المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساءٌ حوْل النَبيّ ،


❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-08, 19:08
http://www14.0zz0.com/2013/07/08/18/306166010.png




مقدمة:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين، و على من تبعه بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد ...

أهنئكم أولا بقدوم الشهر الفضيل ، و أدعو الله أن يعيده علينا باليمن و البركات . هذا رمضان قد أقبل . فطوبى لمن عزم و شمر، و يا حسرة لمن تولى و أدبر.
المنعطف الذي يتردد علينا كل عام، لأن نصلح من الأحوال. و نظفر بخيراته الحسان . إنّه رمضآن ...

شعارنا فيه :
http://www14.0zz0.com/2013/07/08/18/734974509.gif

و على سبيل هذه المقولة . و لكي نشغل أوقاتنا في العبادة المستمرة ، فأقترح عليكم هذا الموضوع . و الذي يتحدث على النساء حول النبي . من مرضعاته حتى الصحابيات التي تلقين العلم منه صلوات الله . ربما تساءلتم ما الفائدة من الموضوع ؟؟ . دعني أسألك أولا ، ترى يا أخي أو بالأحرى يا أختي ، برأيك لم تقدمت أمتنا للخلف في حين الأمم الأخرى تقدمت للأمام ؟ اسمحي لي أن أجيب : العام الماضي كان هناك درس في مادة التاريخ عن العوامل التي ساعدت في النهضة الأوروبية ؟ كان من بين العوامل أنهم عادوا إلى كتب القدماء، حللوا شخصياتهم اعتبروا منهم، أخذوا منهم كل ما هو مفيد، و هل يقارن أولئك العلماء بالصحابة و التابعين ؟ من لم يعرف أصله لا يستطيع أن يتوغل في المستقبل. فائدة هذا الموضوع أننا سنتعرف على أمهاتنا المؤمنات ، و أن نرى ماذا قدمن للإسلام ، و أن نأخذ من صبرهن و تقواهن و نعتبر ، و نجعلهن رضي الله عنهم جميعا قدوة ، و يا لها من قدوة أن تتأسي بعائشة أم المؤمنين أو بفاطمة رضي الله عنها أو بأسماء ذات النطاقين .

هيا بنا فتيات الإسلام نشد الهمّة ، و نتعرف على حبيبات قلوبنا في هذا الشهر الفضيل ، و نيتنا في ذلك التأسي بهن و الأخذ من علومهن .

الفهرس :
حليمة السعدية مرضعة الرسول . (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053502315#poststop)
أم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه و سلم . (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053515819#post1053515819)
خديجة بنت خويلد زوجة الرسول و أحب الناس اليه . (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053530028#poststop)
سيدتنا عائشة رضي الله عنها . (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053544728#poststop)
أم سلمة الزوجة الحكيمة رضي الله عنها . (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053559577#post1053559577)
زينب بنت جحش زوج الرسول و ابنة عمته . (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053574174#poststop)
حفصة بنت عمر رضي الله عنها .
صفية بنت الاخطب رضي الله عنها .
أم حبيبة رضي الله عنها .
السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها .
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها .
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها .
مارية القبطية رضي الله عنها .
زينب بنت خزيمة رضي الله عنها .
زينب بنت رسول الله رضي الله عنها.
رقية بنت رسول الله . رضي الله عنها.

http://www14.0zz0.com/2013/07/08/18/109381544.png

آلملــكـة
2013-07-08, 19:10
السلآم عليكم
شكرا

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-08, 19:30
السلآم عليكم
شكرا


و عليكم السلام . العفو أخيّتي ،
أتمنى أنْ تكُونِي معَنا ،
مبارك عليك الشهر 3>

♥.رونق الايمان.♥
2013-07-08, 19:36
سلااااااااام بارك الله فيك

جمال المهاجر
2013-07-08, 19:43
مشكروة اختاه ..

خولة1995
2013-07-08, 19:47
شكرا لك بارك الله فيك

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-08, 19:51
سلااااااااام بارك الله فيك
و فيك بارك الله ،
أتمنى تكوني متابعة معنا ،
مبارك عليك الشهر 3>

مشكروة اختاه ..
العفوْ أخي ،
كُن بالقُرْب منّا ،
مبارك عليك الشهر

شكرا لك بارك الله فيك
و فيك بارك الله ،
كُونِي فِي الجوار ،
مبارك عليك الشهر 3>

مـجيد
2013-07-08, 19:54
جزاك الله خيرا
موضوع مميز

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-08, 19:58
جزاك الله خيرا
موضوع مميز
جوزيت خيرا أخي .
مرحبا بك معنا .
و مبارك عليك الشهر .

الذِكرَى البَيضآء~
2013-07-09, 11:49
متابعة لك باذن الله
بارك الله فيك

بيْنَ كُتُبي
2013-07-09, 13:24
جَـزآكُم الله خيـرآ ..
موْضــوع قيّـم..

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-09, 14:01
متابعة لك باذن الله
بارك الله فيك


و فيك بارك الرحمان حبيبتي .
شرف لي أن تكوني من المتابعين دمت بود .
و مبارك عليك الشهر و على لعائلة الكريمة 3>

جَـزآكُم الله خيـرآ ..
موْضــوع قيّـم..

جزاك الله خيرا أخيّتي ،
أتمنى أن تشرفينا بحُضُورك .
مبارك عليك الشهر

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-10, 15:16
بسم الله الرحمان الرحيم .
ها قد حلّ رمضان و أعطانا التَأشِيرة لِبْدأ موضُوعنا ، فبسم الله على ربنا توكلنا .
نبدأ مع حليمة السعدية مرضعة رسول الله .






اسمها ونسبها رضي الله عنها :



إنها مرضعة النبي اسمها حليمة بنت عبد الله ،بن الحارث ،
بن شجنة ،بن رزام ،بن ناصرة ،ابن سعد ،بن بكر بن هوازن ، السعدية .
أم النبي من الرضاعة .
زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي ، وأولادها منه : عبد الله ، وأنيسة ، وخذامة .
وحليمة السعدية هي أشهر مراضع العرب بسبب إرضاعها لرسول الله ، وقد وصفت بأنها ذات الحظ الوافر .


قصة رضاعة رسول الله :


كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله التي أرضعته تحدث أنها
خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن
بكر تلتمس الرضعاء ، قالت : وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا
، قالت :فخرجت على أتان لي شارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلنا
أجمع من صبينا من بكائه من الجوع ما في ثدي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغديه .
ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتانيتلك فلقد أدمت بالركب حتى
شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة
إلا وقد عرض عليها رسول الله فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك أنا إنما كنا نرجو
المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده ، فكنا
نكرهه لذلك ،فما من امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري فلما أجمعنا الانطلاق ،
قلت لصاحبي : والله إني لأكره أن ارجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا والله
لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه ، قال : لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل
لنا فيه بركة ، قالت : فذهبت إليه فأخذته وما حملني علي أخذه إلا أني لم
أجد غيره .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :
أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ، وأخذته معها إلى أرضها ، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين ، ثم ردته إلى أمه .



نزول الخير والبركة على بيت حليمة السعدية :


الخير الذي أصاب حليمة ، قالت : فلما أخذته رجعت به إلى رحلي فلما وضعته
في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب معه ثم
نام وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل
فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبع فبتنا بخير ليلة
قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا تعلمي والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة قالت
فقلت والله إني لأرجو ذلك قالت ثم خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي
فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي
ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب ويحك أربيعي علينا أليست هذه أتانك التي كنت
خرجت عليها فأقول لهن بلى والله إنها لهي هي فيقلن والله إن لها لشأنا ،
قالت : ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب
منها فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا شباعا لبنا فنحلب ونشرب وما
يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا
يقولون لرعيانهم ويلكم أسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح
أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نتعرف من
الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شبابا لا يشبه
الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى في قصة رضاعة النبي من حليمة السعدية :
وفيه من العلامات : كثرة اللبن في ثدييها ، ووجود اللبن في شارفها بعد
الهزال الشديد ، وسرعة مشي حمارها ، وكثرة اللبن في شياهها بعد ذلك ،
وخصب أرضها وسرعة نباته .اهـ .




رجوع حليمة به إلى مكة أول مرة :


قالت – حليمة - : فقدمنا به على أمه ونحن احرص شيء على مكثه فينا لما
كنا نرى من بركته ، فكلمنا أمه رجاء لها لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني
أخشى عليه وباء مكة ، قالت فلم نزل بها حتى حديث الملكين اللذين شقا
بطنه ، قال فجرعنا به فوالله إنه بعد مقدمنا بشهر مع أخيه لفي بهم لنا خلف
بيوتنا إذ أتانا يتحقق يشتد فقال لي ولأبيه ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان
عليهما ثياب وعثمان فأضجعاه فشقا بطنه فهما يسوطانه ، قالت : فخرجت أنا
وأبوه نحوه فوجدناه قائم منتقعا وجهه ، قالت : فالتزمته والتزمه أبوه ، فقلنا له
: ما لك يا بني ، قال : جاءني رجلان عليها ثياب ، فأضجعاني وشقا بطني
فالتمسا شيئا لا أدري ما هو ، قالت : فرجعنا إلى خبائنا .


حليمة ترد محمدا إلى أمه :


قالت : وقال لي أبوه : يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب
فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به ، قال : فاحتملناه فقدمنا به على أمه
فقالت ما أقدمك به يا ظئر ، وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك ، قالت
فقلت : فقد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته
إليك كما تحبين قالت ما هذا شأنك فأصدقيني خبرك ، قالت فلم تدعني حتى
أخبرتها ، قالت : أفتخوفت عليه الشيطان .
قال : قلت نعم قال : والله ما للشيطان عليه من سبيل وإن لبني لشأنا أفلا
أخبرك خبره ، قالت : قلت بلى ، قالت : رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور
أضاء قصور بصرى من أرض الشام ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان
أخف ولا أيسر منه ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه وضوء رافع رأسه إلى
السماء دعيه عنك وانطلقي راشدة .



وفاتها رضي الله عنها :


اختلف العلماء في وفاة و اسلام ابويه من الرضاعة .فالله اعلم

saya2011
2013-07-10, 17:28
نـِعْمَـ الفكرة أختــاه
متـابعةٌ لكِـ باذن الله
فجزاكـ الله عنّــا كل خَيْرِْ
ومباركـ عليكمـ الشهر .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-10, 23:30
نـِعْمَـ الفكرة أختــاه
متـابعةٌ لكِـ باذن الله
فجزاكـ الله عنّــا كل خَيْرِْ
ومباركـ عليكمـ الشهر .

و انّ هذا لشَرفٌ عظِيمْ لِي ،
مبارك عليكم الشهر 3>

اريج السلام
2013-07-10, 23:34
جزاك الله ألف خير غاليتي
كيف الحال المنتدى نور بموجودك

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-11, 14:36
جزاك الله ألف خير غاليتي
كيف الحال المنتدى نور بموجودك
آآآآمين ،
و الله أنا بأتم حال ماذا بخصوصكم ؟

اريج السلام
2013-07-11, 14:55
الحمد لله غاليتي
لقد قلقت عليك فقد قل نشاطك في قسمنا

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-11, 15:03
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
اليوم الثاني من رمضان ، و مع الشخصية الثانية أم أيمن حاضنة النبي .
متابعة شيّقة .

اسمها ونسبها رضي الله عنها :

حاضنة رسول الله ، اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن
سلمة بن عمرو بن النعمان ، وكان يقال لها الظباء ، وكنيتها : أم أيمن ،
الحبشية .
كان النبي قد ورثها من أبيه ، وزوّجها من زيد بن حارثة فولدت له أسامة .


إسلامها وهجرتها :

أسلمت أم أيمن قديماً أول الإسلام ، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة وإلى
المدينة ، تزوجها حبيب الرسول ، وهو زيد بن حارثة ، وولدها الحب بن الحب
، إنها البطلة الشجاعة والمربية الفاضلة .
كان النبي يقول لأم أيمن : "يا أمه" ، وكان إذا نظر إليها قال : "هذه بقية
أهل بيتي" .
وكان يقول : "أم أيمن أمي بعد أمي" .


البركة تنـزل على أم أيمن:



ظلت بركة في بيت النبي طائعة مطيعة ، فكانت تخدمه وترعاه ، وتقوم
بشؤونه ، فأنسته اليتم وفقد الأم ، إذ أنها كانت أماً له بعد أمه
عن عثمان بن القاسم يقول : لما هاجرت أم أيـمن أمست بالمنصرف دون
الروحاء ، فعطشت وليس معها ماء ، وهي صائمة ، وجهدت ، فدلي عليها من
السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فشربت وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك
عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت .
أذهب الله عنها العطش طوال عمرها ، وأذهب الله عنها الجوع طيلة حياتها .


النبي يحب أم أيمن:

كان النبي يحب أم أيـمن رضي الله عنها حباً جماً ، فكان يناديها يا أمه.
شاركت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الجهاد في غزوة خيبر رغم كبر
سنها ، وكانت من ضمن عشرون امرأة خرجن مع رسول الله في هذه الغزوة .


