لحن الفرح
2013-06-07, 00:47
سيداتٌ يتَّبعن حميات غذائية صارمة لإنجاب الذكور
يتسبب جنس الجنين في إحداث حالة من الطوارئ داخل بعض الأسر، فلازالت العائلات الجزائرية ترفض إنجاب البنات، لتجد
المرأة نفسها أمام واقع مفروض عليها يقتضي إنجاب ولد ذكر "وليّ العهد"، ليحمل اسم العائلة في المستقبل القريب، ويكون السند والدعم لوالديه، ويتولى إدارة شؤون الأسرة عندما يكبر، بينما تجد عائلات أخرى تكرر عملية الإنجاب مرة تلو الأخرى لإنجاب بنت تدخل البهجة في نفس والديها، خاصة إذا سبق لهما إنجاب الذكور، فيجد الوالدان نفسيهما بحاجة لبنت ترافقهما وتؤنسهما وتغدق عليهما بحنانها. وبين الذكر والأنثى تحتار المرأة، وتصبح هي المسئولة أمام العائلة، فتبحث عن وصفات وبرنامج غذائي خاص لعلها تحصل على الولد المنشود.
تعمد بعض النساء إلى اتِّباع أساليب وطرق لإنجاب الذكر متبعة شتى الوصفات الشعبية والعلمية، حتى وإن لم يثبت شيء عن صحتها، ورغم أن الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة قد أثبتت أن الرجل هو المسئول عن تحديد جنس الجنين، لأنه يحمل نوعين من الكروموزومات الأنثوية والذكرية، إلا أنه مؤخرا انتشرت على شبكة الانترنت برامج وحميات غذائية يجب على السيدات الالتزام بها قبل شهرين من وقوع الحمل، وهي ستساعدها في اختيار جنس الجنينو بعد أن تكون قد حضّرت له الوسط المناسب. واستندت هذه البرامج إلى وجود علاقة بين غذاء المرأة ونوع الجنين، ما يزيد من احتمال إنجاب مواليد تحت الطلب، فتناول الأغذية الغنية بالسُّعرات الحرارية المحتوية على الصوديوم، والبوتاسيوم كالكمثري أي الإجاص وإكثار الزوج من شرب الزنجبيل، تناول الملح بالنسبة للرجل والمرأة، تناول الفواكه بكثرة والسمك وكل أنواع اللحوم، ماعدا الدجاج، مع الابتعاد عن الأجبان والألبان، المقليات واغتسال المرأة ببيكاربونات الصوديوم.. يجتذب جدار الخلية البويضة الحاملة للحيوانات المنوية الذكرية، وسيساعد على إنجاب الذكر.
في حين أن زيادة الأغذية المحتوية على الكالسيوم مع انخفاض الصوديوم والبوتاسيوم، وتناول المكسرات بكثرة والحلويات والسكريات، والابتعاد عن الملح تماما، والإكثار من تناول التمر تجتذب الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الأنثوي، وتستبعد الحامل الذكري.
وتنتشر بين النساء الراغبات في إنجاب جنس معين خرافاتٌ ومعتقدات شعبية لا أساس لها من الصحة شرعا أو علميا، فمثلا يقال إنه على المرأة الراغبة في إنجاب ذكر النوم على الجانب الأيمن دائما، أما التي تريد إنجاب الأنثى فتنام على الجانب الأيسر طيلة 3 أشهر الأولى من الحمل، كما أن تغيير سرير الزوجية ووضعه ناحية الشمال رمز الذكورة، حتى إن هناك من يعتمد الجدول الصيني ليكون المولود ذكرا.
ولأن الهوس بإنجاب الذكور فاق كل الحدود، وجدنا السيدة "ن.راضية"، في الثلاثينات من العمر، أم لأربع بنات، حامل في شهرها الأخير بقسم الولادات بمستشفى "بارني"، تتحدث عن تجربتها مع الحمية الغذائية حيث تقول: "عائلة زوجي ينحدرون من منطقة القبائل، ونحن نقيم جميعا في منزل واحد، ولأنه الولد الوحيد في عائلته، تتوق أسرته إلى ولد من صلبه يحمل اسمه، وفي كل مرة أضع أنثى يخيب ظنهم، لقد اتبعت الحمية الغذائية مرتين ولم أنجح، لأنني كنت أشرب القهوة، وفي هذه المرة لم أرد التعرف على جنس الجنين، رغم تهديدات حماتي بإعادة تزويج ابنها، المهم أن أكون بصحة جيدة".
