* ريمة *
2009-05-08, 10:50
تشيرالتنشئة الاجتماعية في علم النفس الاجتماعي إلى العملية التي يتعلم عن طريقها الفرد كيف يتكيف مع الجماعة عند اكتسابـه للسلوك الاجتماعي الذي توافق عليه.
فالأطفال تنضج قدراتهم وتنمو وتتضح من خلال التفاعل الاجتماعي الذي يتيح لهم فرصة اكتساب السلوك الاجتماعي لذا فالتنشئة الاجتماعية هي في الواقع عملية التعلم . ويقصد بالتنشئة الاجتماعية أيضا العملية الاجتماعية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجاً في جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها ومعرفة دوره فيها.وطبقاً لهذا التعريف تكون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة ويمر الطفل بمرحلة حرجة عندما يستدمج القيم والاتجاهات والمهارات والأدوار التي تشكل شخصيته وتؤدي إلى اندماجه في مجتمعه.
ولهذا تعتبر هذه العملية ضرورية لتكوين ذات الطفل وتطوير مفهومه عن ذاته كشخص وخاصة من خلال سلوك الآخرين واتجاهاتهم نحوه ، وكذلك عن طريق تعلم كيفية أداء الأدوار الاجتماعية المختلفة الذي يؤدي بدوره إلى ظهور الذات المتميزة بالنمو السليم على أنه يمكن اعتبار أي نشاط يبذل لتعلم دور اجتماعي جديد ويمكن الشخص من أداء وظيفته كعضو في الجماعة أو المجتمع بمثابة عملية تنشئة اجتماعية. وبالرغم من ذلك فإن هناك البعض يعرفون عملية التنشئة الاجتماعية على أنها العملية التي تحدث في مرحلة الطفولة وتؤدي إلى نمو شخصية الفرد واندماجه في مجتمعه ويشيرون إلى اكتساب معرفة جديدة أو مهارة مستحدثة هي في الواقع عملية " تثقيف " أو اكتساب خصائص ثقافة جديدة .
والطفل يندرج في مجتمع متكون بالفعل وينشئ علاقات مع أفراد لهم عادات وتقاليد وأنمـاط سلوكهم وطرق قيامه بالأعمال المختلفة ، ونظرتهم إلى الأمور ومشاعرهم واحساساتهم . على أن الطفل في بدء حياته يكون بريئاً كل البراءة من هذه الأشياء ولكنه في مدى سنوات قليلة يكون قد اكتسب معظم الطرق والعادات كمكونات لشخصيته. كذلك يتضح لنا أهمية النماذج التي تمثل القدوة في التنشئة الاجتماعية بعامة وفيما يقدمه التلفاز كجهاز إعلامي مهم من نماذج القدوة للطفل من مراعاة وجود عاملين أساسيين في تحقيق الشخصية.
1. عامل ذاتـي.
2. عامل بيئـي.
وتتمشى مع عملية التنشئة الاجتماعية عمليـة أخرى لا تقل أهمية عنها بالنسبة للمجتمع، إذ يصبح هذا الفرد الإنساني حاملاً للثقافة ، أي لطابع معين من الحضارة ، استطاع أن ينقل الثقافة إلى داخله بحيث أصبحت أنماط السلوك والعادات والتقاليد وطرق التفكير الموجودة في المجتمع ، خاصة به هو ، أصبح يعمل ويفكر ويرى الأشياء ويشعر بما حوله بطرق يشترك فيها مع غيره من أفراد المجتمع.
وعلى هذا يصبح له دور مزدوج وهو أنه منتج ومستقبل لثقافة مجتمعه بعد أن كان قبل ذلك مستقبلاً فقط لهذه الثقافة.
ونموذج القدوة .. فيما تقدمه الأعمال التلفزيونية للطفل يقوم على أساس أن السلوك الإنساني سلوك مكتسب يتعلمه الطفل بتعامله مع أفراد المجتمع وهيئاته ، وعلى ذلك فإن نموذج القدوة في إطار التنشئة الاجتماعية يكسب الطفل الأفكار والقيم والمعايير بل والانفعالات التي تناسب كل نوع من أنواع الأدوار الاجتماعية في الأسرة والمهنة والدين والسياسة والتعليم والطبقة الاجتماعية .
