rouaha
2013-07-07, 15:46
منعجائـب رمضان
لم تأتِ آيـةُ التسامح في الإسلام {لا إكراه في الدين} بعد أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي ،إلاّ ـ والله أعلـم ـ لبيان أنَّ هذا الدين العظيم لايحتاج إلى الإكراه ـ واللجوءإليه دليل العجـز ـ لينتصـر على الدين كلِّه ولو كره الكافـرون ، فالله تعالىالموصوف بالكمال المطلق كما في آية الكرسي ، يسيـر عليـه أنَّ يجعل هذا الدين باهـرَ الآيات بحيث يجتذب إليه القلـوب ، ويأخذ بالألباب ، ويخُضع النفوس لعظمةِحجّتـه ، أي : فلا تُكرهوا أحـداً عليه ، بـل أزيلوا الحجـب بين الناس ورؤيـة شمسبراهينه الساطعـة ، ثم خـلُّوا بينـها وبينهـم ، فإنَّ جلال أنـواره سيخطـف الأبصـار ، ويأسـر الأرواح .
حدثني شخصٌ أسلم عن قصة إسلامه وأنها كانت بسبب رمضان، قال إنه تعجَّـب من المسلمين في قريته ، كيف كانت وجوهُهُم تتقلَّـب في السماء عندما انصرم الشهر الذي قبل شهرالصـوم ، كأنهـم ينتظرون إشارة من خالق الكون من فوقهـم ليقوموا بشيءٍ بعدهـا ،فلما رأوْا الهلال ، فرحوا فرحا عظيما ، كأنهم بُشـِّروا بأعظم البشرى ، ولم أتوقّـع أن يكون فرحهم بأنهم سيمتنعون عن الشهوات طيلة شهـر في النهار كلِّه .. هذه الشهوات التي يتقاتل بنو البشر عليها ، وتخاض الحروب التي تفتك بالملايين من أجلهـا، وأنهم سيصلُّون بمناجاة ربهم في الليل ، قال : فأخذ هذا منهم بلبـِّي ،واستحوذ على قلبي ، فصمتُ معهـم ، وأنا لا أعرف الإسلام ، ولم أنطـق بالشهادتـين ،بل أكتفي بالإمـتناع عن الأكل والشرب وإتيان زوجتي إذا ذهب المسلـمون لصلاة الصبح ،وكنت أفطر إذا سمعت أذان المسجد لصلاة المغـرب ، وأذهب فأصلي معهم في الليل ـ صلاةالتروايح ـ وأصنع مثل ما يصنعون ، قياما ، وركوعا ، وسجـودا ، غير أنني لا أتكلـم بشيء ، فأجـد راحة عجيبة ، وسكينة لم تعرفها روحي من قبل ، حتى إذا انتصف الشهر ،لاحظني الإمام وأنني غريب عن القوم ، فسألني عنـي ، فدهش من قصتي إندهاشـا حمله علىأن يجمع الناس ليسمعوا منـي ، فلما سمعوا قصتي علموني الإسلام ، فنطقت بالشهادتين ،فكبروا وقالوا أنت أسلمت على يدرمضان، وسموني رمضـان !
ومن عجائب آيات الله في رمضان، أنه لو بذل فلاسفـة البشرية ومفكروهـم كلهم مجتمعـون طلاع الأرض ذهبـا على أن يجعلواسدس سكان الكرة الأرضية ، يجتنبـون الشهوات ، ويتنزهون عن متاع الدنيا ، ويتركون بطونهم خاوية ، ويلتفـتون إلى أرواحهـم ليطهروها من التعلق بعالم المـادة ، إلىالسمو الأخلاقي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، فليس لله حاجـة أن يدع طعـامه وشـرابه ) ، يوما واحـدا وليس شهرا كاملا ،لأعلـنوا عجزهـم ، فيما نجـح فيه هذا الدين العظيـم .
إنـَّه في كلِّ عام وفي شهـر كامـل ، يلغـي من التاريخ البشري البطـون ، ويجعل محلَّها القلـوب ، ولهذا ـ والله أعلم ـ جعل الصيام في النهار دون الليل ، حتـى يظهـر إعـلان هذه الحكـمة على الناس جهاراً نهـاراً ، لايستخفى بظلمةالليل ، ولاتكنـُّه بيوت المدر ، والوبـر ، وإنَّ هذه و الله لآيـةً باهـرة.
