اهلا رمضان

[hiba-2012-]

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRpmoczJkyf22BYF8HJ_Da1srQigkYsE UqWecUQivvqc29OLF7V
جعل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان مضماراً لخلقه، يتسابقون فيه لطاعته، امتثالاً لقوله: { فاستبقوا الخيرات } (البقرة:148) .
فسَبَق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا. وقد أخبر سبحانه عن ثلاثة مواقف لعباده في تلقي أوامره وشرعه، فقال سبحانه: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} (فاطر:32) فأصناف الناس في تلقي شرعه سبحانه ثلاثة، منهم مقصر في حق خالقه، وبعضهم آخذ بظاهر العبادة دون حقيقتها، وثالث عالم وعامل بحقيقتها


وحكمتها.
ومواقف الناس في صيام شهر رمضان ينطبق عليها ما تقرر سابقاً، وقد بينها الإمام الغزالي عندما اعتبر أن الناس في صوم رمضان على ثلاث درجات: صوم العامة، وصوم الخاصة، وصوم خاصة الخاصة.
أما صيام الصنف الأول - وهو صوم العامة - فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة فحسب، وليس وراء ذلك شيء. وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن هذا الصنف من الناس بقوله: ( رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) رواه الإمام أحمد و ابن ماجه وحسنه الألباني.
وأما صوم الخاصة فهو كف الجوارح عن الآثام، كغض البصر عما حرم الله، وحفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة، وكف السمع عن الإصغاء إلى الحرام، وكف باقي الجوارح عن ارتكاب الآثام، وهذا الصنف ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يَصْخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله أحد فَلْيَقُلْ إني صائم ) متفق عليه.
ثم إن من صفات هذا الصنف أنك تجد قلبه معلقاً بين الخوف والرجاء، مستحضراً قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (المؤمنون:60)، إذ ليس يدري أيُقبل صومه، فيكون من أصحاب اليمين المقربين، أم يرد فيكون من أصحاب الشمال المبعدين المحرومين.
أما صوم خاصة الخاصة، فهو صوم القلب عن الأفعال الدنيئة، والأفكار الدنيوية، وكفه عما سوى الله سبحانه بالكلية، وقد وصف الغزالي صاحب هذه الرتبة بأنه مقبل بكامل الهمة على الله، منصرف عما سواه، متمثلاً - في كل ذلك - قوله تعالى: { قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (الأنعام:91) وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين من عباده المخلَصين.
فحقيق بالمسلم أن يربأ بنفسه عن صوم العوام - وهو صوم البطن والفرج - وأن يأخذ بنفسه إلى مراتب صوم الخواص، ليكون من المقربين عند رب العالمين، وَلِيَصْدُقَ عليه قوله تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} (الأحقاف:16). اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، ووفقنا لصالح العمل، والحمد لله رب العالمين.
منقول

[hiba-2012-]

الأطفال ورمضان
اهتم الإسلام بالطفل والطفولة أي اهتمام، وجعل من أهم المهمات وأوجب الواجبات رعاية المؤمن لأبنائه، وجعل تربيتهم التربية الإسلامية أمانة في أعناق الآباء والأمهات، عليهم أن يقوموا بها حق القيام، ويؤدوها حق الأداء، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء:58) والأمر بأداء الأمانة الوارد في الآية الكريمة ليس مقتصراً على الأمانات المادية فحسب، وإنما يشمل الأمانات المعنوية أيضاً، والتي منها رعاية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة الملتزمة بشرع الله وآدابه.
وفي هذا المعنى يقول جل ثناؤه: {يا أيها الذين


أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } (التحريم:6) وهذا أمر لأولياء الأمور بوقاية ورعاية مَن كان تحت مسؤوليتهم.
وأكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهمية تلك الرعاية، فقال: ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري و مسلم وغيرهما.
وقريب مما تقدم، قوله عليه الصلاة والسلام: ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) والحديث متفق عليه.
وإذا كانت الأمم تهتم بإعداد الأطفال، وتأهيلهم وفق ما تراه من مبادئ وقيم، فحريٌّ بالمسلمين أن يهتموا بأبنائهم أشد الاهتمام تربية وإعداداً؛ تربية تؤهلهم لحمل رسالة هذه الأمة، وإعداداً يُعِدُّهم لدخول مدرسة الحياة بكل آمالها وآلامها.
ومن أهم ما ينبغي الاهتمام به والحرص عليه تعويد الأبناء على أداء فرائض دينهم، وتربيتهم عليها منذ وقت مبكر؛ كيلا يَشق الأمر عليهم حين البلوغ؛ ولهذا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحُثُّ أولياء الأمور على تربية الأبناء على تعاليم دينهم منذ وقت مبكر من أعمارهم، فيقول: ( مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه أبو داود ، وتدريب الأبناء وتعويدهم على صيام شهر رمضان يندرج تحت هذا الأمر النبوي.
ولا شك فإن شهر رمضان يُعدُّ فرصة عظيمة، ومناسبة فريدة يستطيع الأهل من خلاله أن يعودوا أبناءهم على أداء الصيام خاصة، وتعاليم الإسلام عامة، كالصلاة، وقراءة القرآن، وحسن الخلق، واحترام الوقت، والنظام، ونحو ذلك من الأحكام والآداب الإسلامية، التي ربما لا يُسعف الوقت في غير رمضان لتعليمها وتلقينها.
ومن الطرق المفيدة والمجدية في تعويد الأطفال على الصيام والإقبال عليه، التوجيه والإرشاد اللطيف، والتبيان لهم أن الصوم أحد أركان الإسلام، وأنه سبحانه شرعه لفوائد دينية وفوائد دنيوية، ومن ثَمَّ تشجيعهم على المبادرة إلى صيام هذا الشهر الكريم.
ومن المناسب أن تقترن هذه التجربة بمكافأة مادية تُقدَّم في نهاية يوم الصوم، أو في نهاية الشهر الكريم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يدفعه ويجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى حين أن تصبح تلك التكاليف عقيدة وسلوكاً في حياته.
ثم إن من الطرق المفيدة هنا، أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارة، ما يشجع الطفل ويحفزه على انتظار شهر الصوم بتلهف وترقب، لما استودع في ذاكرته من أحداث مفرحة إبان فترة صومه الأولى.
وينبغي التنبيه في هذا المقام إلى خطأ يرتكبه بعض أولياء الأمور، وذلك أنهم يمنعون أبناءهم الصغار من الصوم بحجة الخوف على صحتهم، أو بحجة أنهم لم يبلغوا السن التي يجب عليهم فيها الصوم، وهذا السلوك - في حقيقة الأمر - إساءة للأبناء من حيث إرادة الإحسان إليهم. فعلى الأهل أن يتنبهوا لمثل هذه الأمور، وعليهم - بالمقابل - أن يستثمروا إقبال أبناءهم على الصوم، وذلك بتشجيعهم والأخذ بأيديهم على نهج هذا الدرب، الذي يحتاج - أهم ما يحتاج - إلى دعم معنوي من الأهل قبل كل شيء. ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام أسوة حسنة، إذ إنهم كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا يصنعون لهم الألعاب المسلية، يتلهَّون بها وقت الصيام، ريثما يحين وقت الإفطار، كما ثبت ذلك في "الصحيحين".
فَلْنَتَنَبَّه إلى الأمانة التي أودعها الله في أيدينا، وَلْنَرْعَها حق رعايتها، كيلا نكون من المقصرين والمفرطين يوم القيامة، ففي ذلك خير لنا ولأبنائنا، وخير لديننا ودنيانا، وخير لأُسرنا ومجتمعاتنا. نسأل الله أن يعيننا على تنشئة أبنائنا التنشئة الصالحة الصحيحة، والله الموفق والهادي للصواب، والحمد لله أولاً وآخراً.

[hiba-2012-]

رمضان شهر القرآن


ثمة علاقة وطيدة ورابطة قوية بين القرآن وشهر الصيام، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه، فيقبل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه، وتتملئ المساجد وتعمر دور العبادة فتسمع للمصلين أزيزاً كأزيز النحل في تلاوتهم لكتاب ربهم سبحانه .
ولعل السبب في ذلك الإقبال على كتاب الله في شهر الصيام ما اختصه الله به من إنزال القرآن فيه، قال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} ( البقرة:185 ) ، قال الحافظ ابن كثير : " وكان ذلك - أي إنزال القرآن - في شهر رمضان في ليلة القدر


منه ، كما قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وقال :{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم" وكان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان كما في الصحيحين ، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين .
وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته، وربما تركوا مدارسة العلم ليتفرغوا له، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكانَََ بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر في كل ليلة ، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على قراءة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن .
ومما ينبغي أن يعلم أن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه ، قال سبحانه :{ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } (صّ: 29)، وقال:{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } ( محمد : 24) ، ولذلك وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وهذه الأمية هي أمية عقل وفهم وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة وكتابة ، فقال سبحانه:{ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون } ( البقرة : 78)، والأماني هي التلاوة كما قال المفسرون، أي أنهم يرددون كتابهم من غير فقه ولا عمل ، وأوضح ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه يوماً فقال : ( هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء ، فقال زياد بن لبيد الأنصاري : كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن ؟! فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ، فقال : ثكلتك أمك يا زياد ، إن كنت لأعدُّك من فقهاء أهل المدينة ، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ) رواه الترمذي
إذاً فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته، فليس القصد من تلاوته هذَّه كهذَّ الشعر، بدون تدبر ولا خشوع ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني، فيكون همُّ الواحدِ منا الوصول إلى آخر السورة أو آخر الجزء أو آخر المصحف ، ومن الخطأ أن يحمل أحدنا الحماس - عندما يسمع الآثار عن السلف التي تبين اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه - فيقرأ القرآن من غير تمعن ولا تدبر، ولا مراعاة لأحكام التجويد أو مخارج الحروف الصحيحة، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات ، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر ، خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً ، وقد جاء رجل لابن مسعود فقال له : إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة ، فقال ابن مسعود : " أهذّاً كهذِّ الشعر ؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع ، وكان يقول : إذا سمعت الله يقول : يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك ، فإنه خير تُؤْمَر به أو شر تُصْرَف عنه " ، وقال الحسن :" أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملاً " .
فاحرص - أخي الصائم - على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب ، واجعل لك ورداً يومياً لا تفرط فيه ، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً ، واجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيبا من ذلك .
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

