gatboulerbah
2009-05-20, 01:12
الجزائريون بوجه عام فى هذا الطور الحالى من تاريخهم يعانون فى أغلبيتهم مما يمكن تسميته بــ"السخافة الحضارية"، ومعناها أنهم لا يدركون أن الدنيا مؤسسة على قوانين تتكون من مقدمات ونتائج، وأنهم لا يتذوقون طعم الحياة وليس عندهم فى ذات الوقت أية رغبة فى اكتساب هذا التذوق.
والمقصود الحياة بمعناها الشامل لا بمعنى الأكل والشرب وحسب. ومن هنا فإنهم لا يفهمون معنى الكرامة الوطنيةمثلا، وإلا لما رَضُوا بأن يظلوا فى مستنقع التخلف الشامل الذى هم فيه حيث العالم يجرى بل يطير ويحلق فى الفضاء الأعلى بأقصى ما يمكن تصوره من سرعةٍ وهِمّة، على حين أنهم "خلف در"، لا بل إنهم ليتقهقرون ويتلذذون بهذا التقهقر. كما أنهم لا يقدّرون مطامح العقل والروح، وإلا لما كانت نسبة الأمية لديهم فى القرن الحادى والعشرين هى ما عليه الآن، ولما كان الكتاب والقراءة مكروهين منهم كراهية العمى والجرب والبرص والإيدز وفيروس الكبد الوبائى وإنفلوانزا الطيور والخنازير ، مع معرفتنا أنه لا حضارة ولا تقدم ولا إنتاج ولا قوة ولا هيبة ولا كرامة ولا إنسانية، بل لا إسلام حقيقى ولا جنة فى الآخرة أو فى الدنيا إلا بالعلم. ولكن على من تغنّى مزاميرك يا داود؟ هؤلاء ممن قال الله فيهم: "لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها". وأرجو ألا يغضب منى رواد منتدانا، وإلا فليقولوا لى: بم نصف وضعنا الآن؟ إن الجامعات الجزائرية، ودعك من المدارس ودور الحضانة، لا تزيد فى كثير من الأحيان عن أن تكون مراكز لمحو الأمية، ومراكز فاشلة للأسف، والعملية التعليمية فستي فى فستي وعذرا لاقحامي لفظةعامية ، وتضييعُ وقت، ودائما ما أقول: إن من رحمة الله علينا نحن المعلمين أن المسؤولين لا يبالون بهذا الوضع المزرى، وإلا لأغلقوا المدارس وسرَّحونا نتسول فى الطرقات وعلى أبواب المساجد كى نأكل ونشرب ونعيش، إذ نحن لا نحسن شيئا غير التعليم ، وهي مهنة غير مرغوب فيها . وليست الحكومة، على ما فيها من فساد وعفن وجهل وغباء ومَوَتَان ضمير وتخبط لا يمكن نكرانه أو التقليل من خطره، هى وحدها المسؤولة، بل الشعب مسؤول معها، بل قبلها، لأن الشعب هو الذى يشقى بهذه الأوضاع، أما أصحاب السلطان فإنهم يأخذون رواتبهم المالية العالية ويتنعمون بامتيازاتهم الضخمة الفخمة ولا يصيبهم أى ضرر من جراء هذا التخلف الضارب بجذوره الشيطانية فى كل مناحى الحياة. فإذا كان المتضرر الحقيقى، المتضرر الأول والأخير، من هذه الأوضاع، وهو الشعب، لا يبالى بشىء، فكيف نلوم الحكومة؟ وحتى الآن لم نسمع أن أمة لم تكن تريد الحياة الحرة الكريمة ولا التقدم ثم تقدمت. هذا ضد منطق الكون الذى نعرفه. مَنْ جَدَّ وَجَد، ومَنْ زَرَعَ حَصَد، ومن يزرع الشوك فلن يجنى إلا الشوك، ومَنْ طَلَبَ العُلاَ سَهِرَ الليالى. ودائما ما أتساءل فى رعب: هل انتهت الصلاحية الحضارية لشعبنا رغم عمرنا القصير مقارنة بالامم الاخرى إنه لأمر محير ويبعث على الجنون...
- في الولايات المتحدة كل طالب مهما كان تخصصة يجب أن يكون بين المواد التي يدرسها مواد خاصة باللغة الانجليزية، (3 سداسيات) لماذا لا تطبق جامعاتنا ذلك على طلابها؟
- من السهل أن تتخذ جامعاتنا هذه الخطوة، إنها فى الذهنية التى لا ترى فى الغالب لأى علم معنى، وبخاصة إذا كان هذا العلم هو العلم باللغة العربية. فيوم تحلّ تلك المشكلة لن يكون هناك أى قلق من هذا الجانب. والدليل على ذلك أن طلاب أقسام اللغة العربية فى الجامعات لا يحسنون الكتابة باللغة العربية. ولو اطلعت على كتابات كثير منهم فى أجوبة الامتحان فسوف تصاب بالغثيان: فقر فى المعجم اللفظى، وركاكة وتفكك فى التعبير، وعبارات تقريبية مهوشة. وفى كثير من الأحيان تشعر أن المتكلم شخص أجنبى عن اللغة، وفوق ذلك فهو شخص غبى. أما الفكر فضحل وتافه ومتخلف ولا يليق بالإنسان، ذلك الإنسان الذى حباه الله عقلا وفهما وميزه عن الحيوان. والسبب هو أن الثقافة والقراءة والعلم لا تمثل لهم أية قيمة على الإطلاق. وليس فى هذا أدنى غرابة، فالأسرة لا تضع الكتاب فى ميزانيتها، بل كل همها هو حشو بطون أولادها، أما عقولهم فليس من اختصاصها ولا من اختصاص أى أحد.