واتفـق لي أيضا قصة أخرى من قصص الإسلام ، تشبه ما ذكرته آنفا ،وحدثتني بها امرأة كانت غير مسلمة ، وكانت تشعر إذا دخل هذا الشهر المبارك بمـايمنعها من الأكل والشـرب ، وكان تبتعد عن زوجها متذرعة بالمرض في النهار إذا أرادها، وتقول لم أكن أستطيع أن آكل أو أشـرب ، حتى أسمع المساجد حولي بيتي تؤذن مع غروبالشمس ، فكانت الدموع تذرف من عيني ، إذ أجـد شهيتي لا تطيعني إلا إذا سمعت هذاالأذان ، فآكل وأنا أبكي ، وأتمنى أن أصبـح مسلمة ، ولولا الخـوف من زوجي وأهله وأهلي ، لأسلمت ، ولما سألتني ماذا أصنع ، قلت لها أسلمـي وانطقي بالشهادتين ،واكتمـي إيمانك حتى يفتح الله عليك.
واسأل المجتهدين في دعوة غير المسلمين فسيخبرونك بالأعجايـب ، وأنّ شهـر رمضان هـو شهر الدخول في دين الله أفواجـا،
ومن عجائب هذا الشهرالمبارك أن الله تعالى جعل أعظم انتصارات الإسلام فيه ، لئلا يقول قائل إنَّ الصوم يضعـف الطاقات
ومن عجائب رمضـان إطـلاقه عوامـل الخيـر بين الناس ، ولهذا تجد ما يتعاطاه الناس من الإحسان لبعضهم في هذاالشهر المبارك ، لايقارن بالسنة كلَّها ، حتى صار يُسمَّى عند عامة الناس ( رمضان كريم ) وذلك لكثرة ما يرونه من تعاطـي الخير والإحسان بين الناس فيه .
ومن هنا ـ والله أعلم ـ شرعت بهجة العيد بعده ،ومقرونة بإخراج الصدقة قبل صلاة العيد أيضـا ، لتربية المسلمين على أنَّ الإبتهاج الحقيقي هو الذي يثمـرُهُ الإحسان إلى الناس ، والتخلص من جشع الحياة المادية ، إلىعطـاء الصفاء الروحـي .
ومن عجائبه أنـَّه يمـرِّن المسلمين على الدعوةإلى الإسلام ، فيعيد اللحمة بين المسلم ورسالته ، ذلك أنـَّه يحـوِّل التـَّركَ المجـرَّد إلى أكبـر وأنفع فعل إيجابي للإنسانية ، ولهذا تجد كثيراً من الناس لايسمعون عن الإسلام إلاَّ في رمضان، وكـم هي تلك القصص التي يجد المسلم فيها نفسه يتحول إلى داعيـة رغما عنه ، عندما يسأله من حوله : لماذا لا تأكـل ؟! فيقول لأنه رمضان وأنا صائم ،فيسألونـه عن الصوم ، فيحدثهـم عن الإسـلام .
وأخيـرا فهاهـو الإسلام يبهر العالم بإنجازه العظيم في رمضـان ،عندما يضـرب في وجـه العولمة المادية المتوحشـة التي أهلكت الحرث والنسل بما غرستفي العالم أجمع من جشع ثالوث المادة ، والشهوة ، والمنفعة ، يضـرب في وجهها بقيمتنقية الروح ، وتهذيـب الخلق ، وصنـاعة الخيـر المتعدي .
ليقول لأعداء الإسلام : هؤلاء هم المسلمون الذين تسعون بكل سبيللتلويث سمعتهم ، هـاهـم يترفعـون عن جشعكم البغيض ، ورأسماليـتكم الخبيثة ،بالصيـام ، ليعملوكـم ما لاتعرفون ، عن تصفية الروح بالخير ، والإحسان ، والرحمة ،والإيمـان .
فاللّهم اجعل لنا من بركةرمضانالحظ الأوفـر ، والنصيـب الأكبـر ، والقـدرالأكثـر .
آمين
منقول
لم تأتِ آيـةُ التسامح في الإسلام {لا إكراه في الدين} بعد أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي ،إلاّ ـ والله أعلـم ـ لبيان أنَّ هذا الدين العظيم لايحتاج إلى الإكراه ـ واللجوءإليه دليل العجـز ـ لينتصـر على الدين كلِّه ولو كره الكافـرون ، فالله تعالىالموصوف بالكمال المطلق كما في آية الكرسي ، يسيـر عليـه أنَّ يجعل هذا الدين باهـرَ الآيات بحيث يجتذب إليه القلـوب ، ويأخذ بالألباب ، ويخُضع النفوس لعظمةِحجّتـه ، أي : فلا تُكرهوا أحـداً عليه ، بـل أزيلوا الحجـب بين الناس ورؤيـة شمسبراهينه الساطعـة ، ثم خـلُّوا بينـها وبينهـم ، فإنَّ جلال أنـواره سيخطـف الأبصـار ، ويأسـر الأرواح .
حدثني شخصٌ أسلم عن قصة إسلامه وأنها كانت بسبب رمضان، قال إنه تعجَّـب من المسلمين في قريته ، كيف كانت وجوهُهُم تتقلَّـب في السماء عندما انصرم الشهر الذي قبل شهرالصـوم ، كأنهـم ينتظرون إشارة من خالق الكون من فوقهـم ليقوموا بشيءٍ بعدهـا ،فلما رأوْا الهلال ، فرحوا فرحا عظيما ، كأنهم بُشـِّروا بأعظم البشرى ، ولم أتوقّـع أن يكون فرحهم بأنهم سيمتنعون عن الشهوات طيلة شهـر في النهار كلِّه .. هذه الشهوات التي يتقاتل بنو البشر عليها ، وتخاض الحروب التي تفتك بالملايين من أجلهـا، وأنهم سيصلُّون بمناجاة ربهم في الليل ، قال : فأخذ هذا منهم بلبـِّي ،واستحوذ على قلبي ، فصمتُ معهـم ، وأنا لا أعرف الإسلام ، ولم أنطـق بالشهادتـين ،بل أكتفي بالإمـتناع عن الأكل والشرب وإتيان زوجتي إذا ذهب المسلـمون لصلاة الصبح ،وكنت أفطر إذا سمعت أذان المسجد لصلاة المغـرب ، وأذهب فأصلي معهم في الليل ـ صلاةالتروايح ـ وأصنع مثل ما يصنعون ، قياما ، وركوعا ، وسجـودا ، غير أنني لا أتكلـم بشيء ، فأجـد راحة عجيبة ، وسكينة لم تعرفها روحي من قبل ، حتى إذا انتصف الشهر ،لاحظني الإمام وأنني غريب عن القوم ، فسألني عنـي ، فدهش من قصتي إندهاشـا حمله علىأن يجمع الناس ليسمعوا منـي ، فلما سمعوا قصتي علموني الإسلام ، فنطقت بالشهادتين ،فكبروا وقالوا أنت أسلمت على يدرمضان، وسموني رمضـان !
ومن عجائب آيات الله في رمضان، أنه لو بذل فلاسفـة البشرية ومفكروهـم كلهم مجتمعـون طلاع الأرض ذهبـا على أن يجعلواسدس سكان الكرة الأرضية ، يجتنبـون الشهوات ، ويتنزهون عن متاع الدنيا ، ويتركون بطونهم خاوية ، ويلتفـتون إلى أرواحهـم ليطهروها من التعلق بعالم المـادة ، إلىالسمو الأخلاقي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، فليس لله حاجـة أن يدع طعـامه وشـرابه ) ، يوما واحـدا وليس شهرا كاملا ،لأعلـنوا عجزهـم ، فيما نجـح فيه هذا الدين العظيـم .
إنـَّه في كلِّ عام وفي شهـر كامـل ، يلغـي من التاريخ البشري البطـون ، ويجعل محلَّها القلـوب ، ولهذا ـ والله أعلم ـ جعل الصيام في النهار دون الليل ، حتـى يظهـر إعـلان هذه الحكـمة على الناس جهاراً نهـاراً ، لايستخفى بظلمةالليل ، ولاتكنـُّه بيوت المدر ، والوبـر ، وإنَّ هذه و الله لآيـةً باهـرة.
واتفـق لي أيضا قصة أخرى من قصص الإسلام ، تشبه ما ذكرته آنفا ،وحدثتني بها امرأة كانت غير مسلمة ، وكانت تشعر إذا دخل هذا الشهر المبارك بمـايمنعها من الأكل والشـرب ، وكان تبتعد عن زوجها متذرعة بالمرض في النهار إذا أرادها، وتقول لم أكن أستطيع أن آكل أو أشـرب ، حتى أسمع المساجد حولي بيتي تؤذن مع غروبالشمس ، فكانت الدموع تذرف من عيني ، إذ أجـد شهيتي لا تطيعني إلا إذا سمعت هذاالأذان ، فآكل وأنا أبكي ، وأتمنى أن أصبـح مسلمة ، ولولا الخـوف من زوجي وأهله وأهلي ، لأسلمت ، ولما سألتني ماذا أصنع ، قلت لها أسلمـي وانطقي بالشهادتين ،واكتمـي إيمانك حتى يفتح الله عليك.
واسأل المجتهدين في دعوة غير المسلمين فسيخبرونك بالأعجايـب ، وأنّ شهـر رمضان هـو شهر الدخول في دين الله أفواجـا،
ومن عجائب هذا الشهرالمبارك أن الله تعالى جعل أعظم انتصارات الإسلام فيه ، لئلا يقول قائل إنَّ الصوم يضعـف الطاقات
ومن عجائب رمضـان إطـلاقه عوامـل الخيـر بين الناس ، ولهذا تجد ما يتعاطاه الناس من الإحسان لبعضهم في هذاالشهر المبارك ، لايقارن بالسنة كلَّها ، حتى صار يُسمَّى عند عامة الناس ( رمضان كريم ) وذلك لكثرة ما يرونه من تعاطـي الخير والإحسان بين الناس فيه .
ومن هنا ـ والله أعلم ـ شرعت بهجة العيد بعده ،ومقرونة بإخراج الصدقة قبل صلاة العيد أيضـا ، لتربية المسلمين على أنَّ الإبتهاج الحقيقي هو الذي يثمـرُهُ الإحسان إلى الناس ، والتخلص من جشع الحياة المادية ، إلىعطـاء الصفاء الروحـي .
ومن عجائبه أنـَّه يمـرِّن المسلمين على الدعوةإلى الإسلام ، فيعيد اللحمة بين المسلم ورسالته ، ذلك أنـَّه يحـوِّل التـَّركَ المجـرَّد إلى أكبـر وأنفع فعل إيجابي للإنسانية ، ولهذا تجد كثيراً من الناس لايسمعون عن الإسلام إلاَّ في رمضان، وكـم هي تلك القصص التي يجد المسلم فيها نفسه يتحول إلى داعيـة رغما عنه ، عندما يسأله من حوله : لماذا لا تأكـل ؟! فيقول لأنه رمضان وأنا صائم ،فيسألونـه عن الصوم ، فيحدثهـم عن الإسـلام .
وأخيـرا فهاهـو الإسلام يبهر العالم بإنجازه العظيم في رمضـان ،عندما يضـرب في وجـه العولمة المادية المتوحشـة التي أهلكت الحرث والنسل بما غرستفي العالم أجمع من جشع ثالوث المادة ، والشهوة ، والمنفعة ، يضـرب في وجهها بقيمتنقية الروح ، وتهذيـب الخلق ، وصنـاعة الخيـر المتعدي .
ليقول لأعداء الإسلام : هؤلاء هم المسلمون الذين تسعون بكل سبيللتلويث سمعتهم ، هـاهـم يترفعـون عن جشعكم البغيض ، ورأسماليـتكم الخبيثة ،بالصيـام ، ليعملوكـم ما لاتعرفون ، عن تصفية الروح بالخير ، والإحسان ، والرحمة ،والإيمـان .
فاللّهم اجعل لنا من بركةرمضانالحظ الأوفـر ، والنصيـب الأكبـر ، والقـدرالأكثـر .
آمين
منقول