[hiba-2012-]

رمضان شهر الجود


شهر رمضان شهر الجود والعطاء، والبذل والإحسان، شهر التواصل والتكافل، شهر تعم الرحمة فيه قلوب المؤمنين، فيحسن غنيهم إلى فقيرهم، ويدعو فقيرهم لغنيهم .
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع أمثلة البذل والعطاء في هذا الشهر المبارك حتى وصفه عبد الله بن عباس بأنه : ( كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه .
وما أحوجنا إلى أن نتلمس هديه وأخلاقه في كل وقت وفي هذا الشهر على وجه الخصوص، فقد كان الجود أعظم أخلاقه ، وكان متصفا


بجميع أنواعه، من الجود بالعلم والجود بالمال والجود بالنفس في سبيل الله تعالى ، يقول أنس رضي الله عنه : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه ، جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة . رواه مسلم ، وكان الرجل يُسْلِم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها ، قال صفوان بن أمية : " لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لمن أبغض الناس إليّ ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ ، أعطاه يوم حنين مائة من النعم ثم مائة ثم مائة ونعماً ، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي " .
ولما رجع عليه الصلاة والسلام من غزوة حنين تزاحم عليه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا ) أخرجاه في الصحيحين .
حتى إنه ربما سأله رجل ثوبه الذي عليه، فيدخل بيته ويخرج وقد خلع الثوب، فيعطيه السائل, وربما اشترى الشيء ودفع ثمنه ثم رده على بائعه ، وكان صلى الله عليه وسلم يفرح بأن يعطي أكثر من فرح الآخذ بما يأخذ حتى إنه ليصدق عليه وحده قول القائل :
تَعَوّدَ بسط الكف حتى لو أنه ثناها لقبض لم تجبه أنامله
تراه إذا مـا جئتـه متهـللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بهـا فليتق الله سـائله
هكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وهذا غيض من فيض من فنون جوده عليه الصلاة والسلام .
والصدقة في هذا الشهر شأنها أعظم وآكد ولها مزية على غيرها ، وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه ، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم، ولذلك استحق المعين لهم مثل أجرهم، فمن فطر صائماً كان له مثل أجره ، ولأن الله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة ، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل ، والجزاء من جنس العمل ، والصوم لابد أن يقع فيه خلل أو نقص ، والصدقة تجبر النقص و الخلل ، ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من موجبات الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام ) رواه أحمد .
قال بعض السلف : " الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق ، والصيام يوصله إلى باب الملك ، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك ".
ولذلك حرص السلف - رحمهم الله - على زيادة البذل والإنفاق وخصوصاً تفطير الصائمين، وكان كثير منهم يواسون الفقراء بإفطارهم، وربما آثروهم به على أنفسهم، فكان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة ، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً، وكان يتصدق بالسكر ويقول : " سمعت الله يقول :{ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } (آل عمران 92) ، والله يعلم أني أحب السكر " ، وجاء سائل إلى الإمام أحمد ، فدفع إليه الإمام رغيفين كان يعدهما لفطره ، ثم طوى وأصبح صائماً .
فاغتنم - أخي الصائم - هذه الفرصة ، وأنفق ينفق عليك ، وتذكر إخوة لك في العقيدة في مشارق الأرض ومغاربها، يئنون تحت وطأة الجوع والفقر والحاجة ، واعلم أن من تمام شكر النعمة الإنفاق منها، وأن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم، فقد أعطاك الله الكثير وطلب منك القليل ،{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ( البقرة 245) .

[hiba-2012-]

