المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم (ج 2 )


Peerless
2013-06-11, 14:46
بسم الله الرحمن الرحيم


• ومن وسائل تربية
النفس على حب النبي - صلى الله عليه وسلم - تذكُّر شفاعتِه
لأمته يوم القيامة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يجمع الله
الناسَ يوم القيامة فيهتمُّون لذلك، فيقولون: لو استشفعنا على
ربِّنا حتى يُرِيحَنا من مكاننا هذا، قال: فيأتون آدم
- عليه السلام - فيقولون: أنتَ آدمُ أبو الخلق، خلقَك الله
بيدِه، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفعْ لنا
عند ربِّك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لستُ
هُنَاكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها،
ولكن ائتوا نوحًا أولَ رسولٍ بعثه الله، فيأتون
نوحًا - عليه السلام - فيقول: لستُ هُنَاكم، فيذكر خطيئته التي
أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا إبراهيم
- عليه السلام - الذي اتَّخذه الله خليلًا، فيأتون إبراهيم -
عليه السلام - فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته
التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا موسى - عليه
السلام - الذي كلَّمه الله، وأعطاه التوراة، فيأتون
موسى - عليه السلام - فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي
أصاب فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا عيسى روحَ الله
وكلمتَه، فيأتون عيسى روح الله وكلمته، فيقول: لستُ
هُنَاكم، ولكن ائتُوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدًا قد
غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فيأتوني،
فأستأذنُ على ربِّي، فيُؤذَن لِي، فإذا أنا رأيتُه، وقعتُ
ساجدًا فيَدَعُنِي ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفعْ رأسَك،
قُلْ تُسْمَع، سَلْ تُعْطَه، اشفعْ تشفَّعْ، فأرفعُ
رأسي فأحمدُ ربِّي بتحميدٍ يعلِّمُنيه ربي، ثم أشفعُ
فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُخرِجهم من النار، وأُدخِلهم الجنة، ثم
أَعُود فأَقَع ساجدًا، فيَدَعُنِي ما شاء الله أن
يَدَعَنِي، ثم يقال: ارفعْ رأسَك يا محمدُ، قُلْ تُسْمَع، سَلْ
تُعْطَه، اشفعْ تشفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأحمدُ ربي بتحميدٍ
يعلِّمُنيه، ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حدًّا فأُخرِجهم من
النار، وأُدخِلهم الجنة، قال – الرواي -: فلا أدري في الثالثة
أو في الرابعة قال: فأقول: يا ربِّ ما بَقِي في
النارِ إلا مَن حبسه القرآن))؛ أي: وَجَب عليه الخلود .

فالشفاعة العظمى يوم القيامة لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - والشفاعة لعُصَاة أمتِه - صلى الله عليه وسلم - كما
قال - عليه الصلاة والسلام -: ((شفاعتي لأهل
الكبائر من أمتي)) .

وشفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تُنَال بأسباب؛ منها:

• الإخلاص في قول كلمة
التوحيد، وذلك عن طريق تحقيق التوحيد لله - عز وجل - وعدم
الإشراك به؛ فقد جاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه
- مرفوعًا: ((أسعدُ الناس بشفاعتي مَن قال: لا إله إلا الله
خالصًا من قلبه)) .

• الترديد مع الأذان
وقول الدعاء الوارد؛ لحديث جابر مرفوعًا: ((إذا سَمِعتُم
النداءَ، فقولوا مثلَ ما يقول ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه مَن
صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا
الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من
عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمَن سأل لي
الوسيلة حلَّتْ له الشفاعة)).

• كثرة صلاة النافلة؛
فقد جاء في حديث ربيعة بن كعب قال: قال لي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ((سَلْنِي أُعْطِك))، قلتُ: يا رسول
الله، أنظرني أنظر في أمري، قال: ((فانظرْ في أمرك))، قال:
فنظرت، فقلت: إن أمر الدنيا ينقطعُ فلا أرى شيئًا خيرًا من
شيء آخذه لنفسي لآخرتي، فدخلتُ على النبي - صلى الله
عليه وسلم - فقال: ((ما حاجتُك؟))، فقلت: يا رسول الله؛ اشفعْ
لي إلى ربِّك - عز وجل - فليعتقني من النار، فقال:
((مَن أمرك بهذا؟))، فقلتُ: لا والله يا رسول الله، ما أمرني به
أحدٌ، ولكني نظرتُ في آمري فرأيتُ أن الدنيا زائلةٌ
من أهلها، فأحببتُ أن آخذ لآخرتي، قال: ((فأعنِّي على نفسِك
بكثرةِ السجود)).

