تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غزة من قبل ومن بعد


أحمد فاطمي
2009-05-16, 07:31
حين يصاب شخص بمغص حاد فإن أول ما يطلب أن يسكن ألمه بإسعاف طارئ، ولكن الوقوف عند هذا الإسعاف يعد قصر نظر لأن هذه الحالة قد تكون عرضا لمرض كامن، ولذلك فإن من الحكمة أن تجرى له فحوص كاملة لمعرفة سبب هذا المغص.

أضرب هذا المثل وأمام عيني وأعين الجميع مشاهد مجزرة العصر التي ترتكبها قوات البغي الصهيونية على أرض غزة، لقد استنفر كثير من الطيبين ما رأوه ويرونه من المشاهد، وقام الإعلام التعبوي باستثارة همم الناس للتفاعل المعنوي والمادي مع غزة وأهلها، ولذلك احتشدت الجماهير في الشوارع والساحات، وقامت حملات الإغاثة بصورها المختلفة، وذلك أقل ما يقدم وبعض واجبات الأخوة بالنصرة، ولئن لم تمكن النصرة بالسلاح والقتال للظروف المحيطة بالمنطقة والقيود المعلومة فلا أقل من أشكال النصرة المتاحة.

ولكن: هل هذا هو المطلوب كله؟
هذا الذي تقوم به الأمة هو كالمسكن للمغص أو الألم الحاد، ولا بد له من توابع لمعالجة الأزمة من جذورها.

إن ما يحدث في غزة اليوم حدث قريب منه قبل عام تقريبا، وهب الناس واندفعوا إلى الشوارع وقامت دعوات النصرة، ثم هدأ العدوان، وهدأ العنفوان، وقل مثل ذلك في سلسلة الجرائم والاعتداءات التي يحفل بها سجل العدوان منذ قامت دولة البغي على أرض فلسطين، ولو أردنا أن نحصي سجل المجازر وندون قوائم بأسماء الشهداء والمصابين لضاقت بذلك مجلدات.

ولكن لم يقم بعد جهد حقيقي لمعالجة الأمر من جذوره، لقد تم التعامل مع العرض ولم يتم بعد التعامل مع المرض، لا أقول على المستوى الفلسطيني فحسب؛ بل على مستوى الأمة.

فلسطينيًّا؛ قامت حركات تحرير لفلسطين ولكنها وقد انكسرت لواقع الأمة وتراجعت أهدافها وتواضعت إلى الحد الذي أفقدها البوصلة وجعل الهدف دون المطلوب بكثير، وتجدد الدم في هذا المجال وظهرت حركات لم تفقد بوصلتها ولكنها تجد حربا ممن حولها ولا تجد أرض نصرة، ويبدو أن المجال الحيوي لمن يبصر الحقيقة ويتعالى على الواقع ليس موجودا بعد، وسبب ذلك أنه لم تتم معالجة الأمر على المستوى العربي والإسلامي بل ضاقت الدائرة وانتهت إلى المستوى الفلسطيني ولم تعد قضية فلسطين قضية الأمة كلها، ولذلك أسباب ترتبط بالكيد الاستعماري الذي قضى على الرجل المريض (الدولة العثمانية) وحلت من بعد دول قطرية ذات مصالح محددة، وارتباطات مصلحية ضيقة لا تقدم مصلحة الأمة بل تؤثر المصالح الضيقة، وها نحن نرى العجز العربي في التعامل مع أحداث غزة الراهنة وهو ليس عجزا فحسب بل يمكن أن نبحث له عن مسميات أخرى.

المشكلة الحقيقية أننا لم نستطع أن نتعامل مع قضية فلسطين منذ وجدت كأمة واحدة، بل تعاملنا معها دولا لها ارتباطاتها ومصالحها ولها حساباتها الخاصة التي تتقاطع مع حسابات ومصالح الدول الأخرى والضحية هي القضية التي كانت ذات يوم قضية مركزية للأمة.

وأستحضر هنا وأنا أرى خارطة واقعنا ما كان عليه الحال في زمن الحروب الصليبية وزمن دول الطوائف في الأندلس، وأستحضر الطريق الذي سلكه العلماء العاملون والقادة المخلصون لتهيئة الأمة ولنقلها من مرحلة العجز إلى مرحلة القدرة، من مرحلة الفرقة السياسية إلى الوحدة، ومن ثم إلى العزة والنصر.

هذا كله وما هو مطلوب في عصرنا لا يتم بالأماني ولا بالخطب ولا الهتافات بل بجلسات تخطيط وتفكير وتدبير توضع فيها مصلحة الأمة فوق كل شيء ويسعى الساعون إلى الوحدة والعزة والنصر، وهذا ما لم يبدأ بعد، فلم يظهر بعد حكماء أمة العرب والمسلمين الذين يحسنون إدراك الواقع ويضعون الخطط العملية لتجاوز مشكلاته، و لابد أن يكون ذلك، لا بد من البحث في ما وراء العرض الطارئ في هجوم يبدأ وينتهي ثم يبدأ وينتهي، وتقوم ردات الفعل أمام كل حدث،،

فمتى يبدأ عمل حكماء الأمة؟

ومتى تبدأ رحلة الوحدة والعزة والنصر؟؟

كتبه : د. مأمون فريز جرار

سرور.
2009-05-26, 15:42
ومتى تبدأ رحلة الوحدة والعزة والنصر؟؟

لا يبدو ذلك قريبا.................
لا حول و لا قوة الا بالله

أفنان سارة
2009-05-26, 17:19
فمتى يبدأ عمل حكماء الأمة؟

ومتى تبدأ رحلة الوحدة والعزة والنصر؟؟



يبدأ عمل حكماء الأمة عندما ينصرف عنا جبناء الامة.... وتبدأ رحلة الوحدة والعزة والنصر عندما نلتف حول الحق وأصحاب الحق والمقاومون الأشاوس وهم معروفون لدى الجميع....