المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم


ibrahim hano
2013-06-11, 15:10
” يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم “

جاء في الخبر : أن نمرود بنى صرحاً طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعاً .
قال ابن إسحاق : وجمعوا الحطب شهراً ثم أوقدوها ، واشتعلت واشتدت ، حتى إن كان الطائر ليمر بجنباتها فيحترق من شدة وهجها . ثم قيدوا إبراهيم ووضعوه في المنجنيق مغلولاً ً .
وروى أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إن إبراهيم حين قيدوه ليلقوه في النار ، قال : لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك ، قال : ثم رموا به في المنجنيق من مضرب شاسع ،
فضجت السماوات والأرض ومن فيهن من الملائكة وجميع الخلق ، إلا الثقلين ضجةً واحدة : ربنا ! إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره يحرق فيك فأذن لنا في نصرته .
فقال الله تعالى : ” إن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك وإن لم يدع غيري فأنا أعلم به وأنا وليه ” ، فلما أرادوا إلقاءه في النار ، أتاه خزان الماء - وهو في الهواء - فقالوا : يا إبراهيم إن أردت أخمدنا النار بالماء . فقال : لا حاجة لي إليكم .
وأتاه ملك الريح فقال : لو شئت طيرت النار . فقال : لا . ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : ” اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس أحد يعبدك غيري حسبي الله ونعم الوكيل “ .
عن ابن عباس أنه قال : ” حسبي الله ونعم الوكيل ” قالها إبراهيم حين ألقي في النار ، وقالها محمد حين قالوا : ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) [ آل عمران : 173 ] .

وذكر بعض السلف أنه عرض له جبريل وهو في الهواء ، فقال : ألك حاجة؟ فقال : أما إليك فلا [ وأما من الله فبلى ] , فقال الله تعالى وهو أصدق القائلين : يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم
قال بعض العلماء : جعل الله فيها برداً يرفع حرها ، وحراً يرفع بردها ، فصارت سلاماً عليه .
قال أبو العالية : ولو لم يقل برداً وسلاماً لكان بردها أشد عليه من حرها ، ولو لم يقل على إبراهيم لكان بردها باقياً على الأبد .
وقال علي وابن عباس : لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من بردها
وقال كعب الأحبار : لم ينتفع [ أحد ] يومئذ بنار ، ولم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه . . فأقام في النار سبعة أيام لم يقدر أحد أن يقرب من النار ، ثم جاءوا فإذا هو قائم يصلي .
وقال المنهال بن عمرو : قال إبراهيم : “ ما كنت أياماً وليالي قط أطيب عيشاً إذ كنت فيها ، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها “
وقال كعب وقتادة والزهري : ولم تبق يومئذ دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه ؛ فلذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتلها وسماها فويسقة
وقال أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة قال : إن أحسن [ شيء ] قال أبو إبراهيم - لما رُفع عنه الطبق وهو في النار ، وجده يرشح جبينه - قال عند ذلك : نعم الرب ربك يا إبراهيم .
* * *
من تفسير القرطبي وَ ابن كثير
اللهُمَّ ارزقنا يقيناً كـ يقين إبراهيم عليه السلام ، وكُن لنا نصيراً في جميع أحوالنا كما كُنت لإبراهيم عليه السلام

Broken Angel
2013-06-12, 11:22
بارك الله فيك على الطرح القيم
http://www10.0zz0.com/2013/06/03/09/721826398.gif (http://www.0zz0.com)