amarbentoumi
2013-07-05, 10:23
أخطر سرّين في التاريخ الحديث
حرب حزيران وموت جمال عبد الناصر هما الفعلان اللذان ما زالا قيد الحفظ والكتمان..!! وقد اقفل على هذين السرين منذ ساعةِ كلٍ منهما ، إن الذين صنعوا سايكس بيكو ووزعوا الأدوار كانوا الطرف الأقوى في صنع حرب حزيران والتخطيط لها، وكذلك في قتل جمال عبد الناصر، لكن العناصر الفاعلة الأخرى ما بين بداية 1967 وحتى 1974 كانت من المنطقة نفسها بدعم متواصل من المخابرات الأمركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والإسرائيلية، اضافة الى جهات عربية لم يكن دورها الا المساعدة في التنفيذ والدعم االسري والطعن من الخلف، وهذه الأدوار من الأطراف المسماة عربية تندرج وكالعادة تحت اسم الأعمال الخيانية وقد لا اكون جازما اذا اعتبرت ان هذه الجهات انحصرت في دولة البعث الانفصالي السوري وبشخص حافظ الأسد بالذات وفي دولة شرقي الأردن وفي اشخاص ومجموعات مشبوهة كانت أوما زالت على ارض مصر بما في ذلك المشير عامر الذي كان طامحا جدا لرئاسة مصر بدعم وتحريض من المُحال على المعاش محمد نجيب والذي كان نفسه مشبوها في علاقات ما مع جهات اسرائيلية ، وهو من رفّع عامر ثلاث رتب دفعة واحدة نكاية بجمال عبد الناصر ودون استشارته . لقد كان لعبد الحكيم عامر انصار كثيرون داخل قيادات الجيش المصري، كان يعمل على توثق علاقاته بهم لهدف في نفسه وهو الوصول للسلطة أخيرا بمساعدتهم . في هذا الوقت كان جمال عبد الناصر بسياسته القومية الوحدوية والتحررية يجمع الشعب العربي كله خلفه .
بدأت الأمة العربية تستيقظ وتلتف خلف ناصر ككتلة واحدة داعمة وحالمة بالمستقبل . كان ناصر يعمل بدأب لبناء الصناعة وتطوير الزراعة وتوفير البنية التحتية للإقتصاد المصري ، كان يبحث عن اصدقاء وداعمين سياسيا واقتصاديا في الشرق والغرب. وما كان الغرب والصهاينة بغافلين عنه ! بل متابعين ودارسين وجاهدين للتخلص منه ومن قيمه ومبادئه نهائيا للعودة بالعرب الى التشتت والضعف المناسب لهم ، اضافة للحكومات الرجعية المسماة عربية والخائفة من امتداد التيار القومي الوحدوي الذي قد يجرفها الى مزابل التاريخ . استطاعت اسرائيل الوصول الى عبد الحكيم عامر وربما كان لنجيب دورا في هذا الوصول ليتفقا على هدف يخدم الطرفين وهو اسقاط جمال عبد الناصر ومجموعة الضباط الوحدويين الأحرار الملتفة حوله، ولم يكن من وجهة النظر الإسرائيلية من طريقة غير القيام بالحرب الخاطفة المباغتة ظاهريا والمتفق عليها سريا بين المخابرات الاسرائيلية من جهة وقادة القوات المسلحة في كل من مصر وسورية من الجهة الأخرى، بالتنسيق مع المخابرات الغربية وباشتراك القواعد الجوية الأمريكية والبريطانية فيها من كل من قبرص وليبيا لسحق الطيران المصري خلال دقائق. لقد كان سقوط ناصر هو هدف غربي لإنهاء الوجود السوفيتي وتخلصا من مبادئ الوحدة العربية.. ولعودة النفوذ والمصالح الغربية الاستعمارية في كل الدويلات العربية التي كان ذلك الغرب قد نصب فيها اسرا تخدمه وتخدم مصالحه كموظفين ليس الا !، إضافة لحماية اسرائيل من خطر ازالتها والذي كان هدفا مصريا معلنا، في هذا الوقت أخذت مصر تنمو بسرعة وقوة في كل المجالات وتحاول جمع العرب حولها وتوحيدهم مما يعني خنق دولة اسرائيل وزوالها.
فشل عامر في مخططه الخياني من الوصول للسلطة، ونجح في الخيانة فقط، ثم القي به في مزابل التاريخ ككل الخونة والمتزندقين. تمكن جمال عبد الناصر من لملمة ما تبقى من حرب غادرة ادارها الخونة داخليا بقيادة عامر وشركائه من ضباط خونة والذين لم يحركوا الجيش ولا الطيران خلافا لتعليمات جمال عبد الناصر. بدأ ناصر بتنظيف الجيش من الخونة، ثم بكل حسم واصرار بدأ يبنيه على اسس جديدة وفي الوقت نفسه يقوم بحرب الإستنزاف وهي الحرب الوحيدة التي شنها العرب دون مخططات خيانة حتى الآن !
من الطرف الأخر وهنا سورية كان الغرب قد دس من خلال حزب البعث القومي الإنفصالي عددا كبيرا من العملاء ورخاص النفوس في صفوفه وبادارة وبرأس حافظ الأسد، ما نزال الى الآن نرى وجوها لهم، او نرى ما فعلت ايديهم الآثمة في هذا الجزء المهم جدا من الوطن العربي. ان معاهد الدراسات الغربية والإسرائيلية لديها نتائج دراسات معمقة عن ديمغرافية وتنوع هذا الجزء المجزأ طائفيا من العالم العربي ويعرفون تماما ان الأقليات الطائفية وهو أمر طبيعي، تعاني من قلق حياتي وتاريخي على مصيرها الشكلي أو الهيكلي الصوري وطابعها المميز وتخاف من الذوبان في بحر المجتمع الهائج ومع ان هذا الخوف ليس له اي مبرر ولا حتى أي داع للانعزال والتميّز على اساس ان هذا التميز لا يحمل في طياته اي ايجابية او فائدة معنوية او اقتصادية لكن الفاعل هنا هو التربية المبنية على الجهل منذ الصغر وبناء الإنسان الطائفي على الكراهية والعنصرية المخبأة وعلى الإنغلاق الإجتماعي والقيمي ، اضافة الى تحجر فكري ليس له في المنطق والعقل مبرر. حتى في الزواج فانهم يحرمونه على الآخر بدواع طائفية صماء وبسبب جهل مطبق عضال، وهذا ما لا نراه في كل دول العالم حيث يتم الزواج بين من يختلفون في كل شيء مثال ذلك زواج العربي من المانية او فرنسية بكل بساطة و حيث لا رابط ديني او قومي او فكري او قيمي .
انطلاقا من هذه المؤهلات كان لاسرائيل الطريق مفتوحا لإيجاد شريك يكره شعبه ولا يفكر الا بالإنتقام والسيطرة ولو داس على كل القيم والمثل وعلى مصالح الشعب ومستقبله كله.. والمهم الوصول للسلطة ولو على جماجم الأطفال .. استطاعت اسرائيل التسلل خلسة الى احد ذلك الوجوه وهو حافظ الأسد او انه هو من بحث عن الإسرائيليين طويلا لابرام الإتفاق التاريخي معهم بحيث يقوم بسحب الجيش السوري دون قتال وقبل بدء اي معركة ويعلن الهزيمة النكراء ومقابل ذلك توفر له اسرائيل كل الإمكانات المادية والمخابراتية ودعم غربي للوصول الى السلطة واجراء عملية تجريف كاملة لكل من يشك في ولائه لسلطتة القمعية الظالمة والتي تخرب كل شيء وتحمي حدود اسرائيل ، يتلو تقسيم المجتمع بشكل جائر الى طوائف متناحرة متزاحمة احداها تظلم الجميع وتلاحقهم بالحديد والنار وتحافظ على كل انواع التخلف الإقتصادي والثقافي والسياسي.
