الصفائي
2013-06-11, 09:42
في مثل هذا اليوم، السادس من الشهر السادس، من عام 1967، هاجمت إسرائيل، وهي الكيان الغاصب الذي زُرِع في قلب الأمة، سوريا والأردن ومصر، وفي ظرف 6 ساعات حطمت القوة الجوية المصرية، التي كانت الدعاية الرسمية آن ذاك تصفها بأنها لا تُقهر، وفي الأيام الموالية إحتلت سيناء، كما احتلت الجولان، وأجزاءا أخرى من فلسطين، بما فيها القدس، وفي ظرف ستة أيام أحكَمَت سيطرتها على تلك المناطق، وهزمت جيوشا عربية عدة. وفي حين كانت إسرائيل تعبث في الأرض والسماء العربية، كان أحمد سعيد، في إذاعة صوت العرب، يتحدث عن الإنتصارات المتتالية الساحقة للجيش المصري، وإسقاط العشرات من الطائرات وتدمير القوة الإسرائيلية البرية والجوية، التي حققها الجنود الأشاوس بقيادة الزعيم المُلهم، الذي لا يقهر، جمال عبد الناصر.
كان عبد الناصر قبل ذلك قد جعلت منه البروباغاندا الرسمية شبه إله، بل أن أحدهم قال مدحا فيه، كما قال شاعرٌ أندلسي من قبل:
” ما شئت أنت لا ما شاءت الأقدار، فاحكم فأنت الواحد القهار “
كان يُصور على أنه زعيم الأمة بلا منازع، مُلهم الجماهير، صانع الأمجاد، المنتصر بلا قتال، الذي سيرمي اليهود الغزاة في البحر، وهو ما جعله يحكم فلا مُعقب لحكمه، ويستبد فيُوصف بمعبود الجماهير، ويقتل و يسجن ويعذب الأحرار والأشراف، فيوصف بقاهر الأعداء.
وعلى رغم الهزيمة النكراء، والتي سُميت خداعا بالنكسة، أخرِجَت الجماهير لتهتف بحياته، حتى وإن حُطمت الأوطان وأهينت كرامة الإنسان، وأذِلت أمة بأكملها.
إن الذي جعل من عبد الناصر، ومن معه، وأمثاله عبر التاريخ من قبله ومن بعده، يفعلون ما شاؤوا فلا يُحاسَبون، ولا يُسألون، هو ما أسماه المفكر العظيم مالك بن نبي ” عندما تغرب الفكرة، يبزغ الصنم “. غابت الأفكار وتقدم الأفاكون والمادحون الكاذبون الصفوف، فإذا بهم يُهلكون الرجل ومعه الأوطان.
إن الحاكم، أي كان، ملكا أو رئيسا، سلطانا أو أميرا، بشرٌ في نهاية المطاف، وإن عدم محاسبته ومساءلته من المحكومين، أو ممن يمثلهم، تجعل منه جبارا، طاغيا، متكبرا، عنيدا، يستبد بالأمر ولا يُورِي الناس إلا ما يرى.
وهو وقد فعل، فسيؤول الأمر إلى الكارثة، حتى وإن أحسن عملا، أو هزم عدوا، أوأغنى فقيرا… إن الكوارث الناجمة عن الإستبداد ستلحق بالشعب والوطن عاجلا أو آجلا.
إن القابلية للإستبداد تتشكل من الخضوع والخنوع، وتتعاظم بالخوف والرياء، وتكبر مع الأيام، فتصنع وحوشا بشرية تملأ حياة الناس يأسا وبؤسا وفسادا، وتُمهد الطريق للإستعمار الخارجي.
إن التخلص من القابلية للإستبداد هو الكفيل وحده بأن لا نُستعبد، من الداخل أو من الخارج، أو منهما معا.
محمد العربي زيتوت
المصدر:http://www.mohamedzitout.com
كان عبد الناصر قبل ذلك قد جعلت منه البروباغاندا الرسمية شبه إله، بل أن أحدهم قال مدحا فيه، كما قال شاعرٌ أندلسي من قبل:
” ما شئت أنت لا ما شاءت الأقدار، فاحكم فأنت الواحد القهار “
كان يُصور على أنه زعيم الأمة بلا منازع، مُلهم الجماهير، صانع الأمجاد، المنتصر بلا قتال، الذي سيرمي اليهود الغزاة في البحر، وهو ما جعله يحكم فلا مُعقب لحكمه، ويستبد فيُوصف بمعبود الجماهير، ويقتل و يسجن ويعذب الأحرار والأشراف، فيوصف بقاهر الأعداء.
وعلى رغم الهزيمة النكراء، والتي سُميت خداعا بالنكسة، أخرِجَت الجماهير لتهتف بحياته، حتى وإن حُطمت الأوطان وأهينت كرامة الإنسان، وأذِلت أمة بأكملها.
إن الذي جعل من عبد الناصر، ومن معه، وأمثاله عبر التاريخ من قبله ومن بعده، يفعلون ما شاؤوا فلا يُحاسَبون، ولا يُسألون، هو ما أسماه المفكر العظيم مالك بن نبي ” عندما تغرب الفكرة، يبزغ الصنم “. غابت الأفكار وتقدم الأفاكون والمادحون الكاذبون الصفوف، فإذا بهم يُهلكون الرجل ومعه الأوطان.
إن الحاكم، أي كان، ملكا أو رئيسا، سلطانا أو أميرا، بشرٌ في نهاية المطاف، وإن عدم محاسبته ومساءلته من المحكومين، أو ممن يمثلهم، تجعل منه جبارا، طاغيا، متكبرا، عنيدا، يستبد بالأمر ولا يُورِي الناس إلا ما يرى.
وهو وقد فعل، فسيؤول الأمر إلى الكارثة، حتى وإن أحسن عملا، أو هزم عدوا، أوأغنى فقيرا… إن الكوارث الناجمة عن الإستبداد ستلحق بالشعب والوطن عاجلا أو آجلا.
إن القابلية للإستبداد تتشكل من الخضوع والخنوع، وتتعاظم بالخوف والرياء، وتكبر مع الأيام، فتصنع وحوشا بشرية تملأ حياة الناس يأسا وبؤسا وفسادا، وتُمهد الطريق للإستعمار الخارجي.
إن التخلص من القابلية للإستبداد هو الكفيل وحده بأن لا نُستعبد، من الداخل أو من الخارج، أو منهما معا.
محمد العربي زيتوت
المصدر:http://www.mohamedzitout.com