المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس من الحياة


عبد العزيز الرستمي
2013-06-23, 13:21
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

قرية تايلاندية طبيعتها جدابة وخلابة بسهولها وحقولها التي يمر وسطها واد اعتبرهو مصدر عيش غالبية السكان حتى أنهم قدسوه وآمنوا على أن قوى خفية تسكنه فتقربوا اليها بالقرابين وخصصوا أياما بطقوس معينة قصد التوسل اليها أن لا توقف المدد والعون.سكان جد بسطاء لا يتقنون شيئا غير الفلاحة والصيد وصنع منتوجات تقليدية.
كانت غابات القرية تعج بالفيلة التي كانت طرفا من حياة السكينة تشاركهم في كل شيء حتى نصيبا من محاصيلهم الزراعية اد دأبت على الاستيلاء على حصة من الغلة بشكل شبه يومي من الحقول والبساتين دون ايذاء أحد أو ازعاج سكينة القرية.
لكن مع مرور الوقت جاء جيل جديد من سكان القرية بعقلية مختلفة تماما عن أسلافه وتزايد عنده فكرة عدم تقبله سلوك الفيلة في الاستحواذ على بعض من خيرات الأرض ورفضوا تماما ما قبله أجدادهم من تآلف مع حيوانات لم يصدر منها أرد فعل عدواني ولم تقترف أي ذنب في حق أي كان.
فصدر قرار جماعي من كبار القبيلة باغتيال وقتل كبار قطيع الفيلة ذكورا واناثا ظنا منهم أن محاصيلهم سوف تصبح في أمان وأن الصغار دون الكبار لن تتجرأ على اقتحام حقول القرية والغنم بنصيب منها.
لكن كانت التحولات فضيعة وخطيرة اذ تحولت صغار الفيلة الى وحوش أحدثت رعبا وشغبا زعزع طمأنية وسكينة القرية،وحوش تهجم على البيوت تقتل وتدوس كل من تصادف في طريقها ،فتحول الهدوء الى جحيم.
عضم الخطب واشتد الكرب وتفاقم الأمر وارتفع حجم الخسائر والضحايا فتقرر اجتماع طاريء مرة أخرى من كبار القبيلة ليتشاوروا ويحللوا خطبهم ومصيبتهم وحال القرية الذي انقلب حاله الى فوضى ،واعترفوا وأقروا على أن اعدام كبار قطيع الفيلة كان جريمة شنعاء حرمت الصغار من راع ومسير وضابط للنظام داخل القطيع والمجموعة .
كان لابد فك الشفرة و اللغز الذي الذي حول صغار هادئة أليفة الى حيونات متوهجة طائشة تدمر وتزعج السكينة ،فتقرر اصلاح ما يمكن اصلاحه والاعتراف بأن لابد للصغار من كبار لذى تقرر السفر الى منطقة بالتايلاند لاحضارقطيع من الفيلة بكبارها وصغارها الى قرية والترحيب بها في غاباتها وبالفعل بعد مدة قصيرة اندمجت الصغار الهائجة مع القطيع الذي أحضر فهدأ روعها وتغير سلوكها فعاد الأمن والأمان الى القرية واسترجعت أهاليها يومهم بهدوءه وليلهم بسكونه.
كانت دائما هاته القصة تثيرني كلما قرأت أو سمعت أحداث تدمير أو شغب في سلوكيات المجتمع ،وكنت أطرح مقارنة غريبة بين شخصيات القصة وبين أبطال مسلسلات العنف الذي نعاصره الآن .
فلربما غياب دور الآباء وأولياء الأمر وكبار العائلة هو من أحدث ذلك التغيير الكبير في سلوكيات قاصرينا و مراهقينا ،وهو من حولهم الى نفس حالة صغار الفيلة العدوانية بعد حرمانها من رعاة وأولياء يرشدونهم ويسيرونهم .
لا عذر لي على الاطالة سوى أنني لازلت مصرا على مشاركتكم خواطري رغم شح النقاش .
لكم مودتي وتحياتي أعضاء ومشرفين.
والسلام

مسلم سني
2013-06-23, 15:02
السلام عليكم
شكرا لك أخي الرستمي
ما قلته صحيح
غياب دور الآباء داخل أسرنا هو ما بنى جدارا بينهم وبين أبنائهم
لغة الحوار غائبة
وهكذا لا يمكن التواصل
ولا يستفيد الأبناء من تجارب الآباء والأجداد
أيضا التفكك الأسري كثيرا ما يحدث هذا الشرخ فتجد الشباب يفكرون بطريقة تختلف عن طريقة الىباء لأن المحيط الأسري قد هدم
والأسرة كما نعلم هي نواة المجتمع فبصلاحها يصلح المجتمع
بارك الله فيك على الطرح
احترماتي

عبد العزيز الرستمي
2013-06-27, 21:39
السلام عليكم
شكرا لك أخي الرستمي
ما قلته صحيح
غياب دور الآباء داخل أسرنا هو ما بنى جدارا بينهم وبين أبنائهم
لغة الحوار غائبة
وهكذا لا يمكن التواصل
ولا يستفيد الأبناء من تجارب الآباء والأجداد
أيضا التفكك الأسري كثيرا ما يحدث هذا الشرخ فتجد الشباب يفكرون بطريقة تختلف عن طريقة الىباء لأن المحيط الأسري قد هدم
والأسرة كما نعلم هي نواة المجتمع فبصلاحها يصلح المجتمع
بارك الله فيك على الطرح
احترماتي

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي مسلم سني أولا أهلا و سهلا بك
و بحيث وجودك سرني و إنما يسرني دائمة

أخي مسلم
عندما أصبحت الأسرة مثل بيوت ....
لا تنتظر الأقل بل المزيد و الأكثر
جزاكم الله كل خير