ن.عيسى
2013-06-06, 16:18
معالم مستقبلنا في ظل موضة ميكيافيليتنا
( انتهاك "حرمة " البكالورية دورة جوان 2013 ،... normal"" و ماذا بعد ?
الكل يعلم، إلا من لا يريد أن يعلم، و لا أحد يجهل، إلا من يريد أن يتجاهل ، بأن كل ما يمكن أن يسمع أو يرى في مجتمعنا الجزائري " المبارك" ، صار لا يعلق عليه إلا بكلمة واحدة بسيطة " جميلة "، خفيفة على اللسان ، محبوبة عند الشيطان ، يحبذها الجميع و تتيح للجميع، فعل كل شيء، و تبرير كل شيء ،و- لو تعلق الأمر، بالمساس بأقدس المقدسات - و ذلك لسبب بسيط جدا، هو أن الجميع، إلا من رحم ربي، صار يقدس مبدأ ميكيافلي ، بل و كأننا تلاميذه بامتياز، كيف لا? ، و شعار هذا الأخير" الغاية تبرر الوسيلة "، التصق بحياتنا إن لم نقل ، غلاف نمط كل سلوكياتنا و من اجل ذلك و" حبا" في فلسفة هذا الفيلسوف " المبجل" عندنا ، لم نبقي على شيء اسمه " مقدس لا يمس "; افعل ما شئت و قل ما شئت، المهم أن تصل إلى الغاية ، مهما كان الثمن ،و على حساب أي شيء أخر. لم يعد أحد يكترث بعظمة القيم الأخلاقية و ما قد ينجم عن ضياعها من قواميسنا لم يبقى ثمة شيء عندنا إسمه "حرمة" ، انتهاكات لا تحصى ليلا و نهارا يمارسها الجاهل و المتعلم بل و ربما أصبحت تصدر من المتعلم أكثر من الجاهل ، مدام قد غرسنا في أعماقنا "عقيدة" ، مبدأها " من أجل تحقيق الهدف تهون كل الوسائل و تسقط قداسة كل المقدسات مبريين كل ذلك بكلمة واحدة "normal" ، أي عادي ، الغش = عادي السرقة= عادي، بيع الدين= عادي .. الكل = عادي، كلمة واحدة فقط ، نتحجج بها ونختبئ ورآها ، هي وحدها تكفي عندنا و توفي بالغرض لمحو كل شيء و التخلص بالسرعة من كل العواقب، و التحرر من كل المراقبات ، الداخلية و الخارجية ، مفردة فرنسية الأصل ، لكن يبدوا أنها "جزائرية النطق و الاستعمال" ، و ماذا بعد هذا المبدأ إلا الخراب كل الخراب لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن ما أطلعتنا عليه بعض وسائل الإعلام ، خاصة شبكة الانترنت حول ما جرى مؤخرا في بعض مراكز الامتحان لنيل شهادة البكالورية ، من تجاوزات و أعمال غش، إن لم نقل هجوم و سطو على حرمة هذه الشهادة لأمر كارثي ، بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، و عواقب ذلك لا يعلمها إلا الله . أقول و أتسأل مثل ما يسأل الكثير من غيري ، هل أفعال مثل هذه ستبقي لشهاداتنا مصداقية على المستوى الدولي? هل سيقبل الغرب من شبابنا ، "شهادة مغتصبة" لالتحاق بمعاهدهم و جامعاتهم? ، أكيد أن الغرب ليس غبيا إلى هذا الحد ، ثم هل سيبقى يحترم الغرب متعلما جزائريا خريج المدرسة الجزائرية ? ، المعلوم و المعروف عن الغرب انه لا و لن يحترم الغشاشين و اللصوص . ربما يقول قائل : هذه ليست مشكلة ، فنحن "متعودين" على عدم احترام الغرب لنا ، فهو أمر إذا ليس بجديد علينا ، لكن يا ترى ، هل فينا على الأقل ، من يثق في نتائج فحص طبيب ، أو إجراء عملية جراحية عنده ، و هذا