تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المؤمن لا يعرف المرض النفسي


أسماء 2
2013-06-23, 14:56
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي

لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل ما يحدث له من خير و
شر..
فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في أنه لا يمكن أن
يخطئ لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة
في جميع الظروف و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و
الضباب

و هو من فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه
في اطمئنان ...
و هو لا يرتجف..
و لا يهتز اذا سقطت الطائرة في مطب هوائي...
أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل..

فهذه أمور كلها لها حكمة.....
و قد حدثت بارادة القائد و علمه و غايتها المزيد من الأمان فكل شيء يجري
بتدبير و كل حدث يحدث بتقدير و ليس في الامكان أبدع مما
كان..

و هو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة...........
و بلا مجادلة ......و يعطيه كل ثقته بلا تردد ......
و يتمدد في كرسيه ...قرير العين........ساكن النفس في حالة كاملة من تمام
التوكل.........

و هذا هو نفس احساس المؤمن بربه
الذي يقود سفينة المقادير و يدير مجريات الحوادث و يقود الفلك
الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها و الشموس في مطالعها و مغاربها.. فكل ما
يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية
خير.

اذا مرض و لم يفلح الطب في علاجه..
قال في نفسه.. هو خير
و اذا احترقت زراعته من الجفاف و لم تنجح وسائله في تجنب
الكارثة.. فهي خير..
و سوف يعوضه الله خيرا منها..
. واذا فشل زواجه.. قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر و راحت..
و الوحدة خير لصاحبها من جليس السوء..
و اذا أفلست تجارته
لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني و أن مكاسب الدنيا ستكون خسارة علي
في الآخرة...........
و اذا مات له عزيز.. قال الحمدلله..
فالله أولى بنا من أنفسنا و هو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة في
أعمارنا خيرا لنا و متى تكون شرا علينا..
سبحانه لا يسأل عما فعل.

و شعاره دائما: (و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و
هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون)

و هو دائما مطمئن القلب .......ساكن النفس .....
يرى بنور بصيرته
أن الدنيا دار امتحان و بلاء و أنها ممر لا مقر، و أنها
ضيافة مؤقتة
شرها زائل و خيرها زائل.....
و أن الصابر فيها هو الكاسب و الشاكر هو الغالب...

لا مدخل لوسواس على قلبه...و لا لهاجس على نفسه..
لأن نفسه دائما مشغولة بذكر العظيم الرحيم الجليل و قلبه
يهمس:
الله.. الله.. مع كل نبضة..
فلا يجد الشيطان محلا و لا موطئ قدم..
و لا ركنا مظلما في ذلك القلب يتسلل منه.

و هو قلب لا تحركه النوازل و لا تزلزله الزلازل
لأنه في مقعد الصدق الذي لا تناله الأغيار.
و كل الأمراض النفسية التي يتكلم عنها أطباء النفوس
لها عنده أسماء أخرى:
الكبت اسمه ..................تعفف..
و الحرمان ...................رياضة...
و الاحساس بالذنب .............تقوى...
و الخوف (و هو خوف من الله وحده)
..
عاصم من الزلل...
و المعاناة............ طريق الحكمة....
و الحزن ............معرفة...

و الشهوات درجات سلم يصعد عليها يقمعها
و يعلو عليها بكبحها ..
الى منازل الصفاء النفسي و القوة الروحية
و الأرق.. ........مدد من الله لمزيد من الذكر..
و الليلة التي لا ينام فيها نعمة ........تستدعي الشكر

و ليست شكوى يبحث لها عن..... دواء منوم
فقد صحا فيها الى الفجر و قام للصلاة
و الندم .......مناسبة حميدة للرجوع الى الحق و العودة
الى الله...
و الآلا م بأنواعها الجسدي منها و النفسي
.......هي المعونة الالهية التي يستعين بها على
غواية الدنيا فيستوحش منها و يزهد فيها..

و اليأس و الحقد و الحسد.... أمراض نفسية
لا يعرفها و لا تخطر له على بال..

و الغل و الثأر و الانتقام...... مشاعر تخطاها بالعفو و
الصفح و المغفرة...
و هو لا يغضب الا لمظلوم و لا يعرف العنف الا كبحا
لظالم...
و المشاعر النفسية السائدة عنده
هي المودة.. و الرحمة ..
و الصبر ..و الشكر.. و الحلم ..
و الرأفة.. و الوداعة..
و السماحة..و القبول ..
و الرضا..



تلك هي دولة المؤمن
التي لا تعرف الأمراض النفسية و لا الطب النفسي..

و الأصنام المعبودة
مثل المال و الجنس و الجاه و السلطان،
تحطمت ...
و لم تعد قادرة على تفتيت المشاعر و تبديد الانتباه..
فاجتمعت النفس على ذاتها و توحدت همتها، ...
و انقشع ضباب الرغبات.. و صفت الرؤية ..
و هدأت الدوامة ..و ساد الاطمئنان ..
و أصبح الانسان... أملك لنفسه و أقدر على قيادها..

و تحول من عبد لنفسه الى حر بفضل الشعور
بلا اله الا الله..
و بأنه لا حاكم و لا مهيمن و لا مالك للملك الا واحد,,,
فتحرر من الخوف ..
من كل حاكم..
و من أي كبير بل ان الموت أصبح في نظره تحررا و انطلاقا
و لقاء سعيد بالحبيب.


اختلفت النفس و أصبحت غير قابلة للمرض..
و ارتفعت الى هذه المنزلة بالايمان و الطاعة و العبادة
فأصبح اختيارها.... هو ما يختاره الله
و هواها ما يحبه الله..
و ذابت الأنانية و الشخصانية في تلك النفس
فأصبحت أداة عاملة و يدا منفذة لارادة ربها.
و هذه النفس المؤمنة لا تعرف داء الاكتئاب ,,,فهي على العكس نفس متفائلة
تؤمن بأنه لا وجود للكرب مادام هناك رب..
و أن العدل في متناولنا مادام هناك
عادل..
و أن باب الرجاء مفتوح على مصراعيه
مادام المرتجى و القادر حيا لا يموت.
و النفس المؤمنة في دهشة طفولية دائمة من آيات القدرة حولها
و هي في نشوة من الجمال الذي تراه في كل شيء...
. و من ابداع البديع الذي ترى آثاره في العوالم من المجرات الكبرى.. الى
الذرات الصغرى..الى الالكترونات المتناهية في الصغر..
و كلما اتسعت مساحة العلم اتسع أمامها مجال الادهاش
و تضاعفت النشوة..

فهي لهذا لا تعرف الملل و لا تعرف البلادة أو الكآبة.


الدكتورمصطفي محمود

fadi-1530
2013-06-23, 15:22
بارك الله فيك

أسماء 2
2013-06-23, 20:38
وفيكم البركة
شكرا جزيلا على المرور