وما يساعد برامج " القدوة " في التلفزيون على قيامها بمهمتها هذه أن المعايير الاجتماعية والأفكار والانفعالات والسلوك الإنساني مكتسبة نتيجة الاشتراك في مناشط المجتمع.
والطفل لا يكتسب من برامج القدوة في التلفزيون المعرفة والأفكار اللازمة لقيامه بالأدوار الاجتماعية المختارة فحسب ولكنه يتعلم منها أيضاً المعايير والقيم والانفعالات .
وتأسيساً على هذا الفهم يمكن القول أن برامج القدوة في التلفزيون تسهم في تحقيق الدور المكتسب بالنسـبة للطفل ، حيث يرتسم الدور الذي يعتقد أن الآخرين يتوقعون منه القيام به مستقبلاً، واضعاً لنفسه مثلاً أعلى أو قدوة لنماذج تأثيرها في مجال من المجالات ، ذلك لأن برامج القدوة في التلفزيون تقدم للأطفال (نموذج الدور ) من خلال تقديم أفراد من الذين حققوا نبوغاً في مجال من المجالات وتمثيل سلوكهم في أدوار معينة كنماذج أو قدوة يمكن أن يحتذي بها الآخرين .
وبناء على ذلك يوفر ( نموذج الدور) في التنشئة الاجتماعية معياراً يستخدم في تحديد الاتجاهات والأفعال الملائمة لشاغل الدور .
فممثل نموذج القدوة بالتلفزيون يقوم بأداء دور معين بطريقة درامية يعبر عن موقف معين من مواقف الحياة ويتصرف على نحو يلائم الشخصية التي يمثلها وهي الشخصية النموذج أو القدوة التي تعبر عن وضع معين في النسق الاجتماعي والمكانة التي يكتسبها " النموذج " عن طريق جهوده التي تتميز في أغلب الأحيان بالمنافسة واستخدام القدرات الخاصة والمعرفة والمهارة . وهي مكانة غير موروثة وبناء على ذلك تعتبر نماذج المكانة أو القدوة المهنية مكتسبة كالطبيب أو المحامي أو الفنان وتتعرض المكانة المكتسبة للمنافسة طالما إنها تعتمد على معايير تستند إلى القدرات الشخصية أكثـر من استنادها إلى عوامل متصلة بالمولـد ( كالجنس والأسرة .. الخ).
ومع التسليم بأن دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية يتعدى حدود تأثير البيت والأسـرة نظراً لأنها تنقل الطفل إلى آفاق أوسع من المعرفة كما تنقل إليه ثقافة المجتمع ككل ، فإن تأثيرها في هذا المجال لا يمكن أن يقارن بتأثير وسائل الإعلام وخاصة تأثير التلفزيون على الأطفال نظراً لارتباط الصوت بالصورة وعدم الحاجة إلى القراءة والكتابة فأكثر الأطفال يمضون أوقاتا أمام شاشة التلفزيون أكثر مما يمضونها في التحدث مع والديهم وأفراد أسرهم. والتلفزيون يعد أحد العوامل الهامة إلى جانب الأسرة والمدرسة في تنمية الطفل وتنشئته وتطبيعه اجتماعياً وتشجيعه على المشاركة في الحياة الاجتماعية.
فكما يوضح لنا " فرويد " أن الطفل في السنين الأولى من حياته يتمثل الأسلوب الاجتماعي الموجود في الثقافة التي يعيش فيها ، وذلك من خلال عملية التقمص أو التوحد بوالديه وهذا التمثل يمتد فيما بعد في حياة الطفل من خلال عملية التقمص أيضاً لمن يمثلون الوالدين في المجتمع .
ويقول " كالفن هال " بشأن فكرة " التوحد " أن لها تأثيراً كبيراً في نمو الشخصية ، فالطفل يشبه أباه شبهاً كبيراً كلما كان أبوه محققا لأهداف يحبها الصبي فإذا لم يحقق الوالدان رغبة أطفالهما اتجه الأطفال وجهة أخرى للبحث عن مثل مناسبة .