وفي هذا الصدد، أكدت لنا السيدة "كروش" وهي قابلة بقسم أمراض النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا، أنه يوجد بالفعل نظام غذائي تنصح الطبية أو القابلة السيدة التي ترغب في إنجاب جنس معين باتباعه قبل وقوع الحمل بشهرين، وتستمر فيه إلى أن يحصل، وهو يقوم أساسا على النظام الغذائي، وبعض الأساليب تشرحها لها المختصة المشرفة على علاجها، إلا أن القابلة أوضحت لنا أن هذه الحِمية الغذائية ليست ناجعة مئة بالمئة، فهناك سيداتٌ حالفهن الحظ وأنجبن الجنين المراد وكثيرات خاب ظنهن.
وأشارت السيدة "كروش" إلى أنه من الواجب على السيدات الراغبات في إنجاب الذكور الحرص على تناول الملح وملعقة من المغنسيوم يوميا، أما الراغبات في إنجاب الإناث فعليهن الابتعاد عن المملّحات نهائيا والمنبهات، واتباع حمية تقوم أساسا على السكريات والحلويات، مستطردة أن المرأة هي التي تحضر الوسط القلوي؛ فالحيوانات المنوية تحمل الكروموزومات الأنثوية والذكرية، هذه الأخيرة سريعة جدا لكنها تموت بسرعة، أما الأنثوية فهي بطيئة، ولكنها أطول عمرا، لذا يجب على الراغبات في إنجاب الذكور تحري أيام الخصوبة والاغتسال ببيكاربونات الصوديوم.
من جهته، أوضح الدكتور كرفة صلاح الدين، وهو طبيب مختص في طب النساء والتوليد، أن حمية تحديد جنس المولود ثابتة علميا، وهي تزيد من احتمالات إنجاب جنين معين، إلا أنه لا يوجد أي ضمان للسيدة الملتزمة به بنجاحه، مشيراً إلى أن الحِمية تُمنح على حسب طلب ورغبة السيدة، فهناك الكثير من السيدات اللواتي سبق لهن إنجاب البنات يطلبن حمية خاصة لإنجاب الذكور قبل 3 أو 5 أشهر من وقوع الحمل، وتعتمد أساسا على النظام الغذائي، ويمكنها معرفة جنس الجنين بداية من الشهر الثالث، مردفا أن جنس الجنين يتحدد في اليوم الأول، ولا جدوى من الاستمرار في الحِمية.
المصدر : جريدة الشروق
يتسبب جنس الجنين في إحداث حالة من الطوارئ داخل بعض الأسر، فلازالت العائلات الجزائرية ترفض إنجاب البنات، لتجد
المرأة نفسها أمام واقع مفروض عليها يقتضي إنجاب ولد ذكر "وليّ العهد"، ليحمل اسم العائلة في المستقبل القريب، ويكون السند والدعم لوالديه، ويتولى إدارة شؤون الأسرة عندما يكبر، بينما تجد عائلات أخرى تكرر عملية الإنجاب مرة تلو الأخرى لإنجاب بنت تدخل البهجة في نفس والديها، خاصة إذا سبق لهما إنجاب الذكور، فيجد الوالدان نفسيهما بحاجة لبنت ترافقهما وتؤنسهما وتغدق عليهما بحنانها. وبين الذكر والأنثى تحتار المرأة، وتصبح هي المسئولة أمام العائلة، فتبحث عن وصفات وبرنامج غذائي خاص لعلها تحصل على الولد المنشود.
تعمد بعض النساء إلى اتِّباع أساليب وطرق لإنجاب الذكر متبعة شتى الوصفات الشعبية والعلمية، حتى وإن لم يثبت شيء عن صحتها، ورغم أن الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة قد أثبتت أن الرجل هو المسئول عن تحديد جنس الجنين، لأنه يحمل نوعين من الكروموزومات الأنثوية والذكرية، إلا أنه مؤخرا انتشرت على شبكة الانترنت برامج وحميات غذائية يجب على السيدات الالتزام بها قبل شهرين من وقوع الحمل، وهي ستساعدها في اختيار جنس الجنينو بعد أن تكون قد حضّرت له الوسط المناسب. واستندت هذه البرامج إلى وجود علاقة بين غذاء المرأة ونوع الجنين، ما يزيد من احتمال إنجاب مواليد تحت الطلب، فتناول الأغذية الغنية بالسُّعرات الحرارية المحتوية على الصوديوم، والبوتاسيوم كالكمثري أي الإجاص وإكثار الزوج من شرب الزنجبيل، تناول الملح بالنسبة للرجل والمرأة، تناول الفواكه بكثرة والسمك وكل أنواع اللحوم، ماعدا الدجاج، مع الابتعاد عن الأجبان والألبان، المقليات واغتسال المرأة ببيكاربونات الصوديوم.. يجتذب جدار الخلية البويضة الحاملة للحيوانات المنوية الذكرية، وسيساعد على إنجاب الذكر.
