تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلاسل كاشف نفسك لإتقان الاستخارة . . (( 1)) (( أصول مكاشفة النفس ))


محب الاستخاره
2013-06-20, 15:51
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل:(( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .

سلاسل كاشف نفسك لإتقان الاستخارة . .
(( 1)) (( أصول مكاشفة النفس ))

توطئة
1) في السابق تم الحديث عن أهمية الاستخارة وشروط إتقانها وهي على الروابط :

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053100402#post1053100402

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1053115500#post1053115500


2) هذه السلسلة الأولى وغيرها من السلاسل القادمة – بإذن الله - من كاشف نفسك لإتقان الاستخارة ، منتقاة من كتاب مطبوع بعنوان (( صلاة الاستخارة كيف تتقنها لتجدد إيمانك ؟! ))،
ويوجد منه أيضا على رابط :

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=4015

وقد قام بتقديمه مجموعة من العلماء ، ومن جملة ما قيل فيه :

أ‌) (( لمـن أحسـن ما أُخْـرِجَ للنــاس فـي العبــادة )) .
ب‌) (( والعمل بموجبه : العالم والجاهل والكبير والصغير والمرأة )) .
ج‌) (( وأنصح كل مربٍّ وكل أبٍّ وكل مسلم باقتناء هذا الكتاب )) .

3) نظرا لأهمية مكاشفة النفس لإتقان الاستخارة ، لا بد من معرفة أصول مكاشفة النفس ، وفي السلاسل القادمة – بإذن الله - ستكون كل سلسلة عبارة عن سؤال فيه عدة خيارات ، ثم يقابل كل خيار تحليل وإشاد ، وسيكون لكل سؤال هدف عام.

أصول مكاشفة النفس

إذا كان تجديد الإيمان يبدأ من القلب ، فإن مكاشفة النفس تمثل الخطوة الأولى والأصعب لأي إصلاح أو تغيير للنفس ، لأن الإنسان يميل بطبعه إلى الهروب من ذلك حتى لا يقع تحت سياط تأنيب الضمير - النفس اللوامة- ، ومما قد يغفل عنه كثير من الناس عدم معرفة العلاقة بين مكاشفة النفس وتجديد الإيمان والتي تتمثل في معرفة حقيقة النفس البشرية فالإنسان ضعيف، ظلوم ، جهول ، قنوط، كفور ... ولا حول له ولا قوة إلا بالله . فإذا عرف العبد هذه الحقيقة وكاشف نفسه بها وعمل على تعويض هذا النقص بالاتباع على بصيرة وبعلم الله وقدرته وحوله وقوته من خلال إتقان الاستخارة والإكثار منها ؛ نجح بإذن الله في الدنيا قبل الآخرة ونال ما حُـرِم ويسعى إليه الملايين من السعادة الحقيقية والنفسية والطمأنينة والسكينة وتطوير وتحقيق الذات من غير الشوائب التي تخالط التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية .


الأصل الأول: معرفة ومراقبة الاعتقاد والعمل .
الاعتقاد الصحيح لا ينشأ إلا من علم نافع ، وأحكام التكليف خمسة : واجب ، محرم ، مكروه ، مستحب ، مباح ، فمتى عرف العبد ذلك قبل أي عمل ساعده على الإقبال أو الإحجام ، ومراقبة الاعتقاد والعمل تتيحان للعبد ملاحــــظة وكشف أي تغير يحدث قبل أن تتكاثر النكت السوداء فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرِبَ من هواه( ).
مثال :

رجل كان يقول خيرا في فلان ثم أصبح يقول فيه شرا .فهذا التغير إذا لم يكن مبنيا على سبب شرعي حقيقي فقد فتن في دينه ، لأن الإيمان قيد المؤمن ، والمدح قيد ، والقيد من الإيمان ، وتغير القول من غير عذر شرعي افتتان في الدين . ونعوذ بالله من الحور بعد الكور .