وتفترض " نماذج القدوة " في التلفزيون أن لدى جمهور الأطفال القدرة على التقمص الوجداني، أي عمل استنتاجات عن " نماذج القدوة " من خلال ما يسميه " جورج ميـد " بالقدرة على الإسقاط وتصور الطفل في ظروف النماذج التي تقدم من خلال وسائل الإعلام، تأسيساً على النظرية التي تقول بأن جمهور الأطفال يضع نفسه في ظروف ومواقف " نموذج القدوة " وفي عملية الاتصال يتحول من الاستنتاجات إلى أحد أدوار الآخرين .
وبتطور الطفل يزداد سلوكه الذي يأخذ في أدوار الآخرين ويتصرف نحو نفسه بشكل متزايد بنفس الطريقة التي يتصرف بها الآخرون نحوه، وفي الوقت نفسه يتعلم أن يضع مجموعة من الرموز ويتحكم فيها هذه الرموز ذات معنى عنده وعند الآخرين، وحينما يزود الطفل بمجموعة من الرموز يستطيع أن يبدأ في فهم الأدوار التي يأخذها ويستطيع أن يفهم كيف سيتصرف الآخرون نحوه كما يستطيع أن يبدأ فعلاً في وضع نفسه في أماكن الآخرين وينظر إلى نفسه بالطريقة التي ينظر بها الناس إليه .
ونماذج القدوة يمكن أن تكون نماذج إيجابية كما يمكن أن تكون نماذج سلبية منها المرفوض ومنها المقبول وفقاً لفلسفة المجتمع الذي تعمل فيه وسائل الإعلام. فنموذج " الرجل الخارق للطبيعة أو السوبر مان " الذي تحفل به المجلات التجارية نموذج مرفوض لأنه يستخدم القتل والدمار وغرس قيم لا يقبلها المجتمع.وبعض برامج الأطفال التي تعرض قصص كلها عنف ودمار تؤدي إلى أن الطفل قد يتصور أن العنف والدمار مبهراً ومن ثم يغرس في نفس الطفل قيم مادية لا تتناسب مع مقومات المجتمع .
وبذلك يتضح أهمية " نماذج القدوة " في البرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام في إطار عملية التنشئة الاجتماعية.
منقول...
فالأطفال تنضج قدراتهم وتنمو وتتضح من خلال التفاعل الاجتماعي الذي يتيح لهم فرصة اكتساب السلوك الاجتماعي لذا فالتنشئة الاجتماعية هي في الواقع عملية التعلم . ويقصد بالتنشئة الاجتماعية أيضا العملية الاجتماعية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجاً في جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها ومعرفة دوره فيها.وطبقاً لهذا التعريف تكون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة ويمر الطفل بمرحلة حرجة عندما يستدمج القيم والاتجاهات والمهارات والأدوار التي تشكل شخصيته وتؤدي إلى اندماجه في مجتمعه.
ولهذا تعتبر هذه العملية ضرورية لتكوين ذات الطفل وتطوير مفهومه عن ذاته كشخص وخاصة من خلال سلوك الآخرين واتجاهاتهم نحوه ، وكذلك عن طريق تعلم كيفية أداء الأدوار الاجتماعية المختلفة الذي يؤدي بدوره إلى ظهور الذات المتميزة بالنمو السليم على أنه يمكن اعتبار أي نشاط يبذل لتعلم دور اجتماعي جديد ويمكن الشخص من أداء وظيفته كعضو في الجماعة أو المجتمع بمثابة عملية تنشئة اجتماعية. وبالرغم من ذلك فإن هناك البعض يعرفون عملية التنشئة الاجتماعية على أنها العملية التي تحدث في مرحلة الطفولة وتؤدي إلى نمو شخصية الفرد واندماجه في مجتمعه ويشيرون إلى اكتساب معرفة جديدة أو مهارة مستحدثة هي في الواقع عملية " تثقيف " أو اكتساب خصائص ثقافة جديدة .