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQNjSsF0yUjnIwef03-Pp775_anwbZn6BZmTrNCTM-Gyub40QssJghttp://www.djelfa.info/vb/data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wCEAAkGBxQTBhQUEhQUEhMSGBwaFhYXFhgZFxkdGh0bIB0YFx cbHCogGBwnJxcgJDMiJSkrLi4uGyAzOjYsNygtLisBCgoKDg0O GxAQGzEiICIuOC80Ny0sLyw1Ny80MjA0LjYsLCwwNCwsLDQsLT QvLCwsLCwsMCwsLS00LCwsLCwsLP/AABEIAOEA4QMBEQACEQEDEQH/xAAbAAEAAwEBAQEAAAAAAAAAAAAABAUGAwIBB//EAEMQAAICAQMCBQEDCQUGBgMAAAECABEDBBIhBTEGEyJBUWEyc YEUIzVCUnKCkbIHFjNioXOSscHR4SRTg+Lx8hUlQ//EABoBAQADAQEBAAAAAAAAAAAAAAACAwQBBQb/xAAxEQACAQIEAwYGAgMBAAAAAAAAAQIDEQQSITFBUfAiYXGBka EFEzKxwdHh8RRCUiP/2gAMAwEAAhEDEQA/AP3GAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAeGygO ASAW+yPc1ya+YO2e57g4IAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCA IAgCAIAgCAIAgCAV3UP0rpv3n/oMktmWw+iXXEsZEqEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQB AEAQBAEAQBAK7qH6V037z/0GSWzLYfRLriWMiVCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIA gCAIAgCAIBD1WvCa/DjYH8+WCt7blXdtP3gMf4frOpXTZZGm5RclwIur1Ct1TAVIOx8 it9CENj8JJLRkoxahK/cds3VVGbTqn5z8pJ2kHgIFLF/u+yP4hOZd78DipO0m9Mv35FhIlQgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCA IAgCAIAgCAIAgCAIAgFX4k0zP0ljj/xMRGTH+9jO7bftuAKn6MZODSepdQklPXZ6Pz6uZTXa4bc742/xA2bF9Bm01J/NlP85alsn4e5thD6VJbaPylr7F90LDu6xlyfqadV02L49IDZWH 8VL/6f1kJaRS569dcTNWdqajz7T/Htr5mhlRlEAQBAEAQBAEAQBAImfqWNdemEsPMyXtX34BNn4HH4 zqi7XLFSk4uaWiJc4VkF+rYh1ddPd5WUttHsB7sfa/aTySy5uBaqM/l/Nt2b28ydIFQgCAIAgCAQMnWMQ6sun3XlYWQOdookbz7XRodzXx J5HlzcC1UZum6nDrYZ+sYl6rj05N5cl0BzQClrY+17TXvOKLau djQm6bqcEfOn9YxZtblx4yWOHbuavSd27hT+tWw37dpxxsrnJ0 ZwipS49fksJwqEAQBAKrxFqM+PRrk06h/LYHIh7snIYLx3F3+Hv2M4KLdpF+HjTlLLUdr7PvPzHV68DWFsR BxAowBoErvZ1xN+yVORsfv2vmaopNJcT24UHKHa3X6s333tc23 g3U5HZVxUdLiR1fIRzlzMwLOv0vf249X3VnqKzd9/weZi4Rj9X1PhyjbT8GtlRgEAQBAEAQBAEAjdR1q4dC+XIaTGpY/PHsB7mdiruyJ04OclFbsofEjZ8/TsH5Oj/ndr5E+zakfZfIrrtq7IUkmvccGyFot3NNDJTnLO9tvHuVir6rh C/wBoWPv6zjYn44daB/gFj3hSlktwNdKTeBkuX8fs2mq1iYym9gvmMFW/dj2A/lK0mzyowlK9lsZfNkr+0JQL5Wj2rlGr6g+n7jZ+Jelekbkr4N9 z7/6/JZeLeutpNGCib3cnbd7SVFlbHZiAav4PxRrhDMVYTDfPk1fRF2 jgoCOQRY/GVmVq2hF6p1BcGjZ25rsti2J7KPvM6lcnSpSqSUUU/hjxP+U6lsbqqvtLrtJZSoYKeSO4JH33ck421NWLwXyEpJ3RR+M tS2TrpVC5TTKhYoQpxsSTuD3xYKgn/wB0sg3GOiWvPrzNeAjCNO87dq6V+PkX3hfxEM7HE4ZcqCxuq3X imteCeRdcG7HB45VpZNVqjHi8I6Xbi7xfLn56+pVHS7f7RT7K7 K/eufIZRx7/AOG3+v1kNbeX5L/mXwVuK09zxrcSj+0fGpHLsr+w48nML7X3w0ee1/Mmvo65r9koSf8Agu3D9r9n3+zmhq8ygbT5WG+bB9WbntweRxO1 m2k31sc+IuUoQk3ff7I3MoPKEAQBAMvqcfVPNOxtPW9qBv7G70/q/a2/6y1fL7zbB4W3aT29/wCzE60scufc+PzPUGZK8stsYbASBQJJF9gSfmTWZ1Ir/U9qhbJHR29/HrkaXpKdSPSsZwPo/L2jZtvbX+7f/e5yfy873PMqvCKo86lfrvNh00ZBoU88qctesr9m/pKXa+h51TLmeTYkzhAQBAEAQBAEApfGOJm6C20M21sbkKQCQmR