في حين أن زيادة الأغذية المحتوية على الكالسيوم مع انخفاض الصوديوم والبوتاسيوم، وتناول المكسرات بكثرة والحلويات والسكريات، والابتعاد عن الملح تماما، والإكثار من تناول التمر تجتذب الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الأنثوي، وتستبعد الحامل الذكري.
وتنتشر بين النساء الراغبات في إنجاب جنس معين خرافاتٌ ومعتقدات شعبية لا أساس لها من الصحة شرعا أو علميا، فمثلا يقال إنه على المرأة الراغبة في إنجاب ذكر النوم على الجانب الأيمن دائما، أما التي تريد إنجاب الأنثى فتنام على الجانب الأيسر طيلة 3 أشهر الأولى من الحمل، كما أن تغيير سرير الزوجية ووضعه ناحية الشمال رمز الذكورة، حتى إن هناك من يعتمد الجدول الصيني ليكون المولود ذكرا.
ولأن الهوس بإنجاب الذكور فاق كل الحدود، وجدنا السيدة "ن.راضية"، في الثلاثينات من العمر، أم لأربع بنات، حامل في شهرها الأخير بقسم الولادات بمستشفى "بارني"، تتحدث عن تجربتها مع الحمية الغذائية حيث تقول: "عائلة زوجي ينحدرون من منطقة القبائل، ونحن نقيم جميعا في منزل واحد، ولأنه الولد الوحيد في عائلته، تتوق أسرته إلى ولد من صلبه يحمل اسمه، وفي كل مرة أضع أنثى يخيب ظنهم، لقد اتبعت الحمية الغذائية مرتين ولم أنجح، لأنني كنت أشرب القهوة، وفي هذه المرة لم أرد التعرف على جنس الجنين، رغم تهديدات حماتي بإعادة تزويج ابنها، المهم أن أكون بصحة جيدة".
وفي هذا الصدد، أكدت لنا السيدة "كروش" وهي قابلة بقسم أمراض النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا، أنه يوجد بالفعل نظام غذائي تنصح الطبية أو القابلة السيدة التي ترغب في إنجاب جنس معين باتباعه قبل وقوع الحمل بشهرين، وتستمر فيه إلى أن يحصل، وهو يقوم أساسا على النظام الغذائي، وبعض الأساليب تشرحها لها المختصة المشرفة على علاجها، إلا أن القابلة أوضحت لنا أن هذه الحِمية الغذائية ليست ناجعة مئة بالمئة، فهناك سيداتٌ حالفهن الحظ وأنجبن الجنين المراد وكثيرات خاب ظنهن.
وأشارت السيدة "كروش" إلى أنه من الواجب على السيدات الراغبات في إنجاب الذكور الحرص على تناول الملح وملعقة من المغنسيوم يوميا، أما الراغبات في إنجاب الإناث فعليهن الابتعاد عن المملّحات نهائيا والمنبهات، واتباع حمية تقوم أساسا على السكريات والحلويات، مستطردة أن المرأة هي التي تحضر الوسط القلوي؛ فالحيوانات المنوية تحمل الكروموزومات الأنثوية والذكرية، هذه الأخيرة سريعة جدا لكنها تموت بسرعة، أما الأنثوية فهي بطيئة، ولكنها أطول عمرا، لذا يجب على الراغبات في إنجاب الذكور تحري أيام الخصوبة والاغتسال ببيكاربونات الصوديوم.
من جهته، أوضح الدكتور كرفة صلاح الدين، وهو طبيب مختص في طب النساء والتوليد، أن حمية تحديد جنس المولود ثابتة علميا، وهي تزيد من احتمالات إنجاب جنين معين، إلا أنه لا يوجد أي ضمان للسيدة الملتزمة به بنجاحه، مشيراً إلى أن الحِمية تُمنح على حسب طلب ورغبة السيدة، فهناك الكثير من السيدات اللواتي سبق لهن إنجاب البنات يطلبن حمية خاصة لإنجاب الذكور قبل 3 أو 5 أشهر من وقوع الحمل، وتعتمد أساسا على النظام الغذائي، ويمكنها معرفة جنس الجنين بداية من الشهر الثالث، مردفا أن جنس الجنين يتحدد في اليوم الأول، ولا جدوى من الاستمرار في الحِمية.
المصدر : جريدة الشروق