والطفل يندرج في مجتمع متكون بالفعل وينشئ علاقات مع أفراد لهم عادات وتقاليد وأنمـاط سلوكهم وطرق قيامه بالأعمال المختلفة ، ونظرتهم إلى الأمور ومشاعرهم واحساساتهم . على أن الطفل في بدء حياته يكون بريئاً كل البراءة من هذه الأشياء ولكنه في مدى سنوات قليلة يكون قد اكتسب معظم الطرق والعادات كمكونات لشخصيته. كذلك يتضح لنا أهمية النماذج التي تمثل القدوة في التنشئة الاجتماعية بعامة وفيما يقدمه التلفاز كجهاز إعلامي مهم من نماذج القدوة للطفل من مراعاة وجود عاملين أساسيين في تحقيق الشخصية.
1. عامل ذاتـي.
2. عامل بيئـي.
وتتمشى مع عملية التنشئة الاجتماعية عمليـة أخرى لا تقل أهمية عنها بالنسبة للمجتمع، إذ يصبح هذا الفرد الإنساني حاملاً للثقافة ، أي لطابع معين من الحضارة ، استطاع أن ينقل الثقافة إلى داخله بحيث أصبحت أنماط السلوك والعادات والتقاليد وطرق التفكير الموجودة في المجتمع ، خاصة به هو ، أصبح يعمل ويفكر ويرى الأشياء ويشعر بما حوله بطرق يشترك فيها مع غيره من أفراد المجتمع.
وعلى هذا يصبح له دور مزدوج وهو أنه منتج ومستقبل لثقافة مجتمعه بعد أن كان قبل ذلك مستقبلاً فقط لهذه الثقافة.
ونموذج القدوة .. فيما تقدمه الأعمال التلفزيونية للطفل يقوم على أساس أن السلوك الإنساني سلوك مكتسب يتعلمه الطفل بتعامله مع أفراد المجتمع وهيئاته ، وعلى ذلك فإن نموذج القدوة في إطار التنشئة الاجتماعية يكسب الطفل الأفكار والقيم والمعايير بل والانفعالات التي تناسب كل نوع من أنواع الأدوار الاجتماعية في الأسرة والمهنة والدين والسياسة والتعليم والطبقة الاجتماعية .
وما يساعد برامج " القدوة " في التلفزيون على قيامها بمهمتها هذه أن المعايير الاجتماعية والأفكار والانفعالات والسلوك الإنساني مكتسبة نتيجة الاشتراك في مناشط المجتمع.
والطفل لا يكتسب من برامج القدوة في التلفزيون المعرفة والأفكار اللازمة لقيامه بالأدوار الاجتماعية المختارة فحسب ولكنه يتعلم منها أيضاً المعايير والقيم والانفعالات .
وتأسيساً على هذا الفهم يمكن القول أن برامج القدوة في التلفزيون تسهم في تحقيق الدور المكتسب بالنسـبة للطفل ، حيث يرتسم الدور الذي يعتقد أن الآخرين يتوقعون منه القيام به مستقبلاً، واضعاً لنفسه مثلاً أعلى أو قدوة لنماذج تأثيرها في مجال من المجالات ، ذلك لأن برامج القدوة في التلفزيون تقدم للأطفال (نموذج الدور ) من خلال تقديم أفراد من الذين حققوا نبوغاً في مجال من المجالات وتمثيل سلوكهم في أدوار معينة كنماذج أو قدوة يمكن أن يحتذي بها الآخرين .
وبناء على ذلك يوفر ( نموذج الدور) في التنشئة الاجتماعية معياراً يستخدم في تحديد الاتجاهات والأفعال الملائمة لشاغل الدور .
فممثل نموذج القدوة بالتلفزيون يقوم بأداء دور معين بطريقة درامية يعبر عن موقف معين من مواقف الحياة ويتصرف على نحو يلائم الشخصية التي يمثلها وهي الشخصية النموذج أو القدوة التي تعبر عن وضع معين في النسق الاجتماعي والمكانة التي يكتسبها " النموذج " عن طريق جهوده التي تتميز في أغلب الأحيان بالمنافسة واستخدام القدرات الخاصة والمعرفة والمهارة . وهي مكانة غير موروثة وبناء على ذلك تعتبر نماذج المكانة أو القدوة المهنية مكتسبة كالطبيب أو المحامي أو الفنان وتتعرض المكانة المكتسبة للمنافسة طالما إنها تعتمد على معايير تستند إلى القدرات الشخصية أكثـر من استنادها إلى عوامل متصلة بالمولـد ( كالجنس والأسرة .. الخ).