WNEg1QF/hJ00m7M1YOSVVX03+xmdLgA8PsxyalCj1Y1mQILJHlowATiqoL Q4595e03JJLhy18TfLtV0kk1b/hX8Wt+/c5dMxgdTwbjmyZTlX1Zcpdgo3/ACtjvVf5z+OeM3Ju2yJ14yVKdrZbcFbl15Fv4/0H/hhqLJ8obdlmgXNK6V+uG2mvcCTpztpbr+jJ8Pq6ul/1x/Hg0Z7rLHN1fFn3Om7BhyDYWVvUGLBXXkWAVknU+VFq191v6O3G x6ODShSnSavq158Hbu3K3XO7aIl82XIKLBcmZmW17EK7FSQaNk cSNOU1K1tHy3XoaoUoRdlFeS19lc/WOm/o7F+4v/ASuW58tU+t+J+ea/SY3dC25srqDlPmLvtvS/DKSq8ECjQquOJZVvGLk724cj2qDkou2ivZaaet9yLrmLaxnV2V ztXfjJVgAoBJbGRf2QCBQ/Ng0KoQdbKldcNn15o1UaSjDLUV1vZ/z6kQkfZyFmyM3LPkZmyDgL5gLc1V2e30qWTlKo7U9lqWOnG/Z2ttb1tYk5fMOoLvlc5TtQZF/NsAu7i0q73j39v5VurmUVFW343XD7cSMaVPLlUdFd2ev327xhc jUEvlyHsd3nHzjtNKqOScgPqbheKLfMlGU2ldbenjtY5OinFKM fbTz4ctyx6LhP8A+Zwu4ytk3JtbJmOUqCMgNkqKU2wAJ+SAL5v bWTT7GLEuKpuEGra7K3Lv65lh4Fwbet6nhhtsNdVfnZgKpR+yb 7/8JVUtbrkijHSvShrf+kbeUnliAIAgFb17S5cui8vE/l7zTuDTKlGynHfsPxPbvJRaT1LqMoxlmkr2+5+Z6rTBs5GKkxE qB7kIXZFyHjkt5ZyH76+s0WVlc9qFWUY9rV/m12vK9jY+CtM4rJjIXT5lY5MJ74s6MFcY/wDKSGsfI44MrqtbPf8AB52MnF9mX1LZ848L95rZSYBAEAQBAEA QBAEAr83Q9O6kNhxsDyQVBH8u0kpyWzLY16kXdSa8yNquiY0Xz NPp9P8AlC/YLLt/DeASJ2MuDehONaUuzOTy9cDJ6zR6zWavy86ZEIIF0FxIpHqYUS GbuO5J47AmSlFJpp6dbnqU6mGw8M9N3fubbN0XTvhRXw43GJdq blB2iqoX27SGZnkKvUi21Jq/eUut6JjHV8eNNDp2wMLdii8f9PahRu/apOM3ZvMaYYiXy3J1GpcNWahFAUACgOAPiVGFu5g/DHTFfxD1LFmTeN4Kk91DvlYBW7pwQRR478TTVn2I262PWxNVxp UZU3bT30NBoPCmBLLr57E/ayBSQAKCgAUOB37k8mzKZTbMlTG1Z2SdkuRNTomnGnZBgxBHIL LsWiR2JFc9pzM+ZT8+rdSzO67yNi8K6NXJ8hDf7VsBXwGJC/h8D4jOyx4yu1bM/t9jo3hvSFrOmwk/Plr7dvad+ZK1rkf8qttnfqzvg6NgTJuTDjVgd1hQOaq/vri5zNLa5B1ZtWbZ00HTseEP5a7fMdsjn3LOSSSfxiUm9xOpKd sz2VvIlSJWIAgCAVHinUsnSCuM1lzFcWP6NkNbv4RbfwydNLNq X4aKc7y2Wr8urGa13TxtzY8a/YDYcX3YtKCn30zGWqWzfj7muNTWMpPfV+ctfYuOg59nW8ifqap F1OOu1kKuUfzKt/GfiVyXZvy0KK0c1NS/5eV/j9eRpJWZBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAPOViMZIG4gcC6s/FntB1b6lb4fzO+mZsmEYXZrahW47VskHmxWy/fZY4IkpKxdXjGMrRlddf35nDxJ1w6fJgVU3tnyKtk0FXcgZj8n 18CIpPdksPQVVSbdsquWev1i4dI2R+FXvQs8mgAPqTU4lcphBz kox3Z56drlzaMZEujfBFEEGiD9QQRxY+Lhqx2pTlTllkVXQfEY 1PVc2MLtTGBsJPqfkhiR+qBxx35k5QtFM0YjCOjTjNu9+kX8rM YgCAIAgCAQ9ToFfX4sjE3g3FR7Ww27vvAJH8RnU7KxONRxi4ri R9diA6pp6AG5shNe5KGyZ1bMnBvJLy+511HS1bPgZfR+TsSoWg NpUqU+i8g/wiFJ695yNVpST1uT5EqEAQBAEAQBAEAQBAEAQDx5y+ds3DfW7b Y3VdXXevrFjtna/Ah6rremx5ymTUYMbrVq+VFYXyLBNiSUJPZFscPVmrxi2u5Mjaz xFpxpHOLPp8mQKdiedj9TAWB9qSVOV9U/QlHDVMyzRaXgzPdC6wf7zIhcN56EsoZm5AsNZ4FijwF4cCvRLJ 0+w3y66/k11qH/AIOSX0vfr9vbvOv9ozEZNKQaIZjfvQOMmv5SuDS3Hw1XzruLfq HibSfkL7c+nznaaxrkRy5PZdqkk390KnLkZ6WEruaWVrvszn0X xDph0nEMmXT6d1RQ+LeqeWa+wFY2AOw+RRhwlLVJtMVsLW+Y7R b13s3cp/ArJ/eHVhWV7AKkEEFfMyEFSOKIKm/e5Kop5U3tw/Pua8ep/IpOStv+Dcyk8kQBAEAQBAEArtf+ldN+8/8AQZJbMth9EuuJYyJUIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAYbwp1hD4l1zZ nVHyOFxljQKYi6hVvix3IH7U11qTVONj1sXhpRoUsqura+L608 Cn6xmyLpjhZseUvkZmbG2NywLlvjenBrkjngECpCMlCfzHov6N mDcM+eKaaSte64W8PYi49MV0akY9Q2RlDM4xuU/ynGVFH0/dY2gi7AjUXbWTRLrXiX/5EJSd3FR4K6v5/wB/sn+G9G48TYCUzEB8h3NidQLxgEsSKF7VAHA4PaTlVc4bJJJadb 24t6+JRjq9OdCSi1w0T7/xrfj4mh8f6bI2DC+NS2x2BIVm27lIDFVUsVsC6B9vvEKWV3jLi ef8NqQhOWd7rrdoyh0OR8ZyLhZr9PlsmZHsgergVQJ+fb8Yo04 ReWW3O/2PW/yaUZZHPzVmvc5DJqBq13YH5KtkIwu17CCqg7aBHq+h383QvTJU/lyyvbbbjvb+Sxywzg3Ga0TSTaW6s++z071bSxpPCuTK/it8jo6r5FC8Rxj7YNXsUMa/59pl0VJLjf8AZ5WNdNYeMYNXvzv+WbeVHkCAIAgCAIAgFb1D9K 6b95/6DJLZlsPol1xLKRKhAEAQBAEAQBAEAQBAEAQDIdd8K5WzM2B0K ZCxOHMtoGf7bKasWfVR43UfpNFOtGK1WvM9PDY6EElNarit9Nk +tjn03wa+2s7oMZXaUxrzRNkDIQCvb2F17iVSabbet+ZKt8Ru7 wXG+v6NjjQLjAAoAUAOwA9hIHlN31PUAQBAEAQBAEAQBAEAQBA PLICwJAJHY12+74gXPUAQBAEAQBAEAQBAEAQBAOeoy7dOzVe0E 19wuEdSu7FX4V6o+p6YcrhVJdgAvYAdhfv9/v8AA7SdSKi7I0YugqNXIuFi4kDMIAgCAIBUeJ+sDTdMLWA7kLj sE8n3ofAs+3buJOEczNGGoOrO3BavwOvQeo+f08MwpxQcURRoH i/Ygg/jOSjZka9P5c7LbgWUiUiAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgF D1XSNqzibT6nYuLId23kWtgkfLKQRRte9iWReXdGqjUjRupwvd cev5IXT/FA1ObUYwhRAj7N32yU4fcv6v2hwee91JTpZGk99/X+i6tgnQjCTd2+Xt1sQ/A/WExdDJ1GTZb+kuNoKhFrtY7L8k8WZKqs8uxr4c+Jb8QoSnWtTX Bba6/3+jQf3n0lf4+Ptff245+7kfzlLhJboxf4lb/AJZ6y+ItMv2syiuOb71ddu9cxkaIrD1XtEruneJx+X511J8oBv zIKkbsfHqPvuJINcUGUd7nXFPbhuX1MK1CMoa8/Hr8mT8SdYyt1Nz+UuuME+WcRO0UDSFbQhjXJN0fp204eKlolc9 PB4aLgkqV3xvp0jS+G/EYXREavNjDhiEsnfQ77/SATd8/FXzczO0tYmDFYXt/+MXbrYk6nxTpi7q6sWxG8SslHKwFg4r979zVWD2IMl8qSWbh9v EhHBVrJrZ724ePXduQtH4h3eJMePDtGBu6qB9pg5bfYsMGUCh8 nvfHLK2u5OeFy0XKf1Ln7W8jYys84QBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQ BAEAQBAIvVMjL03KyC2XGxUfJCmp2O6uTppOaT2uY3wr1ZtL4e TGcOR1Una/pX7bFiGBIPdm5A7CTlLNJ5tGenicOq9ZuMlr4kTw7lyZ/F+RyFXemQkKG2iwq7dx+1zRPbmyO5k39Cf6NGMpRoYWMd9e77E A9M1CDEq4cyuoKZHXHkuqK0GThh9efYj3udKpaM1LxXj39I0wx WHcX8yV1o0uF/Q6Y9FnGbnFqNhIDgYstMp5KlSKPPz8fBIOampdpy48miDxVBq9 1fh4nfNo3JdvIznIXLK3k5Lonjd6eSPbvVk8mopxeZp6Rfeiun iIRssytbb9H3VdPygr/4fKeFo+WzDaiKq8AenndYIDVXC8iccLax1djlLE01duXF++/8ee5Hy9N1Gz83gysFp6OMgAi6I37SSNxHp5r7pbBuPFK+/wDH8l6xeHvrLfTTl0uJ802gz7l3YctcWPIyfAvjbwD24+Puuud O2sd7ieKof6yPKdO1O1vzOZce5vLUI9dl/Uv0ngCyAo5r6X4mbnBKO7Wt39umyUsXhtHmvKyu3/RY9B0WcdWxebizqUcVuUlUXa24b+RVkGgT3+gAhoo99vz6mLF1 6MqbUGtfv/R+iSo8QQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAPhHEAyGs8Hv5lYM qLiskIyNa3dgMrepeSACBXzxJWg733Z6lL4ilHtxu+dy58PdBX