الأصل الثاني : معرفة ومراقبة النية
العلم بالنية مصحح للعمل والمراقبة شطر الإحسان ويزداد الأجر والإثم بتفاوت النية فمعرفة ومراقبة النية تساعد العبد على:
أ- معرفة حكم العمل وخصوصاً عند حصول اللبس ،ومثاله: أراد شخص أن يذكر رجلاً بعيب فيه ،فإذا راقب نيته لأقبل أو أحجم عن ذلك ؛ لأن الحلال والحرام سيصبح حينها بَيّـنٌ ، ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره ((... والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)).فالأصل أن المسلم ينبغي أن يعرف نيته ، ولكن مع قلة مراقبتها ومجاهدتها يصل إلى مرحلة يشك في نيته أو لا يدركها . وقد قال بعض السلف : (( من لا يعرق نيته لا يعرف دينه)).
ب- معرفة الأسباب الحقيقية لأي عمل ، -ونكرر نفس المثال- فقد يكون لبيان حق أو إسقاط للغير .
ج- تصفية النية ومجاهدتها من الشوائب وحظوظ النفس .

الأصل الثالث: فقه علاقة تسلسل الأسباب بالنتائج .

من نعمة المولى سبحانه أن جعل لكل حقيقة علامات وأسباب و نتائج ليطمئن إليها العبد في طريقه إلى الآخرة أو الدنيا ، وإذا كان لكل سبب نتيجة ، فكل نتيجة هي سبب للنتيجة التي يليها. وهكذا ، وتنمية فقه هذه العلاقة ؛ يكون بتدبرهما ومراقبتهما وتحليلهما بعين البصر والبصيرة ، وتمرين الذهن عليهما ... ، وكل ذلك له آثار عظيمة مثل :

1) تشخيص أي ظاهرة أو سلوك تشخيصا دقيقا .
2) تطوير وتنمية الذات والقدرات والمهارات .
3) وضع التصورات والمقترحات والتوصيات والحلول - سواء كانت حلولا علمية - عاجلة أو مرحلية أو إستراتيجية - أو عملية ، بجهد أيسر وزمن أقصر .

مثال على أهمية معرفة السبب الأول :
مما هو معلوم لدى طلبة العلم أن الجهل والخطأ هما عذران يُرفع بهما الإثم ومع ذلك إذا تأملنا حديث ((ويل للأعقاب من النار )) ، فسوف يبرز سؤال مهم يؤكد أهمية فهم العلاقة التسلسلية للأسباب والنتائج ، فعن عبد الله بن عمرو قال رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم عند العصر فتوضئوا وهم عجال فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء)) .أخرجه البخاري ومسلم وابن حبان في صحيحه وابن خزيمة .

السؤال :
لمــاذا لم يعذرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ بالجهل أو الخطأ بل توعدهم بذلك الوعيد ؟
الإجابـــــة :
السبب الأول : كان الاستعجال في الوضوء .
النتيجة الأولى للسبب الأول : عدم إسباغ الوضوء . وكانت سببا للنتيجة الثانية .
النتيجة الثانية :تتمثل في قوله عليه الصلاة والسلام (( ويل للأعقاب من النار )) .

التحليل :
الرسول صلى الله عليه وسلم نظر إلى السبب الأول الذي نتج عنه عدم إسباغ الوضوء ، وهو العجلة ، فالمسلم مأمور أن يأتي الصلاة وعليه السكينة والوقار ، فمخالفة هذا الأمر أدى إلى الاستعجال ؛ والاستعجال أدى إلى ترك واجب شرعي هو شرط لعمل آخر _الصلاة _ .
ومعلوم عند الفقهاء والأصوليين من ترك واجباً أو فعل محرماً جهلاً ؛ وكان سببه المباشر تقصير في مطلب شرعي كان بإمكانه أن يؤديه ؛ فلا يعذر ؛ ومثاله : رجل كان باستطاعته أن يتعلم الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها ولكنه لم يفعل .
ولتشخيص أي ظاهرة أو سلوك .... تشخيصا دقيقا ينبغي العناية بتسلسل الأسباب وصولا إلى السبب الأول ، فلكل سبب نتيجة ، وكل نتيجة هي سبب للنتيجة التي بعدها ، وهكذا ..

هذا مايسر الله إذ استخرته والخير مايسره الله

وسيكون بإذن الله موضوع السلسلة القادمة – الثانية - :
عادة بأي نية تستخير ؟
الخيارات :
1) للطمأنينة (2) للخيرية . (3) للتجربة ( 4) لا أدري .

فلنحاول من الآن الإجابة بتأن وتركيز على الخيار الذي عادة تستخير من أجله ، ثم سنتابع التحليلات والإرشادات في السلسلة القادمة بإذن الله .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات