sajida76
2009-05-11, 21:40
بسم الله الرحمن الرحيم
عين على كراف الخطايا
حين لا تقرأ كراف الخطايا لصاحبها الأستاذ الدكتور الشاعر الفنان عبد الله عيسى لحيلح تكون قد فوت على نفسك فرصه الاستمتاع بأبعاد ثلاثة قلما انفردت بها رواية واحدة :
1 – بعد جمالي فني : نابع عن لغة تراثية منتقاة ومعجم ثري أثري . فأنت حين تقرأ للرجل تحس أنه منحك الأسماء الضائعة لمسميات كنت تعاني من وضعها في موضعها ..
وأنت تقرأ له تحس بروعة اللغة الفاتنة التي تقفز فوق المألوف والجاهز لتسبح في الأخيلة دون أن تنشر ضبابيتها على المضمون ..
ورغم شعرية اللغة فإن الهوة لم تتسع بينها وبين مقاصد الروائي ..
فالقاريء يتلذذ بالنص وإشاراته كما يتلذذ بالفكرة النابعة من حناياه .
كما يبهر بهذا الربط – غير المعهود – لأحداث التاريخ وماضي الأمة بواقعها الملغوم .
2- بعد فلسفي حكمي :
نأت كراف الخطايا عن المباشرة والتقريرية الفجة . ونسخ الواقع بتلك الأمانة الممقوتة .. تلك الأمانة التي تنبري لوصف الأشياء بأوصافها وتسميتها بأسمائها وسرد الأحداث بحيثياتها ..
هذه الأمانة النمطية التي تحي الواقع وتفضحه بقتل النص ارتفع الروائي عنها ، بجعل الواقع يتقهقر أمام مخيلة خلاقة وفلسفة عميقة .. جعلت من البلاط البارد عنوانا للقهر ومن الخف النسوي رمزا وشفرة لمعنى في بطن الراوي ، يسهر النقاد جراها ويختصمون .
الرواية ذات ثقل فلسفي حكمي .. مشطت الساحة السياسية بذكاء ووقفت تستنطق العقول ،، فوقفنا حائرين بل متأملين لسلة قضايا يطرحها فالروائي يبرز ثنائيات ضدية كثيرة تصطرع بنمط درامي متفرد يغلب عليه عنصر المفاجأة وتختزل – هذه الثنائيات – الصراع الأبدي ؛ صراع الخير والشر ، الطاعة والمعصية فكانت ثنائيات- التمرد الإلتزام- الظلم العدالة – النور الظلام -
الحب البغض- العقل الجنون - ....
3- بعد ديني أخلاقي :
راعى الروائي طبيعة البشر التي جبلوا عليها وابتعد تبعا لذلك عن المثالية المأدلجة التي تجمد النص وتجعله جسدا بلا روح ,,
فمنصور البطل بشر ، يعصي خالقه ويتوب ويحس بوخز الضمير وتقريعه .
هو بشر وانسان من حيث أنه محكوم بحتميات : حتمية الإنتماء إلى مجتمع ما
،، وتاريخ ما وواقع ما
فحاول منصور التمرد عليه ليبعث ذاتيته المغيبة وحروفه المكممة .
الصراع الدائر بداخله صراع طبيعي كل إنسان وعاشه ويقف الراوي في النص كمصحح أخلاقي وموجه ديني مما يمنح الرواية بعدا رساليا يرفعها عن حمأة الأدب المكشوف او أدب القشور أو – إن شئت – الأدب التسلوي .
حاول لحيلح الراوي تقديم الإسلام المعتدل كما حاول من خلال أبطاله وأحداثه فضح الممارسات المشينة والمسيئة لشرعة الإسلام السمحة بشكل ذكي ومحبوك ، فالمتلقي لا يشعر البتة بحشو الإيديولوجيات في النص بل تماهت في النسيج اللغوي مما يمنح النص القدرة الكبرى على الإقناع ..
وأنت تقرأ الرواية . ستدرك من أنت كجزائري ، ستدرك أيضا أن انتماءك – كما هو – ليشس حتمية تاريخية ولا جبر بل يمكن أن تعدل من انتماءك بخروجك عن جلباب من سبقوك والإقرار بذاتيتك المبدعة
أنت حين تقرأ الرواية ستحولك من بيدق تافه إلى محرك لهذا البيدق
ومن جسم يتحرك خفية في الظلمة إلى نور يشع مع النور الأكبر
ومن جزائري مفعول به إلى جزائري فاعل وفي أضعف الحوال نائب فاعل
ولا بد وأنك بعد قراءتها ستغير فكرتك عن العقل والجنون فهذه التعاريف التي وقرت في أذهاننا هي تعاريف مسيسة مأدلجة لهما...