S4D6vMyMKZyK4H6qrztWyTVnv3nG+CMmKxUq8rvRFvOGYQAe0A rejdOfCH35C+4j/S7c3+s12a44FAe85ST2RdVqRnayt19lw4llIFIgCAIAgCAIAgC AIAgCAIAgCAIAgCActTqFx4C7sFVRZJ7CdSuSjFydlue8WQNjD KQVYAgjkEHsQZw4007My/hvXO/inWLkdjsoIpYbQqvkHpUduCLJ5P8poqRSpxaN2Ipxjh6bSWt7+ 2/wCLGqmcwCAIBA6xo2y6TajbeQSLZd1exZCGXmjwedtHgkSUXZl tKahK7XXnocB13TY8owvqcZyrStbKGJA5LAcA8E1xJfLk1mS0J PD1ZLOoOxbSsoOeDOrraMrgGiVIIse3HvFrHXFrc6QcEAy/hLWvk6rq97lyrAAH9UB8wAAoAcAff35knt1yRtxVNQhCytdfos OsarUr1LAuDEHxufzjE9u3f9kVZvnkVUlBQcXd6ldGFKUJOcrN bE/qOpXHo2Z8gwiq3kj0k9j6uCfpILcphFykklcqvB7AdOKflQ1TK 3JvlQaoUfVz359ya4k6iaeqsaMZ9d8mQrfF/Usq9ZwY0bau/C20cHIWzBSpPx2FcD1We0Q8L3v9i/B0YSpzk1sn9jVavVJjw7sjKi2BbGhZNASCTex58YSk7RVzx1HX 48GkOTKwVFrn5J4AHyTOxi5OyO06cqkssVdn3Q6xMun3obFkH5 BUkMpHsQQROSi07M5ODg7MkThEQBAEAQBAEAQCP1E10/JRo7Go/HB951bk6f1LxKTRZces0TaZwzDEmIs987ytgqe+4VdybWXU0Sz 0JqpHS7foVuv1uTS+IdPhUbNOpRcaKRTq7BGZ75JUsD/9pHfriaKdKFajOb1lu/v7kDSdQ/JvFOqybDk3M4IBAI9djv3sV/OdnPSz7vsaJUJV8PBJ2sXGLxspxk+S6gEA2wPJrj0g19od/mdjBSdoszP4ZUTsmn13kvH4m3aI5RhOwd/VR57HaVuuO9VOulZ2uUvByU8l9euOxybxaPKvyieaoOL9/kAV6Tz/ANRdbyptX2JrATbtcyvUPEWozYijN5ePIzMCn2ioqkvihx95J5 oA3cnTSzN93mepDAU6XbXaa0s+fPv63Iuox420+HHix5lVGpmf KjLt7H0iwhHf0qLqvYV2FZRUk3Z2fB78Nf2W0PmwnKU2tVyflb 8XZYavxDk/u5jwha2KBkZmFZAg5W+SitVEnmrHvYrhOGfXj3GWlgV86U5Pw8 f4JPhnXpg6+UBJTOQteW6tvNkDZVDbTAkHttPbmSdNuLl5lOKp TqUVNrbvWxqvFGsyYukscXDMQpyc1jDcHIQAe3twQDRPFyuKPP w0IzqJS9Ofcd+g645ulI7Vu5V6sDcpKtweQLF8+xE4+4hXp/Lm4mH6L1cabqepcqchfLkUqCq7duRyDZNG9/38fUSyplWi8fZfo9ithpV6cEtLRX2JPUvEuTJrcLqjYkwvZxlx +dJscleAFHIs92U+0jmilo737tvXmQp/D1GDTd2+7b1593Bd5y8QdYGrKoEfE6WQxZSKO0E+n1D2Fj5PzE HFxavvpszuHws6DzXTucPD2EnrKZV2nywT+bLpuscqTlXnj1MA Sb28LXN0opQ1JYq8KPy5cXxs/s+u+5L61rBqep4co24/yb1MG3HftyY3AFL6SPJYc/tdjKm1Cyvq/wBfyV0aM6UJQavm00txTX5IHjXrI1WjrysiHDdksjL61KkFQft c8H2555MnRy3tf78/2acBhJUJNtp3XeT/ABX1E5NXgxlfNXEmPLkXdtDHJYo+4oKf9/6SMZKD5XM2CoLLKV7Nuy7rdexL/s+y7dXqcQBXH6MiKaJXduBUkcEjaoio82t76tFfxKLtGct9U/LibWVHlCAIAgCAIAgCARupn/8AW5f3G/pM7HdE6f1rxPzPo+ty6bVkJkVXcKCGWw1gspqwTwTTfhLasXZz Sur/AMH0E8PTxFNStt/R00+TLq+t4i7jI3mJxdAIrK7FErgUnJvuVs/ZnY3UNuuHr+BVhTw1BpLdb9/DX8cl4mh6p4Uyt1XJkxHGVymyHZlPIAI9Kn4u+/NffU3daOxgofEFCmoNbETTeEtStb2xZCpJF5cm0Xf2VOMhT2sj uAR72LKkoSfZ7K69S2t8Spzvljlv4X83pfwJmq6Dq20HlocOMs QzuMj72cbiWvyxVsQdvYUQO/EoVYp3auUUsXShUzuN1ro7Wt+7cfMi5vCuqZe+AEGxTPXvxt8u u9c/AI97lKVNJrmXR+JU4v6Xb39fweG8HanyxT4PqPUO3vu2ndf7oq vezIZI82SXxSF9Yv1PuPwjqQoF4SAT+u3Y3Y/w/r/P5llRqbu3wS9PMS+Jwl/qzzl8H6ryfS+FSvK0+SzzezdtFX+1zVdviVOUVK8tV4bd5OHxW nm7UbrrW34J3hTozpqnz6hPKKXs3uHbkDfkd7+lAk3V/jF7b3v1oZcdiYzShTd/BWXgkd+t+LcP5Ey4CuqZgR6fViF/tuOCPoOT9O8ZcrWbT7kMNgKk5Jz7K79/I6+AcLL4eBYFfMdmAJJNfZBs9w23cPowkq1s1kQ+INfPaTvbQq +oeDszdQdsb4yjOXXcWVhuNkcIfe6N+85GaTzd1jXQ+JQhBRlG 9lY8nwhqDZL4QQQVFsQT7220UOBxRuQSiuLva1+vbkdXxOC/1Zz/ALn6k5Gt8W1gPQMmTbfyy7KcXztP/eWZo5EuPF8/0TfxSlZLJquOj9OXiWeLoepxq3lnTs9FUysXXapU0oxhSAQzFi Q1myOPYpxtYxSxNOTV0+9c3fn+LFevhTV+RtL4W4IBLvu99u4+ X6gL7e4FcTspU5VM9rdexqfxKlmzRjb0t32XD8EHP4dyDUDA2b SjLlB2i23VVfs//NH6ypU0nnjfQtWPTjnUHZHrr7aUoHx6vD5gxrifFy7MUsAjGts rDtRXnjtL1SnO0bPR30IYR11ePy21e9/Hv5Fn/Z/p71Woyhg4IRNwBA3qchcD2YepfUODz37yNSCglFePrYp+JTdow krPV+Ttb+jZyk8oQBAEAQBAEAQDNanq7Dp7Y8gDZPMyYXPb/wDlkyI1D9pQv4ky1R1ujZGinNSjtZP3SfuVmqxY8/T8ahduffiwI4YqSBjx5HLV3CqXNG+R9ZNXXhuX051KM209NX7t L1ZqundIxYTeNfUQFLsSzEDsNxN19O0ocm9DDUrzqfUydOFQgC AIAgCAIAgFLqfCumfVbzjIPO5VdlRr77kBo/8AP3sSedmqONrRjlT0LlVAUACgOwEgZT7AEAQBAEAh5ul4m6gu ZkByIKDWfrVjsa3Gr7WZJSaVixVpqDgnoyD1XwtptRqfMdCH7F kYqSP81cE/Xv8AWThWnFZU9C+jjq9GOWEtCy0GiTDpFx4lCIgoAX/qTyT9TyZXKTk7sz1KkqknKTu2SJwgIAgCAIAgCAIBhfFGuU53d LHPlZAQdyvjYlGAvsyeYL97X7pfBaanpYem7JPxXg9/exy8K9RTzsTZDZvysSgGzkcg5GI+FQYxdcU33TtRboliaTtJLx fgtvV39jfzOeWIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIA gCAIBC6xqMyaItgxDPksUhfYK9zuI9pKKTfadiylGEpWm7I/PfFmXUOceTUaTHpyDyfOGQZAOdmTFtAdeAbPah90008qdotvy+ x7eAhSz5ITbv3Wa8HwZ98LNnx58jabSLqGU7d759rIO9BCDVkm 2Hc38EDk8skm3byOY5U5O055fBdfwfoHR9RmfRBs+IYMlm0Dhx XsdwHvM8kk9Hc8WrGEZWg7r0J0iViAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCA IAgCAIAgCAIAgCAIAgCAfn3jHRt+WMWY5Mn2wa9OLGGC48aj2L MQxPc7G9uJopvTkerhKisktFt4vi/JaeZz8GaI/lqsGOPLxkuvTkxFiuTEw99rAsD3HmD2M7NpRtwJYyp2Wnqvs+D 81o/A/RZmPIEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQDJ ZNK+XT5NQQR5mViQeCMOFMq4xXflhv9/8S5ddJpdXNylGLUOS921f208jxi0j4tHi1IBPlZEYAc7sWXFiX IPmg1vX+Qd4uruJ1zjKTp817ptr9eZsJSYBAEAQBAEAQBAEAQB AEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAi9T/RmWv/AC2/pM7HdE6f1rxPnSP0Th/2af0iJbs7V+t+JLnCsQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQBAEAQB AEAQBAEAQBAIvVP0Zl/2bf0mdjuTp/WvE+dI/RWH/Zp/SIluxV+t+JLnCAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAg CAIAgCAfGFrR5B9oAVQFocAdgIB9gCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgC AIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgCAIAgC AIAgCAIAgCAIAgCAIB//Z

[hiba-2012-]

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSfubLmmBFjIbBbzNWu3NYsWgYnpV2Jl mUJwYWL-Rnd66tZI1TFpQ

[hiba-2012-]

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQyZluf-3OW4U8FX-AYPOrDucpm3Tfr5PXjMA3foBHedAvCNqp6

[achwak crazy girl]

بااارك الله فيك

[hiba-2012-]

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTYTyjdy8zBfFv3qbMYf9wbQ4Zn9T4S8 wSCYfg-xOsUDw69i9HQoQ