مــــبــــــاراة الأســـــاطيــــر والتــــاريـــــخ

[ghezal mohamed]

أسعد الله أيامكم بكل خير



أعترف بأنني حاولت ان اقنع نفسي بأن الكرة الإنجليزية فيها بعض المتعه

لكني لم اتمكن رغم ان بها أغلي أندية العالم وهي تشيلسي ومانشستر وليفربول

حاولت ان اوهم نفسي بأنني معجب بتلك الأنديه غير أن ذلك لم يدم طويلاً

وحاول بعض أصدقائي مساعدتي علي هضم الجلد الإنجليزي المنفوخ

وذلك بشرح ابجديات الصراع بين الفرق علي مراكز الدوري

و اهميه الا يفوز فريق من الشمال علي فريق من الجنوب والعكس صحيح

لكن للاسف باءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع

فرغم المباريات الاخيره التي تألق بها الثلاثي الإنجليزي مانشستر وارسنال وشيلسي

اعتقد الكثيرون انني سأغير رأي ولكنهم عندما سالوني عن مباراة مانشستر وارسنال

قلت انها مملة الي درجة فظيعه فالكرة تكثر من التنقل بين اللاعبين في شتي ارجاء الملعب حتي تصاب بالصداع

لانني كلما اشاهد فريقين انجليزيين يلعبان اصاب ببرد مفاجئ وملل قاتل

رغم وجود لاعبين كثر مهاريين حاولو اضفاء بعض التوابل علي الوجبة الانجليزية

لكن هذا المزيج رغم انه شهير واحبه الجميع الا انه يظل بعيداً كل البعد عن حبي له

بالتأكيد أعتذر للقراء عن موقفي هذا الذي لا يدل علي الروح الرياضيه

لانني من الموقنين ان من يقولون ان الانجليز هم من اخترعو لعبة كرة القدم فكيف تقول ان اسلوبهم بارد !!

وانا دائماً اقول لهم ان العالم البولندي كوبرنيكوس هو من اكتشف ان الشمس ثابته والأرض تدور حولها في مدار

لكنني لم أسمع يوماً أن بولندا طلبت حقها في إمتلاك الأرض ...

الخلاصة ان الانجليز لم يعجبونني كمواطنين باردو العواطف كبرودة طقسهم

مثلما لم تعجبني كرتهم رغم ما بها من زبدة من المتعة تحتها وجبة لا تطاق ولا تتحملها معدتي من الركل والضرب والرفس ...

كل ما قلته هو مجرد تمهيد لمباراة روما بين برشلونه ومانشستر يونايتد فمن دون شك عرفتم من اشجع من العبارات السابقة

بقي ان تعرفو انه من دون شك لن تجد اسبانياً واحداً حتي مشجعو ريال مدريد يتمنون فوز مانشستر باللقب

بينما يلعن الكثيرون من مواطني دول الكمنولث البريطاني حكم مباراة تشيلسي وبرشلونه

علي حرمان البلوز من تكرار مباراة في ديربي الكرة الانجليزية للمرة الثانيه علي التوالي

تحججو بان الحكم تلقي اوامر بالا يصعد فريقان للنهائي من نفس الدولة فنفذ الامر بكل احترافيه

لكن في نظري فبغض النظر عن اخطاء الحكام الواضحة مثل شمس منتصف النهار



إلا انني تخيلت الروائي البريطاني العظيم ويليام شكسبير وهو يتابع المباراة مع أبطال مسرحيته هاملت وروميو وجولييت

أعني مباراة مانشستر بينما يجلس بيكاسو ودالي ولوركا غير بعيدين

وهما يحتسون بعض البيبسي وكل طرف يهتف بحياة نجوم فريقه

فهاهو شكسبير يصرخ : كريستيانو اليوم عليك أن تكون أو لا تكون

فيرد بيكاسو : رد عليه يا ميسي فهو نمر من ورق

بينما يشرعون بالرقص علي انغام الفلامنغو فيستل هاملت سيفه ويهدد كل من يرفع صوته مرة أخري

لكن هدفاً سريعاً من إيتو أفسد عليه عنترياته فوقع مغشياً عليه من هول الصدمة

ولم يهتم روميو كثيراً بالمباراة لان حبيبته جولييت تعلق بصرها بكريستيانو رونالدو وهامت به حبا من اول نظره

بقي اللعب سجالاً علي وتيره واحده هي سيطرة رفاق ميسي طيلة الشوط الاول

مع هجمات متفرقة علي الاطراف ومن العمق لمانشستر

وما ان بدأ الشوط الثاني حتي خطف ميسي الكرة من وسط الميدان

وراح يكتب بقدميه نصاً لم يكتبه شكسبير ولم يبدعه لوركا ولم يرسمه بيكاسو

ولم يلونه دالي ولم يأت علي ذكره لسان هاملت ولم تردده جولييت لحبيبها روميو

وكالسهم اندفع من بين لاعبي المان وسجل هدفاً جعل شكسبير يصفق من فرط اعجابه به

بينما اجهشت جولييت بالبكاء وهي تري الحزن علي معالم كريستيانو

بينما روميو سعيد في اعماقه ان من تعلقت به جولييت خسر المباراه مثلما خسر هو قلبها وحبها

جلس بيكاسو يرسم لوحه فيها ألوان البارسا وهو يحاول ان ينقل ذلك السحر والمتعة الي لوحة بالوان زيتيه

فقال هاملت لشكسبير

لقد علمتني طيلة حياتي ان اكون او لا اكون

ولكنني اليوم قررت ان اكون مع برشلونه

لهذا فلتبحث عن شخص اخر لتكتب مسرحياتك وليكن السير اليكس فيرغسون

لان برشلونه يفوز دون مسرحيات او سيناريوهات لان نجومه اكبر من اي عمل تكتبه ....