرة، لا يشتغلون إلا على الانتقام.
اليوم، في عام 2013، بعد قرون من الاستعمار، وعقود من “التيه” السياسي حول شكل الدولة الجزائرية المستقلة، ألا يجدر بقادة الجزائر أن يخجلوا أمام مرآة التاريخ، فيتوقفوا عن صراعاتهم التاريخية، ويمنحوا الفرصة لجيل الاستقلال؟
لماذا لا ينظر حكام الجزائر إلى ما يجري خارج حدود البلاد من تجارب ناجحة، ليتعلموا كيف يتم اختزال قرن في سنة أو عقد من السنوات؟
وبعبارة أخرى، يبدو وكأن قادة الجزائر بعد الاستقلال نسوا في غمرة الصراعات أن الجزائر كدولة موجودة منذ قرون، وكانت مهابة الجانب، حتى من قبل قوات عظمى كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، سيدة العالم اليوم.
ويعيد السؤال طرح نفسه: هل تكفي 50 سنة من الاستقلال لإصلاح قرون من الاستعمار؟ الجواب: نعم، عندما يكون هناك حكام وقادة يؤمنون بـ«جزائريتهم”، وليس بأنهم نسخة مشوهة من فرنسا.
الجواب عن السؤال: نعم، عندما يفكر مسؤولونا ألف مرة قبل أن يجتمع رئيس الجمهورية وقائد الجيش والوزير الأول في قاعة تحت سلطة الجيش الفرنسي في مستشفى للمعطوبين.
الخبر الأحد 23 جوان 2013 رمضان بلعمري