عطاء النبي لأم أيمن:

عن أنس رضي الله عنه قال : "كان الرجل يجعل للنبي النخلات ، حتى
افتتح قريظة والنضير ، وإن أهلي أمروني أن آتي النبي فأسأله الذي
كانوا أعطوه أو بعضه ، وكان النبي قد أعطاه أم أيمن ، فجاءت أم
أيمن فجعلت الثوب في عنقي كذا ، وتقول : كلا والله ، حتى أعطاها
عشرة أمثاله"

قوله : فجعلت الثوب في عنقي ... الحديث .
قال النووي رحمه الله تعالى : إنما فعلت هذا لأنها ظنت أنها كانت هبة مؤبدة
وتمليكها لأصل الرقبة – أي رقبة النخل- وأراد النبي استطابة قلبها في
استرداد ذلك ، فما زال يزيدها في العوض حتى رضيت ، وكل هذا تبرع منه ،
وإكرام لها لما لها من حق الحضانة والتربية
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : في الحديث مشروعية هبة المنفعة
دون الرقبة وفرط جود النبي وكثرة حلمه وبره ، ومنـزلة أم أيمن عند النبي



زيد بن حارثة يتزوج أم أيمن :

عن سفيان بن عقبة قال : كانت أم أيـمن تُلطَّف النبي وتقوم عليه ، فقال
رسول الله :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيـمن
". فتزوجها زيد بن حارثه فولدت له أسامة بن زيد .
قال المناوي : والمراد بالعموم في قوله من سره أن يتزوج إلخ ترغيب المؤمنين
في أن يتزوّجها واحد منهم ، فإن مات عنها أو فارقها تزوّجها غيره ، وهكذا
محبة فيها لكونها من أهل الجنة فإذا مات يكون معها في الجنة لأن المرء مع
من أحب .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول بعث بعثاً ، وأمر عليهم
أسامة ابن زيد ، فطعن الناس في إمارته ، فقال رسول الله فقال :" إن
تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل ـ وأيم الله إن كان
لخليقاً للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ . وإن هذا لمن أحب
الناس إلي بعده ".


ما وقع بين رسول الله وأم أيمن في صنع الرغيف :

أخرج ابن ماجة ، وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع وغيرهما ، عن أم أيمن رضي
الله عنها أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي رغيفاً ، فقال : ما هذا ، قالت :
طعام نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع لك منه رغيفاً ، فقال : رديه فيه ثم أعجنيه
.





أبو بكر يزور أم أيمن:

عن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله لعمر :
انطلق بنا إلى أم أيـمن نزورها كما كان رسول الله يزورها ، فلما
انتهينا إليها بكت ، فقالا لها : ما يبكيك ما عند الله خير لرسوله فقالت
: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكن أبكي أن
الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها

الفوائد من الحديث :
قال النووي رحمه الله تعالى
فيه : زيارة الصالحين وفضلها ، وزيارة الصالح لمن هو دونه ، وزيارة الإنسان
لمن كان صديقه يزوره ولأهل ود صديقه ، وزيارة جماعة من الرجال للمرأة
الصالحة وسماع كلامها ، واستصحاب العالم والكبير صاحبا له في الزيارة
والعيادة ونحوهما ، والبكاء حزنا على فراق الصالحين والأصحاب وإن كانوا قد
انتقلوا إلى أفضل مما كانوا عليه والله اعلم .اهـ .

وفاتها رضي الله عنها:

توفيت بعدما توفي النبي بخمسة أشهر .
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى :
توفيت رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله بخمسة أشهر ، وقيل بستة أشهر
. وقيل بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب
فرضي الله عنك يا أم أيمن ، وعوضتك خيراً في جناته جنات عدن .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-11, 15:09
الحمد لله غاليتي
لقد قلقت عليك فقد قل نشاطك في قسمنا
تعلمين ، عطّلتني بعض المشاغل هنا و هناك .
لكن القادم أحلى بِإذن الله .;)

اريج السلام
2013-07-11, 17:58
ان شاء الله اختي الغالية

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-12, 15:24
السلام علكم و رحمة الله .
اليوم الثالث من رمضان و مع شخصيتنا الثالثة ، انّها أمّنا و حبيبة القلوب .
و أحبّ الناس إلى الحِبِيب المصطفى . تابعُوا معنا أمّنا خديجة بنت خويلد .



اسمها و نسبها :
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية ،
الطاهرة ، سيدة قريش ، وسيدة نساء العالمين في زمانها ، ضحت بنفسها
ومالها لأجل إقامة هذا الدين العظيم ، ووقفت جنباً إلى جنب مع رسول الله .
وصبرت مع رسول الله ومع المسلمين عندما أعلنت قريش حصارها
ومقاطعتها للمسلمين في صحيفة علقت في جوف الكعبة ، وبعد الحصار مات
أبو طالب ، وماتت خديجة رضي الله عنها .


حب الرسول لامنا خديجة :

قال عنها رسول الله : "ما أبدلني الله خيراً منها ـ آمنت بي إذ كفر الناس
، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالهـا إذ حرمني الناس ،
ورزقني أولادها إذ حرمني أولاد النساء" .

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ماغِرْتُ على نساء النبي إلا
على خديجة وإني لم أدركها ، قالت : وكان رسول الله إذا ذبح الشاة فيقول :
"أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة" ، قالت : فأغضبته يوماً فقلت : خديجة ،
فقال : "إني قد رُزِقْتُ حُبَّها" .

وفي رواية عنها أيضاً ، قالت : "ما غرت على امرأةٍ للنبي ما غرتُ على
خديجة ، هلكت قبل أن يتزوجني لما كنتُ أسمعه يذكرها ، وأمره الله
أن يبشرها ببيتٍ من قصبٍ ، وإن كان ليذبح الشاة منها ما يسعهن" .

وكانت عائشة تقول للنبي إذا أكثر من ذكر خديجة : كأنه لم يكن في الدنيا
امرأة إلا خديجة ؟ فيقول : "إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد" .
قوله : "إنها كانت وكانت" ، أي : كان فاضلة وكانت عاقلة ونحو ذلك .
كان أول موقف يوضح نبل خديجة ووفائها وحكمتها وحلمها وحصافة عقلها يوم
نزل الوحي على رسول الله .


مساندة خديجة للرسول عند نزول الوحي :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان أول ما بدئ به رسول الله من
الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق
الصبح ، ثم حبب إليه ، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه ـ (وهو التعبد
الليالي ذوات العدد) ـ قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى
خديجة ، فيتزود لمثلها ، فجاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك
فقال : اقرأ ، فقال :"ما أنا بقارئ" قال : فأخذني : فغطني حتى بلغ
مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت :"ما أنا بقارئ" فأخذني
فغطني الثانية ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت
: "ما أنا بقارئ" . فأخذني فغطني الثالثة ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم
أرسلني ، فقال : ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[ حتى بلغ ] مَا لَمْ يَعْلَمْ[ .
فرجع رسول الله حتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال :"
زملوني ، زملوني " حتى ذهب عنه الروع ، فقال :" يا خديجة مالي "
فأخبرها الخبر ، فقال :" قد خشيت على نفسي " فقالت له : كلا والله
لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصِل الرحِم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل
،وتكسب المعدوم وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل ابن عم لها وقد كان شيخا كبيراً وقد
تنصر في الجاهلية فقالت له أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال : يا
ابن أخي ماذا ترى ؟ وأخبره رسول الله خبر ما رأى ، فقال ورقة : هذا
الناموس الذي أنزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعاً وأكون حياً حين
يخرجك قومك وأنصرك نصراً مؤزراً .
غطني : الغط أي العصر الشديد .
الجهد : المشقة .
زملوني : لفوني .
يخزيك : يوقعك في أمر يُستحيي منه أو يقهرك .
تكسب المعدوم : تعين الفقير .
نوائب الحق : الحوادث التي هي حق .
جذعاً : شاباً .


خديجة رضي الله عنها من افضل نساء الجنة:

عن أبي هريرة قال :" أتى جبريلُ النبي فقال : يا رسول الله هذه
خديجة قد أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها بـبيتٍ في
الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " .

عن علي ، عن النبي قال :" خيرُ نسائها مريم بنت عمران ، وخيرُ
نسائها خديجة بنت خويلد".

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خطَّ رسول الله في الأرض أربعة خطوط
فقال :
" تدرون ما هذا ؟" فقالوا : الله ورسوله أعلم فقال رسول الله : " أفضل نساء
أهل الجنَّة خديجةُ بنتُ خويلد وفاطمة بنتُ محمدٍ وآسية بنتُ مزاحم
امرأة فرعون ومريمُ ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين ".

عن أنس قال : جاء جبريلُ إلى النبي وعنده خديجة فقال :" إن الله يقرىء
خديجة السلام " فقالت : إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام وعليك
السلامُ ورحمةُ الله وبركاته .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أختُ خديجة على
رسول الله فَعَرفَ استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال :" اللهم هالة بنت
خويلد" فَغرت فقلتُ : وما تذكر من عجوزٍ من عجائز قُريش حمراء الشَّدقين
هلكتْ في الدهر فأبدلك الله خيراً منها .

عن عائشة قالت :لم يتزوج النبي على خديجة حتى ماتت .

وبعد أن انقطع الوحي عن النبـي واشتد برسول الله القلقُ والحُزن ، وقفت
خديجة رضي الله عنها بجانبه ، تشجعه وتقوي فؤاده ، وكأنها تقول له : لا تحزن
يا رسول الله . فما شدة إلا وتزول ، وما ضيق إلا وبعده فرج ، ولله فيما يصنع
إرادة .


تبشير خديجة ببيت من قصب :

عن عبد الله بن جعفر ، عن رسول الله أنه قال : "أمرت أن أبشر خديجة ببيت
في الجنة من قصب لا صخب فيها و لا نصب" .
قال المناوي : "أمرت أن" : بضم الهمزة مبنياً للمفعول أي أمرني اللّه بأن .
"أبشر خديجة" : بنت خويلد زوجته .
"ببيت في الجنة" : أعدّ لها .
"ومن قصب" بفتح القاف والصاد يعني قصب اللؤلؤ ، هكذا جاء مفسراً في
رواية الطبراني في الأوسط وله فيه أيضاً من القصب المنظومة الدر واللؤلؤ
والياقوت انتهى وقال هنا أيضاً من قصب ولم يقل من لؤلؤ لمناسبة القصب
لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان .
قال ابن حجر : وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه وكذا
كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها إذ كانت حريصة على رضاه بكل
ممكن ولم يصدر منها ما يغضبه كما وقع لغيرها انتهى .
"لا صخب فيه" : أي لا اضطراب ولا ضجة ولا صياح إذ ما من بيت يجتمع فيه
أهله إلا فيه صياح وجلبة وقال بعضهم يجوز كون قوله لا صخب أي هو مخصوص
فيها بلا مشارك إذ لا يكاد المشترك يسلم من التنازع المؤدي للصخب .
"ولا نصب" : أي لا تعب أي لا يكون لها ثم تشاغل يشغلها عن لذائذ الجنة ولا
تعب ينغصها ، ذكره القاضي أو المراد أن ذلك ليس ثواب أعمالها بل زيادة بعد
الجزاء على أعمالها ، فإن قيل كيف لم يبشرها إلا ببيت وأدنى أهل الجنة له
فيها مسيرة ألف عام .
فالجواب : أن البيت عبارة عن القصر وتسمية الكل باسم الجزء معلوم في
لسانهم فلما كانت خديجة رضي اللّه عنها أول من بنى بيتاً في الإسلام ولم
يكن على ظهر الأرض بيت إسلام إلا بيتها عبر بلفظ البيت للمناسبة أو أنها
بشرت ببيت زائد على ما أعد لها ، وخص القصب لحيازتها قصب السبق فجاء
على معنى المقابلةاهـ .


وفاتها رضي الله عنها :


توفيت رضي الله عنها بعد مبعث النبي بعشر سنين في شهر رمضان ، وقبل
الهجرة بثلاث سنين ، عن خمس وستين سنة ، فأقامت مع النبي خمساً
وعشرين سنة .
وبعد وفاتها رضي الله عنها تتابعت على رسول الله المصائب ، وطمع المشركون
برسول الله ، وخاصة بعد وفاة أبو طالب ، أخذت قريش تنال من رسول الله
وتؤذيه ، فحزن النبي حزناً شديداً حتى سمي هذا العام بعام الحزن .
رضي الله عن أم المؤمنين خديجة وأرضاها وعوضها عن صبرها وكفاحها خيراً
في جناته جنات النعيم .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-13, 15:46
إنها الصديقة بنت الصديق القرشية ، التيمية ، المكية ، رضي الله عنها وعن أبيها ، أم المؤمنين ، حب رسول الله وزوجته ، وهي أحب النساء إلى رسول الله .
المبرأة من فوق سبع سموات ، معلمة الرجال . الصابرة ، كانت تمر عليها الأيام الطويلة وما يوقد في بيت النبي نار ، كانت تعيش مع رسول الله على الماء والتمر ، الزاهدة ، الكريمة .
كان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها .
نزل جبريل عليه السلام ، وأخبر النبي أن يقرئها منه السلام .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله :" يا عائشُ هذا
جبريل يقرئك السلام " فقلت وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاته .
وتحكي عائشة رضي الله عنها ما حصل فتقول : أرسل أزواج النبي فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله ، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة ، قالت : فقال لها رسول الله : "أي بنية ألست تحبين ما أحب" ، فقالت :بلى ،قال : "فأحبى هذه" ، قالت : فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله ، فرجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي ،قالت وبالذي قال لها رسول الله فقلن لها ما نراك من شيء فارجعى إلى رسول الله فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة ، فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبدا ، قالت عائشة : فأرسل أزواج النبي زينب بنت جحش زوج النبي ، وهي التي كانت تساميني منهن في المنـزلة عند رسول الله ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حد كانت فيها تسرع منها الفيئة ، قالت فاستأذنت على رسول الله ورسول الله مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، قالت : ثم وقعت بي فاستطالت على وأنا أرقب رسول الله وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها ، قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله لا يكره أن أنتصر ، قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها ، قالت : فقال رسول الله وتبسم : "إنها ابنة أبي بكر" .

انظر إلى محبة النبي لعائشة رضي الله عنها ، وقد حافظ النبي على حبه لعائشة حتى آخر لحظة من حياته ، كيف لا وقد أخبره جبريل عليه السلام : "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" .


في مرضه الذي مات فيه يقول : "أين أنا غداً ، أين أنا غداً ؟" يريد يوم عائشة ، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء ، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها .
قالت عائشة : فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي ، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري ، وخالط ريقه ريقي" . وتقول : ودفن في بيتي".
وانظر إلى وصيته لسيدة نساء الجنة فاطمة رضي الله عنها بأن تحب عائشة رضي الله عنها ، ويأتي أُناس يطعنون فيها بل ويشتمونها بأقبح الشتائم ، ألم يعلموا بأنهم واقفون بين يدي الله تعالى يوم القيامة ، وستكون عائشة خصيمة لهم يوم القيامة ، وسيأخذ الله تعالى حقها منهم ، كما سيأخذ حق الصحابة الكرام من كل من طعن بهم وشتمهم .
قالت عائشة رضي الله عنها ، لقد أُعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران :
1ـ لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله أن يتزوجني.

2ـ ولقد تزوجني بكراُ ، وما تزوج بكراً غيري .

3ـ ولقد قُبض ورأسه في حجري .

4ـ ولقد قبرته في بيتي .

5ـ ولقد حفت الملائكة بيتي .

6ـ وإني لابنة خليفته وصديقه .

7ـ ولقد نزل عذري من السماء .

8ـ ولقد خلقت طيبة عند طيب .
9ـ ولقد وُعدت مغفرة ورزقاً كريماً .


عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله :
" كَمُل من الرَّجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر
الطعام ".

إنها زوجة سيد ولد آدم ، وسيد المرسلين .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله :" أريتك في المنام يجيء بك الَملَك في سَرقَةٍ من حريرٍ فقال لي : هذه امرأتك فكشفتُ وجْهك فإذا أنت هي فقلتُ : إن يك هذا من عند الله يُمْضِهِ ".
وتحدد ـ رضي الله عنها ـ سنها ، عند زواجها فتقول :" تزوجني رسول الله وأنا بنت ست سنين ، وأدخلت عليه وأنا بنت تسع سنين ، وكنت ألعب على المرجوحة ، ولي جُمة ، فأتيت وأنا ألعب عليها فأخذت ، فهيئت ، ثم أدخلت عليه ، وأرى صورتي في حريرة ".
وكان عليه الصلاة والسلام ، أفضل الأزواج على الإطلاق ، حيث كان يعاملها معاملة الأطفال لا معاملة الزوجات الكبيرات ، فكان يلاعبها ويسابقها ويمازحها ويداعبها ويلاطفها .
تقول عائشة رضي الله عنها ـ كنت ألعب بالبنات عند رسول الله وكنَّ يأتينني صواحبي ينقمعن من رسول الله وكان رسول يُسربهنَّ إليَّ .
ومعنى الحديث أنها كانت تلعب بلعب الأطفال المجسمة مع صاحباتها ، فإذا دخل عليهن اختبأن حياءً منه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنه لرفقته ورحمته كان يلاعبهن ويدخلهن على عائشة .
عن عروة قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة : فاجتمع صواحبي عند أم سلمة فقلن يا أم سلمة ، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان ، أو حيث دار قالت : فَأعْرض عني فلما عاد إلي ذكرتُ له ذلك فَأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرتُ له فقال :" يا أم سلمة لا تُؤذيني في عائشة ، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ".


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلتُ يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرةٌ قد أكل منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيَّها كنت تُرتِعُ بعيرك ؟ قال :" في التي لم يُرْتَع منها " تعني أن رسول الله لم يتزوج بكراً غيرها .
قالت عائشة : لما أُمر رسول الله بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك . قالت : وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه . قالت : ثم قال إن الله ـ جل ثناؤه ـ قال :]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا[ إلى قوله تعالى:]أَجْراً عَظِيماً[ قالت : فقلت : ففي أي هذا استأمر أبويّ ؟
فأني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ، قالت : ثم فعل أزواج رسول الله مثل ما فعلت.
وقد وضح الله عز وجل ـ أمر التخيير فقال ـ جل ثناؤه ـ : ] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً *وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً[.




صفة شدتها في دين الله عز وجل :
عن عبد الله بن زياد الأسدي قال : لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه ، وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عماراً يقول : والله إِنـها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم إياه تُطيعون أم هي ؟ .
قالت عائشة رضي الله عنها : ذكر رسول الله فاطمة رضي الله عنها قالت : فتكلمتُ أنا فقال :" أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدُّنيا والآخرة " قلتُ : بلى والله ، قال : " فأنت زوجتي في الدُّنيا والآخرة " .
وقال رسول الله : "عائشة زوجتي في الجنة" .
‏ قوله : "عائشة زوجتي في الجنة" : قال المناوي : لعل المراد أنها أحب زوجاته إليه فيها كما كانت أحبهن إليه في الدنيا وإلا فزوجاته كلهن في الجنة .
تنبيه : مما اشتهر الخلاف في التفضيل بين عائشة وخديجة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : جهات الفضل بين خديجة وعائشة متفاوتة ، وكأنه رأى الوقف ، وقال ابن القيم : إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند اللّه فذلك أمر لا يطلع عليه إلا هو ، فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح ، وإن أريد كثرة العلم فعائشة ، وإن أريد شرف الأصل ففاطمة وهي فضيلة لا يشاركها فيه غير أخواتها ، وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النص لفاطمة وحدها . اهـ .
وتعقبه ابن حجر : بأن ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإن لخديجة ما يقابله ، وهي أول من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه وأعان على نبوّته بالنفس والمال والتوجه التامّ فلها مثل أجر من جاء بعدها ولا يقدر قدر ذلك إلا اللّه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول :" أين أنا غداً أين أنا غداً ؟" يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها . قالت عائشة : فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقُه ريقي .


إنها أعلم النساء ، بل معلمة الرجال ، كان الأكابر من الصحابة يرجعون إليها في الفتوى .
قال هشام بن عروة عن أبيه قال : لقد صحبت عائشة فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت ، ولا بفريضة ، ولا بسنة ، ولا بشعر ، ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ، ولا بكذا ، ولا بكذا ، ولا بقضاء ، ولا طب منها ، فقلت لها : يا خالة ، الطب من أين علمت ؟ فقالت : كنت أمرض فينعت لي الشيء ، ويمرض المريض فينعت له ، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه .


عن مسروق أنه قيل له : هل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تحسن الفرائض ؟ قال : والله لقد رأيت أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض .


وقال الإمام الزهري رحمه الله : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .


وقال عطاء : كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .


وذكر أبو عمر بن عبد البر ـ رحمه الله ـ : أنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم : علم الفقه ، وعلم الطب ، وعلم الشعر .
وعن موسى بن طلحة قال : ما رأيت أحداً أفصح عن عائشة .
وعن عروة بن الزُبير قال : ما رأيت أحداُ أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها .
قال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً .
قالت عائشة رضي الله عنها : جاء عمي من الرضاعة يستأذن علي فأبيت أن آذن له حتى استأمر رسول الله ، فلما جاء رسول الله قلتُ : إنَّ عمي من الرضاعة استأذن عليَّ فأبيتُ أن آذن له ، فقال رسول الله : " فليلج عليك عمُّك " .
فقلتُ : إنما أرضعتني المرأة ! ولم يرضعني الرجل ، فقال : "إنًّه عمُّك فليلج عليك" .
فقد كانت رضي الله عنها قوية في دين الله تعالى ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتغضب من أجل الله عز وجل ، تقول أم علقمة بنت أبي علقمة : رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها ، فشقته عائشة عليها ، وقالت : أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : والعجب أن تكذب السيدة زينب وتذهب إلى علي وتقول له : إن عائشة وقعت بكم وفعلت ، وهي المشهورة بشدة الورع حتى شهدت لها السيدة عائشة بذلك بقولها في حديث الإفك : وكان رسول الله يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال :" يا زينب ماذا علمت أو رأيت " ؟ فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيراً . قالت : وهي التي كانت تساميـني من أزواج رسول الله فعصمها الله بالورع .


وفي موقف آخر تعرضت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى منافسة شديدة من أمهات المؤمنين وكان لزينب منها نصيب إلا أن عائشة أثنت عليها ثناءً عظيماً فقالت : أرسل أزواج النبي فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله فاستأذنت عليه ، وهو مضطجع معي في مرطي فإذن لها فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت : فقال لها رسول الله :" أي بنية ألست تحبين ما أحبُّ فأحبَّي هذه ". قالت : فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله فرجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله فقلن لها : ما نراك أغنيت عنا من شيء ، فارجعي إلى رسول الله فقولي له : إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبداً ، قالت عائشة : فأرسل أزواج النبي زينب بنت جحش زوج النبي وهي التي كانت تساميني منهن في المنـزلة عند رسول الله ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله ـ تعالى ما عاد سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت : فاستأذنت على رسول الله ورسول الله مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت : ثم وقعت بي فاستطالت عليّ وأنا أرقب رسول الله وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت : فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله لا يكره أن أنتصر . قالت : فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عنها قالت : فقال رسول الله :" إنها ابنة أبي بكر " .
لم أنشبها : لم أمهلها .
أنحيت عنها : قصدتها واعتمدتها بالمعارضة .

حادثة الإفك
وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خَرَجَ بها رسولُ الله
معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة، نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشةُ لحاجتها ثم رجعت، ففقدت عِقداً لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسُه في الموضع الذي فقدتهُ فيه، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هودجها، فظنوها فيه، فحملوا الهودج، ولا ينكرون خِفته، لأنها رضي الله عنها كانت فتية السِّن، لم يغشها اللحم الذي كان يثقلها، وأيضاً، فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج، لم يُنكروا خِفته، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين، لم يخف عليهما الحالُ، فرجعت عائشةُ إلى منازلهم، وقد أصابت العِقد، فإذا ليس بها داعٍ ولا مُجيب، فقعدت في المنـزل، وظنَّت أنهم سيفقدونها، فيرجعون في طلبها، واللهُ غالبٌ على أمرهِ، يُدبِّرُ الأمرَ فوقَ عرشه كما يشاءُ، فغلبتها عيناها، فنامت، فلم تستيقِظْ إلا بقول صفوانَ بن المعَطِّل: إنا للهِ وإنا إليه راجعونَ، زوجة رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. وكان صفوان قد عرَّسَ في أُخريات الجيش، لأنه كان كثيرَ النوم، كما جاء عنه في "صحيح أبي حاتم" وفي "السنن". فلما رآها عَرفها، وكانَ يراها قبلَ نزولِ الحِجابِ، فاسترجع،وأناخَ راحلته، فقربها إليها، فركبتها، وما كلَّمَها كلمة واحدة، ولم تَسمَعْ منه إلا استرجاعَه، ثم سار بها يَقُودُها حتى قَدِمَ بها، وقد نزل الجيشُ في نحرِ الظهيرة، فلما رأى ذلك الناسُ، تكلَّم كُلٌ منهم بِشاكِلته، وما يَليقُ به، ووجد الخبيثُ عدوُّ اللهِ ابن أُبي متنفَّساً، فتنفَّس مِن كَربِ النفاق والحسدِ الذي بين ضُلوعه، فجعل يستحكي الإفكَ، ويستوشِيه، ويُشيعه، ويُذيعه، ويَجمعُه، ويُفرِّقه، وكان أصحابُه، يتقرَّبونَ به إليه، فلما قَدِموا المدينةَ، أفاضَ أهلُ الإفكِ في الحديثِ، ورسول الله ساكِتٌ لا يتكلَّم، ثم استشار أصحابَه في فراقها، فأشار عليه عليٌ أن يُفارِقَهَا، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً، وأشار عليه أُسامةُ وغيرهُ بإمساكِها، وألا يلتفتَ إلى كلام الأعداء .
فعلي لما رأى أن ما قيل مشكوكٌ فيه، أشار بترك الشَّكِّ والرِّيبة إلى اليقين ليتخلَّص رسول الله من الهمِّ والغمِّ الذي لحقه مِن كلام الناس، فأشار بحسم الداء، لما عَلِمَ حُبَّ رسولِ اللهِ لها ولأبيها، وعلم مِن عِفتها وبراءتها، وحصانتها وديانتها ما هي فوقَ ذلك، وأعظم منه، وعرفَ مِن كرامةِ رسولِ اللهِ على ربِّه ومنـزلته عنده، ودفاعِه عنه، أنه لا يجعلُ ربةَ بيته وحبيبته من النساء، وبنت صِدِّقه بالمنـزلة التي أنزلها بهِ أربابُ الإفك، وأن رسول الله أكرم على ربه، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغيَّاً، وعلم أنَّ الصِّدِّيقةَ حبيبةَ رسول الله أكرمُ على ربها مِن أن يَبْتَلِيهَا بالفاحِشَةِ، وهي تحتَ رسوله.



وفاتها :
توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية ، ليلة الثلاثاء ، السابع عشر من رمضان ، سنة ثمان وخمسين من الهجرة ، وهي ابنة ست وستين سنة ، ودفنت بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر .
رضي الله عنها وأرضاها ، ورضي عن أبيها ، وأكرمها في جنات الخلد ، وأسأل الله العظيم أن يرزق المسلمات الاقتداء بها ، والسير على خطاها . آمين .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-14, 15:57
أم سلمة زوج رسول الله الحكيمة.


هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ، المخزومية القرشية ، صحابية جليلة من المهاجرات الأول ، وهي بنت عم خالد بن الوليد ، وبنت عم أبي جهل بن هشام ، وقد كانت تعد من فقهاء الصحابيات .
أمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكنانية ، من بني فراس الأمجاد .
زوجها هو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم -أبو سهل – صاحب الهجرتين ، وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة النبي ، وكان أبو سلمة أخاً للنبي من الرضاع ، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب .


أم سلمة و العذاب الذي لقيته :
وقفت إلى جانب زوجها وتحملت معه صنوف العذاب وأقساها ، ثم هاجرت معه إلى الحبشة فراراً بدينها ، بعد أن تركت الوطن والأهل والمال لأجل دينها .
وولدت في المهجر ابنها سلمة .
وبعد أن عادوا من الهجرة الأولى ، ثم هاجروا إلى المدينة بعد أن أذن النبي لأصحابه بالهجرة .
ولقد لقت أم سلمة وزوجها أشد المعاناة في هجرتها هذه وكانت مأساة بالغة.
فلنتركها هي تتحدث عن هذه الهجرة ، حيث قالت :
لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني فغضب ، ثم ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وابني فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سبعا أو قريبها حتى مر بن رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون من هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ، فقالوا : الحقي بزوجك إن شئت ورد على بني عبد الأسد عند ذلك ابني ، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد من خلق الله فكنت أبلغ من لقيت حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار ، فقال أين يا بنت أبي أمية ، قلت : أريد زوجي بالمدينة ، فقال: هل معك أحد ، فقلت : لا والله إلا الله وابني هذا ، فقال : والله مالك من مترك ، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من كان أكرم منه إذا نزل المنـزل أناخ بن ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري قدمه ورحله ثم استأخر عني وقال اركبي فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت ، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بن المدينة فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : إن زوجك في هذه القرية وكان أبو سلمة نازلا بها وقيل أنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة وأول ظعينة دخلت المدينة ويقال إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأولية .
وبالنسبة إلى زوجها دعاه رسول الله ليكون على سرية ، وعقد له لواء ، وقال : سر حتى تأتي أرض بني أسد ، فأغر عليهم ، وكان معه خمسون ومائة ، فساروا حتى انتهوا إلى أدنى قطن من مياههم فأخذوا سرحاً لهم ، ثم رجع إلى المدينة بعد بضع عشرة ليلة .
ولما دخل أبو سلمة المدينة انتقض جرحه الذي أصابه يوم أحد ، وقد ظنه من قبلُ أنه التأم ، فمات لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة أربع ، وقيل سنة ثلاث .

الله يعوض أم سلمة بالرسول صلى الله عليه و سلم :
عن عبيد بن عمير ـ رحمه الله ـ قال : قالت أم سلمة : لما مات أبو سلمة قلتُ : غريبٌ وفي أرض غُربةٍ ؛ لأبكينه بكاءً يُتحدثُ عنه ، فكنتُ قد تهيـأتُ للبكاء عليه ؛ إذ أقبلت امرأةٌ من الصعيد ، تريد أن تُسعدني ، فاستقبلها رسول الله وقال :" أتُريدين أن تُدخلي الشيطان بيتاً أخرجه الله منه ؟ مرتين ". فكففتُ عن البكاء فلم أبكِ . اهـ .



الصعيد : المراد بالصعيد هنا : عوالي المدينة .

تُسعدني : يعني تساعدها .

عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله : "إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت النبي ، فقلت : يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات ، قال : قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة ، قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا " .
وفي رواية عنها رضي الله عنها تقول : حزنت كثيراً لوفاة زوجي أبي سلمة ، وعند ذلك ذهبت إلى رسول الله فقالت : كيف أقول ؟ قال : " قولي : اللهم اغفر لنا وله ، وأعقبني منه عُقبى صالحة ". تقول : فقلتها ، فأعقبني الله محمداً .
عن أم سلمة ، قالت : لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوجه فبعث النبي يخطبها عليه ، فقالت : أخبر رسول الله أني امرأة غيرى وأني امرأة مصيبة وليس أحد من أوليائي شاهدا ، فقال : "قل لها أما قولك غيري فسأدعو الله فتذهب غيرتك ، وأما قولك أني امرأة مصيبة فستكفين صبيانك ، وأما قولك ليس أحد من أوليائي شاهدا فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك" ، فقالت لابنها عمر قم فزوج رسول الله فزوجه .
وفي رواية قالت : فلما مات أبو سلمة قُلتُ : أي المسلمين خيرٌ من أبي سلمة ؛ أول بيتٍ هاجر إلى رسول الله ؟ ثم إني قُلتُها ، يعني إنا لله وإنا إليه راجعون ، فأخلف الله لي رسول الله .
قالت : أرسل إليَّ رسول الله حاطِبَ بن أبي بلتعة يخطبني له ، فقلتُ : إنَّ لي بنـتاً ، وأنا غيور .
فقال : أما ابنـتُها فندعو الله أن يغنيها عنها ، وأدعوا الله أن يذهب بالغيرة.
عن أم سلمة قالت : لما بني رسول الله بي قال :"ليس بك على أهلك هوان ، إن شئت سبعت لك وسبعت عندهن يعني نساءه ـ وإن شئت ثلاثاً ودُرت" قالت: ثلاثاً.
عن أم سلمة قالت : كنت نائمة مع رسول الله في اللحاف ، فحضت ، فقال لي :
" أنفست ؟" قلت : نعم قال :" قومي فأصلحي حالك ثم عودي" فألقيت ثيابي عني ولبست ثياب حيضتي ، ثم عدت فدخلت معه اللحاف .
وتمتعت أم سلمة بالحياة مع رسول الله وعاشت معه أياماً لا تنسى ، فكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يكرمها ولا يملها .
عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت أم سلمة ورسول الله يغتسلان من الإناء الواحد من الجنابة .
وكانت أم سلمة رضي الله عنها تتعلم من النبي أحكام الإسلام حتى تأدبت بأدب النبوة . فعنها ـ رضي الله عنها ـ قالت : قلت : يا رسول الله هل لي أجر في بني أبي سلمة أنفق عليهم ولستُ بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني ؟ فقال :" نعم لك أجر ما أنفقت عليهم ".
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : شكوت رسول الله أني أشتكي ، فقال :" طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" ، فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت ويقرأ بالطور وكتاب مسطور .
وفي رواية : أن رسول الله قال لها وهي بمكة ، وأراد الخروج ولم تكن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ طافت بالبيت وأرادت الخروج ، فقال لها رسول الله :" إذا أقيمت الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون " ففعلت ذلك ولم تُصلَّ حتى خرجت .
من المواقف النادرة والفذة التي كان لأم سلمة رضي الله عنها والذي يدل على رزانة عقلها ومن مناقبها رضي الله عنها .

النبي يستشير ام سلمة :
في العام السادس من الهجرة النبوية صحبت أم سلمة رضي الله عنها رسول الله في رحلته إلى مكة معتمراً ، وهي الرحلة التي صدت فيها قريش النبي والصحابة الكرام عن دخول البلد الحرام ، وتم على أثرها صلح الحديبية.
ومن شروط الصلح التي اشترطها المشركون ما ذكره سهيل : "على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا" ، قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي : "إنا لم نقض الكتاب بعد" ، قال فو الله إذا لم أصالحك على شيء أبدا ، قال النبي : "فأجزه لي" ، قال ما أنا بمجيزه لك ، قال : "بلى فافعل" ، قال ما أنا بفاعل قال مكرز بل قد أجزناه لك قال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله ،
قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله فقلت ألست نبي الله حقا ، "قال بلى" ، قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ، "قال بلى" ، قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال : "إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري" ، قلت أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ، "قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام" ، قال قلت لا ، قال : "فإنك آتيه ومطوف به" ، قال فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ، قال بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ، قال بلى ، قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق ، قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ، قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام ، قلت : لا، قال فإنك آتيه ومطوف به .
قال الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعمالا ، قال : فلما فرغ من قضية الكتاب ، قال رسول الله لأصحابه : "قوموا فانحروا ثم احلقوا" ، قال فوالله ما قام منهم رجل حتى ، قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك أخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما .

وفاتها رضي الله عنها :
توفيت رضي الله عنها في سنة إحدى وستين من الهجرة بعد أن عاشت نحواً من تسعين سنة .
وصلى عليها أبو هريرة ، وشيعها المسلمون إلى البقيع ، وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً‌ .
عن عبد الله بن نافع عن أبيه ، قال : ماتت أم سلمة زوج النبي في سنة تسع وخمسين ، وصلى عليها أبو هريرة بالبقيع .
وعن عمر بن أبي سلمة ، قال : نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي ، فكان لها يوم ماتت أربع وثمانون سنة .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-15, 15:38
زينب بنت جحش


أم المؤمنين ، زوجت رسول الله ، زينب بنت جحش ، بن رباب ، بن يعمر ، كان اسمها برَّة فغيره رسول الله إلى زينب .
صحابية فاضلة ، جمعت الفضل والبر من أطرافه كلها ، رضي الله عنها وأرضاها .
أمها أميمة بنت المطلب ، عمة رسول الله .
ابن خالها رسول الله .
خالها سيد الشهداء ، وأسد الرحمن حمزة بن عبد المطلب .
وأخوها صاحب أول راية عُقدت في الإسلام ن وأول من دعي بأمير المؤمنين ، وأحد الشهداء ، عبد بن جحش .
زوجها زيد بن حارثة مولى رسول الله ، تزوجته بأمر رسول الله ، ولم تكن راغبة في الزواج من زيد ، لأنه مولى وهي سيدة ذات حسب ونسب ، فنـزل قول الله سبحانه وتعالى :[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً] .
فامتثلت زينب رضي الله عنها لأمر الله تعالى وأمر رسوله ، فتزوجها زيد .
واستمر الزواج قرابة سنة ، ثم بدأ الخلاف بينهم فطلقها زيد ، وزجها الله تعالى بنبييه بنص القرآن الكريم بلا ولي ولا شاهد ، قال الله تعالى : [وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً] .
وقال الله تعالى[فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا]

زواجها برسول الله :

عن أنس قال : لما انقضت عدةُ زينب قال رسول الله لزيدٍ : "فاذكرها عليَّ قال فانطلق زيدٌ حتى أتاها وهي تُخمر عجينها قال : فلما رأيتها عَظُمَتْ في صَدْري حتى ما أستطيعُ أن أنظر إليها أن رسول الله ذكرها فوليتُها ظَهْري ونكصتُ على عقبي ، فقلت : يا زينب أرسل رسول الله يذكرك ، قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن قال ، فقال : ولقد رأيتُنا أن رسول الله أطْعمنا الخبزَ واللحم حين امتد النهار فَخَرَجَ الناسُ وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام ، فخرجَ رسول الله واتبعته فجعل يتبع حُجر نسائه يُسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدتَ أهْلك ، قال :" فما أدري " أنا أخبرتُه أن القومَّ قد خرجوا أو أخْبرَ قال : فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب قال : ووعظ القوم بما وُعظُوا به .
وبذلك نالت شرف عظيم ومرتبة عظيمة إذ زوجها الله تعالى من فوق سبع سموات ، وكانت تفخر بذلك على أزواج رسول الله .
فعن أنس قال : جاء زيد بن حارثة يشكوا فجعل النبي يقول :" اتق الله وأمسك عليك زوجك " .
قال أنس لو كان رسول الله كاتماً شيئاً لكتم هذه قال : فكانت زينبُ تَفْخَرُ على أزواج النبي تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سـموات .
وفي بعض الروايات تقول : أنا أكرمكن ولياً وأكرمكن سفير زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات .



صفاتها :
كانت معروفة بالكرم والطيب ، والتقوى ، وحب المساكين .
قالت عائشة رضي الله عنها ـ في شأن زينب ـ وهي التي كانت تُساميـنـي منهن في المنـزلة عند رسول الله ، ولم أرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله ، وأصدق حديثاً وأوصل للرحِم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدَّ كانت تُسرع منها الفيئة .

عن أنس قال : تزوج رسول الله فدخل بأهله قال : فصنعت أمي أم سليم حيساً فجعلته في تور ، وقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله ، فقلت : يا رسول الله إن أمي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ، فذهبت به إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله إن أمي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك منا قليل ، فقال ضعه ، ثم قال : اذهب فادع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، فدعوت من سمى ومن لقيت .
قال الراوي عن : قلت لأنس كم كان عددكم ؟ قال زهاء ثلاثمائة ، فقال لي رسول الله يا أنس هات التُّور . قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفَّة والحجرة فقال رسول الله :
"لنتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه" ، فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم ، قال : فقال : يا أنس ارفع فرفعت فما أدري كان أكثر حين وضعت أم حين رفعت ، قال : وبقي طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله ورسول الله جالس وروجته ، موالية وجهها إلى الحائط ، فثقلوا على رسول الله فخرج فسلم على نسائه ، ثم رجع فابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله حتى أرخى الستر .

التور : الإناء .



جودها وصدقتها ، كانت كريمة النفس ، كل ما تصنع بيدها تتصدق به على المساكين .
وقد وصفها النبي بطول اليد كناية عن كثرة إنفاقها في سبيل الله عز وجل .
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله :"أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً ".

قالت عائشة رضي الله عنها فكنا إذا اجتمعنا بعد رسول الله نمد أيدينا في الحائط نتناول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ فكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ، فعرفت أن النبي أراد بطول اليد الصدقة ، وكانت تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله .

وقالت عائشة حين بلغها نعي زينب : لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل .
وكانت زينب ـ رضي الله عنها ـ صوامة قوامة قانـتة بالليل والنهار ، خاشعة في صلاتها متضرعة إلى ربها ،
فعن عبد الله بن شداد أن رسول الله قال لعمر : إن زينب بنت جحش أواهة ،
قيل : يا رسول الله ، ما الأواهة ؟
قال :" الخاشعة المتضرعة " .



قال الإمام الذهبي في السير : قيل إن النبي تزوج بزينب في ذي القعدة سنة خمس ، وهي يومئذٍ بنت خمس وعشرين ، وكانت صالحة ، صوامة ، قوَّامة ، بارَّة ، ويقال لها : أم المساكين .


وفاتها رضي الله عنها :
توفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة ، وقالت حين حضرتها الوفاة : إني قد أعددت كفني ، ولعل عمر سيبعث إليَّ بكفن ، فإن بعث بكفن فتصدقوا به بأحدهما ، إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي – إزاري – فافعلوا .