هل هذا واقعنا ؟
والمقصود الحياة بمعناها الشامل لا بمعنى الأكل والشرب وحسب. ومن هنا فإنهم لا يفهمون معنى الكرامة الوطنيةمثلا، وإلا لما رَضُوا بأن يظلوا فى مستنقع التخلف الشامل الذى هم فيه حيث العالم يجرى بل يطير ويحلق فى الفضاء الأعلى بأقصى ما يمكن تصوره من سرعةٍ وهِمّة، على حين أنهم "خلف در"، لا بل إنهم ليتقهقرون ويتلذذون بهذا التقهقر. كما أنهم لا يقدّرون مطامح العقل والروح، وإلا لما كانت نسبة الأمية لديهم فى القرن الحادى والعشرين هى ما عليه الآن، ولما كان الكتاب والقراءة مكروهين منهم كراهية العمى والجرب والبرص والإيدز وفيروس الكبد الوبائى وإنفلوانزا الطيور والخنازير ، مع معرفتنا أنه لا حضارة ولا تقدم ولا إنتاج ولا قوة ولا هيبة ولا كرامة ولا إنسانية، بل لا إسلام حقيقى ولا جنة فى الآخرة أو فى الدنيا إلا بالعلم. ولكن على من تغنّى مزاميرك يا داود؟ هؤلاء ممن قال الله فيهم: "لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها". وأرجو ألا يغضب منى رواد منتدانا، وإلا فليقولوا لى: بم نصف وضعنا الآن؟ إن الجامعات الجزائرية، ودعك من المدارس ودور الحضانة، لا تزيد فى كثير من الأحيان عن أن تكون مراكز لمحو الأمية، ومراكز فاشلة للأسف، والعملية التعليمية فستي فى فستي وعذرا لاقحامي لفظةعامية ، وتضييعُ وقت، ودائما ما أقول: إن من رحمة الله علينا نحن المعلمين أن المسؤولين لا يبالون بهذا الوضع المزرى، وإلا لأغلقوا المدارس وسرَّحونا نتسول فى الطرقات وعلى أبواب المساجد كى نأكل ونشرب ونعيش، إذ نحن لا نحسن شيئا غير التعليم ، وهي مهنة غير مرغوب فيها . وليست الحكومة، على ما فيها من فساد وعفن وجهل وغباء ومَوَتَان ضمير وتخبط لا يمكن نكرانه أو التقليل من خطره، هى وحدها المسؤولة، بل الشعب مسؤول معها، بل قبلها، لأن الشعب هو الذى يشقى بهذه الأوضاع، أما أصحاب السلطان فإنهم يأخذون رواتبهم المالية العالية ويتنعمون بامتيازاتهم الضخمة الفخمة ولا يصيبهم أى ضرر من جراء هذا التخلف الضارب بجذوره الشيطانية فى كل مناحى الحياة. فإذا كان المتضرر الحقيقى، المتضرر الأول والأخير، من هذه الأوضاع، وهو الشعب، لا يبالى بشىء، فكيف نلوم الحكومة؟ وحتى الآن لم نسمع أن أمة لم تكن تريد الحياة الحرة الكريمة ولا التقدم ثم تقدمت. هذا ضد منطق الكون الذى نعرفه. مَنْ جَدَّ وَجَد، ومَنْ زَرَعَ حَصَد، ومن يزرع الشوك فلن يجنى إلا الشوك، ومَنْ طَلَبَ العُلاَ سَهِرَ الليالى. ودائما ما أتساءل فى رعب: هل انتهت الصلاحية الحضارية لشعبنا رغم عمرنا القصير مقارنة بالامم الاخرى إنه لأمر محير ويبعث على الجنون...
- في الولايات المتحدة كل طالب مهما كان تخصصة يجب أن يكون بين المواد التي يدرسها مواد خاصة باللغة الانجليزية، (3 سداسيات) لماذا لا تطبق جامعاتنا ذلك على طلابها؟
- من السهل أن تتخذ جامعاتنا هذه الخطوة، إنها فى الذهنية التى لا ترى فى الغالب لأى علم معنى، وبخاصة إذا كان هذا العلم هو العلم باللغة العربية. فيوم تحلّ تلك المشكلة لن يكون هناك أى قلق من هذا الجانب. والدليل على ذلك أن طلاب أقسام اللغة العربية فى الجامعات لا يحسنون الكتابة باللغة العربية. ولو اطلعت على كتابات كثير منهم فى أجوبة الامتحان فسوف تصاب بالغثيان: فقر فى المعجم اللفظى، وركاكة وتفكك فى التعبير، وعبارات تقريبية مهوشة. وفى كثير من الأحيان تشعر أن المتكلم شخص أجنبى عن اللغة، وفوق ذلك فهو شخص غبى. أما الفكر فضحل وتافه ومتخلف ولا يليق بالإنسان، ذلك الإنسان الذى حباه الله عقلا وفهما وميزه عن الحيوان. والسبب هو أن الثقافة والقراءة والعلم لا تمثل لهم أية قيمة على الإطلاق. وليس فى هذا أدنى غرابة، فالأسرة لا تضع الكتاب فى ميزانيتها، بل كل همها هو حشو بطون أولادها، أما عقولهم فليس من اختصاصها ولا من اختصاص أى أحد.
هل هذا واقعنا ؟