كان هدف اسرائيل السري والكبير ليس سيناء كما يظن السذج وليس الجولان كما يصور الخونة بل كان رأس جمال عبد الناصر !! كان اسقاط عبد الناصر هو الهدف وبه اسقاط القومية العربية والوحدة العربية وقطع الطريق على اي تقدم يحاول العرب عمله ابقاء على دويلات الطوائف وابقاء على انظمة من العصور الوسطى تحافظ على التخلف الفكري والسياسي اولا ثم المادي والإجتماعي ثانيا، ابقاء انظمة تيسّرلهم نهب ثروات العرب في كل مكان ومنع استثمار عائدات النفط العربي في اي نهوض اقتصادي او علمي او وحدوي عربي وكما نرى تذهب أموال الأمة العربية وهي بالذات عائدات النفط في تغطية الأزمات المالية للعالم الغربي الى اللا عودة في الوقت الذي يتضور فيه العرب جوعا ، تأخرا وضعفا.
فشل المشروع المثلث: الإسرائيلي، الغربي ، الخياني العربي ، في اسقاط جمال عبد الناصر بل وعلى العكس وقف ناصر يتحدى من جديد ! لا بأس.. قالها الصهاينة وحلفاؤهم فعندهم حركات شطرنج أخرى تعتمد على الغدر واستعمال الخونة !!!
كان انور السادات معروفا بعلاقاته المغامراتية مع اجهزة المخابرات الألمانية والبريطانية اتناء الحرب العالمية التانية ومنها اوصلوه الى المخابرات الإسرائيلية، وهي الجهة التي كان يتعاون معها خلسة اتناء حرب الإستنزاف في الوقت الذي كان عبد الناصر يقودها بنشاط هائل ومتابعة يومية مع توفير كل مستلزمات النصر.
بعد تخلص عبد الناصر من الخونة وهم عامر وشركائه في القوات المسلحة بدأ العمل المخابراتي السري ضد جمال عبد الناصر من خلال السادات الخبيث المغامر ، والذي كان يدعو ويصلي لكي يصل الى السلطة حلما له ولزوجته جيهان.. ولو على حساب رفيقه واخيه في الثورة .. ولو عبر الخيانة والإجرام.. واجاد الدور.. ونفذ.. ونجح !. لقد قام السادات ومن خلفه اسياده في واشنطن وتل ابيب بتنفيذ الجريمة النكراء وهي تسميم جمال عبد الناصر تحت غطاء حرب مجازر ايلول التي كانت تتم في الأردن ومستغلا انهماك جمال عبد الناصر في عقد القمة العربية وجهوده الجبارة لإيقاف حرب المذابح العربية ضد الشعب الفلسطيني .
كان وقت زرع السم القاتل... السم القادم من وراء الحدود في طعام جمال عبد الناصر!! وفي هذه المرة لم تسلم الجرة لأن الخيانة كانت من اقرب المقربين لجمال عبد الناصر . لقد تعرض ناصر لعدد من محاولات الإغتيال على ايدي الإخوان المتأسلمين وبأوامر غربية ماسونية صهيونية ونجا منها.. ثم نجا من السقوط في حرب حزيران بعد خيانة القيادتين العسكريتين في مصر وسورية! ولكنه أخيرا سقط... ! سقط البطل الشامخ.. سقط اثناء حرب الإستنزاف .. شهيدا .. وفداء للأمة العربية كلها .. ولشعب مصر .. ومستقبل مصر .. وكل العرب.
وتابع السادات خيانته.. وهل للخائن أن يتراجع؟! ودائما كل من يخون لا يستطيع التراجع ابدا لأن السقوط يعني السقوط النهائي .. ...! تآمر على الجيش المصري الثالث ليخلق مبرر التوقف... وبعد ذلك الركوع في الكنيست الإسرائيلي! وطبّق كل تعليمات اسرائيل لأنها كانت تبتزه بخيانته وتجره كما يجرون الجمال ... ! وتنازل عن كل شيء ولم يحصل لمصر على شيء ... حتى سيناء ما تزال تحت السيادة الإسرائيلية.
وجاع الشعب المصري وتراجع اقتصاده وبيعت مصانعه ودمرت زراعته وبالوا في مياه شربه وانتشرت الأمية واصبحت مصر يقودها دكتاتور احمق ضعيف مستكين الاّ على شعبه.. من 1973 وحتى السقوط في 2011 .. فهل ستنجح الثورة ثورة شباب مصر .. وهل ستكنس الخونة واصحاب الأقنعة الجديدة؟ وهل ستسود الحرية والديمقراطية ... الشرط الضروري الأول لأي تقدم او نجاح؟!