الله وأكبر ما أكرمها ، وهي على فراش الموت لم تنسى الصدقة ، فالله أسأل أن يرزق نسائنا الكريمات الاقتدء بها وبأمثالها .

صلها عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، شيعها أهل المدينة إلى البقيع

، وهي أول من مات من نسائه .

فرحم الله زينب ورضي عنها وأكرمها في جنات الخلد ، فقد كانت خاشعة ، أوَّاهة ، راضية ، داعية .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-16, 16:07
أم المؤمنين حفصة بنت الفاروق عمر بن الخطاب ،وُلِدَتْ حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بخمس سنين، وحفصة -رضي الله عنها- أكبر أولاد عمر بن الخطاب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg؛ فقد ورد أن حفصة أسنُّ من عبد الله بن عمر (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=849)، وكان مولدها قبل الهجرة بثمانية عشر عامًا الصوامة القوامة رضي الله عنها وأرضاها ، زوجها الصحابي الجليل خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي القرشي ، شهد بدراً ، وشهد أحداً ثم مات بعدها في المدينة من جراحة أصابته في أحد ، وترك من ورائه أرملته حفصة رضي الله عنها .

وكانت آنذاك في الثامنة عشرة من عمرها .

نشأت حفصة رضي الله عنها في بيت عمر فكانت مؤمنة قانتة صادقة صابرة خاشعة متصدقة صائمة ذاكرة تائبة مجاهدة .

حزن عمر بن الخطاب على ابنته التي مازالت في شبابها ، وحاول أن يختار لها زوجاً ، فعرضها على أبي بكر الصديق ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان فقال : بدا لي ألاَّ أتزوج اليوم ، فوجد عليهما وانكسر ، وشكا حاله إلى النبي ، فقال : "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوج عثمان من هي من حفصة " ، ثم خطبها فزوجه عمر .

عن عمر يقول : عندما تأيمت حفصة بنت عمر رضي الله عنهما من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله ممن شهد بدراً فتوفي بالمدينة .

قال عمر : فلقيت عثمان بن عفان t فعرضتُ عليه حفصة ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة . قال : سأنظر في ذلك : فلبث ليالي فلقيني ، قال : ما أريد أن أتزوج يومي هذا ، قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة ، فلم يرجع إليَّ شيئاً ، فكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبث ليالي ، فخطبها رسول الله فأنكحتها إياه ، فلقيني أبا بكر فقال : لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة ، فلم أرجع إليك شيئاً .

قال : قلت نعم فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئاً حين عرضتها عليَّ إلا إني سمعت رسول الله يذكرها ، ولم أكن لأفشي سر رسول الله ولو تركها لنكحتها .

"تأيمت" : مات زوجها ، وأصبحت بلا زوج .

"وجدت" : غضبت .

وتزوجها رسول الله في السنة الثالثة من الهجرة ، وأصدقها أربعمائة درهم ، وكان ذلك أعظم إكرام ومنة لحفصة وأبيها رضي الله عنهما .

وكان رسول الله يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ، ويمكث عندها ، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير قال :" لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له ، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً ".

المغافير : صمغ حلو الطعم كريه الرائحة .

ولها رضي الله عنها مواقف في الزهد ، تدل على إعراضها عن الدنيا ، فمن ذلك أن عمر دخل عليها ذات مرة فقدمت إليه مرقاً بارداً وخبزاً ، وصبت في المرق زيتاً ، فقال : أُدمان في إناء واحد ، لا أذوقه حتى ألقى الله .

وكانت حفصة رضي الله عنها ترى والدها وما هو عليه من شدة العيش ، فقالت له يوماً : يا أمير المؤمنين ، لو لبست ثوباً ألين من ثوبك ، فقال : سأخاصمك إلى نفسك ، أما تذكرين ما كان رسول الله يلقى من شدة العيش ؟ فما زال يذكرها حتى أبكاها .

ولقد أختيرت حفصة رضي الله عنها من بين أمهات المؤمنين لتحفظ النسخة الخطية للقرآن الكريم ، وذلك عندما أشار عمر على أبي بكر أن يبادر فيجمع ما تفرق من القرآن في صحف شتى ، قبل أن يبعد العهد بنـزوله ، ويمضي حفظته الأولون ، وقد استشهد منهم مئات في حروب ، فاستجاب أبو بكر ، وجمع المصحف الشريف ، وأودعه عند حفصة رضي الله عنها .

توفيت رضي الله عنها بعد مقتل عثمان في ذي الحجة سنة 45هـ . ، بويع علي بن أبي طالب ، فأقامت حفصة رضي الله عنها بالمدينة عاكفة على العبادة صوَّامة قوَّامة إلى أن توفيت في عهد معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنها وأرضاها وأكرمها في جناته .






وقد روي ، أن النبي طلق حفصة تطليقة ، ثم راجعها بأمر جبريل ـ عليه السلام ـ له بذلك ، وقال :" إنها صوامة ، قوامة ، وهي زوجتك في الجنة ".

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-17, 15:24
صفية بنت حُيي




أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب زعيم يهود بني النضير .

في العام الخامس من الهجرة حرض حيي بن أخطب المشركين على مهاجمة المسلمين في المدينة .


زواجها برسول الله :


فتجمع عشرة من المشركين من قريش ، من الأحابيش ، وكنانة ، وأهل تهامة ، وبني غطفان من نجد .


ونقض اليهود عهدهم الذي كانوا قد أبرموه مع رسول الله في أن يكونوا محايدين لا ينصرون عليه .

وعُظُم البلاء بالمسلمين ، واشتد بهم الخوف ، إذ جاءهم عدوهم من فوقهم ، ومن أسفل منهم ، وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وظهر جلياً نفاق المنافقين ، وأطلقوا العنان ، وقال قائلهم : لقد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كِسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط .

وتخاذل هؤلاء ، واعتقدوا أن الهزيمة واقعة بالمسلمين فكروا راجعين إلى الديار ، وتخلوا عن موقف الصدق والإيمان ، والشجاعة والبطولة .


واستمر الحصار سبعة وعشرين يوماً ، ثم دارت الدائرة على المشركين ، وانفضوا من حول المدينة لم ينالوا خيراً ، وكفى الله المؤمنين القتال ، وتم النصر لرسول الله والذين آمنوا .


قال أنس : جُمع السبي ـ يعني بخيبر ـ فجاءه دحية فقال يا رسول الله ، أعطني جارية من السبي ، فقال :" اذهب فخذ جارية " ، فأخذ صفية بنت حيي ، فجاءه رجل إلى نبي الله فقال : يا نبي الله : أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ، قال :" ادعوه بها " ، قال : فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي قال :


" خذ جارية من السبي غيرها " . قال :" وأعتقها وتزوجها " .






واختارت السيدة صفية رضي الله عنها رسول الله على أهلها وعشيرتها ، وأسلمت وحسن إسلامها ولما أخذها النبي من دحية بسبعة أرؤس ، ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها ، وتصنعها ، وتعتد عندها ، فكانت وليمته : السمن والإقط ، والتمر .

الإقط : لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به .




عن أنس رضي الله عنه أقبلنا مع رسول الله أنا وأبو طلحة وصفية رديفته ، فعثرت الناقة ، فصرع ، وصرعت ، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته ، فأتى النبي قال : يا نبي الله ، هل ضرك شيء ، قال :" لا ، عليك بالمرأة " فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ، وقصد نحوها ، فنبذ الثوب عليها فقامت فشدها على راحلته ، فركبت ، وركب النبي .






وقالت صفية بنت حيي ـ رضي الله عنها ـ : دخل عليَّ رسول الله وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فذكرت له ذلك ، فقال :" ألا قلت : وكيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد وأبي هارون ، وعمي موسى".




تقول أم المؤمنين صفية رضي الله عنها كان رسول الله معتكفاً ، فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ثم قمت لأنقلب ، فقام ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا ، فقال النبي :" على رسلكما إنها صفية بنت حيي ".


فقال : سبحان الله : يا رسول الله ، فقال رسول الله : " إن الشيطان يجري من بني أدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً ".


وكانت صفية في المقابل تحب رسول الله حباً جماً ، فقد ورد أن صفية بنت حيي قالت في وجع النبي الذي توفي فيه ، والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي .



شجاعتها وجهادها :




وكانت صفية رضي الله عنها شجاعة لا تخاف في الله لومة لائم ، تجلي لنا هذا من دفاعها بالقول والفعل عن عثمان يوم حصره قال كنانة : كنت أقود بصفية لترد عن عثمان ، فلقيها الأشتر ، فضرب وجه بغلتها حتى مالت ، فقالت : ذروني لا يفضحني هذا ! ثم وضعت خشباً من منـزلها إلى منـزل عثمان ، تنقل عليه الماء والطعام .


وذكرت عائشة رضي الله عنها مرة صفية بكلمة أساءت لها ، فلم يرضى النبي عنها ، حيث قالت عنها أنها يهودية .


فقال لها النبي : "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" . ‌



وفاتُها



توفيت رضي الله عنها قرابة سنة خمسين في أيام معاوية ، ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً .

قال ابن حجر : وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-18, 15:01
أم حبيبة رضي الله عنها


أم المؤمنين اسمها رملة بنت أبي سفيان .
إنها المجاهدة ، الصابرة ، صاحبة التضحيات الكبيرة ، تحملت المتاعب والأهوال في سبيل عقيدتها وإيمانها بالله سبحانه وتعالى ، رضي الله عنها وأرضاها .

هجرتها :


هي من أول المؤمنين هجرة إلى الحبشة فراراً بدينها بعد أن اشتد طغيان الكفر على المسلمين ، وهي زوج النبي ، أم المؤمنين ، وهي أخت الخليفة معاوية ،.
تزوجت من عبيد الله بن جحش الذي أسلم مثلها وهاجر معها إلى الحبشة ، وهناك ولدت له بنتاً أسمتها حبيبة وبها كُنيت .
ّ
وكانت المفاجأة في ديار الغربة أن تنصر زوجها وأكب على شرب الخمر ، وحاول أن يحمل زوجته على الكفر وترك دينها فأبت كل الإباء ، بل كانت تحاول معه ليرجع إلى الإسلام والثبات عليه فرفض وأصر على الكفر والعياذ بالله ، واستمر على ذلك أياماً حتى هلك .

قالت أم حبيبة رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة ففزعت فأصبحت ، فإذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات .

وهكذا عاشت أيام الغربة والبعد عن الأهل والوطن ، وفقدت المعيل لها ولبنتها ، لكنها الصادقة الصابرة المؤمنة بالله وبرسوله صمدت بكل هذه الظروف الصعبة والقاسية ، كانت تعلم أن الله لن يتركها ، وتعلم أن بعد الشدة الفرج ، وبعد العسر يسر ، فالذي يتقي الله تعالى ويتوكل عليه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .

قال الله تعالى : [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً] .

فثبت الله عزيمتها وصبرها ، وما هي إلا أيام حتى جاء الخبر ، جاءتها البشرى ، جاءها الفرج ، طُرق عليها الباب إنها جارية من جواري النجاشي لماذا جاءت ، جاءت لتبشرها بأن رسول الله وسيد ولد آدم وأفضل خلق الله قد خطبها ، وما أن علمت واستيقنت بأن الخبر حقيقة صاحت : بشرك الله خيراً ، ثم نزعت ما تمتلك من حلي وقدمته للجارية .


قالت رضي الله عنها : أتاني آت في نومي ، فقال يا أم المؤمنين ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن ، فإذا هي جارية له يقال لها : أبرهة فقالت : إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته فأعطيت أبرهة سوارين من فضة فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال :

أما بعد فإن رسول الله إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير فخطب خالد فقال :

قد أجبت الى ما دعا اليه رسول الله وزوجته أم حبيبة فأتى الدنانير وعمل لهم النجاشي طعاما فأكلوا ، قالت أم حبيبة : فلما وصل إلي المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا قالت فردتها علي ، وقالت إن الملك عزم على بذلك وردت على ما كنت أعطيتها أولا ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير ، فقدمت به معي على رسول الله

ما كان لعدو الله أن يجلس على فراش رسول الله :



ضربت أم حبيبة رضي الله عنها أروع الأمثلة في الحب لله والبغض لله ، فعندما قدم أبوها أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله وهو يريد غزو مكة فكلمه أن يزيد في هدنة الحديـبـية ، فلم يقبل عليه رسول الله ، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما جاء ليجلس على فراش النبي طوته دونه فقال : يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟ فقالت : بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : يا بنية لقد أصابك بعدي شر أي نعم فما كان لعدو الله أن يجلس على فراش رسول الله .
قالت عائشة رضي الله عنها : دعتني أم حبيـبة عند موتها ، فقالت : قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك : فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتحللت من ذلك ، فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت لها مثل ذلك .

عن زينب ابنة أبي سلمة قالت : لما جاء نعي أبي سفيان يعني والد أم حبيبة من الشام دعت أمُّ حبيبة رضي الله عنها بصفرةٍ في اليوم الثالث ، فمسحتْ عارضيها وذراعيها ؛ وقالت : إني كنتُ عن هذا لغَنية ؛ لولا أني سمعتُ رسول الله يقول :" لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميتٍ فوق ثلاثٍ ؛ إلا على زوجٍ ؛ فإنها تُحدُّ عليه أربعة أشهرٍ وعشراً ".

وبعد وفات رسول الله وانتقاله إلى الرفيق الأعلى عكفت أم حبيبة على عبادة ربها ولا تخرج من بيتها إلا لحج أو عمرة ، حتى توفاها الله في العقد السابع من عمرها .
فرضي الله عنها ورحمها الله تعالى وأكرمها في جناته جنات الخلد .
فما أحوج المسلمات اليوم أن يقرأن سيرة هذه السيدة الجليلة ليدركن البون الشاسع بينهن وبين الرعيل الأول الذي تخرَّج من مدرسة النبوة ، فالله أسأل أن يرزق نسائنا وبناتنا الاقتداء بالصحابيات الجليلات والسير على طريقهن . اللهم آمين .


وفاة أم حبيبة

عند وفاتها تجسَّدت فيها -رضي الله عنها- رُوح الحبِّ والأُلْفَة بينها وبين أُمَّهات المؤمنين الباقيات، عندما طلبت من السيدة عائشة أن تحللها من أي شيء فحللتها، واستغفرت لها، وماتت بالمدينة سنة44 عن ثمانٍ وستين سنة، في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان

اريج16
2013-07-18, 16:22
شكرا بارك الله فيك
على مقدمت جعله الله في مزان حسناتك

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-18, 16:38
شكرا بارك الله فيك
على مقدمت جعله الله في مزان حسناتك

و فيك بارك الله ،
آآآآمين .

{مـشـاكـسـهـ}~
2013-07-18, 21:58
بارك الله فيك

سماح 2
2013-07-18, 22:03
موضووع قيم شككرا لك باآرك الله فيييييك

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-19, 13:55
بارك الله فيك


موضووع قيم شككرا لك باآرك الله فيييييك
و فيكن بارك [ الرحمان] .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-19, 14:30
السيدة سودة بنت زمعة


كان رحيل السيدة خديجة (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=848) رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg تحثُّه على الزواج من جديد.
وهنا جاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: "ومَنْ؟"
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=830)، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: "فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".
فانطلقت السيدة خولة -رضي الله عنها- إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg فزوَّجها إيَّاه.
فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجاء يحثي على رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg سودة بنت زمعة.
وهي بعدُ: أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو بن عبد شمس، أخو سهل وسهيل وسليط وحاطب، ولكلهم صحبة، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها.
فأمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg منها.
وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.
وتُطالعنا سيرة السيدة سودة -رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=371) http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بعث إليها بغِرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرَّقتها بين المساكين.
وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ".
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ.
وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فقد روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم. قال: فضحك. وكانت تُضحكه الأحيان بالشيء.
وفاتها:
توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ.

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-20, 15:09
جويرية بنت الحارث


جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، زوج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، سباها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يوم المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وقيل: في سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي.
وعن بن إسحاق قال: وجويرية بنت الحارث كان اسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، من خزاعة، كانت عند بن عم لها يقال له: مسافع بن صفوان بن ذي الشفر.
وعن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة وغيّره http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg فسماها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
حال جويرية بنت الحارث في الجاهلية :
كانت سيدة نساء قومها، وكان أبوها قائد بني المصطلق الذين كانوا يجمعون للنبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال: بلغ رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فلما سمع بهم رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له "المريسيع" من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية، وقتل من قتل منهم ونفل الله رسوله أبناءهم ونساءهم، وكان رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أصاب منهم سبيًا كثيرًا قسمه في المسلمين، وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيدة نساء قومها.
عمر جويرية بنت الحارث عند الإسلام :
قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته -وكانت مولاة جويرية بنت الحارث- عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وأنا ابنة عشرين سنة، قالت توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.
قصة إسلام جويرية بنت الحارث :
كانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساء قومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل؛ إذ عرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.
أثر الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في تربية جويرية بنت الحارث :
كان لا بد أن يكون للرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أثر كبير في تربيتها، حتى أعدها لتكون أمّا للمؤمنين، فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها، فكانت تصوم من النوافل الكثير، حتى صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بأن تفطر، وكانت تظل تذكر الله بعد الفجر حتى الشروق كما كان الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يفعل ذلك.
أهم ملامح شخصية جويرية بنت الحارث :أعظم امرأة بركة على قومها :
عن عائشة قالت: لما سبى رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة فرأيتها كرهتها، وعرفت أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg سيرى منها مثل ما رأيت، فقالت جويرية: يا رسول الله، كان من الأمر ما قد عرفت فكاتبت نفسي فجئت رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أستعينه، فقال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "أو ما هو خير من ذلك؟" فقالت: وما هو؟ قال: "أتزوجك وأقضي عنك كتابتك"، فقالت: نعم، قال: "قد فعلت".
قالت عائشة: فبلغ المسلمين ذلك قالوا: أصهار رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg! فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق، قالت: فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت: "فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها".
حرة أبية.. تكره الرق والعبودية
ويظهر هذا واضحًا جليًّا حينما حاولت افتداء نفسها من الرق بالاكتتاب، فكاتبت على نفسها واتفقت مع ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها، رغم أنها لم تكن تملك ما تفك به نفسها؛ إذ أنها أتت رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وطلبت منه أن يعينها على المكاتبة.
حليمة.. تعتق من حر مالها
عن مجاهد عن جويرية زوج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك".
ومن الذاكرات:
فقد ورد أنها كانت تذكر الله من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، وجاء في الحديث أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg خرج من عندها وهي في مصلاها، ثم رجع حين تعالى النهار وهي ما زالت في مكانها تذكر الله، فقال لها: "لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟", فأجابته: نعم، فقال لها http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "قد قلت بعدكِ أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن", وذكر باقي الحديث وهو سيرد قريبًا.
بعض مواقف جويرية بنت الحارث مع الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg :أفطري..
عن أبي أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: "أصمت أمس؟" قالت: لا، قال: "تريدين أن تصومي غدًا؟" قالت: لا، قال: "فأفطري".
لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟
عن ابن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث -وكان اسمها برة فحول النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg اسمها وسماها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة- قالت: خرج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وأنا في مصلاي، فرجع حين تعالى النهار وأنا فيه فقال: "لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟", قلت: نعم، قال: "قد قلت أربع كلمات ثلاث مرات لو وزن بما قلت لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".
وعن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت: أتى علي رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار فقال: "ما زلت قاعدة؟" قالت: قلت: نعم، قال: "ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أو لو وزن بهن وزنتهن؟ سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات".
ألم أعظم صداقك؟
عن مجاهد قال: قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: إن أزواجك يفخرن عليّ، يقلن: لم يتزوجك رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إنما أنت ملك يمين، فقال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين رقبة من قومك؟"
هل من طعام؟
عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال: إن جويرية زوج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أخبرته أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg دخل عليها فقال: "هل من طعام؟" قالت: لا والله يا رسول الله، ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة، فقال: "قربيه فقد بلغت محلها".
بعض مواقف جويرية بنت الحارث مع الصحابة:مع عمر وفرضه لها ستة آلاف :
عن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض في ستة آلاف ستة آلاف وفرض لأمهات المؤمنين في عشرة آلاف عشرة آلاف، ففضل عائشة بألفين لحب النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إياها إلا السبيتين صفية بنت حيي وجويرية بنت الحارث فرض لهما ستة آلاف، وفرض لنساء من نساء المؤمنين في ألف ألف منهن أم عبد.
بعض الأحاديث التي روتها جويرية بنت الحارث عن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg :
عن الطفيل بن أخي جويرية عن جويرية أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg قال: "من لبس الحرير في الدنيا لبسه الله ثوبًا من نار".
عن مولى لجويرية عن جويرية أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كان يكره أن يأكل الطعام حتى يذهب فورة دخانه.
أثر جويرية بنت الحارث في الآخرين :
عن المهاجر أبي الحسن عن كلثوم بن عامر أن جويرية بنت الحارث توضأت فأردت أن أتوضأ بفضل وضوئها فنهتني، ففي هذا النهي تعليم لكلثوم.
بعض كلمات جويرية بنت الحارث :
قال ابن عمر: وحدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث: رأيت قبل قدوم النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدًا من الناس حتى قدم رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني, والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر فحمدت الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg.
وفاة جويرية بنت الحارث :
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال: توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين في إمارة معاوية، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة.
قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته -وكانت مولاة جويرية بنت الحارث- عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وأنا ابنة عشرين سنة، قالت: توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.
توفيت جويرية بنت الحارث في ربيع الأول سنة ست وخمسين.

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-21, 15:21
هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال (29 ق.هـ- 51هـ/ 593- 671م). وأُمُّها: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير. وأخوات ميمونة لأبيها وأُمِّها: أمُّ الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى عصماء بنت الحارث زوج الوليد بن المغيرة، وهي أمُّ خالد بن الوليد، وكانت تحت أُبَيِّ بن خلف الجهمي فوَلَدَتْ له أَبَانًا وغيره، وعزَّة بنت الحارث التي كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك، فهؤلاء أخوات أمِّ المؤمنين ميمونة لأبٍ وأُمٍّ. أمَّا أخوات ميمونة لأُمِّها: أسماء بنت عُمَيس، كانت تحت جعفر بن أبي طالب فوَلَدَتْ له عبد الله وعونًا. وقد كان يقال: أكرمُ أصهار عجوزٍ في الأرض هندُ بنت عوف بن زهير بن الحارث أمُّ ميمونة، وأمُّ أخواتها أصهارها العباس وحمزة ابنا عبد المطلب، الأول على لبابة الكبرى بنت الحارث منها، والثاني على سلمى بنت عميس منها، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب كلاهما على أسماء بنت عميس، الأول قبل أبي بكر والثاني بعد أبي بكر، وشداد بن أسامة بن الهادي الليثي على سلمى بنت عميس منها بعد وفاة حمزة بن عبد المطلب، ورسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg على بنتها زينب بنت خزيمة، ثم بعد وفاتها أختها لأُمِّها ميمونة بنت الحارث[/URL].
مكانتها وفضلها وعلمها
كان للسيِّدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- مكانتها بين أُمَّهات المؤمنين؛ فهي أخت أُمِّ الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، كما أنها خالة ابن عباس http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/y_20.jpg.
ورُوي لها سبعة أحاديث في "الصحيحين"، وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثًا.
وقد وصفها الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وأخواتها بالمؤمنات؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ، وَأُمُّ الْفَضْلِ بنتُ الْحَارِثِ، وسَلْمَى امْرَأَةُ حَمْزَةَ، وَأَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ هِيَ أُخْتُهُنَّ لأُمِّهِنَّ"
لما تأيَّمت ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- عرضها العباس http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في الجُحْفَة، فتزوَّجها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وبنى بها بسَرِف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوَّجها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وذلك سنة سبع للهجرة (629م) في عمرة القضاء. وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وقد أصدقها العباس عن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أربعمائة درهم، وكانت قَبْلَه عند أبي رُهْم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال: إنها التي وَهَبَتْ نفسها للنبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg؛ وذلك أن خطبة النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله. فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50].
وقد قيل: إن اسمها كان بَرَّة، فسمَّاها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ميمونة، وكانت -رضي الله عنها- قريبة من رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فكانت تغتسل مع رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في إناء واحد (http://islamstory.com/ar/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86% D9%8A%D9%86_%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86%D8%A9_% D8%A8%D9%86%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D 8%AB#_ftn2).
الحكمة من زواج النبي بها
لقد حقَّق النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بزواجه من السيدة ميمونة -رضي الله عنها- مصلحة عُلْيَا، وهي أنه http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا.
قال العلامة محمد رشيد رضا: ورد أن عمَّ النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg العباس رغَّبه فيها، وهي أخت زوجه لبابة الكبرى أمِّ الفضل، وهو الذي عقد له عليها بإذنها، ولولا أن العباس رأى في ذلك مصلحةً عظيمةً، لما اعتنى به كل هذه العناية.
ميمونة في بيت النبي
كانت -رضي الله عنها- آخر امرأة تزوَّجها رسول الله [URL="http://islamstory.com/ar/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86% D9%8A%D9%86_%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86%D8%A9_% D8%A8%D9%86%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D 8%AB#_ftn9"]http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg. قال ابن هشام: وكانت جَعَلَتْ أمرها إلى أختها أمِّ الفضل، فجعلتْ أمُّ الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوَّجها رسولَ الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وأصدقها عنه أربعمائة درهم. ويُقال: إنها هي التي وَهَبَتْ نفسها للنبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وأنزل الله تعالى فيها: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50]. لما انتهت إليها خطبة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لها وهي راكبة بعيرًا قالت: الجمل وما عليه لرسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg.
وبانضمام السيدة ميمونة -رضي الله عنها- إلى ركب آل البيت، وإلى أزواج رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كان لها -كما لأُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن- دور كبير في نقل حياة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إلى الأُمَّة، كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34]. قال البغوي: قوله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} يعني: القرآن، {وَالْحِكْمَةِ} قال قتادة: يعني السُّنَّة. وقال مقاتل: أحكام القرآن ومواعظه.
ومن ثَمَّ كانت أُمَّهات المؤمنين تنقل الأحكام الشرعية بدقَّة بالغة، فنجد الأحاديث التي يُذكر فيها الغسل والوضوء وما كان يفعله النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في نومه واستيقاظه ودخوله وخروجه، وما كان أحد لينقل هذه الأمور كلها بهذه الدقَّة إلاَّ أُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وذلك نظرًا لصحبتهن الدائمة للرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg.
مروياتها عن رسول الله
روت عن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وروى عنها: إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، ومولاها سليمان بن يسار، وعبد الله بن سليط، وابن أختها عبد الله بن شداد بن الهاد، وابن أختها عبد الله بن عباس، وابن أخيها عبد الرحمن بن السائب الهلالي، وغيرهم.
وفاتها
وقد تُوُفِّيَتْ -رضي الله عنها- بسَرِف بين مكة والمدينة، حيث بنى بها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وذلك سنة 51هـ/ 671م، أكَّد ذلك ابن حجر وغيره، وكان لها يوم تُوُفِّيَتْ ثمانون أو إحدى وثمانون سنة.

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-22, 13:59
هي مارية بنت شمعون القبطية، من كورة حفن.
قصة إسلام مارية القبطية ومن الذي دعاها إلى الإسلام :
بعث المُقَوْقِسُ -صاحب الإسكندرية- إلى رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في سنة سبع من الهجرة بمَارِيَة، وأختها سيرين، وألف مثقالٍ ذهبًا، وعشرين ثوبًا ليِّنًا، وبغلته الدلدل، وحماره عُفَيْرًا، ويقال: يعْفُور، ومع ذلك خَصِيٌّ يقال له: مأْبُور شيخ كبير كان أخا مارية؛ وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة.
فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام، ورغبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصِيُّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعدُ في عهد رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg.
من مواقف مارية القبطية مع الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg :
- وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في العالية، في المال الذي صار يقال له: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بمِلْكِ اليمن، وضرب عليها مع ذلك الحِجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.
- وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg من مارية القبطية، فاشتدت غيرة أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدًا ذكرًا، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg.
وبولادة إبراهيم أصبحت مارية حرة, وعن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية, قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "أعتقها ولدها", وعاش إبراهيم ابن الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg, ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة, وحزنت مارية حزنًا شديدًا على موت إبراهيم.
- وعن أنس http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قال: إن ابن عم مارية كان يتهم بها, فقال النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لعلي بن أبي طالب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg: "اذهب, فإن وجدته عند مارية فاضرب عنقه", فأتاه علي, فإذا هو في ركي يتبرد فيها, فقال له علي: اخرج, فناوله يده فأخرجه, فإذا هو مجبوب ليس له ذكر, فكف عنه علي, ثم أتى النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg فقال: يا رسول الله, إنه مجبوب ما له ذكر, وفي لفظ آخر: أنه وجده في نخلة يجمع تمرًا وهو ملفوف بخرقة, فلما رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة, فإذا هو مجبوب لا ذكر له.
بعض مواقف مارية القبطية مع الصحابة :
وعن عائشة قالت: ما غرْتُ على امرأة إلا دون ما غرْتُ على مارية؛ وذلك أنها كانت جميلة جَعدة، فأعجب بها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فزعنا لها، فجزعت، فحوَّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا.
وفاة مارية القبطية :
ماتت في المحرم سنة ست عشرة، وكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع.
وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بخمس سنين.

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-23, 15:50
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليَّة، وهي أمُّ المساكين، وكانت تسمى بذلك في الجاهلية؛ لرحمتها إياهم ورقَّتها عليهم.
أمُّها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، التي قيل عنها: "لا تُعْلَم امرأة من العرب كانت أشرف أصهارًا من هند بنت عوف، أُمِّ زينب وميمونة وأخواتهما". فأصهارها الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، والعباس وحمزة ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، وأبو بكر وشداد بن أسامة بن الهاد.
وكانت زينب -رضي الله عنها- عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلَّقها، فتزوَّجها عبيدة بن الحارث فقُتل عنها يوم بدر شهيدًا[/URL]، وقيل: كانت زوجة [URL="http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=841"]عبد الله بن جحش (http://islamstory.com/ar/%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8_%D8%A8%D9%86%D8%AA_%D8%AE %D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9_%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84 %D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86#_ftn2)، فاستشهد في أحد، وهو الأرجح. وكانت زينب بنت خزيمة أختًا لميمونة بنت الحارث (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=894) -رضي الله عنهما- من الأمِّ.
حياتها قبل النبي:
وقد قامت السيدة زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- بدَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم، وقد استشهد زوجها عبد الله بن جحش http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في غزوة أُحد.
زواجها من رسول الله:
علم النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بترمُّلها، فرقَّ لحالها، وتزوَّجها رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في العام الثالث من هجرته http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية وَنَشًّا، وكان تزويجه إيَّاها في شهر رمضان (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_*******&Itemid=104&id=204&lang=ar&view=section) على رأس واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة.
وفاتها:
لم تمكث أمُّ المؤمنين زينب بنت خزيمة عند رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg طويلاً؛ فقد لبثت عنده ثمانية أشهر أو أقلَّ، وماتت بالمدينة، وعمرها -رضي الله عنها- نحو ثلاثين سنة.

~كِبْريَاء أمِيرَة~
2013-07-23, 17:27
http://im41.gulfup.com/1zEEP.png
♦ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ♦
,...,...,...,...,...,...,...,...,...,...,...,...,
,, بـــــــــــــــــــــــآآرك الله فيك. أختي .~
جزآآآآك الله خيرااا


رَمَضَان مُبـــــآآآرك
تَقَبّل الله مِنّا وَ مِنْكُم الصِّيَّام وَ القِيَّام ☆

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-24, 14:53
زينب بنت رسول الله



هي : زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية .

ولدت قبل البعثة بمدة ، قيل : إنها عشر سنين ، وقيل : ولدت وللنبي من العمر ثلاثون سنة .
أمها : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين .
قريش تتسابق لتظفر بزينب عروساً

ما أن بلغت سن الصبا ، وتجاوزت العاشرة من عمرها حتى تسابقت إليها قريش ، من يظفر بها عروساً ، إنها من أكرم عائلة وأشرف نسبٍ ، إنها زينب بنت رسول الله .
.
أمها خديجة رضي الله عنها وهي أكبر بنات النبي أسلمت مع أمها وأخواتها .
لكن كان الشرف والظفر لابن خالتها ، فقد تزوجها : وهو أبو العاص بن الربيع ، أحد رجال مكة المعدودين شرفاً ومالاً ، وهو قرشي .
أمه الصحابية : هالة بنت خويلد ، أخت خديجة رضي الله عنهم أجمعين .
يلتقي نسبه من جهة الأب مع محمد بن عبد الله ، عند الجد الثالث : عبد مناف بن قصي ، أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

ويلتقي من جهة الأم مع زينب بنت محمد ، عند جدهما الأدنى خويلد بن أسد ابن عبد العزى بن قصي ، فأمه هالة بنت خويلد ، أخت خديجة الطاهرة ، زوج النبي ، وهي أم زينب .


الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب .


لما فرغت زينب بنت رسول الله من جهازها قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقودها وهي في هودج لها ، وتحدث بذلك رجال من قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى ، فكان أول من سبق إليها هبار ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، والفهري فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها ، وكانت المرأة حاملا فيما يزعمون ، فلما أريعت طرحت وبرك حموها وكنانة ونثر كنانته ، ثم قال :

والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ، فتكركر الناس عنه ، وأتى أبو سفيان في جلة من قريش ، فقال : أيها الرجل نبلك حتى نكلمك فكف ، فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه ، فقال : أنك لم تصب خرجت بالمرأة رؤوس الناس علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وان ذلك منا ضعف ووهن ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة وما لنا في ذلك من ثورة ولكن ارجع بالمرأة حتى هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أن قد رددناها فسلها سرا وألحقها بأبيها ، قال : ففعل ، فأقامت ليالي حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد ابن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله .

قال ابن حجر في الفتح : وأما هبار فكان شديد الأذى للمسلمين ، وعرض لزينب بنت رسول الله لما هاجرت فنخس بعيرها فأسقطت ولم يزل ذلك المرض بها حتى ماتت فلما كان يوم الفتح بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه أعلن بالإسلام فقبل منه فعفا عنه .اهـ .

عن سليمان بن يسار الهلالي أحد الفقهاء أن هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أسلم بالجعرانة بعد فتح مكة صحابي شهير وللبخاري في التاريخ عن موسى بن عقبة عن سليمان بن يسار عن هبار أنه حدثه أنه جاء يوم النحر وعمر بن الخطاب ينحر هديه فقال يا أمير المؤمنين أخطأنا العدة كنا نرى أن هذا اليوم الذي هو يوم النحر يوم عرفة فقال عمر اذهب إلى مكة فطف أنت ومن معك وكان هبار قد حج من الشام كما في رواية وانحروا هديا إن كان معكم ثم احلقوا أو قصروا وارجعوا وقد أحللتم فإذا كان عام قابل فحجوا وأهدوا فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله .اهـ .
شعر لأبي خيثمة في شأن زينب

رضي الله عنها

قال ابن إسحاق :
فقال عبد الله بن رواحة ، أو أبو خيثمة أخو بني سالم بن عوف في الذي كان من أمر زينب ، قال ابن هشام : هي لأبي خيثمة في الذي كان من أمر زينب :
أتاني الذي لا يقدر الناس قدره

لزينب فيهم من عقوق ومأثم

وإخراجها لم يخز فيها محمد

على ليحجا وبيننا عطر منشم

وأمسى أبو سفيان من حلف ضمضم

ومن حربنا في رغم أنف ومندم

قرنا ابنه عمرا ومولى يمينه

بذي حلق جلد الصلاصل محكم

فأقسمت لا تنفك منا كتائب

سراة خميس في لهام مسوم

نزوع قريش الكفر حتى نعلها

بخاطمة فوق الأنوف بميسم

ننـزلهم أكناف نجد ونخلة

وإن يتهموا بالخيل والرجل نتهم

يد الدهر حتى لا يعوج سربنا

نلحقهم آثار عاد وجرهم

ويندم قوم لم يطيعوا محمدا

على أمرهم ونصف حين تندم

فأبلغ أبا سفيان إما لقيته

لئن أنت لأم تخلص سجودا وتسلم

فأبشر بخزي في الحياة معجل


وسربال قار خالدا في جهنم

وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب حين دفعها إلى الرجلين :
عجبت لهبار وأوباس قومه

يريدون إخفاري ببنت محمد

ولست أبالي ما حييت عديدهم

وما أستجمعت قبضا يدي بالمهند


ومن أجل ذلك هدر رسول الله دم هبار .

فعن أبي هريرة ، قال :

"بعث رسول الله سرية أنا فيها ، فقال لنا : "إن ظفرتم بهبار بن الأسود أو الرجل الآخر الذي سبق معه إلى زينب" .
قال ابن هشام وقد سمى ابن إسحاق الرجل في حديثه ، وقال : هو نافع بن عبد قيس فحرقوهما بالنار .

قال : فلما كان الغد بعث إلينا ، فقال : إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله فن ظفرتم بهما فاقتلوهما" .

وفي رواية عن أبي هريرة أنه قال : بعثنا رسول الله في بعث فقال : "إن وجدتم فلاناً وفلاناًَ فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله حين أردنا الخروج : "إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً ، وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما" .

إسلام زينب رضي الله عنها .

انصاعت زينب لدعوة الحق التي جاء بها والدها رسول الله ، وأسلمت مع المسلمين الأوائل ، وعرضت على زوجها الإسلام لكنه استقبل الخبر بفتور وصمت .
وطلب المشركون من أبي العاص الخروج معهم في غزوة بدر ، ووقع أسيراً في أيدي المسلمين .
فادية زوجها

وأرادت زينب رضي الله عنها أن تفدي زوجها أبو العاص بن الربيع ، فأرسلت عمرو بن الربيع إلى النبي وبعثت معه صرة ، لا يعرف عمرو ما فيها .

وتقدم عمرو وأخو أبي العاص فقال للنبي :
بعثتني زينب بنت محمد بهذا في فداء زوجها ، أخي ، أبي العاص بن الربيع .

وأخرج من ثيابه صرة قدمها إلى المصطفى فإذا فيها قلادة من جزع ظفار – باليمن - .

ولم يكد بالنبي أن يرى القلادة حتى رق لها قلبه رقة شديدة ، وتحقق أنها لخديجة وأنها لذكرى للعزيزة خديجة الراحلة .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله في فداء زوجها أبي العاص بقلادة ، وكانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها ، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة ، وقال:

"إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ".

أبو العاص يثني على زوجته زينب بنت رسول الله

خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب بنت رسول الله فأنشأ يقول :
ذكرى زينب لما ورَّكت (أورثت) إرما (أرمى)
فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صالحة

وكل بعل سيثني بالذي علما .

زينب تأخذ الأمان من رسول الله لأبي العاص
وتجيره فيعلن إسلامه

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : أن زينب بنت رسول الله أرسل إليها أبو العاص بن الربيع أن خذي لي أماناً من أبيك ، فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي يصلي الصبح بالناس فقالت : أيها الناس ، إنه لا علم لي بهذا ، وإني قد أجرت أبا العاص ، فلما فرغ النبي من الصلاة قال :

" يا أيها الناس إنه لا علم لي بهذا حتى سمعتموه إلا وإنه يجير على المسلمين أدناهم ".

ثم بعد ذلك بسنين أسلم زوجها أبو العاص والراجح أنه رد ابنته إلى

أبي العاص بنكاحها الأول ، ولم يحدث صداقاً .
إسلام أبي العاص بن الربيع
المسلمون يستولون على مال لأبي العاص وقدومه لاسترداده .

قال ابن إسحاق : وأقام أبو العاص بمكة ، وأقامت زينب عند رسول الله بالمدينة حين فرق بينهما الإسلام حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام ، وكان رجلا مأمونا بمالله ، وأموال لرجال من قريش أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله فاستجار بها فأجارته وجاء في طلب ماله فلما خرج رسول الله إلى الصبح ،

كما حدثني يزيد بن رومان ، فكبر وكبر الناس معه ، صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص ابن الربيع ، قال : فلما سلم رسول الله من الصلاة أقبل على الناس ، فقال : أيها الناس هل سمعتم أم سمعت ، قالوا : نعم ، قال : والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعت أنه يجير على المسلمين أدناهم ، ثم انصرف رسول الله فدخل على ابنته ، فقال : "أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له" .
المسلمون يردون على أبي العاص ماله بعد إسلامه


قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، أن رسول الله بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به ، فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه ، فردوه عليه ،حتى إن الرجل ليأتي بالدلو ويأتي الرجل بالشنة والإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمله إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ومن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا فجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما ، قال : فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام عنده إلى تخوفي أن تظنوا أني أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله .

الرسول يرد زينب إلى أبي العاص .


وقد رد رسول الله ابنته زينب على زوجها أبي العاص بن وائل على نكاحها الأول بعد إسلامه .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :

"رد عليه رسول الله زينب على النكاح الأول لم يحدث شيئا بعد ست سنين من أمانة زوج زينب ابنة الرسول .

