المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفقًا بالصغار


abedalkader
2013-06-08, 12:50
السلام عليكم
.
.
.
رفقًا بالصغار:
عن أنس بن مالك قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا، ولي أخ صغير يكني أبا عمير، وكان له نغر يلعب به فمات، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فرآه حزينًا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (4969)].
فتأمل أيها المربي الفاضل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالأطفال، يرفق بحالهم، فأبو عمير، حزين لأن طائره قد مات، فانظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو يرفق بحال هذا الطفل، ويعطف عليه، أفلا يكون حري بنا أن نكون رفقاء بأبنائنا ونحن نُعلمهم ونوجههم، فقد كان عليه الصلاة والسلام أرفق الخلق مع الناس، فلولا هذه الرحمة و الشفقة، لذهب الناس من حوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
(أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك.
{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا} أي: سيئ الخلق {غَلِيظَ الْقَلْبِ} أي: قاسيه، {لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ.
فالأخلاق الحسنة في الدين، تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص،
والأخلاق السيئة في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه،
مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟!
أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم، من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله) [تفسير السعدي، (1/154)].

إن من أهم الأشياء الواجب على الوالد فعلها هو أن يكون رحيمًا بأولاده محبًا لهم مراعيًا لقدراتهم، فالابن في صغره يحتاج إلى من يعطف عليه، ويرفق به، ويعامله بلطف (وقد وجه الإسلام إلى حسن المعاملة مع كل الناس ولا سيما الأقربين
فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90].
وقال سبحانه وتعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: 83]،
وفي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي عنه عليه الصلاة والسلام: (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (4941)]،
من حسن معاملة الأولاد مخاطبتهم بأطيب الكلام وملاطفتهم في الحديث، ومن حسن معاملتهم غرس الثقة في نفوسهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن رغباتهم وطموحاتهم وإشعارهم بأهميتهم كأعضاء صالحين في دائرة الأسرة والمجتمع) [كيف نربي أبناءنا تربية صالحة، حمد حسن رقيط، ص(27)].

وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تحض على الرحمة بالأبناء:
فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم، يبرأ ممن لا يرحم الصغير، فقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (5444)].
ـ ويقول عليه الصلاة والسلام مادحًا الأب الذي يعطف على ولده ويعامله بلطف: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترحمه، قال: نعم، قال: فالله ارحم بك منك به وهو أرحم الراحمين) [صححه الألباني في الأدب المفرد، (377)].
ـ وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم أن حتى الذي لا يُقبل أبناؤه قد نُزعت من قلبه الرحمة والشفقة، فعن عائشة قالت: (جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟) [متفق عليه].
...............................................
والسلام عليكم
:dj_17: