تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الى من ابتلي بالمعاصي تفكر وتدبر


امبراطور البحر1
2009-05-13, 11:02
وضع العلامة ابن القيم طرائق للرياضة النفسية تعد من أبدع الدساتير في عالم الأخلاق, وهو يوصي مدمن الشهوات بالنصائح التالية, وهي كفيلة بتخليص أسير الهوى من براثن الشيطان عندما يغريه بمواقعة المعصية:
الأولى: عزيمة حر يغار لنفسه وعليها
الثانية: جرعة صبر يحمل نفسه على مرارتها ساعة الإغراء
الثالثة: قوة نفس تشجعه على شرب تلك الجرعة والشجاعة كلها صبر ساعة وخير العيش ما أدركه العبد بصبره
الرابعة: ملاحظة حسن موقع العاقبة والشفاء بتلك الجرعة
الخامسة: ملاحظته أن ما ينشأ عن الهوى من ألم أشد مما يحسه المرء من لذة
السادسة: إبقاؤه على منزلته عند الله تعالى وفي قلوب عباده وهو خير وانفع له من لذة مرافقة الهوى
السابعة: إيثار لذة العفة وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية
الثامنة: فرحه بغلبة عدوه وقهره له ورده خائبا بغيظه وغمه وهمه حيث لم ينل أمنيته
التاسعة: التفكير في أنه لم يخلق للهوى وإنما هيء لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصية الهوى
العاشرة: أن يكره لنفسه أن يكون الحيوان البهيم أحسن حالا منه فإن الحيوان يميز بطبعه بين مواقع ما يضره وما ينفعه فيؤثر النافع على الضار والانسان أعطي العقل لهذا المعنى
الحادية عشر: أن يسير بفكره في عواقب الهوى, فيتأمل كم أفاتت عليه معصيته من فضيلة وكم أوقعته في رذيلة وكم أكلة منعت أكلات وكم من لذة فوتت لذات وكم من شهوة كسرت جاها ونكست رأسا وقبحت ذكرا وأورثت ذما والزمت عارا لا يغسله الماء غير أن عين الهوى عمياء
الثانية عشر: أن يتصور العاقل انقضاء غرضه ممن يهواه ثم يتصور حاله بعد قضاء الوطر وما فاته وما حصل له
الثالثة عشر: أن ستصور ذلك في حق غيره حق التصور ثم ينزل نفسه تلك المنزلة فحكم الشيء حكم نظيره
الرابعة عشر: أن يتفكر فيما تطالبه به نفسه من ذلك ويسأل عنه عقله ودينه يخبرانه بأنه ليس بشيء
الخامسة عشر: أن يأنف لنفسه من ذل طاعة الهوى فإنه ما أطاع أحد هواه إلا وجد في نفسه ذلا ولا يغتر بصولة أتباع الهوى وكبرهم فهم أذل الناس بواطن قد جمعوا بين الكبر والذل
السادسة عشر: أن يوازن بين سلامة الدين والعرض والمال والجاه وبين نيل اللذة المطلوبة فإنه لا يجد بينهما نسبة البتة فليعلم أنه من أسفه الناس ببيعية هذا بهذا
السابعة عشر: أن يأنف لنفسه أن يكون تحت قهر عدوه فإن الشيطان إذا رأى من العبد ضعف عزيمة وسقوط همة وميلا إلى هواه طمع فيه وصرعه وألجمه بلجام الهوى وساقه حيث أراد ومتى أحس منه بقوة عزم وشرف نفس وعلو همة لم يطمع فيه إلا اختلاسا وسرقة
الثامنة عشر: أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئا إلا أفسده فإن وقع في العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة وصار صاحبه من جملة أهل الأهواء وإن وقع في الزهد أخرج صاحبه إلى الرياء ومخالفة السنة وإن وقع في الحكم أخرج صاحبه إلى الظلم وصده عن الحق وإن وقع في القسمة خرجت عن قسمة العدل إلى قسمة الجور وإن وقع في الولاية والعزل أخرج صاحبه إلى خيانة الله والمسلمين حيث يولي بهواه ويعزل بهواه وإن وقع في العبادة خرجت عن أن تكون طاعة وقربة فما قارن الهوى شيئا إلا أفسده
التاسعة عشر: أن يعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه فإنه يطيف به ليعرف أين يدخل عليه حتى يفسد قلبه وأعماله فلا يجد مدخلا إلا من باب الهوى فيسري منه سريان السم في الأعضاء
العشرون: أن يتذكر أن مخالفة الهوى تورث العبد قوة في بدنه وقوة في لسانه وان أغزر الناس مروءة اشدهم مخالفة لهواه وانه ما من يوم إلا والهوى والعقل بعتلجان فأيهما القوي على صاحبه طرده وتحكم وكان الحكم له وأن الله سبحانه جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين
الحادية والعشرون: أن يعرف ان الهوى تخليط ومخالفته حمية وانه يخاف على من أفرط في التخليط وجانب الحمية أن يصرعه داؤه وان الهوى رق في القلب وغل في العنق وقيد في الرجل ومتابعه أسير فمن خالفه عتق من رقه وصار حرا وخلع الغل من عنقه والقيد من رجله واستطاع مسايرة الصالحين
منقول من كتاب محمد الغزالي جدد حياتك

عزالدين اسلام
2009-05-13, 14:29
زادك الله علما وفهما يااخي مشكور
بارك الله فيك وفي والديك