gatboulerbah
2009-05-16, 12:40
هذا زمنُ المَكْرِ. يَمْكُرون ونَمكُرُ واللهُ خير الماكِرينَ. ومَنْ لا يمكُرُ يُنْكَرُ ويُفْرَدُ من الجماعةِ ويُصيبُه مرضُ الخنازيرِ. وإذا مَكَرَ واحدٌ منكم ولم ينجحْ في مكرِه، فَلْيُجرِّبْ طريقةً ثانيةً فإنّ المَكْرَ فُنونٌ وفيه طرائقُ لا تُوصِّفُها اللغةُ ولا تُحصَى عددًا. ومن شدّة وعيِ أجدادِنا العرب بقيمةِ المَكر جعلوا له معنَيَيْن: ذمًّا ومدْحًا. إذْ نجد في لسانِهم أنّ المكرَ يعني الاحتيالَ والخديعةَ، وصَرْفَ الآخرينَ عمَّا يقصدونه بالحِيلة "لا شكَّ في أنّكم شَمَمْتُم هنا رائحةَ الاحتيالِ". أمّا المَكْرُ المحمودُ، فإنّه ذاك الذي يسعى من ورائه فاعِلُه إلى فِعْلِ شيءٍ نافعٍ "بالنسبةِ إلى مَنْ يا تُرَى؟" لأنه يُفيدُ قوّةَ الماكرِ وقدرتَه على التأثيرِ في الذين هم دونَه مَكْرًا. وقد برَّرَ البعضُ مَكْرَهم بحَمْلِ قولِه تعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" "الأنفال:30". وأمّا المَكْرُ المذمومُ، فهو ذاك الذي يكون في مقابلة من يمكر ويتغيَّا من ورائه صاحبُه فعلَ القبيحِ في القَبيحينَ، ومن بابِ هذا يُحْمَلُ معنى قوله تعالى "ولا يحيق المكرُ السيِّئُ إلا بأهله" "فاطر:43". وبين مَعْنَيَيْ المَكرِ في الفكرِ العربيِّ تضيعُ حقوقُ الذين لا يَمْكرون.
***
ولأنّ أغلبَ السَّاسةِ عندنا فقهاءُ في المَكْرِ ويعرِفون أنّه لا تقومُ دعائمُ مناصبهم ولا تَسْتَتِبُّ السِّلْمُ الاجتماعيّةُ بين رعاياهم ولا يزدهرُ العمرانُ الماليُّ في جيوبِهم إلاّ عبر قناةِ المَكْرِ، نُلْفي أغلبَهم يتشبَّهُ في لاوعيِه بمعاوية بن أبي سفيان. فلا يضع الواحدُ منهم سَيْفَه حيث يكفيه سَوْطُهُ ولا يضع سَوطَه حيث يكفيه لسانُه. ولا يَحُولُ بين الناس وبين ألْسِنَتِهم ما لم يَحُولُوا بينَه وبين مُلْكِهِ. وليسَ أحبُّ إليه من الناسِ إلاّ أشدَّهم له تحْبِيبًا إلى الناس. ولو كانتْ بينه وبين رعيّتِه شعرةٌ ما انقطعت، لأنّه إذا شدّوها أرخَى، وإذا أَرْخَوْهَا شدَّ، وهنا يكونُ الإبداعُ في الركوبِ القانونيِّ على رِقابِ النّاسِ وهم يَضْحَكون ويُصفِّقونَ ويُطَبِّلون ويُزَمِّرون ويَشْربونَ نَخَبَ انهزاماتِهم في ملاهيهم الليلية ويعودونَ إلى بيوتِهم فارِغين مِنْ كلِّ قُدرةٍ علىالاهتمام باسرهم، و لا يجدون من حلٍّ سوى أن يَمْكُروا ويُخادِعوا حتى يأتيَ الصباحُ سريعًا فيهربونَ إلى حيثُ يُمْكَرُ بهم. يفعلون ذلك ويتناسَوْنَ أنّ النِّساءَ يُجِدْنَ فعلَ المكرِ بالغريزةِ وزِدْنَ فيهِ بما تَعْرِضُ عليهنَّ الفضائياتُ العربيّةُ من طرائِقَ استراتيجيّةٍ في الخديعةِ والتَّمَسْكُنِ حتّى التَمَكُّنِ.
***
قال معاوية بن أبي سفيان ناصِحًا ابنَه "يا بُنَيَّ إذا خَدَعَكَ الناسُ فانْخَدَعْتَ لهم فقد خَدَعْتَهُم" وهي حكمةٌ تقومُ عليها فلسفةُ المكرِ في مجتمعنا.
هل تريد أن تكون جزءا من زمن المكر؟
***
ولأنّ أغلبَ السَّاسةِ عندنا فقهاءُ في المَكْرِ ويعرِفون أنّه لا تقومُ دعائمُ مناصبهم ولا تَسْتَتِبُّ السِّلْمُ الاجتماعيّةُ بين رعاياهم ولا يزدهرُ العمرانُ الماليُّ في جيوبِهم إلاّ عبر قناةِ المَكْرِ، نُلْفي أغلبَهم يتشبَّهُ في لاوعيِه بمعاوية بن أبي سفيان. فلا يضع الواحدُ منهم سَيْفَه حيث يكفيه سَوْطُهُ ولا يضع سَوطَه حيث يكفيه لسانُه. ولا يَحُولُ بين الناس وبين ألْسِنَتِهم ما لم يَحُولُوا بينَه وبين مُلْكِهِ. وليسَ أحبُّ إليه من الناسِ إلاّ أشدَّهم له تحْبِيبًا إلى الناس. ولو كانتْ بينه وبين رعيّتِه شعرةٌ ما انقطعت، لأنّه إذا شدّوها أرخَى، وإذا أَرْخَوْهَا شدَّ، وهنا يكونُ الإبداعُ في الركوبِ القانونيِّ على رِقابِ النّاسِ وهم يَضْحَكون ويُصفِّقونَ ويُطَبِّلون ويُزَمِّرون ويَشْربونَ نَخَبَ انهزاماتِهم في ملاهيهم الليلية ويعودونَ إلى بيوتِهم فارِغين مِنْ كلِّ قُدرةٍ علىالاهتمام باسرهم، و لا يجدون من حلٍّ سوى أن يَمْكُروا ويُخادِعوا حتى يأتيَ الصباحُ سريعًا فيهربونَ إلى حيثُ يُمْكَرُ بهم. يفعلون ذلك ويتناسَوْنَ أنّ النِّساءَ يُجِدْنَ فعلَ المكرِ بالغريزةِ وزِدْنَ فيهِ بما تَعْرِضُ عليهنَّ الفضائياتُ العربيّةُ من طرائِقَ استراتيجيّةٍ في الخديعةِ والتَّمَسْكُنِ حتّى التَمَكُّنِ.
***
قال معاوية بن أبي سفيان ناصِحًا ابنَه "يا بُنَيَّ إذا خَدَعَكَ الناسُ فانْخَدَعْتَ لهم فقد خَدَعْتَهُم" وهي حكمةٌ تقومُ عليها فلسفةُ المكرِ في مجتمعنا.
هل تريد أن تكون جزءا من زمن المكر؟