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى : فقد أجمع العلماء أن الزوجين إذا أسلما معا في حال واحدة أن لهما المقام على نكاحهما إلا أن يكون بينهما نسب أو رضاع يوجب التحريم وأن كل من كان له العقد عليها في الشرك كان له المقام معها إذا أسلما معا وأصل العقد معفي عنه لأن عامة أصحاب رسول الله كانوا كفارا فأسلموا بعد التزويج وأقروا على النكاح الأول ولم يعتبر في أصل نكاحهم شروط الإسلام ، وهذا إجماع وتوقيف وإنما اختلف العلماء في تقدم إسلام أحد الزوجين .اهـ.

وقال ابن قيم الجوزية في الزوجين الكافرين يسلم أحدهما هو أملك ببضعها ما دامت في دار ، وذكر سفيان بن عيينة عن مطرف بن طريف عن الشعبي عن علي هو أحق بها ما لم يخرج من دار ، وذكر ابن أبي شيبة عن معتمر بن سليمان عن معمر عن الزهري إن أسلمت ولم يسلم زوجها على نكاحهما إلا أن يفرق بينهما سلطان ولا يعرف اعتبار العدة في شيء من الأحاديث ولا كان النبي يسأل المرأة هل انقضت أم لا ولا ريب أن الإسلام لو كان بمجرده فرقة لم تكن فرقة رجعية بل بائنة أثر للعدة في بقاء النكاح وإنما أثرها في منع نكاحها للغير فلو كان الإسلام نجز الفرقة بينهما لم يكن أحق بها في العدة ولكن الذي دل عليه حكمه أن النكاح فإن أسلم قبل انقضاء عدتها فهي زوجته وإن انقضت عدتها فلها أن تنكح من شاءت أحبت انتظرته فإن أسلم كانت زوجته من غير حاجة إلى تجديد نكاح ولا نعلم أحدا جدد للإسلام نكاحه ألبتة بل كان الواقع أحد أمرين إما افتراقهما غيره وإما بقاؤه عليه وإن تأخر إسلامها أو إسلامه وإما تنجيز الفرقة أو العدة فلا نعلم أن رسول الله قضى بواحدة منهما مع كثرة من أسلم في عهده الرجال وأزواجهن وقرب إسلام أحد الزوجين من الآخر وبعده منه ولولا إقراره على نكاحهما وإن تأخر إسلام أحدهما عن الآخر بعد صلح الحديبية وزمن الفتح بتعجيل الفرقة بالإسلام من غير اعتبار عدة .اهـ .
وفاتها رضي الله عنها
توفيت السيدة زينب رضي الله عنها في السنة الثامنة من الهجرة متأثرة بمرض النـزف الذي لازمها منذ هجرتها ، وتأثر زوجها أشد تأثراً فبكى عليها وأبكى من حوله .

وحزن عليها رسول الله واستودعها ، ثم قال للنساء : اغسلنها وتراً .
تقول أم عطية غاسلة الميتات :

لما ماتت زينب بنت رسول الله قال :

" أغسلنها وتراً ، ثلاثاً ، أو خمساً ، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور ، فإذا غسلتنَّها فأعلمنني"، قالت : فأعلمناه فأعطانا حقوه وقال : : "أشعرنها إياه" ، وقالت أم عطية : مشطناها ثلاثة قرون .
حقوه : الحقو : الإزار .
وقوله : أشعرنها إياه : أي اجعلنه شعاراً لها ، وهو الثوب يلي جسدها .
ثلاثة قرون : أي ثلاث ضفائر .

وكان ممن غسل زينب رضي الله عنها مع أم عطية ، أم أيمن ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة زوج النبي .

فرضي الله عن زينب بنت رسول الله ، ورحمها ، وأكرمها في الجنة ، وجزاها عن صبرها وكفاحها خيراً .

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-25, 15:04
رقية



بنت رسول الله


ذات الهجرتين









نسبها ومولدها رضي الله عنها

هي : رقية بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية .
أمها : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين .
مولدها : ولدت رقية بعد أختها زينب ، وبعدها ولدت أختها أم كلثوم فنشأن سوية مجتمعات متعاطفات ، رضي الله عنهن جميعاً .


خطبة رقية وأم كلثوم لولدي عبد العزى

وبعد أن كبرتا وقاربتا سن الزواج جاء وفد من آل عبد المطلب يتقدمه أبو طالب يخطب منه ابنتيه رقية وأم كلثوم لولدي عبد العزى ابن عبد المطلب – أبي لهب – عتبة وعتيبة .

وهذا قبل بعثة النبي ، فوافق رسول الله ، وتمت الخطبة ، ولكن لم يتم الدخول بعد .




رد خطبة رقية وأم كلثوم


وما أن بُعِثَ النبي نبياً ورسولاً ، حتى عادته قريش واجتمعت عليه ، وقال قائلهم : إنكم قد فرغتم محمداً من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن!

ورد أبو لهب زواج ابنيه من ابنتي رسول الله قائلاً لولديه : رأسي من رأسيكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمداً .

وعادت الفتاتان إلى ذويهما ولم يكن الدخول قد تم ، وبالغ أبو لهب وامرأته أم جميل حمالة الحطب بالغا في أذية رسول الله حتى نزل قول الله تعالى : ] تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ[
وعن قتادة بن دعامة قال :

كانت رقية عند عتبة بن لهب ، فلما أنزل الله تبارك وتعالى : ] تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ[ سأل النبي عتبة طلاق رقية ، وسألته رقية ذلك ، فطلقها ، فتزوج عثمان بن عفان رقية ، وتوفيت عنده .

وذكر أن أم جميل حمالة الحطب ، حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن أتت رسول الله ، وهو جالس في المسجد عند الكعبة ، ومعه أبو بكر الصديق ، وفي يدها فهر من حجارة – قطعة تملأ الكف – فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله فلا ترى إلا أبا بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، أين صاحبك ؟ فقد بلغني أنه يهجوني ، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه ، أما والله إني لشاعرة ، ثم قالت :
مُذَمَّما عَصَينا
وأمرَه أبَيْنا
ودينَه قَلَيْنا


وانصرفت ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! أما تراها رأتك ؟ فقال : "ما رأتني ، لقد أخذ الله ببصرها عني" .



عثمان بن عفان يتزوج رقية


وعوض الله سبحانه وتعالى ابنتي رسول الله خيراً حيث أبدلهما عثمان بن عفان الصحابي الجليل من العشرة المبشرين بالجنة ، أمير المؤمنين .
وتزوج عثمان بن عفان رقية .
وقد أنشد النسوة في عرسهما :
أحسن شخصين رأى إنسان
رقية وبعـلـها عثمـان


فازدادت قريش غيظاً ، واشتد أذاهم لرسول الله وللمسلمين .
وبعدها هاجرت مع زوجها إلى الحبشة .


هجرتها إلى الحبشة مع زوجها عثمان بن عفان


لما كثر المسلمون واشتد العذاب والبلاء عليهم أذن الله تعالى لهم في الهجرة إلى أرض الحبشة ، فكان أول من خرج من المسلمين فاراً بدينه إلى أرض الحبشة عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله .
وهاجرت رقية مع زوجها عثمان إلى الحبشة .
وبعد أن عاد إلى مكة هو وزوجته رقية فوجئوا بازدياد الطغيان ، وسمعوا بآذانهم أصوات المشركين تهددهم وتعدهم بالويل والهلاك .
وكانت رقية رضي الله عنها أكثر المسلمين العائدين حُزناً لأنها فوجئت بوفاة أمها الطاهرة خديجة رضي الله عنها ، وصبرت على قضاء الله تعالى وقدره ، ونعتت رقية بالفتاة المجاهدة الصابرة .

قال ابن هشام : تزوج عثمان رقية ، وهاجر بها إلى الحبشة ، فولدت له عبد الله هناك ، فكان يكنى به .


رقية تهاجر الهجرة الثانية إلى المدينة

وبعدها هاجرت رقية مع زوجها الهجرة الثانية إلى دار الهجرة الجديد حيث وضعت طفلها عبد الله ، فشعرت رقية براحة عوضتها عذاب الماضي ، ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً ففي السادسة من عمر الطفل نقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك .

قال ابن سعد : عبد الله بلغ سنة فنقره ديك في وجهه فمات .

وقال البلاذري في الأنساب : أن عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت النبي لما مات وضعه النبي في حجره ، وقال : "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" .

عن أسامة بن زيد قال ثم كنا ثم النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .

قوله فقال هذه أي الدمعة أثر رحمة أي أن الذي يفيض من الدمع من حزن القلب بغير تعمد من صاحبه ولا استدعاء لا مؤاخذه عليه وإنما المنهي عنه الجزع وعدم الصبر قوله وإنما يرحم الله من عباده الرحماء في رواية شعبة في أواخر رآه ولا يرحم الله من عباده الا الرحماء ومن في قوله من عباده بيانية وهي حال من المفعول قدمه فيكون أوقع والرحماء جمع رحيم وهو من صيغ المبالغه ومقتضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة لكن ثبت في حديث عبد الله بن عمرو ثم أبي داود وغيره الراحمون يرحمهم الرحمن والراحمون جمع راحم فيدخل كل من فيه أدنى رحمة وقد ذكر الحربي مناسبة الإتيان بلفظ الرحماء في حديث الباب بما حاصله أن لفظ الجلالة دال على العظمه وقد عرف بالاستقراء أنه حيث ورد يكون الكلام مسوقا للتعظيم فلما ذكر هنا ناسب ذكر من الغرماء رحمته وعظمته ليكون الكلام جاريا على نسق التعظيم بخلاف الحديث الآخر فإن لفظ الرحمن دال على العفو فناسب أن يذكر معه كل ذي رحمة وأن قلت والله أعلم وفي هذا الحديث من ما تقدم جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم وجواز القسم عليه لذلك وجواز المشي إلى التعزيه والعيادة بغير إذن بخلاف الوليمة وجواز إطلاق اللفظ الموهم لما لم يقع بأنه يقع مبالغة في ذلك لينبعث خاطر المسئول في المجيء للإجابة إلى ذلك وفيه استحباب ابرار القسم وأمر صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت ليقع وهو مستشعر بالرضا مقاوما للحزن بالصبر وإخبار من يستدعى بالأمر الذي يستدعى من أجله وتقديم السلام على الكلام وعيادة المريض ولو كان مفضولا أو صبيا صغيرا وفيه أن أهل الفضل لا ينبغي أن يقطعوا الناس عن فضلهم ولو ردوا أول مرة واستفهام التابع من امامه عما يشكل عليه مما يتعارض ظاهره وحسن الأدب في السؤال لتقديمه قوله يا رسول الله على الاستفهام وفيه الترغيب في الشفقة على خلق الله والرحمة لهم والترهيب من قساوة القلب وجمود العين وجواز البكاء نوح ونحوه .

مرضها ووفاتها رضي الله عنها


وعلى أثر هذا المصاب العظيم على قلب رقية مرضت بالحمى فلازمتها مدة ، ولازمها زوجها الحنون يمرضها ، ويقوم على شئونها ، وما هي إلا أيام حتى سمع بداعي الجهاد ينادي بالخروج إلى بدر ، فهمَّ بالخروج تلبية لنداء الجهاد ، ولكن أمره رسول الله بالبقاء إلى جانب زوجته يواسيها ويخدمها .

قال ابن هشام : تخلف عثمان بن عفان على امرأته رقية بنت رسول الله فضرب له رسول الله بسهمه . قال : وأجري يا رسول الله قال : "وأجرك" .اهـ .
ازداد مرض رقية وطال الصراع وبقي الزوج الوفي إلى جانبها ، حتى قضت نحبها راضية مرضية .

وقال الزهري : تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية ، وكانت قد أصابها الحصبة ، فماتت ، وجاء زيد بشيراً بوقعة بدر ، وعثمان على قبر رقية .اهـ .

وعن عروة قال : : تخلف عثمان وأسامة بن زيد ، عن بدر ، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيراً ، فقال يا أسامة ما هذا ؟ فنظروا ، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله الجدعاء بشيراً بقتل المشركين يوم بدر .

قال أسامة بن زيد : فأتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية ابنة رسول الله التي كانت عند عثمان بن عفان ، كان رسول الله خلفني عليها مع عثمان .

عن ابن سعد عن ابن عباس قال : لما ماتت رقية بنت رسول الله قال : " الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون "، فبكت النساء عليها ، فجعل عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ النبي بيده وقال :
" دعهن يبكين وإياكن ونعيق الشيطان ، فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله ومن الرحمة ، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان " .

وقعد رسول الله على شفير القبر وفاطمة .

قال الواقدي : الثابت عندنا من جميع الروايات أن رقية توفيت ورسول الله ببدر ولم يشهد دفنها ، ولعل هذا الحديث في غيرها من بنات النبي اللاتي شهد دفنهن ، فإن كان في رقية وكان ثابتاً فلعله أتى قبرها بعد قدومه المدينة ، وبكاء النساء عليها بعد ذلك .اهـ .
فرضي الله عنها وعن زوجها وأهلها ، وأكرمها في جنات الخلد مع أمها الطاهرة . آمين .

محمَّد أمينْ ~
2013-07-25, 15:10
السلامُ عليكمْ و الرَّحمه
ما شاءَ الله ، تبارَك الله
موضوعٌ في القمَّة

..

شكرَ الله لكِ ، و بارك فيكِ ، و نفع بكِ أختاه
تقبل الله منا و منكم صالِح الأعمالْ

❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
2013-07-25, 15:13
السلامُ عليكمْ و الرَّحمه
ما شاءَ الله ، تبارَك الله
موضوعٌ في القمَّة

..

شكرَ الله لكِ ، و بارك فيكِ ، و نفع بكِ أختاه
تقبل الله منا و منكم صالِح الأعمالْ آآآآآآمين




و عليكم السلام ،
جميل انه اعجبك اخي .