منقول لصاحبته
الأستاذة : حورية بكوش
عين على كراف الخطايا
حين لا تقرأ كراف الخطايا لصاحبها الأستاذ الدكتور الشاعر الفنان عبد الله عيسى لحيلح تكون قد فوت على نفسك فرصه الاستمتاع بأبعاد ثلاثة قلما انفردت بها رواية واحدة :
1 – بعد جمالي فني : نابع عن لغة تراثية منتقاة ومعجم ثري أثري . فأنت حين تقرأ للرجل تحس أنه منحك الأسماء الضائعة لمسميات كنت تعاني من وضعها في موضعها ..
وأنت تقرأ له تحس بروعة اللغة الفاتنة التي تقفز فوق المألوف والجاهز لتسبح في الأخيلة دون أن تنشر ضبابيتها على المضمون ..
ورغم شعرية اللغة فإن الهوة لم تتسع بينها وبين مقاصد الروائي ..
فالقاريء يتلذذ بالنص وإشاراته كما يتلذذ بالفكرة النابعة من حناياه .
كما يبهر بهذا الربط – غير المعهود – لأحداث التاريخ وماضي الأمة بواقعها الملغوم .
2- بعد فلسفي حكمي :
نأت كراف الخطايا عن المباشرة والتقريرية الفجة . ونسخ الواقع بتلك الأمانة الممقوتة .. تلك الأمانة التي تنبري لوصف الأشياء بأوصافها وتسميتها بأسمائها وسرد الأحداث بحيثياتها ..
هذه الأمانة النمطية التي تحي الواقع وتفضحه بقتل النص ارتفع الروائي عنها ، بجعل الواقع يتقهقر أمام مخيلة خلاقة وفلسفة عميقة .. جعلت من البلاط البارد عنوانا للقهر ومن الخف النسوي رمزا وشفرة لمعنى في بطن الراوي ، يسهر النقاد جراها ويختصمون .
الرواية ذات ثقل فلسفي حكمي .. مشطت الساحة السياسية بذكاء ووقفت تستنطق العقول ،، فوقفنا حائرين بل متأملين لسلة قضايا يطرحها فالروائي يبرز ثنائيات ضدية كثيرة تصطرع بنمط درامي متفرد يغلب عليه عنصر المفاجأة وتختزل – هذه الثنائيات – الصراع الأبدي ؛ صراع الخير والشر ، الطاعة والمعصية فكانت ثنائيات- التمرد الإلتزام- الظلم العدالة – النور الظلام -
الحب البغض- العقل الجنون - ....
3- بعد ديني أخلاقي :
راعى الروائي طبيعة البشر التي جبلوا عليها وابتعد تبعا لذلك عن المثالية المأدلجة التي تجمد النص وتجعله جسدا بلا روح ,,
فمنصور البطل بشر ، يعصي خالقه ويتوب ويحس بوخز الضمير وتقريعه .
هو بشر وانسان من حيث أنه محكوم بحتميات : حتمية الإنتماء إلى مجتمع ما
،، وتاريخ ما وواقع ما
فحاول منصور التمرد عليه ليبعث ذاتيته المغيبة وحروفه المكممة .
الصراع الدائر بداخله صراع طبيعي كل إنسان وعاشه ويقف الراوي في النص كمصحح أخلاقي وموجه ديني مما يمنح الرواية بعدا رساليا يرفعها عن حمأة الأدب المكشوف او أدب القشور أو – إن شئت – الأدب التسلوي .
حاول لحيلح الراوي تقديم الإسلام المعتدل كما حاول من خلال أبطاله وأحداثه فضح الممارسات المشينة والمسيئة لشرعة الإسلام السمحة بشكل ذكي ومحبوك ، فالمتلقي لا يشعر البتة بحشو الإيديولوجيات في النص بل تماهت في النسيج اللغوي مما يمنح النص القدرة الكبرى على الإقناع ..
وأنت تقرأ الرواية . ستدرك من أنت كجزائري ، ستدرك أيضا أن انتماءك – كما هو – ليشس حتمية تاريخية ولا جبر بل يمكن أن تعدل من انتماءك بخروجك عن جلباب من سبقوك والإقرار بذاتيتك المبدعة
أنت حين تقرأ الرواية ستحولك من بيدق تافه إلى محرك لهذا البيدق
ومن جسم يتحرك خفية في الظلمة إلى نور يشع مع النور الأكبر
ومن جزائري مفعول به إلى جزائري فاعل وفي أضعف الحوال نائب فاعل
ولا بد وأنك بعد قراءتها ستغير فكرتك عن العقل والجنون فهذه التعاريف التي وقرت في أذهاننا هي تعاريف مسيسة مأدلجة لهما...
منقول لصاحبته
الأستاذة : حورية بكوش