د. حسن خلوف
حرب حزيران وموت جمال عبد الناصر هما الفعلان اللذان ما زالا قيد الحفظ والكتمان..!! وقد اقفل على هذين السرين منذ ساعةِ كلٍ منهما ، إن الذين صنعوا سايكس بيكو ووزعوا الأدوار كانوا الطرف الأقوى في صنع حرب حزيران والتخطيط لها، وكذلك في قتل جمال عبد الناصر، لكن العناصر الفاعلة الأخرى ما بين بداية 1967 وحتى 1974 كانت من المنطقة نفسها بدعم متواصل من المخابرات الأمركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والإسرائيلية، اضافة الى جهات عربية لم يكن دورها الا المساعدة في التنفيذ والدعم االسري والطعن من الخلف، وهذه الأدوار من الأطراف المسماة عربية تندرج وكالعادة تحت اسم الأعمال الخيانية وقد لا اكون جازما اذا اعتبرت ان هذه الجهات انحصرت في دولة البعث الانفصالي السوري وبشخص حافظ الأسد بالذات وفي دولة شرقي الأردن وفي اشخاص ومجموعات مشبوهة كانت أوما زالت على ارض مصر بما في ذلك المشير عامر الذي كان طامحا جدا لرئاسة مصر بدعم وتحريض من المُحال على المعاش محمد نجيب والذي كان نفسه مشبوها في علاقات ما مع جهات اسرائيلية ، وهو من رفّع عامر ثلاث رتب دفعة واحدة نكاية بجمال عبد الناصر ودون استشارته . لقد كان لعبد الحكيم عامر انصار كثيرون داخل قيادات الجيش المصري، كان يعمل على توثق علاقاته بهم لهدف في نفسه وهو الوصول للسلطة أخيرا بمساعدتهم . في هذا الوقت كان جمال عبد الناصر بسياسته القومية الوحدوية والتحررية يجمع الشعب العربي كله خلفه .
بدأت الأمة العربية تستيقظ وتلتف خلف ناصر ككتلة واحدة داعمة وحالمة بالمستقبل . كان ناصر يعمل بدأب لبناء الصناعة وتطوير الزراعة وتوفير البنية التحتية للإقتصاد المصري ، كان يبحث عن اصدقاء وداعمين سياسيا واقتصاديا في الشرق والغرب. وما كان الغرب والصهاينة بغافلين عنه ! بل متابعين ودارسين وجاهدين للتخلص منه ومن قيمه ومبادئه نهائيا للعودة بالعرب الى التشتت والضعف المناسب لهم ، اضافة للحكومات الرجعية المسماة عربية والخائفة من امتداد التيار القومي الوحدوي الذي قد يجرفها الى مزابل التاريخ . استطاعت اسرائيل الوصول الى عبد الحكيم عامر وربما كان لنجيب دورا في هذا الوصول ليتفقا على هدف يخدم الطرفين وهو اسقاط جمال عبد الناصر ومجموعة الضباط الوحدويين الأحرار الملتفة حوله، ولم يكن من وجهة النظر الإسرائيلية من طريقة غير القيام بالحرب الخاطفة المباغتة ظاهريا والمتفق عليها سريا بين المخابرات الاسرائيلية من جهة وقادة القوات المسلحة في كل من مصر وسورية من الجهة الأخرى، بالتنسيق مع المخابرات الغربية وباشتراك القواعد الجوية الأمريكية والبريطانية فيها من كل من قبرص وليبيا لسحق الطيران المصري خلال دقائق. لقد كان سقوط ناصر هو هدف غربي لإنهاء الوجود السوفيتي وتخلصا من مبادئ الوحدة العربية.. ولعودة النفوذ والمصالح الغربية الاستعمارية في كل الدويلات العربية التي كان ذلك الغرب قد نصب فيها اسرا تخدمه وتخدم مصالحه كموظفين ليس الا !، إضافة لحماية اسرائيل من خطر ازالتها والذي كان هدفا مصريا معلنا، في هذا الوقت أخذت مصر تنمو بسرعة وقوة في كل المجالات وتحاول جمع العرب حولها وتوحيدهم مما يعني خنق دولة اسرائيل وزوالها.
فشل عامر في مخططه الخياني من الوصول للسلطة، ونجح في الخيانة فقط، ثم القي به في مزابل التاريخ ككل الخونة والمتزندقين. تمكن جمال عبد الناصر من لملمة ما تبقى من حرب غادرة ادارها الخونة داخليا بقيادة عامر وشركائه من ضباط خونة والذين لم يحركوا الجيش ولا الطيران خلافا لتعليمات جمال عبد الناصر. بدأ ناصر بتنظيف الجيش من الخونة، ثم بكل حسم واصرار بدأ يبنيه على اسس جديدة وفي الوقت نفسه يقوم بحرب الإستنزاف وهي الحرب الوحيدة التي شنها العرب دون مخططات خيانة حتى الآن !
من الطرف الأخر وهنا سورية كان الغرب قد دس من خلال حزب البعث القومي الإنفصالي عددا كبيرا من العملاء ورخاص النفوس في صفوفه وبادارة وبرأس حافظ الأسد، ما نزال الى الآن نرى وجوها لهم، او نرى ما فعلت ايديهم الآثمة في هذا الجزء المهم جدا من الوطن العربي. ان معاهد الدراسات الغربية والإسرائيلية لديها نتائج دراسات معمقة عن ديمغرافية وتنوع هذا الجزء المجزأ طائفيا من العالم العربي ويعرفون تماما ان الأقليات الطائفية وهو أمر طبيعي، تعاني من قلق حياتي وتاريخي على مصيرها الشكلي أو الهيكلي الصوري وطابعها المميز وتخاف من الذوبان في بحر المجتمع الهائج ومع ان هذا الخوف ليس له اي مبرر ولا حتى أي داع للانعزال والتميّز على اساس ان هذا التميز لا يحمل في طياته اي ايجابية او فائدة معنوية او اقتصادية لكن الفاعل هنا هو التربية المبنية على الجهل منذ الصغر وبناء الإنسان الطائفي على الكراهية والعنصرية المخبأة وعلى الإنغلاق الإجتماعي والقيمي ، اضافة الى تحجر فكري ليس له في المنطق والعقل مبرر. حتى في الزواج فانهم يحرمونه على الآخر بدواع طائفية صماء وبسبب جهل مطبق عضال، وهذا ما لا نراه في كل دول العالم حيث يتم الزواج بين من يختلفون في كل شيء مثال ذلك زواج العربي من المانية او فرنسية بكل بساطة و حيث لا رابط ديني او قومي او فكري او قيمي .
انطلاقا من هذه المؤهلات كان لاسرائيل الطريق مفتوحا لإيجاد شريك يكره شعبه ولا يفكر الا بالإنتقام والسيطرة ولو داس على كل القيم والمثل وعلى مصالح الشعب ومستقبله كله.. والمهم الوصول للسلطة ولو على جماجم الأطفال .. استطاعت اسرائيل التسلل خلسة الى احد ذلك الوجوه وهو حافظ الأسد او انه هو من بحث عن الإسرائيليين طويلا لابرام الإتفاق التاريخي معهم بحيث يقوم بسحب الجيش السوري دون قتال وقبل بدء اي معركة ويعلن الهزيمة النكراء ومقابل ذلك توفر له اسرائيل كل الإمكانات المادية والمخابراتية ودعم غربي للوصول الى السلطة واجراء عملية تجريف كاملة لكل من يشك في ولائه لسلطتة القمعية الظالمة والتي تخرب كل شيء وتحمي حدود اسرائيل ، يتلو تقسيم المجتمع بشكل جائر الى طوائف متناحرة متزاحمة احداها تظلم الجميع وتلاحقهم بالحديد والنار وتحافظ على كل انواع التخلف الإقتصادي والثقافي والسياسي.