الأخير كان قد اعتمد في تكوينه على "علم الغش " ، لأن المثل يقول: " من شب على شيء ، شاب عليه" ، وبتالي ، فمن غش في امتحان البكالورية ، يستطيع أن يكرر فعلته في كل مرة ، بل و يصبح الغش و النصب جزء من مكونات شخصيته و هويته ، فبالمنطق ، أكيد ، سيعتمد على هذه التقنيات خلال طول حياته الدراسية العلية ، مدام أنه متعود منذ الصغر على ارتداء كسوة من صنع شركة جزائرية بحتة مشهورة بجودتها وطنيا اسمها شركة normal" " ، هي كسوة تقتل في النفس ، الحياء و الكبرياء ، تغتال الشهامة ، في مهدها ، إلى غير ذلك من دواعي استعمالها إن صاحب "عقيدة normal" ، تهون كل الحرمات و المحرمات أمامه و يصبح كل شيء ممكنا و متاحا ، بل و مرخصا به ، مدام النتيجة و المصلحة الشخصية هي الأهم !! ، و الله اعلم في المستقبل، إن نسن قوانين " صارمة " تحفظ و تضمن هذه العقيدة لتتحول إلى حق شرعي ! ? ، حينها سنقرأ عن وجودنا سورة ياسن ، أقول هذا، رغم أني متفائل بمستقبلنا ، إلى درجة ، يصفني ، الأقرب مني بالسخف أحيانا ، لكن أكبر ما أخشاه أن يصبح الغش في الامتحانات موضة نفتخر بها ، لان الكثير من السلوكيات كانت مجرد حالات شاذة كبرت شيئا فشيئا حتى أصبحت ، ظاهرة اجتماعية قبلنا بها و تكيفنا معها ، و ذلك ربما لأننا لم نستطع أن نصححها أو تمحيها من يومياتنا ، فصرنا نقول عنها normal.. أي مقبولة و لا شيء في ذلك ، مع أن ديننا يقول من رأى منكم منكرا فليغيره و لو بقلبه ...
و الله ايجيب الخير
ن/ عيسى
تيبازة
( انتهاك "حرمة " البكالورية دورة جوان 2013 ،... normal"" و ماذا بعد ?
الكل يعلم، إلا من لا يريد أن يعلم، و لا أحد يجهل، إلا من يريد أن يتجاهل ، بأن كل ما يمكن أن يسمع أو يرى في مجتمعنا الجزائري " المبارك" ، صار لا يعلق عليه إلا بكلمة واحدة بسيطة " جميلة "، خفيفة على اللسان ، محبوبة عند الشيطان ، يحبذها الجميع و تتيح للجميع، فعل كل شيء، و تبرير كل شيء ،و- لو تعلق الأمر، بالمساس بأقدس المقدسات - و ذلك لسبب بسيط جدا، هو أن الجميع، إلا من رحم ربي، صار يقدس مبدأ ميكيافلي ، بل و كأننا تلاميذه بامتياز، كيف لا? ، و شعار هذا الأخير" الغاية تبرر الوسيلة "، التصق بحياتنا إن لم نقل ، غلاف نمط كل سلوكياتنا و من اجل ذلك و" حبا" في فلسفة هذا الفيلسوف " المبجل" عندنا ، لم نبقي على شيء اسمه " مقدس لا يمس "; افعل ما شئت و قل ما شئت، المهم أن تصل إلى الغاية ، مهما كان الثمن ،و على حساب أي شيء أخر. لم يعد أحد يكترث بعظمة القيم الأخلاقية و ما قد ينجم عن ضياعها من قواميسنا لم يبقى ثمة شيء عندنا إسمه "حرمة" ، انتهاكات لا تحصى ليلا و نهارا يمارسها الجاهل و المتعلم بل و ربما أصبحت تصدر من المتعلم أكثر من الجاهل ، مدام قد غرسنا في أعماقنا "عقيدة" ، مبدأها " من أجل تحقيق الهدف تهون كل الوسائل و تسقط قداسة كل المقدسات مبريين كل ذلك بكلمة واحدة "normal" ، أي عادي ، الغش = عادي السرقة= عادي، بيع الدين= عادي .. الكل = عادي، كلمة واحدة فقط ، نتحجج بها ونختبئ ورآها ، هي وحدها تكفي عندنا و توفي بالغرض لمحو كل شيء و التخلص بالسرعة من كل العواقب، و التحرر من كل المراقبات ، الداخلية و الخارجية ، مفردة فرنسية الأصل ، لكن يبدوا أنها "جزائرية النطق و الاستعمال" ، و ماذا بعد هذا المبدأ إلا الخراب كل الخراب لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن ما أطلعتنا عليه بعض وسائل الإعلام ، خاصة شبكة الانترنت حول ما جرى مؤخرا في بعض مراكز الامتحان لنيل شهادة البكالورية ، من تجاوزات و أعمال غش، إن لم نقل هجوم و سطو على حرمة هذه الشهادة لأمر كارثي ، بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، و عواقب ذلك لا يعلمها إلا الله . أقول و أتسأل مثل ما يسأل الكثير من غيري ، هل أفعال مثل هذه ستبقي لشهاداتنا مصداقية على المستوى الدولي? هل سيقبل الغرب من شبابنا ، "شهادة مغتصبة" لالتحاق بمعاهدهم و جامعاتهم? ، أكيد أن الغرب ليس غبيا إلى هذا الحد ، ثم هل سيبقى يحترم الغرب متعلما جزائريا خريج المدرسة الجزائرية ? ، المعلوم و المعروف عن الغرب انه لا و لن يحترم الغشاشين و اللصوص . ربما يقول قائل : هذه ليست مشكلة ، فنحن "متعودين" على عدم احترام الغرب لنا ، فهو أمر إذا ليس بجديد علينا ، لكن يا ترى ، هل فينا على الأقل ، من يثق في نتائج فحص طبيب ، أو إجراء عملية جراحية عنده ، و هذا الأخير كان قد اعتمد في تكوينه على "علم الغش " ، لأن المثل يقول: " من شب على شيء ، شاب عليه" ، وبتالي ، فمن غش في امتحان البكالورية ، يستطيع أن يكرر فعلته في كل مرة ، بل و يصبح الغش و النصب جزء من مكونات شخصيته و هويته ، فبالمنطق ، أكيد ، سيعتمد على هذه التقنيات خلال طول حياته الدراسية العلية ، مدام أنه متعود منذ الصغر على ارتداء كسوة من صنع شركة جزائرية بحتة مشهورة بجودتها وطنيا اسمها شركة normal" " ، هي كسوة تقتل في النفس ، الحياء و الكبرياء ، تغتال الشهامة ، في مهدها ، إلى غير ذلك من دواعي استعمالها إن صاحب "عقيدة normal" ، تهون كل الحرمات و المحرمات أمامه و يصبح كل شيء ممكنا و متاحا ، بل و مرخصا به ، مدام النتيجة و المصلحة الشخصية هي الأهم !! ، و الله اعلم في المستقبل، إن نسن قوانين " صارمة " تحفظ و تضمن هذه العقيدة لتتحول إلى حق شرعي ! ? ، حينها سنقرأ عن وجودنا سورة ياسن ، أقول هذا، رغم أني متفائل بمستقبلنا ، إلى درجة ، يصفني ، الأقرب مني بالسخف أحيانا ، لكن أكبر ما أخشاه أن يصبح الغش في الامتحانات موضة نفتخر بها ، لان الكثير من السلوكيات كانت مجرد حالات شاذة كبرت شيئا فشيئا حتى أصبحت ، ظاهرة اجتماعية قبلنا بها و تكيفنا معها ، و ذلك ربما لأننا لم نستطع أن نصححها أو تمحيها من يومياتنا ، فصرنا نقول عنها normal.. أي مقبولة و لا شيء في ذلك ، مع أن ديننا يقول من رأى منكم منكرا فليغيره و لو بقلبه ...
و الله ايجيب الخير
ن/ عيسى
تيبازة