ومع التسليم بأن دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية يتعدى حدود تأثير البيت والأسـرة نظراً لأنها تنقل الطفل إلى آفاق أوسع من المعرفة كما تنقل إليه ثقافة المجتمع ككل ، فإن تأثيرها في هذا المجال لا يمكن أن يقارن بتأثير وسائل الإعلام وخاصة تأثير التلفزيون على الأطفال نظراً لارتباط الصوت بالصورة وعدم الحاجة إلى القراءة والكتابة فأكثر الأطفال يمضون أوقاتا أمام شاشة التلفزيون أكثر مما يمضونها في التحدث مع والديهم وأفراد أسرهم. والتلفزيون يعد أحد العوامل الهامة إلى جانب الأسرة والمدرسة في تنمية الطفل وتنشئته وتطبيعه اجتماعياً وتشجيعه على المشاركة في الحياة الاجتماعية.
فكما يوضح لنا " فرويد " أن الطفل في السنين الأولى من حياته يتمثل الأسلوب الاجتماعي الموجود في الثقافة التي يعيش فيها ، وذلك من خلال عملية التقمص أو التوحد بوالديه وهذا التمثل يمتد فيما بعد في حياة الطفل من خلال عملية التقمص أيضاً لمن يمثلون الوالدين في المجتمع .
ويقول " كالفن هال " بشأن فكرة " التوحد " أن لها تأثيراً كبيراً في نمو الشخصية ، فالطفل يشبه أباه شبهاً كبيراً كلما كان أبوه محققا لأهداف يحبها الصبي فإذا لم يحقق الوالدان رغبة أطفالهما اتجه الأطفال وجهة أخرى للبحث عن مثل مناسبة .
وتفترض " نماذج القدوة " في التلفزيون أن لدى جمهور الأطفال القدرة على التقمص الوجداني، أي عمل استنتاجات عن " نماذج القدوة " من خلال ما يسميه " جورج ميـد " بالقدرة على الإسقاط وتصور الطفل في ظروف النماذج التي تقدم من خلال وسائل الإعلام، تأسيساً على النظرية التي تقول بأن جمهور الأطفال يضع نفسه في ظروف ومواقف " نموذج القدوة " وفي عملية الاتصال يتحول من الاستنتاجات إلى أحد أدوار الآخرين .
وبتطور الطفل يزداد سلوكه الذي يأخذ في أدوار الآخرين ويتصرف نحو نفسه بشكل متزايد بنفس الطريقة التي يتصرف بها الآخرون نحوه، وفي الوقت نفسه يتعلم أن يضع مجموعة من الرموز ويتحكم فيها هذه الرموز ذات معنى عنده وعند الآخرين، وحينما يزود الطفل بمجموعة من الرموز يستطيع أن يبدأ في فهم الأدوار التي يأخذها ويستطيع أن يفهم كيف سيتصرف الآخرون نحوه كما يستطيع أن يبدأ فعلاً في وضع نفسه في أماكن الآخرين وينظر إلى نفسه بالطريقة التي ينظر بها الناس إليه .
ونماذج القدوة يمكن أن تكون نماذج إيجابية كما يمكن أن تكون نماذج سلبية منها المرفوض ومنها المقبول وفقاً لفلسفة المجتمع الذي تعمل فيه وسائل الإعلام. فنموذج " الرجل الخارق للطبيعة أو السوبر مان " الذي تحفل به المجلات التجارية نموذج مرفوض لأنه يستخدم القتل والدمار وغرس قيم لا يقبلها المجتمع.وبعض برامج الأطفال التي تعرض قصص كلها عنف ودمار تؤدي إلى أن الطفل قد يتصور أن العنف والدمار مبهراً ومن ثم يغرس في نفس الطفل قيم مادية لا تتناسب مع مقومات المجتمع .
وبذلك يتضح أهمية " نماذج القدوة " في البرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام في إطار عملية التنشئة الاجتماعية.
منقول...