كان هدف اسرائيل السري والكبير ليس سيناء كما يظن السذج وليس الجولان كما يصور الخونة بل كان رأس جمال عبد الناصر !! كان اسقاط عبد الناصر هو الهدف وبه اسقاط القومية العربية والوحدة العربية وقطع الطريق على اي تقدم يحاول العرب عمله ابقاء على دويلات الطوائف وابقاء على انظمة من العصور الوسطى تحافظ على التخلف الفكري والسياسي اولا ثم المادي والإجتماعي ثانيا، ابقاء انظمة تيسّرلهم نهب ثروات العرب في كل مكان ومنع استثمار عائدات النفط العربي في اي نهوض اقتصادي او علمي او وحدوي عربي وكما نرى تذهب أموال الأمة العربية وهي بالذات عائدات النفط في تغطية الأزمات المالية للعالم الغربي الى اللا عودة في الوقت الذي يتضور فيه العرب جوعا ، تأخرا وضعفا.
فشل المشروع المثلث: الإسرائيلي، الغربي ، الخياني العربي ، في اسقاط جمال عبد الناصر بل وعلى العكس وقف ناصر يتحدى من جديد ! لا بأس.. قالها الصهاينة وحلفاؤهم فعندهم حركات شطرنج أخرى تعتمد على الغدر واستعمال الخونة !!!
كان انور السادات معروفا بعلاقاته المغامراتية مع اجهزة المخابرات الألمانية والبريطانية اتناء الحرب العالمية التانية ومنها اوصلوه الى المخابرات الإسرائيلية، وهي الجهة التي كان يتعاون معها خلسة اتناء حرب الإستنزاف في الوقت الذي كان عبد الناصر يقودها بنشاط هائل ومتابعة يومية مع توفير كل مستلزمات النصر.
بعد تخلص عبد الناصر من الخونة وهم عامر وشركائه في القوات المسلحة بدأ العمل المخابراتي السري ضد جمال عبد الناصر من خلال السادات الخبيث المغامر ، والذي كان يدعو ويصلي لكي يصل الى السلطة حلما له ولزوجته جيهان.. ولو على حساب رفيقه واخيه في الثورة .. ولو عبر الخيانة والإجرام.. واجاد الدور.. ونفذ.. ونجح !. لقد قام السادات ومن خلفه اسياده في واشنطن وتل ابيب بتنفيذ الجريمة النكراء وهي تسميم جمال عبد الناصر تحت غطاء حرب مجازر ايلول التي كانت تتم في الأردن ومستغلا انهماك جمال عبد الناصر في عقد القمة العربية وجهوده الجبارة لإيقاف حرب المذابح العربية ضد الشعب الفلسطيني .
كان وقت زرع السم القاتل... السم القادم من وراء الحدود في طعام جمال عبد الناصر!! وفي هذه المرة لم تسلم الجرة لأن الخيانة كانت من اقرب المقربين لجمال عبد الناصر . لقد تعرض ناصر لعدد من محاولات الإغتيال على ايدي الإخوان المتأسلمين وبأوامر غربية ماسونية صهيونية ونجا منها.. ثم نجا من السقوط في حرب حزيران بعد خيانة القيادتين العسكريتين في مصر وسورية! ولكنه أخيرا سقط... ! سقط البطل الشامخ.. سقط اثناء حرب الإستنزاف .. شهيدا .. وفداء للأمة العربية كلها .. ولشعب مصر .. ومستقبل مصر .. وكل العرب.
وتابع السادات خيانته.. وهل للخائن أن يتراجع؟! ودائما كل من يخون لا يستطيع التراجع ابدا لأن السقوط يعني السقوط النهائي .. ...! تآمر على الجيش المصري الثالث ليخلق مبرر التوقف... وبعد ذلك الركوع في الكنيست الإسرائيلي! وطبّق كل تعليمات اسرائيل لأنها كانت تبتزه بخيانته وتجره كما يجرون الجمال ... ! وتنازل عن كل شيء ولم يحصل لمصر على شيء ... حتى سيناء ما تزال تحت السيادة الإسرائيلية.
وجاع الشعب المصري وتراجع اقتصاده وبيعت مصانعه ودمرت زراعته وبالوا في مياه شربه وانتشرت الأمية واصبحت مصر يقودها دكتاتور احمق ضعيف مستكين الاّ على شعبه.. من 1973 وحتى السقوط في 2011 .. فهل ستنجح الثورة ثورة شباب مصر .. وهل ستكنس الخونة واصحاب الأقنعة الجديدة؟ وهل ستسود الحرية والديمقراطية ... الشرط الضروري الأول لأي تقدم او نجاح؟!
د. حسن خلوف