• الصلاة على الرسول -
صلى الله عليه وسلم - عشرًا في الصباح والمساء، عن أبي الدرداء
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن صلَّى
على حين يُصبِح عشرًا، وحين يمسي عشرًا؛ أدركتْه شفاعتي يوم
القيامة)).

• ومن وسائل تربية
الناشئة على حبِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - معرفةُ سيرتِه،
وبيان هَدْيِه، وخُلُقه، وفضله، وما اشتملتْ عليه
هذه النفس من رحمةٍ ورأفةٍ للمؤمنين.

كان الزهري - رحمه الله - يقول: في علم المغازي علم الآخرة والدنيا .

وقد بلغ من حرصِهم على تعليم أولادهم سيرة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وسراياه، أنهم جعلوها قرينةَ القرآن
الكريم من حيث الأولوية، يقول زين العابدين علي بن
الحسين - رضي الله عنه -: كنا نُعلّم مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسراياه كما نعلّم السورة من القرآن.

وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عن الجميع - قال : كان أبِي يعلِّمنا المغازي ويعدُّها علينا، ويقول : يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيِّعوا ذكرها".

فنجد مما سبقَ محطاتٍ نتزوَّد بها لحياةٍ مليئةٍ بحب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما عاشها الصحابة والسلف
الصالح - رضوان الله تعالى عليهم - فعن عبدة بنت
خالد بن معدان قالت: ما كان خالد يأوي إلى فراشٍ إلا و هو
يَذكُر من شوقِه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى
أصحابه من المهاجرين والأنصار يسمِّيهم، ويقول : هم
أَصْلِي وفصلي، وإليهم يحنُّ قلبي، طال شوقي إليهم، فعجِّل ربي
قبضي إليك حتى يغلبه النوم.

وقال إسحاق التجيبي:
كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده لا
يذكرونه إلا خشعوا واقشعرَّتْ جلودهم، وبكوا، وقال مالك - وقد
سئل عن أيوب السختياني -: ما حدثتُكم عن أحدٍ إلا
وأيوب أفضلُ منه، وقال : وحجَّ حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه
غير أنه كان إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى حتى
أرحمه.

وقال مصعب بن عبدالله:
كان مالكٌ إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -
يتغيَّر لونُه، وينحنِي حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا
في ذلك، فقال: لو رأيتُم ما رأيتُ لَمَا أنكرتُم
عليَّ ما ترون، ولقد كنتُ أرى محمد بن المُنْكَدِر - وكان سيد
القراء - لا نكاد نسألُه عن حديثٍ أبدًا إلا يبكي حتى
نرحمه.

وقال ثابت البناني لأنس بن مالك - رضي الله عنه -: أعطني عينيك التي رأيتَ بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبِّلَها.

وعن جُبَير بن نفير عن أبيه قال:
جلسنا إلى المِقْدَاد بن الأسود يومًا فمرَّ به رجلٌ،
فقال: طوبَى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - والله لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ
وشَهِدنا ما شهدت.

اللهم اجعلنا من صالحي أمته، واحشُرْنا يوم القيامة
في زُمْرَته، سبحانك ربِّك رب العزة عما يصفون وسلام على
المرسلين والحمد لله رب العالمين

وكتبه:
همام بن عبدالرحمن الحارثي
2/2/1434هـ

Peerless
2013-06-23, 14:40
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم

انك حميد مجيد

حذيفة بن اليمان
2013-06-23, 21:58
صل الله عليه و سلم
في ميزان حسناتك
شكرا على الجزء الثاني

Broken Angel
2013-06-26, 14:37
بارك الله فيك على الطرح القيم صلى الله عليه وسلم

http://www3.0zz0.com/2013/06/25/20/124567338.gif (http://www.0zz0.com)

Peerless
2013-06-26, 14:53
صل الله عليه و سلم
في ميزان حسناتك
شكرا على الجزء الثاني


بارك الله فيك على الطرح القيم صلى الله عليه وسلم




بارك الله فيكما وشكرا على المرور

حذيفة بن اليمان
2013-06-28, 15:08
صل الله عليه و سلم
بارك الله فيك